وفي ليلته أمسى غالب بن عبد الله ومن معه #~~~قريب من الميفعة~~~# متجهين إليها، فصلوا المغرب والعشاء، ثم ساروا قليلًا …
فوجد يَسَار رضي الله عنه طريقًا قد حفره السَّيل، فلمّا رآه كبَّر وقال: “والله هذا ما كنت أبحث عنه!”، اسلكوا في هذا الطريق الذي حفره الماء حتى ينتهي بكم، تجدون أنفسكم في أرض القوم، فساروا حوالي 17 كم في ثلاث ساعات تقريبًا بحسّ خفي، لا يتكلمون إلا همسًا حتى وصلوا #~~~الميفعة~~~# وهي في أرض بركانيّة سوداء، فقال لهم يسار: “لو صاح رجل شديد الصوت لأسمع القوم، فارتأوا رأيكم -ما ذا ترون نفعل الآن؟-“، فقال غالب الليثي -وهو قائد السريّة-: “انطلق بنا يا يسار أنا وأنت ونترك الباقي كمينًا” فخرج غالب ومعه يسار للاستطلاع ومعرفة حالة العدو، حتى اذا اقتربوا فرأوهم بأعينهم وسمعوا أصواتهم وصوت مواشيهم رجعا سريعًا، ثم تقدّم غالب بكامل سريّته حتى إذا اقتربوا من حيّ بني ثعلبة أكثر ما يمكن وقف غالب فرغّبهم في الجهاد، ونهاهم عن الإمعان في تتبع الهاربين، وتأكد من تآلف أفراد الكتيبة مع بعض، وقال: “إذا كبّرت فكبروا”.
وكانوا على أرض مرتفعة تشرف على القوم، فكبّر غالب رضي الله عنه، وكبّروا معه ثم نزلوا سريعًا إلى حيّ العدو، وأخذوا الماشية والغنم وقتلوا من تصدّى لهم، وتحرّكوا سريعًا عائدين للمدينة المنورة، فساروا غربًا في طريق غير التي جاءوا منها، حوالي 20 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~صبحا~~~# وقت صلاة الصبح تقريبًا، فصلوه عنده ثم أكملوا المسير حوالي 23 كم في أربع ساعات ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~الشقران~~~# وكمنوا بها للاستراحة بقيّة النهار إلى غروب الشمس.