وفي ليلته كان أحد تُجّار العرب قد جاء من نجد بتجارة، فقال للمسلمين: “رأيت قبائل ثعلبة وأنمارًا -الغطفانيّة- قد جمعوا لكم جُمُوعًا، وأراكم هادئين عنهم!”، …
فبلغ النّبي صلى الله عليه وآله وسلّم مقالته، أمر باستنفار المسلمين للخروج لوأد هذا التّجمُع قبل تحرُّكه من بلادهم.
فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم ومعه أربعمائة مُقاتل متجهين إلى #~~~بطن نخل~~~# من أرض نجد، فصّلوا المغرب والعشاء وأقاموا أوّل الليل، ثم ساروا شرقًا حوالي 19 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~العاقول~~~#، وقت صلاة الصُّبح، فصلوه به أو قريبًا منه، ووقفوا للاستراحة، ثم ساروا حوالي 24 كم في خمس ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~ذي القصّة~~~#، فوقفوا للاستراحة، وصلّوا بها الصلوات.
ووجدوا رجلًا من بني ثعلبة اسمه جبّار، فقالوا: “أين تُريد؟”، قال: “أُريد يثرب”، قالوا: “وما حاجتك بيثرب؟”، قال: “أردت أن أرتاد لنفسي وأنظر”، قالوا: “هل مررت بجمع أو بلغك خبر لقومك؟”، قال: “لا، إلا أنّه قد بلغني أنّ دعثور بن الحارث في أناس من قومه عُزل”، فأخذوه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم، فدعاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الإسلام فأسلَم، وقال: “يا مُحمد إنهم لن يُلاقوك؛ إن سمعوا بمسيرك هربوا في رءوس الجبال، وأنا سائر معك ودالّك على عورتهم”، فأقام معهم حتى يدُلّهم، وأمره النّبي صلى الله عليه وآله وسلَّم أن يكون مع بلال رضي الله عنه، وغربت الشمس وهم هناك.