وفي ليلته كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد علم أن بـ#~~~دومة الجندل~~~# -وهي على مشارف الشَّام- جمعًا كثيرًا، وأنهم يظلمون …
من يمرّ بهم من التُّجار والحمّالين، وكان بها سوق كبير وتُجّار، وقد تجمّع فيها عدد من الأعراب يريدون الإغارة على المدينة المنورة، وعلم النّبي صلى الله عليه وآله وسلم أن اقترابه من الشَّام يفزع قيصر.
فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين بالخروج، فخرج معه ألف مُقاتل، واستعمل سُباع بن عُرفطة الغفاري على المدينة المنورة يدير شئونها حتى عودته صلى الله عليه وآله وسلم، واختار دليلًا من بني عُذرة ماهر بالطُّرُق -لأنّ بلاد قبيلة بني عُذرة في طريق دومة الجندل فهم أعلم بطُرُقها- اسمه: مذكور، فصلوا المغرب والعشاء، ثم أسرعوا السير ليلًا حوالي 23 كم في أربع ساعات ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~وادي النقمي~~~#، ثم حوالي 16 كم في ثلاث ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~وادي مناة~~~#، وقت صلاة الصُّبح، فصلوه به أو قريبًا منه، وأقاموا النّهار للاستراحة، وصلوا الصلوات وغربت الشمس وهم هناك.