وفي ليلته استدعى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله بن جحش بعد صلاة العشاء وأمره أن يأتيه في الصباح بعد صلاة الفجر ومعه …
السلاح لأمر هام، فلما كان وقت الفجر جاء عبد الله بن جحش، وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أُبي بن كعب أن يكتب رسالة على صحيفة من أديم خولاني -جلد مدبوغ مصنوع بخولان باليمن-، ثم طواها صلى الله عليه وآله وسلم وأعطاها لعبد الله بن جحش وقال: «قد استعملتك على هؤلاء النفر -وهم ثمانية من المهاجرين ليس فيهم أنصاري-، فامض حتى إذا سرت ليلتين فانشُر كتابي، ثم امض لما فيه» -أي لا تفتحها إلا بعد مسير يومين-، قال عبد الله: “يا رسول الله أيّ ناحية؟”، فقال: «اسلك -طريق- النّجديّة، تؤم #~~~رُكْبَة~~~# -صحراء واسعة جنوب المدينة وشمال الطائف-».
فخرج عبدالله بن جحش ومن معه وكان كل اثنين يركبون بعيرًا؛ وهم أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وعكاشة بن محصن الأسدي، وعتبة بن غزوان، وسعد بن أبي وقاص، و عامر بن ربيعة، وواقد بن عبدالله التميمي، وخالد بن أبي البكير، والمقداد بن عمرو فساروا من #~~~المدينة المنورة~~~# “القُبّة الخضراء” حوالي 25 كم في خمس ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~الجثجاثة~~~# ثم حوالي 23 كم في أربع ساعات ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~وادي ريم~~~# فصلوا به الظهر والعصر وغربت الشمس وهم هناك.