وفي صبيحته أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أُسيد بن حُضير أن يأتيه بالأعرابي المشرك الذي حاول قتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم …
البارحة، وأطلع الله نبيّه على ما همّ به، وأخبره الأعرابي بسبب قدومه وإعطاء أبي سفيان له الأموال، فجاء به أُسيد بن حُضير رضي الله عنه فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «قد أمّنتك فاذهب حيث شئت!…أو خير لك من ذلك؟…»، قال الأعرابي: “وما هو؟”، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «تشهد أن لا إلاه إلا الله وأني رسول الله»، فقال الأعرابي: “أشهد أن لا إلاه إلا الله وأنك رسول الله!، والله يا محمد ما كُنت أخاف من الرجال، فما هو إلا أن رأيتك فذهب عقلي وضَعُفت، ثم اطَّلَعتَ على ما هممتُ به وما سبق به أحد إليك ولم يطلع عليه أحد فعرفت أنّك ممنوع، وأنّك على حق، وأنّ حزب أبي سفيان حزب الشيطان!”، فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتبسم، وأقام الأعرابي أيّاما يتعلم الإسلام ثم استأذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخرج ولم يُسمع له بذكر ولا يُعرف له اسم!
ثم أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمرو بن أميّة الضمري -وكان عمرو هذا رضي الله عنه فاتكًا في الجاهلية، من المحاربين الأشدّاء والفدائيين النوادر-، ومعه سلمة بن أسلم بن حريش [^1] وقال لهما: “اخرجا حتى تأتيا أبو سفيان بن حرب بمكّة، فإن أصبتما من غرّة -غفلة- فاقتلاه”، وذلك ردًّا على محاولته الخسيسة لاغتيال النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فخرجا مُسرعين على جملين لهما، فسارا حوالي 10 كم في ساعتين تقريبًا حتى وصلا #~~~ذو الحليفة~~~#، ثم حوالي 22 كم في أربع ساعات ونصف تقريبًا حتى وصلا #~~~ملل~~~# وغربت الشمس وهما هناك.
[^1 ]: وقيل جبّار بن صخر الأنصاري بدل سلمة بن أسلم بن حريش.