وفيه كان عبد الله بن أبي حدرد ومن معه قد نزلوا #~~~الغابة~~~# مختبئين حول مُعسكر رفاعة بن قيس الذي جاء ليجمع قبائل قيس عيلان …
عى مُحاربة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أمر عبد الله صاحبيه أن يختبئًا في الجانب الآخر من المُعسكر، وقال لهما: “إذا رأيتماني كبّرت وهاجمت العدو فكبّرا وهاجما معي”.
ولمّا أظلم الليل بعد وقت العشاء -حوالي الساعة السابعة مساءًا-، وكان فيهم راعٍ قد خرج يسرح بالأغنام بعيدًا عن مكان تمركزهم، فخافوا عليه لمّا تأخّر، فقام رفاعة بن قيس هذا وقال: “والله لأتبعن أثر راعينا هذا ولقد أصابه شرّ”، فقال بعض من معه: “والله لا تذهب أنت، نحن نكفيك”، قال: “والله يا يذهب إلا أنا!”، قالوا: “فنحن معك”، قال: “والله لا يتبعني أحد منكم”.
وخرج رفاعة بن قيس حتى مرّ قريب من مخبأ عبد الله بن أبي حدرد، فضربه عبد الله بسهم فقتله، وقفز إليه فقطع رأسه، وكبّر فكبّر من معه وهجموا جميعًا على المُعسكر، فخرجوا جميعًا هاربين وحملوا ما خفّ معهم، فأخذ عبد الله ومن معه ما كان معهم من إبل وغنم كثيرة، وأخذ رأس رفاعة بن قيس يحمله معه -كدليل على تمام العمليّة بنجاح-.
فساروا عائدين للمدينة المنوَّرة حوالي 13 كم في ساعتين ونصف تقريبًا حتى وصلوها قريب من مُنتصف الليل -حوالي الساعة 11:30- تقريبًا، وأخبروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما كان.
وأعطاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من هذه الإبل التي غنموها ثلاثة عشر بعيرًا يستعين بها على تكاليف زواجه.