وفي ليلته أمسى بشير بن سعد الأنصاري ومن معه عند #~~~وادي جُبار~~~# عائدين للمدينة المنوَّرة، فصلوا المغرب والعشاء …
وأقاموا أوّل الليل ثم ساروا حوالي 25 كم في خمس ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~سلاح~~~# وقت صلاة الصبح فصلوه به أو قريبًا منه، ووقفوا للاستراحة، ووجدوا جاسوسًا من جواسيس عُيينة بن حصن الفزاري، فأمسكوا به وقتلوه، ووجدوا جمعًا لعُيينة لا يشعرون بهم، فناوشوهم فهرب الغطفانيّون، وطاردهم المسلمون فأسروا منهم رجلين.
وانطلق عُيينة بن حصن الفزاري قائدهم يعدوا بفرسه هاربًا يخاف الأسر، فلقيه حليفه الحارث بن عوف المُرّي فقال: “إلى أين يا عُيينة؟ قف أُكلِّمَك”، قال عُيينة: “لا، ما أقدر، فخلفي أصحاب محمد يطاردونني”، فقال الحارث: “أما لك بعدُ أن تُبصر ما أنت عليه؟ إن محمدًا قد وطئ البلاد وأنت وضع في غير شيء”، ثم تنحّى الحارث عن الطريق واختبأ حتى لا يراه فرسان المسلمين فيأخذوه، ولم يكن أحد يريده، إنّما أصابه الرُّعب، وبقي مكانه حتى غربت الشمس.
ثم أكملوا المسير عائدين للمدينة المنورة حوالي 22 كم في أربع ساعات ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~العين~~~#، فوقفوا للاستراحة وغربت الشمس وهم هناك.