وفيه كانت بلاد قبائل محارب وثعلبة وأنمار -وهي من قبائل غطفان- قد أجدبت، ووقعت أمطار وفيرة في شرق وجنوب شرق المدينة المنورة، …
مما جعل هذه القبائل تطمع في هذه المنطقة الخصبة بالنبات، والتي تدخل في نطاق مراعي المدينة المنورة، ووصلت الأخبار إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتدبير هؤلاء الأعراب للإغارة على المدينة والتعدّي على مراعيها نواحي منطقة #~~~هيفاء~~~#، فأرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبو عبيدة بن الجراح ومعه أربعين مقاتلًا إلى بلادهم عند #~~~ذو القصّة~~~#، لتأديب هذه القبائل وردعها.
فخرج أبو عبيدة بن الجراح ومن معه في ليلته بعد صلاة المغرب مشاة على أرجلهم، فساروا حوالي 19 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~العاقول~~~#، ثم حوالي 25 كم في خمس ساعات تقريبًا حتى وصلوا ذو القصّة وقت الفجر تقريبًا.
وأغاروا على قبائل محارب وثعلبة وأنمار بذي القصّة، فهربت القبائل إلى الجبال، وطاردتهم السريّة في كل جهة، فلم يدركوا منهم إلا رجلًا واحدًا أمسكوه، فأسلم وتركوه، وأخذوا أغنام وإبل وبعض أدواتهم مما تركوا أثناء هروبهم، وصلّى أبو عبيدة ومن معه الصُّبح هناك ومكثوا حتّى غروب الشّمس.