وفي ليلته أمسى النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم …
ب#~~~الحُدَيبيَة~~~# وقد عقد الصلح مع قُرَيْش، واتفقوا على عدّة بنود:
– يرجع النبي هذا العام ويعتمر العام القادم بدل عمرته هذه، ولا يدخل مكّة بغير سلاح المُسافر.
– الهدنة بين المسلمين والمشركين 10 سنين، يكفّون فيها عن الحَرْب.
– من جاء من قُرَيْش مُسلِمًا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم ردَّه إليهم.
– ومن جاء من المُسلمين إلى قُرَيش مُرتدًا لم يردّوه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
– من أراد من قبائل العَرَب أن يدخل في المعاهدة في جانب النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل، ومن أراد أن يدخل في جانب قريش دخل، فدخلت خُزاعة في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ودخلت بنو بكر في عهد قُرَيْش.
وفي صبيحته أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم الناس أن ينحروا هديهم ويحلقوا رؤوسهم، فسكتوا ولم يستجب منهم أحد مما نزل بهم من غم وضيق، حيث ظنّوا للرؤيا التي رآها النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنَّهم يدخلون مكَّة هذا العام فيعتمرون ويحلقون ويقصِّرون، فغضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودخل على أم سلمة زوجه رضي الله عنها وأخبرها بما كان من الناس، فأشارت عليه وقالت: “يا رسول الله، اخرج فلا تُكَلِّم أحدًا حتى تنحر هديك وتحلق رأسك، فإنهم إن رأوا ذلك تابعوك”، فخرج صلى الله عليه وآله وسلم فلم يكلِّم أحدًا، ونحر بيده جملًا وأمر ناجية بن جُندب أن ينحر ما بقي، وجلس في خيمة من جِلد أحمَر، فأمر خِراش بن أميَّة أن يحلق رأسه فحلقها، فلمّا رأى المسلمون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد نحر وحلق قاموا فنحروا وجلسوا يحلقون رؤوس بعض، حتى جرحوا بعضهم خطأً وهم يحلقون من شِدَّة الغَم، فحلق بعضهم وقصَّر البعض الآخر، فأخرج صلى الله عليه وآله وسلم رأسه من الخيمة وقال: «اللهم ارحم المُحلِّقين، اللهم ارحم الُمحلِّقين، اللهم ارحم المحلِّقين»، قالوا: “والمقصرين يا رسول الله”، قال: «والمقصرين»، فقالوا: يا رسول الله لم دعوت للمحلقين ثلاثًا وللمقصرين مرة واحدة؟، فقال: «لم يَشُكُّوا».