وفي ليلته أمسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم…
في الحُدَيبيَة وقد نزلها قادمًا للعُمرَة، فلمَّا بركت ناقته عند حدود الحرم المكي رجع ونزل الحُدَيْبيَة وكان قد عزم ومن معه من المسلمين أن يقاتلوا من صدَّهم عن البيت، ثم رجعوا عن ذلك ونزلوا #~~~الحُدَيبيَة~~~# يتفاوضون مع قُريش لدخول مكَّة.
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أرسل قبل الأمس عثمان بن عفان إلى قريش يخبرهم بما جاء له، فأرسل بعض سُفهاء قُريش مِكرِز بن حفص قائدًا على خمسين رجلًا منهم ليتحرشوا بمعسكر المُسلمين فيأخذوهم على غِرَّة، ويصيبوا منهم ما استطاعوا، فانقلب تدبيرهم عليهم وقبض عليهم مُحمد بن مسلمة ودوريَّته الليلة أثناء حراسة مُعسكر المُسلمين وأتى بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان فيمن أُسِر عمرو بن أبي سُفيان بن حرب، وفرّ من فرّ منهم فأبلغ قُريشًا بما كان، فخرج بعض سُفهاء قريش إلى الحُديبية وقذفوا المسلمين بالحجارة والنِّبال، فأمر النّبي صلى الله عليه وآله وسلم بهم فحُبسوا أيضًا مع الخمسون الذي أتوا ليلًا مُتحرشين بمعسكر المسلمين، فقُيّدوا وجعلوا ينظرون إلى المُسلمين.
وقال بعض المسلمين للنبي صلى الله عليه وآله وسلَّم: يا رسول الله، وصل عثمان إلى البيت فطاف!، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «ما أظنُّ عثمان يطوف بالبيت ونحن محصورون»، فقالوا: “وما يمنعه وقد وصل إلى البيت؟”، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «ظنِّي به ألّا يطوف حتى نطوف».