وفي ليلته أمسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمنطقة #~~~السَّيَالة~~~#، فصلى المغرب والعشاء هو ومن معه في رحلة عُمرة الحُدَيبية، …
ثم استراح بها يسيرًا قبل أن يواصل المسير حوالي 25 كم في ست ساعات تقريبًا إلى #~~~عِرق الظُبيَة~~~# ووصلها وقت الفجر فصلى بها الصبح، ثم أكمل حوالي 5 كم أخرى في ساعة تقريبًا إلى #~~~الرَّوحَاء~~~# فنزله وقت الضحى للاستراحة.
وفي الرَّوحاء وجد النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم جماعة من قبيلة بني نَهْد معهم بعض المَاشِيَة والخِرَاف، فدعاه إلى الإسلام فلم يستجيبوا له، فأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبنًا مع رجل منهم هديّة، فلم يقبلها منهم، وقال: «لا أقبل هديَّة مُشْرِك»، وأمر أصحابه أن يشتروا منهم، ففرح أولئك الأعراب، وجاءوا بثلاثة أَضُبّ أحياء يعرضونها على الركب كانوا قد اصطادوها في الصحراء، فاشتراها بعض الصحابة ممن لم يكونوا مُحرِمين في الرَّكب، فأكلوا وعرضوا على المُحرِمين، فرفض المُحرمين الأكل حتى يسألوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك، فلمّا سألوه، قال: «كُلُوا، فكل صيدٍ حلال في الإحرام تأكلونه إلّا ما صِدّتم أو صِيْدَ لكم»، قالوا: يا رسول الله، ما صِدنا، ولا صادته إلا هؤلاء الأعراب، أهدوا لنا وما يدرون أن يلقونا، إنما هم قوم سيّارة يصبحون اليوم بأرض وهم بالغد بأرض أخرى يتبعون الغيث، وهم يريدون سحابة وقعت من الخريف بفرش مَلَل، فدعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلًا منهم فسأله: «أين تريدون؟»، فقال: يا محمد ذكرت لنا سحابة وقعت بفرش مَلَل منذ شهر، فأرسلنا رجلًا منا يرتاد البلاد، فرجع إلينا، فخبَّرنا أن الشّاة قد شَبِعَت وأن البعير يمشي ثقيلًا مما جمع من الحوض، وأن الغُدُر كثيرة مرويَّة، فأردنا أن نلحق به.
وصلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الظهر بالروحاء بعد أخذ قسط من الراحة ثم ارتحل غربًا حوالي 8 كم في ساعتين تقريبًا إلى أن وصل منطقة #~~~المُنصَرَف~~~# فصلى بها العصر، ومكث حتى غروب الشمس.