وفي ليلته أمسى عمرو بن أميّة الضمري عند #~~~سد معاوية~~~# عائدًا للمدينة المنوَّرة، وقد قُتِل جميع أصحابه القُرَّاء ولم ينج غيره،…
فصلى المغرب والعشاء وسار حوالي 17 كم في ثلاث ساعات حتى وصل #~~~شرق حرّة واقِم~~~# وقت صلاة الصبح فصلاه بها أو قريبًا منها، ووقف للاستراحة.
ثم سار حوالي 16 كم في ثلاث ساعات تقريبًا حتى وصل #~~~صِرار~~~#، فوجد رجلين من بني كِلاب، كانا قد قدما على النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم فكساهما وأعطاهما الأمان، وعمرو بن أميّة لا يعلم بذلك، فتركهما ينامان ثم وثب عليهما فقتلهما جزاء ما قتلت بنو عامر أصحاب بئر معونة.
ثم سار حوالي 7 كم في ساعة ونصف تقريبًا حتى دخل #~~~المدينة المنوَّرَة~~~# وقت الضُّحى، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما كان من أمر بني عامر وقتلهم القُرّاء فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أنت من بينهم -يعني أنت الناجي الوحيد-؟؟، ما بعثتك قطّ إلا رجعت إليّ من بين أصحابك!»، والنبي صلى الله عليه وآله وسلَّم يقول: «هذا عمل أبي براء، لقد كُنت لهذا كارهًا»، وجائت رسالة الضَّحاك بن سُفيان الكِلابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم بمُصاب أصحاب بئر معونة بالتزامن مع وصول عمرو بن أميّة الضمري تقريبًا، فلمّا قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رسالته وسؤاله عن طيران عامر بن فهيرة بعد قتله قال: “إن الملائكة وارت جُثّته وأُنزِل عليّين”، وأرسلها مع رسول الضحّاك رضي الله عنه ليعود بها إليه.
وأخبر عمرو بن أميّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقتله الرجلين من قبيلة كِلاب اللذان وجدهما في الطّريق ثأرًا لأصحاب بئر معونة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: «بئس ما صنعت، قتلت رجلين كان لهما مني أمان وجوار!، لأدفعنّ ديتهما»، وأرسل عامر بن الطّفيل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يقول: “إن رجلًا من أصحابك قتل رجلين من أصحابنا ولهما منك أمان وجِوار”، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ديّتهما، ديّة حُرّين من المسلمين، فبعث بها إلى بني عامر.