ومن الوفود ضمام بن ثعلبة،…
بينا رسول الله بين أصحابه متكئا جاء رجل من أهل البادية ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول، فأناخ جمله في المسجد ثم قال: أيكم ابن عبد المطلب؟ فدلّوه عليه فدنا منه وقال: إني سائلك فمشدّد عليك المسألة فلا تجد عليّ في نفسك. فقال: “سل ما بدا لك“، فقال:
أنشدك بالله: الله أرسلك إلى الناس كلّهم؟ فقال: “نعم“، فقال أنشدك بالله: الله أمرك أن نصلي خمس صلوات في اليوم والليلة؟ قال: “اللهم نعم“، فقال أنشدك بالله: الله أمرك أن تأخذ من أموال أغنيائنا فتردّه على فقرائنا؟ قال: “اللهم نعم“، قال أنشدك بالله: الله أمرك أن نصوم هذا الشهر من اثني عشر شهرا؟ قال: “اللهم نعم“، قال أنشدك بالله: الله أمرك أن نحجّ هذا البيت من استطاع إليه سبيلا؟ قال: “اللهم نعم“، قال: فإني قد امنت وصدقت وأنا ضمام بن ثعلبة. ولمّا ولّى قال عليه الصلاة والسلام: “فقه الرجل“. ثم ذهب ضمام إلى قومه، ودعاهم إلى الإسلام وترك عبادة الأوثان فأسلموا كلهم.