نوفل بن الحارث بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مناف، وكان يكنى أبا الحارث بابنه الحارث وكان نوفل- فيما قيل- اسن من اسلم من بنى …
هاشم، وكان اسن من عميه حمزه والعباس واسن من اخوته: ربيعه وابى سفيان وعبد شمس بنى الحارث، واسر نوفل بن الحارث ببدر.
قال ابن سعد: أخبرنا على بن عيسى النوفلي عن ابيه، عن عمه إسحاق بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: لما اسر نوفل ابن الحارث ببدر، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «افد نفسك يا نوفل» قال: ما لي شيء افدى به يا رسول الله، قال:«افد نفسك برماحك التي بجده» قال: اشهد انك رسول الله، وفدى نفسه بها، وكانت الف رمح وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين نوفل والعباس بن عبد المطلب، وكانا قبل ذلك شريكين في الجاهلية متفاوضين في المال متحابين، وشهد نوفل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا والطائف، وثبت يوم حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واعان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوه حنين بثلاثة آلاف رمح، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كأني انظر الى رماحك يا أبا الحارث تقصف اصلاب المشركين».
وتوفى نوفل بن الحارث بعد ان استخلف عمر بن الخطاب بسنه وثلاثة اشهر فصلى عليه عمر، ثم مشى معه الى البقيع، حتى دفن هناك.
وابو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، كان أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعه ارضعته حليمه أياما وكان يألف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عاداه وهجاه وهجا اصحابه، فمكث عشرين سنة مناصبا لرسول الله، لا يتخلف عن موضع تسير فيه قريش لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ذكر شخوص رسول الله ص الى مكة عام الفتح القى الله عز وجل في قلبه الاسلام، فتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقيه قبل نزوله الأبواء، فاسلم هو وابنه جعفر، وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فشهد فتح مكة وحنينا.
قال ابو سفيان: فلما لقينا العدو بحنين اقتحمت عن فرسي وبيدي السيف صلتا، والله يعلم انى اريد الموت دونه، وهو ينظر الى فقال العباس: يا رسول الله، هذا اخوك وابن عمك ابو سفيان بن الحارث، فارض عنه، قال: «قد فعلت»، فغفر الله عز وجل له عداوة عادانيها، ثم التفت الى فقال: أخي لعمري! فقبلت رجله في الركاب.
قالوا: ومات ابو سفيان بن الحارث بالمدينة بعد أخيه نوفل بن الحارث باربعه اشهر الا ثلاث عشره ليله، ويقال: بل مات سنه عشرين وصلى عليه عمر بن الخطاب، ودفن في ركن دار عقيل بن ابى طالب بالبقيع، وكان هو الذى حفر قبر نفسه قبل ان يموت بثلاثة ايام.