كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ، عَنْ شُعَيْبٍ، عَنْ سَيْفٍ،عَنْ مُحَمَّدٍ وَطَلْحَةَ وَالْمُهَلَّبِ وَعَمْرٍو وَسَعِيدٍ، قالوا: فتوح المدائن السواد وحلوان وماسبذان وقرقيسيا، …
فكانت الثغور ثغور الكوفة أربعة: حلوان عليها القعقاع بْن عمرو، وماسبذان عليها ضرار بْن الخطاب الفهري، وقرقيسياء عليها عمر بْن مالك أو عمرو بْن عتبة بْن نوفل بْن عبد مناف، والموصل عليها عبد اللَّه بْن المعتم، فكانوا بذلك، والناس مقيمون بالمدائن بعد ما تحول سعد إلى تمصير الكوفة، وانضمام هؤلاء النفر إلى الكوفة واستخلافهم على الثغور من يمسك بها ويقوم عليها، فكان خليفة القعقاع على حلوان قباذ بْن عبد اللَّه، وخليفة عبد اللَّه على الموصل مسلم بْن عبد اللَّه، وخليفة ضرار رافع بْن عبد اللَّه، وخليفة عمر عشنق بْن عبد اللَّه، وكتب إليهم عمر أن يستعينوا بمن احتاجوا إليه من الأساورة، ويرفعوا عنهم الجزاء، ففعلوا فلما اختطت الكوفة وأذن للناس بالبناء، نقل الناس أبوابهم من المدائن إلى الكوفة فعلقوها على ما بنوا وأوطنوا الكوفة وهذه ثغورهم، وليس في أيديهم من الريف إلا ذلك.
كتب إلي السري، عن شعيب، عن سيف، عن مجالد عن عامر، قال: كانت الكوفة وسوادها والفروج: حلوان، والموصل، وماسبذان وقرقيسياء ثم وافقهم في الحديث عمرو بْن الريان، عن موسى بْن عيسى الهمداني بمثل حديثهم، ونهاهم عما وراء ذلك، ولم يأذن لهم في الانسياح.
وقالوا جميعا: ولي سعد بْن مالك على الكوفه بعد ما اختطت ثلاث سنين ونصفا سوى ما كان بالمدائن قبلها، وعماله ما بين الكوفه وحلوان والموصل وماسبذان وقرقيسياء إلى البصرة، ومات عتبة بْن غزوان وهو على البصرة فظع بعمله، وسعد على الكوفة فولى عمر أبا سبرة مكان عتبة بْن غزوان، ثم عزل أبا سبرة عن البصرة، واستعمل المغيرة، ثم عزل المغيرة، واستعمل أبا موسى الأشعري.