عُمير بن عديّ الخطمي يقتُل عصماء بنت مروان
وفي ليلته كانت عصماء بنت مروان -من بني أميّة بن زيد وزوجها من بني خطمة- تؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم …
وتعيب الإسلام وتُحرِّض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشِعْرِها، وكان بعض بني خطمة يخفي إسلامه خوفًا من لسانها، فلمّا نصر الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون ببدر، وعادوا سالمين، أقسم عُمير بن عديّ -من بني خطمة- أن يقتلها لخيانتها لميثاق المدينة بالتحريض وبث القلاقل بين المجتمع وقت الحرب ومخالفتها لقانون المدينة، فأتى إليها في جوف الليل فدخل عليها بيتها وقتلها، وقدِم عُمير فصلّى الصبح مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وخاف عُمير أن يكون قد افتأت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقتلها -لكونه حاكم المدينة صلى الله عليه وآله وسلم-، لكنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم أكَّد على قانون المدينة من تفويض القبائل في تنفيذ الأحكام ذاتيًا فقال: «لا ينتطح فيها عنزان»، ثم قال: «إذا أحببتم أن تنظروا إلى رجل نصر الله ورسوله بالغيب، فانظروا إلى عُمير بن عديّ».
ولمّا رجع عُمير إلى قومه وجد أبنائها يدفنونها، فأقبلوا إليه وقالوا: “يا عُمير أنت قتلها؟”، قال: «نعم، فكيدوني جميعًا، ثم لا تُنظرون، فوالذي نفسي بيده لو قُلتُم بأجمعكم ما قالت لضربتكم بسيفي هذا حتى أموت أو أقتلكم»، فأقرّوه على ما فعل من تنفيذ لحُكم الإعدام، فلم يُطالب أحد بدمّها وظهر الإسلام ببني خطمة منذ ذلك اليوم [^1].
[^1]: وهذا هو المُعتبر بعد مُراجعة نصوص المصادر في القصّة ونصّ دستور المدينة، فمن حق القبائل طبقًا للدستور تنفيذ بعض الأحكام ذاتيًا دون الرجوع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما أنّ القانون ينص على أن من ظلم وأثِم -بالتحريض أو القتال- ضد الجماعة الوطنيّة، “فلا يوتغ إلا نفسه”، يعني لا يضرّ إلا نفسه ولا يؤخذ أهله بذنبه، ويكون التفويض في تقدير العقوبة أو العفو على القبائل ذاتها ومن تفوّضه القبيلة في ذلك.