فَأَجَابَهُ ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ الْفِهْرِيُّ، فَقَالَ:…
أَيَجْزَعُ كَعْبٌ لِأَشْيَاعِهِ … وَيَبْكِي مِنْ الزَّمَنِ الْأَعْوَجْ
عَجِيجَ الْمُذَكِّي رَأَى إلْفَهُ … تَرَوَّحَ فِي صَادِرٍ مُحْنَجْ
فَرَاحَ الرَّوَايَا وَغَادَرْنَهُ … يُعَجْعِجُ قسرا وَلم يجدج
فَقُولَا لِكَعْبٍ يُثَنِّي اُلْبُكَا … وَلِلنِّيءِ مِنْ لَحْمِهِ يَنْضَجْ
لِمَصْرَعِ إخْوَانِهِ فِي مَكَرٍّ … مِنْ الْخَيْلِ ذِي قَسْطَلٍ مُرْهَجْ
فَيَا لَيْتَ عَمْرًا وَأَشْيَاعَهُ … وَعُتْبَةَ فِي جَمْعِنَا السَّوْرَجْ
فَيَشْفُوا النُّفُوسَ بِأَوْتَارِهَا … بِقَتْلَى أُصِيبَتْ مِنْ الْخَزْرَجْ
وَقَتْلَى مِنْ الْأَوْسِ فِي مَعْرَكٍ … أُصِيبُوا جَمِيعًا بِذِي الْأَضْوُجْ
وَمَقْتَلِ حَمْزَةَ تَحْتَ اللِّوَاءِ … بِمُطَّرِدِ، مَارِنٍ، مُخْلَجْ
وَحَيْثُ انْثَنَى مُصْعَبٌ ثَاوِيًا … بِضَرْبَةٍ ذِي هَبَّةٍ سَلْجَجْ
بِأُحُدٍ وَأَسْيَافُنَا فِيهِمْ … تَلَهَّبُ كَاللَّهَبِ الْمُوهَجِ
غَدَاةَ لَقِينَاكُمْ فِي الْحَدِيدِ … كَأُسْدِ الْبَرَاحِ فَلَمْ تُعْنَجْ
بِكُلِّ مُجَلِّحَةٍ كَالْعُقَابِ … وَأَجْرَدَ ذِي مَيْعَةٍ مُسْرَجْ
فَدُسْنَاهُمْ ثَمَّ حَتَّى انْثَنَوْا … سِوَى زَاهِقِ النَّفْسِ أَوْ مُحْرَجْ
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَبَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشِّعْرِ يُنْكِرُهَا لِضِرَارٍ. وَقَوْلُ كَعْبٍ:
«ذِي النُّورِ وَالْمَنْهَجْ» عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ.