فَأَجَابَهُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، فَقَالَ:…
أَشَاقَكَ مِنْ أُمِّ الْوَلِيدِ رُبُوعٌ … بَلَاقِعُ مَا مِنْ أَهْلِهِنَّ جَمِيعُ
عَفَاهُنَّ صَيْفِيُّ الرِّيَاحِ وَوَاكِفٌ … مِنْ الدَّلْوِ رَجَّافُ السَّحَابِ هَمُوعُ
فَلَمْ يَبْقَ إلَّا مَوْقِدُ النَّارِ حَوْلَهُ … رَوَاكِدُ أَمْثَالِ الْحَمَامِ كُنُوعُ
فَدَعْ ذِكْرَ دَارٍ بَدَّدَتْ بَيْنَ أَهْلِهَا … نَوًى لِمَتِينَاتِ الْحِبَالِ قَطُوعُ
وَقُلْ إنْ يَكُنْ يَوْمٌ بِأُحْدٍ يَعُدُّهُ … سَفِيهٌ فَإِنَّ الْحَقَّ سَوْفَ يَشِيعُ
فَقَدْ صَابَرَتْ فِيهِ بَنُو الْأَوْسِ كُلُّهُمْ … وَكَانَ لَهُمْ ذِكْرٌ هُنَاكَ رَفِيعُ
وَحَامَى بَنُو النَّجَّارِ فِيهِ وَصَابَرُوا … وَمَا كَانَ مِنْهُمْ فِي اللِّقَاءِ جَزُوعُ
أَمَامَ رَسُولِ اللَّهِ لَا يَخْذُلُونَهُ … لَهُمْ نَاصِرٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَشَفِيعُ
وَفَوْا إذْ كَفَرْتُمْ يَا سَخِينَ بِرَبِّكُمْ … وَلَا يَسْتَوِي عَبْدٌ وَفَى وَمُضِيعُ
بِأَيْدِيهِمْ بِيضٌ إذَا حمش الوغى … فَلَا بُدَّ أَنْ يَرْدَى لَهُنَّ صَرِيعُ
كَمَا غَادَرَتْ فِي النَّقْعِ عُتْبَةَ ثَاوِيًا … وَسَعْدًا صَرِيعًا وَالْوَشِيجُ شُرُوعُ
وَقَدْ غَادَرَتْ تَحْتَ الْعَنَاجَةِ مُسْنَدًا … أَبِيًّا وَقَدْ بَلَّ الْقَمِيصَ نَجِيعُ
يَكُفُّ رَسُولُ اللَّهِ حَيْثُ تَنَصَّبَتْ … عَلَى الْقَوْمِ مِمَّا قَدْ يُثِرْنَ نُقُوعُ
أُولَئِكَ قَوْمٌ سَادَةٌ مِنْ فُرُوعِكُمْ … وَفِي كُلِّ قَوْمٍ سَادَةٌ وَفُرُوعُ
بِهِنَّ نُعِزُّ اللَّهَ حَتَّى يُعَزِّنَا … وَإِنْ كَانَ أَمْرٌ يَا سَخِينَ فَظِيعُ
فَلَا تَذْكُرُوا قَتْلَى وَحَمْزَةُ فِيهُمُ … قَتِيلٌ ثَوَى للَّه وَهْوَ مُطِيعُ
فَإِنَّ جِنَانَ الْخُلْدِ مَنْزِلَةٌ لَهُ … وَأَمْرُ الَّذِي يَقْضِي الْأُمُورَ سَرِيعُ
وَقَتْلَاكُمْ فِي النَّارِ أَفْضَلُ رِزْقِهِمْ … حَمِيمٌ مَعَا فِي جَوْفِهَا وَضَرِيعُ