بَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سِتَّة من زعماء الْأَصْحَاب مِنْهُم خبيب بن عدي صَاحب الكرامات وَالدُّعَاء المستجاب فَمَضَوْا صُحْبَة …
رَهْط من عضل والقارة وَكَانُوا قد قدمُوا على من يكرم ضَيفه ويرعى جَاره يطْلبُونَ مِنْهُ من يفقه قَومهمْ ويقرئهم الْقُرْآن حَتَّى إِذا نزلُوا بالرجيع مَاء لهذيل من نَاحيَة عسفان نفروا عَلَيْهِم بني لحيان ودهموهم غدرا فأهلكوا الْبَعْض وأسروا الْبَعْض ثمَّ قتلوهم صبرا.
وَلما أَجمعُوا على صلب خبيب قَالَ من أَبْيَات:
وَقد جمعُوا أَبْنَاءَهُم ونساءهم *** وَقربت من جذع طَوِيل ممنع
وَذَلِكَ فِي ذَات الْإِلَه وَإِن يَشَأْ *** يُبَارك على أوصال شلو ممزع
وَلست أُبَالِي بعد أَن مت مُسلما *** على أَي جنب كَانَ لله مصرعي
وَفِي خبيب يَقُول حسان بن ثَابت من أَبْيَات:
لَو كَانَ فِي الدَّار قوم ذُو مُحَافظَة *** حامي الْحَقِيقَة مَاض خَاله أنس
إِذا وجدت خبيبا مَجْلِسا فَسْحًا *** وَلم يشد عَلَيْك السجْن والحرس
وَفِي هُذَيْل يَقُول حسان بن ثَابت من أَبْيَات:
إِن سرك الْغدر صرفا لَا مزاح لَهُ *** فَآت الرجيع فسل عَن دَار لحيان
قوم تواصوا بِأَكْل الْجَار بَينهم *** فَخَيرهمْ رجلا والتيس مثلان
وَفِيهِمْ يَقُول من أَبْيَات:
فَلَا وَالله مَا تَدْرِي هُذَيْل *** أمحض مَاء زَمْزَم أم مشوب
وَمَا لَهُم إِذا اعتمروا وحجوا *** من الحجرين والمسعى نصيب
وَلَكِن الرجيع لَهُم مَحل *** بِهِ اللوم الْمُبين والعيوب
هم غروا بِذِمَّتِهِمْ خبيبا *** فبئس الْعَهْد عَهدهم الكذوب