بَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رَمَضَان عَام الْهِجْرَة وَعقد لَهُ لِوَاء يهدي بالبياض من لَونه إِلَى طَرِيق النُّصْرَة وَهُوَ أول لِوَاء عقده الرَّسُول …
وَحمله أَبُو مرْثَد الغنوي فَأكْرم بالحامل والمحمول.
فَسَار فِي ثَلَاثِينَ من الْمُهَاجِرين يطْلب عير أبي جهل بن هِشَام وَكَانَ قد آب فِي ثَلَاثمِائَة قرشي من بِلَاد الشَّام فَالْتَقوا بِسيف الْبَحْر من نَاحيَة الْعيص وَاصْطَفُّوا قائلين لَا محيد عَن الْقِتَال وَلَا محيص فَمشى بَين الْفَرِيقَيْنِ حليفها مجدي بن عَمْرو حَتَّى منعهما من الْوُقُوع فِي أشراك العراك وانفصل الْأَمر.
وَفِي هَذِه السّريَّة يَقُول حَمْزَة من أَبْيَات
فَمَا برحوا حَتَّى انتدبت لغارة *** لَهُم حَيْثُ حلوا ابْتغى رَاحَة الْفضل
بِأَمْر رَسُول الله أول خافق *** عَلَيْهِ لِوَاء لم يكن لَاحَ من قبل
فَلَمَّا تراءينا أناخوا فعقلوا *** مطايا وعقلنا مدى غَرَض النبل
وَقُلْنَا لَهُم حَبل الْإِلَه نصيرنا *** وَمَا لَهُم إِلَّا الضَّلَالَة من حَبل
فثار أَبُو جهل هُنَالك بَاغِيا *** فخاب ورد الله كيد أبي جهل
فيا للؤي لَا تطيعوا غواتكم *** وفيئوا إِلَى الْإِسْلَام والمنهج السهل