بعث بشير بن سعد إلى خيبر ولم يلق كيدا وبعث كعب بن عمير الغفاري إلى ذات أطلاح فأصيب أصحابه، قتلهم قضاعة، …
وعبد الرحمن بن عوف إلى كلب فتزوج تماضر بنت الأصبغ، وعلي بن أبي طالب إلى فدك فأخذها وعثمان بن عفان بالهدي، وعبد الله بن رواحة إلى خيبر ليكون بين علي وخيبر وفي هذه السنة وهي سنة ست تزوج رسول الله أم حبيبة ودخل بها سنة سبع، وفيها أسلم عمرو بن العاص.
وفيها بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس، وشجاع بن أبي وهب إلى الحارث بن أبي شمر، وسليط بن عمرو إلى هوذة بن علي الحنفي، وعبد الله بن حذافة إلى كسرى، ودحية بن خليفة إلى قيصر في الهدنة.
قال أبو عبيدة: وفيها قتل شيرويه أباه كسرى خسرو براز.
وفيها طاعون شيرويه، وفيها قتل شيرويه.
وفي سنة ست غزوة بني المصطلق.
حدثنا بكر عن ابن إسحاق، ووهب عن أبيه عن ابن إسحاق قال:: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر، ومحمد بن يحيى بن حبان قال: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق يجمعون له، فخرج إليهم فلقيهم على ماء من مياههم يقال له مريسيع من ناحية قديد، فاقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل من قتل منهم، ونفل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءهم ونساءهم وأموالهم عليه وكان فيما أصاب من السبايا جويرية بنت الحارث ابن أبي ضرار.
قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة قالت:: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق، وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن شماس أو لابن عم له، فكاتبت على نفسها، فأدى رسول الله كتابتها وتزوجها.
نا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال: حدثنا أيوب عن أبي قلابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبى جويرية بنت الحارث، فجاء أبوها فقال: إن ابنتي لا تسبى لأنها امرأة كريمة.
فقال: اذهب فخيرها، فقال: قد أحسنت وأجملت، فقال لها أبوها ليأخذها لا تفضحي قومك، فقالت: قد اخترت رسول الله فقال أبوها: فعل الله بك وفعل.
وفي هذه الغزاة قال أهل الإفك في عائشة ما قالوا ونزل فيها من القرآن: {إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُوا بِٱلإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ} [النور: 11] هؤلاء الآيات.
قال ابن إسحاق: وكانت الغزاة في شعبان، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فأقام بها شهر رمضان وشوال، وخرج في ذي القعدة معتمرا لا يريد حربا.
قال ابن إسحاق: فحدثني الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة ومروان ابن الحكم قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالا، وساق معه الهدي سبعين بدنة والناس سبع مائة.
نا عبد الوهاب عن خالد الحذاء عن الحكم بن عبد الله الأعرج عن معقل ابن يسار: أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وهو رافع غصنا من أغصان الشجرة عن رأس رسول الله يبايع الناس، فبايعوه على أن لا يفروا وهم يومئذ ألف وأربعمائة.
نا ابن زريع قال: نا سعيد عن قتادة قال: قلت لسعيد بن المسيب: بلغني أن جابر بن عبد الله يقول: كانوا أربع عشرة مائة، فقال: نسي جابر كانوا ألفا وخمس مائة.
نا بشر بن المفضل قال: نا قرة عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: وهم جابر رحمه الله هو حدثني أنهم كانوا ألفا وخمس مائة.
قال ابن إسحاق: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إلى مكة يعلمهم أنه لا يريد قتالا.
قال: فحدثني عبد الله بن أبي بكر قال: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عثمان قتل، فبايع الناس وقال: «لا نبرح حتى نناجزهم ثم بلغه أن ذلك باطل».
قال ابن إسحاق: ثم صالحه سهيل بن عمرو أن يرجع عامه ذلك، ويرجع عاما قابلا.