فيها غزوة الأبواء: وهي أول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، نا بكر عن ابن اسحاق، ووهب عن أبيه عن ابن اسحاق قال: إن أول …
غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر سنة اثنتين حتى بلغ ودان يريد قريشا وبني ضمرة فوادعه مخشي بن عمرو الضمري، وهي غزوة الأبواء.
وحدثني علي بن محمد عن أشياخه قال: خرج يوم الاثنين في صفر، ورجع مستهل شهر ربيع الأول وهي على أربع مراحل من المدينة إلى مكة.
قال ابن اسحاق: وفيها غزا بواط من ناحية رضوى في شهر ربيع الآخر يعترض عيرا لقريش فلم يلق كيدا.
قال علي بن محمد: خرج يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر،، ورجع لعشر، وهي على ثلاث مراحل من المدينة، من طريق الشام.
قال ابن اسحاق: ثم غزا غزوة العشيرة في جمادى الأولى، فلم يلق كيدا،، فوادع بني مدلج.
قال علي: خرج لمستهل جمادى الأولى، ورجع لخمس بقين منه.
قال ابن اسحاق: ثم خرج في طلب كرز بن جابر، وكان أغار على سرح المدينة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه، حتى بلغ سفوان من ناحية بدر في جمادى الآخرة، ورجع في رجب ولم يلق كيدا، وهي غزوة بدر الأولى.
قال علي: ثم غزا ناحية جهينة يوم الثلاثاء للنصف من شعبان، فلم يلق كيدا.
قال ابن اسحاق: وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبا سفيان أقبل من الشام في عير لقريش.
فخرج في طلبه.
قال ابن اسحاق: خرج في طلبه يوم الأربعاء لثلاث خلون من شهر رمضان وهي غزوة بدر.
قال ابن اسحاق: وحدثني أبو جعفر محمد بن علي قال: كانت وقعة بدر يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان.
نا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة مثل ذلك.
وحدثنا أبو داود قال: نا شعبة عن أبي اسحاق عن حجير عن علقمة والأسود عن عبد الله قال: التمسوا ليلة القدر يوم التقى الجمعان في تسع عشرة أو إحدى وعشرين.
قال: ونا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: نا عمرو بن عثمان بن موهب قال: سمعت موسى بن طلحة قال: سئل أبو أيوب عن يوم بدر فقال: إنه لسبع عشرة أو تسع عشرة خلت أو لثلاث عشرة أو إحدى عشرة بقيت.
حدثني خليفة قال: نا سليمان بن داود قال: نا هشيم قال: أنا حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن شداد قال: التقى الجمعان يوم تسع عشرة خلت من شهر رمضان.
قال ابن اسحاق: وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر آخر شهر رمضان، ويقال: في أول شوال، فأقام بالمدينة ليالي، ثم خرج بنفسه فغزا بني سليم، فبلغ ماء يقال له: الكدر فأقام ثلاث ليال ثم رجع ولم يلق كيدا.
قال ابن اسحاق: استخلف فيها محمد بن مسلمة.
قال ابن اسحاق: خرج لغرة شهر شوال ورجع لعشر خلون من شوال.
ثم غزوة السويق: قال ابن إسحاق: خرج في ذي الحجة.
قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ويزيد بن رومان أن أبا سفيان حين رجع إلى مكة ورجع فل قريش نذر ألا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدا.
فخرج في مائتي راكب من قريش.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه حتى بلغ قرقرة الكدر ثم انصرف.
قالوا: يا رسول الله أترجو أن تكون لنا غزوة ؟ قال: «نعم».
قال علي بن محمد: خرج يوم الأحد لسبع خلون من ذي الحجة، ورجع يوم الاثنين لثمان بقين منه.
تسمية من استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر من قريش، ثم من بني المطلب بن عبد مناف بن قصي: عبيدة بن الحارث
ابن المطلب، قتله عتبة بن ربيعة، قطع رجله فمات بالصفراء.
ومن بني زهرة: عمير بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة قتله عمرو بن عبد ود، وذ و الشمالين ابن عبد عمرو بن نضلة حليف لهم من خزاعة، قتله أسامة الجشمي.
ومن بني عدي بن كعب: عاقل بن البكير حليف لهم من بني ليث، قتله مالك بن زهير ومهجع مولى عمر بن الخطاب أتاه سهم فقتله.
ومن بني الحارث بن فهر: صفوان بن بيضاء، قتله طعيمة بن عدي.
قال علي بن محمد: عن عبد العزيز بن أبي ثابت عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: استشهد يوم بدر أبو أنسة مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن الأنصار من بني عمرو بن عوف: سعد بن خيثمة، قتله طعيمة بن عدي ويقال: عمرو بن عبد ود، ومبشر بن عبد المنذ ر بن زبير قتله أبو ثور ويقولون: زنبر.
ومن بني الخزرج: يزيد بن الحارث الذي يقال له: افسحم، قتله نوفل ابن معاوية.
ومن بني سلمة: عمير بن الحمام قتله خالد بن الأعلم.
ومن بني حبيب بن عبد حارثة: رافع بن المعلى، قتله عكرمة بن أبي جهل.
ومن بني عدي بن النجار: حارثة بن سراقة بن الحارث قتله، حبان بن العرقة بسهم وهو يشرب من الحوض.
ومن بني مالك بن النجار: عوف ومعوذ ابنا عفراء – عفراء أمهمما – هما
ابنا الحارث بن سواد، قتل معوذا أبو مسافع.
وجرح معاذا ابن ماعص أحد بني زريق فمات من جراحته بالمدينة.
حدثنا خليفة قال: نا بكر عن ابن إسحاق، ووهب عن أبيه عن ابن إسحاق قال: أول سرية بعث فيها عبيدة بن الحارث في شهر ربيع الأول في ثمانين راكبا، ويقال ستين من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد فبلغ سيف البحر حتى بلغ أحيا – ماء بالحجاز – بأسفل ثنية المرة فلقي بها جمعا عظيما من قريش ولم يك بينهم قتال، غير أن سعد بن مالك رمى يومئذ بسهم فكان أول سهم رمي به في الإسلام وانصرف بعضهم عن بعض.
قال ابن إسحاق: وهرب من المشركين يومئذ إلى المسلمين المقداد بن عمرو حليف بني زهرة وعتبة بن غزوان حليف بني نوفل بن عبد مناف وكانا مسلمين خرجا ليتوصلا بالمسلمين.
وكان على المشركين عكرمة بن أبي جهل.
قال ابن إسحاق: راية عبيدة أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن إسحاق: وبعض العلماء يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيعه حين قفل من غزوة الأبواء قبل أن يصل إلى المدينة.
قال علي بن محمد: أول سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب في شهر ربيع الأول من سنة اثنتين إلى سيف البحر من ناحية العيص من أرض جهينة.
قال ابن إسحاق: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب في ثلاثين راكبا من المهاجرين إلى سيف البحر فلقي أبا جهل في ثلاث مائه راكب من قريش، فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني وكان موادعا للفريقين، وانصرفوا ولم يك بينهم قتال.
قال ابن إسحاق: وبعض الناس يزعمون أن راية حمزة أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحدثني عمرو بن المنخل قال: حدثني رجل عن عاصم الأحول عن الشعبي قال: أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن جحش حليف بني أمية قال ابن إسحاق: ثم سرية سعد بن مالك في ثمانية رهط من المهاجرين فخرج حتى أتى الخرار من أرض الحجاز فلم يلق كيدا.
قال ابن إسحاق: وبعث في مغزاه من بدر الأولى في رجب عبد الله بن جحش بن رئاب في ثمانية من المهاجرين إلى نخلة فمرت به عير لقريش فيها عمرو بن الحضرمي، وأسر عثمان بن عبد الله بن المغيرة، والحكم بن كيسان مولى هشام بن المغيرة، وذلك في آخر رجب، فأقام الحكم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل ببئر معونة، وفدي عثمان بن المغيرة، وقال عبد الله بن جحش: إن لرسول الله عليه السلام مما غنمتم الخمس، وذلك قبل أن يفرض الله الخمس، فعزل لرسول الله خمس العير وقسم سائرها بين أصحابه.
قال ابن إسحاق: والحديث في هذا عن الزهري ويزيد بن رومان عن عروة ابن الزبير.
قال ابن إسحاق: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن غالب الليثي في شوال.
قال علي بن محمد: بعثه لعشر خلون من شوال، ورجع لست عشرة خلت منه.
قال ابن إسحاق: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يتجسسان خبر العير، وبعث بسبس بن عمرو وعدي بن أبي الزغباء ليعلما خبر أبي سفيان بن حرب وفي هذه السنة وهي سنة اثنتين صرفت القبلة.
يقول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ} [البقرة: 144].
قال: ونا أبو داود قال: نا المسعودي عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس بعد بقدومه إلى المدينة ستة عشر شهرا فأنزل الله {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144].
وحدثنا أبو داود قال: نا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا بعد قدومه من المدينة.
نا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة مثله.
قال: وسمعت عبد الوها ب بن عبد المجيد يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت سعيد بن المسيب يقول: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا، وحول قبل بدر بشهرين.
نا الضحاك بن مخلد قال: نا عثمان بن سعد الكاتب عن أنس بن مالك قال: صرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيت المقدس بعد تسعة أشهر أو عشرة بينا هو يصلي الظهر بالمدينة صلى ركعتين نحو بيت المقدس انصرف بوجهه إلى الكعبة، {سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا} [البقرة: 142] نا أبو الوليد عن زائدة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس: بعد ستة عشر شهرا.
حدثنا بكر عن ابن إسحاق، ووهب عن أبيه عن ابن إسحاق قال: صرفت القبلة في رجب بعد سبعة عشر شهرا بعد قدومه.
حدثنا ابن أبي عدي عن أشعث عن الحسن قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سنتين نحو بيت المقدس ثم أمرنا بالقبلة.
وفيها ابتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة.
نا وكيع قال: نا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن عروة عن عروة.
عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وابتنى بي في شوال.
وحدثني علي بن محمد عن أبي زكريا العجلاني عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: ابتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة بعد رجوعه من بدر.
وفي هذه السنة ولد عبد الله بن الزبير، وهو أول مولود من المهاجرين، وفيها ولد النعمان بن بشير بن سعد، وفيها ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن إسحاق: ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاء خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وما فتح الله عليه يوم بدر.
وفيها تزوج علي بفاطمة، وفيها أنزلت فريضة شهر رمضان، وفيها مات عثمان بن مظعون.