ثمَّ خرج الْمُسلمُونَ أَيَّام الْحَج وهم سَبْعُونَ رجلا يسلكون إِلَى أم الْقرى طلبا للقرى سبلا فَلَمَّا أناخوا بفنائها واستافوا الأرج من أرجائها …
حَضَرُوا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتكلم مَعَه فِي أَمر الْهِجْرَة الشَّرِيفَة من تكلم فَوَعَدَهُمْ شعب الْعقبَة لَيْلَة النَّفر الأول فَاجْتمعُوا واثقين بوعده الَّذِي بِهِ عَلَيْهِم تطول وأنهوا إِلَيْهِ مَا يبغونه من النَّصْر ويقصدونه وَبَايَعُوهُ على الْوَفَاء والصدق وبذل المهج دونه وَاخْتَارَ مِنْهُم اثنى عشر نَقِيبًا وَجعل كل مِنْهُم على قومه كَفِيلا ورقيبا فَلَمَّا فرغوا من مقالهم أَمرهم بِأَن يَنْفضوا إِلَى رحالهم.
وَعلمت قُرَيْش بخبرهم فجدوا فِي اتِّبَاع أَثَرهم فأدركوا سعد بن عبَادَة وأمسكوه وخلص مِنْهُم بعد أَن كَادُوا يهلكوه ثمَّ انصرفوا إِلَى طيبَة الطّيبَة أَجْمَعِينَ متوكلين على كَافِي من عَلَيْهِ يتوكل وَبِه يَسْتَعِين
وَفِي ذَلِك يَقُول كَعْب بن مَالك من أَبْيَات
شالا أبلغ أَبَيَا أَنه فال رَأْيه *** وحان غَدَاة الشّعب والحين وَاقع
وأبلغ أَبَا سُفْيَان أَن قد بدا لنا *** بِأَحْمَد نور من هدى الله سَاطِع
أَبى الله مَا منتك نَفسك أَنه *** لمرصاد أَمر النَّاس رَاء وسامع