1 الجغرافيا
لم يهتم أحد من أهل السير والمغازي بتفصيل معالم خط سير الجيش من المدينة إلى دومة الجندل، مكتفين بالإشارة لكونها موضعا معلوما به حصن وقُرى على طريق الشام- المدينة المنورة بينها وبين المدينة ثلاثة عشر مرحلة تقطع في خمسة عشر أو ستة عشر ليلة، ومعالم هذه المراحل تم دراستها بتفصيل في طرق المدينة المنورة الشمالية:
دُومَة الجَنْدَل
قال الحموي في معجم البلدان (ج.2، ص.487): “بضم أوله وفتحه، وقد أنكر ابن دريد الفتح وعدّه من أغلاط المحدّثين، وهي على سبع مراحل من دمشق، بينها وبين مدينة الرسول صلى الله عليه وسلّم، وقال أبو سعد دومة الجندل في غائط من الأرض خمسة فراسخ، قال: ومن قبل مغربه عين تثجّ فتسقي ما به من النخل والزرع، وحصنها مارد، وسميت دومة الجندل لأن حصنها مبنيّ بالجندل، وقال أبو عبيد السكوني: دومة الجندل حصن وقرى بين الشام والمدينة قرب جبلي طيّء كانت به بنو كنانة من كلب، قال: ودومة من القريات، من وادي القرى إلى تيماء أربع ليال، والقريات: دومة وسكاكة وذو القارة، فأما دومة فعليها سور يتحصن به، وفي داخل السور حصن منيع يقال له مارد، وهو حصن أكيدر الملك”.
قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.564): “دومة الجندل: بضم الدال، وهي مابين برك الغماد ومكة،… وقيل أيضًا؛ إنها ما بين الحجاز والشام، والمعنى واحد وإن اختلفت العبارة. ودومة هذه على عشر مراحل من المدينة، وعشر من الكوفة، وثمان من دمشق…”
وقال ابن سيد الناس في عيون الأثر: “دومة الجندل: بضم الدال المهملة وبعدها واو ساكنة فميم مفتوحة فهاء، مُضاف إلى الجندل: بفتح الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة، آخره لام، مدينة بقرب تبوك بها نخل وزرع وحصن على عشر مراحل من المدينة وثمان من دمشق وهي طرف من أفواه الشام، بينها وبين دمشق خمس ليال، وبينها وبين المدينة خمس عشرة أو ست عشرة ليلة”.
وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق عن الواقدي (ج.2، ص.3): “ذكر أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الواقدي في كتاب الصوائف الذي صنفه أن غزوة دومة الجندل أول غزوات الشام قال وهي من المدينة على ثلاث عشرة مرحلة ومن الكوفة على عشر مراحل في برية مرت ومن دمشق على عشر مراحل”.
قال في نزهة المشتاق في اختراق الأفاق (ص. 321): “ودومة الجندل حصن منيع ومعقل حصين وبه عمارة وتتصل به عين التمر وبرية خساف من بادية السماوة وبرية خساف وهي ما بين الرقة وبالس عن يسار الذاهب.”
وقال السمهودي في وفاء الوفاء عن ابن سعد (ج. 4، ص. 76): “دومة الجندل طرف من الشام، وبينها وبين دمشق خمس ليال، وبينها وبين المدينة خمس عشرة أو ست عشرة ليلة”.
وقال حمد الجاسر في المعجم الجغرافي للبلاد السعودية (القسم الأول، ص. 588): “مدينة كانت قاعدة إمارة الجوف ثم نقلت القاعدة إلى سكاكة”.
وقال عاتق البلادي في معجم المعالم الجغرافية (ص. 128):”هي قرية في الجوف، يشرف عليها حصن مارد، حصن أكيدر الكندي، والجوف: منطقة زراعية شمال تيماء على قرابة 450 كيلا، تصلها طريق معبدة بكل من تيماء فالمدينة”.
وعند سعيد الأفغاني في أسواق العرب في الجاهلية والإسلام (ص. 232): “بلد يقع في نقطة متوسطة بين الشام والخليج الفارسي والمدينة، على منتصف الخط الواصل بين العقبة والبصرة تقريبا. بينها وبين دمشق خمس ليالٍ وبينها وبين المدينة خمس عشرة ليلة؛ لعدم استقامة الطريق بينهما. وهي في غائط من الأرض طوله خمسة فراسخ وفيها حصن “مارد” المشهور، وإلى غربها عين تثج فتسقي ما به من النخل والزرع”.
وقال الأستاذ نواف ذبيان الراشد في الجوف: الإنسان والأرض والتاريخ: هي إحدى محافظات منطقة الجوف بالمملكة العربية السعودية وتقع جنوب غرب مدينة سكاكا (عاصمة المنطقة) التي تبعد عنها بحوالي500 كلم، يشرف عليها حصن مارد، حصن أكيدر الكندي. وتبعد عن الرياض حوالي900 كلم وعن مكة المكرمة حوالي1220 كلم.
وهذه إحداثيّات حصن مارد حيث القرية القديمة:
المَعْلَم | دُومَة الجَنْدَل | |
خط طول | 39.867389 | درجة شرقًا |
خط عرض | 29.811343 | درجة شمالًا |
ويلاحظ مما سبق أن دومة الجندل معدودة عند الجغرافيين القدامى من الشام، والطريق من المدينة المنورة إلى دومة الجندل لا بد أن يمر بمحطة محورية على طريق المدينة المنورة إلى الشام، وهي تيماء.
وهناك عدة طرق موصلة من المدينة المنورة إلى تيماء، وأن احتمالات سلوك أي منها في السير إلى دومة الجندل ممكن، والراجح أنه صلى الله عليه وآله وسلم جعل أُحُدًا على يساره ثم قطع وادي النقمي ثم أخذ وادي مناة ثم اللِّحن ثم الصُّلصة فخيبر فتيماء؛ وذلك لأسباب منها:
* أن هذا الطريق هو الأقرب والمباشر إلى الهدف خاصة أن هذه هي المرة الأولى لاستهداف النبي صلى عليه وآله وسلم منطقة نائية عن المدينة، مع كون هذا الطريق معروفًا لدى أهل دومة الجندل حتى أنهم ومن حولهم من أهل القريات قد هربوا من ديارهم لمجرد سماعهم بمسيره صلى الله عليه وآله وسلم إليهم وحضرته على مسافة يوم أو ليلة منهم.
* اتخاذه صلى الله عليه وسلم دليلًا، ولو كان السير على الطريق المُعتاد ما احتاج إليه غالبًا، مع وقاية الجيش من محاولات التلصص التي تترصد الطرق المعروفة بسير القوافل والتجارة.
* اختيار الدليل من بني عذرة واسمه مذكور يؤيد ترجيح قصد هذا الطريق لأن معظم معالمه من بعد خيبر تقع في بلاد بني عذرة حيث كانت تمتد ديارهم من وادي القُرَى -وادي العلا اليوم- إلى تبوك إلى تيماء، وتقرب من خيبر شمالا، فناسب معرفة الدليل بالطريق ودروبه، وذلك من كمال الحكمة وحسن التنظيم وقد اتخذ صلى الله عليه وآله وسلم حسيل بن نويرة الأشجعيّ دليلًا في مسيره إلى خيبر، ومعلوم أن طريق المدينة إلى خيبر يمر ببلاد أشجع.
* يؤكد تحديد المواضع التي على الطرق الأربعة المذكورة في طرق المدينة الشمالية أن أغلبها يمثل معالم هذا الطريق أو تقع بالقرب منه: كالصهباء والصلصلة وبطن إضم وأشمذين والعين والعشاش وحرة ليلى وبرد وجدد وبطن قو ويمن ورؤاف والجناب.
* النبي صلى الله عليه وآله وسلم في طريق رجوعه من هذه الغزوة وادع عُيينة بن حصن الفزاري أن يرعى بتغلمين وما والاها إلى المراض وهي مناطق تقع في شرق المدينة وهي أقرب إلى الطريق المار بخيبر من المار بوادي القُرَى، ويضاف إلى ذلك أن بلاد بني فزارة متاخمة لخيبر ومنها جنفاء والصلصلة وتغلمان، وبين تغلمين والمراض ميلان، وبين المراض والمدينة نحو ثلاثين ميلًا على طريق الربذة.
* موافقة حسابه الزمني لما جاء في النقل عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أن مدة الغزوة كانت شهرًا خاصة أن ذلك قد تأكد بعد مزامنة الطريق وفق قياسات الطريق على خرائط غوغل.
وهذا جدول بمعالم الطريق بالترتيب:
1 | المدينة المنورة | 9 | إشمذ أو إشمذين | 17 | الجناب | 25 | العسافية |
2 | أحد | 10 | الصلصلة | 18 | جبل رواف | 26 | عروس |
3 | وادي نقمي | 11 | الثمد | 19 | جبل برد | 27 | جبل راف |
4 | جبل قرد | 12 | جبل عطوة (الصهباء) | 20 | بطن قو | 28 | طعيس الفحام |
5 | وادي مناة | 13 | العين | 21 | جبل غنيم (جدد) | 29 | دومة الجندل |
6 | البيضاء | 14 | العشاش | 22 | تيماء | ||
7 | بطن إضم | 15 | قريب من بئر يمن | 23 | الصوانة | ||
8 | اللحن | 16 | حفيرة الأيدا | 24 | وادي نيان |
وهذه معالم أكثرها مُعاصرة، مُستخرجة من الخرائط لغرض المُزامنة:
المَعْلَم | الصوانة | |
خط طول | 38.673789 | درجة شرقًا |
خط عرض | 27.832940 | درجة شمالًا |
المَعْلَم | العسَّافية | |
خط طول | 38.967420 | درجة شرقًا |
خط عرض | 28.234279 | درجة شمالًا |
جبل راف
هو علامة مميزة لمنطقة الجوف ، يقع جنوب البوليات في النفود في الجنوب الغربي من منهل المروت وهي إحدى ديار الفليحان من قبيلة الشرارات من بني كلب جمع مرت وبعضهم يسميه (طويل الجوف). وراف هو أحد معالم ديار هذه القبيلة قديماً وحديثًا، وإحداثياته كالتالي:
المَعْلَم | جبل راف | |
خط طول | 39.862066 | درجة شرقًا |
خط عرض | 29.224915 | درجة شمالًا |
المَعْلَم | طعيس الفحام | |
خط طول | 39.939819 | درجة شرقًا |
خط عرض | 29.459751 | درجة شمالًا |
2 التاريخ
قال الواقدي في المغازي (ج. 1، ص. 403): “خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمس ليال بقين من ربيع الأول على رأس تسعة وأربعين شهرا، وقدم لعشر بقين من ربيع الآخر”.
قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.58): “ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دومة الجندل في شهر ربيع الأول على رأس تسعة وأربعين شهرًا من مُهاجره صلى الله عليه وآله وسلَّم…ورجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة ولم يلق كيدا لعشر ليال بقين من شهر ربيع الآخر”، والتسعة وأربعين شهرًا بقسمتها على 12 شهرًا، فهذا أوّل السنة الخامسة للهجرة.
قال ابن هشام في السيرة (ص.494): “قال ابن إسحاق: ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، فأقام بها شهرًا حتى مضى ذو الحجّة وولي تلك الحجة المشركون، وهي سنة أربع من مقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة، ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم دومة الجندل، قال ابن هشام: في شهر ربيع الأول”.
وقال ابن سيد الناس في عيون الأثر ( ج.2، ص. 82): “ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، وخرج لخمس ليال بقين من شهر ربيع الأول، في ألف من المسلمين، فكان يسير الليل سير الراكب المعتق، أي: المتعجل، ويكمن النهار. ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولم يلق كيدا لعشر ليال بقين من شهر ربيع الآخر”.
وأخرج الترمذي في السنن (رقم 1038): “أن سعيد بن المسيب رضي الله عنه ذكر أن أم سعد بن عبادة ماتت والنبي صلى الله عليه وسلم غائب، فلما قدم صلى عليها وقد مضى لذلك شهر”.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (ج. 4، ص 92) تعليقا على رواية الترمذي: “وهذا مرسل جيد، وهو يقتضي أنه عليه السلام غاب في هذه الغزوة شهرًا فما فوقه”.
وعليه فمُدّة الغزوة حسب المذكور 25 يومًا تقريبًا، وهو خطأ، فالمسافة بين المدينة المنورة ودومة الجندل كما تقدَّم حوالي 702 كم، فهذه 15 مرحلة -ليلة- تقريبًا بالسير المُعتاد -على اعتبار المرحلة 44.5 كم-، ويصل في اليوم السادس عشر للخروج، ومثل ذلك رجوعًا، ثم مكث هناك حوالي 3 أيّام على التقدير، فهذه 35 يومًا تقريبًا، فإذا وافق الخروج 24 ربيع الأوّل 5 هـ على المذكور، فيكون الرجوع بحدود 28 ربيع الآخر.
3 مُزامنة الطريق
طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة – دُومَة الجَنْدَل) | |||||||||||||||||
اليوم الأول
(السبت) 24 ربيع الأول 5 هـ 23 أغسطس 626 م
|
|
||||||||||||||||
اليوم الثاني
(الأحد) 25 ربيع الأول 5 هـ 24 أغسطس 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثالث
(الاثنين) 26 ربيع الأول 5 هـ 25 أغسطس 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الرابع
(الثلاثاء) 27 ربيع الأول 5 هـ 26 أغسطس 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الخامس
(الأربعاء) 28 ربيع الأول 5 هـ 27 أغسطس 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم السادس
(الخميس) 29 ربيع الأول 5 هـ 28 أغسطس 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم السابع
(الجمعة) 1 ربيع الآخر 5 هـ 29 أغسطس 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثامن
(السبت) 2 ربيع الآخر 5 هـ 30 أغسطس 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم التاسع
(الأحد) 3 ربيع الآخر 5 هـ 31 أغسطس 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم العاشر
(الاثنين) 4 ربيع الآخر 5 هـ 1 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الحادي عشر
(الثلاثاء) 5 ربيع الآخر 5 هـ 2 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثاني عشر
(الأربعاء) 6 ربيع الآخر 5 هـ 3 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثالث عشر
(الخميس) 7 ربيع الآخر 5 هـ 4 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الرابع عشر
(الجمعة) 8 ربيع الآخر 5 هـ 5 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الخامس عشر
(السبت) 9 ربيع الآخر 5 هـ 6 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم السادس عشر
(الأحد) 10 ربيع الآخر 5 هـ 7 سبتمبر 626 م |
|
طريق العودة (دُومَة الجَنْدَل – المدينة المنوَّرَة) | |||||||||||||||||
اليوم الأول
(الخميس) 14 ربيع الآخر 5 هـ 11 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثاني
(الجمعة) 15 ربيع الآخر 5 هـ 12 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثالث
(السبت) 16 ربيع الآخر 5 هـ 13 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الرابع
(الأحد) 17 ربيع الآخر 5 هـ 14 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الخامس
(الاثنين) 18 ربيع الآخر 5 هـ 15 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم السادس
(الثلاثاء) 19 ربيع الآخر 5 هـ 16 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم السابع
(الأربعاء) 19 ربيع الآخر 5 هـ 17 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثامن
(الخميس) 20 ربيع الآخر 5 هـ 18 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم التاسع
(الجمعة) 21 ربيع الآخر 5 هـ 19 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم العاشر
(السبت) 22 ربيع الآخر 5 هـ 20 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الحادي عشر
(الأحد) 23 ربيع الآخر 5 هـ 21 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثاني عشر
(الاثنين) 24 ربيع الآخر 5 هـ 22 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثالث عشر
(الثلاثاء) 25 ربيع الآخر 5 هـ 23 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الرابع عشر
(الأربعاء) 26 ربيع الآخر 5 هـ 24 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الخامس عشر
(الخميس) 27 ربيع الآخر 5 هـ 25 سبتمبر 626 م |
|
||||||||||||||||
اليوم السادس عشر
(الجمعة) 28 ربيع الآخر 5 هـ 26 سبتمبر 626 م |
|
4 المراجع
- أسواق العرب في الجاهلية والإسلام للأستاذ سعيد الأفغاني، الطبعة الثانية، دون دار نشر.
- الجوف: الإنسان والأرض والتاريخ، للأستاذ نواف ذبيان الراشد،نسخة إلكترونية.
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D8%A7%D9%81