1- الجغرافيا
بطن إضَم
عند ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج.2، ص.124): “لمّا هم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغزو أهل مكة بعث أبا قتادة بن ربعي في ثمانية نفر سريَّة إلى بطن إضم وهي فيما بين ذي خُشُب وذي المروة، وبينها وبين المدينة ثلاثة بُرُد، ليظن ظان أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توجه إلى تلك الناحية ولأن تذهب بذلك الأخبار…”.
قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.165): “إِضَم: بكسر أوّله وفتح ثانيه، وادٍ دون المدينة قاله الطوسي، وقال أبو عمرو الشيباني وابن الأعرابي: إضم: جبل لأشجع وجهينة، وقيل وادٍ لهم…وببطن إضم قَتَلَ مُحلم بن جثامة عامر الأضبط الأشجعي، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث محلمًا في نفر من المسلمين، فلما كانوا ببطن إضم مر بهم عامر فسلم عليهم بتحية الإسلام، فقام إليه محلم فقتله..فنزل قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَنْ أَلْقَىٰٓ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَـٰمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا فَعِندَ ٱللَّـهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ ٱللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوٓا۟ إِنَّ ألله كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} (النساء – 94)، فلم يلبث محلم إلا سبعًا حتى مات فواروه فلفظته الأرض ثلاثًا حتى وضعوه بين صدين ورضموا عليه الحجارة”.
وقال الفيروز آبادي في القاموس المحيط: “إِضَم: كَعِنَب، جبل، والوادي الذي فيه المدينة النبوية صلى الله وسلم على ساكنها عند المدينة يسمى القناة، ومن أعلى منها عند السًّدّ الشّظاة، ثم ما كان أسفل ذلك يسمى إضمًا”، وعبارة الفيروز آبادي في المغانم المطابة (ص.18) عن إضم مقتضبة مبهمة عَلَّق عليها السمهودي وعَلَّق على التعليقين حمد الجاسر في تحقيق المغانم وذكر أن الفيروز آبادي ذكر وصف إضم صوابًا في القاموس ولهذا أدرجناه.
وقال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.110): “إضم يعرف اليوم بوادي الحمض يأخذ كل مياه الجلس من مهد الذهب جنوبًا إلى حفيرة الأيدا شمالًا، وهي مسافة تقرب من أربعمائة كيل، أي أنه إقليم كبير، ومن أهم روافده: وادي النقيع وودي الشعبة والعقيق الشرقي ووادي نخل وأودية خيبر الجزل ووادي القرى وملل والعيص وألتمة وعشرات الأودية الأخرى وهو وادي المدينة…”.
وعلى الأوصاف المذكورة فهذه إحداثيّات تقريبية لبطن إِضَم:
المَعْلَم | بطن إضم | |
خط طول | 39.173920 | درجة شرقًا |
خط عرض | 24.841663 | درجة شمالًا |
ذو خُشُب
قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.499): “ذو خشب: بضم أوله وثانيه وبالباء المعجمة بواحدة: موضع يتصل بالكُلاب قد ذكرته في رسم الرُّباب وهو على مرحلة من المدينة على طريق الشام…”.
وقال الفيروز آبادي في المغانم (ص.129): “خُشُب: بضمتين، وآخره باء موحدة: وادٍ على ليلة من المدينة له ذكر في الحديث والمغازي”، وفي تعليقات حمد الجاسر؛ ذو خُشُب: كما يفهم من كلام المتقدمين، أسفل مجتمع أودية المدينة قال السمهودي (وفاء الوفا: 2 / 19) ما خلاصته: سيول العالية تجتمع مع العقيق بزغابة، أعلى وادي إضم، وتسمى زغابة مجتمع السيول، ثم تنحدر في أدنى الغابة، ثم تلتقي بوادي نقمى ووادي نعمان، ثم يلقاها وادي ملك بذي خشب، وظلم والجنينة، وكان في ذي خشب قصر لمروان بن الحكم ومنازل لغيره، وبه نزل بنو أمية لما أخرجوا من المدينة قبل وقعة الحرة. وقد أطلق على هذا الوادي -في القرن العاشر والحادي عشر-اسم وادي القرى غلطًا كما يفهم من رحلتي القطبي المكي، والخياري المدني، وقد أصبح اسم خشب يطلق على سلسلة من الجبال المحيطة بذلك الوادي، تدعى (أبو خشب) ويشاهدها المسافر بعد أن يدع جبل أحد على يمينه رأي العين.
وعند عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.549): “تردد ذكر خُشُب في كثير من رحلات الحجاج، وأجمع الكل أنها على مرحلة من المدينة في طريق الشام، وطريق الشام كان يأخذ على وادي الحمض مسافة 70 كيلًا تقريبًا ثم يفترق إلى طريقين أحدهما يأخذ يمينًا على ألتمة فاللحن فإلى خيبر، والآخر يأخذ شمالًا على العلا إلى تبوك. وتوجد اليوم أنقاض خُشُب -فيما أعتقده- على 35 كيلًا من المدينة على ضفة وادي الحمض الشرقية، توجد بوابة عالية من الأجور الأحمر على أنقاض قلعة هناك، وقريب منها أنقاض قلعة حجرية متراكمة، وأخرى غير بعيدة…”، قلتُ: وادي الحمض هو الاسم المعاصر لوادي المدينة وهو موجود بخرائط هيئة المساحة السعودية.
وفي صحيفة المدينة مُلحق الجمعة (الرسالة) بتاريخ 20/6/2014 على موقعها الإلكتروني في مقال بعنوان “وادي ذي خشب…أحد روافد وادي إضم” أشار الكاتب تنيضب الفايدي إلى موضع وادي ذي خُشُب وأنه وقف عليه شمال المدينة على 40 كم، بين المُليليح ومندسة المدينة، وهو موافق لما ذكره الأقدمون أنه على ليلة أو مرحلة من المدينة (والمرحلة تساوي تقريبًا44.5 كم-انظر المكاييل والموازين الشرعيّة أ.د علي جمعة-).
وعلى الوصف المذكور فهذه إحداثيات تقريبية لوادي ذي خُشُب:
المَعْلَم | ذو خُشُب | |
خط طول | 39.292741 | درجة شرقًا |
خط عرض | 24.677721 | درجة شمالًا |
ذو المروة
قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1563): “ذو المروة: قرية بوادي القُرى، قيل بين خُشُب ووادي القُرى…بينها وبين المدينة ثمانية بُرُد…والمروة: صخرة بيضاء على شكل أكمة في الضفة الشرقية لوادي الجزل قرب التقائه بوادي الحمض قبل الالتقاء بعشرة أكيال،… وهي ذو المروة المتقدم”، وهذه إحداثيّات تقريبية لها:
المَعْلَم | ذو المروة | |
خط طول | 38.406526 | درجة شرقًا |
خط عرض | 25.624483 | درجة شمالًا |
مخيط
وهو مذكور تفصيلًا في غزوة بني لحيان مع ذو خُشُب، وهذا إحداثيَّات تقريبية له:
المَعْلَم | شمال مخيط | |
خط طول | 39.447516 | درجة شرقًا |
خط عرض | 24.547977 | درجة شمالًا |
2- التاريخ
عند ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج.2، ص.124): “سريَّة أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى بطن إضم في أوّل شهر رمضان سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم…”.
وعلى ما ذكره ابن سعد فيكون يوم خروج هذه السريَّة من المدينة المنوَّرة على الأصح يوم 8 رمضان 8 هـ، باعتبار أشهُر صحيحة من تاريخ الهجرة، حيث وقعت في 8 ربيع الأول 1 هـ، وهو متوافق مع كون المسافة إلى بطن إضم “ثلاثة بُرُد” -يعني يوم ونصف أو حوالي 66 كم تقريبًا-، وهي مسيرة 3 أيام ذهابًا وإيابًا بغير يوم إقامة فيرجع ليجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد خرج من المدينة منذ يومين -فقد خرج في 10 رمضان 8 هـ- لفتح مكة ويوافيه بالسقيا، وقد وافق يوم 8 رمضان 8 هـ بحسب برمجيَّة آستروكال يوم السبت 30 ديسمبر 629 م، وعليه فتكون العودة للمدينة يوم الثلاثاء الموافق 11 رمضان 8 هـ، فيكون وصل المدينة فيجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج لفتح مكة قبل وصولهم بيوم في يوم الاثنين 10 رمضان 8 هـ، فيخرجوا من المدينة ليوافوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند السُّقيا، وقد وصلها صلى الله عليه وآله وسلم -كما في مزامنة فتح مكَّة في طريق الذهاب- صبيحة الجمعة 14 رمضان 8 هـ الموافق 5 يناير 630 م، ويكون أبو قتادة ومن معه جدَّوا في المسير بعد العودة فساروا أربع مراحل بين المدينة المنوَّرة والسُّقيا في ثلاثة أيَّام فقط ليلحقوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ تأخر خروجهم عنه يومًا، ويجوز سيرهم في طريق “ركوبة” لاختصار الوقت وهو الطريق الذي سلكه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الهجرة الشريفة، فيصلوا منه للعرج ثم يكملوا على الطريق المعتادة وقد يوفر ذلك نصف مرحلة، لكن رواية الواقدي أنَّهم “أخذوا على بين -أو يين- حتى لحقوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالسقيا”، و”يين” وهي نفسها “مريين” أو “طريق مريين” للهابط من وادي ملل متجهًا إلى السَّيَالة غربًا (انظر طريق الجادة العظمى)، والمقصود أنهم أخذوا طريق الحجاز الغربي المعتاد “الجادة العظمى” لا طريق ركوبة أو النَّجديّة أو الفُرُع، وقد أخذنا مزامنته من طريق الجادة كما سيأتي في جدول المزامنة، وقد ذكر الواقدي أنّهم حين عودتهم انتهوا إلى “ذي خُشُب” فجاءهم الخبر بخروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأكملوا من هناك على طريق “مريين”، وهذا مُلَخَّص التواريخ:
السبت 8 رمضان 8 هـ | بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا قتادة بن ربعي قائدًا على سريّة إلى بطن إضم للتمويه على فتح مكّة. |
الأحد 9 رمضان 8 هـ | وصول أبا قتادة ومن معه من السرية التي أرسلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بطن إضم شمال المدينة المنورة. |
الثلاثاء 11 رمضان 8 هـ | أبو قتادة ومن معه يصلوا للمدينة عائدين من بطن إضم فيجدوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد خرج لفتح مكة قبل وصولهم بيوم فيخرجوا ليوافوه صلى الله عليه وآله وسلم. |
الجمعة 14 رمضان 8 هـ | أبو قتادة ومن معه يوافوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالسُّقيا وقد خرج من المدينة إلى فتح مكة المكرمة. |
3- مزامنة الطريق
طريق الذهاب (المدينة المنورة – بطن إِضّم) (التحضير لفتح مكّة) | |||||||||||||||||
اليوم الأول
(السبت) 8 رمضان 8 هـ 30 ديسمبر 629 م
|
|
||||||||||||||||
اليوم الثاني
(الأحد) 9 رمضان 8 هـ 31 ديسمبر 629 م |
|
طريق العودة (بطن إضَم – المدينة المنورة – السُّقيا) (التحضير لفتح مكّة) | |||||||||||||||||||||
اليوم الأول
(الثلاثاء) 11 رمضان 8 هـ 2 يناير 630 م
|
|
||||||||||||||||||||
اليوم الثاني
(الأربعاء) 12 رمضان 8 هـ 3 يناير 630 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم الثالث
(الخميس) 13 رمضان 8 هـ 4 يناير 630 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم الرابع
(الجمعة) 14 رمضان 8 هـ 5 يناير 630 م |
|