1- الجغرافيا
سِيْف البَحْر من نَاحِيَة العِيص، أرض جُهَيْنَة
قال الهمداني في صفة جزيرة العرب (ص.286):
أرض جُهَيِنَة : تيدد، ومثعر، ووادي غوى ويحال فيقال وادي رشد، وكذلك أحال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى “بني غيان” فقال: بنو رشدان، و الأشعر، و الأجرد، و قدس، و آرة، و رضوى، و صنديد، و إضم، و هو واد عظيم تغزره أودية كثيره، و هو من أعراض الحجاز الكبار، كنخال و غيره. و الصفراء، و ساية، و ذو خشب، و الحاضر، وثقباء، ونعف، وبواط، والمصلى، وبدر، و جفجاف، و رهاط، و ودان، و ينبع، و الحوراء، و العرج، و الأثاية، و الرويثة، و المجنبتان، و الروحاء، و حقل، و ساحل تيما، و ذو المروة، و العيص، و فيف الفحلتين، و فيف الريح فى أرض هوزان، و خيبر، و فدك، و حرة النار، و يين، إلى الربذة، إلى النقرة، إلى إرن، إلى صفينة، إلى السوارقية قرية بني سليم.
العِيْص : بكسر العين ثم ياء ساكنة بعدها صاد مهملة، على وزن النِّيْص الحيوان البري الشرس -حيوان ذو أشواك مثل القنفذ كبير الحجم-.
و قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (ص.173): “العيصان تسمية للعيص وهو منبت خيار الشجر مثل السدر والعوسج إذا تدانى والتف ولكن فى هذا الموضع كلمة العِيْص تعنى الشجر الملتف النابت بعضه فى أصول بعض، ويكون من خيار الأشجار مثل السدر والسلم والعوسج والإذخر وغيرها.
وهذا المعنى يردده أهل المنطقة حيث يسمون واديهم بوادي الهيش أي الغابة، وأيد هذا المعنى صاحب اللسان والزبيدي فى التاج وياقوت الحموي فى معجم البلدان. والعِيْص: لا يُعْرَف سبب تسميته بهذا الاسم، إنما أشار كثير من المؤرخين وأصحاب المعاجم إشارات يفهم منها أنه قد سمي بذلك نسبة إلى كثرة الأشجار التى تنمو حوله، وهذا ما رجحه معتاد بن عبيد الجهنى فى كتابه : العيص والزبيدى فى تاج العروس وياقوت الحموي فى معجم البلدان.”
وقال السمهودي في وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى (ص.1270): “العِيْص: بالكسر ثم السكون وإهمال الصاد، من الأودية التى تجتمع مع إضم، وفى غزوة ودَّان: وبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم حمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر من ناحية العيص، وفى حديث أبي بصير : خرج حتى نزل بالعِيْص من ناحية ذى المروة على ساحل البحر بطريق قريش إلى الشام، وقال ابن سعد : سرية زيد بن حارثة إلى العِيْص على أربع ليالٍ من المدينة وعلى ليلة من ذى المروة.”
وهذا مُلَخَّص بالمسافات من المدينة إلى العِيْص إلى سِيْف البَحْر وتقدير وقتها على السير المعتاد:
من | إلى | مسافة | وقت |
المدينة | العِيْص | 116 ميل فلكي (215 كم) | مسيرة خمسة أيَّام |
العِيْص | سِيْف البَحْر | 48 ميل فلكي (89 كم) | مسيرة يومين |
وهذه إحداثيَّات تقريبية للعِيص، وسِيْف البحر من جهة العِيْص:
المَعْلَم | العِيْص | |
خط طول | 38.109619 | درجة شرقًا |
خط عرض | 25.059502 | درجة شمالًا |
المَعْلَم | سيف البحر من ناحية العِيْص | |
خط طول | 37.300581 | درجة شرقًا |
خط عرض | 25.070433 | درجة شمالًا |
الحوراء وأُم لُج
قال عاتق البلادى فى معجم معالم الحجاز (ص.513): “الحوراء: بلدة ساحلية شمال ينبع قرب بلدة أم لج”.
قال عاتق البلادى فى معجم معالم الحجاز (ص1464): “أم لج: بلدة على الساحل الشرقى للبحر الأحمر تقع فى شمال ينبع على 141 كيلا تربطها بها طريق معبدة وبظاهرها من الشمال آثار الحوراء وهى البلدة القديمة التى قامت على أنقاضها، وهى باسم المدينة الساحلية جبل أم لج جزء من جبال ضفيان فى منتصفها شرق وادى العيص”، ومما سبق يتبين لنا أن “الحوراء” هي مرفأ ساحلي قديم ويُعرف الآن بساحل محافظة “أم لج”، وكليهما شيء واحد تقريبًا أو متجاور وهما نفسيهما سِيْف البحر المقصود، وقد كانت الحوراء تلك مرفأ الحجاج القادمين من مصر عبر العصور من البحر.
* لطيفة: وأظن الحوراء هي التي قصدها أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه في رحلة حجّه الأخيرة وانتقل للرفيق الأعلى ودُفِن في صحراء عيذاب قُرب مرسى علم قبل أن يعبر البحر إليها، والله أعلم.
المَعْلَم | أُم لُج | |
خط طول | 37.520212 | درجة شرقًا |
خط عرض | 25.057337 | درجة شمالًا |
السُّدَيْرَة
منطقة حديثة معروفة للآن تبعد نحو 60 كم جنوب المدينة المنورة، وقد استخدمناها كنقطة على مزامنة الطريق.
المَعْلَم | السُّدَيْرَة | |
خط طول | 38.882961 | درجة شرقًا |
خط عرض | 24.339266 | درجة شمالًا |
حَوْرَة
قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.514): “حورة: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو، وادٍ يسيل من الفقرة شمالًا فيدفع في الجَفْؤ، يشاركه في ذلك آخر اسمه حويرة فيجمعان (حورات) والفقرة هي: الأشعر،…حتى قال: وحورة من الحور، واد يسيل من جبل الأشعر في وادي الحمض (إضم) بين ملل وبواط وأعتقد أنه المتقدم”
المَعْلَم | حَوْرَة | |
خط طول | 39.087701 | درجة شرقًا |
خط عرض | 24.323934 | درجة شمالًا |
وادي رَخْو
قال عاتق البلادى فى معجم معالم الحجاز (ص.687): “بفتح الراء المهملة والخاء المعجمة وآخره واو هو وادٍ يصب فى أعلى وادي ينبع من الشمال فيه نخل ومياه تجرى إذا رجع سكانه جهينة”
المَعْلَم | وادى رَخْو | |
خط طول | 38.354122 | درجة شرقًا |
خط عرض | 24.756623 | درجة شمالًا |
غرزة والرويضات
منطقتان حديثتان معروفتان للآن، وقد استخدمناهما كنقاط على مزامنة الطريق.
المَعْلَم | غرزة | |
خط طول | 37.949863 | درجة شرقًا |
خط عرض | 24.961425 | درجة شمالًا |
المَعْلَم | الرويضات | |
خط طول | 37.722952 | درجة شرقًا |
خط عرض | 24.990480 | درجة شمالًا |
الفرعة
قال عاتق البلادى فى معجم معالم الحجاز (ص.1319): “الفرعة صدر ينبع بين ضأس والفقرة والحاضرة تقول الفرع جمع فرع وهناك سد بها حديثًا يعرف بسد الفرعة.”
المَعْلَم | الفرعة | |
خط طول | 38.550415 | درجة شرقًا |
خط عرض | 24.427617 | درجة شمالًا |
جبال رضوى
قال عاتق البلادى فى معجم معالم الحجاز (ص.694): “بفتح أوله وسكون ثانيه مقصور : قال ياقوت قال أبو منصور ومن أسماء النساء رضيا وتكبيره رضوى وهو جبل بالمدينة والنسبة إليه رَضَوِي بالفتح والتحريك وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رضوى رضي الله عنه وقدس قدسه الله و أحد جبل يحبنا ونحبه جاءنا سائرا متعبدا له تسبيح يزف زفا، وقال عرام بن الأصبغ السلمي رضوى جبل وهو من ينبع على مسيرة يوم ومن المدينة على سبع مراحل ميامنه طريق مكة ومياسرة طريق البريراء لمن كان مصعد إلى مكة”.
قال ياقوت الحموي فى معجم البلدان (ص.316 ): “وقال أبوزيد وقرب ينبع جبل رضوى وهو جبل منيف ذو شعاب وأودية ورأيته من ينبع أخضر وأخبرنى من طاف فى شعابه أن به مياها كثيرة وأشجار”.
المَعْلَم | جبال رضوى | |
خط طول | 38.464958 | درجة شرقًا |
خط عرض | 24.602784 | درجة شمالًا |
2- التاريخ
قال الواقدي في المغازي (ص.2): “فكان أوَّل لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه في شهر رمضان، على رأس سبعة أشهر من مهاجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يعترض لعير قريش”.
ووجدت ابن كثير وغيره نقلوا تاريخها عن الواقدي ولم أقف على من ذكر تاريخها غيره، وعليه فإنّها تكون يوم الثامن من رمضان كونه “على رأس” السبعة أشهر بتمامها حيث دخل صلى الله عليه وآله وسلم المدينة في الثامن من ربيع الأوَّل 1 هـ، وقد استخرجت المقابل له بالميلادي والموافق له من يوم الأسبوع بحساب القهقرى وإمكانيَّة رؤية هلال رمضان حينها فى المدينة المُنَوَّرة من برمجيَّة آستروكال فكان: الأربعاء 8 رمضان 1 هـ، الموافق 16 مارس 623 م.
وعلى ما ذكرنا من مسافة ومن تاريخ الخروج من المدينة، فتكون رحلة الذهاب حوالي سبعة أيَّام بخلاف يوم الخروج، ثم مكوث ثلاثة أيَّام -على التقدير-، ثم العودة سبعة أيَّام بخلاف يوم الدخول، وعليه تكون السريَّة عادت فى يوم التاسع عشر من خروجها، وعليه يمكن بإضافة 19 يومًا لتاريخ الخروج معرفة تاريخ الرجوع بالجمع البسيط على تاريخ الدخول حيث المُدَّة في نفس الشهر -وتختلف إذا تخللها شهرين أو أكثر لاختلاف طول الشهر القمري، فيختلف التاريخ-، وهو يوم: 26 رمضان 1 هـ، الموافق الأحد 3 إبريل 623م، كما إستخرجنا الموافق بالميلادي ويوم الأسبوع له من برمجيَّة آستروكال، وهذا مُلَخَّص بتواريخ السريَّة:
هجري | ميلادي | |
خروج | 8 رمضان 1 هـ | الأربعاء 16 مارس 623 م |
وصول العيص | 13 رمضان 1 هـ | الاثنين 21 مارس 623 م |
وصول سيف البحر | 15 رمضان 1 هـ | الأربعاء 23 مارس 623 م |
رجوع | 26 رمضان 1 هـ | الأحد 3 إبريل 623 م |
مُدَّة السريّة | 19 يومًا بخلاف يوم الخروج |
* لطيفة: ويكون اليوم التالي لعودة السرية هو يوم الاثنين 4 إبريل 623 م وهو يوم نوء السمّاك الأعزل كما ورد عند ابن قتيبة في تحديد مواقيت الأنواء، وقد يكون فيه مطر كما كان في صلح الحديبية فيما بعد والله أعلم.
3 مُزامنة الطَّرِيق
طريق الذهاب | |||||||||||||||||
اليوم الأول
(الأربعاء) 8 رمضان 1 هـ 16 مارس 623 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثاني
(الخميس) 9 رمضان 1 هـ 17 مارس 623 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثالث
(الجمعة) 10 رمضان 1 هـ 18 مارس 623 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الرابع
(السبت) 11 رمضان 1 هـ 19 مارس 623 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الخامس
(الأحد) 12 رمضان 1 هـ 20 مارس 623 م |
|
||||||||||||||||
اليوم السادس
(الاثنين) 13 رمضان 1 هـ 21 مارس 623 م |
|
||||||||||||||||
اليوم السابع
(الثلاثاء) 14 رمضان 1 هـ 22 مارس 623 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثامن
(الأربعاء) 15 رمضان 1 هـ 23 مارس 623 م |
|
طريق العودة | |||||||||||||||||
اليوم الأول
(الأحد) 19 رمضان 1 هـ 27 مارس 623 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثاني
(الاثنين) 20 رمضان 1 هـ 28 مارس 623 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثالث
(الثلاثاء) 21 رمضان 1 هـ 29 مارس 623 مـ |
|
||||||||||||||||
اليوم الرابع
(الأربعاء) 22 رمضان 1 هـ 30 مارس 623 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الخامس
(الخميس) 23 رمضان 1 هـ 31 مارس 623 م |
|
||||||||||||||||
اليوم السادس
(الجمعة) 24 رمضان 1 هـ 1 إبريل 623 م |
|
||||||||||||||||
اليوم السابع
(السبت) 25 رمضان 1 هـ 2 إبريل 623 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثامن
(الأحد) 26 رمضان 1 هـ 3 إبريل 623 م |
|
المراجع
- المغازي، الواقدي، ت.مارسدن جونز
- صفة جزيرة العرب، الهمداني، تحقيق الأكوع، ط.الإرشاد اليمانيّة
- معجم البلدان، ياقوت الحموي
- وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، السمهودي