ملحق يوميات سريَّة عمرو بن العاص لهدم سُوَاع صنم هُذَيْل برُهاط

1- الجغرافيا

 رُهاط

قال ابن هشام عن ابن إسحاق في السيرة (ص.45): “فكان الذين اتخذوا تلك الأصنام من ولد إسماعيل وغيرهم وسمّوا بأسمائهم حين فارقوا دين إسماعيل: هُذيل بن مُدركة بن إلياس بم مُضّر، اتخذوا سُوَعًا وكان لهم برُهاط، وكلب بن وبرة من قضاعة، اتخذوا ودًّا بدومة الجندل”.

وقال ياقوت في معجم البلدان (ج.3، ص.107): “رُهاط: بضم أوّله، وآخره طاء مهملة: موضع على ثلاث ليال من مكة، وقال قوم: وادي رُهاط في بلاد هُذيل، وقال عرّام فيما يُطيف بشمنصير: وهو جبل قرية يقال لها رُهاط بقرب مكة على طريق المدينة، وهي بواد يقال له غُران، وبقرب وادي رُهاط الحديبية، وهي قرية ليست كبيرة، وهذه المواضع لبني سعد وبني مسروح، وهم الذين نشأ فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ينسب إليها سهيل بن عمرو الرّهاطي، سمع عائشة رضي الله عنها…وقال ابن الكلبي: اتخذت هُذيل سواعًا ربًا برهاط من أرض ينبع، وينبع عرض من أعراض المدينة”.

 

وقال عاتق البلادي في معجم معالم السيرة (ص.143): “رُهاط على زِنَة فُعال من الرَهَط، بالطاء المهملة…قلت: رُهاط: وادٍ هو صدر وادي غُران، ووادي غُران يمر شمال عُسفان على 85 كيلًا من مكة شمالًا، وكان من ديار هُذيل، ويتناقل الباحثون حتى اليوم نصًا موهومًا يقول: رهاط: أمن أرض ينبع…”، ثم سرد عاتق أدلته في بطلان وجود سواع في “رهاط” الذي عيّنه، والحقّ أن هذا في حاجة لمزيد بحث، وقد ذكر أنّه فصَّل في ذلك في معالم الحجاز.

 

فقال في معالم الحجاز (ص.735): “رُهاط: صدر وادي غُران، وهو مكان خصب كثير العيون والنخيل، مياهه وفيرة ولكنها وبيئة،…يقع رُهاط في الشمال الشرقي من مكة على قرابة 122 كيلًا، وشرق البحر الأحمر بقرابة 100 كيل، وكان لهذيل فأصبحوا بعيدًا عنه”. وقال تاليًا: “رُهاط: بضم أوله وآخره طاء مهملة: موضع على ثلاث ليال من مكة، وقال قوم: وادي رُهاط في بلاد هُذيل، وقال عرّام فيما يطيف بشمنصير: وهو جبل، قرية يقال لها رهاط بقرب مكة على طريق المدينة وهي بواد يقال له غُران، وبقرب وادي رهاط الحُديبية، وهي قرية ليست كبيرة، وهذه المواضع لبني سعد وبني مسروح، وهم الذين نشأ فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويقول البكري: قرية جامعة على ثلاثة أميال من مكة…”، ثم عقّب عاتق على هذه الأقوال فقال: “هذه الرواية كثيرة الأغلاط فمن ذلك: قول عرام: فيما يطيف بشمنصير، ورهاط بعيد عن شمنصير، وشمنصير بين واديي وبخ (الضرعاء)، وساية، وبينه وبين رُهاط وادي الضرعاء أعلاه للروقة وأسفله لسليم. وقوله: وبقُرب رهاط الحديبية خطأ، فالحديبية تبعد من رهاط أيّامًا وليالي، فهي بين مكة وجُدَّة. وقول ابن الكلبي: من أرض ينبع، خطأ واضح، فكم بين رهاط وينبع. وقول البكري: على ثلاثة أميال. صوابه: على ثلاث ليال.”

وعلى استبعاد عاتق البلادي وجود “سواع” ب”رهاط”، لأسباب ذكرها تفصيلًا في معجم معالم السيرة -كما تقدم-، منها أن رُهاط على أطراف أرض هُذيل وعادة القبائل اتخاذ الأصنام في وسط أرضهم؛ وفي قوله نظر: فإن العادة قد تتخلف أو تكون القبائل مرتكزة في مكان فتتحرك منه وهو حاصل تاريخيًا لكثير من قبائل العرب لكون أكثرهم أهل بادية، خصوصًا هُذَيْل، ومما ذَكَر أيضًا أن نخلة اليمانيّة بها صنم العُزّى ولهم فيها غناء وهي أقرب لأرضهم، وهذا أيضًا ليس دليلًا على شيء، فإن العرب كانت تتخذ الأصنام الكثيرة وتعظمها ولم يكن لهم نظام ثابت في اتخاذ عدد معين من الأصنام، كما أن المتقدمين من أهل السير كابن هشام، ذكروا أن العُزّى صنم قُريش وبني كنانة، فحتّى لو كانت أقرب لأرضهم فهي ليست صنمهم أصالة، وإنما صنهم سواع كما ذكر ابن هشام عن ابن إسحاق في السيرة.

وعليه فالراجح أنّ موضع صنم “سواع” كان بوادي “رُهاط” المذكور، والذي ما زال معروفًا لليوم كما حددّه عاتق رحمه الله شمال مكّة المكرمةّ بحوالي مائة وعشرون كيلومترًا، يزيدون أو ينقصون حسب الطريق إليها، وهي بحساب المراحل مسيرة يومين ونصف تقريبًا، أي يومين ويصل في الثالث، وسنبيّن ذلك في المزامنة، والله أعلم، وهذه إحداثيّات تقريبيّة لرُهاط:

 

المَعْلَم رُهاط
خط طول  40.011425 درجة شرقًا
خط عرض 22.070711 درجة شمالًا

 

وبتتبع الطريق إلى رُهاط من مكّة على خرائط غوغل، يتبيّن أنّه يمرّ بهذه المعالم، منها ما قد تحدد في ملاحق أخرى ومنها ما هو حديث مأخوذ من الخريطة كعَلَم مُعاصر أو نقطة مُتَخَيّلَة بغرض تقسيم الطريق، والطريق عبارة عن أربع مُتعشَّيات -نصف مراحل- تقريبًا ثم مُتعشًّ صغير إلى رُهاط كالتالي:

مكة –> سَرِف 18 كم

سرف -> مرّ الظهران13 كم

مر الظهران –> ضجنان 20 كم

ضجنان –> قريب من الدور 24 كم

قريب من الدور –> مدركة 24 كم

مدركة –> رُهَاط 13 كم

ومواضع سَرِف، ومر الظهران مذكورة في طريق الجادّة العظمى، وضجنان في صُلح الحُديبية حيث نزلت عندها سورة الفتح، والمواضع الباقية مستنتجة من خرائط غوغل المعاصرة وهذه الإحداثيّات التقريبيّة لتلك المواضع:

 

المَعْلَم قريب من الدور
خط طول 21.885618 درجة شرقًا
خط عرض 39.783011 درجة شمالًا

 

المَعْلَم مدركة
خط طول 21.980411 درجة شرقًا
خط عرض 39.986945 درجة شمالًا

 

2- التاريخ

ذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج.2، ص.135): “سريّة عمرو بن العاص إلى سواع في شهر رمضان سنة ثمان من مُهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قالوا بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين فتح مكة عمرو بن العاص إلى سواع، صنم هُذيل، ليهدمه.” وقد ذكرها ابن سعد بعد سريّة خالد لهدم العُزّى وقبل سريّة سعد بن زيد لهدم مناة، والّذي يتفق مع سياق الأحداث في سريّة خالد وسريّة سعد بن زيد أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسلهم في اليوم التالي لفتح مكّة شرفها الله تعالى، فتستقيم روايات كونهم في رمضان مع مزامنات الطريق ذهابًا وإيابًا وخروجهم جميعًا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد عودتهم في شوّال إلى غزوة حُنين، وعليه فهذا مُلَخَّص تواريخ السريّة -وهي تُقارب تواريخ سريّة سعد بن زيد لهدم مناة بالمُشَلَّل:

 

الجمعة 21 رمضان 8 هـ أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمرو بن العاص لهدم سواع برُهاط.
الأحد 23 رمضان 8 هـ هدم عمرو بن العاص رضي الله عنه لصنم سواع برُهاط.
الأربعاء 26 رمضان 8 هـ عودة عمرو بن العاص لمكة وإخباره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهدم سواع.

 

3- مُزامنة الطريق

 

طريق الذهاب (مكّة المُكَرَّمة رُهَاط)
اليوم الأول

(الجمعة)

21 رمضان 8 هـ

12 يناير 630 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مكّة المُكَرَّمة سَرِف 17.5 3.5
سَرِف مرّ الظهران 13 2.6
  30.5 6.1
اليوم الثاني

(السبت)

22 رمضان 8 هـ

13 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مرّ الظهران ضَجْنَان 20 4
ضَجْنَان قريب من الدور 24 4.8
  44 8.8
اليوم الثالث

(الأحد)

23 رمضان 8 هـ

14 يناير 630 م

       
قريب من الدور مدركة 24 4.8
مدركة رُهاط 13 2.6
  37 7.4

 

طريق العودة (رُهَاط مكّة المُكَرَّمة)
اليوم الأول

(الاثنين)

24 رمضان 8 هـ

15 يناير 630 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
رُهاط مدركة 13 2.6
مدركة قريب من الدور 24 4.8
  37 7.4
اليوم الثاني

(الثلاثاء)

25 رمضان 8 هـ

16 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الدور ضَجْنَان 24 4.8
ضَجْنَان مرّ الظهران 20 4
  44 8.8
اليوم الثالث

(الأربعاء)

26 رمضان 8 هـ

17 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مرّ الظهران سَرِف 13 2.6
سَرِف مكّة المُكَرَّمة 17.5 3.5
  30.5 6.1

 

ملحق يوميات سرية خالد بن الوليد لهدم العُزَّى بنخلة اليمانيَّة  

1- الجغرافيا

 نَخْلَة وبُستان ابن عَامِر وبُستان بن مَعْمَر

 قال ابن هشام عن ابن إسحاق في السيرة (ص.47): “العُزَّى: وكانت لقُريش وبني كنانة بنَخْلَة، وكان سدنتها وحجَّابها بني شيبان من سُلَيْم حُلفاء بني هاشم”.

 

وفي معجم ما استعجم للبكري (ص.1304): “نَخْلَة: على لفظ واحدة من النَّخْل: على موضع ليلة من مكة، وهي التي ينسب إليها بَطْنُ نَخْلَة، وهي التي وَرَدَ فيها الحديث ليلة الجن. وقال ابن وَلاّد: هما نخلة الشامية، ونخلة اليمانية، فالشامية: واد ينصب من الغُمَير، واليمانية: واد ينصب من بَطْنِ قَرْنِ المَنَازل، وهو طريق اليمن إلى مكة، فإذا اجْتَمَعَا فكَاناَ واديا واحدا، فهو المَسَدْ، ثم يضمهما بَطْنُ مَرّ. والصحيح أن نخلة اليمانية: هي بَسْتَانُ عبيد الله بن مَعّمَر”.

 

وعند عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.203): “ويقولون بستان ابن عامر وإنما هو بستان ابن معمر، وقال البطليوسي: بستان ابن معمر غير بستان ابن عامر وليس أحدهما الآخر، فأما بستان ابن معمر فهو الذى يعرف ببطن نخلة، وابن معمر هو عمر بن عبيد الله بن معمر التميمي وأما بستان ابن عامر فهو موضع آخر قريب من الجحفة، وابن عامر هذا هو عبد الله بن عامر بن كريز، استعمله عثمان على البصرة  وكان لا يعالج أرضًا إلا أنبط فيها الماء، ويقال أن أباه أتى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو صغير فعوّذه وتفل في فيه فجعل يمتص ريق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنه لمسقي، فكان لا يعالج أرضًا إلا أنبط فيها الماء”.

 

وذكر عاتق أيضًا في معجم معالم السيرة النبويّة (ص.317): “بلفظ النخل شجرة التمر: جاء في ذكر سرية عبد الله بن جحش: فلمّا سار عبد الله بن جحش يومين فتح الكتاب، فنظر فيه فإذا فيه: إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة فترصد بها قريشًا وتعلّم لنا من أخبارهم. قلت -عاتق-: هما نخلتان: الشاميّة واليمانيّة، والمقصود في هذه الرواية نخلة اليمانيّة، لأنها على ليرق القديم بين مكة والطائف، وما كانت القوافل تسير بينهما إلا فيها. والنخلتان متجاورتان في المنبع والمصب، فكلاهما تأخذ أعلى مساقط مياهها من السراة الواقعة غرب الطائف، ثم تنحدران شمالًا ثم غربًا حتى تجتمعا في ملقى كان يسم بستان ابن معمر ثم يكونان وادي مر الظهران، وقد تقدم مر الظهران، في هذا الكتاب”

 

كما ذكر عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز نقلًا عن ياقوت الحموي: “نخلة الشاميّة واديان لهُذيل على ليلتين من مكة يجتمعان ببطن مر وسبوحة -والمقصد أن الحموي يعني وادي نخلة الشامية ووادي نخلة اليمانية معًا-، وهو وادٍ يصب من الغمير، واليمانية تصب في قرن المنازل، وهو على طريق اليمن مجتمعهما البستان وهو بين مجامعهما، فإذا اجتمعتا كانتا واديًا واحدًا فيه بطن مرّ، وقال البكري: موضع على ليلة من مكة، وهي التي ينسب إليها بطن نخلة التي ورد فيها الحديث ليلة الجن، قال بن ولّاد: هما نخلة الشاميّة ونخلة اليمانيّة، فالشامية وادٍ ينصب من الغُمَير، واليمانيّة: وادٍ ينصب من بطن قرن المنازل، وهو طريق اليمن إلى مكة، فإذا اجتمعا فكانا واديًا واحدًا فهو المسد ثم يضمهما بطن مر، قلت-عاتق البلادي- : تحديد البكري للنخلتين من أجود التحديد، وبنخلة اليمانيّة قتل عامر بن الحضرمي، ومن أجله كانت بدر…ويوم نخلة: أحد أيّام الفجار؛ كان في أحد هذه المواضع بنخلة اليمانيّة”.

 

وقال أيضًا : “نخلة اليَمَانِيَّة: وادٍ فحل من أودية الحجاز، وهي إحدى شعبتي مر الظهران والأخرى تقدمت -يقصد الشاميّة-، يأخذ وادي نخلة اليمانية مياه هدأة الطائف، فإذا اجتمعت مياهه سمي وادي الأغراف، فإذا اجتمع معه مظلم سمي الوادي تضاعًا، ومعظمه يسمى الشرقة،..ومن الشرق تأخذ سيل البوباة عند بلدة السيل الكبير وهذا من الناحية الجغرافية يعتبر رأسها، والوادي قاحل إلا في أسفله حيث توجد عيني الزيمة وسولة…ويأخذ نخلة هذه طريق الطائف القديم وطريق نجد من مكة، وهي طريق مطروقة على مر العصور، وهي التي سلكها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة الطائف، وهي التي أوقع المسلمون فيها بعير قريش، وقتلوا ابن الحضرمي،…وبه عسكرت هوازن يوم حُنين”.

 

وعلى كلام البكري وياقوت ووصف عاتق البلادي المعاصر لهذين المكانين، فإن بلدة السيل الكبير والزيمة معروفتين للآن على طريق الطائف من مكة المكرمة، وعليه فهذه إحداثيّات تقريبيّة لنقطة في منتصف وادي نخلة اليمانيّة وأخرى لنخلة الشاميَّة :

المَعْلَم نخلة اليمانيّة
خط طول 40.172112 درجة شرقًا
خط عرض 21.615469 درجة شمالًا

 

 

المَعْلَم نخلة الشاميَّة
خط طول  40.174089 درجة شرقًا
خط عرض 21.699724 درجة شمالًا

 

وبقياس الطريق من الحرم المكي إلى قرية الزِّيمة -وهي في أول وادي نخلة اليمانيّة، يتبين أنّها على طريق القادم من الشمال الشرقي للمارّ بالشرائع على ليلة تقريبًا -حوالي 49 كم-، وللقادم من مرّ الظهران غربًا ثم شمالًا على ليلة ونصف تقريبًا -حوالي 71 كم-، وعليه فمن قال بكونها على ليلة فقد قصد الطريق الشماليّة، ومن قال بكونها على ليلتين فقد جبر الكسر وقصد طريق مرّ الظهران، والله أعلم.

 

2- التاريخ

عند الواقدي في المغازي (ص.584): “فخرج خالد في ثلاثين فارسًا من أصحابه حتى انتهى إليها وهدمها،…وكان هدمها لخمس ليالٍ بقين من رمضان سنة ثمان”، وذكر في سياق ذلك أنه فخرج وعاد فسأله النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره أنه لم ير شيئًا خرج منها فقال ارجع فاهدمها فإنك لم تهدمها، فرجع فخرجت له منها امرأة سوداء فقتلها ثم عاد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له نعم قد هدمتها.وقد ذكرها ابن إسحاق بعد سريّة خالد إلى بني جذيمة، وترتيب الواقدي أوفق للسياق ولذكره سريّة هدم العُزّى في رمضان، وبني جذيمة في شوّال، وتابعه في ذلك ابن سعد وابن سيد النّاس وغيرهما، وتفصيل ذلك في ملحق سريّة خالد لبني جذيمة بالغُميصاء (ملحق 4 – من ملاحق فتح مكة).

فإذا كان هدمها يوم 25 رمضان 8 هـ كما ذكر الواقدي، وكونها بنخلة اليمانيّة كما تقدّم، وقد حددنا موضع نخلة اليمانيّة كما تقدّم، وهي على حوالي 72 كم من مكة على طريق مر الظهران -وهي مسيرة يوم ونصف تقريبًا- أو على 49 كم تقريبًا من طريق الشمال والذي لا نرجح سلوكه لأنّه يمر على وادي حُنين وقد كانت قبائل هوازن وثقيف تجمع الجموع في هذه المنطقة لغزو المسلمين فالراجح أن خالدًا رضي الله عنه سلك الطريق الأخرى الطويلة.

وبالرجوع القهقرى بحساب الأيّام للتاريخ الذي ذكره الواقدي لهدمها: يكون خروجه رضي الله عنه من مكة لهدمها في المرة الثانية يوم 23 رمضان 8 هـ، ثم يكون وصوله إليها في المرّة الأولى يوم 21 رمضان 8 هـ، وهو اليوم التالي للفتح، وهذا غير صحيح، فإنّ خالدًا رضي الله عنه حضر يوم الفتح قطعًا ولم يذهب قبله لهدم العُزَّى، وعليه فيكون هدمها يوم 27 رمضان 8 هـ على الراجح من الحساب، وعليه بحساب القهقرى يكون خالدًا رضي الله عنه قد خرج لهدمها أخيرًا من مكة يوم 25 رمضان 8 هـ، ووصل إليها أولًا قبلها يوم 23 رمضان 8 هـ، وخرج لهدمها أولًا يوم 21 رمضان 8 هـ وهو اليوم التالي للفتح وهو معقول؛ أن يأمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالخروج في نهاية اليوم لهدمها، وتكون رواية الواقدي صحيحة أيضًا لكنّها تُحمل على أن المقصود بقوله -الواقدي- “وكان هدمها لخمس ليال بقين من رمضان سنة ثمان” أن ذلك يوم خروج خالد لهدمها لا نفس يوم هدمها والله أعلم، وهذا جدول بتقدير تلك التواريخ بالرجوع لبرمجيَّة آستروكال لتحديد يوم الأسبوع:

 

الجمعة 21 رمضان 8 هـ إرسال النبي صلى الله عليه وآله وسلم خالد بن الوليد في ثلاثين راكبًا لهدم العُزى بنخلة اليمَانِيَّة.
السبت22 رمضان 8 هـ وصول خالد بن الوليد لنخلة اليمانيّة ويهدم العزّى.
الثلاثاء25 رمضان 8 هـ عودة خالد بن الوليد لمكة وإخباره النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه هدمها وإخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالعودة لهدمها لأنه لم يهدمها.
الخميس27 رمضان 8 هـ وصول خالد بن الوليد ومن معه لنخلة اليمَانِيَّة ثانيًا وهدمه العُزَّى وقتل خالد للمرأة السوداء التي خرجت منها.
السبت 29 رمضان 8 هـ وصول خالد بن الوليد لمكة وإخباره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما رآه بعد هدم العُزّى فأقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

 

3- مُزَامَنَة الطريق

طريق الذهاب (مكّة نخلة اليمانيّة) (المرة الأولى لهدم العُزّى)
اليوم الأول

(الجمعة)

21 رمضان 8 هـ

12 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مكة مر الظهران 22 4.4
  22 4.4
اليوم الثاني

(السبت)

22 رمضان 8 هـ

13 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مرّ الظهران الروضة الشمالية 23 4.6
الروضة الشمالية الزيمة 19 3.8
الزيمة نخلة اليمانيّة 7 1.4
  49 9.8

 

طريق العودة (نخلة اليمانيّة مكّة) (المرة الأولى لهدم العُزّى)
اليوم الأول

(الاثنين)

24 رمضان 8 هـ

15 يناير 630 م

 

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
نخلة الزيمة 7 1.4
الزيمة الروضة الشمالية 19 3.8
الروضة الشمالية مر الظهران 23 4.6
  49 9.8
اليوم الثاني

(الثلاثاء)

25 رمضان 8 هـ

16 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مرّ الظهران مكة 22 4.4
  22 4.4

 

طريق الذهاب (مكّة نخلة اليمانيّة) (المرة الأخرى لهدم العُزّى)
اليوم الأول

(الثلاثاء)

25 رمضان 8 هـ

17 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مكة مرّ الظهران 22 4.4
  22 4.4
اليوم الثاني

(الأربعاء)

26 رمضان 8 هـ

18 يناير 630 م

 

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مر الظهران الروضة الشمالية 23 4.6
الروضة الشمالية الزيمة 19 3.8
الزيمة نخلة 7 1.4
  49 9.8

 

طريق العودة (نخلة اليمانيّة مكّة) (المرة الأخرى لهدم العُزّى)
اليوم الأول

(الجمعة)

28 رمضان 8 هـ

20 يناير 630 م

 

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
نخلة الزيمة 7 1.4
الزيمة الروضة الشمالية 19 3.8
الروضة الشمالية مر الظهران 23 4.6
  49 9.8
اليوم الثاني

(السبت)

29 رمضان 8 هـ

21 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مرّ الظهران مكة 22 4.4
  22 4.4

 

ملحق يوميات في تقدير تواريخ اسلام الثلاثة الذين فرّوا يوم الفتح وعادوا فأسلموا

ابن الزبعري وصفوان بن أميَّة وعكرمة بن أبي جهل

تمهيد

على تقدير أن سرعة السفر برًا -مشيًا أو على الإبل- هي 5 كم / ساعة، وبالأيام 44.5 كم / يوم بالمتوسط وهي المرحلة، وسُرعة السفر بحرًا بالمراكب الشراعيَّة بحدود 10 عقدة / ساعة، والعُقدة = ميل فلكي أو بحري، فتكون السرعة في البحر حوالي 20 كم / ساعة تقريبًا، وهذه التقديرات للاستخدام فيما يلي من حساب لتقدير مُزامنات طريق هروب ورجوع ابن الزبعري، وصفوان بن أميَّة، وعكرمة بن أبي جهل ثم عودتهم وإسلامهم رضي الله عنهم.

 

صفوان ابن أميَّة

هرب إلى الشُّعَيْبَة ليقذف نفسه في البحر -كما يقول قريبه عُمير بن وهب رضي الله عنه-، وهي مسيرة يومين من مكة -85 كم تقريبًا- على ساحل البحر الأحمر جنوب جدّة بحوالي 68 كم تقريبًا، كما حددها عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.929)، فإذا خرج صفوان هاربًا يوم الفتح الخميس 20 رمضان 8 هـ، ولحقه عمير بن وهب في اليوم التالي فأسرع السير حتى لحقه، فيكون أدركه في اليوم الثالث لخروجه من مكة وهو السبت 22 رمضان 8 هـ -على أساس أنّه يصل في نهاية اليوم الثاني بخلاف يوم الخروج من مكة-، فرجع عمير إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في يومين فدخل مكة يوم الثلاثاء 25 رمضان 8 هـ، ثم رجع إلى صفوان بن أُميَّة في يومين بخلاف يوم دخوله مكة وطلب العلامة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوصل لصفوان يوم الجمعة 28 رمضان 8 هـ، وعاد به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في يومين، ودخلا مكة في اليوم الثالث وهو الاثنين 1 شوال 8 هـ وهو يوم عيد الفطر، وهو موافق للروايات، لأن صفوان حضر حُنين مشركًا واستعار النبي صلى الله عليه وآله وسلم منه سلاح استخدمه في الحرب، وأسلم بعد قسمة الغنائم، وهذا جدول بمزامنة تلك الأحداث:

 

الخميس 20 رمضان 8 هـ صفوان بن أميَّة يخرج هاربًا يوم الفتح إلى اليمن وقد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعمير يخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهروب صفوان ويطلب له الأمان
السبت 22 رمضان 8 هـ عمير بن وهب يدرك صفوان بالشعيبة على ساحل تهامة ويخبره بأمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم له، وصفوان يطلب علامة
الثلاثاء 25 رمضان 8 هـ عمير يرجع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويطلب علامة لصفوان
الجمعة 28 رمضان 8 هـ عمير يرجع لصفوان بالعمامة الشريفة ويخبره بأمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم له
الاثنين 1 شوال 8 هـ عمير يأتي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه صفوان بن أميَّة وصفوان يشاهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي

 

ابن الزبعري

هرب إلى نجران، وهي آخر الحجاز وأوّل اليمن جنوبًا بعدها (البكري، معجم ما استعجم ص.1299)، وخرج معه زوج أم هانئ بنت أبي طالب، فقد روى الواقدي (ص.569): “أن هُبَيْرة بن أبي وهب -زوج أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها- وعبد الله بن الزبعري السهمي قد هربًا معًا إلى نجران-وهما مُشركان-، فلم يأمنا من الخوف حتى دخلا حصن نجران”، والظاهر أنهما حضرا يوم الفتح وهربا فيه أو في اليوم التالي، فقد سألهم الناس بنجران-بحسب الواقدي- فقالا : “أما قريش فقد قتلت ودخل محمد مكة، ونحن والله نرى محمدًا سائر إلى حصنكم هذا فجعلت الحارث وكعب يصلحون ما رَثَّ من حصنهم وجمعوا ماشيتهم، وعند البكري الأندلسي (ص.1298): “نجران مدينة بالحجاز من شق اليمن معروفة”، وما زالت معروفة للآن في أقصى جنوب الحجاز من المملكة العربية السعودية، وبينها وبين مكة على تقدير القياس من مكة إلى ساحل البحر (تهامة) حوالي 70 كم تقريبًا، ثم بحذاء الساحل إلى جازان جنوبًا حوالي 560 كم تقريبًا، ثم من جازان شرقًا قاطعين جبال الحجاز إلى نجران حوالي 250 كم تقريبًا، فهذه 880 كم تقريبًا، وسير المرحلة -اليوم والليلة- حوالي 44.5 كم تقريبًا، وعليه فهذا مسير ما يقرب من 20 يومًا برًا.

 

ولمّا وصل شِعْر حسّان ابن ثابت لابن الزبعري -كما ذكر الواقدي وغيره-، وقع الإسلام في قلبه فعاد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأسلم، ونجران تبعد عن مكة على ثلاثة أقسام، الأول؛ بمقدار 85 كم تقريبًا إلى الشعيبة على ساحل البحر، وهي مسيرة مرحلتان-يومان-، ثم من الشعيبة إلى جازان جنوبًا على الساحل حوالي 575 كم تقريبًا، وهي مسيرة 13 يومًا تقريبًا على البرّ (44.5 كم / يوم)، ومِلَاحَة حوالي 30 ساعة تقريبًا في البحر، على تقدير سرعة 10 عقدة / الساعة للسُفُن الشِرَاعِيَّة -أو20 كم / ساعة تقريبًا في البحر-، أو مِلَاحَة يومان تقريبًا مع اعتبار الوقوف والرسو وغير ذلك، ثم من جازان على الساحل إلى نجران شرقًا حوالي 215 كم تقريبًا، فهذه مسيرة 5 أيام أخرى، وعليه فهذا جدول بمُدَّة الرحلة برًا وبحرًا على ما قدَّرْنَاه:

 

من إلى  
مكة الشُّعَيْبَة يومان ويصل في الثالث برًا فقط
الشعيبة جازان 13 يومًا يصل في الرابع عشر (برًا) أو يومان ونصف -2.5- بحرًا
جازان نجران 5 أيام برًا فقط

 

وتقدير مُزامنة الرحلة على مسارين، الأوّل: إذا كان ابن الزبعري خرج هاربًا هو وزوج أم هانئ في يوم الفتح -الخميس 20 رمضان 8 هـ فيكون وصولهما الشُّعَيْبَة نهاية يوم السبت 22 رمضان، فأكملا المسير على الساحل 13 يومًا تقريبًا حتى جازان جنوبًا، فيكون وصولهما إليه يوم الجمعة 5 شوال، ثم 5 أيّام أخرى إلى نجران، فيكون وصولهما بحدود الخميس 11 شوال تقريبًا.

 

والآخر: على فرض أنّهما ركبا البحر من الشُّعَيْبَة، فيكون وصولهما جازان يوم الثلاثاء 25 رمضان، ثم منها إلى نجران مسير 5 أيّام، فيصلوا نجران بحدود الاثنين 1 شوال.

 

وبفرض أن شِعْر حَسَّان رضي الله عنه وصله بعد استقرارهم بنجران بثلاثة أيّام، فقرّر الرجوع في اليوم التالي لوصوله إليه فهذا يوم 15 شوال برًا أو 5 شوال بحرًا، فيصل جازان في اليوم السادس من خروجه، فهذا يوم 21 شوال / 11 شوال، ثم منه رجوعًا إلى الشّعيبة فهذه 13 عشر يومًا أخرى فيصلها يوم 5 ذو القعدة / 14 شوال، ثم إلى مكّة فيصلها يوم 7 ذو القعدة / 16 شوال.

 

وعلى ما رواه الواقدي في المغازي (ص.637): أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصل الجعرانة عائدًا من حُنين 5 ذو القعدة، وخرج منها 18 ذو القعدة (12 بقين من ذي القعدة) فركب أربع ساعات مُحرمًا ليلًا حتى وصل مكَّة فاعتمر ثم رجع مباشرة فبات بالجعرانة ومنها انصرف للمدينة المنورة، وعليه يكون إسلام ابن الزّبعري على الأغلب في الجعرانة حيث وافى بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحدود 8 ذو القعدة تقريبًا، ولا فرق بين سفره برًا أو بحرًا حينها، إذا لو سافر بحرًا سينتظر بمكة أو بالجعرانة حتى يصلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو -ابن الزبعري- لم يحضر حُنين، فكونه أسلم 8 ذو القعدة يجمع بين المذكور في الرواية والحساب، والله أعلم.

 

وهذا جدول بملخص مزامنة الأحداث:

الخميس 20 رمضان 8 هـ ابن الزبعري وزوج أم هانئ يخرجان هاربين لليمن
الخميس 11 شوال 8 هـ ابن الزبعري وزوج أم هانئ يصلا نجران
15 شوال 8 هـ رجوع ابن الزبعري بعد وصول شعر حسّان إليه
7 ذو القعدة 8 هـ ابن الزبعري يصل مَكَّة فلا يجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بها
8 ذو القعدة 8 هـ ابن الزبعري يوافي النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجعرانة ويُسلم

 

عِكْرِمَة بن أبي جهل

هرب إلى اليمن خوفًا من القتل يوم فتح مكة، قال الواقدي (ص.572): “ فخَرَجَت أم حكيم زوجته تلاحقه ومعها غلام لها رومي وجعل يراودها عن نفسها حتى قدمت على حَيّ من عَكّ -اسم قبيلة-، فأوثقوه -ربطوه- وأدركت عكرمة”، وعند البكري في معجم ما استعجم (ص.309): “عَكّ: من مخاليف مكة التهاميَّة، وربما ضُمَّت إلى اليمن”، وهو ما يعني أنّ: “عَكّ” في نهاية تهامة، كما أنّ “نجران” في نهاية “الحجاز”، وهو ما يعني أنها أمام نجران تقريبًا، أو أسفل منها من ناحية البحر الأحمر، وهي أقرب ما يكون لجنوب ما يُعرف الآن بجازان بالمملكة العربية السعوديّة وهذه إحداثيات تقريبيَّة لها:

 

المَعْلَم عَكّ
خط طول 42.861270 درجة شرقًا
خط عرض  16.293363 درجة شمالًا

 

والمسافة حوالي 650 كم تقريبًا على الساحل من الشُّعَيْبَة، ما يُقدّر بمسيرة 15 يومًا برًا أو 33 ساعة من الملاحة الشراعيَّة بحرًا، وهي حوالي يومين ونصف تقريبًا كما حددناه سالفًا، وقد سارت -أُم حَكِيم- قبلها إلى الشَّعيبة أيضًا مسيرة يومان، والظاهر من سياق رواية الواقدي: “فلمّا دنا عكرمة من مكة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأتي عليكم عكرمة مؤمنًا مهاجرًا”؛ ومنه يُفهم أن عكرمة أسلم بمكة على الراجح.

 

وعكرمة سار إلى الشُّعَيْبَة يومان ثم ركب سفينة كما في الرواية، ثم لحقته زوجته، وذلك بعد أن أسلمت قطعًا واستأمنت له النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فهذا كان يوم السبت 22 رمضان، ثالث أيام الفتح على ما قدّرنا من إسلام بعض نساء مكة، فيهن امرأة صفوان بن أميّة، وهند بنت عتبة، وأم حكيم زوجة عكرمة، فتكون خرجت في اليوم التالي، وهو الأحد 23 رمضان، فيكون مضى على خروج عكرمة ثلاثة أيّام، فوصل الشّعيبة في يومين، ثم ركب سفينة من هُناك حيث قال له النّوتي -مَلَّاح السفينة، وكان مُسْلِمًا- “أَخْلِص”، قال عكرمة: “وكيف؟”، قال: “قل لا إلاه إلا الله”، قال عكرمة: “منها هربت!”، ويكون ركب السفينة يومًا ثم وقفت في مرفأ للتزود مثلًا أو لنزول أحد في محطَّة.

 

وسارت أم حكيم مُسرِعَة إلى الشُّعَيْبَة لتلحق بزوجها فواصلت المسير بقطع مرحلتان في يوم واحد، ووجدته قد ركب سفينة من الشعيبة، فتركب سفينة أخرى لتلحق به، وتكون قد سارت به السفينة في اليوم الثاني له في البحر، وفي اليوم الثالث ينزل قريبًا من سواحل جازان عند “عَكّ” وتكون أم حكيم قد أدركته في اليوم الثالث أو الرابع إن طلبت من نوتي سفينتها عدم التوقف وتأخرت سفينته لأي سبب، فيكون يوم التقائهما هو السابع من يوم الفتح، فهذا يوم 26 رمضان تقريبًا، فرجعا في 5 أيّام ودخلا مَكَّة في السادس، فهذا يوم 2 شوّال تقريبًا وهو بعد قدوم صفوان بن أميَّة بيوم مع عمير بن وهب من الشعيبة.

 

والاحتمال الآخر أن يكون عكرمة سار برًا يومان للشعيبة ثم 15 يومًا حتى جازان وأدركته امرأته بسرعتها في المسير فلحقته في اليوم التاسع عشر لخروجه وهو يركب البحر، لعله يريد الحَبَشَة، وهذا الاحتمال غير متناسق مع الروايات لأنها صرحت بأنه هرب لليمن، فلا يكون لركوبه من عَكّ معنى حينئذ، على أي حال لو كان ذلك فعلا فيكون رجوعهما في مثل ذلك، فيدخلا مكَّة عائدين في اليوم الثامن والثلاثون للفتح، وهو يوم 18 شوال 8 هـ، فلا يدركان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كونه خرج لغزوة حُنَيْن، وسياق غزوة حُنَيْن ذُكر فيه عكرمة كما عند الواقدي (ص.607)، وكذلك رواية عكرمة رضي الله عنه نفسه عن الشجرة العظيمة التي يقولون عنها “ذات أنواط”، وعليه فالصحيح أنّه وصل مكّة كما تقدّم يوم 2 شوال، وذلك بعد قدوم صفوان بن أُُمَيّة بيوم، غير أن عكرمة قَدِم مؤمنًا مصدقًا، كما أخبر بذلك قبل قدومه الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أيضًا واضح من حكاية مُبايعته وإسلامه، وليس له ذكر فيمن تألفهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالغنائم في حنين، كما أن كلامه في موقف حُنين وذكره الواقدي موقف يدل عن إيمان مستقر، وذلك حين قال المشركون عن هزيمة المسلمين ما قالوا، فقال عكرمة: “ما الأمر أمر محمد وإنما الأمر لله!”، فقال له سُهيل بن عمرو -متعجبًا- : “قد كنت على غير ذلك؟!”، والله أعلم.

 

وهذا جدول بملخص مزامنة هذه الأحداث:

الخميس 20 رمضان 8 هـ عكرمة يخرج هاربًا من مكة يوم الفتح
السبت 22 رمضان 8 هـ عكرمة يركب سفينة من الشعيبة وزوجته تأتي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لتسلم وتطلب لزوجها الأمان
الأحد 23 رمضان 8 هـ أم حكيم تخرج وراء عكرمة لتلحق به
26 رمضان 8 هـ أم حكيم تلحق عكرمة زوجها وهو في البحر والنوتي يقول له أخلص
2 شوّال 8 هـ أم حكيم وعكرمة يدخلان مكة وعكرمة يبايع النبي صلى الله عليه وآله وسلم

 

ملحق يوميّات غزوة حنين وسريّة أبو عامر الأشعري في آثار من هرب لأوطاس

1- الجغرافيا

حُنَيْن وأوطاس

 قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.472):حُنين، هو وادٍ قريب من الطائف، بينه وبين مكّة بضعة عشر ميلًا، وقد تقدم ذكره في رسم أوطاس؛ والأغلب عليه التذكير لأنه اسم ماء، وربما أنَّثته العرب لأنه اسم للبقعة، وهو الموضع الذي هزم فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هوازن؛ وقيل إنَّه سُمي بحُنين بن قاينة بن مهلائيل”.

وعند عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.510): “حُنين: يجوز أن يكون تصغير الحنان، وهو الرحمة، تصغير ترخيم، ويجوز أن يكون صغير الحِنّ، وهو الحيّ من الجِنّ،… وهو قريب من مكة، وقيل: هو وادٍ قبل الطائف، وقيل وادٍ بجنب ذي المجاز، وقال الواقدي: بينه وبين مكة ثلاث ليال، وقيل: بينه وبين مكة بضعة عشر ميلًا، وهو يذكر ويؤنث،…وقال البكري: وادٍ قريب من الطائف، بينه وبين مكة بضعة عشر ميلًا وقد تقدم ذكره في رسم أوطاس، والأغلب عليه التذكير لأنه اسم ماء، قال المؤلف-عاتق-: يُعرف اليوم بالشرائع، وهو على طريق مكة من نخلة اليمانية، وادٍ يسيل من جبال طاد التنضب  ثم ينحدر غربًا مارًا بين جبلي لبن وكنثيل، يسمى رأسه الصدر وأسفله الشرائع ثم يدفع في أعلى عُرنة قرب ذي المجاز شمالًا ومن روافده وادي يدعان، يبعد حنين عن مكة 26 كيلًا شرقًا وعن حدود الحرم 11 كيلًا من عَلَمي طريق نجد”.

وقال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.212): “أوطاس: بفتح أوله وبالطاء والسين المهملتين، وادٍ في ديار هوازن، وهناك عسكروا هم وثقيف حين أجمعوا على حرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتقوا بحُنَين…”.

وعند الفاكهي في أخبار مكّة من هامش بن دهيش عليه (ج.3، ص.153): “عين مُشاش، تسمى اليوم عين الشرائع، أو عين حُنين، وهي اليوم لا تسير إلى مكة، بل يزرع الناس عليها هناك، وتبعد عين حنين 36 كم عن المسجد الحرام إلى الشرق”.

وفي مقال لفريق طيبة نت على الشبكة العنكبوتيّة حددوا موضع الوادي الآن على وصف عاتق البلادي المذكور، وهو وصف تفصيلي دقيق، واستنتج فريق طيبة نت أنها شرائع النخل كما ذكرها عاتق وبن دهيش، وهو المُختار، وعليه فبينها وبين مكة بضع عشرة ميلًا -لا ثلاث ليالٍ كما ذكر الواقدي-، وعلى موقع مكشات أيضًا على الشبكة العنكبوتيّة مقال آخر لتحديد موضع أوطاس الحالي، وقد عزاه الكاتب لما يُعرف اليوم بحزم الصريم وقد حدد موضعها اجتهادًا على خرائط غوغل، وبقياس المسافة بينه وبين مكّة يتبين أنّها حوالي 5 متعشّيات، أي 120 كم تقريبًا، وهي مسيرة يومين ونصف، والأرجح من المذكور أن واقعة حُنين كانت في الموضع المُختار على بريد -23 كم- من مكّة، وأما مكان مُعسكر تجمع هوازن وثقيف فكان بأوطاس على مسيرة يومين ونصف تقريبًا، والظاهر في الكتب أنّه وقع الخلط بين الموضعين وهما مكانين مختلفين، فحُنين كانت به الحرب، وأوطاس تجهزت به هوازن وثقيف قبل الحرب وهربوا إليه بعد انهزامهم وبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم سريّة تُلاحقهم بقيادة أبو عامر الأشعري رضي الله عنه فأدركهم بأوطاس ونال منهم ثم قُتل، ورجعت السريّة بقيادة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو بالطائف.

وهذه إحداثيات تقريبية لوادي حُنين وبِرْكَة أوطاس:

المَعْلَم وادي حُنين
خط طول 40.042010 درجة شرقًا
خط عرض  21.515302 درجة شمالًا
المَعْلَم أوطاس
خط طول 40.519245 درجة شرقًا
خط عرض  21.973746 درجة شمالًا

قرن المنازل

ذكرها عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.863): “السَّيْل الكَبِير: بلدة بين نخلتين الشامية واليمانية في حزم مرتفع غير أن عمرانها قد يمتد في قرن المنازل من نخلة الشاميّة، يمر فيها طريق الطائف إلى مكة المار بنخلة اليمانية، المسمى طريق اليمانية، تبعد عن مكة ثمانين كيلًا شرقًا، وعن الطائف 53 كيلًا شمالًا غربيًا، كانت تُعرف بقرن المنازل وهي ميقات أهل نجد ومن مر بها من غيرهم، ويطلق اسم قرن اليوم على الوادي في أعلاها إلى المحرم على طريق الطائف المار بالهدأة، الوادي قرن والبلدة السيل الكبير”.

وعلى وصف عاتق البلادي فهذه إحداثيّات مسجد الميقات بقرن المنازل أو السيل الكبير:

المَعْلَم قرن المنازل (السّيل الكبير)
خط طول 40.425505 درجة شرقًا
خط عرض  21.631911 درجة شمالًا

وتكون المُتَعَشَّيات بين مكّة وأوطاس كالآتي:

مكة -–24.5 كم–> حُنين – 24.5 كم–> نخلة اليمانيّة –24 كم–> قرن المنازل –25–> وادي الزرقا/الغمير –27 كم–> أوطاس

والمُعتمد في تعيين أوطاس والغمير/الزرقا وتسمياتهم مُستفاد من المعلومات المذكورة في بحثين منشورين على موقع مكشاة رابطهما في المراجع المذكورة في هذا المُلحق.

2- التاريخ

عند الواقدي في المغازي (ص.594): “ثم غدا يوم السبت لست ليالٍ خلون من شوّال، واستعمل على مَكّة عتاب بن أسيد يصلي بهم ومعاذ بن جبل يعلمهم السنن والفقه”.

وعنده أيضًا (ص.596): “وانتهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى حُنين مساء ليلة الثلاثاء لعشر ليالٍ خلون من شوَّال”.

وقد تقدم في الجغرافيا تحديد موضع حُنين، والراجح أنها على بريد من مَكَّة -25 كم تقريبًا- كما ذكر البكري وأهل الجغرافيا وحققه عاتق وبن دهيش، ويُلاحظ في كلام الواقدي قوله أنه صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى حُنين يوم السبت 6 شوال، وانتهى إلى حنين ليلة الثلاثاء 10 شوال، وهو كلام مبني غالبًا على كون حُنين هي نفسها “أوطاس”، وهو بخلاف المُختار على ما تقدّم.

وفي تاريخ الخروج المذكور عند الواقدي نظر، إذ لو وافق السبت 6 شوال، لوافق الثلاثاء 9 شوال لا 10 شوال، وهو بخلاف ما يقتضيه السياق كما هو مُثبَت في مُلْحَق سريّة خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى بني جذيمة (ملحق 4 – فتح مكة)، وكانت عودة علي بن أبي طالب رضي الله عنه منها بعد إصلاح ما كان من خالد بن الوليد رضي الله عنه بحدود الأحد 8 شوال 8 هـ، وعلي رضي الله عنه ممن حضر حُنين، ولذا فالمُعتَبَر كون تاريخ الخروج إليها هو اليوم التالي لوصول علي رضي الله عنه أو بعده.

وبمُراجعة برمجيّة آستروكال يتبيّن أن الثلاثاء وافق 10 شوّال فعلًا، وهو ما يوافق التاريخ النهائي للوصول عند الواقدي، فيكون الخطأ في اعتبار السبت 6 شوال يوم الخروج ويكون الخروج يوم الاثنين 9 شوّال، وحيث أنّ المسافة بين مَكّة وحُنين هي مسير نصف يوم تقريبًا، فيكون الوصول ليلة الثلاثاء 10 شوّال موافقة للواقدي، وهو أيضًا باعتبار قول من قال بخروجه صلى الله عليه وآله وسلم من مكة لحُنين بعد تسعة عشر ليلة -كما عند البُخاري- لموافقة ذلك الحسابات المذكورة لعودة علي رضي الله عنه من عند بني جذيمة، فيكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد سار من مَكّة بعد صلاة الصبح في التاسع عشر لإقامته بها من الفتح -وهو يوم 9 شوّال بحساب يوم الدّخول- فانتهى إلى وادي حُنين ليلة الثلاثاء 10 شوّال، والله أعلم.

وهذا جدول بهذه التواريخ:

الأحد 8 شوّال 8 هـ عودة علي رضي الله عنه إلى مكّة من عند بني جذيمة.
الاثنين 9 شوّال 8 هـ خروج النّبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون لغزوة هوازن بوادي حُنين.
الثلاثاء 10 شوّال 8 هـ وصول الجيش وادي حُنين ليلًا أو قبل غروب اليوم السابق قليلًا.

3- مُزامنة الطريق

طريق الذهاب (مكَّة حُنين)
اليوم الأول

(الاثنين)

9 شوال 8 هـ

29 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحُجُون ذات أنواط

(جبل المقطع)

13.5 2.7
ذات أنواط

(جبل المقطع)

حُنين 11.5 2.3
25 5
طريق الذهاب (حُنين أوطاس)
اليوم الأول

(الأربعاء)

11 شوال 8 هـ

31 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
حُنين الزيمة 19 3.8
الزيمة نخلة الشامية 14 2.8
33 6.6
اليوم الثاني

(الخميس)

12 شوال 8 هـ

1 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
نخلة الشامية المُليحة 23 4.6
المُليحة ذات عِرق 19 3.8
42 8.4
اليوم الثالث

(الجمعة)

13 شوال 8 هـ

2 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذات عِرق أوطاس 11 2.2
11 2.2

 

طريق العودة (أوطاس نخب)
اليوم الأول

(السبت)

14 شوال 8 هـ

3 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أوطاس ذات عِرق 11 2.2
ذات عِرق المُليحة 19 3.8
30 6
اليوم الثاني

(الأحد)

15 شوال 8 هـ

4 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المُليحة قرن المنازل 17.7 3.5
قرن المنازل المُليح 23.5 4.7
41.2 8.2
اليوم الثالث

(الاثنين)

16 شوال 8 هـ

5 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المُليح لية 19.3 3.9
لية نخب 14.5 4
33.8 6.8

ملحق يوميات سرية سعد بن زيد الأشهلي لهدم صَنَم مَنَاة بالمُشَلَّل

1- الجغرافيا

 صَنَم مَناة مكانه بالمُشَلَّل؛ وهي الحَرَّة -الأرض البركانيّة السوداء- الظاهرة المعروفة عند منطقة قُدَيْد وهي مذكورة بتفاصيلها في طريق الجادة العظمى، والطريق إليها من وإلى مكة المكرَّمة ذكرناه في أكثر من موضع، وهذه إحداثيّاتها التقريبيّة:

المَعْلَم المُشَلَّل
خط طول 39.262909 درجة شرقًا
خط عرض  22.357957 درجة شمالًا

2- التاريخ

 وبين المُشَلَّل وبين مكَّة المكرّمة تقريبًا مسافة3 ليال سيرًا -حوالي 130 كم على طريق الجادة العظمة-، بسير المراحل، وقد ذكر محمد بن سعد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل سعد بن زيد يوم الفتح لهدمها من مكة وعاد لستٍ بقين من رمضان، وعليه فإذا كان يوم الفتح الشريف قد وافق الخميس 20 رمضان 8 هـ -كما حققناه في (ملحق رقم 1) الخاص بفتح مكة-، فالتقدير أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل سعدًا في اليوم التالي لهدم مناة، فسار ثلاث ليال ووصلها بحدود يوم الاثنين 24 رمضان 8 هـ تقريبًا، وعليه فالتاريخ الذي ذكره ابن سعد هو تاريخ هدمها وليس تاريخ رجوعه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبهذا يكون رجوعه بحدود يوم 28 رمضان 8 هـ، وهذا ملخص بهذه التواريخ:

الجمعة 21 رمضان 8 هـ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرسل سعد بن زيد الأشهلي لهدم مناة بالمشلل
الاثنين 24 رمضان 8 هـ سعد بن زيد يهدم مناة بالمشلل
الخميس 27 رمضان 8 هـ سعد بن زيد يعود إلى مكة ويخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهدم مناة

3- مزامنة الطريق

طريق الذهاب (مكّة المكرَّمة المُشَلَّل) (فتح مكّة)
اليوم الأول

(الجمعة)

21 رمضان 8 هـ

12 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مكة سرف 17.5 3.5
سرف بطن مر 13 2.6
30.5 6.1
اليوم الثاني

(السبت)

22 رمضان 8 هـ

13 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن مر كراع الغميم 26 5.2
كراع الغميم عسفان 24.5 4.9
50.5 10.1
اليوم الثالث

(الأحد)

23 رمضان 8 هـ

14 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
عسفان أمج 24 4.8
أمج المُشَلَّل 26 5.2
50 10
طريق العودة (المُشَلَّل مكّة المكرَّمة) (فتح مكّة)
اليوم الأول

(الثلاثاء)

25 رمضان 8 هـ

16 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المُشَلَّل أمج 26 5.2
أمج عسفان 24 4.8
50 10
اليوم الثاني

(الأربعاء)

26 رمضان 8 هـ

17 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
عسفان كراع الغميم 24.5 4.9
كراع الغميم بطن مر 26 5.2
50.5 10.1
اليوم الثالث

(الخميس)

27 رمضان 8 هـ

18 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن مر سرف 13 2.6
سرف مكة 17.5 3.5
30.5 6.1

ملحق يوميات سريَّة الطفيل بن عمرو الدّوسي لهدم ذي الكفين بوادي ثَرُوق

1- الجغرافيا

صنم ذي الكفّين بوادي ثروق

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.145): “لمّا أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السير إلى الطائف بعث الطفيل بن عمرو الدوسي، يهدمه -يعني ذي الكفين صنم قبيلة دوس- وأمره أن يستمد قومه ويوافيه بالطائف…”، ولم يذكر موضع هذا الصَّنم، وعليه فالمتوقع أنَّه في أرض قبيلة دوس على ما يُفهم من السياق، وهذا ما سنبحثه تاليًا.

وقال ابن هشام عن ابن إسحاق في السيرة (ص.46): “وكان في دوس صنم لعمرو بن حُممة الدّوسي…ودوس: ابن عدنان بن عبد الله بن زهران، …ويُقال دوس: ابن عبد الله بن زهران…”.

وقال عُمر كحالة في معجم قبائل العرب (ص.293): “دوس: بطن من زهران إحدى قبائل عسير الكبيرة،..وقال: دوس بن عدثان: بطن من شنوءة من الأزد وهم بنو دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران …بن مالك بن نصر وهو شنوءة من الأزد، سكنوا إحدى السروات المطلة على تهامة…ومن قراهم ثروق”، ومنه أنّ “ثروق” قريتهم المشهورة، فنبحث عنها في معاجم البلدان.

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (ج.2، ص.77): “ثروق: مرتجل، لم أر هذا المركب مستعملًا في كلام العرب: وهو اسم قرية عظيمة لبني دَوْس بن عُدثان بن زهران بن كعب بن الحارث بن نصر بن الأزد، جاء ذكرها في حديث حممة الدوسي وفي حديث وفود الطفيل بن عمرو على النبي، صلى الله عليه وسلم، أنَّه أسلم ورجع إلى قومه في ليلة مطيرة ظلماء حتى نزل ثروق، وهي قرية عظيمة لدوس، فيها منبر، فلم يبصر أين يسلك، فأضاء له نور في طرف سوطه فشهد الناس ذلك، وقال: أنارٌ أَخَذْتِ على القَدوم ثم على ثروق لا تُطفَأ؛ الحديث…”، وفيه ذكر للكرامة التي حدثت للطفيل بن عمرو، وأن وقتها كان وقت عودته لقومه، وهو ما يبشر بتحديد يومها إن شاء الله تعالى، وفيها أنّ ذلك كان في ليلة مظلمة مطيرة -شتويّة على الراجح-، وهو ما قد يفيد في تحديد وقتها بدقّة، والطّفيل بن عمرو رضي الله عنه أسلم قبل الهجرة بسنوات وهاجر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو من السابقين للإسلام، وقصّة إسلامه مدرجة مع حوادث ما قبل الهجرة.

وعند علي بن صالح السلوك الزهراني في معجم معالم غامد وزهران (ص.142): “ثروق: بفتح الثاء المثلثة وضم الراء المهملة بعدها واو وقاف، وادٍ زراعي، من أجمل أودية دوس الزراعية طوله كيلان تقريبًا، يبدأ من أشفا -جمع شفا- العياش الجنوبية وينقسم إلى قسمين عند وصوله قرب دوس بني علي: الأول: وادي ثروق، والثاني: وادي الخلصة، ويصب ماؤه في جرداء بني علي بتهامة دوس من زهران”، ودوس بِنْ علي ما زالت معروفة للآن في منطقة دوس بسراة -سلسلة جبلية- زهران داخل حدود السعوديّة، وموقعها من خرائط غوغل كالآتي:

المَعْلَم ثروق
خط طول 41.206483 درجة شرقًا
خط عرض 20.216568 درجة شمالًا

ولم تُذكَر مراحل الطريق من ثروق إلى حُنين في مرجع من المراجع، فتم تقسيم الطريق على خرائط غوغل لمتعشّيات (كل واحدة في حدود 22 كم تقريبًا وهو مسير نصف اليوم)، مع الاستعانة بأسماء المناطق الحديثة من على الخرائط، وجزء الطريق بين حُنين ولِيَّة هو نفسه كما في غزوة الطائف (ملحق 10 – فتح مكة)، والمواضع المستحدثة (تحتها خط) هي فقط بين ثروق ووادي لِيَّة على الطريق كالآتي:

حُنين –-> نخلة اليمانيّة –-> قرن المنازل –-> المُليْح -–> لِيَّة –-> الجربة –-> بادية بني سعد –-> غزيال –-> الجريبيعه –-> حداد بني مالك –-> القارعي –-> آل نعمان –-> ثروق

وهذه إحداثيّات تقريبيَّة للمعالم المحققة من خرائط غوغل رأسًا وهي معالم حديثة:

المَعْلَم الجربة
خط طول 40.735368 درجة شرقًا
خط عرض 21.217790 درجة شمالًا
المَعْلَم بادية بني سعد
خط طول 40.907466 درجة شرقًا
خط عرض 21.102520 درجة شمالًا
المَعْلَم غزيال
خط طول 41.051974 درجة شرقًا
خط عرض 20.961455 درجة شمالًا

 

المَعْلَم الجريبيعة
خط طول 40.964864 درجة شرقًا
خط عرض 20.778076 درجة شمالًا

 

المَعْلَم حداد بني مالك
خط طول 41.042756 درجة شرقًا
خط عرض 20.599957 درجة شمالًا

 

المَعْلَم القارعي
خط طول 41.069622 درجة شرقًا
خط عرض 20.466145 درجة شمالًا

 

المَعْلَم آل نعمان
خط طول 41.182961 درجة شرقًا
خط عرض 20.332837 درجة شمالًا

 

2- التاريخ

ذكر الواقدي في المغازي (ص.615): “قالوا: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حُنينًا وأراد المسير إلى الطائف، بعث الطفيل بن عمرو إلى ذي الكفين -صنم عمرو بن حُممة الدوسي- يهدمه، وأمره أن يستمد قومه ويوافيه بالطائف،…فخرج الطفيل سريعًا إلى قومه فهدم ذي الكفين وجعل يحشو النار في جوفه…وأسرع مع قومه انحدر معه أربعمائة من قومه فوافوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالطائف بعد مُقامه بأربعة أيام فقدم بدبّابة ومنجنيق”، و وافقه ابن سعد في الطبقات.

وعلى المُحقق في مُلحق غزوة الطائف (مُلحق 10 – فتح مكة)، فإن إقامة النّبي صلى الله عليه وآله وسلم بالطائف قد بدأت يوم الثلاثاء 17 شوال 8 هـ الموافق 6 فبراير 630 م، وعليه فيكون لحوق الطفيل بن عمرو بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في الطائف يوم السبت 21 شوّال تقريبًا.

وبقياس الطريق بين وادي ثروق وحُنين -حيث حضر الطفيل حُنين، وأرسله النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعدها- على خرائط غوغل يتبيّن أنّه حوالي 260 كم، وهو مسيرة تقريبًا ستة أيام ويصل في آخر السادس، ويهدم الصنم في اليوم التالي -وهو السابع- ويجمع قومه في يوم فهذان يومان على التقدير، فيكون تقدير خروجه في اليوم التاسع تقريبًا لرحيله من حنين.

وبقياس كذلك ما بين ثروق والطائف حيث مسجد ابن عبّاس رضي الله عنه -موضع قُبَّتَي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحِصَار على الراجح- فيتبيَّن أن ذلك حوالي 185 كم تقريبًا، وهذا مسيرة أربعة ليالٍ وربع تقريبًا، أي يصل في الخامس، فإذا خرج في التاسع لرحيله عن حُنَيْن وصل الطائف في الثالث عشر لخروجه -والمفترض أن يكون 21 شوال-، وبالرجوع القهقرى من تاريخ 21 شوّال حوالي 13 يومًا بدون يوم الوصول للطائف -يعني اثنا عشر يومًا فقط-، فيكون خروجه من حُنين يوم 9 شوّال على هذا التقدير، وتم تحديد يوم معركتها بيوم الثلاثاء 10 شوال 8 هـ كما في مُلحقها المذكور.

وعليه فيكون الطفيل بن عمرو قد أرسله النبي صلى الله عليه وآله وسلم اليوم التالي لمعركة حُنين، وهو يوم الأربعاء 11 شوّال 8 هـ على التقدير، ويكون قد وافى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالطائف يوم الاثنين 23 شوّال 8 هـ تقريبًا، وهذا بعد إقامته صلى الله عليه وآله وسلم بالطائف حوالي ستّة أو خمسة أيّام تقريبًا على اختلاف في التقدير، وهو قريب من المذكور عند الواقدي باختلاف بسيط، وهذا مُلَخَّص هذه التواريخ:

الأربعاء 11 شوال 8 هـ إرسال النبي صلى الله عليه وآله وسلم الطفيل بن عمرو لهدم ذي الكفين.
الاثنين 16 شوال 8 هـ وصول الطفيل بن عمرو إلى “وادي ثروق” ببلاده -بلاد قبيلة دوس- وهدم صنم ذي الكفّين.
الأربعاء 18 شوال 8 هـ تحرّك الطفيل بن عمرو بجموع قومه من بلادهم “وادي ثروق” إلى الطائف.
الأحد 22 شوال 8 هـ موافاة الطفيل بن عمرو الدّوسي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بجموع قومه في حصار الطائف.

3- مُزامنة الطريق

طريق الذهاب (حُنين ثروق)
اليوم الأول

(الأربعاء)

11 شوال 8 هـ

31 مارس 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
حنين نخلة اليمانيّة 24 4.8
نخلة اليمانيّة قرن المنازل 23 4.6
47 9.4
اليوم الثاني

(الخميس)

12 شوال 8 هـ

1 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قرن المنازل المُليح 23.5 4.7
المُليح لِيَّة 19.5 3.9
43 8.6
اليوم الثالث

(الجمعة)

13 شوال 8 هـ

2 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
لِيَّة الجربة 21.2 4.2
الجربة بادية بني سعد 23.3 4.6
44.5 8.9
اليوم الرابع

(السبت)

14 شوال 8 هـ

3 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بادية بني سعد غزيال 24 4.8
غزيال الجريبيعة 25.7 5.14
49.7 9.9
اليوم الخامس

(الأحد)

15 شوال 8 هـ

4 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجريبيعة حداد بني مالك 23.8 4.7
حداد بني مالك القارعي 19.9 3.9
43.7 8.7
اليوم السادس

(الاثنين)

16 شوال 8 هـ

5 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
القارعي آل نعمان 19.5 3.9
آل نعمان ثروق 19.4 3.8
38.9 7.8
طريق العودة (ثروق الطائف)
اليوم الأول

(الأربعاء)

18 شوال 8 هـ

7 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ثروق آل نعمان 19.4 3.8
19.4 3.8
اليوم الثاني

(الخميس)

19 شوال 8 هـ

8 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
آل نعمان القارعي 19.5 3.9
القارعي حداد بني مالك 19.9 3.9
39.4 7.8
اليوم الثالث

(الجمعة)

20 شوال 8 هـ

9 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
حداد بني مالك الجريبيعة 23.8 4.7
الجريبيعة غزيال 25.7 5.1
49.5 9.8
اليوم الرابع

(السبت)

21 شوال 8 هـ

10 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
غزيال بادية بني سعد 24 4.8
بادية بني سعد الجربة 23.3 4.6
47.3 9.4
اليوم الخامس

(الأحد)

22 شوال 8 هـ

11 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجربة لِيَّة 21.2 4.2
لِيَّة الطائف 17.5 3.5
38.7 7.7

ملحق يوميّات غزوة الطائف وعُمرة الجعرانة

1- الجغرافيا

وصف معالم الطريق من حُنين إلى الطائف

 قال الواقدي في المغازي (ص.615): “وسار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أوطاس، فسلك على نخلة اليمانية، ثم على قرن، ثم على المُلَيْح، ثم على بحرة الرغاء من لية، فابتنى بها مسجدًا فصلى فيه،…ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وآله  وسلم من لية فسلك طريقًا يقال لها : الضيقة، فقال: “بل هي اليُسرى”، ثم خرج على نخب، حتى نزل سدرة الصادرة عند مال رجل من ثقيف…ومضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى نزل قريبًا من حصن الطائف…فخرج الحباب حتى انتهى إلى موضع مسجد الطائف خارج من القرية”.

 

وقال ابن إسحاق (ص.643): “فسلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على نخلة اليمانية، ثم على قرن، ثم على المُلَيْح، ثم على بحرة الرغاء من لية، فابتنى بها مسجدا فصلى فيه…ثم سلك في طريق يقال لها الضيقة، فقال: بل هي اليسرى، ثم خرج منها على نخب، حتى نزل تحت سدرة يقال لها الصادرة…، ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى نزل قريبًا من الطائف”

 

وهذا ملخص الطريق إلى الطائف

 

حُنين –-> نخلة اليمانيّة –-> قرن المنازل (السيل الكبير) –-> المليح (السيل الصغير) –-> بحرة الرغاء من لِيَّة –> نخب –-> الطائف

 

أوطاس

 معروفة ومذكورة بتفاصيلها في ملحق غزوة حُنين (ملحق 9 – فتح مكة)، ووقع الخلط عند الواقدي بينها وبين حُنين نفسها، وهما مكانان مختلفان، وأوطاس في سياقه المذكور سالفًا يُقْصَد بها موضع حُنين الذي حدثت به المعركة، أما أوطاس فهي بعيدة شمالًا رجع إليها فلول هوازن بعد هزيمتهم وأرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبو عامر الأشعري في إثرهم، وتفاصيل ذلك في مُلحَق سريَّته (ملحق 8 – فتح مكة).

 

نَخْلَة اليَمَانيّة

 مذكورة بالتفصيل في سريّة عبد الله بن جحش إلى نَخَلَة اليمانيَّة وتحقيق موضعها، وذُكرت أيضًا في مُلحق سريّة خالد بن الوليد رضي الله عنه لهدم صنم العُزّى (ملحق 6 – فتح مكة).

 

قرن أو قرن المنازل أو السيل الكبير

 قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1371): “قَرْن: هو صادر نخلة الشامية بين المحرم والسيل الكبير، وقد ذكر بأوفى من هذا في السيل الكبير ونخلة الشامية”.

 

وقال أيضًا في معجم معالم الحجاز (ص.863): “السَّيْل الكَبِير: بلفظ سيل الوادي من الماء: بلدة بين نخلتين الشامية واليمانية في حزم مرتفع غير أن عمرانها قد يمتد في قرن المنازل من نخلة الشامية، وماؤهم منها، يمر فيها طريق الطائف إلى مكة المار بنخلة اليمانية، المسمى (طريق اليمانية) تبعد عن مكة ثمانين كيلًا شرقًا، وعن الطائف (53) كيلًا شمالًا غربيًا. كانت تُعرف بقَرن المنازل، وهي ميقات أهل نجد ومن مر بها من غيرهم، ويطلق اسم قرن اليوم على الوادي في أعلاها إلى المحرم على طريق الطائف المار بالهدأة. الوادي قرن، والبلدة السيل الكبير، تمييزًا لها عن السيل الصغير”.

 

وعلى ما ذكره عاتق، وحيث أن قرن المنازل (السيل الكبير) ما تزال معلومة للآن، فهذه إحداثيات تقريبية لها:

المَعْلَم قرن المنازل (السيل الكبير)
خط طول 40.397684 درجة شرقًا
خط عرض 21.646592 درجة شمالًا

 

المُليح ولِيَّة وبُحْرَة الرُّغاء

 قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.1260): “ بُحْرَة الرغاء: موضع مذكور في رسم لِيّة، وقد مضى في حرف اللام، وهو مذكور أيضًا في رسم البوباة، في حرف الباء”.

 

وقال أيضًا (ص.1167): “لِيَّة: بكسر أوّله وتشديد ثانيه: وهي أرض من الطائف، على أميال يسيرة، وهي على ليلة من قَرْن، وانظرها في رسم خورة، وفي رسم نخب، ولِيَّة: هي دار بني نصر، وفيها كان حصن مالك بن عوف النَّصري، صاحب الناس وأميرهم يوم هوازن. ولما سار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد حنين إلى الطائف، سلك على نخلة اليمانية، ثم على قرن، ثم على المليح، ثم على بحرة الرغاء من لية، فابتنى في بحرة مسجدا وصلى فيه، وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في لِيَّة بحصن مالك بن عوف فهُدم، ثم سلك في طريق يقال لها الضيقة، فلمّا توجه فيها سأل عن اسمها، فقيل له: الضَّيقة، فقال: بل هي اليُسرى. ثم خرج منها على نخب، فأتى الطائف، (وبين لِيَّة وقرن ليلة) قال أبو الفتح: لِيَّة (فِعلة) من لَوَيت.”

 

وقال أيضًا (ص.229): “بُحْرَة الرُّغاء،… منسوبة إلى رُغاء الإبل، أو شيء على لفظه: موضع في لِيَّة، من ديار بني نصر،…وربما قيل: بَحْرَة الرُّغاء، بفتح أوّله، وبَحرة: مَنبِت الثُّمام، وذكره أبو داود في كتاب الدِّيات أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسل قتل بالقسامة رجلا من بني نصر بن مالك؛ ببحرة الرغاء على شط لِيَّة”.

 

وقال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.170): “ بُحْرَة الرغاء: تُعرف اليوم باسم البحرة: تلعة واسعة ذات أرض بيضاء، تسيل من هضبة السوق فتدفع في ليّة من الجنوب يسار طريق الجنوب للخارج من الطائف، مقابلة لمفيض اليُسْرَى، على (17) كيلًا من الطائف، يفرق طريقها بعد جزع الوادي، ومن المتعارف عندهم مكان (غَزّةُ الرُّمح) وهي حفرة صغيرة يحفرونها كلما دهمها السيل، وبقربها محراب صلاة العيد لتلك الجهة، في شمال غزة الرمح بحوالي 4 أمتار، وهو لا شك مكان مسجده صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه الآثار يخفظها الخلف عن السلف.”

 

قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1665): “مُلَيْح: تصغير الملح: قال ياقوت: وادٍ بالطائف مر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند انصرافه من حنين إلى الطائف،…قلتُ -عاتق-: يُعرف اليوم أعلاه بالسيل الصغير -انظره- وأسفله لا زال يعرف بهذا الاسم (مُلَيْح) يصب في وادي بعج شرق السيل الكبير إلى الشمال، وبعج هذا أحد أجزاع نخلة الشاميّة”

 

وقال أيضًا (ص.864): “السَّيْل الصغير: وادٍ يسيل من شمال الحوية، شمال الطائف فيدفع في بعج مجتمعًا مع السيل الكبير، في رأسه قرية تسمى باسمه تبعد (30) كيلًا شمال الطائف و14 كيلًا شمال الحويّة، …كان الوادي يسمى (مُلَيْح) ولا زال أسفله يحمل هذا الاسم وهو المذكور في غزوة الطائف”.

 

ولِيَّة وادٍ من أودية الطائف وكذلك وادي “وجّ” -وقد ورد أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضمّه للحَرَم في غزوة الطائف-، وبَحْرَة الرّغاء على شاطئ لِيَّة كما ذُكِر، والمُلَيْح وهي السيل الصغير ما تزال معروفة للآن، وبالقياس على خرائط غوغل المسافة بعد توقيع لِيَّة (بُحْرَة الرغاء) وقرن المنازل، يتبيّن أن المسافة بينهما حوالي 49 كم تقريبًا، وهو موافق لما ذكره البكري، ونستدل به على صحّة التقريب الذي ذهبنا إليه إن شاء الله تعالى، وعليه فهذه إحداثيّات تقريبيّة للمعالم المذكورة:

 

المَعْلَم المُلَيْح
خط طول 40.492873 درجة شرقًا
خط عرض 21.469591 درجة شمالًا

 

المَعْلَم بُحْرَة الرغاء من لِيَّة
خط طول 40.540359 درجة شرقًا
خط عرض 21.244776 درجة شمالًا

 

المَعْلَم وادي وجّ
خط طول 40.461889 درجة شرقًا
خط عرض 21.310473 درجة شمالًا

 

نُخْب أو نَخِب أو نَخَب

قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1725): “نُخْب: بضم أوله كذا ينطقونه اليوم، وادٍ يمر شرق الطائف يستسيل القراحين وجبال جنوب الطائف ويتجه شرقًا حتى يصب في وادي لِيّة عند خد الحاجّ، يقطعه الطريق من الطائف إلى الجنوب على 6 أكيال، وفيه مسجد ينسب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المعروف بمسجد الصادرة”.

 

وقال: “نَخِب: بالفتح ثم الكسر ثم باء موحدة، فلان نخب الفؤاد إذا كان جبانًا هو وادٍ بالطائف، عن السكوني،…وقال الأخفش: نخب وادٍ بأرض هذيل، وقيل: وادٍ من الطائف على ساعة، ورواه بفتحتين، مر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طريق يقال لها الضَّيقة ثم خرج منها على نَخب حتى نزل سدرة يقال لها الصادرة…وقال البكري: بفتح أوله وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة: وادٍ من وراء الطائف، روى أبو داوود وقاسم بن ثابت من طريق عروة بن الزبير عن أبيه، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من لِيَّة فلما صرنا عند السدرة، وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في طرف عند القرن الأسود، واستقبل نخبًا ببصره، ووقف حتى اتفق الناس كلهم وقال: إن صيد وجّ وعِضاها حِرْم مُحَرّم لله. وذلك قبل نزوله الطائف، وحصاره ثقيفًا”، وقد اكتفينا بكلام عاتق لنقله عن البكري وغيره ما يفيد موضع نخب وهي لا تزال معروفة بذات الاسم على الخرائط، وكذلك وادي وجّ كما أسلفنا ذكره.

 

المَعْلَم نخب
خط طول 40.443347 درجة شرقًا
خط عرض 21.261798 درجة شمالًا

 

مسجد الصادرة وموضع قبّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حصار الطائف

ومسجد الصادرة الذي ذكره عاتق ما يزال معروفًا بالطائف الآن بمنطقة (نخب)، وهو مسجد السدرة الصادرة الذي وقف عنده النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجتمع عنده جيش المسلمين قبل حصار الطائف وأخبرهم بحرمة وادي (وجّ)، وقد وجدته باسمه على خرائط غوغل، ووجدت وصفه عند بعض المعاصرين كما ذكره الأستاذ / عبد الله بن سعد الحُضْبي السبيعي بجريدة (الجزيرة) على شبكة الانترنت في مقال له عند المساجد الأثرية بالطائف بتاريخ الاثنين 12 ديسمبر 2016.

 

وكذلك اعتنى الأستاذ / أبو محمد المكي من موقع طَيْبة نِت ببيان موضع مسجد سيدنا عبد الله بن عباس القديم والذي هو نفسه المعروف المشهور الآن بالطائف ورجّحت نقولاته أنّ هذا المسجد هو أقرب ما يكون لموضع قبّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حصار الطائف، والمقال بتاريخ 1 أغسطس 2010.

 

وعلى المذكور وبعد مراجعة خرائط غوغل فهذه إحداثيّات المساجد:

 

المَعْلَم مسجد السدر الصادرة بنخب
خط طول 40.455137 درجة شرقًا
خط عرض 21.249716 درجة شمالًا

 

المَعْلَم موضع قبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حصار الطائف
خط طول 40.408620 درجة شرقًا
خط عرض 21.270244 درجة شمالًا

 

وهذه مُتعشَّيات الطريق من حُنين إلى الطائف

حُنين –-> نخلة اليمانيّة –-> قرن المنازل –-> المُليْح –-> بحرة الرّغاء من لِيَّة –-> نخب –-> الطائف

 

2- التاريخ

وأثبت جميع أصحاب السير خروجه صلى الله عليه وآله وسلّم للطائف بعد فراغه من حُنين، والثابت كما في مُلحق غزوة حُنين كونها بدأت يوم 10 شوّال 8 هـ، وهو يوم المعركة، وأوّل ليلة أقامها صلى الله عليه وآله وسلم بها، ثُمّ أقام صلى الله عليه وآله وسلم بوادي حُنين ثلاثة أيّام بعدها على عادته المذكورة من الإقامة في موضع المعركة لترتيب الجيش وجمع العتاد والغنائم والتأكد من عدم عودة العدو وإرسال السرايا خلف فلوله، فيكون خروجه صلى الله عليه وآله وسلَّم للطائف ليلة السبت 14 شوّال 8 هـ، وقد ذكرت الروايات وقوفه صلى الله عليه وآله وسلَّم عند “بُحْرَة الرغاءة في وادي لِيَّة” وابتناءه بها مسجدًا -الراجح أن ذلك تمّ في نفس يوم وصوله بحرة الرغاء- ثم خروجه صلى الله عليه وآله وسلم عنها آخر النهار مُكملًا طريقه إلى الطائف ومعه الجيش حتى نزل الطائف عند “السدرة الصادرة” في اليوم الرابع لخروجه صلى الله عليه وآله وسلم من مكّة.

 

ذكر الواقدي في المغازي (ص.623): “عن أبي هريرة قال: لمّا مضت خمس عشرة ليلة من حصارهم استشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نوفل بن معاوية الدّيلي…فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عُمر وأذّن في الناس بالرحيل…”.

 

وقال أيضًا في المغازي (ص.637): “وانتهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الجعرانة ليلة الخميس لخمس ليال خلون من ذي القعدة فأقام بالجعرانة ثلاث عشرة فلمّا أراد الانصراف إلى المدينة خرج من الجعرانة ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة بقيت من ذي القعدة ليلًا فأحرم من المسجد الأقصى الذي تحت الوادي بالعدوة القصوى، وكان مُصَّلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان بالجعرانة…وقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -المدينة المنورة- يوم الجمعة لثلاث بقين من ذي القعدة”.

 

وذكر ابن كثير عن ابن إسحاق في البداية والنهاية (ج.2، ص.297): “عن عبد الله بن أبي بكر وعبد الله بن المكدم، قالوا: حاصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل الطائف ثلاثين ليلة أو قريبًا من ذلك ثم انصرفوا عنهم ولم يؤذن فيهم…”.

 

وذكر أيضًا (ج.2، ص.319): “قال ابن إسحاق: وكانت عمرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذي القعدة وقدم المدينة في بقية ذي القعدة أو في أول ذي الحجة، قال ابن هشام: قدمها لست بقين من ذي القعدة فيما قال أبو عمرو المديني…”.

والمُختار جمعًا بين الأقوال وبالنظر لتحديد وقت الخروج من الجعرانة والعودة للمدينة عند من ذكره، تكون مُدَّة الحصار خمسة عشر يومًا من بدءه -وهو ثاني يوم الوصول إلى الطائف-، ثُمّ أقاموا بعدها يوم وارتحلوا في التالي على تقدير أن النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم قد أَمَرَ بالرحيل بعد كلامه صلى الله عليه وآله وسلم مع نوفل بن معاوية الدَّيلي بوقت قليل، وأراد المسلمون القتال يومًا وعدم الانصراف إلا بعد الفتح، فاستجاب لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأصابتهم الجراحات فامتثلوا للرحيل، وهو المفهوم من الروايات أنّه صلى الله عليه وآله وسلم مكث بعدها قليلًا مع علمه بعدم الإذن في فتحها، فهذه ستة عشر يومًا، ثُمّ المسير إلى الجعرانة ثلاثة أيّام، ويكون كلام من قال ثلاثين ليلة أو قريبًا من ذلك محمولًا على المُدَّة كاملة بإهمال الكسر، فهي ستة عشر يومًا وقبلها أربعًا في الطريق ذهابًا وبعدها ثلاثة في العودة فهذه ثلاثة وعشرون يومًا تقريبًا، وهو قريب مما ذُكِر، ويكون تقدير يوم الوصول للجعرانة كما ذكره الواقدي موافقًا للمحسوب باستثناء يوم الاسبوع، فقد وافق 5 ذو القعدة السبت على التقويم لا الخميس بمُراجعة برمجيّة آستروكال، ويكون المكوث في الجعرانة 13 يومًا ثم خرج في الرابع عشر للعُمرة وهو يوم 18 ذو القعدة، ثم اعتمر صلى الله عليه وآله وسلم ذلك اليوم، وخرج عائدًا للمدينة المنوَّرة في اليوم التالي، فوصلها في الاثنين 28 ذي القعدة، والله أعلم.

 

مُدّة الإقامة بالجعرانة وتقسيم الغنائم ووفادة هوازن

ذكر ابن كثير (ج.2، ص.301): “وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انتظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف…”، يعني انتظاره صلى الله عليه وآله وسلم وفادة هوازن، وظاهر كلام الواقدي أنّ هذه الثلاثة عشرة كانت مُدّة إقامته صلى الله عليه وآله وسلم بالجعرانة قبل القسمة، فيكون خرج للعُمرة يوم القسمة على ما ذكر الواقدي؟ والراجح أنّ القسمة أخذت أكثر من يوم وكان فيها كلام وأخذ وردّ، وكلام ابن كثير يوحي بأنّ البضع عشرة ليلة التي كان فيها الانتظار هي من قفوله صلى الله عليه وآله وسلم من الطائف، فيكون صلى الله عليه وآله وسلم انتظرهم عشرة أيّام بالجعرّانة وثلاثة بالطريق من الطائف للجعرانة، ثم بدأ بتوزيع السبي وبعض الأموال، فقدموا عليه في اليوم التالي فخيّرهم، ولم يكمل تقسيم الأموال فتزاحم عليه الأعراب حتى ألجأوا حضرته إلى شجرة، فيكون تاريخ بدء تقسيم الغنائم العاشر لوصوله صلى الله عليه وآله وسلم الجعرانة وقدوم وفد هوازن في اليوم التالي، ثم خروج حضرته للعمرة في اليوم الثالث، والله أعلم.

 

وهذ مُلَخَّص بهذه التواريخ المستخلصة:

السبت 14 شوّال 8 هـ الخروج من حُنين للطائف
الاثنين 16 شوّال 8 هـ بناء المسجد ببحرة الرغاء بليّة
الثلاثاء 17 شوّال 8 هـ الوصول للطائف
الأربعاء 18 شوّال 8 هـ بدء الحصار
الأربعاء 2 ذو القعدة 8 هـ كلام نوفل بن معاوية الدّيلي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم
الخميس 3 ذو القعدة 8 هـ التحرك من الطائف إلى الجعرانة
السبت 5 ذو القعدة 8 هـ الوصول للجعرانة
الأربعاء 16 ذو القعدة 8 هـ بدء تقسيم الغنائم
الخميس 17 ذو القعدة 8 هـ وصول وفد هوازن
الجمعة 18 ذو القعدة 8 هـ الخروج للعمرة من الجعرانة
السبت 19 ذو القعدة 8 هـ الخروج من الجعرانة للمدينة
الاثنين 28 ذو القعدة 8 هـ وصول المدينة المنورة

 

3- مُزامنة الطريق

طريق الذهاب (الطائف)
اليوم الأول

(السبت)

14 شوال 8 هـ

3 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
حنين نخلة اليمانيّة 24 4.8
نخلة اليمانيّة قرن المنازل 23 4.6
  47 9.4
اليوم الثاني

(الأحد)

15 شوال 8 هـ

4 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قرن المنازل المُليح 23.5 4.7
المُليح بحرة الرغاء 27 5.4
  50.5 10.1
اليوم الثالث

(الاثنين)

16 شوال 8 هـ

5 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بحرة الرغاء نخب 20 4
  20 4
اليوم الرابع

(الثلاثاء)

17 شوال 8 هـ

6 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
نخب الطائف 5.5 1.1
  5.5 1.1

 

طريق العودة (إلى الجعرانة)
اليوم الأول

(الخميس)

3 ذو القعدة 8 هـ

22 فبراير 630 م

 

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الطائف نخب 5.5 1.1
نخب لِيّة 13.5 2.7
لية المُلَيْح 19.5 3.9
  38.5 7.7
اليوم الثاني

(الجمعة)

4 ذو القعدة 8 هـ

23 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المُلَيْح قرن المنازل 23 4.6
قرن المنازل نخلة اليمانيّة 24 4.8
  47 9.4
اليوم الثالث

(السبت)

5 ذو القعدة 8 هـ

24 فبراير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
نخلة اليمانيّة حنين 25 5
حنين الجعرانة 10.5 2.1
  35.5 7.1

 

طريق الذهاب والإياب (العُمرة من الجعرانة)
(الجمعة)

18 ذو القعدة 8 هـ

9 مارس 630 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجعرانة مكة 23 4.6
مكة الجعرانة 23 4.6
  46 9.2

 

4- المراجع

مساجد الطائف القديمة: تحفة معمارية وشاهد حضاري – عبد الله السبيعي

http://www.al-jazirah.com/2016/20161212/wo1.htm

 

مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالطائف الذي أدخل في مسجد عبد الله بن عباس – أبو محمد المكي

http://www.taibanet.com/showthread.php?t=8269

 

ملحق سرية بشير بن سعد إلى بني مرة بفدك وسريّة غالب بن عبد الله الليثي لتأديبهم عقبها وتحديد تاريخ سريّة غالب بن عبد الله الليثي إلى الميفعة

1- الجغرافيا

جغرافيا فدك ومعالم الطريق إليها مذكورة في ملحق سريّة علي بن أبي طالب عليه السلام إلى بني سعد بفدك، وقد أشرنا فيها إلى أن هدف السريّة ليس فدك ذاتها وإنما بني سعد من غطفان قُربها، وكذلك هذه السريّة فالمقصد منها بنو مُرّة وكانوا يسكنون قُرب فدك أيضًا.

 وقد تم ترجيح مكان السرية بناء على كونها قريبة الوقوع من قرى ومناطق وجود بني مُرَّة كالحليفة العليا والعرايدة وثوبليل وجبل العلم ويقعوا جميعًا على الضفة الغربية لوادي الرَّمة، إضافة إلى القرب من فَدَك.

 

يقول الأصبهاني في الأغاني (ج.2، ص.106): “وبلاد هؤلاء -بني مرة- في حرّة فدك والحائط، وما حولها إلى ضغنها في عدنة”. وما يؤيد هذا الاختيار كون بشير بن سعد رضي الله عنه بعد جرحه قد تحامل على نفسه حتى وصل إلى حليف له من يهود فدك للتداوي، وذلك مؤيد لقرب المسافة بين موقع المعركة وبين فَدَك (الحائط)، والله أعلم.

 

وهذه إحداثيّاته التقريبيّة:

المَعْلَم فَدَك بني مُرَّة
خط طول 40.473601 درجة شرقًا
خط عرض 25.955211 درجة شمالًا

 

وهذه إحداثيات فَدَك الحائط التقريبية:

المَعْلَم فَدَك (الحائط)
خط طول 40.466852 درجة شرقًا
خط عرض 25.977397 درجة شمالًا

 

2- التاريخ

بعد مُطالعة كُتُب السير، يتضح الارتباط التاريخي بين هذه السريّة وسريتين أخريتين، الأولى سريّة غالب بن عبد الله الليثي رضي الله عنه إلى الميفعة وتفصيل الجغرافيا الخاصّة بها ندرجها في مُلحقها ونفصّل تاريخها هنا لترجيحنا تعلقه بهذه السريّة، والأخرى سريّة غالب بن عبد الله الليثي رضي الله عنه لتأديب المُرييّن بعد إصابة بشير بن سعد وأصحابه وإرسال النبي صلى الله عليه وآله وسلم له، ونبدأ بسرد الأقوال في تأريخ السرايا الثلاث ثم نخلص إلى النتائج إن شاء الله.

 

الأولى: سريّة بشير بن سعد إلى فدك (وهذا مُلحقها)

 

عند الواقدي في المغازي (ج.2، ص.723): “سرية بشير بن سعد إلى فدك في شعبان سنة سبع…والناس يومئذ شاتون لا يحضرون الماء”.

 

وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج.3، ص.531): “بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشير بن سعد سرية في ثلاثين رجلا إلى بني مرة بفدك في شعبان سنة سبع”.ووافقه ابن عساكر في تاريخه.

 

وعلى المذكور، فبفرض كون هذه السريّة خرجت يوم 8 شعبان 7 هـ -لعدم تحديد اليوم-، وبمراجعة برمجيّة آستروكال عن ذلك اليوم نجده موافقًا السبت 10 ديسمبر 628 م، وهو بالفعل في فصل الشتاء -كما عند العَرَب-، قال ابن قتيبة في كتاب الأنواء (ص.108): “وأوّل الشتاء عندهم -العرب- ثلاثة أيّام تخلو من كانون الأوّل -ديسمبر-” فيوافق ذلك كلام الروايات، وفَدَك كما تقدم ذُكرت تفاصيل الطريق في سرية علي بن أبي طالب عليه السلام إلى بني سعد بها.

 

وحيث أنّ المسافة بين المدينة وفدك كما تقدم في الجغرافيا -في سريّة الإمام علي إلى فدك- حوالي خمسة أيّام، فيكون مكوثهم هناك اليوم السادس، وقد ذكروا أن علبة بن زيد الحارثي رضي الله عنه قد خرج من المعركة راجعًا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة المنورة حتى يخبره خبرهم، في حين أن بشير بن سعد رضي الله عنه تحامل على نفسه حتى وصل عند حليف وصديق له يهودي في فدك، ومكث عنده أيّامًا حتى يتماثل للشفاء من الجروح التي أصابته.

 

ثم إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعدما جاءه خبر مصاب أصحاب بشير بن سعد رضي الله عنه من علبة بن زيد رضي الله عنه أرسل غالب بن عبد الله الليثي رضي الله عنه إلى المُرِّيين لتأديبهم.

 

الثانية: سريّة غالب بن عبد الله الليثي إلى الميفعة (ولها مُلحق مُنفصل)

 

وقال الواقدي في المغازي  (ج.2 ،ص.726): “سرية بني عبد بن ثعلبة عليها غالب بن عبد الله إلى الميفعة في رمضان سنة سبع”.

 

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2 ص .91): “سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى الميفعة في شهر رمضان سنة سبع من مهاجر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-“.

 

الثالثة: سريّة غالب بن عبد الله الليثي لمصاب بشير وأصحابه بفدك (وملحقها مدمج هنا)

 

قال الواقدي في المغازي  (ج.2 ،ص.723): “وهيأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الزبير بن العوام، فقال: سر حتى تنتهي إلى مُصاب أصحاب بشير، فإن ظفرك الله بهم فلا تبق فيهم. وهيأ معه مائتي رجل وعقد له اللواء، فقدم غالب بن عبد الله من سريّة قد ظفره الله عليهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للزبير بن العوام: اجلس، وبعث غالب بن عبد الله في مائتي رجل فخرج أسامة بن زيد معه حتى انتهى إلى مُصاب بشير وأصحابه وخرج معه عُلبة بن زيد”، ولم يذكر لها تاريخا بل ذكرها مباشرةً بعد سرية بشير بن سعد رضي الله عنه إلى بني مرة بفدك، ولم يجعل لها عنوانًا مستقلًا مما يوحي بترجيحه كونها عقبها مباشرة.

 

قال ابن سعد في الطبقات (ج2 ص 126): “سريّة غالب بن عبد الله الليثي في صفر سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم”، ورتّبها ابن سعد في صفر سنة ثمان وصرّح أنّها بعد سريّة الكديد لغالب رضي الله عنه، ولم أقف على سبب ترتيبه لها كذلك، غير أنّ المفهوم من سياقه أنّه جعلها بعد سريّة الكديد موافقة لرواية كون غالب لم يخرج إليها إلا عقب سريّة انتصر فيها، فرتبها بعدها، وهو بعيد عمّا ذكره شيخه الواقدي إذ ذكرها مع سريّة بشير في ذات السياق ما يُشعر بكونها على الفور  لا على التراخي، وسريّة الكديد بعد ذلك بخمسة أشهر وهو ما لا نرجحه.

 

فالواقدي يثبت قصّة بعث غالب بعد سريّة عاد منها منتصرًا، ولا يُعلم سرايا لغالب سوى سريّتين، الأولى سريّة الميفعة في رمضان 7 هـ، والواقدي يقول أنّ سريّة بشير بن سعد بعد غزو النبي صلى الله عليه وآله وسلم “الكُدر”، وهو عجيب فغزوة الكُدر لا تُعلم إلا في السنة الثالثة، فلعلها غزوة أخرى غير محفوظة؟ أو خطأ من الواقدي؟، فهذا غير واضح، ولعلّه خطأ، فلا نلتفت إليه.

 

والسريّة الأخرى التي خرج فيها غالب كانت لبني الملوّح بالكديد في صفر 8 هـ، فهذا يجعل سريّته لمصاب بشير بعد الميفعة أو الكديد، وقد اختار ابن سعد كما تقدم كونها بعد الكديد ووافقه النويري، وسياق الواقدي يشعر بكونها مُباشرة بعد سريّة بشير إلى فدك، وليست مُتأخرة خمسة أشهر هكذا كما اختاره ابن سعد ومن وافقه، ولم أقف على سبب اختياره، والأظهر أنّها بعد سريّة الميفعة وكانت في رمضان 7 هـ لا كما جزم ابن سعد بجعلها في صفر 8 هـ، جمعًا بين كونها كانت قريبة من إحدى سرايا غالب بن عبد الله الليثي كما في رواية الواقدي وغيره، وكونها في أعقاب سريّة بشير مباشرة لتأديب المريين، فالراجح خروج سريّة بشير في نهاية شعبان بدلًا من أوّله -وبالتالي عودتها في آخره على مشارف رمضان-، فيكون خروجها بحدود 20 شعبان تقريبًا، وخروج سريّة غالب إلى الميفعة رضي الله عنه بحدود نهاية شعبان أيضًا لكن بعد سريّة بشير، وبالتالي تحققها في رمضان غزوًا وعودة، وهو بحدود 27 شعبان تقريبًا، والميفعة على ثمانية بُرُد وهي أربعة أيّام ذهابًا ومثلها إيابًا تقريبًا بخلاف يوم هناك فهذه تسعة تقريبًا، وعليه تكون عودة عُلبة بن زيد الحارثي من سريّة بشير بحدود 30 شعبان 7 هـ، ثم عودة بشير بعد أن تعافى بحدود 6 رمضان 7 هـ، ثم عودة غالب من الميفعة بحدود 5 أو 6 رمضان 7 هـ أيضًا -والراجح أنّها قبل عودة بشير، كما يستشف من السياقات-، وعليه يكون خروج غالب ومعه علبة بن زيد الحارثي في تلك الحدود أيضًا وهذا تصوّر مجمّع لتواريخ السرايا الثلاث للجمع بين جميع الأقوال والله أعلم:

 

حدث هجري ميلادي
خروج بشير بن سعد إلى فدك الخميس 20 شعبان 7 هـ 22 ديسمبر 628 م
وصول بشير إلى فدك الثلاثاء 25 شعبان 7 هـ 27 ديسمبر 628 م
يوم معركة سريّة بشير الثلاثاء 25 شعبان 7 هـ 27 ديسمبر 628 م
تحامل بشير ووصوله لصديقه اليهودي الأربعاء 26 شعبان 7 هـ 28 ديسمبر 628 م
بدء رجوع علبة بن زيد إلى المدينة الأربعاء 26 شعبان 7 هـ 28 ديسمبر 628 م
خروج غالب إلى الميفعة الخميس 27 شعبان 7 هـ 29 ديسمبر 628 م
وصول علبة بن زيد إلى المدينة الأحد 30 شعبان 7 هـ 1 يناير 629 م
وصول غالب إلى الميفعة الأحد 30 شعبان 7 هـ 1 يناير 629 م
يوم إغارة غالب على الميفعة الاثنين 1 رمضان 7 هـ 2 يناير 629 م
بدء رجوع غالب إلى المدينة الاثنين 1 رمضان 7 هـ 2 يناير 629 م
وصول غالب إلى المدينة المنورة الخميس 4 رمضان 7 هـ 5 يناير 629 م
خروج غالب إلى مصاب بشير وأصحابه الجمعة 5 رمضان 7 هـ 6 يناير 629 م
بدء رجوع بشير للمدينة الثلاثاء 2 رمضان 7 هـ 3 يناير 629 م
وصول بشير من فدك بعد التعافي الأحد 7 رمضان 7 هـ 8 يناير 629 م
وصول غالب إلى فدك الخميس 11 رمضان 7 هـ 12 يناير 629 م
بدء عودة غالب من فدك الخميس 11 رمضان 7 هـ 12 يناير 629 م
وصول غالب إلى المدينة المنورة الاثنين 15 رمضان 7 هـ 16 يناير 629 م

 

3- مُزامنة الطَّريق

طريق الذهاب (سريّة بشير بن سعد إلى فَدَك) (المدينة – فدك بني مُرَّة)
اليوم الأول

(الخميس)

20 شعبان 7 هـ

22 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العاقول 19.1 3.8
19.1 3.8
اليوم الثاني

(الجمعة)

21 شعبان 7 هـ

23 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العاقول ذو القصة 24.1 4.8
ذو القصة الصويدرة 22.5 4.5
46.6 9.3
اليوم الثالث

(السبت)

22 شعبان 7 هـ

24 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصويدرة وادي الشقرة 22.9 4.6
وادي الشقرة الحناكية 21 4.2
43.9 9.3
اليوم الرابع

(الأحد)

23 شعبان 7 هـ

25 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحناكية النخيل 21.8 4.4
النخيل أحامر 19.7 3.9
41.5 8.3
اليوم الخامس

(الاثنين)

24 شعبان 7 هـ

26 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أحامر المرير 23.7 4.7
المرير الحويط 19.9 4
43.6 8.7
اليوم السادس

(الثلاثاء)

25 شعبان 7 هـ

27 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحويط بدع ابن خلف 19 4
بدع ابن خلف فدك بني مُرَّة 14 2.8
33 6.6

 

طريق العودة (علبة بن زيد الحارثي ومن بقي من سريّة بشير) (فدك بني مُرَّة – المدينة المنورة)
اليوم الأول

(الثلاثاء)

25 شعبان 7 هـ

27 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
فدك بني مُرَّة بدع ابن خلف 14 2.8
14 2.8
اليوم الثاني

(الأربعاء)

26 شعبان 7 هـ

28 ديسمبر 628 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بدع ابن خلف الحويط 19 4
الحويط المرير 19.9 4
38.9 8
اليوم الثالث

(الخميس)

27 شعبان 7 هـ

29 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المرير أحامر 23.7 4.7
أحامر النخيل 19.7 3.9
43.4 8.6
اليوم الرابع

(الجمعة)

28 شعبان 7 هـ

30 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
النخيل الحناكية 21.8 4.4
الحناكية وادي الشقرة 21 4.2
42.8 8.6
اليوم الخامس

(السبت)

29 شعبان 7 هـ

31 ديسمبر 628 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشقرة الصويدرة 22.9 4.6
الصويدرة ذو القصة 22.5 4.5
45.4 9.1
اليوم السادس

(الأحد)

30 شعبان 7 هـ

1 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو القصة العاقول 24.1 4.8
العاقول المدينة المنورة 19.1 3.8
43.2 8.6

 

 

 

طريق العودة (بشير بن سعد منفردًا بعد التعافي) (يهود فَدَك – المدينة المنورة)
اليوم الأول

(الثلاثاء)

2 رمضان 7 هـ

3 يناير 629 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
يهود فَدَك بدع ابن خلف 19 4
بدع ابن خلف الحويط 19 4
38 8
اليوم الثاني

(الأربعاء)

3 رمضان 7 هـ

4 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحويط المرير 19.9 4
المرير أحامر 23.7 4.7
43.6 8.7
اليوم الثالث

(الخميس)

4 رمضان 7 هـ

5 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أحامر النخيل 19.7 3.9
النخيل الحناكية 21.8 4.4
41.5 8.3
اليوم الرابع

(الجمعة)

5 رمضان 7 هـ

6 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحناكية وادي الشقرة 21 4.2
وادي الشقرة الصويدرة 22.9 4.6
43.9 8.8
اليوم الخامس

(السبت)

6 رمضان 7 هـ

7 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصويدرة ذو القصة 22.5 4.5
ذو القصة العاقول 24.1 4.8
46.6 9.3
اليوم السادس

(الأحد)

7 رمضان 7 هـ

8 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العاقول المدينة المنورة 19.1 3.8
19.1 3.8

 

طريق الذهاب (سريّة غالب بن عبد الله الليثي لمُصاب بشير) (المدينة – فدك بني مُرَّة)
اليوم الأول

(الجمعة)

5 رمضان 7 هـ

6 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العاقول 19.1 3.8
19.1 3.8
اليوم الثاني

(السبت)

6 رمضان 7 هـ

7 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العاقول ذو القصة 24.1 4.8
ذو القصة الصويدرة 22.5 4.5
46.6 9.3
اليوم الثالث

(الأحد)

7 رمضان 7 هـ

8 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصويدرة وادي الشقرة 22.9 4.6
وادي الشقرة الحناكية 21 4.2
43.9 9.3
اليوم الرابع

(الاثنين)

8 رمضان 7 هـ

9 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحناكية النخيل 21.8 4.4
النخيل أحامر 19.7 3.9
41.5 8.3
اليوم الخامس

(الثلاثاء)

9 رمضان 7 هـ

10 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أحامر المرير 23.7 4.7
المرير الحويط 19.9 4
43.6 8.7
اليوم السادس

(الأربعاء)

10 رمضان 7 هـ

11 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحويط بدع ابن خلف 19 4
بدع ابن خلف فدك بني مُرَّة 14 2.8
33 6.6

 

طريق العودة (سريّة غالب بن عبد الله الليثي لمُصاب بشير) (فدك بني مُرَّة – المدينة)
اليوم الأول

(الأربعاء)

10 رمضان 7 هـ

11 يناير 629 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
فدك بني مُرَّة بدع ابن خلف 14 2.8
بدع ابن خلف الحويط 19 4
33 6.6
اليوم الثاني

(الخميس)

11 رمضان 7 هـ

12 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحويط المرير 19.9 4
المرير أحامر 23.7 4.7
43.6 8.7
اليوم الثالث

(الجمعة)

12 رمضان 7 هـ

13 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أحامر النخيل 19.7 3.9
النخيل الحناكية 21.8 4.4
41.5 8.3
اليوم الرابع

(السبت)

13 رمضان 7 هـ

14 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحناكية وادي الشقرة 21 4.2
وادي الشقرة الصويدرة 22.9 4.6
43.9 8.8
اليوم الخامس

(الأحد)

14 رمضان 7 هـ

15 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصويدرة ذو القصة 22.5 4.5
ذو القصة العاقول 24.1 4.8
46.6 9.3
اليوم السادس

(الاثنين)

15 رمضان 7 هـ

16 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العاقول المدينة المنورة 19.1 3.8
19.1 3.8

 

4- في تحديد السريّة التي قتل فيها أسامة بن زيد الرجل الذي قال له: “لا إلاه إلا الله”

 

وقع خلاف كبير بين أهل السيرة والتاريخ والمحدثين في تحديد السرية التي خرج فيها أسامة بن زيد رضي الله عنهما وقَتَل فيها ذلك الرجل المتعوِّذ: إذا ما كانت “سرية غالب ابن عبد الله الليثي رضي الله عنه إلى بني مرّة بفدك، كما ذكر ابن إسحاق والواقدي؟، أو سرية غالب بن عبد الله الليثي رضي الله عنه إلى بني عوال، وبني عبد ثعلبة بالمِيْفَعة كما ذكر ابن سعد ومتابعوه؟، وإذا كان في هذه السرية فهل كانت وجهتها ومقصدها إلى بني مُرَّة، أو إلى بني عوال، وبني عبد ثعلبة، أو إلى الحرقات من جهينة؟!، أم هي سرية أخرى كان أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما هو قائدها، كما أشار لذلك البخاري والحاكم؟!

 

المُلاحظ في سياقات القصة يجد أنها غير متعددة الوقوع وبه جزم الحلبي في سيرته، وأُسامة بن زيد رضي الله عنهما لا تُعلم له إمارة على سرايا غير سريّة أُبنى -إلى الروم جهة الشام- التي جهّزه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لها قبل انتقاله الشريف ولم تقع إلا في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ويؤخذ من النص على تسمية الرجل المتعوذ -مرادس بن نهيك-، حدوث هذه الواقعة في سرية غالب رضي الله عنه إلى بني مُرَّة بفدك كما ذكر ابن إسحاق والواقدي على الأرجح، لأنه كان حليفا لبني مرة، كما أن مناطق الحرقات كانت قريبة من ديار بني مرة، بدليل أن الحرقة، وهم بنو الحميس لقبوا بالحرقة لأنهم أحرقوا بني مرة قتلا بالنبل في حرب دارت بينهما، ومعلوم أن كلتا القبيلتين غطفانيتان، ومنازل غطفان تمتد حول منطقة خيبر، ووادي القرى، وفدك، وتردد ذلك الخلاف بين أصحاب السير والمحدثين يؤكد ما ذهبنا إليه هنا من كون سريّة غالب رضي الله عنه إلى الميفعة وسريّة بشير إلى فدك وسريّة غالب بعدها إلى فدك كلها ذات سياق واحد مُتصل، وهذا سبب الاختلاف وبالتالي تقارب الروايات جدًا عن هذه السرايا الثلاث والله أعلم.

 

ينظر: سيرة ابن هشام (ج4 ص 622)، مغازي الواقدي (ج2 ص 723)، طبقات ابن سعد (ج2 ص 119، 126)، سبائك الذهب للسويدي (ص 91)، فتح الباري (ج7 ص 517- 518).

 

5- المراجع

 

  • الأغاني للأصبهاني، طبعة الساسي.
  • المناسك وأماكن طرق الحج، إبراهيم ابن إسحاق الحربي (ت. 285 هـ)، تحقيق حمد الجاسر، منشورات دار اليمامة 1969م.
  • معجم ما استعجم، البكري الأندلسي (ت.487 هـ)، تحقيق مصطفى السقا، عالم الكتب، بيروت.
  • معجم البلدان، ياقوت الحموي (ت.626 هـ)، دار صادر، بيروت.
  • معجم معالم الحجاز، عاتق بن غيث البلادي (ت 1431 هـ)، دار مكّة.
  • الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسمّاه من الأمكنة، الحازمي (ت. 584 هـ)، تحقيق حمد الجاسر، دار اليمامة.
  • المعالم الأثيرة في السنة والسيرة، محمد حسن شُرَّاب (ت 2013 م)، دار القلم.
  • بين التاريخ والآثار، عبد القدوس الأنصاري.
  • درب زبيدة، طريق الحج من الكوفة إلى مكة المكرمة، دراسة تاريخية حضارية أثرية، للدكتور سعد الراشد، دار الوطن للنشر والإعلام-الرياض سنة 1414هـ/1993م.
  • الموسوعة الفقهية الكويتية (نشر وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت).
  • http://www.amana-md.gov.sa/Pages/Municipalities/MunicipalityOnRegions
  • غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية، لبريك بن محمد بريك وأبو مايلة العمري، نشر عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1424هـ/2004م.

ملحق سرية غالب بن عبد الله رضي الله عنه إلى المِيْفَعَة

1- الجغرافيا

 قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.91): “بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غالب بن عبد الله إلى بني عوال- بضم العين- وبني عبد بن ثعلبة وهم بالميفعة، وهي وراء بطن نخل إلى النَّقِرة قليلًا بناحية نجد، وبينها وبين المدينة ثمانية برد”. ويظهر من تعريف ابن سعد رحمه الله تعالى أن السرية كانت تقصد الهجوم على بني عُوال وبني عبد بن ثعلبة الواقعة مناطقهم جهة المِيْفعة، وأن هذا الموضع يقع بناحية نجد بعد الحناكية في اتجاه النَّقِرة على ثمانية بُرُد -حوالي 180 كم تقريبًا- من المدينة.

 

وقال البكري في معجم ما استعجم (ج.4 ،ص.1321): “النَّقِرة بفتح أوله، وكسر ثانيه، بعده راء مهملة: موضع بين مكة والبصرة”، وتعريف البكري لا يقدم ولا يؤخر، فكم من مواضع بين مكة والبصرة.

 

وقال الحموي في معجم البلدان (ج.5، ص.298): “النَّقِرَةُ: يُروى بفتح النون، وسكون القاف، ورواه الأزهري بفتح النون، وكسر القاف، وقال الأعرابي: كل أرض متصوّبة في وهدة فهي نقرة وبها سميت النقرة بطريق مكة التي يقال لها معدن النقرة، وهذا هو المعتمد عليه في اسم هذه البقعة، ورواه بعضهم بسكون القاف، وهو واحد النّقر للرحى وما أشبهها، وهو من منازل حاجّ الكوفة بين أضاخ وماوان، قال أبو زياد: في بلادهم نقرتان لبني فزارة بينهما ميل، وقال أبو عبيد الله السكوني: النقرة، هكذا ضبطه ابن أخي الشافعي بكسر القاف، بطريق مكة يجيء المصعد إلى مكة من الحاجر إليه وفيه بركة وثلاث آبار: بئر تعرف بالمهدي وبئران تعرفان بالرشيد وآبار صغار للأعراب تنزح عند كثرة الناس وماؤهن عذب ورشاؤهن ثلاثون ذراعا، وعندها تفترق الطريق فمن أراد مكة نزل المغيثة، ومن أراد المدينة أخذ نحو العسيلة فنزلها”. وفي التقسيم الإداري الحديث للمملكة العربية السعودية يتبع مركز النقرة محافظة رياض الخبراء بمنطقة القصيم، ويقع جنوب غرب بريدة -بميل نحو الغرب- على بعد 270 كم -بخط مستقيم-، أما طول الطريق المعبد فهو 305 كم تقريبًا، ويعتبر مركز النقرة المنفذ الغربي لمنطقة القصيم.

 

لكن هناك اختلاف كبير بين الباحثين خاصة المعاصرين في تحديد موقع النقرة (كمنزل أو محطة على الطرق القديمة)، فمنهم من يرى أنها النقرة الحالية، ومنهم من يرى أنها الجِفْنيَّة، وإن كانت الجِفْنيَّة هي الأقرب في الترجيح حيث لا يزال بها ما ذكره الحربي من معالم “النقرة”، من قصر ومسجد والبركتين وآبار، وبقية من الأعلام الثمانية: علمان للدخول وعلمان للخروج وعلمان لطريق البصرة وعلمان لطريق المدينة والمتأمل في كلام البلدانيين والجغرافيين سيلاحظ أن الموضعين كلاهما يعَدُّ منزلا، فالأول معدن النقرة ويسمى “معدن القرشي” و”النقرة الشمالية”، وهو يقع على الطريق الرئيسي والثاني يقع على الطريق الفرعي وقد يسلكه المسافرون في بعض الأوقات، وهو الموضع المعروف اليوم بـ “الجفنية” أو “النقرة الجنوبية” والمسافة بينهما حوالي 14 كم تقريبًا.

وهذه إحداثيات الجِفْنيَّة التقريبيَّة:

المَعْلَم الجِفْنيَّة
خط طول 41.555530 درجة شرقًا
خط عرض 25.618316 درجة شمالًا

 

وهذه إحداثيات النَّقِرة التقريبيَّة:

المَعْلَم النَّقرة
خط طول 41.439982 درجة شرقًا
خط عرض 25.580589 درجة شمالًا

 

ويظهر من ذلك أن الميفعة (مكان السرية) يقع بالقرب من النقرة الشمالية (معدن النقرة) على ليلة تقريبًا جهة الغرب منها، وبقياس ثمانية بُرُد من المدينة المنوّرة بعد الحناكيّة (بطن نخل) باتجاه النقرة كما نص عليه ابن سعد، يتضح أن موقع الميفعة قريب مما يُسمى اليوم “عرجاء”.

 

قال الزبيدي في تاج العروس(ج.22 ،ص.431): “المِيْفَعَة: الشرف من الأرض، قاله ابن عباد، وهو بالفتح، كما يقتضيه إطلاقه، وقال السهيلي في الروض: قيده رواة السيرة بكسر الميم، والقياس الفتح، لأنه اسم موضع من اليفاع، وهو المرتفع من الأرض”.

 

قال الواقدي في المغازي (ج.2، ص.726): “وقد انتهوا إلى مكان قد فَحَصَهُ-حفره- السيل، فلما رآه يسار كبر قال: والله قد ظفرتم بحاجتكم، اسلكوا في هذا الفحص حتى ينقطع بكم. فسار القوم فيه ساعة بحس خفي لا يتكلمون إلا همسا حتى انتهوا إلى ضرس من الحرة – والضرس يطلق على الأكمة التي تطلق على ما علا من الأرض على ما حوله كالتل المرتفع أو الربوة المرتفعة- فقال يسار لأصحابه: لو صاح رجل شديد الصوت لأسمع القوم.. فأقبلوا جميعا حتى إذا كانوا من الحي قريبا.. ووقعوا وسط محالهم .. وصادفوهم تلك الليلة على ماء يقال له الميفعة”. وما ذكره الواقدي ينطبق على التعريف اللغوي (للميفعة) الذي ذكره الزبيدي في شرح القاموس كما تقدم، وكلام الواقدي يؤكد ما استنتجناه من كون الميفعة قريب مما يُعرف اليوم بـ”عرجاء”، إذ هي أرض صخريّة سوداء بُركانيّة -حرَّة كما يقول الواقدي-، وعليه فهذه إحداثيّات تقريبيّة للميفعة:

 

المَعْلَم المِيْفَعَة (عرجاء)
خط طول 40.989602 درجة شرقًا
خط عرض 25.310353 درجة شمالًا

 

قال ابن خرداذبه في المسالك والممالك (ص.127): “ثم إلى معدن القرشي، والعامّة تسميه معدن النقرة، فيها آبار، أربعة وثلاثون ميلًا، والمتعشى قَرَوْي على سبعة عشر ميلًا،… فمن أخذ على المدينة فمن المعدن إلى العسيلة فبها آبار مالحة ستّة وأربعون ميلا، ثم إلى بطن نخل كثيرة الماء ستّة وثلاثون ميلا، ثم إلى الطّرف فيها ماء السماء اثنان وعشرون ميلا ثم إلى المدينة وهى طيبة خمسة وثلاثون ميلا”.

 

وقال الحربي في المناسك (ص.608): “ثم يخرجون منه فيصبحون النقرة، فيوافون بها أهل الكوفة، من أخذ على طريق الجادة إلى مكة، ويعدلون هم إلى المدينة على طريقين: إحداهما العسيلة وما والاها، والأخرى على المحدث والأبرقية، ثم يجتمعون ببطن نخل، ثم الطرف، ثم المدينة، ومن أضل الطريق من وراء قطن أخذ ذات اليمين”، وذكر الحربي أنّه ضلّ الطريق وذكرا تفاصيل ذلك وكيف خرج منه والجبال التي رآها في الطريق الثالثة.

 

قال الواقدي في المغازي (ج.2، ص. 726): “خرج بهم يسار، فظعن بهم في غير الطريق حتى فنيت أزوادهم وجهدوا، واقتسموا التمر عددا، فبينا القوم ذات ليلة بعد ما ساء ظنهم بيسار، وظن القوم أن إسلامه لم يصح، وقد انتهوا إلى مكان قد فحصه -حفره- السيل، فلما رآه يسار كبَّر”. وهو ما يعني أن يسارًا رضي الله عنه قد سلك بالسرية طريقا آخر غير معروف ولا مأهول، والظاهر أنّه الطريق الثاني الذي ذكره الحربي سالفًا والله أعلم وقد يكون الثالث والراجح الثاني، وهذه معالم الطريق من المدينة المنوّرة وتفصيلها:

 

طريق الذهاب
1 المدينة المنورة 5 وادي الشقرة 9 المَرَوْرَاةُ
2 العاقول 6 بطن نخل (الحناكية) 10 الميفعة (عرجاء)
3 ذو القصة 7 الشقران
4 الطرف (الصويدرة) 8 قريب من صبحا

 

طريق العودة
1 الميفعة (عرجاء) 4 بطن نخل (الحناكية) 7 ذو القصة
2 صبحا 5 وادي الشقرة 8 العاقول
3 الشقران 6 الطرف (الصويدرة) 9 المدينة المنورة

 

وقد سبق التعريف بمعالم هذا الطريق حتى وادي الشقرة، والحناكية (بطن نخل) في ملاحق غزوة ذات الرقاع، وسرية محمد بن مسلمة رضي الله عنه إلى ذي القَصَّة، وسرية بشير بن سعد رضي الله عنه إلى فدك، وسريّة الإمام علي بن أبي طالب إلى فدك، وهذه بقيّة المعالم:

 

الشُّقران

 

قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.537): “سلسلة جبلية قليلة الارتفاع عن مستوى سطح الأرض شرقي الحناكية يطؤها الطريق إلى القصيم على قرابة35 كم من الحناكية.. وهي مرتفعات على شكل سلسلة مقاطعة للطريق لونها يضرب إلى الحمرة -أي أشقر- يصل امتدادها إلى شرقي رحرحان”، وهي قرية من قرى محافظة الحناكية ضمن منطقة المدينة المنورة.

 

وإحداثيَّاته التقريبّة كالآتي:

المَعْلَم الشُّقران
خط طول 40.714836     درجة شرقًا
خط عرض 25.009620 درجة شمالًا

 

الخُشْبَة

 

قال البكري في معجم ما استعجم (ج.2، ص.500): “الخُشْبَة: بضمّ أوله، وإسكان ثانيه، وبالباء المعجمة بواحدة، المفتوحة، على وزن فعلة: موضع لبنى ثعلبة بن سعد  بن ذبيان”.

 

قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.550): “الخُشبة: سلسلة جبلية جنوب شرقي الحناكيّة، منها رحرحان والمعتمة وخُشبة: الشرقي من السلسلة، انظر رحرحان”.

 

وقال (ص.139): “رَحْرَحان على وزن فعللان، وكل ما قبل النون مهمل.. رحرحان: جبل شرقي المدينة على قرابة (120) كيلا. إذا وقفت في بلدة الحناكية رأيت رحرحان مطلع الشمس إلى الجنوب قليلًا، أشمخ جبال تلك الناحية”.وعلى المذكور فهذه إحداثيّات تقريبيّة لها:

 

المَعْلَم الخُشّبَة
خط طول 40.792304     درجة شرقًا
خط عرض 24.901003 درجة شمالًا

 

وهذه بعض المعالم التي تم تحديدها من على خرائط غوغل كمحطات حديثة على الطريق:

المَعْلَم صبحا
خط طول 40.851495 درجة شرقًا
خط عرض 25.210801 درجة شمالًا

 

المَعْلَم قريب من الميفعة (عرجاء)
خط طول 41.042524 درجة شرقًا
خط عرض 25.189940 درجة شمالًا

 

المَعْلَم قريب من صبحا
خط طول 40.912450 درجة شرقًا
خط عرض 25.060783 درجة شمالًا

2- التاريخ

 

وتفصيل تواريخ هذه السريّة مفصلة في مُلحق سريّة بشير بن سعد إلى فدك.

 

3- مُزامنة الطَّريق

طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة الميفعة)
اليوم الأول

(الخميس)

27 شعبان 7 هـ

29 ديسمبر 629 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العاقول 19.1 3.8
العاقول ذو القصة 24.1 4.8
43.2 8.6
اليوم الثاني

(الجمعة)

28 شعبان 7 هـ

30 ديسمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو القصة الصويدرة 22.5 4.5
الصويدرة وادي الشقرة 22.9 4.6
45.4 9
اليوم الثالث

(السبت)

29 شعبان 7 هـ

31 ديسمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشقرة الحناكية (نخل) 21 4.2
الحناكية (نخل) الشقران 24 4.8
45 9
اليوم الرابع

(الأحد)

30 شعبان 7 هـ

1 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الشقران قريب من صبحا 22 4.4
قريب من صبحا قريب من عرجاء 19.5 3.9
41.5 8.3
اليوم الخامس

(الاثنين)

1 رمضان 7 هـ

2 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من عرجاء عرجاء (الميفعة) 16.5 3.3
16.5 3.3

 

طريق العودة (الميفعة المدينة المنوَّرَة)
اليوم الأول

(الاثنين)

1 رمضان 7 هـ

2 يناير 629 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
عرجاء (الميفعة) صبحا 23.5 4.7
صبحا الشقران 23 4.6
46.5 9.3
اليوم الثاني

(الثلاثاء)

2 رمضان 7 هـ

3 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الشقران الحناكية (نخل) 24 4.8
الحناكية (نخل) وادي الشقرة 21 4.2
45 9
اليوم الثالث

(الأربعاء)

3 رمضان 7 هـ

4 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشقرة الصويدرة 22.9 4.6
الصويدرة ذو القصة 22.5 4.5
45.4 9
اليوم الرابع

(الخميس)

4 رمضان 7 هـ

5 يناير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو القصة العاقول 24.1 4.8
العاقول المدينة المنورة 19.1 3.8
43.2 8.6

 

4- المراجع

  • المناسك وأماكن طرق الحج، إبراهيم ابن إسحاق الحربي (ت. 285 هـ)، تحقيق حمد الجاسر، منشورات دار اليمامة 1969م.
  • معجم ما استعجم، البكري الأندلسي (ت.487 هـ)، تحقيق مصطفى السقا، عالم الكتب، بيروت.
  • معجم البلدان، ياقوت الحموي (ت.626 هـ)، دار صادر، بيروت.
  • معجم معالم الحجاز، عاتق بن غيث البلادي (ت 1431 هـ)، دار مكّة.
  • الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسمّاه من الأمكنة، الحازمي (ت. 584 هـ)، تحقيق حمد الجاسر، دار اليمامة.
  • رحرحان وهل هو اسم جبلين، لحمد الجاسر، مقال منشور بمجلة العرب-السعودية سنة (1989م)، (ج23 ص 206074).
  • المعالم الأثيرة في السنة والسيرة، محمد حسن شُرَّاب (ت 2013 م)، دار القلم.
  • بين التاريخ والآثار، عبد القدوس الأنصاري.
  • درب زبيدة، طريق الحج من الكوفة إلى مكة المكرمة، دراسة تاريخية حضارية أثرية، للدكتور سعد الراشد، دار الوطن للنشر والإعلام-الرياض سنة 1414هـ/1993م.
  • مقال تركي القهيدان منشور منشور على موقع صحيفة الجزيرة الإلكترونية، بتاريخ 14 أكتوبر سنة 2001م، عدد 10608.
  • http://www.al-jazirah.com/2001/20011014/wo1.htm
  • غزوة مؤتة والسرايا والبعوث النبوية الشمالية لبريك العمري، نشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية(2004م).
  • الآثار الاجتماعية والاقتصادية لطريق الحج العراقي على منطقة القصيم للوشمي، معجم بلاد القصيم للعبودي، تحقيق للأستاذ/ تركي بن إبراهيم القهيدان منشور بصحيفة الجزيرة.
  • نبذة تعريفية عن العيثمة منشورة على ملتقى قبيلة حرب الرسمي
  • http://www.m-harb.net/vb/showthread.php?t=52160

مُلحق سرية أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى بني كلاب بنجد ناحية ضريَّة

1- الجغرافيا

قال الواقدي في المغازي (ص.494): “سريّة أبي بكر رضي الله عنه إلى نجد في شعبان سنة سبع،…عن إياس بن سلمة عن أبيه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر رضي الله عنه وأمَّرَه علينا، فبيتنا ناسًا من هوازن، فقتلت بيدي سبعة أهل أبيات، وكان شعارنا: “أمت أمت”، وإياس بن سلمة هو ابن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه.

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.111): “ثم سرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى بني كلاب بنجد ناحية ضريَّة في شعبان سنة سبع من مُهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، …عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: غزوت مع أبي بكر إذ بعثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسبى ناسًا من المشركين فقتلناهم، فكان شعارنا: أمت، أمت!، قال -سلمة-: فقتلت بيدي سبعة أهل أبيات من المشركين…أخبرنا إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر إلى فزارة وخرجت معه حتى إذا ما دنونا من الماء عرّس أبو بكر، حتى إذا ما صلينا الصبح أمرنا فشننا الغارة فوردنا الماء. فقتل أبو بكر من قتل ونحن معه، …”.

قال عُمر كحالة في مُعجم القبائل العربيّة (ج.3، ص.989): “كلاب بن ربيعة: بطن عظيم من عامر بن صعصعة، من العدنانيّة، وهم بنو كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ابن معاوية بن بكر بن هواز بن منصور ابن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان. كانت ديارهم حمى ضريَّة، وهو حمى كليب، وحمى الرّبذَة في جهات المدينة النبوية، وفدك، والعوالي…”.

وقال أيضًا (ج.3، ص.918): “فزارة بن ذبيان: بطن عظيم من غطفان، من العدنانية، وهم: بنو فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار ابن معد بن عدنان. ينقسم إلى خمسة أفخاذ: عدي، سعد، شمخ، مازن، ظالم. ومنهم بنو العشراء، وبنو غراب. وكان من هذا البطن جماعة من العلماء والأئمة، منازلهم: كانت منازلهم بنجد ووادي القُرى، ثم تفرقوا، فنزلوا بصعيد مصر، وضواحي القاهرة، في قليوب، وما حولها، وفي المنطقة الواقعة ما بين برقة وطرابلس، والمغرب الأقصى وعدوا فزارة من قبائل بني سويف والفيوم سنة 1883 م، ومن بلاد فزارة ومنازلها: الأكادر، الجَناب، عُرَيْمة، الشرَّبة، يَدِيع، اللُّقاطة، التغْلَمان، الأَعْزلة، أُرُل، ذِرْوَة، الجُعَلة، وطَمِيَّة، ومن جبالهم: أبان الأبيض، قَنا وعوارض، أبان الأسود، الغَرِد، والأحدب”.

قال ابن هشام في السيرة (ص.717): “وغزوة زيد بن حارثة أيضًا وادي القرى، لقي به بني فزارة، فأصيب بها ناس من أصحابه، وارتث زيد من بين القتلى،…فلما قدم زيد بن حارثة إلى المدينة، نذر أن لا يمس رأسه غسل من جنابة حتى يغزو بني فزارة، فلما استبل من جراحته بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى بني فزارة في جيش فقتلهم بوادي القرى، وأصاب فيهم،…وأُسرت أم قرفة، فاطمة بنت ربيعة بن بدر، كانت عجوزًا كبيرة عند مالك بن حذيفة بن بدر، وبنت لها، وعبد الله بن مسعدة، فأمر زيد بن حارثة قيس بن المسحر أن يقتل أم قرفة، فقتلها قتلًا عنيفًا، ثم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بابنة أم قرفة، وبابن مسعدة، وكانت بنت أم قرفة لسلمة بن الأكوع، كان هو الذي أصابها، فسألها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سلمة فوهبها له، فأهداها لخاله حزن بن أبي وهب، فولدت له عبد الرحمن بن حزن”.

اختلاف الروايات بين قبيلتين وموضعين

وبمقارنة الروايات السابقة والكلام على القبائل كما تقدم، يتضح أنّ قبيلة “بني كِلاب” مختلفة عن “فزارة”، فهذه قبيلة وتلك قبيلة، والواضح أن الخلط وقع من وجود أبي بكر الصديق في الحدثين فتم دمجهما في واحد.

وقبيلة “بنو كلاب” هي من قبائل هوازن والتي تسكن نجد جنوب شرق المدينة المنوَّرة كما ذكر عمر كحالة في معجمه: أنّها تسكن في حِمى ضريَّة وحمى الرّبذة جهة المدينة المنورة، يعني حول كل من ضريَّة والرُّبذة، والموضعين مازالا معلومين من نجد جنوب شرق المدينة المنوَّرة، في حين أنّ قبيلة “فزارة” هي من قبائل غطفان وكانت تسكن نجد أيضًا ووادي القُرى ومن بلادها الجناب مثلًا -وهناك سريّة لزيد بن حارثة للجناب-، وهو ما يجعل موضع الحدثين مختلفًا أيضًا، إذ وادي القُرى شمالًا جهة الشام، والمقصود بنجد التي تسكنها غطفان هو ذلك الجزء الشمالي والشمالي الشرقي، فهوازن تمتد أرضها جنوبًا وشرقًا في حين أنّ غطفان تمتدّ أرضها شمالًا وشرقًا، فيكون موضعان مختلفان.

ورواية الواقدي متسقة مع نفسها بخلاف كونها عن “سلمة بن الأكوع”، فالرواية الوحيدة عن سلمة في جميع كتب السير والحديث بخلاف الواقدي مذكور بها “فزارة” التي هي من غطفان وليس “بنو كِلاب” من هوازن، والتي ذُكر فيها أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبها أيضًا الحديث عن “أم قرفة” وابنتها وأخذ سلمة بن الأكوع لها، والعجيب أن الواقدي ذكر كلام سلمة نفسه وما وقع معه وجاريته في سريّة زيد بن حارثة إلى أم قرفة سنة 6 هـ، وقد توسع ابن سعد في ذكر موضع القبيلة واسمها الذي لم يحدده الواقدي -حيث ذكر كونها من هوازن بغير تفصيل-، فيروي ابن سعد أنّهم بنو كلاب ويسكنون ناحية ضريّة -قريب منها-، ثم يعود فيذكر رواية سلمة بن الأكوع المُشكلة ويُسمّي قبيلة فزارة بها!، ثم يذكرها نفسها مرّة أخرى ويذكر أم قرفة في سريّة زيد بن حارثة إلى أم قرفة سنة 6 هـ كما فعل الواقدي، والظاهر أنّها الرواية الأصلية لوجودها في كُتُب الحديث، وربما حدث الخلط هل هي فزارة أو بنو كِلاب لقلة المعلومات عن السرايا التي خرج فيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه سواء أميرًا أو مأمورًا، والظاهر أنّهما حدثان ايضًا منفصلين، كليهما كان فيه أبا بكر الصديق رضي الله عنه، والأوّل كان لبني فزارة من غطفان بوادي القُرى، والآخر لبني كلاب من هوازن ناحية ضريَّة بنجد، والذي يجعلنا نذهب ذلك المسلك هو ما رواه ابن هشام عن ابن إسحاق وذكرناه سالفًا وهو ما يجعل أمر هاتان السريتان واضحًا جليًا، فسريّة أبو بكر الصديق هي لبني كلاب بنجد كان أميرًا عليها، وقد خرج أبو بكر أيضًا في سريّة زيد بن حارثة الأولى إلى وادي القُرى التي أُصيب فيها زيد وغلبته الجراحات فلعلّهم أمّروا أبا بكر رضي الله عنه عليهم حتى عودتهم، ثم خرج أبو بكر رضي الله عنه معهم في سريّة زيد الثانية إلى وادي القُرى التي قتلت فيها أم قرفة وأسر سلمة ابن الأكوع ابنتها، وقد أشكل هذان الحدثان على عدد من أصحاب المتأخرين فعدّوهما حدثان مختلفان وذهبوا مذهبًا أعجب باعتبار وجود اثنين أم قرفة!، وهو خطأ واضح، والاختيار فصل الروايات ووضعها في موضعها المناسب، ويدعم هذا المسلك أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل إلى أطراف هوازن أيضًا بتُربة عمر بن الخطاب في شعبان 7 هـ أيضًا، ولم يخرج أحد مباشرة لمُصاب بشير بن سعد في فدك لوجود كثير من السرايا خارج المدينة، فأخرج غالب لمّا عاد من الميفعة وهذا مُلخّص بهذا الاختيار والله أعلم:

وقت السريّة الحدث الأمير الموضع القبيلة
رمضان 6 هـ عودة زيد بتجارة من الشام زيد بن حارثة وادي القُرى فزارة من غطفان
رمضان 6 هـ خروج زيد في جيش للاقتصاص من فزارة زيد بن حارثة وادي القُرى

(مقتل أم قرفة وأسر ابنتها)

فزارة من غطفان
شعبان 7 هـ خروج أبو بكر في سريّة لغزو أطراف هوازن أبو بكر الصديق ناحية ضريَّة بنو كلاب من هوازن

 

2- التاريخ

والواقدي وابن سعد كما تقدم، ذكروها في سرايا شعبان 7 هـ، بعد سريَّة عمر بن الخطاب إلى تُرَبَة، فالذي نختاره أنّ سريّة عُمر بن الخطاب رضي الله عنه خرجت يوم الخميس 6 شعبان 7 هـ، وسريّة أبو بكر رضي الله عنه هذه خرجت الخميس التالي له الموافق 13 شعبان 7 هـ، وتفصيل التواريخ في مُزامنة الطريق.

 

3- مُزامنة الطَّرِيق

طريق الذهاب (المدينة المنورة – بنو كلاب بناحية ضريَّة)
اليوم الأول

(الخميس)

13 شعبان 7 هـ

15 ديسمبر 628 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العاقول 19.1 3.8
العاقول ذو القصة 24.1 4.8
43.2 8.6
اليوم الثاني

(الجمعة)

14 شعبان 7 هـ

16 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو القصة الصويدرة 22.5 4.5
الصويدرة وادي الشقرة 22.9 4.6
45.4 9
اليوم الثالث

(السبت)

15 شعبان 7 هـ

16 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشقرة الحناكية (نخل) 21 4.2
الحناكية (نخل) الشقران 24 4.8
45 9
اليوم الرابع

(الأحد)

16 شعبان 7 هـ

17 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الشقران قريب من الشقران 21.5 4.3
قريب من الشقران قريب من الخشبة 20 4
41.5 8.3
اليوم الخامس

(الاثنين)

17 شعبان 7 هـ

18 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الخشبة قريب من بلغا 22 4.4
قريب من بلغا بلغا 23.5 4.7
45.5 9.1
اليوم السادس

(الثلاثاء)

18 شعبان 7 هـ

19 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بلغا هدبان 22 4.4
هدبان بنو كلاب 24.5 4.9
46.5 9.3

 

طريق العودة (بنو كلاب بناحية ضريَّة – المدينة المنورة)
اليوم الأول

(الأربعاء)

19 شعبان 7 هـ

20 ديسمبر 628 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بنو كلاب هدبان 24.5 4.9
هدبان بلغا 22 4.4
46.5 9.3
اليوم الثاني

(الخميس)

20 شعبان 7 هـ

21 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بلغا قريب من بلغا 23.5 4.7
قريب من بلغا قريب من الخشبة 22 4.4
45.5 9.1
اليوم الثالث

(الجمعة)

21 شعبان 7 هـ

22 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الخشبة قريب من الشقران 20 4
قريب من الشقران الشقران 21.5 4.3
41.5 8.3
اليوم الرابع

(السبت)

22 شعبان 7 هـ

23 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الشقران الحناكية (نخل) 24 4.8
الحناكية (نخل) وادي الشقرة 21 4.2
45 9
اليوم الخامس

(الأحد)

23 شعبان 7 هـ

24 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشقرة الصويدرة 22.9 4.6
الصويدرة ذو القصة 22.5 4.5
45.4 9.1
اليوم السادس

(الاثنين)

24 شعبان 7 هـ

25 ديسمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو القصة العاقول 24.1 4.8
العاقول المدينة المنورة 19.1 3.8
43.2 8.6

 

4- المراجع

  • معجم البلدان، ياقوت الحموي، دار صادر، بيروت
  • معجم معالم الحجاز، عاتق بن غيث البلادي، دار مكّة
  • معجم ما استعجم، البكري الأندلسي، تحقيق مصطفى السقا، عالم الكتب، بيروت
  • الطبقات الكبير، محمد بن سعد بن منيع الزهرى، تحقيق د.علي محمد عمر
  • المغازي، الواقدي، تحقيق مارسدن جونز
  • الروض الانف في شرح السيرة النبوية، السهيلي
  • الموازين والمكاييل الشرعية، أستاذ دكتور علي جمعة محمد، دار القدس