مُلحق يوميّات غزوة قَرْقَرَة الكُدْر أو بني سُلَيْم الثانية

 

1 الجغرافيا

 

وجغرافيا هذه الغزوة بتمامها هي جُغرافيا غزوة بني سُلَيْم الأولى وغزوة السُّوَيْق وتفصيلها في مُلحق الأخيرة، وقد ذُكِر في نصّها “بئر صِرار على ثلاثة أميال من المدينة”، حيث قسَّم النبي صلى الله عليه وآله وسلم غنائمها كما هو عند الواقدي وابن سعد، وهذا تفصيل هذا المَعْلَم:

 

بئر صرار

 

قال الواقدي في المغازي (ص.157): “فلمّا كنا بصِرار -على ثلاثة أميال من المدينة- خمّس النّعم وكان النعم خمسمائة بعير فأخرج خُمسه وقسّم أربعة أخماس على المسلمين فأصابهم بعيران بعيران”.

 

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.28): “فاقتسموا غنائمهم بصِرار، على ثلاثة أميال من المدينة”.

 

قال البكري في معجم ما استعجم (ص.830): “صِرَار: بكسر أوّله، وبالراء المهملة أيضًا في آخره: بئر قديمة، على ثلاثة أميال من المدينة تلقاء حرّة واقِم”، ووافقه عاتق البلادي رحمه الله في معجم معالم السيرة ولم يزد على كلامه.

 

قال ياقوت الحموى في معجم البلدان (ج3، ص398): “صِرَار بكسر أوله وآخره مثل ثانيه بمعنى الأماكن المرتفعة التى لا يعلوها الماء يقال لها صِرار؛ وصِرار: اسم جبل،…وقيل موضع على ثلاث أميال من المدينة المنورة على طريق العراق؛ قاله الخطابي،…وقال نصر: صرار ماء قرب المدينة محتفر جاهلي على سمت العراق، وقيل: أطم لبني عبد الأشهل له ذكر كثير في أيّام العرب وأشعارها”.

الراجح مما ذُكر أنّ صِرار بغض النظر هي جبل أو بئر، والأظهر أنّها بئر، أنّها في طريق العِراق تلقاء حرّة واقم -أمامها-، على ثلاثة أميال من المدينة، فبقياس ثلاثة أميال فلكيَّة على خرائط غوغل باتّجاه حرَّة واقِم وطرفها شَمَال شرق المدينة المنوَّرَة جاعلًا جبل أُحُد عن يسارك والحَرَّة أمامك -وموضعها معلوم وهي المنطقة البركانيّة الشرقية من المدينة المنوَّرَة وذُكرت في مُلحق غزوة السُّويق أيضًا-، فتكون تقريبًا في منطقة العُرَيْض -انظره في مُلحق السُّوَيْق- قبلها قليلًا، وهذه إحداثيّات تقريبيّة لها:

 

المَعْلَم بئر صِرَار
خط طول 39.654970 درجة شرقًا
خط عرض 24.506050 درجة شمالًا

 

2 التاريخ

 

وتفصيل تاريخ هذه الغزوة مذكور في مُلحق غزوات وسرايا أرض بني سُلَيْم بالملاحق العلميَّة، ولم يذكرها سوى الواقدي وابن سعد، واتفقا على كونها للنصف من مُحَرَّم، وأنَّه صلى الله عليه وآله وسلم غاب خمس عشرة ليلة، وهذا مُلَخَّص هذه التواريخ:

 

  هجري ميلادي
خروج الأحد 15 مُحَرَّم 3 هـ 8 يولية 624 م
وصول الثلاثاء 17 مُحَرَّم 3 هـ 10 يولية 624 م
رجوع المدينة الاثنين 1 صَفَر 3 هـ 23 يولية 624 م
المُدّة 15 يومًا
الإقامة في قرقرة الكدر 10 أيّام

 

3 مُزامنة الطَّرِيق

 

طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة قَرْقَرَة الكُدْر)
اليوم الأول

(الأحد)

15 محرَّم 3 هـ

8 يولية 624 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العُرَيْض / صِرار 6.5 1.3
العُرَيْض / صِرار شرق حرّة واقم 16 3.2
  22.5 4.5
اليوم الثاني

(الاثنين)

16 محرَّم 3 هـ

9 يولية 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
شرق حرّة واقم سد مُعاوية 17 3.4
سد مُعاوية قاع حضوضاء 25 5
  42 8.4
اليوم الثالث

(الثلاثاء)

17 محرَّم 3 هـ

10 يولية 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قاع حضوضاء قريب من القرقرة 21.2 4.2
قريب من القرقرة الأرحضية 12 2.4
الأرحضية قرقرة الكُدر 9.5 1.9
  42.7 8.5

 

طريق العودة (قَرْقَرَة الكُدْر المدينة المنوَّرَة)
اليوم الأول

(السبت)

28 مُحَرَّم 3 هـ

21 يولية 624 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قرقرة الكُدر الأرحضية 9.5 1.9
الأرحضية قريب من القرقرة 12 2.4
  21.5 4.3
اليوم الثاني

(الأحد)

29 مُحَرَّم 3 هـ

22 يولية 624 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من القرقرة قاع حضوضاء 21.2 4.2
قاع حضوضاء سد مُعاوية 25 5
  46.2 9.2
اليوم الثالث

(الاثنين)

1 صفر 3 هـ

23 يولية 624 م

 

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
سد مُعاوية شرق حرّة واقم 17 3.4
شرق حرّة واقم العُرَيْض / صِرار 16 3.2
العُرَيْض / صِرار المدينة المنورة 6.5 1.3
  39.5 7.9

 

4 الحكايات

# عنصر مصادر مكان زمان
1  خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قرقرة الكُدر لما بلغه صلى لله عليه وآله وسلم أن بها جمعًا من غطفان وبني سليم. سبل الهدى والرشاد المدينة المنورة  
2 النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستخلف علي المدينةبن أم مكتوم عبد المنذر لإدارة شئونها حتى عودته صلى لله عليه وآله وسلم   المدينة المنورة  
3 النبي صلي الله عليه وآله وسلم يصل حتي قرقرة الكدر ولم يجد أحدا فى المحل ووجد النعم ومواردها   قرقرة الكدر  
4 النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقسم الغنائم عند بئر صرار على المسلمين   بئر صرار  
5 النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعود ومن معه من المسلمين إلى المدينة دون قتال   المدينة المنورة  

 

5    المراجع

  • معجم البلدان، ياقوت الحموي، دار صادر، بيروت
  • معجم معالم الحجاز، عاتق بن غيث البلادي، دار مكّة
  • معجم ما استعجم، البكري الأندلسي، تحقيق مصطفى السقا، عالم الكتب، بيروت
  • الطبقات الكبير، محمد بن سعد بن منيع الزهرى، تحقيق د.علي محمد عمر
  • المغازي، الواقدي، تحقيق مارسدن جونز
  • الروض الانف في شرح السيرة النبوية، السهيلي
  • الموازين والمكاييل الشرعية، أستاذ دكتور علي جمعة محمد، دار القدس

مُلحق يوميّات غزوة بُحْرَان بناحية الفُرُع

 

الجغرافيا

 

بُحْرَان والفُرُع

 

عند عاتق البلادي في معجم معالم السيرة (ص.40): “بُحْران: كذا ورد في النصوص القديمة بضم الموحدة وسكون الهاء المهملة، وعلى صيغة زنة فُعْلان: جاء ذكره في سريّة عبد الله بن جحش إلى نخلة، وهو جبل يضرب إلى الخضرة والسمرة، بين وادي حَجْر المعروف قديمًا بالسائرة، ومرّ عُنَيب المعروف اليوم بمرّ وبوادي رابغ، يقع بُحْران عند التقائهما، يفترقان عنه شرق مدينة رابغ على 90 كيلًا”، ووادي حجْر، وكذلك مرّ معروفين للآن ومذكورين على خرائط هيئة المساحة السعوديّة وقد حددَّت موقع جبل بُحران عند التقائهما بشكل تقريبي وراجعته على خرائط غوغل فوجدت وصف لونه قريب مما ذكر عاتق رحمه الله، وهذه إحداثيّاته التقريبيّة:

 

المَعْلَم بُحْرَان
خط طول 39.517006 درجة شرقًا
خط عرض 22.973223 درجة شمالًا

 

وعنده أيضًا (ص.236): “الفُرُع: جاء في ذكر سرية عبدالله بن جحش قال : وسلك على الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له بحران أضل سعد بن أبى وقاص وعتبة بن  غزوان بعيرا لهما كانا يتعقبانه، ويقول الفُرُع وادٍ فحل من أودية الحجاز يمر على 150 كيلًا جنوب المدينة المنورة كثير العيون والنخل والنزل”.

وعند عاتق البلادي أيضًا في معجم معالم الحجاز (ص.168): “بُحران: قال ياقوت موضع بناحية الفُرُع، وقال الواقدي: بين الفُرُع والمدينة ثمانية بُرُد وقال ابن إسحق هو معدن بالحجاز فى ناحية الفرع وذلك المعدن للحجاج بن علاط البهزى”.

 

وهذه إحداثيّات تقريبية لبُحران والفُرُع :

المَعْلَم بُحْرَان
خط طول 39.517006 درجة شرقًا
خط عرض 22.973223 درجة شمالًا

 

المَعْلَم وادي الفُرُع
خط طول 39.754540 درجة شرقًا
خط عرض 23.265485 درجة شمالًا

 

التاريخ

 

وتفصيل مُقارنة تواريخ هذه الغزوة في مُلحق غزوات وسرايا أرض بني سُلَيْم في الملاحق العلميَّة لما وقع من خلط في الكُتب بينها وبين غزوات أُخرى، وملخص هذه النتائج أنّ الخلط وقع في مُدَّة هذه الغزوة، لنقل ابن كثير -وغيره- عن ابن إسحاق ما يُفْهَم منه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقام بها ربيعًا الآخر وجمادى الأولى، ومقارنته -ابن كثير- ذلك بقول الواقدي أن غيبته صلى الله عليه وآله وسلم كانت خمسة أيام، والراجح أن الجمع بين الأقوال ممكن لهذه الحالة، فإذا كان خروجه صلى الله عليه وآله وسلم لبُحْرَان في آخر ربيع الآخر 3 هـ، فمكث في الطريق يومان ونصف، فوصل في الثالث، فوافق الوصول أو يوم من الإقامة أو حتى الرجوع يوم 6 جُمادى الأولى 3 هـ، فهذا جمع بين كلام بن إسحاق والواقدي وابن سعد في التاريخ، ثم مكث صلى الله عليه وآله وسلَّم بها ثلاث ليالٍ، فهذه خمسة، ثم يومان ونصف راجعًا، فوصل في الثامن، فإذا كانت الإقامة فيها خمس ليالٍ فقد جمع هذا الحساب كلّ الأقوال ولله الحمد والمنَّة، وتكون المُدّة 10 ليالٍ، وهذا مُلَخَّص بالمذكور:

 

غزوة بُحْرَان بناحية الفُرُع
الخروج من المدينة المنوَّرة الخميس 29 ربيع الآخر 3 هـ
الوصول لبُحْرَان السبت 1 جمادى الأولى 3 هـ
العودة من بُحْرَان الخميس 6 جمادى الأولى 3 هـ
الوصول للمدينة المنوَّرة السبت 8 جمادى الأولى 3 هـ

 

 

3 مُزامنة الطَّرِيق

 

طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة بُحْرَان)
اليوم الأول

(الخميس)

29 ربيع الآخر 3 هـ

18 أكتوبر 624 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة الجثجاثة 25 5
الجثجاثة وادي ريم 23 4.6
  48 9.6
اليوم الثاني

(الجمعة)

30 ربيع الآخر 3 هـ

19 أكتوبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي ريم اليتمة 23.7 4.7
اليتمة وادي النقيع 25 5
  48.7 9.7
اليوم الثالث

(السبت)

1 جمادى الأولى 3 هـ

20 أكتوبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي النقيع الريان 24.8 4.9
الريان الفُرُع 23.5 4.7
  48.3 9.7
اليوم الرابع

(الأحد)

2 جمادى الأولى 3 هـ

21 أكتوبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الفُرُع وادي النخل 24 4.8
وادي النخل بُحران 15 3
  39 7.8

 

طريق العودة (بُحْرَان المدينة المنوَّرَة)
اليوم الأول

(الخميس)

6 جمادى الأولى 3 هـ

25 أكتوبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بُحران وادي النخل 15 3
وادي النخل الفُرُع 24 4.8
  39 7.8
اليوم الثاني

(الجمعة)

7 جمادى الأولى 3 هـ

26 أكتوبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الفُرُع الريان 23.5 4.7
الريان وادي النقيع 24.8 4.9
  48.3 9.7
اليوم الثالث

(السبت)

8 جمادى الأولى 3 هـ

27 أكتوبر 624 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي النقيع اليتمة 25 5
اليتمة وادي ريم 23.7 4.7
  48.7 9.7
اليوم الرابع

(الأحد)

9 جمادى الأولى 3 هـ

28 أكتوبر 624 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي ريم الجثجاثة 23 4.6
الجثجاثة المدينة 25 5
  48 9.6

 

مُلحق يوميّات غزوة بدر الآخرة أو الموعد

 

1    الجغرافيا

 

وجغرافيا هذه الغزوة هي ذاتها جغرافيا غزوة بدر الكبرى، وهي مذكورة بتفاصيلها في ملحقها، وقد سلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم طريقًا أطول عند الذهاب إلى بدر الكبرى كما هو مذكور عند أصحاب السير، فسلك يمينًا حين استقبل قرية الصفراء عند جبلي مخرئ ومخزي فتركهما وتفائل بأسمائهما وترك طريق بدر الصفراء يسارًا، وعند العودة ذكروا مرور حضرته على الأثيل وما ذكر من دفن أحد شهداء بدر بقرية الصفراء -وهي التي تركها ذاهبًا-، وهو ما يعني رجوع حضرته من الطريق الذي تجنبه ذهابًا -وهو الأقصر-، وأغلب الظن أن حضرته سلك تلك الطريق التي اجتنب ذهابًا وإيابًا من بدر فيما بعد لقصرها وهي المذكورة هنا في المزامنة، بداية من الخروج من مضيق الصفراء مرورًا بقرية الصفراء والأثيل وصولًا إلى بدر الصفراء، والله أعلم.

 

2    التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.286): “وكانت لهلال ذي القعدة على رأس خمسة وأربعين شهرًا، وغاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ست عشرة ليلة ورجع إلى المدينة لأربع عشرة بقيت من ذي القعدة، واستخلف على المدينة ابن رواحة،…وكان بدرًا الصفراء مجمعًا يجتمع فيه العرب، وسوقًا تقوم لهلال ذي القعدة إلى ثمان ليالٍ خلون منه، فإذا مضت ثماني ليالٍ منه تفرق الناس إلى بلادهم”.

 

وقال (ص.288): “فسار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسلمين، وخرجوا ببضائع لهم ونفقات، فانتهوا إلى بدر ليلة هلال ذي القعدة، وقام السوق صبيحة الهلال، فأقاموا ثمانية أيّام والسوق قائمة”.

 

وقال ابن هشام رواية عن ابن إسحاق (ص.492): “ثم خرج في شعبان إلى بدر، لميعاد أبي سفيان حتى نزله، قال ابن هشام واستعمل على المدينة عبد الله بن أبي بن سلول،…وأقام عليه أي بدر- ثماني ليال ينتظر أبا سفيان”.

 

وقال ابن هشام عن ابن إسحاق في شأن غزوة أحد (ص.434): “وكان يوم أحد يوم السبت للنصف من شوال، فلما كان الغد من يوم الأحد لست عشرة مضت من شوال، أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الناس بطلب العدو”.

 

وقال في غزوة أحد أيضًا (ص.430): “ولما انصرف أبو سفيان ومن معه نادى: إن موعدكم بدر للعام القابل؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لرجل من أصحابه: قل: نعم هو بيننا وبينكم موعد”.

 

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.55): “ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدر الموعد وهي غير بدر القتال وكانت لهلال ذي القعدة على رأس خمسة وأربعين شهرًا من مهاجره، قالوا: لما أراد أبو سفيان بن حرب أن ينصرف يو أحد نادى: الموعد بيننا وبينكم بدر الصفراء رأس الحول نلتقي بها فنقتتل. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعُمر ابن الخطاب: قل نعم إن شاء الله”.

 

وعليه فلا خلاف بين ابن إسحاق والواقدي في كون غزوة أحد في شوال، وقد فصلنا ذلك في ملحقها، والخلاف على تاريخ بدر الموعد أن ابن إسحاق يذكرها في شعبان والواقدي وتلميذه ابن سعد يذكرانها في ذي القعدة؛ أو بالأحرى الوصول إلى بدر كان لهلال ذي القعدة كما حدداه، والراجح من مراجعة رواية كلام أبي سفيان في نهاية غزوة أحد -سواء عند ابن إسحاق أو الواقدي وابن سعد- مواعدته المسلمين “العام القابل”، وهذا لا يكون إلا في شوال لا في شعبان كما حدد ابن إسحاق، ورواية ابن سعد أكثر تفصيلًا إذ يقول “موعدكم بدر الصفراء من العام القابل”، وبدر الصفراء كما فصّل الواقدي هي سوق من أسواق العرب يبدأ لهلال ذي القعدة ويمكث ثمانية أيّام على ماء بدر، وكان وصول النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون له لهلال ذي القعدة بحسب الواقدي وابن سعد، ولا خلاف بين الواقدي وابن إسحاق في مدّة الإقامة في بدر الموعد أنّها ثمانية أيّام، وهو ما يدعونا لترجيح كلام الواقدي وابن سعد، إذ يجعل هذا خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة في آخر شوال ووصوله بدر لهلال ذي القعدة، واللذي أظنه في تأريخ ابن إسحاق لهذه الغزوة في شعبان هو تصحيف أو توهم -لعله لاتفاق الشهرين في أول حرف- والله أعلم، وكما في ملحق غزوة بدر في تفاصيل الجغرافيا، فإن المسافة بين بدر والمدينة مسير 4 ليال، وعليه فهذا ملخص بتواريخ الغزوة:

 

  هجري ميلادي
خروج                                    الثلاثاء 28 شوال 4 هـ 1 إبريل 626 م
وصول بدر الصفراء الجمعة 1 ذو القعدة 4 هـ 4 إبريل 626 م
الخروج من بدر للعودة السبت 9 ذو القعدة 4 هـ 12 إبريل 626 م
وصول المدينة الثلاثاء 12 ذو القعدة 4 هـ 15 إبريل 626 م
المُدَّة 14 يومًا

 

 

3 مزامنة الطريق

 

طريق الذهاب (المدينة المنوَّرة بدر الصفراء)
اليوم الأول

(الثلاثاء)

28 شوال 4 هـ

1 إبريل 626 م

 

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة ذو الحليفة 9.7 1.9
ذو الحليفة أولات الجيش 11.3 2.3
أولات الجيش تُربان 6 1.2
تُربان ملل 5.3 1.1
المدينة ذو الحليفة 9.7 1.9
  32.3 6.5
اليوم الثاني

(الأربعاء)

29 شوال 4 هـ

2 إبريل 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ملل غميس الحمام 10.2 2.04
غميس الحمام صخيرات اليمام 2.3 0.5
صخيرات اليمام السيالة 2.5 0.5
السيالة فج الروحاء 9.2 1.8
فج الروحاء شنوكة 9.4 1.9
شنوكة عرق الظبية 3.9 0.8
عرق الظبية بئر الروحاء 4.2 0.9
بئر الروحاء المُنصَرَف 7.7 1.5
  49.4 9.8
اليوم الثالث

(الخميس)

30 شوال 4 هـ

3 إبريل 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المُنصَرَف النازية 3.6 0.7
النازية مضيق الصفراء قاطعًا وادي رحقان 4.8 1
مضيق الصفراء خرج من المضيق 18.2 3.6
خرج من المضيق قرية الصفراء 20.3 4
المُنصَرَف النازية 3.6 0.7
  46.5 9.32
اليوم الرابع

(الجمعة)

1 ذو القعدة 4 هـ

4 إبريل 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قرية الصفراء الأثيل 15 3
الأثيل بدر الصفراء 5 1
  20 4

     

 

طريق الذهاب
اليوم الأول

(السبت)

9 ذو القعدة 4 هـ

12 إبريل 626 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بدر الصفراء الأثيل 5 1
الأثيل قرية الصفراء 15 3
  20 4
اليوم الثاني

(الأحد)

10 ذو القعدة 4 هـ

13 إبريل 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قرية الصفراء خرج من المضيق 20.3 4
خرج من المضيق مضيق الصفراء 18.2 3.6
مضيق الصفراء قاطعًا وادي رحقان النازية 4.8 1
النازية المُنصَرَف 3.6 0.7
  46.9 9.3  
قرية الصفراء خرج من المضيق 20.3 4
خرج من المضيق مضيق الصفراء 18.2 3.6
مضيق الصفراء قاطعًا وادي رحقان النازية 4.8 1
النازية المُنصَرَف 3.6 0.7
  46.9 9.3
اليوم الثالث

(الاثنين)

11 ذو القعدة 4 هـ

14 إبريل 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المُنصَرَف بئر الروحاء 7.7 1.5
بئر الروحاء عرق الظبية 4.2 0.9
عرق الظبية شنوكة 3.9 0.8
شنوكة فج الروحاء 9.4 1.9
فج الروحاء السيالة 9.2 1.8
السيالة صخيرات اليمام 2.5 0.5
صخيرات اليمام غميس الحمام 2.3 0.5
غميس الحمام ملل 10.2 2.04
  49.4 9.94
اليوم الرابع

(الثلاثاء)

12 ذو القعدة 4 هـ

15 إبريل 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ملل تُربان 5.3 1.1
تُربان أولات الجيش 6 1.2
أولات الجيش ذو الحليفة 11.3 2.3
ذو الحليفة المدينة 9.7 1.9
  32.3 6.5

 

 

مُلحق يوميّات غزوة بني قُريظة ووفاة سعد بن مُعاذ رضي الله عنه والبناء بالسيدة ريحانة رضي الله عنها

 

1 الجغرافيا

 

الصوران وبني قُريظة

 

وموضع الصّوران وبني قُريظة مذكوران في ملحق سريّة زيد بن حارثة إلى العيص في جمادى الأولى 6 هـ.

 

بئر أنا

 

قال الواقدي في المغازي (ص.358): “وانتهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى بني قريظة فنزل على بئر أنا أسفل حرّة بني قريظة”، والسفل من جهة الشمال الشرقي لموضع مزارع وحصون بني قُريظة، فالمقصود علوها عنه، وهذه إحداثيّات تقريبيّة لموضع منخفض -بالقياس الارتفاع على خرائط غوغل- شمال شرق بني قُريظة يمكن اعتبارها منطقة البئر:

 

المَعْلَم بئر أنا
خط طول 39.638370 درجة شرقًا
خط عرض 24.448960 درجة شمالًا

 

2 التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.357): “سار إليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي القعدة، فحاصرهم خمسة عشر يومًا، ثم انصرف يوم الخميس لسبع خلون من ذي الحجة سنة خمس واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم”.

 

قال ابن هشام في السيرة (ص.505): “ولما أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انصرف عن الخندق راجعًا إلى المدينة والمسلمون ووضعوا السلاح، فلما كانت الظهر، أتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -كما حدثني الزهري-…فقال جبريل: فما وضعت الملائكة السلاح بعد، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم، إن الله يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني قريظة،…واستعمل على المدينة ابن أُم مكتوم فيما قال ابن هشام،…وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسًا وعشرين ليلة”.

 

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.70): “ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني قُريظة في ذي القعدة سنة خمس من مُهاجره،…واستخلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المدينة عبد الله بن أم مكتوم ثم سار إليهم بالمسلمين، وهم ثلاثة آلاف والخيل ستة وثلاثون فرسًا، وذلك يوم الأربعاء لسبعٍ بقين من ذي القعدة، فحاصرهم خمسة عشر يومًا أشدّ الحصار…”.

 

والمُختار في تاريخها أنّها عقب الخندق مُباشرة في شوّال 5 هـ، والعودة من الخندق كان يوم الأربعاء 17 شوّال 5 هـ كما في مُلحقها، وعلى يوم الأسبوع بنى الواقدي وابن سعد تاريخ الخروج لبني قُريظة، ومُدّة الحصار عند ابن هشام محل نظر فهي مُدّة طويلة جدًا لقوم قليلي العدد والعُدّة -سبعمائة مُقاتل-، خصوصًا أنّ الظاهر عدم وجود الماء داخل الحصون بوفرة، فالمُختار ما ذهب إليه الواقدي وابن سعد كون المُدّة 15 يومًا، وباعتبار مُدّة التفاوض حتى الخروج من الحصن ثم المُصادرة، فيُمكن أن يقترب عدد الأيام مما قاله ابن هشام عن ابن إسحاق.

 

وعليه فبانصراف الأحزاب تحرّك المسلمون في نفس اليوم إلى بني قُريظة، فحاصروهم 15 يومًا على المُختار، واختيار قاضي مُحاكمتهم -سعد بن مُعاذ- والتفاوض عليه في اليوم السادس عشر والسابع عشر، والحُكم عليهم في الثامن عشر وتنفيذ الإعدام في التاسع عشر والعشرون، ثم المُصادرة للأموال والأملاك في الحادي والعشرين، ثم وفاة سعد بن مُعاذ رضي الله عنه في الثاني والعشرين من بدء الحِصار، والبناء بالسيدة ريحانة بنت زيد بعد ذلك بحوالي 33 يومًا على التقدير الأقصى، وهذا مُلَخَّص بهذه التواريخ:

 

حدث                                                 هجري ميلادي
الخروج لبني قُريظة الأربعاء 17 شوّال 5 هـ 11 مارس 627 م
استسلام بني قُريظة الجمعة 4 ذو القعدة 5 هـ 27 مارس 627 م
الحُكم على بني قُريظة بالإعدام والمُصادرة الأحد 6 ذو القعدة 5 هـ 29 مارس 627 م
وفاة سعد بن مُعاذ رضي الله عنه الخميس 10 ذو القعدة 5 هـ 2 إبريل 627 م
البناء بالسيدة ريحانة بنت زيد رضي الله عنها الاثنين 12 ذو الحجّة 5 هـ 4 مايو 627 م

 

 

 

ملحق يوميّات غزوة الأحزاب وهي الخندق

 

1 الجغرافيا

 

قال الواقدي في المغازي (ص.324): “فكان أعجب المنازل إليه -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يجعل سلعًا خلف ظهره ويخندق من المذاد إلى ذُباب إلى راتج،…فكان المهاجرون يحفرون من جانب راتج إلى ذُباب، وكانت الأنصار تحفر من ذُباب إلى جبل بني عُبيد، وكان سائر المدينة مشبكًا بالبنيان”.

 

وقال أيضًا (ص.327): “وكان الخندق ما بين جبل بني عبيد بخُربى إلى راتج، فكان للمهاجرين من ذُباب إلى راتج، وكان للأنصار ما بين ذُباب إلى خُربى،…وخندقت بنو عبد الأشهل عليها فيما يلي راتج إلى خلفها، حتى جاء الخندق من وراء المسجد، وخندقت بنو دينار من عند خُربى إلى موضع دار ابن أبي الجُنُوب اليوم”.

 

وقال (ص.328): “كان الخندق الذي خندق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما بين جبل بني عبيد إلى راتج وهذا أثبت الأحاديث عندنا، وذكروا أن الخندق له أبواب فلسنا ندري أين موضعها”.

 

وقال السمهودي في وفاء الوفا (ج.4، ص.1204): “الخندق: قال المطري: حفر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخندق طولًا من أعلى وادي بطحان غربي الوادي مع الحرة إلى غربي مصلى العيد ثم إلى مسجد الفتح ثم إلى الجبلين الصغيرين اللذين في غربي الوادي، وجعل المسلمون ظهورهم إلى جبل سلع، وضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبته على القرن الذي في غربي سَلْع في موضع مسجد الفتح اليوم، والخندق بينهم وبين المشركين، وفرغ من حفره بعد ستة أيّام، وتجمع فيه جميع المسلمين، وهم يومئذ ثلاثة آلاف.انتهى. وكأنه أخذه من قول ابن النجار، والخندق اليوم باق، وفيه قناة تأتي من عين بقباء، تأتي إلى النخل الذي بأسفل المدينة بالسيح حوالى مسجد الفتح، قال: وفي الخندق نخل أيضًا، وقد انطم أكثره وتهدمت حيطانه، انتهى، والموضع الذي ذكره من الخندق، لا أنه منحصر فيه؛ فقد روى الطبراني عن عمرو بن عوف المزني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خط الخندق من أجمة الشيخين طرف بني حارثة عام حزّب الأحزاب حتى بلغ المداحج فقطع لكل عشرة أربعين ذراعًا، وسيأتي أن الشيخين أطمان شامي المدينة بالحرة الشرقية، وأما المداحج فلا ذكر لها من بقاع المدينة، وقد روى البيهقي في دلائل النبوة حديث عمرو بن عوف بلفظ: خط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخندق عام الأحزاب من أجم السمر طرف بني حارثة حتى بلغ المذاد، ثم قطع أربعين ذراعًا بين كل عشرة،…والمذاد: بطرف منازل بني سلمة مما يلي مساجد الفتح وجبل بني عبيد”.

 

وعند مسجد الفتح بشره جبريل بالنصر

 

أُطُم الشّيخين

 

قال السمهودي في وفاء الوفا (ج.4، ص.1249): “شيخان: بفظ تثنية شيخ، أطمان بجهة الوالج، قال ابن زبالة: بفضائهما المسجد الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين سار إلى أُحُد، وقال المجد: هو موضع يقال له ثنية شيخان، عسكر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة خرج لأُحُد، وهناك عرض الناس فأجاز ةمن رأى وردّ من رأى،…هو موضع بين المدينة وجبل أُحُد على الطريق الشرقيّة مع الحرّة إلى جبل أُحُد،…خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو وأصحابه لأُحُد على الحرّة الشرقية حرة واقم، وبات بالشيخين، وغدا الصبح يوم السبت إلى أُحُد”.

 

وفي أخبار المدينة لابن زبالة (ص.236): “شيخان: بفضائهما المسجد الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين سار إلى أُحُد”.

 

والظاهر على وصف السمهودي وابن زبالة أن أقرب موضع له هو ما يُعرف الآن بمسجد الدرع شمال المدينة المنوَّرة للذاهب إلى جبل أُحُد أسفل مسجد المستراح وهو معروف عند محققي المدينة أيضًا، وهذه إحداثيّات تقريبيّة له:

 

المَعْلَم أُطُم الشيخين
خط طول 39.607977 درجة شرقًا
خط عرض 24.490421 درجة شمالًا

 

المذاد

 

قال السمهودي في وفاء الوفا (ج.4، ص.1302): “المذاد: بالفتح ثم ذال معجمة، وآخره مهملة من (ذاده) إذا طرَدَه، اسم أُطم لبني حرام من بني سلمة غربي مسجد الفتح، به سميت الناحية، وعنده مزرعة تسمى المذاد…”.

 

وأُطم المذاد معروف اليوم عند محققي المدينة ويقطعه الآن شارع الأمير عبد المجيد جنوب جبل بني عُبيد الكبير وغرب جبل سَلْع، وهذه إحداثيّات تقريبيّة له:

 

المَعْلَم أُطُم المذاد (غرب سَلْع يقطعه طريق عبد المجيد)
خط طول 39.591536 درجة شرقًا
خط عرض 24.473842 درجة شمالًا

 

ذُبَاب أو ذِباب أو ذو باب

 

قال السمهودي في وفاء الوفا (ج.4، ص.1214): “ذُباب: كغُراب وكِتاب لغتان، قال البكري: ذباب جبل بجبانة المدينة، وسبق في المساجد بيان أنّه الجبل الذي عليه مسجد الراية، وتقدم في الخندق ما يقتضي أن اسمه ذو باب أيضًا”.

 

ومسجد الراية معروف للآن في المدينة وكان موضع قُبَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الخندق، وهو شرق جبل سَلْع على مسافة يسيرة منه -حوالي 170 مترًا-، ويمُر بينه وبين سَلْع طريق سُلطانة أو شارع أبي بكر الصديق، ويُطل على طريق عُثمان بن عفان، وكلها طُرُق حديثة مسفلتة، وهذه إحداثيّات تقريبيّة له:

 

المَعْلَم ذُباب أو ذِباب (مسجد الرّاية)
خط طول 39.603195 درجة شرقًا
خط عرض 24.480233 درجة شمالًا

 

راتِج

 

قال السمهودي في وفاء الوفا (ج.4، ص.1215): “راتج: بالمثناة الفوقية بعد الألف ثم جيم، أُطم سُمّيَت به الناحية وكان ليهود ثم صار لبني الجذماء ثم صار لأهل راتج حلفاء بني عبد الأشهل كما سبق عن ابن زبالة آخر المنازل،…وسبق في مسجد راتج أنّه في شرقي ذباب جانحًا إلى الشام، ولهذا خندقت بنو عبد الأشهل منه إلى طرف حرتهم، وهو طرف بني حارثة كما سبق في الخندق”، والظاهر أنّ راتِج ناحية وليست نُقطة صغيرة، والرَّاجح أنّها كانت ممتدّة حتى أُطُم الشّيخين، والله أعلم.

 

وعلى ما ذكره السمهودي وعلى ما تقدّم من ذكر ذُباب، فهذه إحداثيّات تقريبيّة لراتج:

 

المَعْلَم راتِج
خط طول 39.604014 درجة شرقًا
خط عرض 24.482646 درجة شمالًا

 

جبل بني عُبَيْد

 

قال السمهودي في وفاء الوفا (ج.4، ص.): “بمنازلهم غربي مسجد الفتح”.

 

وهو معروف عند أهل المدينة شمال غرب مسجد الفتح وجبل سَلْع، وهما جبلان، بني عُبيد الكبير، وجُبيل صغير بجواره هو بني عُبيد الصغير، وهذه إحداثيّات تقريبيّة لمسجد بني عُبيد الكبير وهو المقصود في الرواية:

 

خُربى أو صالحة

 

قال السمهودي في وفاء الوفا (ج.4، ص.1200): “خُربى: كحُبلى منزلة لبني سلمة فيما بين مسجد القبلتين إلى المذاد، غيّرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسمّاها صالحة تفاؤلًا بالخرب”.

 

وأُطُم المذاد معروف كما تقدّم، ومسجد القبلتين كذلك، وهذه نقطة تقريبيّة بينهما وهي خُربى أو صالحة:

المَعْلَم خُرْبَى
خط طول 39.587763 درجة شرقًا
خط عرض 24.476964 درجة شمالًا

 

وعلى ما ذُكِر، فيُمكن تصوُّر مسار افتراضي للأجزاء الظاهرة من الخندق في الجهة الشماليّة والغربيّة، وقد ذهب الأستاذ عبد القدوس الأنصاري في كتابه آثار المدينة النبويّة (ص.158) إلى استحالة تحديد مساره الدقيق وذلك لانطماس معالمه على المؤرخين المتقدّمين مثل المطري في القرن الثامن الهجري، ولا نستطيع الجزم بكلام الأستاذ عبد القدّوس الأنصاري فالعلم لا نهاية له، لكن ما تحت أيدينا من معلومات جغرافيّة استخلصناها في هذا المُلحق يمكن عمل تصوّر تقريبي له بالجمع بين الأقوال، كمثل الذي نصّ عليه وغيره من المؤرخين المعاصرين المدنيين مع بقاء جميع الاحتمالات مفتوحة، والمسافة بين أُطُم الشّيخين وجبل بني عُبيد حوالي 1.6 كم بالقياس على خرائط غوغل بقياس قوس شبه متعرّج كتقريب للمسار الحقيقي الافتراضي حيث كان الحفر يدويًا بآلات بسيطة، والقوس الآخر من جبل بني عُبيد إلى المذاد جنوبًا حوالي 1 كم تقريبًا، وهذان القوسان بخلاف بقيّة الخندق من ناحية بني عبد الأشهل شرقًا حيث خندقوا قريب من محالّهم عند حرّة واقِم كما ذكر الواقدي والسمهودي وغيرهما، ثم بقيّته من ناحية بني حرام غربًا من عند حرّة الوبرة.

 

وطول الخندق محسوب من الرواية التي تنص على أنّ جميع المسلمين عملوا فيه وكانوا 3000 رجلًا، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خط لكل عشرة 40 ذراعًا يعملون فيها، والذراع حوالي 46.375 سم تقريبًا (انظر المكاييل والموازين الشرعيّة ا.د علي جمعة محمد)، وعليه فقياس الخندق ابتداءًا تم تقسيمه على مجموعات وهي 3000 ÷ 10 = 300 مجموعة، وكل مجموعة كانت تعمل في 40 ذراعًا طوليًا تقريبًا، فهذه مسافة 300 × 40 = 12000 ذراع تقريبًا، وهي بالأمتار تساوي 12000 × 46.375 ÷ 100 = 5565 مترًا تقريبًا، وبطرح المسافة المذكورة سابقًا منه، يتبيّن أن المسافة المتبقيّة حوالي 2965 مترًا تقريبًا حفرها بنو عبد الأشهل شرقًا وبنو حرام غربًا وهذا أكثر من نصف الخندق تقريبًا وهو محل نظر!، فالظاهر اشتراك المسلمين معهم في الحفر في مناطقهم، وعُمق الخندق كما ذكره الواقدي وغيره حوالي 5 أذرع وعرضه كذلك، وهذا تقريبًا 2.3 مترًا × 2.3 مترًا وهو معقول، ما يجعل حجم التُّراب المُزاح حوالي 9.984 مترًا مكعبًا لكل فرد، أو باللترات حوالي 9984 لترًا، وكانوا ينقلون التُّراب بالزنابيل أو المكتل وقياسه كما هو عندهم حوالي 15 صاعًا أو 30 لترًا تقريبًا، فيكون عدد النقلات بالزنبيل الواحد لحصّة كل فرد من الحفر حوالي 333 نقلة تقريبًا للانتهاء من حصته بالكامل، وبقسمتها على 6 أيّام وهي مُدّة الحفر تُعطي تقريبًا 56 نقلة باليوم، وإذا اعتبرنا أنّ كل نقلة قد استغرقت حوالي 10 دقائق بما في ذلك الحفر ورفع التراب في الزنبيل وإزاحته على جانب الخندق، فهذه تقريبًا 560 دقيقة عمل باليوم تقريبًا أو 9.3 ساعة، وهو معقول، فإذا علمنا أنّهم كانوا يعملون أكثر من ذلك على الرّاجح، فيكون تقدير طول وعُمق الخندق وعرضه معقولين أيضًا، وكذلك مُدّة العمل على الخندق، والله أعلم.

 

وكثير من استنتاجات هذه المعالم وجغرافيّتها مُستفاد من تمحيص عدّة مصادر مُعاصرة وفيديوهات نشرها بعض أهل المدينة المنوّرة الكرام، من قنوات طيبة الطيبة Taiba_Altaieba وقناة علوم طيبة Taibah Sciences، وقناة آثار المدينة للأستاذ أمين الشنقيطي على موقع اليوتيوب Youtube.com وكذلك القائمين على موقع طَيْبة نت Taiba.net ولتشعّب المعلومات على هذه المصادر اكتفينا بذكر أسمائها وقد استخلصنا منه ما رأيناه متسقًا مع المذكور في المصادر التاريخيّة، فجزى القائمين عليها خيرًا.

 

2 التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.321): “عسكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الثلاثاء لثمان مضت من ذي القعدة فحاصروه خمس عشرة وانصرف يوم الأربعاء لسبع بقين سنة خمس…”.

 

وقال أيضًا (ص.351): “دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الأحزاب في مسجد الأحزاب يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، فاستجيب له بين الظهر والعصر يوم الأربعاء، فعرفنا السرور في وجهه”.

 

وقال (ص.352): “وقالوا: لمّا كان ليلة السبت بعث الله الريح فقلعت وتركت وقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي إلى أن ذهب ثلث الليل…”.

 

وقال (ص.354): “كان محاصرة المشركين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم في الخندق بضعة عشر يومًا،…ويقال خمسة عشر يومًا، وهذا الثبت عندنا…فلمّا أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالخندق…وجاء الثبت أنهم انقشعوا إلى بلادهم، ولمّا أصبحوا أذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمسلمين في الانصراف إلى منازلهم”.

 

وقال ابن هشام في السيرة عن ابن إسحاق (ص.495): “ثم كانت غزوة الخندق في شوّال سنة خمس”.

 

وعنده أيضًا (ص.504): “فلما كانت ليلة السبت من شوال سنة خمس،…وبعث الله عليهم الريح في ليال شاتية باردة شديدة البرد، فجعلت تكفأ قدورهم، وتطرح أبنيتهم”

 

وعند ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.62): “ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخندق، وهي غزوة الأحزاب في ذي القعدة سنة خمس من مهاجره،…وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين لثماني ليالٍ مضين من ذي القعدة….وحُصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه بضع عشرة ليلة…وبعث الله الرّيح ليلة السبت ففعلت بالمشركين، وبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حذيفة بن اليمان إليهم ليأتيه بخبرهم وقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي تلك الليلة، فسمع أبا سفيان بن حرب يقول لهم: يا معشر قريش إنكم لستم بدار مُقام، لقد هلك الخف والحافر وأجدب الجناب وأخلفتنا بنو قُريظة، ولقد لقينا من الريح ما ترون فارتحلوا فإنّي مرتحل،…وجعل القوم يرحلون، …وأصبح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وليس بحضرته أحد من العسكر قد انقشعوا إلى بلادهم”.

 

فهذه عدّة أحداث مؤرخة وجب الوقوف على تواريخها بدقّة فهي أساس تواريخ هذه الغزوة:

 

* يوم خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة للخندق -الأظهر أنّه بعد وصول قُريش-.

 

* يوم مفاوضة قُريش لبني قُريظة وتخذيل نُعيم بن مسعود وانطلاق ريح الصّبا التي قلعت الخيام، وقد واتفقوا على موافقته يوم السبت لورود أحاديث امتناع اليهود لعدم مشاركتهم في شيء يوم السبت.

 

* يوم رحيل المشركين عن المدينة ووافق يوم الأربعاء التالي لهذا السبت على الراجح لرواية دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم على الأحزاب، وهي الليلة التي خرج فيها حذيفة يعرف ما وراءهم.

 

* يوم بدء حفر الخندق.

 

اتّفقت الروايات تقريبًا على كون هذه الغزوة في برد الشتاء الشديد، وهو لما رُوُيَ عن حُذيفة رضي الله عنه وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في إحدى ليالي الحصار أن يستطلع أمر القوم -الراجح أنّها ليلة رحيلهم عن المدينة- وما روي عن شدّة برد هذه الليلة، وما روي أيضًا عن الرياح الشديدة مع البرد وبدايتها من يوم السبت السّابق ليوم الرحيل، وبمُراجعة برمجيّة آستروكال لمعرفة المُقابل الميلادي لتاريخ 1 شوّال 5 هـ وُجِد أنّه وافق الاثنين 23 فبراير 627 م، و1 ذو القعدة 5 هـ وُجِد أنّه يوافق الأربعاء 25 مارس 627 م.

 

وبمُراجعة جداول الانقلاب الشتوي والاعتدال الربيعي على موقع timeanddate.com والمحسوبة بدقّة بالحسابات الفلكيّة الحديثة للعام 627 م، فإنّ فصل الشتاء قد بدأ بالانقلاب الشتوي في 19 ديسمبر 627 م، وانتهى بالاعتدال الربيعي في 18 مارس 627 م، وعند ابن قُتيبة في كتاب الأنواء عند العرب -انظر مُلحق الأنواء بالملاحق العلميّة ومُلحق غزوة بدر الكُبرى- أنّ نوء الصرفة يقع في 9 مارس من العام وعنده تكون نهاية البرد وبداية الحرّ، وعليه وحيث أنّ ذو القعدة 5 هـ -كما تقدّم- لا يبدأ إلا بعد انتهاء فصل الشتاء بالكُليّة لكون أوّله وافق 25 مارس، فرواية الواقدي وابن سعد عن تاريخ الشهر محل نظر، ورواية ابن إسحاق هي الصواب المُعتبر، ويكون الانصراف من الخندق قد وقع قبل 9 مارس 627 م، على الصحيح.

 

وبمُراجعة برمجيّة آستروكال لتحديد المُقابل لتاريخ 9 مارس 627 م بالهجري، وُجد أنّه وافق الاثنين 15 شوّال 5 هـ، وهو معقول جدًا طبقًا لما رواه ابن إسحاق، وباعتبار أنّ الحصار دام خمسة عشر يومًا وانتهى بيوم الأربعاء على الرَّاجح، فنأخذ الأربعاء السابق مُباشرة لهذا التَّاريخ فيكون موافقًا 10 شوّال 5 هـ و4 مارس 627 م، وهو معقول أيضًا ليكون يوم الانصراف من الخندق طبقًا للمعطيات المذكورة، غير أنّه يؤدي لإشكال وقوع بعض الغزوة -إن سلمنا بصحة كون الحصار 15 يومًا- في رمضان، فقد تمّ الحفر قبل الحصار قطعًا، وليس لرمضان فيها أي ذكر، على العكس تعدد ذكر طعام الغداء عدّة مرات في روايات تكثير الطعام أثناء الحفر، ما يجعل وقوع الحفر في رمضان مستعبدًا تمامًا، ويجعل الأنظار تتجه لتاريخ الأربعاء 11 مارس 627 م باعتباره الأوقع للانصراف ولإمكان تأخُر البرد وشدّته يومان، خصوصًا أن الاعتدال الربيعي بقي عليه أسبوع تقريبًا بالحساب الفلكي المذكور.

 

وحيث ذُكِر البرد الشديد في الروايات حتى زمن الانصراف أو قبله قليلًا، فالأصح مُراجعة درجات الحرارة في مثل هذا الوقت من العام بالنسبة لموقع المدينة المنوَّرَة لعمل تصوّر لدرجة الحرارة في هذا الوقت، وبمُراجعة خريطة متوسط درجات الحرارة الشهريّة لموضع المدينة المنوَّرة بالنسبة للأعوام 1901-1930 م على موقع البنك الدولي World Bank، وهذه أقدم فترة بدأ فيها تسجيل درجات الحرارة ويمكن استخدامها بشكل استرشادي للحقبات التاريخيّة الأقدم حيث كانت قبل شيوع التلوّث الذي ربما يكون قد أثّر في درجات الحرارة، وُجِد أنّ متوسط درجات الحرارة في شهر مارس وصل إلى 20 درجة مئويّة مع مضاعفة احتمال هطول الأمطار، في حين أن المتوسط في شهر فبراير 16 درجة مئويّة مع قلّة احتمال هطول الأمطار، وحيث لم تُذكر الأمطار وذُكِر البرد الشديد، فالأوقع أنّ يوم الأربعاء الذي وافق الانصراف أيضًا عن الخندق وقع في فبراير ولم يقع في مارس بالكليّة، وعليه وبمُراجعة برمجيّة آستروكال لتحديد الأربعاء السابق لـ 4 مارس 627 م، فيكون هو يوم الأربعاء 25 فبراير 627 م والموافق 3 شوّال 5 هـ، وهو مستبعد جدًا لاعتبارات رمضان كما تقدم، وهو ما يجعلنا نعود لتاريخ الأربعاء 11 مارس 627 م وافتراض أنّ الحرارة ظلّت منخفضة هذه الفترة -وهو ممكن-، خصوصًا بالليل حيث ركّزت روايات البرد على الليل، فتنخفض درجات الحرارة حتى تصل إلى 10 درجات مئويّة تقريبًا خصوصًا في الأماكن المفتوحة.

 

وقد ذكر البُخاري : “باب غزوة الخندق وهي الأحزاب قال موسى بن عقبة كانت في شوّال سنة أربع”، واستدلّ بروايات عن عبد الله ابن عُمر أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ردّه في غزوة أُحُد فلم يُشارك، وعمره 14 عامًا، ثم أجازه في الخندق وعمره 15 عامًا، وأُحُد في الثالثة، فتكون الخندق في الرابعة على هذا الحساب، ووافقه النووي في الرّوضة، وفي هذا الرأي نظر، وردّ عليه البيهقي وابن كثير، وشوّال سنة أربع يأتي كلّه في مارس 627 م ما يجعل هذا الرأي مستبعدًا جدًا.

 

وعليه فأقرب الأقوال هي أنّ انصراف الأحزاب كان يوم الأربعاء 11 مارس 627 م الموافق 17 شوّال 5 هـ، وفي ليلته أرسل حذيفة بن اليمان يستطلع خبرهم، وهو يوم إجابة دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبدأ الدعاء عليهم يوم الاثنين 15 شوّال 5 هـ الموافق 9 مارس 627م، وعليه فتاريخ تفاوض أبي سفيان مع بني قريظة وافق السبت 13 شوّال 5 هـ الموافق 7 مارس 627 م وهو أول ليلة لإرسال الريح عليهم واستمرّت حتى رحيلهم، والرّاجح انتهاؤهم من حفر الخندق بمُجرّد وصول قُريش، فإذا كان وفد خُزاعة سار من مكّة أربعًا فوصل المدينة في الخامس بضغط مسافة اليومين على يوم واحد لإبلاغ النّبي صلى الله عليه وآله وسلم كما تقدّم بخروج قريش للحرب، ثم اتُخِذَ القرار بالخندق في اليوم التالي وبُدئ في حفره فعلًا واستمرّ ذلك ستّة أيّام كما هو مذكور، فوصلت قُريش في اليوم السابع بعدما نزلوا قريبًا من المدينة في اليوم الذي قبله حيث سلكوا شمالًا جهة الشام ثم نزلوا فطالت المسافة من مكة للمدينة يومًا تقريبًا، ثم مُدَّة مجهولة قضتها الأحزاب مُحاصرة للنبي صلى الله عليه وآله وسلَّم ثم تفاوضوا مع قُريظة يوم السبت، ودعا عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين، ورحلوا يوم الأربعاء، فهذه خمسة أيّام من السبت للأربعاء، وهذا الخطّ الزمني، ومنه نستخلص المُدَّة بين نزول قُريش ومُفاوضتهم قُريظة وهي مجهولة:

 

| – – 4 أيام – – | وصول وفد خُزاعة | – يوم – | بدء الحفر | – – – 6 أيّام – – – | نزول قريش قرب المدينة| – ؟ – | – – 5 أيّام – – – |

 

فإذا كان مجموع هذه المُدّة على التقدير 15 يومًا كما هو المشهور من مُدَّة الحصار أو الغزوة -بداية من وقت الحفر وحتى رحيل قريش-، فتكون مُدَّة مكوث قُريش قبل رحيلها -ما بين نزلوها إلى يوم السبت الذي فاوضت فيه قُريظة- = 15 – 6 – 5 = 4 أيّام بما في ذلك يوم النّزول قُرب المدينة المنوَّرَة، ويكون مكوثهم ثلاثة أيّام وفاوضوا قُريظة في الرابع -قُريش-، وهذا مُلخّص بتواريخ غزوة الأحزاب:

 

تواريخ غزوة الأحزاب وهي الخندق
حدث                                                   هجري ميلادي
خروج خُزاعة من مكة الأربعاء 25 رمضان 5 هـ 18 فبراير 627 م
وصول خُزاعة للمدينة الأحد 29 رمضان 5 هـ 22 فبراير 627 م
التخطيط لحفر الخندق الاثنين 1 شوّال 5 هـ 23 فبراير 627 م
بدء حفر الخندق الثلاثاء 2 شوّال 5 هـ 24 فبراير 627 م
الانتهاء من حفر الخندق الأحد 7 شوّال 5 هـ 1 مارس 627 م
وصول الأحزاب قُرب المدينة الاثنين 8 شوّال 5 هـ 2 مارس 627 م
مفاوضة قُريش لقُريظة السبت 13 شوّال 5 هـ 7 مارس 627 م
بدء الدُّعاء على الأحزاب الاثنين 15 شوّال 5 هـ 9 مارس 627 م
استجابة الدعاء وانصراف الأحزاب الأربعاء 17 شوّال 5 هـ 11 مارس 627 م

 

3 مُزامنة الطّريق

 

طريق الذهاب (مكّة العَرْج ركوبة المدينة) (وفد خُزاعة)
اليوم الأول

(الأربعاء)

25 رمضان 5 هـ

18 فبراير 627 م

 

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مكة مر الظهران 24 4.8
مر الظهران ضجنان 20 4
ضجنان كُراع الغميم 15.5 3.1
كُراع الغميم عُسفان 20 4
  79.5 15.9
اليوم الثاني

(الخميس)

26 رمضان 5 هـ

19 فبراير 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
عُسفان أمج 24 4.8
أمج قديد 22 4.4
قديد كلية 23 4.6
كلية الجُحفة 23 4.6
  92 18.4
اليوم الثالث

(الجمعة)

27 رمضان 5 هـ

20 فبراير 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجُحفة وادي المخمص 23 4.6
وادي المخمص هرشى 10 2
هرشى الأبواء 14 2.8
الأبواء البستان 24 4.8
البستان السُّقيا 17 3.4
  88 17.6
اليوم الرابع

(السبت)

28 رمضان 5 هـ

21 فبراير 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
السُّقيا القاحة 25 5
القاحة الطلوب 10 2
الطلوب العرج 20 4
العرج ركوبة 20 4
  75 15
اليوم الخامس

(الأحد)

29 رمضان 5 هـ

22 فبراير 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ركوبة وادي ريم 23 4.6
وادي ريم وادي النقيع 21 4.2
وادي النقيع آبار الماشي 10 2
آبار الماشي الجثجاثة 8 1.6
الجثجاثة قباء 24 4.8
قباء المدينة 3.5 0.7
  89.5 17.9

 

ملحق يوميّات غزوة بني لِحْيَان بالرَّجِيع وسرية عكاشة بن محصن إلى غَمْر مَرْزُوق

1 الجغرافيا

وروى ابن هشام عن ابن إسحاق في السيرة قوله (ص.531): “فسلك على غُراب، جبل بناحية المدينة على طريق الشام، ثم على محيص، ثم على البتراء، ثم صفَّق ذات اليسار، فخرج على يَيْن، ثم على صخيرات اليمام، ثم استقام به الطريق على المحجة من طريق مكّة، فأغذ السير سريعًا، حتى نزل على غُرّان، وهي منازل بني لحيان، وغُرَّان واد بين أمج وعسفان، إلى بلد يقال له، ساية، فوجدهم قد حذروا وتمنعوا في رؤوس الجبال. فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخطأه من غرتهم ما أراد، قال: (لو أنا هبطنا عسفان لرأى أهل مكة أنا قد جئنا مكة)، فخرج في مئتي راكب من أصحابه حتى نزل عُسفان، ثم بعث فارسين من أصحابه حتى بلغا كُراع الغميم، ثم كرَّا، وراح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قافلًا”

 

وقال الواقدي في المغازي (ص.536): “فخرج في مائتي رجل ومعهم عشرون فارسًا في أصحابه، فنزل بمضرب القُبَّة من ناحية الجُرف، فعسكر في أوّل نهاره وهو يظهر أنه يريد الشام. ثم راح مبردًا فمرّ على غُرابات، ثم على بين، حتى خرج على صخيرات الثمام، فلقي الطريق هناك…”

 

جبل غُراب أو غرابات

 

قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.992): “غُراب: على لفظ اسم الطائر…”

ولم أقف على من حدّد موضع هذا الجبل أو وصف مكانه، حتى عاتق البلادي ذكر “غُراب” وعلّق بعد أن ساق عدّة أجبل تسمى غُرابًا في جزيرة العرب بغير تعيين دقيق لأماكنها فقال: “والعرب تسمي كل جبل أسود غُرابًا إذا كان صغيرًا، وإذا كان كبيرًا سمّوه أظلَم”، إلّا أن غالب الكلام ومقتضاه عند ابن إسحاق وغيره أنَّه في شمال غرب المدينة على طريق الشام، قال ياقوت: “جبل بناحية المدينة على طريق الشام”، وقد رأيت في رواية الواقدي لغزوة بني لحيان قوله: “فسلك على غُرابات” بالجَمع، وأغلب الظَّن أنّها مجموعة أجبل صغيرة سوداء على أوّل الطريق، وعلى 8 كم تقريبًا من الحَرم تبدأ جبال سود صغيرة على يمين القادم بالظهور، أوّلها عليه قصر الملك في المدينة الآن، وخلفه عدّة أجبل سود صغار أخرى، وأغلب ظنّي أنّها تلك المعنيّة بالروايات والله أعلم، وهذه إحداثيّات تقريبية لهذا الموضع:

 

المَعْلَم جبل غُراب
خط طول 39.547277 درجة شرقًا
خط عرض 24.496336 درجة شمالًا

 

محيص أو مخيط أو مخيض والبَتْرَاء

 

قال الفيروزأبادي في المغانم المطابة (ص.371): “مخيض: بلفظ المخيض من اللبن، موضع قرب المدينة له ذكر في غزوة بني لحيان، قال ابن هشام سلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم على غُراب ثم على مخيض ثم على البتراء قاله ياقوت. وقال الشيخ جمال الدين المطري: مخيض: جبل بالمدينة وهو الجبل الذي على يمين القادم من طريق الشام حيث يفضي من الجبال إلى البركة، وهو موضع مور الحجاج من الشام ويمسمونها عيون حمزة”، وفي تعليقات حمد الجاسر بهامشه نقلًا عن السمهودي عن الهجري: مخيض وادٍ يصب في إضم، على طريق الشام من المدينة، وأضاف السمهودي: “فكأنه يطلق على الجبال وواديها، وما يزال مخيض معروفًا”.

 

قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1518): “ومحيص هذا من تصحيفات مخيط التي لحقت به، والصواب ميم وخاء معجمة وياء مثنّاة تحت فطاء، وقد ذُكِر”.

 

وعنده أيضًا (ص.1521): “مَخِيْط: كمخيط الثوب ونحهو: واد صغير في إضم من الجنوب، تقطعه سكة حديد الحجاز على 15 كيلًا غرب المدينة، فيه محطة لها، واقع في ديار الردادة من حرب. وهو ما صحف بمحيص ومخيض، والبتراء الواردة معه في الرواية، حُرَيْرَة -تصغير حَرَّة- على ضفته اليسرى.”

 

المَعْلَم مخيط
خط طول 39.447516 درجة شرقًا
خط عرض 24.547977 درجة شمالًا

 

المَعْلَم البتراء
خط طول 39.395419 درجة شرقًا
خط عرض 24.587975 درجة شمالًا

 

يَيْن

 

وذكره أبو عبيد البكري الأندلسي ولم يعيّنه، وعند ياقوت في معجم البلدان (ج.5، ص.454): “يين: بالفتح ثم السكون، وآخره نون، وليس في كلامهم ما فاؤه وعينه ياء غيره، قال الزمخشري: (بين) عين بواد يقال له حورتان وهي اليوم لبني زيد الموسوي من بني الحسن، وقال غيره: (يين) اسم واد بين ضاحك وضويحك وهما جبلان أسفل الفرش، ذكره ابن جنّي في سر الصناعة، وقيل يين في بلاد خزاعة، وجاء ذكر يين في السيرة لابن هشام في موضعين: الأول في غزوة بدر وهو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مرّ على تُربان ثم على ملل ثم على غميس الحمام من مرّ يين ثم على صخيرات اليمام، فهو ههنا مضاف إلى مرّ، ثم ذكر في غزاته صلى الله عليه وآله وسلم لبني لحيان أنه سلك على غراب جبل ثم على مخيض ثم على البتراء ثم صفّق ذات اليسار فخرج على يين ثم على صخيرات اليمام، وقال نصر: يين ناحية من أعراض المدينة على بريد منها وهي منازل أسلم من خزاعة…”

 

وعند عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز بحث مُطَوَّل عن يين” (ص.1868)، يمكن مراجعته، والظاهر من كلام المتقدمين والمتأخرين أن يين ومريين شيء واحد وقد يكون تصحيفًا أو مكوّن من كلمتين كل منهما تعني شيئًا والظّاهر أنّه “يين” مضافًا إليه مَرّ والله أعلم، على أي حال لم أستسغ ما ذهب إليه عاتق من أن وادي الفُرَيش كُلّه كان يُسمى مريين، والصواب فيما أظن ما يجمع بين الروايات هو ما حددناه من موقع تقريبي لمريين كطريق تخرج من وادي ملل غربًا حتى تلتقي بشمال الفُرَيش، وقد ذكرنا “مريين” بالتفصيل في طريق بدر انظره هناك والله أعلم.

 

غُرَان

 

قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.992): “غُرَان: بضم أوّله، وتخفيف ثانيه، على وزن فُعَال: موضع بناحية عُسْفان، …وقال الأصمعي: هو ببلاد هُذيل بعُسْفان، وقد رأيته…قال أبو الفتح: غُران: فُعَال من الغِرْيَن، والغِرْيَن والغِرْيَل: هو الطين ينضُب عنه الماء، فيجف في أسفل الغدير ويتشقق…وقال ابن إسحاق: غُرَان وادٍ بين أَمَجٍ وعُسْفان، يمتد إلى سَاية، وهو منازل بني لِحيان؛ وإليه انتهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوته بعد فتح بني قُريْظَة يريد بني لِحْيَان، يطلب بأصحاب الرجيع…أغذّ السير حتى نزل غُرَان فوجد بني لحيان قد حذروا وامتنعوا في الجبال”.

 

وعند عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1250): “غُران بضم الغين المعجمة وتخفيف الراء المهملة وادٍ فحل من أودية الحجاز كثير المياه والزرع والسكان يأخذ أعلى مساقط مياهه من حرة الروقة الواقعة بين وادي مركة من الجنوب ووادي ساية من الشمال…فإذا وازن عُسفان من الشمال سُمّي غُرانًا وهو أشهر جزع منه يعرف من القديم بهذا الاسم،…ثم ينحرف شمالًا فيمر بالكديد، فيدفع في أمج عند الدَّف، يمر غران شمال عسفان على ستة أكيال بينهما ثنية غزال المعروفة اليوم بثنية عسفان”.

 

وعلى ما تقدَّم، فهذه إحداثيّات تقريبيّة لغُرَان:

المَعْلَم غُرَان
خط طول 39.391498 درجة شرقًا
خط عرض 22.007536 درجة شمالًا

 

سايَة

 

قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.715): “قرية جامعة قد تقدم ذكرها في رسم الفُرُع…”.

 

وعند ياقوت في معجم البلدان (ج3، ص.181): “ساية: بعد الألف ياء مثناة من تحت مفتوحة وهاء: اسم واد من حدود الحجاز، وهو يجري في الشذوذ مجرى آية وغاية وطاية…وقيل ساية واد يُطلع إليه من الشراة، وهو واد بين حاميتين، وهما حَرّتان سوادوان، بها قرى كثيرة مسمّاة وطُرُق من نواح كثيرة، وفي أعلاها قرية يقال لها الفارع…وساية واد عظيم به أكثر من سبعين عينًا، وهو وادي أمَج…”

 

ومما ذُكر يتضح أن “ساية” كانت قرية قريبة من وادي غران -وهو امتداد أمَجْ- على ناحية الجِبال جهة المشرق، ولعدم وقوفي على من حدَّد مكانها بدقّة، والظاهر أنّها هي نفسها مكان الرجيع أو قريبًا منه، وقد اجتهدت في تقريب احداثيّاتها بجوار الرجيع -انظر سرية الرجيع-، إذ قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندها فترحّم على شهداء الرجيع، وهو ما يفيد بكونها نفسها أو قريب منها كالآتي:

 

المَعْلَم ساية
خط طول 39.464187 درجة شرقًا
خط عرض 21.891053 درجة شمالًا

 

وقد تركنا ذكر المواضع الآتية حيث تمت دراستها في طريق الجادّة العظمى:

صُخيرات اليمام أو صُخيرات الثمام وكليهما واحد، أَمَجْ، عُسفان، وكُراع الغميم

 

2 التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.382): “خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهلال ربيع الأول سنة ست فبلغ غُران وعُسفان وغاب أربع عشرة ليلة”.

 

وقال بن سعد في الطبقات (ج.2، ص.74): “ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني لحيان، وكانوا بناحية عُسفان، في شهر ربيع الأول سنة ست، من مهاجره”.

 

وقال ابن هشام في السيرة (ص.531): “ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة ذا الحجة والمحرم وصفرًا وشهري ربيع، وخرج في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من فتح بني قريظة”.

 

وقد ذكرها ابن كثير بين بني النضير وذات الرقاع في مجمل أحداث السنة الرابعة، وفيه نظر، ثم عاد وذكرها بعد الخندق في سنة ست، وذكر بها صلاة الخوف، وأحاديث صلاة الخوف لا تذكر بنو لحيان، وإنما تذكر “عُسفان”، وصلاة الخوف ذكرت في ذات الرّقاع ثم في الحديبيَّة، وذكرها بعضهم في ذي قرد وبني لحيان.

 

والمختار أن ذكرها في غزوة بني لحيان فيه نظر، وتحليل تاريخها عند ابن إسحاق بعد الخندق في جُمادى الأولى على رأس ستة أشهر من بني قريظة يستدعي تلافيه لإشكال كون صلاة الخوف شُرِعَت فيها، وفيه نظر، فصلاة الخوف بـ”عُسفان” كانت في الطريق إلى الحُديبيَّة على إثر تقديم المشركين لخالد بن الوليد على خيلهم إلى كُراع الغميم -قريب من عُسفان-، وهو ما جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسلك بهم طريق وعرة بعد أن صلى صلاة الخوف وهي حادثة مشهورة في كتب السير، ولأنّ بعضهم سمّى غزوة بنو لحيان بغزوة “عُسفان” فقد حدث الخلط لكون المكان واحد، والظاهر تشريعها ابتداءًا في الحُديبية كما تقدَّم، لا في ذات الرِّقاع كما ذهب إليه بعض أهل السِّيَر، مع وقوعها في ذات الرِّقاع والمُختار أنّ ذات الرِّقاع واحدة وقعت بعد خيبر حيث حضرها ابن عُمر وأبي هُريرة وابن عُمر لم يؤذن له بالمُشاركة العسكريّة قبل الخندق 5 هـ، وأبي هُريرة قَدِم بعد خيبر، وهو ما اختاره البُخاري في صحيحه وهو مُوافق للتقديرات وترتيب الأحداث. فالمختار إذن أنّ بني لحيان -على ما ذكر الواقدي وابن سعد- في ربيع الأوّل سنة ست، وعليه فيكون الخروج لها -بحسب تحديد الواقدي-: الاثنين 1 ربيع الأول 6 هـ، الموافق 20 يولية 627 م، وقوله غاب أربع عشرة ليلة فيه نظر، فإنّ الطريق إلى عسفان حوالي 8 ليال من المدينة المنوّرة ذهابًا ومثلها إيابًا، فهذه ستة عشر، ناهيك عن كونه صلى الله عليه وآله وسلم سلك طريق الشام تمويهًا أولًا..

 

3 مُزَامَنَة الطَّرِيْق

 

طريق الذهاب (المدينة المُنوَّرَة الرَّجيع قُرب عُسفان) (والاتجاه شمالًا للتمويه)                                             
اليوم الأول

(الاثنين)

1 ربيع الأول 6 هـ

20 يولية 627 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة غُراب 8 1.6
غُراب مخيط 13 2.6
مخيط البتراء 8.7 1.7
29.7 5.9
اليوم الثاني

(الثلاثاء)

2 ربيع الأول 6 هـ

21 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
البتراء شمال ملل 25 5
شمال ملل مريين 24 4.8
49 9.8
اليوم الثالث

(الأربعاء)

3 ربيع الأول 6 هـ

22 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مريين فج الروحاء 15 3
فج الروحاء المنصرف 25 5
40 8
اليوم الرابع

(الخميس)

4 ربيع الأول 6 هـ

23 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المنصرف الرويثة 16 3.2
الرويثة العرج 18.5 3.7
العرج شمال القاحة 19 3.8
53.5 10.7
اليوم الخامس

(الجمعة)

5 ربيع الأول 6 هـ

24 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
شمال القاحة بطن القاحة 12 2.4
بطن القاحة السقيا 25.5 5.1
السقيا البستان 16 3.2
53.5 10.7
اليوم السادس

(السبت)

6 ربيع الأول 6 هـ

25 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
البستان الأبواء 25 5
الأبواء هرشى 14 2.8
39 7.8
اليوم السابع

(الأحد)

7 ربيع الأول 6 هـ

26 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
هرشى الجحفة 33.8 6.7
الجحفة كليَّة 22.5 4.5
56.3 11.26
اليوم الثامن

(الاثنين)

8 ربيع الأول 6 هـ

27 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
كليَّة قديد 22.2 4.4
قديد أمج 21.7 4.4
43.9 8.8
اليوم التاسع

(الثلاثاء)

9 ربيع الأول 6 هـ

28 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أمج عسفان 24 4.8
عسفان الرجيع 14.5 2.9
38.5 7.7
اليوم العاشر

(الأربعاء)

10 ربيع الأول 6 هـ

29 يولية 627 م

(أرسل سرية لكراع الغميم)

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الرجيع كُراع الغميم 14 2.8
كُراع الغميم الرجيع 14 2.8
28 5.6

 

طريق العودة  (الرَّجيع قُرب عُسفان المدينة المُنوَّرَة)
اليوم الأول

(الخميس)

11 ربيع الأول 6 هـ

30 يولية 627 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الرجيع عسفان 14.5 2.9
عسفان أمج 23.5 4.7
38 7.6
اليوم الثاني

(الجمعة)

12 ربيع الأول 6 هـ

31 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أمج قديد 21.5 4.3
قديد وداي كُلَيَّة 22.8 4.6
44.3 8.9
اليوم الثالث

(السبت)

13 ربيع الأول 6 هـ

1  أغسطس 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وداي كُلَيَّة الخرَّار 21 4.2
الخرَّار الجحفة 5.8 1.2
الجحفة هرشى 29 5.8
55.8 11.16
اليوم الرابع

(الأحد)

14 ربيع الأول 6 هـ

2  أغسطس 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
هرشى الأبواء 13.5 2.7
الأبواء البستان 24.5 4.9
38 7.6
اليوم الخامس

(الاثنين)

15 ربيع الأول 6 هـ

3  أغسطس 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
البستان السقيا 16 3.2
السقيا القاحة 25 5
القاحة الطلوب 10 2
51 10.2
اليوم السادس

(الثلاثاء)

16 ربيع الأول 6 هـ

4  أغسطس 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الطلوب العرج 20.5 4.1
العرج الشفية 4 0.8
الشفية الرويثة 14.3 2.9
38.8 7.76
اليوم السابع

(الأربعاء)

17 ربيع الأول 6 هـ

5  أغسطس 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الرويثة المنصرف 17 3.4
المنصرف الروحاء 7.5 1.5
الروحاء عرق الظبية 4.5 0.9
عرق الظبية السيالة 24.5 4.9
53.5 10.7
اليوم الثامن

(الخميس)

18 ربيع الأول 6 هـ

6  أغسطس 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
السيالة قرية ملل 15 3
قرية ملل ذو الحليفة 22 4.4
ذو الحليفة المدينة المنورة 9.7 2.3
46.7 9.3

 

مُلحق سرية عكاشة بن محصن إلى غَمْر مَرْزُوق

 

1 الجغرافيا 

غَمْرَة والغَمْر

 قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.81): “ثم سريّة عُكاشة بن مِحصن الأسدي إلى الغَمر غمر مرزوق، وهو ماء لبني أسد على ليلتين من فَيْد طريق الأوّل إلى المدينة”.

 

وقال البكري في معجم ما استعجم (ص.1003): “غَمْرَة: بفتح أوله، و إسكان ثانيه: موضع. وهو فصل بين نَجْدِ وتِهامَة من طريق الكوفة، كما أنّ وَجرَة فصل بين نجد وتِهامة من طريق البصرة”.

 

قال ياقوت في معجم البلدان (ج.4، ص.211): “الغَمْر: بفتح أوّله، وسكون ثانيه، وهو الماء الكثير المغرق، وثوب غَمْر إذا كان سابغًا؛ والغَمر بئر قديمة بمكّة،…وغمر أراكة: موضع آخر. وغمر بني جذيمة: بالشّام بينه وبين تيماء منزلان من ناحية الشام،…وغمر طيء، وغمر ذي كِندة: موضع وراء وَجرَة بينه وبين مكة مسيرة يومين،…خرج خالد بن الوليد من الأكناف أكناف سلمى حتى نزل الغمر ماء من مياه بني أسد بعد أن حسن إسلام طيء وأدّوا زكاتهم،…وهو وادٍ فيه ثِماد ماؤها قليل، وهو بين ثجر وتيماء”.

 

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (ج.4، ص.212): “غَمْرَة: و هو منهل من مناهل طريق مكة ومنزل من منازلها، وهو فصل ما بين تهامة ونجد من طريق الكوفة. وقال ابن الفقيه: غمرة من أعمال المدينة على طريق نجد أغزاها النبي صلى الله عليه وسلم عُكاشة بن مِحصن”.

 

قال عاتق البلادي في معجم معالم السيرة (ص.34): “أوطاس: سهل يقع على طريق حاج العراق إذا أقبل من نجد قبل أن يصعد الحرّة، فالحاج -حاج البصرة- إذا تسهّل من كشب مرّ بطرف وَجرة الشمالي، ثم في غمرة، وبها بركة تنسب إلى زُبيدة، ثم يجزع وادي العقيق، وليس هذا بعقيق المدينة، ثم يسير في أوطاس ساعة، فهي ضفة العقيق اليُسرى، ثم يصعد الحرة فيرد الضريبة الميقات، فهي شمال شرقي مكة، وشمال بلدة عشيرة وتبعد عن مكة قرابة 190 كيلًا على طريق متعرّجة”.

 

وقال أيضًا (ص.228): “الغَمْرة: بفتح الغين المعجمة، وسكون الميم، وبعد الراء تاء مربوطة، جاءت في قوله: وغزاة عُكاشة بن محصن الغَمْرة. قُلت: هذا الاسم لا يدخل عليه الألف واللام، فهو غَمْرة: هي محطة من محطات الحاج العراقي قديمًا على الضفة الشرقية لوادي العقيق حين يمر بين عُشيرة والمِسْلح شمال شرقي مكة على ست مراحل، وهذا عقيق عُشيرة”.

 

وقال في (ص.1266): “قال ابن الفقيه: غمرة من أعمال المدينة على طريق نجد أغزاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم عكاشة بن محصن، وقال نصر: غمرة سوداء فيما بين صاحة وعمايتين جبليتين، وغمرة: جبل،…وهناك شواهد تدل أن هناك غمرة أخرى في نجد غير هذه،…وفوق أفيعية المسلح منهل، وفوقه غمرة، وكل ذل لبني سُلَيْم، وغمرة منهل بواد يُقال له العقيق”.

 

قال الحازمي في الأماكن (ج.2، ص.723): “غَمْر ذي كِندة وراء وجرَة، موضع بينه وبين مكة مسيرة يومين،…وذو غَمَر وادٍ بنجد”، قال حمد الجاسر مُعلِّقًا: “عند نصر: غمرُ ذي كِندة، موضع على يومين من مكة وراء وَجْرَة، وغمر أراكة ومثل هذا في مُعجم البلدان مع نقل عن كتاب الافتراق لابن الكلبي…وذكر ياقوت غمر أراكة دون تحديد، وعدّ مواضع أُخرى باسم الغَمْر. أمّا غمر ذي كِندة فذكر صاحب كتاب المناسك أنه فوق غَمْرَة قائلًا: فالغمار هي غمرة وما والاها إلى طريق البصرة، ووجرة من الغِمار، وهي من جبال غَمْرَة وذات عِرق من الغَمَار إلى الغُمير…”.

 

وفي تعليق حمد الجاسر على الحازمي في الأماكن (ج.2، ص.476): “وعن الأصمعي أن رُكبة بنجد لبني نَصر ويُقال أنها أرفع الأراضي كلها وأنها التي أراد ابن نوح بقوله (سآوي إلى جبل يعصمني من الماء) وركبة صحراء واسعة لاتزال معروفة يخترقها طريق مكة بعد إنحسار جبال الحجاز من عُشيرة للمتجه شرقاً حتى يبلغ مويه من الجنوب الشرقي من حَضَن حتى حرة كُشب وغرباً إلى وادي العقيق , والسّيّ ووجَرَة وغَمْرة يشملها الآن اسم رُكبة لاتصال تلك المواضع بها وأصبحت أسماؤها مجهولة ولكنها معروفة المواقع بالنسبة لركبة المعدودة من بلاد نجد ( تقع ركبة بقرب خط طول : 41/00 وبقرب خط عرض 22/15)”.

 

وعلى ما ذكره ياقوت، فالغمرات كُثُر، ولا يُعلم منها إلا غمرة التي بإزاء وَجْرة على طريق العراق والقريبة ذات عِرْق جنوبًا، وهذه هي المُحدَّدَة المعروفة، وكونها هي مكان الغزوة فيه نظر، وأمّا باقي الغمرات بنجد فغير مذكورة غالبًا، وقد ذكر ياقوت واحدة قريبة من تيماء على ليلتين وقال أنّها من ديار بني أسَد، وذكر ابن سعد غَمْر مرزوق على ليلتين من فَيْد على طريق المدينة، وعدّها أيضًا في ديار بني أسَد، وأين فَيْد من تيماء؟ فالأُولى في المشرق جهة العِراق والثانية في الشمال ناحية الشام، وما ذكره ابن سعد لا يُعرف عند الجغرافيين، إلّا أنّ نصّ الحموي أنّ تلك التي أغزاها النبي صلى الله عليه وآله وسلم عكاشة بن محصن رضي الله عنه هي التي من أعمال المدينة على طريق نجد أقرب ما يكون لما يذكره ابن سعد لا إلى المُحدَّدَة المعروفة بإزاء وَجْرَة في صحراء رُكبَة، ومُقتضى كلام ابن سعد أنّها على ليلتين ناحية المدينة لا العِراق، وهذا يكاد يتطابق مع طريق سريّة زيد بن حارثة رضي الله عنه إلى القَرَدَة أو الفَرْدَة أو القَرَديَّة في جُمادى الآخرة 3 هـ لاعتراض عير قُريش، على مسافة حوالي 30 كم منها للمتّجه إلى فَيْد، وعلى المذكور فبالقياس على الخرائط مسافة 88 كم تقريبًا من فَيْد على طريق نجد للمدينة المنوَّرَة، فهذه نُقطة تقريبيّة لموضع غَمْر مرزوق:

 

المَعْلَم غَمْر مرزوق أو الغَمْر (وهي موضع سريّة عُكاشة)
خط طول 42.102913 درجة شرقًا
خط عرض 26.457646 درجة شمالًا

 

وعلى ما ذكره عاتق، وحيث فصلنا في تحديد أوطاس في مُلحق غزة حُنين بفتح مكّة 8 هـ، والصواب ما ذكره بشأنها، وبمُراجعة خرائط هيئة المساحة السعوديّة على وصفه المذكور لغَمْرَة أو منطقة الغَمْر، فعقيق عُشيرة، وعُشيرة وحرّة كشب كلها مواضع معروفة على الخرائط أو ذُكرت تفصيلًا في أحداثها،  وباعتبار موضع غمرة بين عُشيرة -جنوبًا- وحرّة كشب شمالًا شرقيًّا، وأوطاس جنوبًا غربيًا، فموضعها واضح على صحراء رُكبة، وتبعُد تقريبًا 100 كم شمال شرق مكّة المكرَّمة بالقياس على طريق القوافل، فقوله على ست مراحل فيه نظر، فهي مرحلتان ونصف فقط، وليست هي موضع الغزوة كما تقدّم، وإنما نذكرها للتمييز، وهذه إحداثيّات تقريبيّة لها:

 

المَعْلَم غَمْرَة أو غَمْر ذي كِنْدَة أو الغَمْر (صحراء رُكبة)
خط طول 40.737571 درجة شرقًا
خط عرض 22.199457 درجة شمالًا

 

وقد فصّل السادة فريق الصحراء (alsahra.org) على شبكة الإنترنت موضعها تفصيلًا جيدًا يوافق ما خلصنا إليه، وقد ضبطنا الإحداثيّات على خرائطهم الدقيقة، جزاهم الله خيرًا، إلا أنّها بخلاف الموضع المُختار لسريّة عُكاشة بن مُحصن المتقدِّم توضيحه، وذكرناها للتمييز.

2 التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.391): “ سريّة عُكاشة بن مِحصن إلى الغَمْر في شهر ربيع الأوّل سنة ست”.

 

وقال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.81): “وكانت في شهر ربيع الأول سنة ست من مُهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”.

 

وعليه فباعتبار الخروج على رأس الشهر من التاريخ المذكور، فهذا يوم الاثنين 8 ربيع الأوّل 6 هـ على التقدير، إلا أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم خرج من المدينة المنوَّرة لهلال ربيع الأوّل يغزو بني لِحيان، فالراجح أنّ حضرته قد أخرج عُكاشة بن محصن معه إلى نجد، ثم خرج حضرته إلى بني لِحيان في نفس اليوم والله أعلم، وعليه فيوميّاتها مُدمجة مع غزوة بني لِحيان، والطّريق هو نفسه طريق سريّة زيد بن حارثة رضي الله عنه إلى القَرَدَة المذكورة في جُمادى الآخرة 3 هـ، فهو مسيرة 7 أيّام ونصف حتى موضع القَرَدَة بنجد، ثم حوالي 27 كم باتّجاه فَيْد، فهذا مسيرة نصف يوم تقريبًا، وعليه فهي مسيرة 8 أيّام ذهابًا ومثلها إيابًا، ولم يُقيموا وارتحلوا بعد شنّ الغارة مُباشرة ومُصادرة الماشية.

 

3 مُزَامَنَة الطَّرِيْق

 

طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة غَمْر مرزوق)                                                                                      
اليوم الأول

(الاثنين)

1 ربيع الأول 6 هـ

20 يولية 627 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العاقول 19.1 3.8
العاقول ذو القصة 24.1 4.8
  43.2 8.6
اليوم الثاني

(الثلاثاء)

2 ربيع الأول 6 هـ

21 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو القصة الطَّرَف (الصويدرة) 22.5 4.5
الطَّرَف وادي الشقرة 22.9 4.6
  45.4 9
اليوم الثالث

(الأربعاء)

3 ربيع الأول 6 هـ

22 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشقرة نخل (الحناكيّة) 21 4.2
نخل (الحناكيّة) الشقران 24 4.8
  45 9
اليوم الرابع

(الخميس)

4 ربيع الأول 6 هـ

23 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الشقران صبحا 23 4.6
صبحا عرجاء (الميفعة) 23.5 4.7
  46.5 9.3
اليوم الخامس

(الجمعة)

5 ربيع الأول 6 هـ

24 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
عرجاء (الميفعة) قريب من العيثمة 21 4.2
قريب من العيثمة العيثمة 20.5 4.1
  41.5 8.3
اليوم السادس

(السبت)

6 ربيع الأول 6 هـ

25 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العيثمة الجفنة 25.9 5.2
الجفنة قريب من البعايث 23.8 4.8
  49.7 10
اليوم السابع

(الأحد)

7 ربيع الأول 6 هـ

26 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من البعايث البعايث 24.4 4.9
البعايث قريب من وسيط 25.4 5.1
  49.8 10
اليوم الثامن

(الاثنين)

8 ربيع الأول 6 هـ

27 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من وسيط الفَرْدَة 18 3.6
الفَرْدَة غَمْر مرزوق 27.5 5.5
  45.5 9.1

 

طريق العودة (غَمْر مرزوق المدينة المنوَّرَة)
اليوم الأول

(الثلاثاء)

9 ربيع الأول 6 هـ

28 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الغَمْر الفَرْدَة 27.5 5.5
الفَرْدَة قريب من وسيط 18 3.6
  18 3.6
اليوم الثاني

(الأربعاء)

10 ربيع الأول 6 هـ

29 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من وسيط البعايث 25.4 5.1
البعايث قريب من البعايث 24.4 4.9
  49.8 10
اليوم الثالث

(الخميس)

11 ربيع الأول 6 هـ

30 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من البعايث الجفنة 23.8 4.8
الجفنة العيثمة 25.9 5.2
  49.7 10
اليوم الرابع

(الجمعة)

12 ربيع الأول 6 هـ

30 يولية 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العيثمة قريب من العيثمة 20.5 4.1
قريب من العيثمة الميفعة (عرجاء) 21 4.2
  41.5 8.3
اليوم الخامس

(السبت)

13 ربيع الأول 6 هـ

1 أغسطس 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الميفعة (عرجاء) صبحا 23.5 4.7
صبحا الشقران 23 4.6
  46.5 9.3
اليوم السادس

(الأحد)

14 ربيع الأول 6 هـ

2 أغسطس 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الشقران نخل (الحناكيّة) 24 4.8
نخل (الحناكيّة) وادي الشقرة 21 4.2
  45 9
اليوم السابع

(الاثنين)

15 ربيع الأول 6 هـ

3 أغسطس 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشقرة الطَّرَف (الصويدرة) 22.9 4.6
الطَّرَف ذو القصة 22.5 4.5
  45.4 9
اليوم الثامن

(الثلاثاء)

16 ربيع الأول 6 هـ

4 أغسطس 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو القصة العاقول 24.1 4.8
العاقول المدينة المنورة 19.1 3.8
  43.2 8.6

 

4 المَرَاجِع

 

وجرة و غمرة: من أجمل البرك على دروب الحج (قصر الخرابة وبركة العقيق – درب زبيدة (19) ) | فريق الصحراء

http://alsahra.org/?p=5746

 

من خليص إلى سهل رُكبة “السيّ” : فريق الصحراء

http://alsahra.org/?p=5657

 

 

 

 

 

 

 

مُلحق يوميّات عُمرة القضاء

 

1 الجغرافيا

 

قال الواقدي في المغازي (ص.500): “أحرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من باب المسجد لأنه سلك طريق الفُرُع، ولولا ذلك لأهلّ -أحرَمَ- من البيداء…”.

 

قال بن كثير عن موسى بن عقبة في البداية والنهاية (ج.3، ص.146): “حتى إذا بلغ يأجج وضع الأداة -السلاح- كلها الحجف والمجان والرماح والنبيل، ودخلوا بسلاح الراكب السيوف…”.

 

وطريق الفُرُع مذكور في سريّة عبد الله بن جحش الأسدي إلى مكّة في السنة الثانية، حيث سلك بعض هذا الطريق إلى نخلة اليمانيّة، وكذلك في بعث الرجيع، غير أن الطريق بعد الفُرُع إما يُكمل غربًا على طريق الجادّة أو شرقًا على طريق نخلة اليمانيّة ثم الشرائع -حُنين- فيدخل مكَّة من الشَّرق، والراجح دخوله صلى الله عليه وآله وسلم قبل الفتح من الغرب، أيضًا لورود ذكر “بطن يأجج” حيث تركوا فيها السلاح قبل الدخول، ويأجج شِعب بين التنعيم وسَرِف مذكور في سريّة عمرو بن أميّة الضمري وسلمة بن حريش لأبي سفيان في السنة الرابعة، والمُختار أنّه صلى الله عليه وآله وسلم سلك طريق الفُرُع حتى خرج على ماء أحياء ثم جنوبًا حتى نزل مرّ الظهران ثم ترك السلاح في شِعْب يأجج ودخل من جهة الغرب، وقد ذكر ابن سعد أنّه صلى الله عليه وآله وسلم مرّ بذي الحُليفة أثناء خروجه من المدينة وهو بخلاف مُقتضى الطريق، فطريق ذي الحُليفة غير طريق الفُرُع، والله أعلم.

 

2 التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.499): “لمّا دخل هلال ذي القعدة سنة سبع، أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه أن يعتمروا قضاء عمرتهم، وألا يتخلف أحد ممن شهد الحديبيّة، فلم يتخلف أحد شهدها إلا رجال استشهدوا بخيبر أو ماتوا…”.

 

وقال أيضًا (ص.504): “وقال صلى الله عليه وآله وسلم -في اليوم الثالث-: لا يُمسيّن بها أحد من المسلمين، وركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى نزل سَرِف، وتتام الناس وخلّف أبا رافع يحمل إليه زوجه حين يُمسي، وأقام أبو رافع حتى أمسى، فخرج بميمونة ومن معها، فلقوا عناء من سفهاء المشركين آذوا بألسنتهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقال لها أبو رافع -وانتظر أن يبطش أحد منهم فيسخلي به فلم يفعلوا- ألا إن يقلت لهم (ما شئتم هذه والله الخيل والسلاح ببطن يأجج)،…فلم نأت سرِف حتى ذهب عامّة الليل ثم أتينا سَرِف، فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم أدلج حتى قدم المدينة”.

 

قال ابن هشام في السيرة عن ابن إسحاق (ص.582): “فاقتص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم، فدخل مكة في ذي القعدة، في الشهر الحرام الذي صدوه فيه، من سنة سبع…فأقام بمكة ثلاثًا، فأتاه حويطب بن عبد العُزّى في نفر من قُريش في اليوم الثالث، وكانت قريش وكلته بإخراج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مكة؛ فقالوا له: قد انقضى أجلك، فاخرج عنّا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم، وصنعنا لكم طعامًا فحضرتموه؟، قالوا: لا حاجة لنا في طعامك، فاخرج عنا، فخرج صلى الله عليه وآله وسلم حتى أعرس بميمونة رضي الله عنها بسَرِف، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة في ذي الحجة”.

 

وقال ابن كثير عن موسى بن عقبة في البداية والنهاية (ج.3، ص.147): “وأقام ثلاث ليال، فلمّا أتى الصبح من اليوم الرابع أتاه سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى…ثم أدلج فسار حتى أتى المدينة”.

 

والأظهر من كلام الواقدي وغيره أنّه صلى الله عليه وآله وسلم خرج في هلال ذي القعدة بعد أن رآه، يعني في يوم 1 ذو القعدة أو بعده بأيّام يسيرة، فسار لمكّة من طريق الفُرُع فأقام بها ثلاثًا -أو أربعًا- وخرج في الرابع أو الخامس، وأقام ليلة في سَرِف لدخوله بأم المؤمنين ميمونة رضي الله عنه، ثم أكمل المسير على الجادّة عائدًا للمدينة، فهذه 10 أيّام ذهابًا، و4 إقامة، و 10 في العودة فهذه 24 يومًا، فإن خرج صلى الله عليه وآله وسلم في هلال ذي القعدة عاد في نفس الشهر، وإن خرج متأخرًا رجع في ذي الحجة، ولم نقف على من ذكر إقامة في سَرِف أو غيرها أطول من ليلة، فالراجح إما تأخره صلى الله عليه وآله وسلم في الخروج من المدينة للعُمرة، أو عدم اعتبار عودته صلى الله عليه وآله وسلم في ذي الحجّة على كلام ابن هشام، والراجح خروجه صلى الله عليه وآله وسلم لهلال ذي القعدة، ومن قال أقام ثلاثًا لم يعدّ يوم الدخول فيكون أقام أربعًا بيوم الدخول، والله أعلم، وهذا مُلَخَّص بهذه التواريخ:

 

الخروج لعُمرة القضاء السبت 2 ذو القعدة 7 هـ
الوصول لمكة الاثنين 11 ذو القعدة 7 هـ
الخروج من مكة الجمعة 15 ذو القعدة 7 هـ
الخروج للمدينة السبت 16 ذو القعدة 7 هـ
الوصول للمدينة المنورة الاثنين 25 ذو القعدة 7 هـ

 

3 مُزامنة الطريق

 

طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة مكَّة المُكَرَمة) (طريق وادي الفُرُع)
اليوم الأول

(السبت)

2 ذو القعدة 7 هـ

4 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة الجثجاثة 25 5
  25 5
اليوم الثاني

(الأحد)

3 ذو القعدة 7 هـ

5 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجثجاثة وادي ريم 22 4.4
وادي ريم اليُتمة 25 5
  47 9.4
اليوم الثالث

(الاثنين)

4 ذو القعدة 7 هـ

6 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
اليتمة وادي النقيع 25.5 5
وادي النقيع الريان 24.5 5
  50 10
اليوم الرابع

(الثلاثاء)

5 ذو القعدة 7 هـ

7 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الريان وادي الفرع 23 4.6
وادي الفرع وادي نخل 25.5 5.1
  48.5 9.7
اليوم الخامس

(الأربعاء)

6 ذو القعدة 7 هـ

8 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي نخل وادي أحياء 25.5 5.1
وادي أحياء ثنية المَرَة 22 4.4
  47.5 9.5
اليوم السادس

(الخميس)

7 ذو القعدة 7 هـ

9 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ثنية المرة الجحفة 23 4.6
الجحفة وادي كُلَيَّة 23.9 4.8
  46.9 9.4
اليوم السابع

(الجمعة)

8 ذو القعدة 7 هـ

10 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي كُلَيَّة قُدَيْد 21.5 4.3
قُدَيْد أمج 21.7 4.3
  43.2 8.6
اليوم الثامن

(السبت)

9 ذو القعدة 7 هـ

11 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أمج عسفان 24.5 4.9
عسفان كُراع الغميم 25 5
  49.5 9.9
اليوم التاسع

(الأحد)

10 ذو القعدة 7 هـ

12 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
كُراع الغميم مر الظهران 25 5
مر الظهران سَرِف 13 2.6
سرف شِعب يأجج 7.5 1.5
  45.5 9.1
اليوم العاشر

(الاثنين)

11 ذو القعدة 7 هـ

13 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
شعب يأجج مكة 12.8 2.6
  12.8 2.6

 

طريق العودة (مكَّة المدينة المُنوَّرَة) (طريق الجادة العظمى أو الطريق المعتاد)
اليوم الأول

(الجمعة)

15 ذو القعدة 7 هـ

17 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحُجُون (مكَّة) سَرِف 15.9 3.2
سَرِف مرّ الظهران 13 2.6
  15.9 3.2
اليوم الثاني

(السبت)

16 ذو القعدة 7 هـ

18 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مرّ الظهران كُراع الغميم 25 5
كُراع الغميم عُسفان 25 5
  50 10
اليوم الثالث

(الأحد)

17 ذو القعدة 7 هـ

19 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
عُسفان أَمَجْ 24.5 4.9
أَمَجْ قُدَيْد 21.7 4.3
  46.2 9.2
اليوم الرابع

(الاثنين)

18 ذو القعدة 7 هـ

20 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قُدَيَد وادي كُلَيَّة 21.5 4.3
وادي كُلَيَّة الجِحْفَة 23.9 4.8
  45.4 9.1
اليوم الخامس

(الثلاثاء)

19 ذو القعدة 7 هـ

21 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجِحْفَة وادي المخمص 21 4.2
وادي المخمص الأبواء 24.5 4.9
  45.5 9.1
اليوم السادس

(الأربعاء)

20 ذو القعدة 7 هـ

22 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الأبواء البُستَان 24.5 4.9
البُستَان السُّقيا 16 3.2
  40.5 8.1
اليوم السابع

(الخميس)

21 ذو القعدة 7 هـ

23 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
السُّقيا القاحة 25 5
القاحة الطلوب 10 2
الطلوب العرج 20.5 4.1
  55.5 11.1
اليوم الثامن

(الجمعة)

22 ذو القعدة 7 هـ

24 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العرج الرويثة 18.3 3.7
الرويثة المُنْصَرَف 17 3.4
  35.3 7.1
اليوم التاسع

(السبت)

23 ذو القعدة 7 هـ

25 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المُنصَرَف الروحاء 7.5 1.5
الروحاء عرق الظبية 4.5 0.9
عرق الظبية السيالة 24.5 4.9
  36.5 7.3
اليوم العاشر

(الأحد)

24 ذو القعدة 7 هـ

26 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
السيالة قرية ملل 15 3
قرية ملل ذو الحليفة 22 4.4
  37 7.4
اليوم الحادي عشر

(الاثنين)

25 ذو القعدة 7 هـ

27 مارس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو الحليفة المدينة المنورة 9.7 2.3
  9.7 2.3

 

4 ما ورد عن حمار الوحش واصطياده

 

ذُكرت في المصادر العديد من القصص المتعلقة بالحُمُر الوحشية، سواء اصطيادها أو أكلها، و بعض هذه القصص مُكَرَّرة بين حجّة الوداع وغزوة القضاء وصُلح الحُديبيَّة في كثير من المصادر، والأرجح أن الصحابة جميعًا أحرموا بالعُمرة في الحُديبيَّة وبالحجّ على أوجهه في حجّة الوداع، ولم يحصل وجود غير المُحرمين إلا في عُمرة القضاء لحمل السلاح وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعض المُقاتلين أن يبقوا على أُهبة الاستعداد تحسبًا لأي غدر -مثل أبو قتادة الأنصاري- وهؤلاء أحرموا من التنعيم بعد ترك السلاح ببطن يأجج ودخول فرقة منهم مُحرمين لقضاء العُمرة، ثم عودتهم للتحلل من العُمرة واعتمار الآخرين، وهذه المجموعة هي التي حصل منها اصطياد الحُمُر الأهلية والله أعلم.

ملحق سريَّة أبو قتادة بن ربعي إلى بطن إضَم

1- الجغرافيا

 بطن إضَم
عند ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج.2، ص.124): “لمّا هم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغزو أهل مكة بعث أبا قتادة بن ربعي في ثمانية نفر سريَّة إلى بطن إضم وهي فيما بين ذي خُشُب وذي المروة، وبينها وبين المدينة ثلاثة بُرُد، ليظن ظان أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توجه إلى تلك الناحية ولأن تذهب بذلك الأخبار…”.

 

قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.165): “إِضَم: بكسر أوّله وفتح ثانيه، وادٍ دون المدينة قاله الطوسي، وقال أبو عمرو الشيباني وابن الأعرابي: إضم: جبل لأشجع وجهينة، وقيل وادٍ لهم…وببطن إضم قَتَلَ مُحلم بن جثامة عامر الأضبط الأشجعي، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث محلمًا في نفر من المسلمين، فلما كانوا ببطن إضم مر بهم عامر فسلم عليهم بتحية الإسلام، فقام إليه محلم فقتله..فنزل قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَنْ أَلْقَىٰٓ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَـٰمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا فَعِندَ ٱللَّـهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ ٱللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوٓا۟ إِنَّ ألله كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} (النساء – 94)، فلم يلبث محلم إلا سبعًا حتى مات فواروه فلفظته الأرض ثلاثًا حتى وضعوه بين صدين ورضموا عليه الحجارة”.

 

وقال الفيروز آبادي في القاموس المحيط: “إِضَم: كَعِنَب، جبل، والوادي الذي فيه المدينة النبوية صلى الله وسلم على ساكنها عند المدينة يسمى القناة، ومن أعلى منها عند السًّدّ الشّظاة، ثم ما كان أسفل ذلك يسمى إضمًا”، وعبارة الفيروز آبادي في المغانم المطابة (ص.18) عن إضم مقتضبة مبهمة عَلَّق عليها السمهودي وعَلَّق على التعليقين حمد الجاسر في تحقيق المغانم وذكر أن الفيروز آبادي ذكر وصف إضم صوابًا في القاموس ولهذا أدرجناه.

 

وقال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.110): “إضم يعرف اليوم بوادي الحمض يأخذ كل مياه الجلس من مهد الذهب جنوبًا إلى حفيرة الأيدا شمالًا، وهي مسافة تقرب من أربعمائة كيل، أي أنه إقليم كبير، ومن أهم روافده: وادي النقيع وودي الشعبة والعقيق الشرقي ووادي نخل وأودية خيبر الجزل ووادي القرى وملل والعيص وألتمة وعشرات الأودية الأخرى وهو وادي المدينة…”.

 

وعلى الأوصاف المذكورة فهذه إحداثيّات تقريبية لبطن إِضَم:

المَعْلَم بطن إضم
خط طول 39.173920 درجة شرقًا
خط عرض 24.841663 درجة شمالًا

 

 

ذو خُشُب

قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.499): “ذو خشب: بضم أوله وثانيه وبالباء المعجمة بواحدة: موضع يتصل بالكُلاب قد ذكرته في رسم الرُّباب وهو على مرحلة من المدينة على طريق الشام…”.

 

وقال الفيروز آبادي في المغانم (ص.129): “خُشُب: بضمتين، وآخره باء موحدة: وادٍ على ليلة من المدينة له ذكر في الحديث والمغازي”، وفي تعليقات حمد الجاسر؛ ذو خُشُب: كما يفهم من كلام المتقدمين، أسفل مجتمع أودية المدينة قال السمهودي (وفاء الوفا: 2 / 19) ما خلاصته: سيول العالية تجتمع مع العقيق بزغابة، أعلى وادي إضم، وتسمى زغابة مجتمع السيول، ثم تنحدر في أدنى الغابة، ثم تلتقي بوادي نقمى ووادي نعمان، ثم يلقاها وادي ملك بذي خشب، وظلم والجنينة، وكان في ذي خشب قصر لمروان بن الحكم ومنازل لغيره، وبه نزل بنو أمية لما أخرجوا من المدينة قبل وقعة الحرة. وقد أطلق على هذا الوادي -في القرن العاشر والحادي عشر-اسم وادي القرى غلطًا كما يفهم من رحلتي القطبي المكي، والخياري المدني، وقد أصبح اسم خشب يطلق على سلسلة من الجبال المحيطة بذلك الوادي، تدعى (أبو خشب) ويشاهدها المسافر بعد أن يدع جبل أحد على يمينه رأي العين.

 

وعند عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.549): “تردد ذكر خُشُب في كثير من رحلات الحجاج، وأجمع الكل أنها على مرحلة من المدينة في طريق الشام، وطريق الشام كان يأخذ على وادي الحمض مسافة 70 كيلًا تقريبًا ثم يفترق إلى طريقين أحدهما يأخذ يمينًا على ألتمة فاللحن فإلى خيبر، والآخر يأخذ شمالًا على العلا إلى تبوك. وتوجد اليوم أنقاض خُشُب -فيما أعتقده- على 35 كيلًا من المدينة على ضفة وادي الحمض الشرقية، توجد بوابة عالية من الأجور الأحمر على أنقاض قلعة هناك، وقريب منها أنقاض قلعة حجرية متراكمة، وأخرى غير بعيدة…”، قلتُ: وادي الحمض هو الاسم المعاصر لوادي المدينة وهو موجود بخرائط هيئة المساحة السعودية.

 

وفي صحيفة المدينة مُلحق الجمعة (الرسالة) بتاريخ 20/6/2014 على موقعها الإلكتروني في مقال بعنوان “وادي ذي خشب…أحد روافد وادي إضم” أشار الكاتب تنيضب الفايدي إلى موضع وادي ذي خُشُب وأنه وقف عليه شمال المدينة على 40 كم، بين المُليليح ومندسة المدينة، وهو موافق لما ذكره الأقدمون أنه على ليلة أو مرحلة من المدينة (والمرحلة تساوي تقريبًا44.5 كم-انظر المكاييل والموازين الشرعيّة أ.د علي جمعة-).

 

وعلى الوصف المذكور فهذه إحداثيات تقريبية لوادي ذي خُشُب:

 

المَعْلَم ذو خُشُب
خط طول 39.292741 درجة شرقًا
خط عرض 24.677721 درجة شمالًا

 

ذو المروة

 قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1563): “ذو المروة: قرية بوادي القُرى، قيل بين خُشُب ووادي القُرى…بينها وبين المدينة ثمانية بُرُد…والمروة: صخرة بيضاء على شكل أكمة في الضفة الشرقية لوادي الجزل قرب التقائه بوادي الحمض قبل الالتقاء بعشرة أكيال،… وهي ذو المروة المتقدم”، وهذه إحداثيّات تقريبية لها:

 

المَعْلَم ذو المروة
خط طول 38.406526 درجة شرقًا
خط عرض 25.624483 درجة شمالًا

 


مخيط

وهو مذكور تفصيلًا في غزوة بني لحيان مع ذو خُشُب، وهذا إحداثيَّات تقريبية له:

المَعْلَم شمال مخيط
خط طول 39.447516 درجة شرقًا
خط عرض 24.547977 درجة شمالًا

 

2- التاريخ

عند ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج.2، ص.124): “سريَّة أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى بطن إضم في أوّل شهر رمضان سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم…”.

 

وعلى ما ذكره ابن سعد فيكون يوم خروج هذه السريَّة من المدينة المنوَّرة على الأصح يوم 8 رمضان 8 هـ، باعتبار أشهُر صحيحة من تاريخ الهجرة، حيث وقعت في 8 ربيع الأول 1 هـ، وهو متوافق مع كون المسافة إلى بطن إضم “ثلاثة بُرُد” -يعني يوم ونصف أو حوالي 66 كم تقريبًا-، وهي مسيرة 3 أيام ذهابًا وإيابًا بغير يوم إقامة فيرجع ليجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد خرج من المدينة منذ يومين -فقد خرج في 10 رمضان 8 هـ- لفتح مكة ويوافيه بالسقيا، وقد وافق يوم 8 رمضان 8 هـ بحسب برمجيَّة آستروكال يوم السبت 30 ديسمبر 629 م، وعليه فتكون العودة للمدينة يوم الثلاثاء الموافق 11 رمضان 8 هـ، فيكون وصل المدينة فيجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج لفتح مكة قبل وصولهم بيوم في يوم الاثنين 10 رمضان 8 هـ، فيخرجوا من المدينة ليوافوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند السُّقيا، وقد وصلها صلى الله عليه وآله وسلم -كما في مزامنة فتح مكَّة في طريق الذهاب- صبيحة الجمعة 14 رمضان 8 هـ الموافق 5 يناير 630 م، ويكون أبو قتادة ومن معه جدَّوا في المسير بعد العودة فساروا أربع مراحل بين المدينة المنوَّرة والسُّقيا في ثلاثة أيَّام فقط ليلحقوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ تأخر خروجهم عنه يومًا، ويجوز سيرهم في طريق “ركوبة” لاختصار الوقت وهو الطريق الذي سلكه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الهجرة الشريفة، فيصلوا منه للعرج ثم يكملوا على الطريق المعتادة وقد يوفر ذلك نصف مرحلة، لكن رواية الواقدي أنَّهم “أخذوا على بين -أو يين- حتى لحقوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالسقيا”، و”يين” وهي نفسها “مريين” أو “طريق مريين” للهابط من وادي ملل متجهًا إلى السَّيَالة غربًا (انظر طريق الجادة العظمى)، والمقصود أنهم أخذوا طريق الحجاز الغربي المعتاد “الجادة العظمى” لا طريق ركوبة أو النَّجديّة أو الفُرُع، وقد أخذنا مزامنته من طريق الجادة كما سيأتي في جدول المزامنة، وقد ذكر الواقدي أنّهم حين عودتهم انتهوا إلى “ذي خُشُب” فجاءهم الخبر بخروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأكملوا من هناك على طريق “مريين”، وهذا مُلَخَّص التواريخ:

 

السبت 8 رمضان 8 هـ بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا قتادة بن ربعي قائدًا على سريّة إلى بطن إضم للتمويه على فتح مكّة.
الأحد 9 رمضان 8 هـ وصول أبا قتادة ومن معه من السرية التي أرسلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بطن إضم شمال المدينة المنورة.
الثلاثاء 11 رمضان 8 هـ أبو قتادة ومن معه يصلوا للمدينة عائدين من بطن إضم فيجدوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد خرج لفتح مكة قبل وصولهم بيوم فيخرجوا ليوافوه صلى الله عليه وآله وسلم.
الجمعة 14 رمضان 8 هـ أبو قتادة ومن معه يوافوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالسُّقيا وقد خرج من المدينة إلى فتح مكة المكرمة.

 

3- مزامنة الطريق

طريق الذهاب (المدينة المنورة بطن إِضّم) (التحضير لفتح مكّة)
اليوم الأول

(السبت)

8 رمضان 8 هـ

30 ديسمبر 629 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة مخيط 20 4
مخيط ذو خُشُب 24 4.8
  44 8.8
اليوم الثاني

(الأحد)

9 رمضان 8 هـ

31 ديسمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو خُشُب بطن إِضَم 22.3 4.5
  22.3 4.5

 

طريق العودة (بطن إضَم المدينة المنورة السُّقيا) (التحضير لفتح مكّة)
اليوم الأول

(الثلاثاء)

11 رمضان 8 هـ

2 يناير 630 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن إِضَم ذو خُشُب 22.3 4.5
ذو خُشُب شمال مخيط 24 4.8
  46.3 9.3
اليوم الثاني

(الأربعاء)

12 رمضان 8 هـ

3 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
شمال مخيط الصُّلصُل 18 4.5
الصلصل ذات الجيش 7.5 1.5
ذات الجيش السيالة 26 5.2
  51.5 10.3
اليوم الثالث

(الخميس)

13 رمضان 8 هـ

4 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
السيالة الروحاء 27 5.4
الروحاء الرويثة 24.2 4.8
الرويثة العرج 18.5 3.7
  69.7 6.9
اليوم الرابع

(الجمعة)

14 رمضان 8 هـ

5 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العرج لحي جمل 20.5 4.1
لحي جمل القاحة 18 3.6
القاحة السقيا 16 3.2
  54.5 10.9

 

ملحق يوميّات فتح مكَّة شرفها الله تعالى

1- الجغرافيا

 الصُّلْصُل

 قال الواقدي في فتح مكَّة (ص.801): “وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الأربعاء لعشر خلون من رمضان بعد العصر، فما حَلَّ عُقْدَة حتى انتهى إلى الصُّلصُل…”

وقال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.839): “صُلْصُل: بضم أوله، على لفظ الواحد من صلاصل: جبل عند ذي الحُليفة. وفي الحديث أن هيتا وماتعًا -اثنان من المخنَّثين في المدينة- لما قالا لعبد الله بن أميّة: إن فتح الله عليكم الطائف، فعليك ببادية بنت غيلان، فإنها تقبل بأربع، وتدبر بثمان؛ إذا تكلمت تغنت، وإذا مشت تثنَّت، وإذا قعدت تبنَّت، فرأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه لا يصف هذه الصفة إلا من كان من ذوي الإربة، فنفاهما إلى صُلصُل. هكذا رواه المحدِّثون والصواب ضُلْضُل بضادين معجمين، على ما يأتي في رسمه”.

وعند الفيروز آبادي في المغانم المطابة (ص.221): “صُلصُل: بالضم والتكرير: موضع بنواحي المدينة على سبعة أميال، فيها نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم خرج من المدينة إلى مكة عام الفتح”، وفي تعليقات حمد الجاسر على المغانم نقلًا عن السمهودي: “صلصل: جبل معروف اليوم في أثناء البيداء، على يمين المتوجه إلى مكة، شرقي عظم إلى القبلة”.

وعلى الوصف المذكور فهذه إحداثيَّات تقريبية لصُلصُل:

المَعْلَم صُلْصُل
خط طول 39.510292 درجة شرقًا
خط عرض 24.400994 درجة شمالًا

 

ذو طَوَى أو ذو طُوَى

قال البكري في معجم ما ستعجم (ص.896): “ذُو طَوى، بفتح أوّله، مقصور منوّن، على وزن فَعَل: واد بمكة. قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما انتهى إلى ذي طَوَى عام الفتح، وقف على راحلته معتجرًا بشقة برد حبرة حمراء، وإنه ليضع رأسه تواضعًا لله، حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إن عُثنونَه ليكاد يمس واسطة الرحل.”

وقال ياقوت في معجم البلدان (ج4، ص.45): “طوى: بالفتح والقصر؛ والطوى: الجوع؛ قال صاحب المطالع: طوى بفتح الطاء و الأصيلي بكسرها وقيدها كذلك بخطه، ومنهم من يضمها، والفتح أشهر: وادٍ بمكة…، وعند المستملي ذو الطواء، ممدود، وقال الأصمعي: هو مقصور والذي في طريق الطائف ممدود فأما الذي في القرآن فيُضَمّ ويُكسر لغتان وهو مقصور لا غير.”

وقال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1069): “قال الأزرقي: بطن ذي طوى ما بين مهبط ثنية المقبرة التي بالمعلاة إلى الثنية القصوى التي يقا لها الخضراء تهبط إلى قبور المهاجرين دون فخ. قُلت-عاتق البلادي-: ذو طوى، هو الذي يجزعه الطريق بين ثنية كداء (الحجون اليوم) وبين الثنية الخضراء (ريع الكحل اليوم)، رأسه ريع اللصوص يخرج إلى صدر فَخّ، وسيله بمسفلة مكة قرب قوز المكاسة، وهو اليوم في وسط عمران مكة، ومن أحيائه العتيبية، وجرول، والطنضباوي ويعتبر أحد أودية مكة الثلاثة المعمورة، وهي المكان الذي بات فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة حجة الوداع. وهذه البئر يشرف عليها من مطلع الشمس جبل قُعَيقعان، وجهته هذه تسمى اليوم جبل السودان.”

وعلى الأوصاف المذكورة فهذه إحداثيَّات بئر ذي طوى بمكة ومازال معروفًا للآن بالوادي المذكور:

المَعْلَم ذو طوى
خط طول 39.816639 درجة شرقًا
خط عرض 21.431534 درجة شمالًا

أذَاخِر

قال البكري في معجم ما استعجم (ص.128): “أذاخر: ثنيّة بين مكة والمدينة، بالخاء المعجمة والراء المهملة، على وزن أفاعِل، كأنه جمع أذخر. وروى الحربي وأبو داوود، من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: هبطنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من ثنية أذاخر، فحضرت الصلاة، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جدار، فاتخذه قبلة ونحن خلفه، فجاءت بهمة لتمر بين يديه، فما زال يدارئها حتى لصق بطنه بالجدار، فمرت من ورائه.”، ولم يحدد موضعها.

وقال ياقوت في معجم البلدان (ج1، ص.127): “أذاخر: بالفتح والخاء المعجمة المكسورة، كأنه جمع الجمع؛ يقال ذخر وأذخر وأذاخر، نحو أرهط وأراهط…”، ولم يحدد موضعها.

قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.81): “في الأصل هو الجبل المتصل بالحجون من الشمال الشرقي والذي يشرف على وادي فخ من الجنوب، وقد اقتصر الاسم اليوم على تلك الثنية التي تصل بين رأس وادي فخ والأبطح بمكة وتسمى (ريع ذاخر) وهي الثنية التي دخل منها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة يوم الفتح ومنها ترى شعب جليل في الشمال الشرقي يصب في رأس فخ من حراء”.

وقد علَّق البلادي على كلام البكري وياقوت الذي ذكرناه فقال: “وليس في كل ما تقدم ما يدل على أن أذاخر ثنية بين مكة والمدينة كما روى البكري رحمه الله، والصحيح ما قدمناه. وقال الأزرقي: ثنية أذاخر: الثنية التي تشرف على حائط خرمان… وحائط خرمان يعرف اليوم بالحرمانية بصدر مكة صار موقف سيارات الكراء.”

وعلى وصف عاتق البلادي وعلى أن الثنيَّة عند ما يعرف اليوم بريع ذاخر، فهذه إحداثيَّات تقريبية لها:

المَعْلَم ثَنيَة أذَاخِر
خط طول 39.825393 درجة شرقًا
خط عرض 21.461273 درجة شمالًا

كَدَاء وكُدًى وكُدَيّ

 قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.1117): “كَدَاء: بفتح أوّله، ممدود لا يُصرَف لأنه مؤنث: جبل بمكة مذكور في رسم ضرية. وكداء هذا الجبل: هو عرفة بعينها، وهي كلها موقف إلا عُرَنَة وليست عُرَنَة من الحَرَم، وبينها وبين الحَرَم رمية بحجر..وكُدَيّ: جبل قريب من كَدَاء…وروى البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر خالد بن الوليد يوم الفتح أن يدخل من أعلى مكة من كَدَاء، ودخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كُدى، وفي موضع آخر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدخل مكة من كَدَاء، ويخرج من أسفلها من كُدًى، بضم أوله وتنوين ثانيه، مقصور، على لفز جمع كُدْيَة. قال علي بن أحمد: وكُدًى: بأسفل مكة بقرب شعب الشافعيين وشعب ابن الزبير عند قعيقعان…وأما كُدَيّ مصغّر، فإنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن، وليس من هذين الطريقين في شيء”.

وذكر عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز جميع الروايات حول كُدىً وكَدَاء وكُديّ وعلَّق عليها واستخلص نتيجة مناسبة، قال (ص.1430): “قال المؤلف: كثر الاختلاف في الرواية السابقة، وخلاصة القول الصواب إن شاء الله هو: كَدَاء بالفتح والمد، الثنية التي تهبط على البطحاء من الشمال الغربي فوق المسجد الحرام مما يلي الشمال الشرقي، وفيها مقبرة أهل مكة، وهي اليوم على جانبي الطريق تسمى مقبرة المعلَّاة، وتعرف هذه الثنية اليوم بريع الحجون، تفضي مما يلي المدينة إلى صدر ذي طوى في المكان المعروف اليوم بحي العتيبية، وهي بين جبل قعيقعان وجبل أذاخر في آخر امتداده الغربي وربما سمي هناك جبل الحجون. وكُدَىً بالضم والتنوين: ثنية بمكة يخرج منها الطريق من الحرم إلى جرول، تفصل بين نهاية قعيقعان في الجنوب الغربي وجبل الكعبة، جعل فيها زمن الأشراف مركز لرسم البضائع الآتية من جدة فسميت (ريع الرَّسّام) والعامة تقول: الرَّسّان. خطأ ولا تعرف اليوم إلا بريع الرسام، وكُدَيَّ: بالضم وتشديد الياء المثناة تحت ثنية لا زالت معروفة بهذا الاسم يخرج فيها الطريق من مسفلة مكة إلى غار ثور، والخارج منها يدع جبل المثيب يمينه ثم يهبط على بطحاء قريش، فيذهب منها طريق بين ثور وسدير يأخذ المفجر الغربي فإلى الحسينية أو إلى اليمن أو منى أو عرفة، وطريق آخر يجعل ثورًا على يساره، وجبل السرد على يمينه فيذهب إلى اليمن، وليس هو درب اليمن القديم، فدرب اليمن يخرج من المسفلة جاعلًا كُدَيًّا على يسراه.”

وعلى الأوصاف المذكورة فهذه الإحداثيّات التقريبية للثلاثة:

المَعْلَم كَدَاء
خط طول 39.820344 درجة شرقًا
خط عرض 21.444807 درجة شمالًا
المَعْلَم كُدَىً
خط طول 39.818940 درجة شرقًا
خط عرض 21.427577 درجة شمالًا
المَعْلَم كُدَيّ
خط طول 39.843059 درجة شرقًا
خط عرض 21.408497 درجة شمالًا

اللِّيْط

 قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص. 1167): “الليط: بكسر أوله، بعده ياء، وطاء مهملة: موضع بأسفل مكة مذكور في رسم أذاخر…”، قُلت: واقتصر البكري على المذكور ولم يبين موضعه ولا حتى في رسم أذاخِر!

ولم أجد عند ياقوت الحموي ما يفيد أيضًا في رسم اللِّيْط عنده، فقد أعاد ذكر رواية ابن إسحاق ولم يعيّن موضعها هو الآخر!

وعند عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1480)، ساق كلام الأزرقي في أخبار مكة فقال: “هي ثنية ضرب فيها وفلق الجبل فصار فلقًا يسلك إلى الممادر (الحفائر اليوم) وكان الذي ضرب فيها وسهلها يحي بن خالد بن برمك يختصر منها إلى عين أجراها في المغش، والليط من فخ. وذكر الليط في مواضع كثير، ويؤخذ من أقواله إن اللِّيط هو أسفل وادي ذي طوى، ومنه اليوم: جرول والتنضباوي والحفائر، حتى يجتمع بسيل وادي إبراهيم ثم يسمى المغش إلى عرنة”.

وعلى وصف الأزرقي وتعليق عاتق عليه فإنّ اللِّيط تقع قريبًا جدًا من ذي طوى، وهذه إحداثيات تقريبية لها:

المَعْلَم اللِّيط
خط طول 39.818168 درجة شرقًا
خط عرض 21.427774 درجة شمالًا

نِيقُ العُقَاب

 قال الفيروز آبادي في المغانم المطابة (ص.419): “نِيقُ العُقاب: بالكسر وضم العين: موضع بين مكة والمدينة قرب الجحفة لقي به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الله بن أمية بن المغيرة مهاجرين، وهو يريد مكة عام الفتح”.

وقال عاتق البلادي في معجم معالم السيرة النبويّة :”نيق العُقاب: لا يُعرف اليوم هذا الموضع…”

وعند ياقوت في  معجم البلدان (ج5، ص.333): “موضع بين مكة والمدينة قرب الجحفة، لقي به أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة مهاجر بن أبي أمية وهو يريد مكة عام الفتح”.

ولتعذُّر معرفة موضع نيق العُقاب الآن من المراجع الجغرافيّة، استعنّا بالله تعالى في تفسير معنى الاسم لغويًا ثم مُقاربة ذلك على الخارطة حول الجُحفة لتحديد أقرب موضع للجحفة يحتمل تلك المعاني اللغوية، وكان الوقوف على الآتي:

في لسان العَرَب: “النِّيق: أرفع موضع في الجبل، والنِّيق حرف من حروف الجبل، وقيل: النِّيق الطويل من الجبال”.

وفي القاموس المحيط: “النيق بالكسر: أرفع موضع في الجبل”.

والعُقاب هو الطائر الجارح المعروف.

وبالبحث حول موضع الجُحفة المُحدَّد سالفًا في معالم طريق الجادَّة العظمى، وبفحص الخريطة حوله عن أقرب موضع تنطبق عليه تلك الأوصاف، فيكون جبلًا طويلًا، أو رفيعًا أو كليهما، فإذ بالجحفة من حولها السهل من كل جانب وبعض الجبال البعيدة، إلا موضع واحد مُلفت للأنظار وكأنّ الأوصاف اللغوية تنطبق عليه انطباقًا تامًا على الطريق العامَّة قبل الجُحفة بحوالي ميلين تقريبًا وهو جُزء رفيع جدًا وطويل من جبل الحَرَّة السوداء على يسار الطريق للمتَّجه إلى الجُحفة ينعطف المارّ منه جنوبًا إلى الجُحفة، يُشبه مِخْلَب العُقاب! فالله أعلم بالصواب، وهذه إحداثيّات تقريبية لهذا الموضع وصورة جويّة له من غوغل إرث.

المَعْلَم نيق العُقاب
خط طول 39.145323 درجة شرقًا
خط عرض 22.738509 درجة شمالًا

2- التاريخ

عند الواقدي كما تقدم: “ وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الأربعاء لعشر خلون من رمضان بعد العصر”، فالخروج إليها عنده يوم العاشر من رمضان.

وقال ابن هشام عن ابن إسحاق في السيرة (ص.597): “ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لسفره، واستخلف على المدينة أبا رُهم، كلثوم بن حصين بن عتبة بن خلف الغفاري، وخرج لعشر مضين من رمضان، فصام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وصام الناس معه، حتى إذا كان بالكديد، بين عسفان وأمج، أفطر”.

قال بن سعد في الطبقات (ج.2، ص.128): “وفتحها يوم الجمعة لعشر بقين من شهر رمضان، وأقام بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمس عشرة ليلة يصلي ركعتين ثم خرج إلى حُنين واستعمل على مكّة عتّاب بن أسيد يصلي بالناس ومعاذ بن جبل يعلمهم السنن والفقه…عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في عشر مضين من رمضان عام الفتح من المدينة فصام حتى إذا كان بالكديد أفطر”.

فهذا اتفاق بين المصادر على كون الخروج للفتح قد وافق يوم 10 رمضان 8 هـ، وأنّ الفتح وقع يوم 20 رمضان 8 هـ، وبمراجعة هذين التاريخين على برمجيّة آستروكال يتبين أن 10 رمضان 8 هـ قد وافق يوم الاثنين 1 يناير 630 م، ,وعليه يكون 20 رمضان 8 هـ موافقًا ليوم الخميس 11 يناير 630 م، وقد تحدد انتهاء الفتح بعُمرة الجعرانة وتاريخ ذلك في مُلحق حصار الطائف (الملحق رقم 10)، وحيث كانت العودة للمدينة من اليوم التالي لعُمرة الجعرانّة وهو يوم السبت 19 ذو القعدة 8 هـ، فيكون الوصول للمدينة المُنوَّرة قد وافق الاثنين 28 ذو القعدة 8 هـ، وهذا مُلَخَّص بهذه التواريخ:

الخروج من المدينة لفتح مكة الاثنين 10 رمضان 8 هـ
الوصول لمكّة وفتحها الخميس 20 رمضان 8 هـ
الخروج من الجعرَّانة السبت 19 ذو القعدة 8 هـ
الوصول للمدينة الاثنين 28 ذو القعدة 8 هـ

3- مُزامنة الطريق

طريق الذهاب (المدينة مكة)
اليوم الأول

(الاثنين)

10 رمضان 8 هـ

1 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة ذو الحليفة 10 2
ذو الحليفة الصلصل 3.5 0.7
13.5 2.7
اليوم الثاني

(الثلاثاء)

11 رمضان 8 هـ

2 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصلصل ملل 23 4.6
ملل السيالة 11 2.2
34 6.8
اليوم الثالث

(الأربعاء)

12 رمضان 8 هـ

3 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
السيالة فج الروحاء 11.5 2.3
فج الروحاء عرق الظبية 12 2.4
عرق الظبية الروحاء 4.5 0.9
الروحاء المنصرف 7.5 1.5
35.5 7.1
اليوم الرابع

(الخميس)

13 رمضان 8 هـ

4 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المنصرف الرويثة 16.5 3.3
الرويثة الأثاية 15 3
الأثاية العرج 4 0.8
العرج الطلوب 10 2
45.5 9.1
اليوم الخامس

(الجمعة)

14 رمضان 8 هـ

5 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الطلوب القاحة 10 2
القاحة السقيا 26 5.2
36 7.2
اليوم السادس

(السبت)

15 رمضان 8 هـ

6 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
السقيا البستان 16.5 3.3
البستان الأبواء 23.5 4.7
الأبواء تلعات اليمن 4 0.8
44 8.8
اليوم السابع

(الأحد)

16 رمضان 8 هـ

7 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
تلعات اليمن هرشى 10 2
هرشى نيق العقاب 31 6.2
نيق العقاب الجحفة 4 0.8
45 9
اليوم الثامن

(الاثنين)

17 رمضان 8 هـ

8 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجحفة وادي كُلَيَّة 25 5
وادي كُلَيَّة المُشَلَّل 14 2.8
المُشَلَّل قُدَيْد 5 1
44 8.8
اليوم التاسع

(الثلاثاء)

18 رمضان 8 هـ

9 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قُدَيْد ثنيَّة لَفَت 12 2.4
ثنيَّة لَفَت أَمَجْ 9 1.8
أَمَجْ الكَدِيْد 12 2.4
الكَدِيْد عسفان 13 2.6
46 9.2
اليوم العاشر

(الأربعاء)

19 رمضان 8 هـ

10 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
عسفان كُراع الغميم 24 4.8
كُراع الغميم ضجنان 11 2.2
ضجنان مر الظهران 15 3
50 10
اليوم الحادي عشر

(الخميس)

20 رمضان 8 هـ

11 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مر الظهران سرف 10 2
سرف ثنية أذاخر 15 3
ثنية أذاخر كَدَاء 2 0.4
كَدَاء ذو طوى 2 0.4
29 5.8

 

طريق العودة (الجعرانة المدينة المنورة)
اليوم الأول

(السبت)

19 ذو القعدة 8 هـ

10 مارس 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجعرانة سرف 21 4.2
سرف مر الظهران 15 5
36 9.2
اليوم الثاني

(الأحد)

20 ذو القعدة 8 هـ

11 مارس 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مر الظهران كراع الغميم 27 5.5
كراع الغميم عسفان 23 4.6
50 10.1
اليوم الثالث

(الاثنين)

21 ذو القعدة 8 هـ

12 مارس 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
عسفان أمج 23.5 4.7
أمج قديد 22.5 4.5
46 9.2
اليوم الرابع

(الثلاثاء)

22 ذو القعدة 8 هـ

13 مارس 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قديد كلية 23 4.6
كلية الجحفة 25 5
48 9.6
اليوم الخامس

(الأربعاء)

23 ذو القعدة 8 هـ

14 مارس 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجحفة وادي المخمص 25 5
وادي المخمص الأبواء 24 4.8
49 9.8
اليوم السادس

(الخميس)

24 ذو القعدة 8 هـ

15 مارس 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الأبواء البستان 24.5 4.9
البستان السقيا 17 3.2
41.5 8.1
اليوم السابع

(الجمعة)

25 ذو القعدة 8 هـ

16 مارس 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
السقيا القاحة 25 5
القاحة لحي جمل 8 3.6
لحي جمل العرج 20.5 4.1
53.5 10.6
اليوم الثامن

(السبت)

26 ذو القعدة 8 هـ

17 مارس 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العرج الرويثة 18.5 3.7
الرويثة الروحاء 24.2 4.8
39 7.8
اليوم التاسع

(الأحد)

27 ذو القعدة 8 هـ

18 مارس 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الروحاء السيالة 27 5.4
السيالة ذات الجيش 26 5.2
51.2 10.2
اليوم العاشر

(الاثنين)

28 ذو القعدة 8 هـ

19 مارس 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذات الجيش ذو الحليفة 12 4.2
ذو الحليفة المدينة 9 1.8
21 6

4- المراجع

بركة أوطاس (البريكة)، المشرف برق المدى، موقع مكشات، رابط: http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?489830-%C8%D1%DF%C9-%C3%E6%D8%C7%D3-(-%C7%E1%C8%D1%ED%DF%E5-)-%E3%E4-%C8%D1%DF-%D2%C8%ED%CF%E5-%E3%E1%CA%DE%EC-%C7%E1%CD%C7%CC-%C7%E1%C8%D5%D1%ED-%E3%DA-%C7%E1%CD%C7%CC-%C7%E1%DF%E6%DD%ED/page5

آثار بركة مكة الرقة (الغمير)، المُشْرِف برق المدى، موقع مكشات، رابط:

http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?200216-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AF%D8%B1%D8%A8-%D8%B2%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A2%D8%AB%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%85%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%91%D9%82%D9%87-(-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%8F%D9%85%D9%8E%D9%8A%D8%B1-)-%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D9%82%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D8%B9%D8%B4%D9%8A%D8%B1%D8%A9

ملحق يوميات سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة

سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ثم إرسال علي بن أبي طالب لإصلاح ما فعل خالد

 1- الجغرافيا

 الغُميصاء

عند ياقوت الحموي في معجم البلدان (ج.4، ص.214): “الغُمَيْصَاء: تصغير الغمصاء تأنيث الأغمص، وهو ما يخرج من العين، والغُميصاء من النجوم، تقول العرب في أحاديثها: إن الشِّعْرَى العَبور قطعت المجرّة فسميت عبورًا وبكت الأخرى على أثرها حتى غَمِصَت فسُمّيت الغميصاء؛ والغميصاء: موضع في بادية العرب قرب مكة كان يسكنه بنو جذيمة الذين أوقع بهم خالد بن الوليد، رضي الله عنه، عام الفتح”.

 

وعند ابن سيد الناس (ج.2، ص.246): “سريّة خالد إلى بني جذيمة من كنانة، وكانوا بأسفل مكّة على ليلة بناحية يلملم في شوّال سنة ثمان، وسمي يومها بيوم الغُميصاء، وهي عند ابن إسحاق قبل سريته لهدم العُزَّى”.

 

وفي لسان العرب: “الغُمَيْصَاء: اسم لموضع، وهو الموضع الذي أوقع فيه خالد ببني جذيمة ناحية يلملم، وقيل الغُمَيْصَاء موضع بناحية البحر”.

وعلى المذكور فإن موضع بني جذيمة هو عند “الغُميصاء” هذه وهي بئر أو ماء لهم كما ذُكِر، وهي جنوب مكَّة على ليلة -حوالي 45 كم تقريبًا-، وهي ناحية يلملم -وموضع يلملم ما زال معروفًا للآن وهو ميقات إحرام أهل اليمن في أقصى جنوب مكّة ناحية البحر الأحمر بينه وبين مكة حوالي 89 كم تقريبًا-، والغُميصاء أيضًا كما ذُكر في لسان العرب: “موضع ناحية البحر”، وقد درج الأقدمون على ذكر “ناحية كذا” بمعنى “على طريقه أو في اتّجاهه”، فالغُميصاء هكذا على مسافة ليلة، في طريق يلملم، وعليه فهذا استنتاج لنقطة تقريبيَّة تفي بالمذكور، والله أعلم:

 

المَعْلَم الغُميصاء
خط طول 39.740398 درجة شرقًا
خط عرض 21.017086 درجة شمالًا

 

2- التاريخ

 ذكر الواقدي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى بني جذيمة داعيًا بعد أن رجع من هدم العُزّى، فوافاهم بأسفل مكة عند موضع يُسمّى الغُميصاء على ليلة من مكة -مذكور في الجغرافيا في هذا الملحق-، وكان معه ثلاثمائة وخمسين رجلًا، ورواية الواقدي أن تلك السريّة بعد سريّة هدم العُزّى وابن إسحاق على عكسه -كما قال ابن سيد النّاس-، والظاهر أن كلام الواقدي أوفق لترتيب سياق الحكايات، لكن لترتيب ابن إسحاق وجاهة في كون هدم العُزّى أقرب للخروج لغزوة حُنين إذ هي في طريقها، لعلّه يشير بذلك إلى هدم خالد لها وموافاته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بحنين، والراجح ترتيب الواقدي حيث كانت هوازن ما تزال وقتها عند “أوطاس” ولم تخرج في وادي حُنين، ولم يسلك خالد طريق حنين قطعًا ذاهبًا لهدم العُزّى بنخلة اليمانيَّة هكذا حتى لا يتعرَّضوا له، وإنما سلك مرّ الظهران غربًا ثم شمالًا وهو الطريق الأطول بحوالي 22 كم تقريبًا، وعلى أي حال لا ضرر من تقديم أو تأخير إذ لم نتأكد من التاريخ قطعًا، وإنما ما ذكرنا محض اجتهاد، والله أعلم.

 

وعليه يكون خروج خالد في اليوم التالي لعودته، وهو يوم الاثنين1 شوال 8 هـ، وهو يوم عيد الفطر، والأوفق للترتيب أنّ خروجه لبني جذيمة كان في اليوم التالي: الثلاثاء 2 شوال 8 هـ، فوصل عندهم يوم الأربعاء 3 شوال 8 هـ، ثم بات ليلته وأصبح راجعًا، فخرج من عندهم يوم 4 شوال 8 هـ، ووصل مكّة يوم 5 شوال 8 هـ، فبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليًا رضي الله عنه يوم 6 شوال 8 هـ، فوصل يوم 7 شوال 8 هـ، فأقام يومًا وخرج يوم 8 شوال 8 هـ، فوصل مَكَّة يوم 9 شوال 8 هـ ليخرج يومها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم لغزو هوازن بحنين.

 

غير أن الواقدي في مغازيه اعتبر خروجه صلى الله عليه وآله وسلم لغزوة حُنين حسب رواية الزُهريّ فقال (ص.594): “ قالوا: وكان فتح مكة يوم الجمعة لعشر بقين من رمضان، فأقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة خمس عشرة يصلي ركعتين، ثم غدا يوم السبت لست ليالٍ خلون من شوال…”، فيكون خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحسب الواقدي عن الزهري وإقامته صلى الله عليه وآله وسلم بمكة 15 يومًا: السبت 6 شوال 8 هـ، وقد روى البخاري غير ذلك عن ابن عبّاس في إقامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمكة المكرمة في الفتح، قال: “أقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمكة تسعة عشر يومًا يصلي ركعتين…الحديث”، وهو المشهور وقد وافق الحساب رواية البُخاري، بخلاف كلام الواقدي والحمد لله رب العالمين.

 

الاثنين 2 شوال 8 هـ

 

أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه في ثلاثمائة وخمسون راكبًا إلى بني جذيمة بالغميصاء ووصول خالد إليهم آخر النهار.
الثلاثاء 3 شوال 8 هـ خالد رضي الله عنه ومن معه عند بني جذيمة وقد قتل خالد منهم من قتل.
الأربعاء 4 شوال 8 هـ خروج خالد رضي الله عنه عائدًا لمكة من عند بني جذيمة، ووصوله مكة آخر النهار.
الخميس 5 شوال 8 هـ خالد رضي الله عنه ومن معه بمكة، تبرؤ النبي صلى الله عليه وآله وسلم من فعل خالد وإرساله عليًا رضي الله عنه لإصلاح ما كان.
الجمعة 6 شوال 8 هـ علي رضي الله عنه يصل إلى بني جذيمة ويودي قتلاهم ويقيم بينهم حتى يطمئن إلى أنهم قد استوفوا حقوقهم
السبت 7 شوال 8 هـ خروج علي رضي الله عنه عائدًا لمكة ويصلها آخر النهار.
الأحد 8 شوال 8 هـ إخبار علي رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما تم مع بني جذيمة.

 

3- مزامنة الطريق

طريق الذهاب (مكَّة المُكَرَّمة الغُمَيْصاء) (خالد رضي الله عنه)
اليوم الأول

(الاثنين)

2 شوال 8 هـ

22 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مكة المُكَرَّمة الغُمَيْصَاء 47.6 9.5
  47.6 9.5

 

طريق العودة (الغُمَيْصاء مكَّة المُكَرَّمة) (خالد رضي الله عنه)
اليوم الأول

(الأربعاء)

4 شوال 8 هـ

24 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الغُمَيْصَاء مكة المُكَرَّمة 47.6 9.5
  47.6 9.5

 

طريق الذهاب (مكَّة المُكَرَّمة الغُمَيْصاء) (علي رضي الله عنه)
اليوم الأول

(الخميس)

5 شوال 8 هـ

25 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مكة المُكَرَّمة الغُمَيْصَاء 47.6 9.5
  47.6 9.5

 

طريق العودة (الغُمَيْصاء مكَّة المُكَرَّمة) (علي رضي الله عنه)
اليوم الأول

(السبت)

7 شوال 8 هـ

27 يناير 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الغُمَيْصَاء مكة المُكَرَّمة 47.6 9.5
  47.6 9.5