مُلحق يوميّات سرية زيد بن حارثة إلى بني سُلَيْم بالجَموم

1 الجغرافيا

قال الواقدي في المغازي (ص.40): “ثم سريّة زيد بن حارثة إلى بني سُلَيْم بالجَمُوم في ربيع الآخر سنة ست، وكانتا في شهر واحد، والجموم ما بين بطن نخل والنّقْرَة”، ولعلّ الواقدي رحمه الله قصد بأنّها وسريّة أبا عبيدة بن الجرّاح في نفس الشهر -ربيع الآخر- وقد ذكرها قبلها.

 

وعند ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.83): “بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زيد بن حارثة إلى بني سُلَيْم فسار حتى ورد الجَموم ناحية بطن نخل عن يسارها، وبطن نخل من المدينة على أربعة بُرُد، فأصابوا عليها امرأة من مُزينة…”، ولعلّ يسارها يكون جهة الشَّمَال باعتبار اليمين هو الجنوب ومنه تسمية أقاصي جنوب الجزيرة باليمن، أو يكون جهة المشرق منها.

 

وعند عُمر رضا كحالة في معجم القبائل العربية (ج.3، ص.1083): “كانت مساكن مُزينة بين المدينة ووادي القُرى، ومن ديارهم وقُراهم: فيحة، الروحاء، العمق، الفرع”، ووادي القُرى شمال المدينة المُنوَّرة، فمساكن مُزينة أكثرها هكذا جهة الشمال.

 

وعنده أيضًا (ج.2، ص.543): “سُلَيْم بن منصور: قبيلة عظيمة من قيس بن عيلان، من العدنانية… كانت منازلهم في عالية نجد بالقُرب من خيبر، ومنها: حرة سُلَيْم، حرة النارين، وادي القُرى، وتيماء،… ومن بلادهم: الحِجْر…، الجموم، السُّوارقية على ثلاثة أميال من عين النازية، الرحضية”.

 

وعلى المذكور فالراجح أن موضع السريّة كان في جهة شرق المدينة المنوَّرة، باتجاه أراضي تمركز قبيلة بنو سُلَيْم، على أطرافهم الشماليَّة مع قبيلة مُزَيْنة، وهو المفهوم من قبضهم على المرأة المُزَنيَّة، وهذا أقرب ما يكون لشرق بطن نخل.

 

بطن نَخْل أو الحِنَاكيَّة

وتُعرف اليوم بالحناكيّة وتفاصيل ذلك مذكورة في ملحق غزوة ذات الرقاع، وهذه إحداثيّاتها التقريبيَّة:

المَعْلَم بطن نخل (الحِنَاكيَّة)
خط طول 40.531379 درجة شرقًا
خط عرض 24.906243 درجة شمالًا

 

الجَمُوم وحرَّة كشب

 

قال ياقوت الحموي فى معجم البلدان (ج.2، ص.163): “الجموم: هى ماء بين قباء ومران من البصرة على طريق مكة وقيل هى أرض لبني سليم وبها كانت إحدى غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل إليها زيد بن حارثة غازيًا”.

 

وعند عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.378): “الجموم: هو ماء وأرض كانت لبني سليم فى سفوح حرة كشب من الشرق لا زال معروفًا وهو اليوم للروقة من عتيبة”.

 

وعند عاتق البلادي فى معجم معالم السيرة (ص.248): “الجموم: أرض من نجد بالسفوح الشرقية لحرة كشب شرق مكة على خمس ليال”.

 

وعند عاتق البلادي فى المعالم الجغرافية (ص.26): “حرّة كشب: أرض بني سليم كانت واسعة شاسعة تشمل معظم حرة الحجاز من جنوبي المدينة إلى شمالي مكة وهى الحرة التى كانت تسمى حرة بني سليم ثم تناسب ديارهم مشرقة حتى تصل إلى الدفينة وحرة كشب ومشارفها الشرقية وإلى قرب الربذة والمقصود هنا الأرض القريبة من مهد الذهب”.

 

وقال أيضًا (ص.86): “حرة كشب هى حرة تقابل حرة الحجاز من الشرق بينهما وادى عقيق عشيرة إلا أن كشبا أصغر وأقصر مدى فى الأرض وهى تمتد من الجنوب فى صحراء السيّ إلى الشمال عند الصحراء المتصلة بمهد الذهب وهى معدن بني سليم”.

 

وحرّة كشب ما تزال معروفة مذكورة على خرائط هيئة المساحة السعوديّة، وهي كما وصف عاتق جنوب مهد الذهب -معدن بني سُلَيْم- وشمال صحراء السّي -رُكْبَة-، وتبعد عن الحناكيَّة -بطن نخل- جنوبًا أكثر من 100 ميل -185 كم-، وأرض بنو سُلَيْم تمتدّ من القرقرة جنوب الحناكيَّة بحوالي خمسين ميلًا -88 كم-، والراجح أنّ السريّة لم تتعمق هكذا في أرض بنو سُلَيْم سائرين فيها من أقصى شمالها لأقصى جنوبها، وكلام ابن سعد عن موضع الجَموم حيث يقول كما تقدم: “ناحية بطن نخل عن يسارها”، فهذا إمّا شرقها أو شَمَالَها، وكلام الواقدي قبله عن الجَموم كما تقدم: “بين بطن نخل والنّقرة”، والنقرة مذكورة شرق الحناكيّة في سريَّة غالب بن عبد الله الليثي رضي الله عنه إلى الميفعة في شعبان 7 هـ، وعليه فالجموم في مكان ما بينهما على الأرجح لا في أقاصي الجنوب عند حرّة كشب، والراجح أنّها عند ما يُعرف اليوم بالشقران على مسيرة ليلة تقريبًا شرق الحناكيَّة، ولم نختر نقطة أبعد منها لكون هذه بينها وبين النقرة وبينها وبين الميفعة، إذ لو كانت السرية بالميفعة لذكرت بها، وهذه إحداثيّات تقريبيّة لها:

المَعْلَم الجَمُوم (الشقران)
خط طول 40.714836 درجة شرقًا
خط عرض 25.009620 درجة شمالًا

 

وهذه نقطة على حرّة كشب:

المَعْلَم حرّة كشب
خط طول 41.296656 درجة شرقًا
خط عرض 23.121131 درجة شمالًا

 

وهذه معالم الطريق من المدينة المنوَّرة إلى الجَموم، وهي نفس طريق سريَّة غالب للميفعة المذكورة:

طريق الذهاب
1 المدينة المنورة 4 الطرف (الصويدرة) 7 الجموم (الشقران)
2 العاقول 5 وادي الشقرة 8  
3 ذو القصة 6 بطن نخل (الحناكية) 9  

 

طريق العودة
1 الجموم (الشقران) 4 الطرف (الصويدرة) 7 المدينة المنورة
2 بطن نخل (الحناكية) 5 ذو القصة 8  
3 وادي الشقرة 6 العاقول 9  

 

2 التاريخ

ذكر الواقدي كما تقدّم أنّ السريّة وقعت في ربيع الآخر سنة ست مع سريّة أبي عبيدة إلى ذي القصة في نفس الشهر.

وعند ابن سعد (ج.2، ص.83): “ثم سريَّة زيد بن حارثة إلى بني سُلَيْم بالجَموم، في شهر ربيع الآخر سنة ست من مُهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”.

ولم تحدد المراجع تاريخ يوم السريّة، والمعتمد في هذه اليوميّات افتراض أنّه “على رأس الشهر من هجرته صلى الله عليه وآله وسلم في ربيع الآخر” مساويًا لليوم الثامن من الشهر المذكور حيث وقعت الهجرة في الثامن من ربيع الأول فعند اليوم الثامن يكون تمام عدد الأشهر المذكورة.

 

وحيث ذُكرت هذه السريّة بعد سريّة أبي عبيدة بن الجرّاح إلى ذي القصَّة في المصادر وكونها معها في نفس الشهر، فالمُختار كون الخروج إليها بعد عودة سريّة أبي عبيدة مُباشرة، وكانت الأخيرة كما هو مذكور في مُلحقها قد عادت يوم الجُمعة 11 ربيع الآخر 6 هـ، فيكون خروج هذه السريّة يوم السبت 12 ربيع الآخر 6 هـ، والله أعلم، وهذا مُلَخَّص التواريخ:

 

  هجري ميلادي
خروج سرية زيد بن حارثة السبت 12 ربيع الآخر 6 هـ 29 أغسطس 627 م
الوصول للجَموم الاثنين 14 ربيع الآخر 6 هـ 31 أغسطس 627 م
العودة للمدينة المنورة الخميس 18 ربيع الآخر 6 هـ 4 سبتمبر 627 م
المُدَّة 8 أيّام

3 مُزامنة الطَّرِيق

 

طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة – الجَموم)
اليوم الأول

(السبت)

12 ربيع الآخر 6 هـ

29 أغسطس 627 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العاقول 19.1 3.8
العاقول ذو القصة 24.1 4.8
  43.2 8.6
اليوم الثاني

(الأحد)

13 ربيع الآخر 7 هـ

30 أغسطس 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو القصة الصويدرة 22.5 4.5
الصويدرة وادي الشقرة 22.9 4.6
  45.4 9
اليوم الثالث

(الاثنين)

14 ربيع الآخر 7 هـ

31 أغسطس 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشقرة الحناكية (نخل) 21 4.2
الحناكية (نخل) الشقران (الجموم) 24 4.8
  45 9

 

طريق العودة (الجَموم – المدينة المنوَّرَة)
اليوم الأول

(الثلاثاء)

15 ربيع الآخر 7 هـ

1 سبتمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الشقران (الجموم) الحناكية (نخل) 24 4.8
الحناكية (نخل) وادي الشقرة 21 4.2
  45 9
اليوم الثاني

(الأربعاء)

16 ربيع الآخر 7 هـ

2 سبتمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشقرة الصويدرة 22.9 4.6
الصويدرة ذو القصة 22.5 4.5
  45.4 9
اليوم الثالث

(الخميس)

17 ربيع الآخر 7 هـ

3 سبتمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو القصة العاقول 24.1 4.8
العاقول المدينة المنورة 19.1 3.8
  43.2 8.6

 

4 المراجع

 

  • المغازي للواقدي (ط.عالم الكتب، ت.مارسدن جونز).
  • سيرة ابن هشام (ط. مؤسسة المعارف-بيروت، لبنان).
  • الطبقات الكبرى لابن سعد (ط.مكتبة الخانجي-القاهرة، مصر).
  • عيون الأثر في فنون المغازي والشَّمائل والسير لابن سيد النَّاس (ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب، مصر).
  • معجم معالم الحجاز لعاتق البلادي (ط.دار مكة، السعودية).
  • معجم معالم السيرة النبويّة لعاتق البلادي (ط.دار مكة، السعودية).
  • المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة لإبن إسحق تحقيق حمد الجاسر دار اليمامة

مُلحق سرية محمد بن مسلمة إلى القُرَطَاء بضَريَّة

1 الجغرافيا

 قال الواقدي في المغازي (ص.381): “حتى إذا كان بالشّرَبَة لقي ظعنًا…ثم انطلق حتى إذا كان بموضع يُطلعه على بني بكر بعث عبّاد بن بشر إليهم فأوفى على الحاضر،…ثم انحدروا إلى المدينة، فما أصبح حين أصبح إلا بضريّة مسيرة ليلة أو ليلتين،…حتى بلغنا العداسة فأبطأ علينا الشاء بالرّبذة…وكان محمد يقول: خرجت من ضريّة فما ركبت خطوة حتى وردت بطن نخل”.

 

وقد ذُكِر القُرَطَاء أنّهم ثلاثة قبائل من بني بكر بن كِلاب قُرْط وقَرط وقُرَيْط في سريّة الضّحاك بن سفيان الكِلابي إليهم ربيع الأوّل 9 هـ، وكانوا ينزلون البَكَرَات بناحية ضريّة، ورواية الواقدي هنا لا تذكر البَكَرات وتذكُر طريق بطن نخل والمُختار خلافه في سريّة الضّحاك، فيكون طريق هذه السريّة قريب من طريق سريّة أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى بني كلاب بنجد في شعبان 7 هـ، مُغايرًا لها إذ يمُرّ بالرّبذة، والله أعلم.

 

الشَّرَبَّة

قال ياقوت في معجم البلدان (ج.3، ص.332): “الشَّرَبَة: بفتح أوّله وثانيه، وتشديد الباء الموحدة،…قال الأديبي: الشَّرَبَة موضع بين السَّليلة والرَّبَذَة، وقيل إذا جاوزت النَّقْرة وماوان تريد مكَّة وقعت في الشَّرَبَة…قال الأصمعي: الشَّرَبَة بنجد ووادي الرُّمة يقطع بين عدنة والشربة، فإذا جزعت الرُّمة مُشرّقًا أخذت في الشَّرَبة، وإذا جزعت الرُّمة في الشمال أخذت في عدنة، والشَّرَبة: بين الرُّمة والجريب، والجريب: وادٍ يصُبّ في الرمّة…”.

 

وقال في (ج.3، ص.243): “السَّلِيلة: بفتح أوّله، وكسر ثانيه، قال أبو منصور: السليلة عَقَبَة أو عَصَبة أو لُحمة إذا كانت شبه عصبة ينفصل بعضها من بعض: وهو موضع من الرَّبَذة إليه ستة وعشرون ميلًا…. ”.

 

وقال في (ج.5، ص.45): “ماوَان: بالواو المفتوحة، وآخره نون،…قال ابن السكيت: ماوان هو وادٍ فيه ماء بين النَّقرة والرَّبذة فغلب عليه الماء فسمي بذلك الماء ماوان، قاله في شرح شعر عُروة، وكانت منازل عبس فيما بين أبانين والنقرة وماوان الربذة”.

 

ومن المذكور وبمُراجعة خرائط غوغل وهيئة المساحة السعوديّة، وتقدَّم ذكر موضع الرّبَذة بملحق سريّة زيد بن حارثة إلى القَرَدَة في جمادى الآخرة 3 هـ، والنَّقْرَة مذكورة في ملحق سريّة غالب بن عبد الله الليثي إلى المِيْفَعَة في شعبان 7 هـ، والرَّبَذَة جنوب غرب النَّقرة على حوالي 105 كم تقريبًا، ومقتضى المذكور أن ماوان وادٍ بينهما، وهناك عدّة أودية بينهما، وهذا الأسم غير معروف على الخرائط الآن، إلا أنّ أقرب هذه الأودية للربذة وادٍ يُسمّى: وادي العميرة، وهو يقطع درب زبيدة شمالًا ويمُرّ بمنطقة أسفل النّقرة اسمها المعاصر “الماوية”، فهذا أقرب ما يوقف عليه لهذا الوصف، فيكون ماوان هذا أيًا كان موضعه فوق الرَّبذَة لكنّه ينحرف عنها شرقًا لأن القادم من النّقرة جهة مكة سيحيد يسارًا عن الرَّبذَة ويمُرّ بماوان ليصل إلى الشَّرَبَة، فيكن للذاهب من الرَّبَذة شرقًا جهة ضريَّة والبَكَرَات سيمُرّ ولا بُدّ بالشَّرَبة، وتقدّم أن من الرَّبذة إلى ما يُسمَّى السليلة حوالي 26 ميلًا، ولم يُعيّن الاتّجاه، وظاهر رواي السرية عند الواقدي أن الشَّرَبة من الرَّبَذّة ناحية ضريّة، وهي في طريق السريّة إلى ضريّة والبكرات، فإذا كانت الشَّرَبة بين الرَّبَذَة والسليلة، فالظاهر أنّ السليلة على مرحلة من الرَّبَذة على 26 ميلًا كما تقدَّم، وبينهما الشَّرَبة على نصف مرحلة، وقد ذكر حمد الجاسر في تعليقاته على الحازمي في الأماكن وفي غيره كلامًا واسعًا يصعب معه التحديد، وما ذكرناه هو المُختار ولم نذكر كلام حمد الجاسر اختصارًا لعدم وجود تحديد واضح به، والله أعلم، وموضع السليلة الآن المُختار هو قُرب “جبال الحميمة”، وموضع الشَّرَبَة الآن هو قُرب “الحِسو”، وهذه إحداثيّات تقريبيّة للسليلة والشربة:

المَعْلَم الشَّرَبَة (الحسو)
خط طول 41.512917 درجة شرقًا
خط عرض 24.600731 درجة شمالًا

 

المَعْلَم السَّلِيلة (جبال الحميمة)
خط طول 41.742182 درجة شرقًا
خط عرض 24.618454 درجة شمالًا

 

ويكون طريق هذه السريّة من المدينة إلى الشُّقران بنجد، وهذا مذكور في عدّة سرايا منها سريّة غالب الليثي إلى المِيْفَعَة في شعبان 7 هـ، وسريّة أبي بكر الصديق إلى بني كِلاب بنجد أيضًا في شعبان 7 هـ.

2 التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.381): “قال محمد بن مسلمة: خرجت في عشر ليالٍ خلون من المُحرَّم، فغبت تسع عشرة، وقدمت لليلة بقيت من المُحَرّم على رأس خمسة وخمسين شهرًا”، ووافقه ابن سعد في الطبقات.

 

وعليه فهذا مُحرَّم في السنة الخامسة للهجرة، وبمُراجعة برمجيَّة آستروكال، فتاريخ الخروج 10 مُحرّم 5 هـ وافق الأربعاء 11 يونية 626 م، والطريق إلى ضريَّة كما تقدّم إلى الشُّقران أولًا، فإلى الشُّقران من المدينة ثلاثة أيّام -مراحل- كاملة، ثم يوم ونصف جنوبًا إلى الرَّبَذَة، فهذه أربعة ونصف، ثم من الرَّبَذَة إلى ضريّة أربعة أيّام أُخرى، فهذه ثمانية ونصف -أي يصل في التاسع-، ومثله في الرّجوع، وعلى المذكور في رواية الواقدي عن محمد بن مسلمة أنّه غاب تسع عشرة ليلة، فهذا غاية الضبط والموافقة للمُختار، ولمّا لم يقيموا في ضريَّة فقد ذكروا أنّ الأغنام قد أبطأت عليهم أثناء العودة عند الربذة فتخلف بعضهم يأتي بها ففي هذا تأخير اليوم، والله أعلم.

متوسط مسير الليل (من بعد صلاة العشاء حتى أذان الفجر) 7 ساعات
متوسط مسير النهار (من بعد صلاة الفجر حتى الظهر + من بعد صلاة العصر حتى الغروب) 8 + 3 ساعات

 

3 مُزامنة الطَّرِيق

طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة ضريَّة)
اليوم الأول

(الأربعاء)

10 محرّم 5 هـ

11 يونية 626 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العاقول 19.1 3.8
العاقول ذو القصة 24.1 4.8
43.2 8.6
اليوم الثاني

(الخميس)

11 محرّم 5 هـ

12 يونية 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو القصة الصويدرة(الطَّرَف) 22.5 4.5
الصويدرة وادي الشقرة 22.9 4.6
45.4 9
اليوم الثالث

(الجمعة)

12 محرّم 5 هـ

13 يونية 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشقرة الحناكية (نخل) 21 4.2
الحناكية (نخل) الشقران 24 4.8
45 9
اليوم الرابع

(السبت)

13 محرّم 5 هـ

14 يونية 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الشقران قريب من الشقران 23.2 4.6
قريب من الشقران قريب من الربذة 25 5
48.2 9.6
اليوم الخامس

(الأحد)

14 محرّم 5 هـ

15 يونية 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الربذة الربذة 22.5 4.5
الربذة الشربة (الحِسو) 23 4.6
45.5 9.1
اليوم السادس

(الاثنين)

15 محرّم 5 هـ

16 يونية 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الشربة (الحِسو) السليلة (الحميمة) 23.5 4.7
23.5 4.7
اليوم السابع

(الثلاثاء)

16 محرّم 5 هـ

17 يونية 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
السليلة (الحميمة) طلال 24 4.8
طلال البحرة 23.5 4.7
47.5 9.5
اليوم الثامن

(الأربعاء)

17 محرّم 5 هـ

18 يونية 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
البحرة المكلاة 22 4.4
المكلاة آبار الصفوية 24 4.8
46 9.2
اليوم التاسع

(الخميس)

18 محرّم 5 هـ

19 يونية 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
آبار الصفوية البكرات 23 4.6
البكرات ضريّة 20.5 4.1
43.5 8.7

 

طريق العودة (ضريَّة المدينة المنوَّرَة)
اليوم الأول

(الجمعة)

19 محرّم 5 هـ

20 يونية 626 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ضريّة البكرات 20.5 4.1
البكرات آبار الصفوية 23 4.6
43.5 8.7
اليوم الثاني

(السبت)

20 محرّم 5 هـ

21 يونية 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
آبار الصفوية المكلاة 24 4.8
المكلاة البحرة 22 4.4
46 9.2
اليوم الثالث

(الأحد)

21 محرّم 5 هـ

22 يونية 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
البحرة طلال 23.5 4.7
طلال السليلة (الحميمة) 24 4.8
47.5 9.5
اليوم الرابع

(الاثنين)

22 محرّم 5 هـ

23 يونية 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
السليلة (الحميمة) الشربة (الحِسو) 23.5 4.7
الشربة (الحِسو) الربذة 23 4.6
46.5 9.3
اليوم الخامس

(الثلاثاء)

23 محرّم 5 هـ

24 يونية 626 م

 

وفيه أبطأت عليهم الأغنام عند الرّبذة فتأخروا هذا اليوم
اليوم السادس

(الأربعاء)

24 محرّم 5 هـ

25 يونية 626 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الربذة قريب من الربذة 22.5 4.5
قريب من الربذة قريب من الشقران 25 5
47.5 9.5
اليوم السابع

(الخميس)

25 محرّم 5 هـ

26 يونية 626 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الشقران الشقران 23.2 4.6
الشقران الحناكية (نخل) 24 4.8
47.2 9.4
اليوم الثامن

(الجمعة)

26 محرّم 5 هـ

27 يونية 626 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحناكية (نخل) وادي الشقرة 21 4.2
وادي الشقرة الصويدرة (الطَّرَف) 22.9 4.6
43.9 8.8
اليوم التاسع

(السبت)

27 محرّم 5 هـ

28 يونية 626 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصويدرة ذو القصة 22.5 4.5
ذو القصة العاقول 24.1 4.8
46.6 9.3
اليوم العاشر

(الأحد)

28 محرّم 5 هـ

29 يونية 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العاقول المدينة المنورة 19.1 3.8
19.1 3.8

 

مُلحق بعث المنذر بن عمرو والقُرَّاء إلى بئر مَعُونة

1 الجغرافيا

 بئر معونة وأُبْلَى

وعند البكري في معجم ما استعجم (ص1245): “بئر معونة: بفتح أوله وضم ثانيه بعده واو ونون؛ هي ماء لبني عامر بن صعصعة، تقدم ذكره في رسم أُبْلى وقال ابن إسحق: هي بين ديار بني عامر وحرة بني سليم وهي إلى الحرة أقرب، وبئر معونة على أربع مراحل من المدينة”.

 

عاتق البلادي فى معجم معالم السيرة (ص.53 ): “بئر مَعُونة: بفتح الميم وضم العين المهملة، جاء ذكرها في مواضع، منها: حادثة قتل القراء الصحابة على أيدي بني سُلَيْم حين استصرخهم عامر بن الطُّفيل، فأجابته: رِعل وذكوان وعُصيّة،…كانت بلحف أُبْلَى، وأُبلَى سلسلة جبلية سوداء تقع غرب المهد -معدن بني سليم قديمًا- إلى الشمال، وتتصل غربًا بحرة الحجاز العظيمة، وهي ديار مطير، ولم تعد سليم تقربها”.

 

وعند الحازمي في الأماكن (ج1، ص.37): “قال الكِنْدِي: ثم تمضي من المدينة مُصعِدًا إلى مكة فتميل إلى وادِِ يقال له عريفطان معِرِِ ليس به ماء ولا مرعى وحذاؤه جبال لها أُبْلى فيها مياه منها: بئر معونة وذو ساعدة وذو جماجم أو حَماحِم –شكٌ – والوسبا وهذه لبني سُليم وهي قِنانٌ متصلة بعضها ببعض،…وبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قِبَل أرض بني سُلَيْم، وهو يومئذ ببئر معونة بجُرف أُبلى، وأُبلى بين الأرحضيّة وقُرَّان كذا ضبطه أبو نُعيم الحافظ”.

 

وموضع بئر معونة لا يُعلم على وجه الدِّقَة، إلّا أن إشارات الجغرافيّين الذكورة تُساعد على تحديد أقرب نُقطة منطقيّة له، فتحديد أُبْلَى أولًا أنّها هي المجموعة الجبليّة المُحيطة بمهد الذهب الآن حتى الحَرَّة غربًا، وفي كلام عاتق كونها مُتّصِلَة بالحرّة يفهم منه امتدادها غربًا إليها، وحيث أنّها قرية هكذا من ديار بني سُلَيْم، فإنّ طريقها هو طريق قرقرة الكُدر المذكور في غزوات أرض بني سُلَيْم مثل السُّويق وسُلَيْم الأولى والثانية، وتحديد الحازمي لأُبلى أنّها بين الأرحضيّة وقُرّان مُهم، فالأرحضيّة معروفة وقد تقدم ذكرها في الطريق المعروف، ومذكورة على خرائط هيئة المساحة السعوديّة، ثم في أقصى جنوبها يوجد موضع على خرائط الهيئة أيضًا يُسمى “قران”، أظنّه المقصود، وهو فوق السوارقيّة مُباشرة، ويؤكد هذا الاستنتاج قياس الطريق من المدينة إلى قرقرة الكُدر، فهذه مرحلتان ونصف، فإذا أكملنا القياس على خرائط غوغل جنوبًا من موضع القرقرة مرورًا بالضميريّة ثم وادي المزرع مرحلة ونصف أُخرى، فإننا نصل إلى موضع على ضفّة قاع السويرقيّة، فهذا موضع مُقدَّر لبئر معونة، يبعُد أربع مراحل عن المدينة المنوَّرَة، ووجدت على خرائط هيئة المساحة أيضًا موضع يُسمّى “آبار ساعدة” على مسافة حوالي 19 كم -حوالي بريد أو نصف مرحلة تقريبًا- شرقًا على نفس السمت لموضع بئر معونة المُقدَّر هذا، وقد ذكر الحازمي أنّ من آبار هذه المنطقة بئر معونة وذو ساعدة وأنّها مجموعة آبار قريبة مُتّصِلة، والاسم المُعاصر قريب يكاد يكون نفسه للاسم التراثي لذي ساعدة، فالرّاجح إذا مع هذه المُعطيات أنّ النقطة المُقدَّرَة أقرب ما يكون لموضع بئر معونة المجهول هذا، والله أعلم.

 

وقد بذل السادة فريق الصحراء على موقعهم على شبكة الإنترنت جهدًا محمودًا في محاولة تحديد موضعها غير أنّهم لم يتوصلوا إلى استنتاج واضح ومالوا إلى قُربها من الضُّميريّة في مساحة كبيرة جنوبها، وفيما توصلوا إليه نظر، ومما تحقق لدينا من مُعطيات تقدّم ذكرها، فالظاهر قُربها من السويرقيّة، والله أعلم، وهذه إحداثيّات تقريبيّة لها، وتليها رخيطة توضيحيّة:

 

المَعْلَم بئر معونة
خط طول 40.447087 درجة شرقًا
خط عرض 23.491521 درجة شمالًا

 

2 التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.361): “غزوة بئر معونة في صفر على رأس ستة وثلاثين        شهرًا”.

 

عن ابن هشام في السيرة (ص.479):قال ابن إسحاق: فأقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقية شوال وذا القعدة وذا الحجة والمحرّم، -أي بعد غزوة أُحُد- ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصحاب بئر معونة في صفر على رأس أربعة أشهر من غزوة أُحُد”.

 

وعلى المذكور، فالخروج إلى بئر معونة في صفر 4 هـ، في الثامن منه على التقدير، وبُمراجعة برمجيّة آستروكال فالثامن يوافق الجُمعة 18 يولية 625 م، لكنّ الواقدي يذكر في روايته: “فلمّا جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خبر بئر معونة، جاء معها في ليلة واحدة مُصابهم ومُصاب مرثد بن أبي مرثد، وبعث محمد بن مسلمة”، وبعث مرثد بن أبي مرثد هو بعث الرجيع بقيادة عاصم بن ثابت رضي الله عنه وكان في نفس الشهر أيضًا، وعلى ذلك فالخروج لبئر معونة يكون بحساب القهقرى من يوم مجيء الخبر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بمُصابهم، ومقتل عاصم بن ثابت وزيد بن الدّثنة ومن معهم بالرّجيع، وأسر بعضهم، قد جاء به الوحي إلى حضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم على التقدير في ليلة الجُمعة 22 صفر 4 هـ على التقدير الذي أثبتناه في مُلحقها ويوميّاتها، وعليه فبحساب القهقرى باعتبار الخروج في نهار يوم ومسير ثلاثة أيّام كاملة، فيكون هكذا الوصول في نهار الخامس، وحدوث القتل فيه، ثم عودة عمرو بن أميّة الضمري رضي الله عنه سائرًا أربعًا من ليلتها للمدينة المنوَّرَة فهذا يوم الثامن من خروجه متضمنًا يوم الخروج، وبالرجوع القهقرى من تاريخ 22 صفر ثمانية أيّام، يكون يوم الخروج موافقًا 14 صفر 4 هـ، وهو نفس يوم خروج بعث الرَّجيع كما أثبتناه، ومما يؤكد كون هذا التقدير معقولًا أنّ بعض كُتّاب السّيَر قد خلطوا بين الحدثين وجعلوهما حدثًا واحدًا، وهو خطأ ولعلّ سبب ذلك كون الخروج إليهما في يوم واحد ووصول خبر مُصابهما في يوم واحد، إلا أنّ بئر معونة في نَجد بأرض بني عامر، والرّجيع بعُسفان بأرض الحجاز، وبمُراجعة برمجيّة آستروكال، فهذا مُلخَّص بهذه التواريخ:

 

هجري ميلادي
خروج الخميس 14 صفر 4 هـ 25 يولية 625 م
وصول بئر معونة الاثنين 18 صفر 4 هـ 29 يولية 625 م
عودة عمرو بن أميّة الجمعة 22 صفر 4 هـ 2 أغسطس 625 م
مُدَّة السريّة 8 أيّام

 

3 مُزَامَنَة الطريق

 

طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة بئر معونة)
اليوم الأول

(الخميس)

14 صفر 4 هـ

25 يولية 625 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العُرَيْض / صِرار 6.5 1.3
العُرَيْض / صِرار شرق حرّة واقم 16 3.2
22.5 4.5
اليوم الثاني

(الجمعة)

15 صفر 4 هـ

26 يولية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
شرق حرّة واقم سد مُعاوية 17 3.4
سد مُعاوية قاع حضوضاء 25 5
42 8.4
اليوم الثالث

(السبت)

16 صفر 4 هـ

27 يولية 625 م

 

 

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قاع حضوضاء قريب من القرقرة 21.2 4.2
قريب من القرقرة الأرحضية 12 2.4
الأرحضية قرقرة الكُدر 9.5 1.9
42.7 8.5
اليوم الرابع

(الأحد)

17 صفر 4 هـ

28 يولية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قرقرة الكُدر سهلة المزرع 23.4 4.7
سهلة المزرع العد 22.4 4.5
45.8 9.2
اليوم الخامس

(الاثنين)

18 صفر 4 هـ

29 يولية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العد بئر معونة 22.4 4.5
22.4 4.5

 

طريق العودة (بئر معونة المدينة المنوَّرَة) (عودة عمرو بن أميّة بعد مقتل أصحابه)
اليوم الأول

(الثلاثاء)

19 صفر 4 هـ

30 يولية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بئر معونة العد 22.4 4.5
العد سهلة المزرع 22.4 4.5
44.8 9
اليوم الثاني

(الأربعاء)

20 صفر 4 هـ

31 يولية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
سهلة المزرع قرقرة الكُدر 23.4 4.7
قرقرة الكُدر الأرحضية 9.5 1.9
الأرحضية قريب من القرقرة 12 2.4
44.9 9
اليوم الثالث

(الخميس)

21 صفر 4 هـ

1 أغسطس 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من القرقرة قاع حضوضاء 21.2 4.2
قاع حضوضاء سد مُعاوية 25 5
46.2 9.2
اليوم الرابع

(الجمعة)

22 صفر 4 هـ

2 أغسطس 625 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
سد مُعاوية شرق حرّة واقم 17 3.4
شرق حرّة واقم العُرَيْض / صِرار 16 3.2
العُرَيْض / صِرار المدينة المنورة 6.5 1.3
39.5 7.9

 

4 المراجع

 

الدرب الشرقي بين المدينة ومكة (4): البحث عن بئر معونة-الصعبية-السوارقية | فريق الصحراء   http://alsahra.org/?p=10041 .

مُلحق سريَّة أبو سَلَمَة بن عبد الأسد إلى قَطَن

1 الجغرافيا

قَطَن

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.47): “ثم سريّة أبي سَلَمة بن عبد الأسد المخزومي إلى قَطَن -وهو جبل بناحية فَيْد به ماء لبني أَسَد بن خُزيمة-“.

 

قال عاتق البلادي في معجم معالم السيرة (ص.255): “بالقاف والطاء المهملة آخره نون وبالتحريك : جاء في قوله : وغزوة أبي سلمة عبد الأسد قطنًا، قلت: قَطَن جبل مازال معروفًا على الضفة اليسرى لوادي الرُّمَّة، يمر به الطريق من المدينة إلى القصيم ويُرَى قَطَن من الطريق عن قرب على قرابة 330 كيلًا من المدينة”.

 

وللسادة موقع فريق الصحراء توثيق بديع لموقع قَطَن نُشِر في فبراير 2004 تحت عنوان “زيارة قصيرة لهضب قطن”.

 

وهي كما ذكر عاتق البلادي ما زالت معروفة مُحدَّدَة إلى الآن، وموثَّقَة على خرائط هيئة المساحة السعوديّة، وهي مجموعة جبال جميلة على شكل دائرة، شمال شرق عَقْلَة الصقور، وشمال وادي الرُّمَّة، وهذه إحداثيّات تقريبيّة لها:

 

المَعْلَم قَطَن
خط طول 42.337977 درجة شرقًا
خط عرض 25.961437 درجة شمالًا

 

وطريقها كما هو واضح من خرائط غوغل وكما حدده ابن سعد في الطبقات، هو طريق “فَيْد” بنجد شرقًا، وطريق نجد تمّ تناوله في عدّة سرايا، منها سريّة زيد بن حارثة رضي الله عنه إلى القَرَدة أو الفَرْدَة في جُمادى الآخرة 3 هـ، وسريّة عُكاشة بن محصن إلى غمر مرزوق في ربيع الأول 6 هـ مع يوميّات غزوة بني لِحيان، وذُكِر بعضه في سريّة زيد إلى الطَّرف، وسريّة غالب إلى الميفعة، وغيرها، وقد نصّ الواقدي وغيره أنّ الدليل سار بهم بعيدًا عن الطريق العامّة، ولم يذكر تلك الطريق الأُخرى، والظاهر أنّها نفسها مع اختلافات بسيطة تجعل السير موازيًا لها على كُلّ حال في غير ظاهرها المعلوم -قريب مما حدث في الحُديبية-، وهو المُختار، والله أعلم.

 

وهذه إحداثيّات تقريبيّة لمواضع الطريق الحديثة المُستنتجة من خرائط غوغل بهدف تقسيم الطريق لمُتعشّيات:

 

المَعْلَم ديم
خط طول 41.776308 درجة شرقًا
خط عرض 25.675351 درجة شمالًا

 

المَعْلَم قريب من المشاش
خط طول 41.999116 درجة شرقًا
خط عرض 25.745587 درجة شمالًا

 

المَعْلَم عقلة الصقور
خط طول 42.192632 درجة شرقًا
خط عرض 25.822006 درجة شمالًا

 

2 التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.257): “سرية أبي سَلَمَة بن عبد الأسد إلى قَطَن إلى بني أسد في المُحَرَّم على رأس خمسة وثلاثين شهرًا،…ورجع معهم الطائي دليلًا وكان خريتًا، فسار بهم أربعًا إلى قَطَن، وسلك بهم غير الطريق، لأن يعمي الخبر على القوم”.

 

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.46): “ثم سريّة أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي إلى قَطَن وهو جبل بناحية فَيْد به ماء لبني أسد بن خُزيمة، في هلال المُحرَّم على رأس خمسة وثلاثين شهرًا…”.

 

وعلى ما ذكره الواقدي وابن سعد وبقياس مسافة الطريق على خرائط غوغل فهي 339 كم تقريبًا، وهذا مسيرة 7 أيّام ونصف تقريبًا والوصول في الثامن، ومثله في العودة، فهذه ستة عشر يومًا وتكون الإغارة عليهم في نصف اليوم، وهذا مُلخّص هذه التواريخ:

 

خروج الأربعاء 1 مُحرَّم 4 هـ 12 يونية 625 م
وصول قَطَن الأربعاء 8 مُحَرَّم 4 هـ 19 يونية 625 م
رجوع الخميس 16 مُحَرَّم 4 هـ 27 يونية 625 م
مُدَّة السريّة 16 يومًا

 

3 مُزامنة الطَّرِيق                                                                                    

 

طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة قَطَن)                                                                                       
اليوم الأول

(الأربعاء)

1 مُحرَّم 4 هـ

12 يونية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العاقول 19.1 3.8
العاقول ذو القصة 24.1 4.8
43.2 8.6
اليوم الثاني

(الخميس)

2 مُحرَّم 4 هـ

13 يونية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو القصة الطَّرَف (الصويدرة) 22.5 4.5
الطَّرَف وادي الشقرة 22.9 4.6
45.4 9
اليوم الثالث

(الجمعة)

3 مُحرَّم 4 هـ

14 يونية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشقرة نخل (الحناكيّة) 21 4.2
نخل (الحناكيّة) الشقران 24 4.8
45 9
اليوم الرابع

(السبت)

4 مُحرَّم 4 هـ

15 يونية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الشقران صبحا 23 4.6
صبحا عرجاء (الميفعة) 23.5 4.7
46.5 9.3
اليوم الخامس

(الأحد)

5 مُحرَّم 4 هـ

16 يونية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
عرجاء (الميفعة) قريب من العيثمة 21 4.2
قريب من العيثمة العيثمة 20.5 4.1
41.5 8.3
اليوم السادس

(الاثنين)

6 مُحرَّم 4 هـ

17 يونية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العيثمة الجفن 25.9 5.2
الجفن ديم 24 4.8
49.9 10
اليوم السابع

(الثلاثاء)

7 مُحرَّم 4 هـ

18 يونية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ديم قريب من المشاش 24.2 4.8
قريب من المشاش عقلة الصقور 21.2 4.2
45.4 9
اليوم الثامن

(الأربعاء)

8 مُحرَّم 4 هـ

19 يونية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
عقلة الصقور قَطَن 22.3 4.5
22.3 4.5

 

طريق العودة (قطن المدينة المنوَّرَة)
اليوم الأول

(الخميس)

9 مُحرَّم 4 هـ

20 يونية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قَطَن عقلة الصقور 22.3 4.5
عقلة الصقور قريب من المشاش 21.2 4.2
43.5 8.7
اليوم الثاني

(الجمعة)

10 مُحرَّم 4 هـ

21 يونية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من المشاش ديم 24.2 4.8
ديم الجفن 24 4.8
48.2 9.6
اليوم الثالث

(السبت)

11 مُحرَّم 4 هـ

22 يونية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجفن العيثمة 25.9 5.2
العيثمة قريب من العيثمة 20.5 4.1
46.4 9.3
اليوم الرابع

(الأحد)

12 مُحرَّم 4 هـ

23 يونية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من العيثمة الميفعة (عرجاء) 21 4.2
الميفعة (عرجاء) صبحا 23.5 4.7
44.5 8.9
اليوم الخامس

(الاثنين)

13 مُحرَّم 4 هـ

24 يونية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
صبحا الشقران 23 4.6
الشقران نخل (الحناكيّة) 24 4.8
47 9.4
اليوم السادس

(الثلاثاء)

14 مُحرَّم 4 هـ

25 يونية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
نخل (الحناكيّة) وادي الشقرة 21 4.2
وادي الشقرة الطَّرَف (الصويدرة) 22.9 4.6
43.9 8.8
اليوم السابع

(الأربعاء)

15 مُحرَّم 4 هـ

26 يونية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الطَّرَف ذو القصة 22.5 4.5
ذو القصة العاقول 24.1 4.8
46.6 9.3
اليوم الثامن

(الخميس)

16 مُحرَّم 4 هـ

27 يونية 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العاقول المدينة المنورة 19.1 3.8
19.1 3.8

 

4 المراجع

 

فريق الصحراء: زيارة قصيرة لهضب قطن، فبراير 2003.

http://alsahra.org/?p=228

مُلحق سرية زَيد بن حارثة إلي القَرَدَة لاعتراض عير صفوان بن أمية

1 الجغرافيا

 القَرَدَة والفَرْدَة والقَرَديّة

وقال البكري في معجم ما استعجم (ص.1018): “فَرْدة: بفتح أوله و إسكان ثانيه، بعده دال مهملة: ماء من مياه نجد لجَرْم، وفيها مات زيد الخيل،…حتى انتهوا إلى فَرْدَة، وهو ماء من مياه جَرْم من طيء، وبفَرْدَة أصاب زيد بن حارثة عير لقُريش، حيث بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سريّة إليها،  وذلك أن قريشًا بعد وقعة بدر خافوا طريقهم الذي كانوا يسلكونه إلى الشام، فسلكوا طريق العراق، فأصابهم زيد بن حارثة على هذا الماء، فأصاب العير وما فيها، وأعجزه الرجال وفيهم أبو سفيان”.

 

وقال في (ص.1116): “فَرْدَة وعناصِر من بلاد طيء”.

 

وقال في (ص.1273): “وفَرْدَة ماء من مياه جَرْم”.

 

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (ج.4، ص.322): “القَرَدَة: بالتحريك، مرتجل: و هو ماء أسفل مياه الثلبوت بنجد في الرُّمّة لبني نَعامة، وقد كتبناه في باب الفاء عن العمراني بالفاء، والله أعلم؛ وذو القَرَدَة: بنجد، ولعله غير الذي قبله”.

 

و قال أيضًا (ج.4، ص.248): “فَرْدَة: بالفتح ثم السكون، و دال مهملة، تأنيث الفَرْد، و هو ما كان وحده، و رواه نصر بالقاف و فتح الراء، والله أعلم،: وهو اسم جبل بالبادية، سمي بذلك لانفراده عن الجبال. و الفَرْدة : ماء بالثَّلبَوُت لبني نَعامه،…وقال نصر: فَرْدَة جبل في ديار طيء يقال له فردة الشموس، وقيل: ماء لجرم في ديار طيء هناك قبر زيد الخيل،…ووجدت بخط ابن الفُرات مقيدًا في غير موضع قَرْدَة، بالقاف؛ وقال الواقدي: ذو القَرْدَة من أرض نجد، و قال ابن اسحق: و سرية زيد بن حارثة الذي بعثه النبي، صلى الله عليه وسلم، فيها حين أصابت عير قريش و فيها أبو سفيان بن حرب على الفَرِدة ماء من مياه نجد، كذا ضبطه ابن الفرات بفتح الفاء و كسر الراء، و قال غير ابن اسحق: هو موضع بين المدينة والشام، وقال موسى بن عُقْبة: و غزوة زيد بن حارثة بثنية القَرِدْة، كذا ضبطة أبو نعيم بالقاف، قال وهذا الباب فيه نظر إلى الآن لم يتحقق فيه شيء”.

 

وقال أيضًا (ج.4، ص.322): “القَرَديَّة: بفتح أوّله وثانيه، وبعد الدال ياء النسبة: ماء بين الحاجر ومعدن النّقرة ملحة على طريق الحاج”.

 

وقال (ج.2، ص.204): “الحاجِر: بالجيم والرّاء، وفي لغة العرب ما يُمسك الماء من شفة الوادي،…وهو موضع قبل معدن النّقرة؛ وقال دون فيد”.

 

وقال حمد الجاسر في تعليقاته على المناسك (ص.316): “في (ص): الثلوب: وادي الثَّلبَوت: قال عنه في بلاد العرب: وادٍ لبني نصر فيه مياه عظيمة، وعدّ منها: الفردة، والأحامر، والعميرة،  والسعدية، وغيرها، وذكر أنّه ينحدر في وادي الرُّمة. وأن في أسفله ماء يقال له الحلوة لبني نعاهة على الطريق، وذلك حين يدفع الثلبوت في الرمة”.

 

وقال الحربي في المناسك (ص.316): “وعلى ستة عشر ميلًا من سميراء آبار تسمى حلوة، عذبة الماء، شبيهات بالأحساء في قرب مائهن، وهن في بطن وادٍ يقال له الثلبوت، وهي آخر حفير بني أسد، وبين كل واحدة من الآبار قريب من نصف ميل”.

 

وما ذكره ياقوت عن “القَرَديّة” أشبه ما يكون بالفَرْدَة هذه، كأنهما موضع واحد أو مكانان قريبان جدًا، فكون “القَرَديّة” قرب معدن النّقرة بينها وبين فَيْد، فهذا ينطبق كثيرًا مع “الفَرْدَة” في تلك المنطقة الممتدَّة بمُراجعة خرائط غوغل، وفَيْد ما تزال معروفة ومحددة على خرائط غوغل، ومعدِن النّقرة مذكور في مُلْحَق سريّة غالب بن عبد الله الليثي في سرايا شعبان 7 هـ، والمُختار للفَرْدَة والقَرَديّة أنّهما موضع واحد، والله أعلم.

 

وسُميراء مازالت معروفة مُحدَّدة على خرائط هيئة المساحة السعوديّة، وكذلك وادي الرُّمَّة، وبمُراجعة هذه الخرائط ومُقارنتها بخرائط غوغل وقياس من سُميراء 16 ميلًا فلكيًا للوقوف على وادي الثلبوت هذا الذي يدفع في وادي الرُّمَّة، فليس سوى ما يُعرف الآن بوادي الشُّعبة والذي يصُبّ في وادي الرُّمَّة ويبعُد عن سُميراء 16 ميلا فلكيًا للمُتّجه جنوبًا غربيًا جهة المدينة المنوَّرَة، وهذه إحداثيّات تقريبيّة لنُقطة في بطن وادي الثلبوت هذا، باعتبارها أقرب ما يكون لما قد عُرف قديمًا بماء “الفَرْدَة” أو “القَرَديّة”.

 

 

المَعْلَم الفَرْدَة أو القَرَديَّة (وهي القَرَدَة)
خط طول 41.916119 درجة شرقًا
خط عرض 26.246852 درجة شمالًا

 

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.32): “ثم سرية زيد بن حارثة إلى القَرَدَة،..والقَرَدَة من أرض نجد بين الرّبَذَة و الغَمرة، ناحية ذاتِ عِرُق…”.

 

قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات (ج.3، ص. 114): “ذات عرق، ميقات أهل العراق هو بكسر العين المهملة وإسكان الراء بعدها قاف، وهو على مرحلتين من مكة، قال الحازمي وهي الحد بين أهل نجد وتهامة”.

 

الرَّبذَة

 

قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات (ج.3، ص.131): “الرَّبَذة: هي براء ثم باء موحدة ثم ذال معجمة مفتوحات ثم هاء، وهو موضع قريب من مدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي منزل من منازل حاج العراق، وبها قبر أبي ذر الغفاري رضي الله عنه،…قال الحازمي في المختلف والمؤتلف: هي من منازل الحاج بين السليلة والعمق، وقال صاحب مطالع الأنوار وهي على ثلاث مراحل من المدينة قريبة من ذات عِرق”.

 

وقال البكري في معجم ما استعجم (ص.633): “الرَّبَذَة: بفتح أوله وثانيه، و بالذال المعجمة، هي التي جعلها عُمر رضي الله عنه حِمَى لإبل الصدقة، وكان حماه الذي أحماه بريدًا في بريد…ويَسْرة حِمى الرَّبَذة الخَبرة، وهي من الربذة مهب الشمال، وهي في بلاد غطفان. وإن أدنى المياه من الخبرة ماء لبني ثعلبة بن سعد، وأول أجبُل حِمى الربذة في غربيها رحرحان، وهو جبل كثير القنان، وقنانه سُود، بينها فُرَج، وأسفله سهلة، تُنبت الطريفة،…وأقرب المياه من رحرحان الكديد، وفيه حفار عاديّة عذبة،…وهي لبني ناشرة من بني ثعلبة،…وبين رحرحان وبين الرَّبَذة بريدان، ويلي رحرحان من غربيه جبل يقال له الجواء، وهو على طريق الرَّبذة إلى المدينة، بينه وبين الربذة أحد وعشرون ميلًا، وليس بالجواء ماء، وأقرب المياه إليه ماء للسلطان يقال له العزافة، بأبرق العزَّاف، بينه وبين الجواء ثلاثة أميال”.

 

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (ج.3، ص.24): “الرَّبَذَة: بفتح أوله و ثانيه، و ذال معجمه مفتوحة أيضاً، و قال أبو عمرو: سألت ثعلبًا عن الربذة اسم القرية فقال ثعلب: سألت عنها الأعرابي فقال: الربذة الشدة، يقال: كنا في ربذة فانجلت عنا، و في كتاب العين: الربذة خفة القوائم في المشي و خفة الأصابع في العمل، تقول: إنه لربذة. و الربذات: العهون التي تعلق في أعناق الأبل، و الواحدة ربذة. و الربذة من قري المدينة على ثلاثة أيام قريب من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكه.  و قال الأصمعي بذكر نجداً: و الشرف كبدُ نجد، و في الشرف الربذة، و هي الحمي الأيمن، و في كتاب نصر: الربذة من منازل الحاج بين السليلة و العُمَق”.

 

وموضع الرَّبَذَة معروف إلى الآن ومُحدَّد على خرائط هيئة المساحة السعوديّة وخرائط غوغل بعد جهود بحثيّة حديثة في المملكة نوّه إليها حمد الجاسر وغيره بعدما اندثرت معالمها تمامًا، وهذه إحداثيّات تقريبيّة لها:

 

 

المَعْلَم الرَّبذَة
خط طول 41.286691 درجة شرقًا
خط عرض 24.629097 درجة شمالًا

 

غَمْرَة

 

وهي مذكورة بالتفصيل في سريّة عُكاشة بن محصن رضي الله عنه إلى الغمر في ربيع الأول 8 هـ.

 

وعلى المذكور من تحديد مواضع الرَّبَذَة وغَمْرة، ففي كلام ابن سعد نظر وتحديده للقَرَدة أنّها بينهما!، فالفَردَة المُحدَّدَة في الشمال الغربي بحذاء أقصى شمال حرَّة خيبر، والرَّبَذَة تحتها جنوبًا بحذاء المدينة المنوَّرَة، وأمّا غمرة فهي بناحية ذات عِرق في أقصى الجنوب ناحية مكّة تحت الاثنين، فكيف تكون الفَرْدَة بينهما؟، ولعلّ الخلط وقع من رواية أن دليل قُريش: “فُرات بن حيّان” سلك بهم على ذات عِرق وسار في طريق العراق، فيكون مرّ بغمرة قطعًا، ثم الرَّبَذة، فظنّ ظانّ أنّها بينهما لاشتهارهما، وليس الأمر كذلك، وسار بهم الدليل حتى يمُرّ بالميفعة والنُّقرة ثم الفَرْدة شمالًا شرقيًا باتّجاه العِراق والشّام -وهي شمال القصيم الآن-، حيث اعترضت القافلة سريّة زيد بن حارثة رضي الله عنه، والله أعلم.

 

وعليه فطريق القَرَدَة ولعلّ صوابها الفَرْدَة كما ضبطها أكثر الجغرافيين في باب الفاء، هو نفسه طريق الميفعة من المدينة المنوَّرة، ثم من الميفعة شمالًا شرقيًا حوالي 157 كم تقريبًا، فهذه مسيرة ثلاثة أيّام وبعض الرابع ويصل فيه، وطريق الميفعة مذكور تفصيلًا في سريّة غالب بن عبد الله الليثي إليها في يوميّات سرايا شعبان 7 هـ.

 

 

2 التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.166): “شأن سريّة القَرَدَة، فيها زيد بن حارثة، وهي أوّل سريّة خرج فيها زيد رضي الله عنه أميرًا، وخرج لهلال جُمادى الآخرة على رأس سبعة وعشرين شهرًا”، فهي عنده هكذا في غُرّة جُمادى الآخرة 3 هـ.

 

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.32): “ثم سرية زيد بن حارثة إلى القَرَدَة، وكانت لهلال جُمادى الآخرة على رأس ثمانية وعشرين شهرًا من مُهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”.

 

قال ابن هشام في السيرة عن ابن إسحاق (ص.404): “وسريّة زيد بن حارثة التي بعثه رسول الله صلى الله عليه وآل وسلم فيها، حين أصاب عير قريش، وفيها أبو سفيان بن حرب على القردة”، ورتّبها بعد بني قينُقاع وقبل مقتل كعب بن الأشرف، والفراغ من بني قينُقاع على ما حققناه في مُلحقها مع بدر الكُبرى وافق الأحد 4 ذو القعدة 2 هـ، والفراغ من سريّة كعب بن الأشرف على ما حققناه أيضًا في مُلحقه وافق الثلاثاء 14 ربيع الأول 3 هـ.

 

وعلى المذكور فالراجح في تاريخها ما ذكره الواقدي وتابعه ابن سعد، إذ ما ذكره ابن هشام محض ترتيب  بغير تاريخ، وعلى المذكور في الجُغرافيا، فالطّريق إليها هو إلى الميفعة -وقد ذُكر في سريّتها-، حوالي 4 أيّام ونصف، ثم ثلاثة أيّام ونصف، فهذا مسير 8 أيّام بالتمام والكمال، ذهابًا وإيابًا، ثم مكث هناك مقدار الحملة على العير ورجع مُباشرة فهذا يوم تقريبًا، وعليه فهذه تواريخ السريّة والله أعلم:

 

حدث                                                    هجري ميلادي
الخروج لمُلاقة العير على طريق العراق الأحد 1 جُمادى الآخرة 3 هـ 18 نوفمبر 624 م
الوصول لطريق العراق عند (فَرْدَة) الاثنين 9 جُمادى الآخرة 3 هـ 26 نوفمبر 624 م
العودة للمدينة المنوَّرَة الأربعاء 18 جُمادى الآخرة 3 هـ 5 ديسمبر 624 م
المُدَّة 18 يومًا

 

3 مُزامنة الطريق

 

طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة – الفَرْدَة)                                                                                       
اليوم الأول

(الأحد)

1 جُمادى الآخرة 3 هـ

18 نوفمبر 624 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العاقول 19.1 3.8
العاقول ذو القصة 24.1 4.8
  43.2 8.6
اليوم الثاني

(الاثنين)

2 جُمادى الآخرة 3 هـ

19 نوفمبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو القصة الطَّرَف (الصويدرة) 22.5 4.5
الطَّرَف وادي الشقرة 22.9 4.6
  45.4 9
اليوم الثالث

(الثلاثاء)

3 جُمادى الآخرة 3 هـ

20 نوفمبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشقرة نخل (الحناكيّة) 21 4.2
نخل (الحناكيّة) الشقران 24 4.8
  45 9
اليوم الرابع

(الأربعاء)

4 جُمادى الآخرة 3 هـ

21 نوفمبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الشقران صبحا 23 4.6
صبحا عرجاء (الميفعة) 23.5 4.7
  46.5 9.3
اليوم الخامس

(الخميس)

5 جُمادى الآخرة 3 هـ

22 نوفمبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
عرجاء (الميفعة) قريب من العيثمة 21 4.2
قريب من العيثمة العيثمة 20.5 4.1
  41.5 8.3
اليوم السادس

(الجمعة)

6 جُمادى الآخرة 3 هـ

23 نوفمبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العيثمة الجفنة 25.9 5.2
الجفنة قريب من البعايث 23.8 4.8
  49.7 10
اليوم السابع

(السبت)

7 جُمادى الآخرة 3 هـ

24 نوفمبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من البعايث البعايث 24.4 4.9
البعايث قريب من وسيط 25.4 5.1
  49.8 10
اليوم الثامن

(الأحد)

8 جُمادى الآخرة 3 هـ

25 نوفمبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من وسيط الفَرْدَة 18 3.6
  18 3.6

 

 

طريق العودة (الفَرْدَة – المدينة المنوَّرَة)
اليوم الأول

(الأحد)

8 جُمادى الآخرة 3 هـ

25 نوفمبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الفَرْدَة قريب من وسيط 18 3.6
  18 3.6
اليوم الثاني

(الاثنين)

9 جُمادى الآخرة 3 هـ

26 نوفمبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من وسيط البعايث 25.4 5.1
البعايث قريب من البعايث 24.4 4.9
  49.8 10
اليوم الثالث

(الثلاثاء)

10 جُمادى الآخرة 3 هـ

27 نوفمبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من البعايث الجفنة 23.8 4.8
الجفنة العيثمة 25.9 5.2
  49.7 10
اليوم الرابع

(الأربعاء)

11 جُمادى الآخرة 3 هـ

28 نوفمبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العيثمة قريب من العيثمة 20.5 4.1
قريب من العيثمة الميفعة (عرجاء) 21 4.2
  41.5 8.3
اليوم الخامس

(الخميس)

12 جُمادى الآخرة 3 هـ

29 نوفمبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الميفعة (عرجاء) صبحا 23.5 4.7
صبحا الشقران 23 4.6
  46.5 9.3
اليوم السادس

(الجمعة)

13 جُمادى الآخرة 3 هـ

30 نوفمبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الشقران نخل (الحناكيّة) 24 4.8
نخل (الحناكيّة) وادي الشقرة 21 4.2
  45 9
اليوم السابع

(السبت)

14 جُمادى الآخرة 3 هـ

1 ديسمبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشقرة الطَّرَف (الصويدرة) 22.9 4.6
الطَّرَف ذو القصة 22.5 4.5
  45.4 9
اليوم الثامن

(الأحد)

15 جُمادى الآخرة 3 هـ

2 ديسمبر 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو القصة العاقول 24.1 4.8
العاقول المدينة المنورة 19.1 3.8
  43.2 8.6

 

مُلحق يوميّات غزوة بدر الأولى أو سَفْوَان

مُلحق يوميّات غزوة بدر الأولى أو سَفْوَان

1- الجغرافيا

قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.814): “قال ياقوت: وسفوان أيضًا وادٍ من ناحية بدر، قال ابن إسحاق: ولما أغار كرز بن جابر الفهري على لقاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى سرح المدينة خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى بلغ واديًا يقال له سفوان من ناحية بدر ففاته كرز، وهي غزوة بدر الأولى في جمادى الأولى سنة اثنتين، وأورد ذكر الغزوة البكري وكذلك في سيرة ابن هشام، ولعله تثنية سفا المتقدم على بعده عن بدر، فهو في منتصف الطريق بين المدينة وبدر، ولكنه أيضًا حد معقول للمطاردة، وهو على قرابة سبعين كيلًا من المدينة على طريق بدر”

وذكر قبلها في سفا: “سفا بفتح السين المهملة والفاء: وادٍ ينقض من ورقان فيدفع غربًا مقابلًا لعرق الظبية من الشرق، يكون مع وادي عار والرحبة وادي السدارة صدر الصفراء. سكانه عوف من حرب، يأخذ سفا من متن من متون ورقان يُدعى نوفل”.

ولم يذكر البكري أو ياقوت أو الفيروز أبادي تحديدًا تحديدًا لهذا الموضع، وإنما كلهم يذكرونه بغزوة بدر الأولى فقط بغير تحديد، وتحديد عاتق معقول ومقبول، وتعجبه قائلًا: “على بُعْدِه عن بدر” مفهوم، لكن مطالعة كتب السيرة التراثية وأسلوب الكتابة تبين أنّهم متى أطلقوا كلمة “بناحية” فإنهم قد يعنون الطريق لا القُرب ولا العين، فإذا قالوا “بناحية بدر”، قصدوا الطريق لا نفس موضع بدر، وهذا واضح في سريّة حمزة إلى سيف البحر ومذكور في ملحقها، حيث النص فيها على جبل رضوى ومرة يقولون “بناحية رضوى”، ومرة “بناحية العيص”، وكليهما على الطريق إلى الساحل وهما بعيدين عن بعضهما وعن الساحل، فالمقوصد إذًا الطريق، فيتبين بذلك صحّة استنتاج عاتق رحمه الله على تعجبه منه، وبمُراجعة خرائط غوغل وخرائط هيئة المساحة للمملكة العربية السعودية نتبيّن موضعه، وهو محدد عليها باسم “سفا” كما ذكره عاتق وعلى وصفه، وبالقياس على طريق الجادة العظمى، فهو على مسافة 70 كم من المدينة فعلًا وعرق الظبيّة هي التقائه مع وادي الرّوحاء، وعرق الظَّبية مذكورة بتفاصيلها في طريق الجادّة العظمى انظرها هناك، وعلى المذكور فهذه إحداثيّات تقريبيّة لوادي سفا أو سفوان:

 

المَعْلَم وادي سفا أو سفوان
خط طول 39.233595 درجة شرقًا
خط عرض 24.056372 درجة شمالًا

 

2- التاريخ

 

ذكر ابن هشام عن ابن إسحاق (ص.311): “أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين رجع من العشيرة لم يقم بالمدينة إلا ليال قلائل لا تبلغ العشرة حتى أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة، فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى بلغ واديًا يقال له سفوان، من ناحية بدر”.

 

وعند الواقدي في المغازي (ص.46): “ثم غزا في ربيع الأول على رأس ثلاثة عشر شهرًا في طلب كرز بن جابر الفهري، أغار على سرح المدينة وكان يرعى بالجماء وناوحيها، حتى بلغ بدرًا ولم يدركه”.

 

فهي عند ابن إسحاق أكثر تحديدًا من جهة التاريخ والجغرافيا، والواقدي جعلها عند بدر لا عند وادي سفوان، وجعل تاريخها قبل العُشيرة، ولدقّة ابن إسحاق واشتهار قوله نأخذ به، وقد كان الرجوع من العُشيرة يوم الأربعاء 9 جمادى الآخرة 2 هـ الموافق 7 ديسمبر 623 م (انظر ملحق غزوة العشيرة)، وعليه فقد أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة بحدود يوم الأربعاء 16 جمادى الآخرة 2 هـ الموافق 14 ديسمبر 623 م، وهي غزوة ملاحقة بغير إقامة، والمسافة إلى سفوان مرحلة ونصف تقريبًا -مسيرة يوم ونصف.

 

  هجري ميلادي
خروج الأربعاء 16 جمادى الآخرة 2 هـ 14 ديسمبر 623 م
وصول سفوان الخميس 17 جمادى الآخرة 2 هـ 15 ديسمبر 623 م
رجوع المدينة السبت 19 جمادى الآخرة 2 هـ 17 ديسمبر 623 م
المُدَّة                         

 

 

3 مزامنة الطريق

 

طريق الذهاب (المدينة المُنوَّرَة سفوان)
اليوم الأول

(الأربعاء)

16 جُمادى الآخرة 2 هـ

14 ديسمبر 623 م

 

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة ذوالحليفة 9.7 2.3
ذو الحليفة ملل 22 4.4
  31.7 6.7
اليوم الثاني

(الخميس)

17 جُمادى الآخرة 2 هـ

15 ديسمبر 623 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ملل السيالة 13 2.5
السيالة سفوان 25 5
  38 8

         

 

طريق العودة (سفوان المدينة المُنوَّرَة)
اليوم الأول

(الجمعة)

18 جُمادى الآخرة 2 هـ

16 ديسمبر 623 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
سفوان السيالة 25 5
السيالة ملل 13 2.5
  38 8
اليوم الثاني

(السبت)

19 جُمادى الآخرة 2 هـ

17 ديسمبر 623 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ملل ذو الحليفة 22 4.4
ذو الحليفة المدينة 9.7 2.3
  31.7 6.7

 

 

مُلحق يَوميَّات غزوة بدر الكُبرى وقتل عصماء بنت مروان وأبي عفك بعدها

1- الجغرافيا

 

معالم الطريق إلى بدر

 

قال ابن هشام عن ابن إسحاق (ص. 319): “فسلك طريقه من المدينة إلى مكّة على نقب المدينة، ثم على العقيق، ثم على ذي الحُليفة، ثم على أولات الجيش ثم مرّ على تُربان ثم على ملل ثم على غميس الحمام من مَرَيين ثم على صُخيرات اليمام ثم على السيالة ثم على فج الروحاء ثم على شنوكة وهي الطريق المعتدلة،…، ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سجسج وهي بئر الروحاء، ثم ارتحل منها، حتى إذا كان بالمُنصَرَف، ترك طريق مكة بيسار، وسلك ذات اليمين على النازية، يريد بدرًا، فسلك في ناحية منها، حتى جزع واديًا يقال له رحقان، بين النازية ومضيق الصفراء، ثم على المضيق، ثم انصب منه حتى إذا كان قريبًا من الصفراء…، ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلمّا استقبل الصفراء وهي قرية بين جبلين سأل عن جبليها، ما أسماؤهما؟ فقالوا يقال لأحدهما: هذا مُسْلِح، وقالوا للآخر: هذا مخرئ أو مخزي، وسأل عن أهلهما، فقيل: بنو النار وبنو حُراق بطنان من بني غِفار، فكرههما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمرور بينهما، وتفاءل بأسمائهما وأسماء أهلهما، فتركهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصفراء بيسار، وسلك ذات اليمين على وادٍ يقال له: ذفران، فجزع فيه ثم نزل…،ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ذفران فسلك على ثنايا يقال لها الأصافر، ثم انحط منها إلى بلد يقال له الدَّبَة وترك الحَنَّان بيمين وهو كثيب عظيم كالجبل العظيم، ثم نزل قريبًا من بدر، فركب هو ورجل من أصحابه، قال بن هشام: الرجل هو أبو بكر الصديق…”.

 

وقال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.12): “وكان الطريق الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى بدر على الروحاء، وبين الروحاء والمدينة أربعة أيّام، ثم بريد بالمُنْصَرَف، ثم بريد بذات أجدال، ثم بريد بالمعلاة، وهي خيف السلم، ثم بريد بالأثيل، ثم ميلان إلى بدر”.

 

وهذا جدول بالأماكن المذكورة في الرواية:

 

معالم الطريق إلى بدر بالترتيب
1 المدينة 10 السَّيَالة 19 قَرية الصفراء
2 نقب المدينة 11 فجّ الرَّوحَاء 20 جَبَل مُسْلِح
3 وادي العقيق 12 شَنُوكَة 21 جبل مُخرِئ أو مُخزِي
4 ذو الحُلَيْفَة 13 بئر الرَّوحَاء (سجسج) 22 وادي ذَفِرَان
5 أُولَات الجِيش 14 المُنصَرَف 23 ثنايا الأصَافِر
6 تُربَان 15 النَّازِية 24 الدَّبة
7 مَلَل 16 وادي رحقان 25 الحَنَّان
8 غَمِيس الحَمَام من مَرَيَين 17 مضيق الصفراء 26 بَدْر
9 صُخَيْرَات اليَمَام 18 وادي الصفراء    

 

وهذا تفصيل كل معلم من المعالم، واستخلاص إحداثيّاته:

 

نقب المدينة أو نقب بني دينار بن النجّار

 

في تعليقات حمد الجاسر على المغانم (ص.420): “نقب بني دينار بن النجار: ويقال نقب المدينة هو طريق العقيق بالحرة الغربية، وبه السقيا كما سبق عن الواقدي في بقع، وقال ابن إسحاق في المسير إلى بدر: فسلك طريق مكة على نقب المدينة، ثم على العقيق، وقال في موضع آخر: غزا قريشًا فسلك على نقب بني دينار، ثم على فيفاء الخبار. وأقول: جاء في كتاب (عمدة الأخبار) ما هذا نصه: وقال جعفر بن السيد حسين هاشم الحسيني سنة 1304 هـ نقب بني دينار هو المسمى بالزقيقين، وفي سنة 1297 هـ قدم رجل من أهل الهند ومعه دراهم مرسلة من أهل الخير، فأصلح نقب بني دينار  المذكور وكسر فيه بعض أحجار ناتئة تؤذي المارين، فقلعها وأصلحه فحصل بذلك راحة كبيرة للمارين من ذلك الطريق. انتهى”.

 

 

المَعْلَم نقب بني دينار
خط طول   درجة شرقًا
خط عرض   درجة شمالًا

 

بئر أبي عنبة

 

قال الفيروز أبادي في المغانم (ج2، ص647) : “بئر أبي عنبة بلفظ واحدة العنب: بينها وبين المدينة مقدار ميل”.

 

قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ج1،ص164) : “قال ياقوت: بئر بينها وبين المدينة مقدار ميل، وهناك اعترض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه عند مسيرة بدر، ويفهم من هذا أنها في الجنوب الغربي من المدينة وهي اليوم لا شك داخل عمرانها”.

 

وبالقياس من المسجد النبوي الشريف مقدار ميل فلكي على طريق الخروج من المدينة (طريق ذو الحليفة)، فإن هذه البئر تكون قريبًا من محطّة سكة حديد المدينة المنورة أو داخلها بمنطقة العنبرية، وهذه إحداثيات تقريبية لها:

 

المَعْلَم بئر أبي عنبة
خط طول 39.597050 درجة شرقًا
خط عرض 24.458467 درجة شمالًا

 

وعندها استعرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم الجيش ورَدَّ من استصغر.

 

النَّازِيَة

 

قال ياقوت في معجم البلدان (ج5، ص.251): “النّازِيَة: بالزاي، وتخفيف الياء: عين ثَرّة على طريق الآخذ من مكة إلى المدينة قرب الصفراء وهي إلى المدينة أقرب وإليها مضافة…”.

 

وعند الفيروزأبادي في المغانم (ص.403): “النازية: بالزاي وتخفيف الياء: عين ثرة قرب الصفراء، بين المدينة والجحفة وهي إلى المدينة أقرب…”.

 

وعند عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1712): “النازية: فاعله من النزو، وهو الارتفاع: أرض منبسطة في وادي الصفراء بين المسيجيد وريع المستعجلة…”.

 

والنّازِيَة موجودة في خرائط هيئة المساحة السعودية بنفس الاسم ونفس الوصف، وهي في آخر المسيجيد جنوبًا بعد مسجده بثلاثة كيلومترات ونصف تقريبًا، وهذه إحداثيّات تقريبية لها:

 

المَعْلَم النَّازِيَة
خط طول 39.093824 درجة شرقًا
خط عرض 24.054758 درجة شمالًا

 

رَحْقَان

 

وادي رحقان معروف للآن وواضح على خرائط هيئة المساحة السعودية لمنطقة الحجاز، وهو الوادي الذي به منطقة المسيجيد والنازية.

 

وقال ابن إسحاق عن طريق بدر: “وسلك ذات اليمين على النازية”، أي ناحية اليمين من النازية مفارقًا لها، ولهذا أتبع ذلك بقوله: “فسلك على ناحية منها”، ثم قال: “حتى جزع واديًا يقال له رحقان”، و”جزع” يعني قطع الوادي بالعرض، ووادي رحقان هو نفسه الذي على يساره المسيجيد ثم النازية للقادم من المدينة وهو الوادي الذي يمتد فيه الطريق، فقطع الوادي بعد النازية تاركًا طريق مكة للجنوب وسار غربًا…”.

 

قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.684): “رحقان: واد يسيل من جهات الفقرة (الأشعر) فيتجه جنوبًا حتى يصب في وادي الصفراء عند النازية غرب المسيجيد، ورحقان واد كبير…”.

 

المَعْلَم وادي رحقان
خط طول 24.029496 درجة شرقًا
خط عرض 39.065415 درجة شمالًا

 

مضيق الصَّفْرَاء

 

قال عاتق البلادي (ص.992): “الصفراء مؤنث الأصفر، واد من أكبر أودية الحجاز الغربية، يأخذ أعلى مساقط مياهه من جبال: ورقان وعار والفقارة والفقرة فيتجه غربا مع ميل إلى الجنوب بتعرج جعل مياهه تهبط إلى جوف الأرض نبعت ممنها العيون الكثيرة، ويسمى أعلاه السدارة بين جبال عار إلى المسيجيد، وفيه الروحاء البئر المشهورة، ولعل السدارة هنا (الصدارة) لأنها صدر الوادي والعرب كثيرا ما تبدل الحروف المتقاربة المخرج ثم يسمى بعد ذلك وادي الصفراء حتى يصب في البحر عن آثار الجار…”.

 

وعند الفيروزأبادي في المغانم (ص.219): “الصفراء تأنيث الأصفر: واد قرب المدينة كثير النخل والزرع والخير، يجلب منه التمر إلى المدينة وإلى ينبع لحسن تمره وهي في طريق الحاج وسلكه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة وبينه وبين بدر مرحلة”.

 

وعند البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.836): “الصفراء: وادي يليل، ويقال لها أيضًا الصُّفَيرَاء مُصغَّرة، والصفراء قرية فوق ينبع كثيرة المزارع والنخل، وبين ينبع والمدينة ست مراحل، والصفراء -القرية- على يوم من جبل رضوى”.

 

وكلام ياقوت منقول بتمامه عند الفيروزأبادي، وعلى الوصف المذكور يكون المضيق في بداية وادي الصفراء جهة المشرق عند تقاطعه مع وادي رحقان مما يلي المدينة المنورة -انظر تحديد رحقان في نفس الملحق-، وهذه إحداثيّات تقريبية لمضيق الصفراء، وهو بداية وادي الصفراء من جهة الشرق، وقرية الصفراء التي تعرف اليوم بالواسطة:

 

المَعْلَم مضيق الصفراء
خط طول 39.054850 درجة شرقًا
خط عرض 24.023870 درجة شمالًا

 

المَعْلَم قرية الصفراء (وتعرف اليوم بالواسطة)
خط طول 38.904072 درجة شرقًا
خط عرض 23.886277 درجة شمالًا

 

وادي ذَفِرَان

 

قال ياقوت في معجم البلدان (ص.6): “ذَفِرَان: بفتح أوّله وكسر ثانيه ثم راء مهملة، وآخره نون: واد قرب وادي الصفراء؛ قال ابن إسحاق في مسير بدر: استقبل الصفراء وهي قرية بين جبلين، ترك الصفراء يسارًا وسلك ذات اليمين على واد يقال له ذفران”، ولم يدلنا ياقوت على مكانه، وإنما اكتفى بضبطه.

 

وعند الحازمي في الأماكن (ص.447): “ذَفِرَان: بفتح الذال وكسر الفاء وبعدها راء وادٍ قرب وادي الصفراء، قال ابن إسحاق في مسيره صلى الله عليه وآله وسلم إلى بدر: فلما استقبل الصفراء وهي قرية بين جبلين ترك الصفراء يسارًا وسلك ذات اليمين على واد يقال له ذَفِرَان…”.

 

وعند عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.643): “بفتح المعجمة وكسر الفاء على بناء فعلان: ريع يأخذه الطريق من الصفراء إلى ينبع، يأخذ أولًا الصفيراء ثم ذفران ثم واسطًا، ومنه طريق صعب يعرج يسارًا إلى بدر وهو الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزاة بدر”.

 

المَعْلَم وادي ذَفِرَان
خط طول 38.822966 درجة شرقًا
خط عرض 23.939764 درجة شمالًا

 

ثنايا الأصَافِر

 

قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.162): “الأصافر: على لفظ جمع أصفر: جبال قريبة من الجُحفة، عن يمين الطريق من المدينة إلى مكة، سميت بذلك لأنها هضبات صُفر”، قلت: ما أبعد الجحفة عن بدر، وهي موضع آخر خلاف ما نريد قطعًا.

 

قال ياقوت في معجم البلدان (ص.206): “الأصافر: جمع أصفر، محمول على أحوص وأحاوص، وقد تقدم: وهي ثنايا سلكها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في طريقه إلى بدر، وقيل أصافر جبال مجموعة تسمى بهذا الاسم، ويجوز أن تكون سميت بذلك لصفرها أ خلوها…”، وهو مقبول، غير أنّه لم يحدد لنا مكانها أو يشير إليها حتى.

 

قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.106): “الأصافر: بلفظ جمع أصفر، جبال قريبة من الجحفة…”، ولم يزد على كلام ياقوت!

 

والظاهر بتأمل معالم الطريق إلى بدر وبعد الخروج من وادي ذفران غربًا جهة البحر ينحدر الطريق إلى بدر جنوبًا فيمر على جبيلات صغيرة أرجّح أنها هي والله أعلم، وهذه إحداثيات تقريبية لها:

 

المَعْلَم ثنايا الأصَافِر
خط طول 38.738635 درجة شرقًا
خط عرض 23.914817 درجة شمالًا

 

الدَّبَّة

 

قال البكري في معجم ما استعجم (ص.540): “الدَّبَّة بفتح أوله وتشديد ثانيه: موضع قبل بدر مذكور في رسم العقيق، عند ذكر طريق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى بدر”.

 

وعند عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.606): “الدَّبَّة بفتح أوله وتشديد ثانيه: بلد بين الأصافر وبدر وعليه سلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سار إلى بدر، …تُعرف عند العرب اليوم الدّّبَّة بأنها الكثيب الذي فيه صلابة وخشونة أي ليست أرضه سافية…وهي بين الصفراء وبدر وتشاهد من على الطريق شمالًا بين بدر والصفراء دَبَّة بيضاء، منها طريق يذهب إلى ذفران والأصافر ، هذه أرجح أنها المعنية في الرواية فالوصف ينطبق عليها انطباقا تامًا”، وكلام ياقوت عند البلادي بنصّه لم يحدد مكانها.

 

وعلى الوصف المذكور هذه إحداثيات تقريبية للدَّبَّة:

 

المَعْلَم الدَّبَّة
خط طول 38.738356 درجة شرقًا
خط عرض 23.907964 درجة شمالًا

 

الحَنَّان

 

قال ياقوت في معجم البلدان (ص.310): “الحنَّان: بالفتح والتخفيف، والحنان في اللغة الرحمة، قال الزمخشري: الحنان كثيب كبير كالجبل، وقال نصر: الحنَّان، بتشديد النون مع فتح أوّله، رمل بين مكَّة والمدينة قرب بدر، وهو كثيب عظيم كالجبل، قال ابن إسحاق في مسير النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فسلك على الأصافر ثم انحط منها إلى بلد يقال له الدَّبَّة وترك الحنَّان يمينا وهو كثيب عظيم كالجبل، ثم نزل قريبًا من بدر”.

 

قال البكري في معجم ما استعجم (ص.1227): “…وترك الحنّان بيمين وهو كثيب عظيم كالجبل..” ولم يزد البكري في تعريفه على ذلك سوى أن “الحنان قبل بدر”.

 

قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.508): “الحنَّان: فعّال من الحنين: هو الرمل الذي يشرف على بدر من الشمال ويسمى أيضًا العزّاف وتسميّه العامّة الآن قوز علي”.

 

وعلى الوصف المذكور فهذه إحداثيات تقريبية للحنَّان، وهو كُثبان رمليَّة عظيمة في شمال بدر واضحة لا يوجد غيرها:

 

المَعْلَم الحنَّان
خط طول 38.763996 درجة شرقًا
خط عرض 23.824607 درجة شمالًا

 

 

الأُثَيْل

 

قال الواقدي في المغازي (ج1، ص113): “الأثيل واد طوله ثلاثة أميال، وبينه وبين بدر ميلان”.

 

قال الحازمي في الأماكن (ص.43): “أُثَيْل: بعد الهمزة المضمومة ثاء مثلثة مفتوحة، موضع قرب المدينة، هناك عين ماء لآل جعفر بن أبي طالب، بين بدر ووادي الصفراء، ويُقال: ذو أُثَيْل أيضً، وقد جاء ذكره في الأبيات التي تنسب إلى قتيلة ابنة النضر بن الحارث، وهي أبيات مصنوعة لا يصح لها سند”، وفي تعليقات حمد الجاسر عليها في الهامش: “والأُثَيل هذا واقع في أسفل وادي الصفراء، قبل بدر بثلاثة أميال، وذلك قبل إنشاء بلدة بدر التي امتدت الآن نحو الصفراء، ونشأ محل الُثَيْل قرية الجُدَيِّدَة، القائمة الآن”.

 

ومما سبق فهذه أقرب إحداثيات للأُثَيْل أو ما يُعرف الآن بالجُدَيِّدة:

 

المَعْلَم الأُثَيْل
خط طول 38.837157 درجة شرقًا
خط عرض 23.809401 درجة شمالًا

 

بَدْر

 

ميدان معركة بدر ومقابر شهدائها وهو مشهور، وهذه إحداثيّاته:

المَعْلَم بدر (ميدان المعركة)
خط طول 38.788538 درجة شرقًا
خط عرض 23.772506 درجة شمالًا

 

العُدُوة القُصوى والعدوة الدنيا

 

قال ابن إسحاق (سيرة ابن هشام، ص.323): “ومضت قريش حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي خلف العقنقل وبطن الوادي وهو يليل بين بدر والعقنقل، الكثيب الذي خلفه قريش، والقُلُب ببدر في العُدوة الدنيا من بطن يليل إلى المدينة”.

 

وعلى وصف ابن إسحاق ولضعف المصادر حول لفظ: “العقنقل”، وهو على وصفه أوّل الوادي من جهة الجنوب، والعقنقل لغة الكثيب العظيم المتداخل الرمل أو الوادي المتسع وكلاهما موافق لوصف ابن إسحاق وهي منطقة رملية جنوب غرب بدر، ويليل هو وادي بدر، أو وادي الصفراء ببدر، والأظهر أن كلاهما واحد، وعليه يكون المسلمون نزلوا في آخر الوادي جهة المدينة قرب ما يعرف الآن بميدان معركة بدر، وهذه إحداثيات تقريبية للعدوتين:

 

المَعْلَم العدوة الدنيا (معسكر المسلمين آخرًا)
خط طول 38.789529 درجة شرقًا
خط عرض 23.773708 درجة شمالًا

 

المَعْلَم العدوة القصوى (معسكر قريش)
خط طول 38.785686 درجة شرقًا
خط عرض 23.767930 درجة شمالًا

 

2 التاريخ

 

الروايات حول التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.51): “وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمن معه، حتى انتهى إلى نقب بني دينار، ثم نزل بالبُقع وهي بيوت السُّقيا البُقع نقب بني دينار بالمدينة، والسقيا متصل ببيوت المدينة يوم الأحد لاثنتي عشرة خلت من رمضان…وراح رسول ال صلى الله عله وآله وسلم من بُيوت السقيا عشيّة الأحد”.

 

إلى أن قال (ص.71): “ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدر عشاء ليلة الجُمعة لسبع عشرة مضت من رمضان”.

 

روى ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.11): “فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان على رأس تسعة عشر شهرًا من مُهاجره، وذلك بعدما وجه طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بعشر ليالٍ”.

 

إلى أن قال (ج.2، ص.17): “وكانت وقعة بدر صبيحة يوم الجُمعة لسبع عشرة مضت من شهر رمضان على رأس تسعة عشر شهرًا من مُهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”.

 

وروى أيضًا (ج.2، ص.19): “أخبرنا خالد بن عبد الله، أخبرني عمرو بن يحي عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عامر بن ربيعة البدري قال: كان يوم بدر يوم الاثنين لسبع عشرة من رمضان، قال محمد بن سعد: والثبت أنه يوم الجمعة، وحديث يوم الاثنين شاذ”.

 

وروى أيضًا تواريخ أخرى سكت عنها بدون يوم الأسبوع (ج.2، ص.19): “سُئل أبو أيّوب عن يوم بدر فقال: إما لسبع عشرة خلت، أو لثلاث عشرة بقيت، أو لإحدى عشرة بقيت، أو لتسع عشرة خلت”.

 

قال ابن هشام في السيرة (ص.318): “قال ابن إسحاق: وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ليالٍ مضت في شهر رمضان في أصحابه، قال ابن هشام -عن غير ابن إسحاق-: خرج يوم الاثنين لثمان ليالٍ خلون من شهر رمضان”.

 

قال السمهودي في وفاء الوفا (ص.276): “قال أبو حاتم -في تأريخه-: ثم كانت غزوة بدر في رمضان لاثنتي عشرة ليلة خلت منه، وقيل يوم جمعة صبيحة سبع عشرة منه، قلت -السمهودي-: والراجح القول الثاني”. وأبو حاتم الرّازي مُحدِّث من أعيان القرن الثالث الهجري (ت.277 هـ)، وظاهر كلام أبي حاتم أنّ يوم المعركة وافق 12 رمضان للمُقارنة بينه وبين صبيحة سبع عشرة بصيغة التمريض.

 

نتائج الكشف عن التاريخ حسابيًا وفلكيًا

 

ولتفنيد الأقوال المذكورة في الروايات بالرجوع لبرمجية آستروكال لمعرفة يوم الأسبوع الموافق لتاريخ 17 رمضان 2 هـ، يتبين كونه موافقًا ليوم الثلاثاء وليس الجمعة، والأغرب أنه يوافق الجمعة من رمضان 1 هـ -وهو خطأ قطعًا-، فلعل هذا التاريخ مُستنتَج بالرجوع القهقرى وقد غلط من استنتجه فرجع سنة إضافية!، وكذلك بمُراجعة تواريخ الخروج المذكورة يتضح التعارض بين ما ذكره ابن هشام وابن سعد، وبالتحقق من تاريخ 8 رمضان 2 هـ  -الذي ذكره ابن هشام- يتضح أنه وافق الأحد وليس الاثنين وهو مقبول -باعتبار الخطأ المُقدَّر في حساب التواريخ هو يوم واحد-.

 

وبالتحقق من تاريخ 12 رمضان 2 هـ -الذي ذكره ابن سعد- يتضح أنّه وافق الخميس. وعليه فما ذهب إليه ابن هشام هو الأقرب للحساب -باعتبار مُدَّة الطريق-، لكن على قول ابن هشام أن الاثنين 8 رمضان، يكون 17 رمضان موافقًا الأربعاء لا الجمعة! ويتعارض مع كون مُدَّة الطريق حوالي ثلاثة أيّام والوصول في الرابع فيكون الوصول يوم 12 رمضان على ما ذكره ابن هشام ويكون هو يوم المعركة -وهو معقول-، وعلى كلام ابن سعد يكون موافقًا للسبت لا الجمعة أيضًا، وعليه فإن الروايات مضطربة بشأن يوم الأسبوع المُقابل لهذا السابع عشر، والأصح أنه الجُمعة على ماهو محفوظ كما ذكر ابن عساكر، وإنّما الغير محفوظ هو يوم الشهر المُقابل له، وأقرب الأقوال لضبطه هو رواية ابن هشام أنّ الخروج وافق الاثنين 8 رمضان، ورواية أبي حاتم الرازي كون المعركة وافقت 12 رمضان، وإلى تفصيل ذلك:

 

فإذا أخذنا الجمعة الأقرب تكون 20 رمضان 2 هـ أو 13 رمضان 2 هـ ، وهناك رواية عند الطبري وغيره عن بعض الصحابة أن بدرًا القتال صبيحة 19 رمضان، وعلى قول الواقدي أن بدرًا القتال كانت على رأس تسعة عشر شهرًا من مهاجره صلى الله عليه وآله وسلم، فإن الأقرب قول ابن هشام أن الخروج وافق الاثنين8 رمضان 2 هـ، غير أنّ الاثنين وافق 9 رمضان 2 هـ، وعليه تكون الموقعة 13 رمضان 2 هـ -باعتبار الطريق-، وهو قريب مما ذكره أبي حاتم الرَّازي ورواه عن السّمهودي في وفاء الوفا كما تقدَّم، وهكذا تكون على “رأس تسعة عشر شهرًا” بالضبط تزيد أو تنقص يومًا والله أعلم وهو المُختار وهذا جدول بالنتائج:

 

النتائج
يوم هجري ميلادي مكان حدث
الأحد 8 رمضان 2 هـ 4 مارس 624 م المدينة المنورة الخروج لملاقاة العير
الجمعة 13 رمضان 2 هـ 9 مارس 624 م ماء بدر غزوة بدر  على المختار
الثلاثاء 17 رمضان 2 هـ 13 مارس 624 م ماء بدر غزوة بدر -على قول-
الجمعة 20 رمضان 2 هـ 16 مارس 624 م ماء بدر غزوة بدر -على قول-

 

وعلى التاريخ المُختار ليوم المعركة وهو الجمعة 13 رمضان 2 هـ، يكون يوم الخروج هو الاثنين 9 رمضان 2 هـ، ويوم الوصول لبدر -باعتبار الطريق المذكور عند ابن إسحاق- يوم الخميس 12 رمضان 2 هـ، وإذا كان المكوث ببدر استمرّ لثلاث ليالٍ كما ذكرت الروايات، فيكون التحرك من بدر صبيحة الأحد 15 رمضان 2 هـ بعد انقضاء الليال الثلاث في أرض المعركة، وهذا مُلَخَّص بهذه التواريخ وما يقابلها بالميلادي:

 

  هجري ميلادي
الخروج لملاقاة العير الاثنين 9 رمضان 2 هـ 5 مارس 624 م
يوم معركة بدر الكُبرى الجمعة 13 رمضان 2 هـ 9 مارس 624 م
يوم التحرك للعودة الأحد 15 رمضان 2 هـ 11 مارس 624 م
يوم الوصول للمدينة الخميس 19 رمضان 2 هـ 15 مارس 624 م
المُدَّة 10 أيّام

 

تاريخ مقتل عصماء بنت مروان بعد غزوة بدر مُباشرة

 

قال الواقدي في المغازي (ص.151): “كان قتل عصماء لخمس ليالٍ بقين من رمضان مرجع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بدر على رأس تسعة عشر شهرًا”.

 

وعند ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.25): “سرية عُمير بن عديّ بن خرشة الخَطمي إلى عصماء بنت مروان من بني أميّة بن زيد لخمس ليالٍ بقين من شهر رمضان على رأس تسعة عشر شهرًا من مُهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”.

 

وعلى المذكور، وبمُراجعة برمجيّة آستروكال، يتبين أنّ شهر رمضان في تلك السنة كان 29 يومًا، فلخمس ليالٍ بقين، وباعتبار ليلة التنفيذ نفسها معدودة في هذه الليالي الخمس، فيكون تاريخها موافقًا الأربعاء 25 رمضان 2 هـ، وذلك بعد العودة من بدر بأيّام.

 

تاريخ مقتل أبو عَفَك اليهودي بعد غزوة بدر مُباشرة

 

قال الواقدي (ص.152): “حتى كانت ليلة صائفة فنام أبو عفك بالفناء في الصّيف في بني عمرو بن عوف فأقبل سالم بن عُمير، فوضع السيف على كبده حتى خشّ في الفراش…وقُتِل أبو عَفَك في شوّال على رأس عشرين شهرًا”. والصيف عند العرب هو الربيع المعروف ويبدأ في نهاية شهر مارس بالإفرنجي.

 

وقال ابن سعد في الطبقات (ص.25): “ثم سرية سالم بن عُمير العمري إلى أبي عفك اليهودي في شوّال على رأس عشرين شهرًا من مُهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”.

 

وعلى المذكور فهذه ليلة من ليال شوّال والمختار كونها 10 شوّال 2 هـ، لتكون على رأس العشرين شهرًا من الهجرة بالتمام والكمال -كون الهجرة وقعت 8 ربيع الأوّل-، وحيث أنّ غزوة بني سُلَيْم الأولى التي كانت بعد بدر الكبرى وقعت بعدها مُباشرة وكان العود منها في 9 شوّال 2 هـ، فالرّاجح كون مقتل أبو عفك اليوم التالي لعودة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من غزوة بني سُلَيْم الأولى المُلحقة ببدر، وعليه فيكون تاريخ ذلك هو 10 شوّال 2 هـ، الموافق الأربعاء 4 إبريل 624 م، وهي ليلة صائفة لا شك.

 

وقد ذكر ابن هشام في السيرة الحادثين -مقتل أبو عَفَك وعصماء- في مجمل السرايا والبعوث، غير أنّه خالف فجعل مقتل عصماء بعد مقتل أبو عَفَك، ولعدم ذكره تواريخ لأيّ من الحدثين اكتفينا بروايتي الواقدي وتلميذه ابن سعد.

 

وهذا مُلَخَّص تواريخ هذين الحدثين بمُراجعة برمجيّة آستروكال:

  هجري ميلادي
مقتل عصماء بنت مروان الأربعاء 25 رمضان 2 هـ 21 مارس 624 م
مقتل أبو عَفَك الأربعاء 10 شوّال 2 هـ 4 إبريل 624 م

 

 

3 مُزامنة الطريق

 

طريق الذهاب (المدينة المُنوَّرَة بَدْر)
اليوم الأول

(الاثنين)

9 رمضان 2 هـ

5 مارس 624 م

 

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة ذو الحليفة 9.7 1.9
ذو الحليفة أولات الجيش 11.3 2.3
أولات الجيش تُربان 6 1.2
تُربان ملل 5.3 1.1
  32.3 6.5
اليوم الثاني

(الثلاثاء)

10 رمضان 2 هـ

6 مارس 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ملل غميس الحمام 10.2 2.04
غميس الحمام صخيرات اليمام 2.3 0.5
صخيرات اليمام السيالة 2.5 0.5
السيالة فج الروحاء 9.2 1.8
       
فج الروحاء شنوكة 9.4 1.9
شنوكة عرق الظبية 3.9 0.8
عرق الظبية بئر الروحاء 4.2 0.9
بئر الروحاء المُنصَرَف 7.7 1.5
  49.4 9.9
اليوم الثالث

(الأربعاء)

11 رمضان 2 هـ

7 مارس 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المُنصَرَف النازية 3.6 0.7
النازية مضيق الصفراء قاطعًا وادي رحقان 4.8 1
مضيق الصفراء خرج من المضيق 18.2 3.6
       
خرج من المضيق قريبًا من الصفراء 11.6 2.3
قريبًا من الصفراء وادي ذفران 8.7 1.7
  46.5 9.3
اليوم الرابع

(الخميس)

12 رمضان 2 هـ

8 مارس 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي ذفران ثنايا الأصافر 10.6 2.12
ثنايا الأصافر الدَّبة 2.5 0.5
الدَّبة قريبًا من بدر 14.1 2.8
قريبًا من بدر العدوة الدنيا 2.8 0.6
العدوة الدنيا معسكر المسلمين 2.6 0.5
  22 4.4

 

طريق العودة (بَدْر المدينة المُنوَّرَة)
اليوم الأول

(الأحد)

15 رمضان 2 هـ

11 مارس 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بَدْر الأُثَيْل 7 1.5
  7 1.5
اليوم الثاني

(الاثنين)

16 رمضان 2 هـ

12 مارس 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الأُثَيْل قرية الصفراء 15 3
قرية الصفراء غرب مضيق الصفراء 20 4
  35 7
اليوم الثالث

(الثلاثاء)

17 رمضان 2 هـ

13 مارس 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
غرب مضيق الصفراء وادي رحقان 18 4
  18 4
اليوم الرابع

(الأربعاء)

18 رمضان 2 هـ

14 مارس 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي رحقان النَّازية 7 1.5
النَّازية الروحاء 11 2
الروحاء عِرق الظُّبيَة 5 1
عِرق الظُّبيَة شنوكة 4 1
شنوكة السَّيَالَة 18 3.5
  45 9
اليوم الخامس

(الخميس)

19 رمضان 2 هـ

15 مارس 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
السَّيَالَة ملل 15 3
ملل تُربان 5 1
تُربان ذو الحُلَيْفَة 17 3.5
ذو الحُلَيْفَة المدينة المُنوَّرَة 9 2
  46 9.2

 

5 المراجع

 

  • المناسك وأماكن طرق الحج، إبراهيم ابن إسحاق الحربي (ت. 285 هـ)، تحقيق حمد الجاسر، منشورات دار اليمامة 1969م.
  • معجم ما استعجم، البكري الأندلسي (ت.487 هـ)، تحقيق مصطفى السقا، عالم الكتب، بيروت.
  • المسالك والممالك، ابن خرداذبة، طبعة ليدن.
  • معجم البلدان، ياقوت الحموي (ت.626 هـ)، دار صادر، بريوت.
  • المغانم المطابة في معالم طابة، الفيروزأبادي (ت.817 هـ)، تحقيق حمد الجاسر، دار اليمامة.
  • معجم معالم الحجاز، عاتق بن غيث البلادي (ت 1431 هـ)، دار مكّة.
  • الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسمّاه من الأمكنة، الحازمي (ت. 584 هـ)، تحقيق حمد الجاسر، دار اليمامة.
  • المعالم الأثيرة في السنة والسيرة، محمد حسن شُرَّاب (ت 2013 م)، دار القلم.

 

 

 

 

مُلحق يوميّات غزوة بني سُلَيْم الأولى

1-  الجغرافيا

 

جغرافيا هذه الغزوة هي نفس جغرافيا غزوة السّويق بتمامها (5 ذو الحجّة 2 هـ)، واشترك في تلك الجغرافيا أو بعضها أربع غزوات وسريّتين مذكورين في مُلحق غزوات وسرايا أرض بني سُليم بالملاحق العلميّة.

 

2-  التاريخ

 

هذه الغزوة أوردها ابن هشام عن ابن إسحاق، وتابعه فيها ابن سيد الناس وابن كثير والحلبي وغيرهم، وفي تفصيل تمييزها عن غزوات أرض بني سُليْم الأخرى حيث وقع فيها الخلط انظر المُلحق الخاصّ بتحرير هذا المبحث في الملاحق العلميّة.

 

ومُلَخَّص تاريخها كما هو مبسوط في المُلحق المذكور، أنّها كانت بعد عودة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من غزوة بدر بسبع ليال، واشتهر لدى أهل السير أن موقعة بدر كانت صبيحة الجمعة 17 رمضان 2 هـ، ومكث صلى الله عليه وآله وسلم ببدر بعد المعركة ثلاث ليال متضمنة ليلة الرجوع وليلة المعركة؛ 17، 18، 19 ثم تحرك عائدًا للمدينة من بدر في صبيحة 19 رمضان.

 

وذكر البخاري وغيره: “أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا غزا أقام بموقع المعركة ثلاثًا، ولمّا ألقى المشركين في القليب ببدر وكان يوم الثالث أمر براحلته ثم مشى وتبعه أصحابه فتكلم مع أهل القليب ثم أمر بالرحيل”، وعليه فإن الرحيل كان في يوم الثالث من وصولهم بدر، وحيث أن الطريق بين بدر والمدينة على خمس ليال من السير تقريبًا متضمنة يوم الخروج والوصول، فيكون قد وصل إلى المدينة المنورة في صبيحة 24 رمضان بحسب المشهور عند أهل السِّيَر من كون الموقعة صبيحة الجمعة 17 رمضان.

 

وعليه فإن كان مكث حضرته بعدها سبع ليالٍ ثم خرج إلى بني سُلَيْم كما ذكروا، فيكون خروجه تقريبًا يوم العيد 1 شوال إذا كان رمضان 29 يومًا أو اليوم التالي له إذا كان رمضان 30 يومًا، والرّاجح إقامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عيد الفطر في المدينة المنوّرة على ما ذكره ابن كثير عن ابن جرير الطبري في البداية والنهاية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطب الناس قبل الفطر بيوم -أو يومين- وأمرهم بزكاة الفطر، وفيها صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم العيد وخرج بالناس إلى المصلى فكان أول صلاة عيد صلّاها.

 

والراجح أيضًا أن السبعة أيّام المذكورة بين وصوله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة وخروجه لبني سُلَيْم محسوبة من تاريخ عيد الفطر فإن بين صبيحة 24 رمضان ويوم 2 شوال سبع ليال فعلًا، وحيث وقع الاختلاف في تاريخ بدر والتحقيق أن يوم المعركة وافق 13 رمضان 2 هـ وليس 17 رمضان 2 هـ كما هو مشهور والمُثبت بالحساب في يوميّات غزوة بدر الكبرى ومُلحقها ومنه تكون العودة 19 رمضان 2 هـ لا 24 رمضان 2 هـ، وهذا الحساب المُستنتج مُتَّفِق مع ما ذكره ابن كثير عن الطبري من خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين قبل الفطر بيوم أو يومين، فإن 27 رمضان 2 هـ قد وافق الجمعة بمُراجعة برمجيَّة آستروكال، وكان رمضان هذا 29 يومًا، فيكون الفطر بعدها بيومين، ويكون تاريخ خروجه صلى الله عليه وآله وسلم فعلًا صبيحة يوم 2 شوال لبني سُلَيْم بغض النظر عن عدد الأيام بعد رجوعه من بدر المذكورة سالفًا، لما تحقق لدينا من مكوثه صلى الله عليه وآله وسلم يوم العيد بالمدينة المنورة، والله أعلم.

 

وعلى ما ذُكِر فهذا جدول بتواريخ الغزوة:

  هجري ميلادي
خروج الثلاثاء 2 شوّال 2 هـ 27 مارس 624 م
وصول الخميس 4 شوّال 2 هـ 29 مارس 624 م
رجوع المدينة الأربعاء 10 شوّال 2 هـ 4 إبريل 624 م
المُدّة 9 أيّام
الإقامة في قرقرة الكُدر 3 أيّام

 

3- مُزامنة الطَّرِيق

 

طريق الذهاب
اليوم الأول

(الثلاثاء)

2 شوّال 2 هـ

27 مارس 624 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العُرَيْض 6.5 1.3
العُرَيْض شرق حرّة واقم 16 3.2
  22.5 4.5
اليوم الثاني

(الأربعاء)

3 شوّال 2 هـ

28 مارس 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
شرق حرّة واقم سد مُعاوية 17 3.4
سد مُعاوية قاع حضوضاء 25 5
  42 8.4
اليوم الثالث

(الخميس)

4 شوّال 2 هـ

29 مارس 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قاع حضوضاء قريب من القرقرة 21.2 4.2
قريب من القرقرة الأرحضية 12 2.4
الأرحضية قرقرة الكُدر 9.5 1.9
  42.7 8.5

 

 

طريق العودة (قرقرة الكُدر المدينة المنوَّرَة)
اليوم الأول

(الأحد)

7 شوّال 2 هـ

1 إبريل 624 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قرقرة الكُدر الأرحضية 9.5 1.9
الأرحضية قريب من القرقرة 12 2.4
  21.5 4.3
اليوم الثاني

(الاثنين)

8 شوّال 2 هـ

2 إبريل 624 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من القرقرة قاع حضوضاء 21.2 4.2
قاع حضوضاء سد مُعاوية 25 5
  46.2 9.2
اليوم الثالث

(الثلاثاء)

9 شوّال 2 هـ

3 إبريل 624 م

 

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
سد مُعاوية شرق حرّة واقم 17 3.4
شرق حرّة واقم العُرَيْض 16 3.2
العُرَيْض المدينة المنورة 6.5 1.3
  39.5 7.9

 

4- الحكايات

# عنصر مصادر مكان زمان
1  خروج النبي صلي الله عليه وسلم من المدينة إلى بني سُلَيْم  لما بلغه صلي الله عليه وآله وسلم أنهم قد جمعوا للمسلمين جمعًا سيرة ابن هشام المدينة المنورة  
2 النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستخلف علي المدينة بن أم مكتوم عبد المنذر وسباع بن عرطفة الغفاري لإدارة شئونها حتي عودته صلي الله عليه وآله وسلم   المدينة المنورة  
3 النبى صلى الله عليه وآله وسلم يصل إلى قرقرة الكدر ولم يجد بها أحد   قرقرة الكدر  
4 إقامة النبى صلى الله عليه وآله وسلم بالقرقرة ثلاثة أيام إنتظارا لمجئ أحد من بنى سليم وتأكيدًا لقوة المسلمين      
5 النبي صلي الله عليه وآله وسلم يعود ومن معه من المسلمين إلى المدينة دون قتال   المدينة المنورة  

 

5-    المراجع

  • معجم البلدان، ياقوت الحموي، دار صادر، بيروت
  • معجم معالم الحجاز، عاتق بن غيث البلادي، دار مكّة
  • معجم ما استعجم، البكري الأندلسي، تحقيق مصطفى السقا، عالم الكتب، بيروت
  • الطبقات الكبير، محمد بن سعد بن منيع الزهرى، تحقيق د.علي محمد عمر
  • المغازي، الواقدي، تحقيق مارسدن جونز
  • السيرة النبوية لابن هشام تحقيق مصطفى السقا وإبراهيم الإبيارى وعبدالحفيظ شلبى

مُلحق غزوة بني قَيْنُقَاع

1- الجغرافيا

 

بني قينقاع

 

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (ج.4، ص.424): “بالفتح ثم السكون وضم النون وفتحها وكسرها كلٌ يروى والقاف وآخره عين مهملة: وهو اسم لشَعْب من اليهود الذين كانوا بالمدينة أُضيف إليهم سوق كان بها ويقال سوق بني قينقاع”.

 

قال السمهودي في خلاصة الوفا (ص.159): “وبنو قينقاع عند منتهى جسر بطحان مما يلي العالية، وهناك سوقهم، ولهم الأطمان اللذان عند منقطع الجسر على يمينك وأنت ذاهب من المدينة إذا سلكت الجسر من الطريق الشرقيّة إلى العالية”.

 

و”منتهى جسر بطحان مما يلي العالية” الراجح أنّ المقصود “شطّ” بطحان من ناحية عوالي المدينة، والعوالي ما تزال معروفة لليوم وهي جنوب وجنوب شرق المدينة المنورة، وهناك سد وادي بطحان معروف في تلك المنطقة.

 

ولتعذُّر تحديد موضعهم بدقّة على الوصف المذكور، فهذه نُقطة تقريبيّة جنوب شرق المسجد النبوي الشريف قُرب بطحان:

 

المَعْلَم بنو قَيْنُقَاع
خط طول 39.632988 درجة شرقًا
خط عرض 24.427835 درجة شمالًا

2- التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.153): “غزوة قينقاع يوم السبت للنصف من شوال على رأس عشرين شهرًا، حاصرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى هلال ذي القعدة”، ووافقه ابن سعد في الطبقات.

 

وعند ابن هشام في السيرة (ص.402): “وقد كان فيما بين ذلك -من غزو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – أمر بني قينقاع…”، فذكرها في أوّل سياق سنة 3 هـ، بصيغة توحي أنّها في موضع ما في غزوات آخر سنة 2 هـ وبدايات سنة 3 هـ بعد غزوة بحُران بناحية الفُرُع، ولعدم ذكره تاريخًا، فالمُختار ما ذكره الواقدي وابن سعد.

 

  هجري ميلادي
بداية الحصار الاثنين 15 شوّال 2 هـ 9 إبريل 624 م
نهاية الحصار الأربعاء 1 ذو القعدة 2 هـ 25 إبريل 624 م
المُدّة 15 ليلة – من غير ليلة العودة

 

3- مُزامنة الطَّرِيق

 

طريق الذهاب
اليوم الأول

(الاثنين)

15 شوال 2 هـ

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة بنو قينقاع 5 1
  5 1

 

طريق العودة
اليوم الأول

(الأربعاء)

1 ذو القعدة 2 هـ

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بنو قينقاع المدينة المنورة 5 1
  5 1

 

4- الحكايات

 

# عنصر مكان زمان
1 نقض يهود بني قينقاع للعهد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فور عودته من بدر المدينة المنورة  
2 إجتماع النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع اليهود بسبب نقضهم للعهد المدينة المنورة  
3 قصة المرأة والرجل اليهودي المدينة المنورة  
4 خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم لحصار بني قينقاع المدينة المنورة  
5 استمرار الحصار لمدة خمس عشرة ليلة المدينة المنورة  
6 تبرؤ عبادة بن الصامت من حلفه مع اليهود المدينة المنورة  
7 وساطة عبد الله بن أبي ابن سلول لترك اليهود المدينة المنورة  
8 استجابة اليهود للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وترك أموالهم له وجلائهم من المدينة المدينة المنورة  

 

مُلحق يوميّات غزوة السُّوَيق لملاحقة أبي سفيان حتى قرقرة الكُدر

1-    الجغرافيا

 

قال الواقدي في المغازي (ص.156): “لما رجع المشركون إلى مكة من بدر حرّم أبو سفيان الدهن حتى يثأر من محمد وأصحابه بمن أصيب من قومه، فخرج في مائتي راكب -وقيل في أربعين راكبًا- حتى سلكوا النجدية، فجاءوا بني النضير ليلًا…فلمّا كان بالسحر خرج -أبو سفيان- فمرّ بالعريض فيجد رجلًا من الأنصار مع أجير له في حرثه فقتله وقتل أجيره وحرق حرثًا لهم، ورأى أن يمينه قد حلت ثم ذهب هاربً…”.

 

قال ابن هشام في السيرة (ص.401): “فأتوا ناحية منها -المدينة-، يقال لها: العريض، فحرقوا في أصوار من نخل بها، ووجدوا بها رجلًا من الأنصار وحليفًا له فقتلوهما…فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في طلبهم، …حتى بلغ قرقرة الكُدر ثم انصرف راجعًا وفاته أبو سفيان وأصحابه”.

 

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.27): “فلما كان بالسحر خرج أبو سفيان بن حرب فمرّ بالعُريض، وبينه وبين المدينة نحو من ثلاثة أميال، فقتل به رجلًا من الأنصار وأجيرًا له وحرّق أبياتًا هناك وتبنًا…”.

 

وعلى المذكور، فطريق هذه الغزوة هو طريق “النجديَّة”  إلى “قرقرة الكُدر”، من ناحية “العُريض” حيث قتل وخرّب أبو سُفيان، وهذا تفصيل هذه المعالم:

 

قرقرة الكُدْر ومَعْدِن بني سُلَيْم

 

قال ياقوت الحموى في معجم البلدان (ج4، ص441): “قرقرة الكُدر: جمع أكدر قرقرة الكدر، قال الواقدي بناحية المعدن قريبة من الأرحضية بينها وبين المدينة ثمانية بُرُد وقال غيره ماء لبني سليم”.

 

وعنده أيضًا (ج4، ص326): “قرقرة الكُدر: بالفتح وتكرير القاف والراء والقرقرة هي الأرض الملساء وهي موضع يقال له قرقرة الكدر جمع الكدرة من اللون ويجوز ان يكون جمع الكدرة بالفتح وهي القلاعة الضخمة من مدر الأرض المثار ونحو ذلك وهو قريب من المعدن”.

 

وعند عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1433): “قرقرة الكُدر: قال الواقدى بناحية المعدن قريبة من الأرحضية بينها وبين المدينة ثمانية برد وقال غيره ماء لبني سليم وذكره البكرى في رسم ظلم وتغلمين قال عاتق :وبهذه النصوص يكون الكدر أو قرقرة الكدر شرق المدينة علي يمينك وانت تؤم القصيم خارجا من الصويدرة ولا صلة لها بقرقرة خيبر “.

 

وفي عيون الأثر لابن سيد الناس (ص.447):  “قرقرة الكُدر: هي موضع بين المدينة ومعدن بني سليم ويعرف هذا المعدن اليوم بالمهد”.

 

قال ياقوت (ج.3، ص.154): “هو معدن فَرَان، ذكر في فران، وهو من أعمال المدينة على طريق نجد”، ولم يذكر ياقوت في فَرَان معلومات مفيدة عن موضع المعدن، فاكتفينا بما ذُكِر.

 

وعند عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1619): “المعدن:…أصبح اليوم مدينة بعد أن عدل اسمه إلي مهد الذهب لاستخراج الذهب منه ثم اختصر إلي اسم المهد”، وهو ما يزال معروفًا لليوم باسم “مهد الذهب” على الخرائط الرسمية للمساحة السعوديّة.

 

وعلى هامش الحربي في المناسك يقول حمد الجاسر (ص.411): “قرقرة الكُدر بقُرب الأرحضيّة في بلاد بني سُلَيْم بجهة معدنهم”، وعليه فالقرقرة أقرب ما يكون للأرحضيّة بحسب الحربي والحموي كما تقدم، بعدها ناحية المعدِن.

 

ذكر الأستاذ محمد الشاوي في تقريره على موقع مكشات على شبكة الانترنت: “قرقرة الكدر هي ما يُعرف الآن باسم قاع حضوضاء ويقع هذا القاع العظيم الشاسع شرق المدينة المنورة بميل يسير إلى الجنوب في ديار غطفان قديمًا، وهو في طريق أهل المدينة إلى نجد وإلى المعدن -معدن بني سليم- ويبعد طرف القاع الغربي عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حوالي 40 كم، وواضح أن قاع حضوضاء ليس وحده قرقرة الكدر وإنما هو جزء منها والقرقرة أشمل وأوسع من القاع، إذ تمتد إلى قريب من معدن بني سليم وهو ما يعرف اليوم بمهد الذهب”.

 

وعلى ما تقدم، وبمراجعة خرائط غوغل لتحديد موقع قَرْقَرَة الكُدْر ومَعْدِن بَني سُلَيْم، يتبين أن قَرْقَرَة الكُدْر هي أرض ملساء تقع جنوب شرق المدينة المنوَّرَة، بحيث تكون على اتجاه اليمين للذاهب على الطريق المُعَبَّد باتجاه القصيم كما تقدم عند عاتق البلادي، وحسب ما ذُكر عند الأكثريّة من كون قرقرة الكدر تقع ناحية المَعْدِن، أقرب ما يكون للأرحضيَّة -وما تزال معروفة على ما ذكره حمد الجاسر-، ويبعد -المعدِن- عن المدينة المنوَّرَة ثمانية بُرُد -أي حوالي 178 كم-، فلا يجب اعتبار أن منطقة قاع حضوضاء هي فقط منطقة قرقرة الكدر إنما القرقرة هي أشمل وأوسع من ذلك فهي لابد أن تبدأ من هذا القاع وتمتد لتصل إلي قريب من المعدن.

 

فالقاع -قاع حضوضاء- جزء من القرقرة وليس هو فقط القرقرة، حيث أن ذلك يتطابق مع المذكور في كتب الجغرافيا التراثيّة، وأثبته الاستاذ محمد الشاوى في تقريره، ومعدن بني سُلَيْم هو نفسه مهد الذهب بلا خلاف وما يزال معروفًا لليوم، والقاع مذكور ما يزال معروفًا على خرائط هيئة المساحة السعوديّة وهذه إحداثيّات تقريبيّة لهذه المعالم:

 

المَعْلَم قَرْقَرَة الكُدْر
خط طول 40.978056 درجة شرقًا
خط عرض 23.503435 درجة شمالًا

 

المَعْلَم مَعدِن بَنِي سُلَيْم (مهد الذهب أو المهد)
خط طول 40.864237 درجة شرقًا
خط عرض 23.500703 درجة شمالًا

 

المَعْلَم قاع حضوضاء
خط طول 39.981968 درجة شرقًا
خط عرض 24.414810 درجة شمالًا

 

ويصف هذا الطريق الحربي في المناسك (ص.330): ” ثم ينصرف من المدينة في طريق آخر على معدن بني سليم، وعدد أمياله أيضًا مائة ميل وميلان، فمن ذلك إلى سد معاوية عشرون ميلًا،…ومن سد معاوية إلى الأرحضيَّة اثنان وثلاثون ميلًا ومن الأرحضية إلى المالحة احدى وعشرون ميلًا ومن المالحة إلى معدن بني سُلَيْم تسعة وعشرون ميلًا”، وفي تعليقات حمد الجاسر بهامشه: الأرحضية -قال السمهودي-: ذكر الأسدي أنها في وسط الطريق بين المدينة ومعدن بني سُلَيْم على نحو خمسين ميلًا من كل منهما، وأن الرشيد كان يسلك هذه الطريق في رجوعه من المدينة ا.هـ، والأرحضية لا تزال معروفة، تسمى الرحضية…”.

 

وعليه ومن الروايات السابقة، فهذه معالم الطريق إلى القرقرة:

المدينة المنورة – العُرَيْض – سد مُعاوية – قاع حضوضاء – الأرحضيّة – قَرْقَرة الكُدر

 

الأرحَضيَّة

 

قال السمهودي في وفاء الوفا (ص.348): “الأرحضية: بحاء مهملة وضاد معجمة ومثناة تحتية مشددة، قرية للأنصار وبني سليم، بها آبار ومزارع وحذاءها قرية يقال لها الحجر، قاله عرّام، ومنه أخذ المجد -الفيروزأبادي- قربها من أُبلى لما تقدم فيها، وتُعرف اليوم بالرحضية -بضم الراء-، …وذكر الأسدي أنها في وسط الطريق بين المدينة ومعدن بني سليم على نحو خمسين ميلًا من كل منهما، وأن الرشيد كان يسلك هذه الطريق في رجوعه من المدينة، وسماها الأرحضية”.

وبتتبع الطريق بين المدينة ومعدن بني سُلَيْم -مهد الذهب- على طريق النجديّة الشرقي، يتبين أن هذا الطريق حوالي 98 ميل إلى 107 أميال بالقياس على خرائط جوجل حسب عدّة مسارات ممكنة، وهو معقول على ما ذكره الحربي من كون المسافة 102 ميلًا، وعليه بقياس حوالي 50  ميلًا من مهد الذهب عودًا ناحية المدينة، وتأكيدها بقياس 32 ميلًا من وادي الخنق -سد معاوية- يمكن تحديد الأرحضية بشكل تقريبي. وقد ذكر حمد الجاسر أنها معروفة للآن وهي قرية صغيرة اسمها الرحضية، ولم نقف عليها على خرائط غوغل، وهذه إحداثيّات تقريبيّة للأرحضيّة، وهي أقرب ما يكون إلى جنوب منطقة غُراب الواقعة جنوب المدينة المنورة على طريق النجديّة:

 

المَعْلَم الأرحضية (الرحضية)
خط طول 40.229958 درجة شرقًا
خط عرض 24.099449 درجة شمالًا

 

وبمُقارنة التعيين التقريبي للأرحضيّة بتعيين القرقرة المُتقدّم، نجد أنّ بينهما حوالي 10 كم تقريبًا وهو ما يتوافق والمذكور في الروايات من كون القرقرة قريبة من الأرحضيّة.

 

وثمّة طريق آخر ممكن عند أطراف جبال الحجاز الشرقيّة مارًا بوادي العقيق وآبار الماشي ثم وادي ريم، ثم جنوبًا حتى وادي الفُرُع ثم شرقًا مارًا بالسوارقية لكنه أطول بحوالي مُتعشّى (بريد) -22 كم-.

 

والأرحضيّة على حواف مساحة القرقرة، وبين نقطة القرقرة المختارة ونقطة أسميناها “قريب من القرقرة” اعتبرناها لتقسيم الطريق، وهذه إحداثيّات تقريبيّة لها:

 

المَعْلَم قريب من القرقرة
خط طول 40.225898 درجة شرقًا
خط عرض 24.221121 درجة شمالًا

 

العُرَيْض وحرَّة واقِم

 

قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1143): “العُريض: تصغير عرض بالفتح أو عرض بالضم، قال أبوبكر الهمداني: هو وادٍ بالمدينة له ذكر في المغازي خرج أبو سفيان من مكة حتي بلغ العريض ثم انطلق هو وأصحابه هاربين إلي مكة، وقال البكري هو موضع من أرجاء المدينة فيه أصول نخل وله حرة نسبت إليه…والعُرَيْض اليوم معروف في شق المدينة الشامي الشرقي، إذا خرجت في طريق الشام الذي يجعل أُحُدًا يساره مررت غرب العُرَيْض، وبه بُستان معروف”.

 

وعنده أيضًا (ص. 66): “وادي الخنق: هناك جبل يسمى تياب أو تيت أو تيب أو تيأم أو تيام يقع شرق المدينة المنورة إلى الشمال أحمر اللون ينقاد إلى وادى الخنق فوق العاقول ووادي العريض يقع بين جبل تيام كما يسمى اليوم وبين المدينة المنورة”.

 

وعنده في معجم معالم السيرة (ص.205): “العُرَيْ بضم العين المهملة، وفتح الراء، وسكون المثناة التحتية، وآخره ضاد معجمة: ناحية من المدينة في طرف حرّة واقم، شملها اليوم العمران، ما زالت معروفة. جاء ذكرها في غارة أبي سفيان في غزوة السويق”.

 

وحرّة واقم ما تزال معروفة لليوم ممتدة شرق المدينة المنورة، وطرفها من جهة الشمال جنوب وجنوب شرق جبل أُحُد وجنوب جبل ثور المدينة، والطريق الذي يكون فيه أُحُد عن يسارك ويكون طرف حرّة واقم في جهة الشمال الشرقي تكون العُريض عن يمينك بالسير في نفس الاتجاه، والمذكور في الكُتُب أن بعض أهل البيت الكرام قد سكن هذه المنطقة وإليها يُنسبون وهم “العُريضيّون”.

 

وعلى ما ذكرنا فهذه إحداثيّات تقريبية لتلك المعالم:

 

المَعْلَم العُرَيْض
خط طول 39.661628 درجة شرقًا
خط عرض 24.503953 درجة شمالًا

 

المَعْلَم حرّة وَاقِم
خط طول 39.693934 درجة شرقًا
خط عرض 24.524122 درجة شمالًا

 

سدّ مُعاوية

 

وسدّ مُعاوية ما يزال معروفًا للآن في وادي الخنق مذكور على الخرائط، وبقياس المسافة بينه وبين المدينة المنوَّرة على خرائط غوغل من ناحية الطريق المارّ بالعُرَيْض يتبين أنّها حوالي 39 كم تقريبًا -21 ميلًا فلكيًا- وهي تطابق تقريبًا ما ذكره الحربي من المسافة بين المدينة وسد مُعاوية كما تقدّم وأنّها 20 ميلًا، وهذه إحداثيّاته التقريبيّة:

 

المَعْلَم سد معاوية (وادي الخنق)
خط طول 39.918880 درجة شرقًا
خط عرض 24.442553 درجة شمالًا

 

ولغرض تقسيم الطريق إلى مُتعشّيات فهذه نُقطة تقريبيّة بين المدينة وسدّ مُعاوية في شرق حَرَّة المدينة الشرقيَّة -حرّة واقِم-:

 

المَعْلَم شرق حَرَّة واقِم
خط طول 39.778381 درجة شرقًا
خط عرض 24.481579 درجة شمالًا

 

2-  التاريخ

 

وتفصيل تاريخ هذه الغزوة مذكور في مُلحق غزوات وسرايا أرض بني سُليْم بالملاحق العلميّة، واتّفقوا على كونها في السنة الثانية في ذي الحجّة، وجزم الواقدي وابن سعد بكون الخروج في يوم الأحد الخامس منه، وبمُراجعة برمجيَّة آستروكال، نتبيّن أن يوم الأحد 5 ذو الحجّة 2 هـ قد وافق الثلاثاء لا الأحد، وقد وافق الأحد 5 ذو الحجّة 3 هـ، فالراجح أنّ يوم الأسبوع محسوب عند الواقدي وابن سعد بالرجوع القهقرى بإضافة سنة على سبيل الخطأ.

 

وبقياس المسافة بين المدينة المنوَّرة وقرقرة الكُدر مارًّا بالعُرَيْض، تكون حوالي 107 كم تقريبًا، وهي مسيرة يومين كاملين والوصول في الثالث -باعتبار 44.5 كم هو مسير اليوم والليلة-، والأصح أن هذه الغزوة كانت محض مُطاردة لأبي سفيان ومن معه، فالظاهر عدم التوقف وضغط المسافة بما يعني السير المتصل ليل نهار ليلحقوا بهم بدون راحة في منتصف الطريق، والمذكور في الرواية أنّ أبا سُفيان قد حرق وخرّب في وقت السَّحَر بمنطقة العُرَيْض -على مسافة 6.5 كم تقريبًا من المدينة المنورة-، وهي مسافة عشر دقائق تقريبًا على الفَرَس السريع -سرعته حوالي 40 كم/ساعة-، فالظاهر أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ندب النّاس وخرج على إثرهم وقت الفجر تقريبًا وصلّوا الصبح في الطريق، ويكون سيرهم تقريبًا هكذا على يوم ونصف تقريبًا، ساروا في الأوَّل مرحلتين -حوالي 85 كم تقريبًا- ثم بريدًا في الليلة التالية فلمّا لم يلحقوا أبا سفيان أقاموا بالقرقرة للاستراحة بقيّة الليل، ثم عادوا في اليوم الثالث لخروجهم.

 

فإذا كان الخروج في بقيَّة الثلاثاء 5 ذو الحجّة، فالوصول يكون صبيحة يوم الأربعاء 6 ذو الحجّة، ثم الإقامة بقيّة الأربعاء ثم بعض ليلة الخميس، ثم التحرك للعودة بقيَّة ليلة الخميس 7 ذو الحجة، والسير على المُعتاد للوصول في اليوم الثالث للتحرك من القرقرة، فهذا يوم السبت 9 ذو الحجّة، فهذه الخمسة أيّام التي ذكرها الواقدي وابن سعد، وفيما يلي مُلَخَّص بهذه التواريخ:

  هجري ميلادي
خروج الثلاثاء 5 ذو الحجة 2 هـ 29 مايو 624 م
وصول الأربعاء6 ذو الحجة 2 هــ 30 مايو 624 م
رجوع المدينة السبت 9 ذو الحجة 2 هــ 2 يونية 624 م
المُدّة 5 أيام
الإقامة في قرقرة الكدر ليس هناك مدة فهي غزوة ملاحقة في الطريق

 

3-    مُزامنة الطَّرِيق

 

طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة – قرقرة الكُدر)
اليوم الأول

(الثلاثاء)

5 ذو الحجة 2 هـ

29 مايو 624 م

 

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العُرَيْض 6.5 1.3
العُرَيْض شرق حرّة واقم 16 3.2
شرق حرّة واقم سد مُعاوية 17 3.4
سد مُعاوية قاع حضوضاء 25 5
قاع حضوضاء قريب من القرقرة 21.2 4.2
  85.7 17.1
اليوم الثاني

(الأربعاء)

6 ذو الحجة 2 هـ

30 مايو 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من القرقرة الأرحضية 12 2.4
الأرحضية قرقرة الكُدر 9.5 1.9
  21.5 4.3

 

طريق العودة (قرقرة الكُدر – المدينة المنوَّرَة)
اليوم الأول

(الخميس)

7 ذو الحجة 2 هـ

31 مايو 624 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قرقرة الكُدر الأرحضية 9.5 1.9
الأرحضية قريب من القرقرة 12 2.4
قريب من القرقرة قاع حضوضاء 21.2 4.2
  42.7 8.5
اليوم الثاني

(الجمعة)

8 ذو الحجة 2 هـ

1 يونية 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قاع حضوضاء سد مُعاوية 25 5
سد مُعاوية شرق حرّة واقم 17 3.4
  42 8.4
اليوم الثالث

(السبت)

9 ذو الحجة 2 هـ

2 يونية 624 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
شرق حرّة واقم العُرَيْض 16 3.2
العُرَيْض المدينة المنورة 6.5 1.3
  22.5 4.5

 

4- الحكايات

# عنصر مصادر مكان زمان
1  خروج النبي صلي الله عليه وسلم من المدينة في مائتين من المهاجرين والأنصار يريد أبا سفيان سبل الهدى والرشاد المدينة المنورة  
2 النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستخلف علي المدينة بشير بن عبد المنذر لإدارة شئونها حتي عودته صلي الله عليه وآله وسلم   المدينة المنورة  
3 النبي صلي الله عليه وآله وسلم يصل حتي قرقرة الكدر ولم يجد أبا سفيان ومن معه   قرقرة الكدر  
4 النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعود بمن معه من المهاجرين والأنصار إلي المدينة المنورة ولم يحدث قتال بينه وبين أحد من الناس   المدينة المنورة  

 

5-    المراجع

  • موقع مكشات، تقرير محمد الشاوي عن قاع حضوضاء:

http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?150765