مُلحق يوميّات سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى خضرة

1 الجغرافيا

قال الواقدي في المغازي (ص.527): “سرية خَضِرَة أميرها أبو قتادة…بعثنا إلى غطفان نحو نجد”.

 

وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج.2، ص.123): “ثم سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى خَضِرَة، وهي أرض مُحارب بنجد،…بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا قتادة ومعه خمسة عشر رجًلا إلى غطفان وأمره أن يشُنّ عليهم الغارة”.

 

خَضِرَة

 عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.555) : “واد كبير كثير المياه تجري على وجه الأرض غيول وسروب، فيه نخيل كثيرة يصب في وادي مرّ، ورأسه يتعلق مع رأس وادي الفُرُع في قرارة من الحرة تسمى المقلب”.

قال المجد في المغانم (ص.4): “آرة: جبل قرب المدينة، يقابل قدسًا من أشمخ ما يكون من الجبال، أحمر تخر من جوانبه عيون، على كل عين قرية، فمنها الفُرُع، وأمّ العيال، والمضيق، والمحضة، وخَضِرَة، والوبرة، والغفوة، تكتنف آرة من جميع جوانبه وفي كل هذه القرى نخيل وزروع وهي من السقيا على ثلاث مراحل من عن يسارها مطلع الشمس وواديها يصب في الأبواء ثم في ودان”.

 

وللأستاذ محمد الشاوي مقال توثيقي مُصوَّر على موقع مكشات على شبكة الانترنت عن موقع خَضِرَة الآن وهي جنوب غرب الأكحل بحوالي 55 كم تقريبًا، أسفل قرية الفُرُع، وهذه إحداثيّات تقريبيّة لها:

المَعْلَم خَضِرَة
خط طول 39.421496 درجة شرقًا
خط عرض 23.058880 درجة شمالًا

 

والطريق إليها هو طريق الفُرُع ثم عند قرية السدّة المعروفة تأخذ يمينًا قبل أن تخرج إلى وادي أحياء.

2 التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.527): “سرية أميرها أبو قتادة في شعبان سنة ثمان”.

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص. 123): “ثم سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى خَضِرَة، وهي أرض مُحارب بنجد، في شعبان سنة ثمان من مُهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”.

إلا أنّ الواقدي جعلها هي وسريّة ابن أبي حدرد إلى الغابة شيئًا واحدًا، والتحقيق أنّ هذا خطأ واضح لأن الجهة مختلفة، وسببه أنّ سريّة ابن أبي حدرد كانت في نفس الشهر ولم تكن إلا يومان فقط إذ الغابة قريبة جدًا من المدينة -في الشَّمَال- كما تبين في يوميّاتها وملاحقها وهذه السريّة في الجنوب، والمُختار أنّ سريّة أبي قتادة كانت بعد عودة سريّة ابن أبي حدرد مُباشرة في حدود يوم أو يومان، وقد حققنا عودة ابن أبي حدرد يوم الجمعة 9 شعبان 8 هـ، فيكون خروج سريّة أبي قتادة بحدود الاثنين 12 شعبان 8 هـ الموافق 4 ديسمبر 629 م، والله أعلم.

 

وبقياس مسافة الطريق حتى خَضِرة على خرائط غوغل، ومراحلها مذكورة في مُلحق عُمرة القضاء 7 هـ، فهي حتى وادي النخل مسير ثلاثة أيّام، ثم منه نصف مرحلة يمينًا إلى خَضِرَة فهذه ثلاثة ونصف، وأما ما ذُكِر في الروايات أنّهم غابوا خمس عشرة ليلة ففيه نظر فالطريق ذهابًا ثلاثة أيّام ويصلون في الرابع، ثم مثلها في العودة فهذه ثمانية على أقصى تقدير، والله أعلم.

3 مُزامنة الطَّرِيق                                                                      

 

طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة – خَضِرَة)
اليوم الأول

(الاثنين)

12 شعبان 8 هـ

4 ديسمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة الجثجاثة 25 5
الجثجاثة وادي ريم 22 4.4
اليوم الثاني

(الثلاثاء)

13 شعبان 8 هـ

5 ديسمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي ريم اليُتمة 25 5
اليتمة وادي النقيع 25.5 5
اليوم الثالث

(الأربعاء)

14 شعبان 8 هـ

5 ديسمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي النقيع الريّان 24.5 5
الريّان وادي الفرع 23 4.6
اليوم الرابع

(الخميس)

15 شعبان 8 هـ

6 ديسمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الفُرُع وادي النخل 25 5
وادي النخل خَضِرَة 25 5

 

طريق العودة (خَضِرَة – المدينة المنوَّرَة)
اليوم الأول

(الجمعة)

16 شعبان 8 هـ

7 ديسمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
خَضِرَة وادي نخل 25 5
اليوم الثاني

(السبت)

17 شعبان 8 هـ

8 ديسمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي نخل وادي الفُرُع 25 5
وادي الفرع الريان 23 4.6
اليوم الثالث

(الأحد)

18 شعبان 8 هـ

9 ديسمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الريان وادي النقيع 24.5 5
وادي النقيع اليتمة 25.5 5
اليوم الرابع

(الاثنين)

19 شعبان 8 هـ

10 ديسمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
اليُتمة وادي ريم 25 5
وادي ريم الجثجاثة 22 4.4
اليوم الخامس

(الثلاثاء)

20 شعبان 8 هـ

11 ديسمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجثجاثة المدينة المنورة 25 5

 

4 المراجع

 

موقع مكشات: معالم مابين الحرمين ( جبل آرة ووادي مـر ووادي خضرة ) … تقرير محمد الشاوي

http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?231945

مُلحق يوميّات سرية عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي إلى الغابة

1 الجغرافيا

 

الغَابَة

 

عند ياقوت الحموي في معجم البلدان (ج.4، ص.182): “الغابة: الوطأة من الأرض التي دونها شرفة وهو الوهدة، وقال أبو جابر الأسدي: الغابة الجمع من الناس، والغابة الشجر الملتفّ الذي ليس بمرتوب لاحتطاب الناس ومنافعهم: وهو موضع قرب المدينة من ناحية الشام.. وهو المذكور في حديث السباق”، وعليه فهي شمال المدينة ناحية الشَّام.

 

وعند السمهودي في وفاء الوفا (ج.3، ص.186): “زغابة مجتمع السيول غربي قبر حمزة رضي الله تعالى عنه، وهو أعلى وادي إضم”، وقبر حمزة رضي الله عنه معروف قريب من جبل أُحُد، ووادي إَضَم -وهو وادي المدينة- معروف، غرب جبل أُحُد.

 

وعند عاتق البلادي في معجم معالم السيرة (ص.223): “الغَابَة: هي أرض من مُقَصَّر جبل أُحُد إذا أَكْنَعَ في قَنَاة إلى الشَّمَال، تشْمل مَدْفَع وادي النَّقَمى في الْخُلَيْل، ويمكن اعتبار الْخُلَيْل كلِّه من الغابة، والخُلَيْل: هو وادي المدينة بعد اجتماع: قَنَاة وبَطِحَان، والعَقِيق”.

 

وعنده أيضًا (ص: 281): “والغَابَة من الجهة المُقَابِلة من الوادي، من أُحُد وغرب وَشَمَال”.

 

وعند الصالحي في سُبُل الهدى والرشاد (ج.6، ص.188): “الغابة: .. وادٍ أسفل المدينة”.

 

وعند أحمد الخياري في تاريخ معالم المدينة المنورة (ص.243): “زَغَابة أو الغَابَة: الغابة لغة: هي الأرض ذات الشجر الكثير المتكاثف، والغابة تقع غربي مشهد سيدنا حمزة رضي الله عنه وجبل أحد، وشمال المدينة المنورة، وهي مجمع سيول المدينة المنورة.. تتجمع قبل الغابة في وادي إضم، ثم تصب موحدةً في الغابة”.

 

وعند علي حافظ في فصول من تاريخ المدينة المنورة (ص.291): “الغَابَة: الأرض التي في شمال وشمال غرب أحد”.

 

وعند الزمخشري في الجبال والأمكنة والمياه (ص.251): “الغَابَة: بريد من المدينة على طريق الشام”.

 

وعند أبي جعفر البغدادي في المحبر (ج.1، ص.123): “الغَابَة، وهي على ثمانية أميال من المدينة”.

 

وقال السمهودي في وفاء الوفا (ج.4، ص.123): “يحمل البريد على أقصاها، وما بعده على أثنائها، وأما أدناها فالحفياء”.

 

وعند الهمداني في الأماكن (ص.651): “كان العباس بن عبد المطلب يقفُ على سَلْع -جبل- فيُنادِي غلمانه وهم بالغَابَة فيُسْمِعُهُم.. وبين سَلْع وبين الغَابَة ثمانية أميال”، فإذا كان العبّاس يُسمعهم بصوته وكان صوته رضي الله عنه جهوريّا من الأصوات العالية جدًا، فإنّ الصوت سيصل إلى مدى بعيد جدًا ويتردد ويكون مسموعًا بسبب الجبال المُحيطة فيُسمع عند جبل أُحُد وعند أول الغابة، وجبل أُحُد على مسافة حوالي 3.5 كم تقريبًا من جبل سلع.

 

وعند عبد العزيز الكعكي في معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ (ج.1، ص.596): “الغَابَة: شمالي المدينة بنحو ثمانية وعشرين كيلومتر تقريبًا”.

 

وعلى المذكور فالغابة منطقة تمتد من غرب جبل أُحُد غرب قبر حمزة رضي الله عنه، فتسير شمالًا حتى يكون حن يمينك جبل ثور المدينة وتترك أُحُد جنوبًا عند مجتمع السيول، وأقصى نقطة بها تقريبًا على مسافة 14 كم من المدينة المنوَّرَة شمالًا بالقياس على خرائط غوغل، وهي حوالي الثمانية أميال المذكورة.

 

وهذه إحداثيّات تقريبيّة للغابة:

المَعْلَم الغَابَة
خط طول  39.602310 درجة شرقًا
خط عرض  24.567269 درجة شمالًا

 

سَلْع

 

عند البكري في معجم ما استعجم (ج.3، ص.737): “جبل متّصل بالمدينة”.

 

وعند محمد حسن شُرَّاب في المعالم الأثيرة (ص.142): “سَلْع: بفتح أوّله وإسكان ثانيه، وفي الجنوب الغربي منه تقع المساجد السبعة، ومنها مسجد الفتح”.

 

وجبل سَلْع مازال معروفًا لليوم مشهورًا عند أهل المدينة وهذه إحداثيّاته التقريبيّة:

المَعْلَم جبل سلع
خط طول  39.600846 درجة شرقًا
خط عرض  24.478718 درجة شمالًا

 

2 التاريخ

 

ذكر ابن هشام عن ابن إسحاق هذه السريّة في مُلخص السرايا بنهاية كتابه بغير ترتيب (انظر سيرة ابن هشام: ص.724)، ولم يذكر لها تاريخًا، ورتّبها ابن سيّد الناس قبل فتح مكّة مُباشرة بعد سريّة بطن إضّم، وابن إسحاق جعلها بعد بطن إضم في التدوين، لكن ذكر بعدها مقتل عصماء بنت مروان ومعلوم أنّ مقتل عصماء بنت مروان كان في أعقاب غزوة بدر الكبرى من السنة الثانية، وذكر بعدها أيضًا سريّة دومة الجندل وهي عند غيره في سنة 6 هـ، فيُفهم منه أنّ ترتيب ابن إسحاق ومتابعة ابن سيد الناس له ربما هو محلّ نظر، إلّا أنّ ابن عبد البرّ في ترجمة عبد الله بن أبي حدرد -قائد السريّة- يروي أنّه رضي الله عنه مات سنة 71 هـ وله من العُمر 81 عامًا (انظر الاستيعاب: ص.427)، فيكون عُمره رضي الله عنه وقت الهجرة الشريفة حوالي 10 سنوات تقريبًا، فهو من شباب الصحابة إذًا، ولم يكن النّبي صلى الله عليه وآله وسلم يأذن لمن هم دون 14-15 سنة بالقتال على المُعتاد، وعليه فمن المنطقي ألا يُشارك ابن أبي حدرد في الغزوات والسرايا حتى السنة السادسة، وهو ما نصّ عليه ابن عبد البر أن أول مشاهده كانت الحُديبيّة وخيبر وما بعدهما، وأوّل ذكر له في السرايا في سريّة بطن إضَم، فالظاهر أنّ سريّة الغابة كانت بعدها كما اختار ذلك ابن سيّد الناس قبل فتح مكّة شرّفها الله تعالى، والظاهر أيضًا من سياق السريّة أنّ الوقت لم يكن صيام وكان قبل رمضان، فالمُختار إذا كونها في نهاية شعبان من السنة الثامنة، والله أعلم.

 

وفي سياق قصّة السريّة في المصادر، أن ابن أبي حدرد كان قد تقدم للزواج ثم مكث أيّامًا وأرسله النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهذه الغزوة، فلمّا عاد أعانه على تكاليف زواجه ببعض الغنيمة، والمُختار أنّ هذا كان الجُمعة السابقة لخروجه على التقدير، والله أعلم.

 

قال ابن هشام في السيرة (ص. 724): “قال -ابن أبي حدرد-: فخرجنا ومعنا سلاحنا من النبل والسيوف، حتى إذا جئنا من الحاضر-مكان التمركز- عُشيشية -قبيل غروب الشمس بقليل-…”.

 

ولقُرب المسافة في هذه السريّة، فإنّها لم تستغرق سوى يومان على الأرجح، فقد خرجوا في نهار يوم ووصلوا قُبيل غروب الشمس وعادوا بعد غروبها -كما ذُكِر-، والمُختار أنّ الخروج كان يوم الخميس 8 شعبان 8 هـ على التقدير، والله أعلم، وهذا ملخص التواريخ:

  هجري ميلادي
زواج ابن أبي حدرد الجمعة 2 شعبان 8 هـ 24 نوفمبر 629 م
الخروج للغابة الخميس 8 شعبان 8 هـ 30 نوفمبر 629 م
القتال والعودة الجمعة 9 شعبان 8 هـ 1 ديسمبر 629 م
المُدَّة يومان

 

3 مُزامنة الطَّرِيق

 

طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة – الغَابَة)
اليوم الأول

(الخميس)

8 شعبان 8 هـ

30 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة الغابة 14 2.8
  14 2.8

 

طريق العودة (الغَابَة – المدينة المنوَّرَة)
اليوم الأول

(الجمعة)

9 شعبان 8 هـ

1 ديسمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الغابة المدينة المنوّرة 14 2.8
  14 2.8

 

مُلحق سرية كعب بن عُمير إلى ذات أطلاح ناحية البلقاء

1 الجغرافيا

 قال الواقدي في المغازي (ص.41): “ثم غزوة كعب بن عمير الغفاري في سنة ثمان في ربيع الأول إلى ذات أطلاح وأطلاح ناحية الشام من البلقاء على ليلة”.

 

وقال (ص.512): “بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كعب بن عمير الغفاري في خمسة عشر رجلًا حتى انتهوا إلى ذات أطلاح من أرض الشّام”.

 

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.119): “ثم سرية كعب بن عمير الغفاري إلى ذات أطلاح، وهي من وراء وادي القُرى…حتى انتهوا إلى ذات أطلاح من أرض الشأم”.

 

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (ج.3، ص. 312): “الشأم: وأمّا حدها فمن الفرات إلى العريش المتاخم للديار المصرية، وأما عرضها فمن جبلي طيء من نحو القبلة إلى بحر الروم، وما بشأمة ذلك من البلاد، …وطولها من الفرات إلى العريش نحو شهر، وعرضها نحو عشرين يومًا”، فهذا صريح في تحديد ما أُطلق عليه الشّام عند القدماء، فهي من الفُرات شرقًا وحتى العريش غربًا في سيناء، ومن جبلي طيء جنوبًا حتى بحر الرُّوم شمالًا -وهو البحر الأبيض المتوسط-، وجبلي طيء هي مجموعة الجبال غرب منطقة حائِل، ويُقابلها غربًا بمُراجعة الخرائط خيبر ثم ذي المروة ثم أُم لُج على ساحل البحر الأحمر في أقصى الغرب، وعليه فوادي القُرى وهو مُغيراء الآن -انظر تحديده بدقة بالملاحق العلميّة- من أوّل الشام جنوبًا، ثم تيماء شرقًا ودومة الجندل في أقصى الشرق، وتبوك شمالًا وصحراء حِسمى، كل ذلك معدود عندهم في بلاد الشّأم.

 

وقد أورد ابن كثير في البداية والنهاية هذه السرية تحت عنوان: “سرية كعب بن عُمير إلى بني قُضاعة من أرض الشام”، وقبائل قُضاعة كانت هذه أراضيهم يتنقلون وينزلون فيها، كما ذكره عُمر كحالة في معجم القبائل العربية.

 

البَلْقَاء

قال ياقوت في معجم البلدان (ج.1، ص.489): “البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القُرى، قصبتها عمّان، وفيها قُرى كثيرة ومزارع واسعة…”، والكورة هي المُقاطعة أو المُحافظة أو المنطقة الواسعة التي تحوي عدّة قُرى، وقَصَبتها: يعني وسطها أو عاصمتها عمّان الأُردن الآن، وجبال الأُردن هذه ما زالت تُعرف إلى الآن بجبال البلقاء، فعلى تحديد الواقدي -ولم نقف على غيره- أن ذات أطلاح هذه على ليلة من البلقاء، لعلّه يقصد أطرافها الجنوبيّة جهة المدينة المنوَّرَة، وهي بوادي الأُردن الشرقيّة الآن.

ويقول ابن سعد في سريّة مؤتة (ج.2، ص.119): “ثم سريّة مؤتة، وهي بأدنى البلقاء، والبلقاء دون دمشق…”، فالظاهر أنّ البلقاء كان يُقصد بها مُطلق الأُردُن، وهي من أسماءها القديمة، إذ مؤتة لا تزال معروفة للآن على أكثر من 100 كم جنوب عمّان عند الكَرَك، وهي مُنتهى البلقاء على ما ذكر ابن سعد،

وبقياس حوالي 45 كم جنوب مؤتة (مقام سيدنا جعفر الطيّار) فهي قريب مما يُعرف الآن بجُرف الدراويش على ليلة من معان، والله أعلم:

المَعْلَم ذات أطلاح (جُرف الدراويش)
خط طول 35.804499 درجة شرقًا
خط عرض 30.600466 درجة شمالًا

 

قال الحربي في المناسك (ص.653): “ومن بالعة إلى الحفير، ومن الحفير إلى معان، ومن معان إلى ذات المثار، ومنها إلى المغيثة، ومنها إلى سرغ، ومن سرغ إلى تبوك ومن تبوك إلى المحدثة، ومن المحدثة إلى الأقرع، ومن الأقرع إلى الجنينة، ومن الجنينة إلى الحِجر، ومن الحِجر إلى وادي القُرى، ومن وادي القُرى إلى السُّقيا وبها يلتقي الطريق”، وبالعة من قُرى البلقاء فهي من ضواحي عمّان على الأغلب وكذلك الحفير”، وبمُراجعة هذا الطريق على الخرائط بمعلوميّة الأماكن التي لا تزال معروفة مثل معان وتبوك والحِجر، وبتحديد وادي القُرى كما في الملاحق العلميّة، ثم تحديد ذات أطلاح كما تقدَّم، يمكننا أن نسرد مراحل الطريق بالقياس على خرائط غوغل بالتَّقريب:

 

المدينة — ذو خُشُب — السويداء — المر — ذو المروة — الرحيبة — سقيا الجزل (وادي القُرى)

ثم نصف مرحلة حتى آخر وادي القُرى شمالًا عند مُغيراء (حوالي 18 كم تقريبًا) – ثم يستمر الطريق منها إلى الحِجر — الجنينة — الأقرع — المحدثة — جنوب تبوك — شمال تبوك — سرغ — المغيثة — ذات المثار — معان — جرف الدراويش (ذات أطلاح)، وهي مسافة ست عشرة مرحلة ونصف تقريبًا.

 

2 التاريخ

قال الواقدي في المغازي (ص.512): “سريَّة كعب بن عُمير إلى ذات أطلاح في شهر ربيع الأول سنة ثمان،… كان كعب يكمن النهار ويسير الليل حتى دنا منهم فرآه عين لهم فأخبرهم بقلة أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاءوا على الخيول فقتلوهم”، ووافقه ابن سعد في الطبقات، والظاهر من قلّة عدد هذه السريّة وروايات أنّهم ذهبوا لعرض الإسلام عليهم أنّه بعث للدعوة وليست سريّة قتاليّة وعلى التقدير فيكون الخروج لهذه السريّة يوم الخميس 9 ربيع الأول 8 هـ باعتبار رأس الشهر من هجرته صلى الله عليه وآله وسلَّم، والمسافة حتى ذات أطلاح من المدينة المنوَّرَة حوالي 830 كم تقريبًا فهذا مسير حوالي 18 يومًا مع وجود بعض المراحل الكبيرة -تزيد عن 45 كم-، وعليه فهذا مُلَخَّص تواريخ السريّة:

خروج الخميس 9 ربيع الأول 8 هـ 6 يولية 629 م
وصول ذات أطلاح الأحد 26 ربيع الأوّل 8 هـ 23 يولية 629 م
رجوع الخميس 14 ربيع الآخر 8 هـ 10 أغسطس 629 م
مُدَّة السريّة 36 يومًا

 

3 مُزامنة الطَّرِيق

 

طريق الذهاب (المدينة المُنوَّرَة – ذات أطلاح)                                                                              
اليوم الأول

(الخميس)

9 ربيع الأول 8 هـ

6 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة البتراء 26 5.2
26 5.2
اليوم الثاني

(الجمعة)

10 ربيع الأول 8 هـ

7 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
البتراء ذو خُشُب 17 3.4
ذو خُشُب بطن إضم 23 4.6
40 8
اليوم الثالث

(السبت)

11 ربيع الأول 8 هـ

8 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن إضم السويداء 21 4.2
السويداء المقرح 23.6 4.7
44.6 8.9
اليوم الرابع

(الأحد)

12 ربيع الأول 8 هـ

9 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المقرح المر 22.7 4.5
المر وادي الحمض 22.6 4.5
45.3 9
اليوم الخامس

(الاثنين)

13 ربيع الأول 8 هـ

10 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الحمض ذو المروة 24.8 4.9
ذو المروة العين 24.8 4.9
49.6 9.8
اليوم السادس

(الثلاثاء)

14 ربيع الأول 8 هـ

11 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العين الرحيبة 22 4.4
الرحيبة أم شقوق 26 5.2
48 9.6
اليوم السابع

(الأربعاء)

15 ربيع الأول 8 هـ

12 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أم شقوق سقيا الجزل 25 5
سقيا الجزل مغيراء 18 3.6
43 8.6
اليوم الثامن

(الخميس)

16 ربيع الأول 8 هـ

13 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مغيراء العُلا 22.9 4.6
العُلا الحِجر 23.7 4.7
46.6 9.3
اليوم التاسع

(الجمعة)

17 ربيع الأول 8 هـ

14 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحِجر قريب من الحجر 24.4 4.9
قريب من الحجر الجنينة 24.5 4.9
48.9 9.8
اليوم العاشر

(السبت)

18 ربيع الأول 8 هـ

15 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجنينة وادي السلسلة 25.5 5.1
وادي السلسلة الأقرع 22.7 4.5
48.2 9.6
اليوم الحادي عشر

(الأحد)

19 ربيع الأول 8 هـ

16 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الأقرع المحدثة 49.5 9.9
49.5 9.9
اليوم الثاني عشر

(الاثنين)

20 ربيع الأول 8 هـ

17 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المحدثة جنوب تبوك 47.8 9.6
47.8 9.6
اليوم الثالث عشر

(الثلاثاء)

21 ربيع الأول 8 هـ

18 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
جنوب تبوك شمال تبوك 53 10.6
53 10.6
اليوم الرابع عشر

(الأربعاء)

22 ربيع الأول 8 هـ

19 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
شمال تبوك سرغ 53.5 10.7
53.5 10.7
اليوم الخامس عشر

(الخميس)

23 ربيع الأول 8 هـ

20 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
سرغ المغيثة 53.5 10.7
53.5 10.7
اليوم السادس عشر

(الجمعة)

24 ربيع الأول 8 هـ

21 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المغيثة ذات المثار 51 10.2
51 10.2
اليوم السابع عشر

(السبت)

25 ربيع الأول 8 هـ

22 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذات المثار معان 44.6 8.9
44.6 8.9
اليوم الثامن عشر

(الأحد)

26 ربيع الأول 8 هـ

23 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
معان ذات أطلاح 51 10.2
51 10.2

 

طريق العودة (ذات أطلاح – المدينة المُنوَّرَة)                                                                              
اليوم الأول

(الاثنين)

27 ربيع الأول 8 هـ

24 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذات أطلاح معان 51 10.2
51 10.2
اليوم الثاني

(الثلاثاء)

28 ربيع الأول 8 هـ

25 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
معان ذات المثار 44.6 8.9
44.6 8.9
اليوم الثالث

(الأربعاء)

29 ربيع الأول 8 هـ

26 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذات المثار المغيثة 51 10.2
51 10.2
اليوم الرابع

(الخميس)

30 ربيع الأول 8 هـ

27 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المغيثة سرغ 53.5 10.7
53.5 10.7
اليوم الخامس

(الجمعة)

1 ربيع الآخر 8 هـ

28 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
سرغ شمال تبوك 53.5 10.7
53.5 10.7
اليوم السادس

(السبت)

2 ربيع الآخر 8 هـ

29 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
شمال تبوك جنوب تبوك 53 10.6
53 10.6
اليوم السابع

(الأحد)

3 ربيع الآخر 8 هـ

30 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
جنوب تبوك المحدثة 47.8 9.6
47.8 9.6
اليوم الثامن

(الاثنين)

4 ربيع الآخر 8 هـ

31 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المحدثة الأقرع 49.5 9.9
49.5 9.9
اليوم التاسع

(الثلاثاء)

5 ربيع الآخر 8 هـ

1 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الأقرع وادي السلسلة 22.7 4.5
وادي السلسلة الجنينة 25.5 5.1
48.2 9.6
اليوم العاشر

(الأربعاء)

6 ربيع الآخر 8 هـ

2 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجنينة قريب من الحجر 24.4 4.9
قريب من الحجر الحِجر 24.5 4.9
48.9 9.8
اليوم الحادي عشر

(الخميس)

7 ربيع الآخر 8 هـ

3 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحِجر العُلا 23.7 4.7
العُلا مغيراء 22.9 4.6
46.6 9.3
اليوم الثاني عشر

(الجمعة)

8 ربيع الآخر 8 هـ

4 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مغيراء سقيا الجزل 18 3.6
سقيا الجزل أم شقوق 25 5
43 8.6
اليوم الثالث عشر

(السبت)

9 ربيع الآخر 8 هـ

5 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أم شقوق الرحيبة 26 5.2
الرحيبة العين 22 4.4
48 9.6
اليوم الرابع عشر

(الأحد)

10 ربيع الآخر 8 هـ

6 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العين ذو المروة 24.8 4.9
ذو المروة وادي الحمض 24.8 4.9
49.6 9.8
اليوم الخامس عشر

(الاثنين)

11 ربيع الآخر 8 هـ

7 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الحمض المر 22.6 4.5
المر المقرح 22.7 4.5
45.3 9
اليوم السادس عشر

(الثلاثاء)

12 ربيع الآخر 8 هـ

8 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المقرح السويداء 23.6 4.7
السويداء بطن إضم 21 4.2
44.6 8.9
اليوم السابع عشر

(الأربعاء)

13 ربيع الآخر 8 هـ

9 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن إضم ذو خُشُب 23 4.6
ذو خُشُب البتراء 17 3.4
40 8
اليوم الثامن عشر

(الخميس)

14 ربيع الآخر 8 هـ

10 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
البتراء المدينة 26 5.2
26 5.2

 

مُلحق سريّة شُجاع بن وهب الأسدي إلى بني عامِر من هوازِن بالسِّيّ عند رُكبة

مُلحق سرية شُجَاع بن وهب الأسدي إلى بني عامِر من هوازن بصحراء السِّيّ عند رُكبة

 

1 الجغرافيا

قال الواقدي في المغازي (ص.512): “سريّة شُجاع بن وهب إلى السّيّ من أرض بني عامِر من ناحية رُكبة”.

 

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.118): “بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شُجاع بن وهب في أربعة وعشرين رجُلًا إلى جمع من هَوازِن بالسّيّ ناحية رُكبة من وراء المَعْدِن، وهي من المدينة على خمس ليالٍ، وأمره أن يُغير عليهم، وكان يسير الليل ويكمن النّهار حتى صبّحهم وهم غارّون”.

 

وطريق هذه السريّة هو طريق معدِن بني سُلَيْم على النجديّة، ثم منه ليلتان ونصف جنوبًا حتى صحراء السّيّ، ومعالم هذا الطريق مذكورة تفصيلًا في غزوة السّويق في ذو الحجّة 2 هـ، وغيرها من غزوات وسرايا أرض بني سُليم، ونقتصر على ذكر المعالم المتبقيّة في الرواية، والمعالم المُستنتجة من الخرائط لتحديد المراحل والمُتعشّيات.

 

السِّيّ ورُكبة

 

مذكورتان بالتّفصيل في سريّة عبد الله بن جحش الأسدي إلى نخلة اليمانيّة رجب 2 هـ، وهذه إحداثيّات تقريبيّة للسيّ، وهي صحراء واسعة تمثل سهلًا واحدًا مع صحراء رُكبة:

 

المَعْلَم السِّيّ
خط طول 40.677440 درجة شرقًا
خط عرض 22.560209 درجة شمالًا

 

حرة كُشْب

 

قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1441): “كذا ينطقونها بضم الأول وسكون الثاني: حَرَّة عظيمة من حِرَار الحجاز الشرقية تمتد من سهول ركبةجنوبًا شرق عُشَيْرة إلى جنوب المهد عند الهضب والمشيرفة على امتدادها من الغرب وادي العقيق عشيرة ثم قيعة وسباخ وحاذة وصفنية وسهول مانسميه بحوض العقيق ومن الشرق صحاري نجد”.

 

في تعليق حمد الجاسر على الحازمي في الأماكن (ص.797): “هي من أشهر جبال عالية نجد وهي حرة مستطيلة تمتد شرق سهل رُكْبَة من جنوب حرة المُوَيه حتى سفوح حرة بني سليم (رهاط) الشرقية الجنوبية، وتقع هذه الحرة بقرب خط طول :42/30 وخط عرض: 22/47”، وما تزال معروفة مُحددة أيضًا على خرائط هيئة المساحة السعوديّة وهذه إحداثيّات تقريبيّة لها:

 

المَعْلَم حرة كُشْب
خط طول 41.226571 درجة شرقًا
خط عرض 22.605751 درجة شمالًا

 

حرة المُوَيه

 

في تعليق حمد الجاسر على الحازمي في الأماكن (ص.476): “ورُكْبَة صحراء واسعة لاتزال معروفة يخترقها طريق مكة بعد انحسار جبال الحجاز من عُشَيْرة للمتجه شرقًا حتى يبلغ المُوَيْه ومن الجنوب الشرقي من حضن حتى حرة كُشِب”، وحضن مجموعة جبال ما تزال معروفة الآن وكذلك حرّة المويه على خرائط هيئة المساحة السعوديّة باسم “المويهيّة”، وهذه إحداثيّات تقريبيّة لها:

 

المَعْلَم حرة المُوَيْه (المويهيّة)
خط طول 41.1080091 درجة شرقًا
خط عرض 23.080079 درجة شمالًا

 

2 التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.512): “سريّة شُجاع بن وهب إلى السيّ من أرض بني عامِر من ناحية رُكبة في ربيع الأول سنة ثمان،…فكان يسير الليل ويكمن النّهار حت صبّحهم غارّون،…وغابت السريّة خمس عشرة ليلة”، ولم يزد ابن سعد في الطبقات على ما ذكره الواقدي، وقد تقدّم في سريّة ابن أبي العوجاء السُّلَمي طريق هذه السريّة إلى معدن بني سُلَيْم وهو مسير 5 أيّام، ثم بعدها يومان ونصف تقريبًا إلى السيّ، فهذه سبعة أيّام ويصل في الثامن تقريبًا ومثلها رجوعًا بلا إقامة في موضعها تقريبًا، فتكون المُدّة 15 ليلة كما نصّ عليها الواقدي وغيره، وفي الروايات أنّ وفدهم جاء بعدها مُسلمًا وسلوا النبي صلى الله عليه وآله وسل أن يرُدّ عليهم السَّبي، فالمُختار أنّ ذلك على الفور بعد ثلاثة أيّام، والله أعلم، وهذا مُلخَّص بهذه التواريخ:

 

هجري ميلادي
خروج الأربعاء 8 ربيع الأوّل 8 هـ 5 يولية 629 م
وصول السِّيّ الأربعاء 15 ربيع الأوّل 8 هـ 12 يولية 629 م
رجوع الثلاثاء 22 ربيع الأوّل 8 هـ 19 يولية 629 م
قدوم الوفد مُسلمين الأحد 26 ربيع الأول 8 هـ 23 يولية 629 م
مُدَّة السريّة 15 ليلة

 

3 مُزامنة الطَّرِيق

 

طريق الذهاب (المدينة المُنوَّرَة – صحراء السِّيّ)                                                                                                    
اليوم الأول

(الأربعاء)

8 ربيع الأوّل 8 هـ

5 يولية 629 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العُرَيْض 6.5 1.3
العُرَيْض شرق حرّة واقم 16 3.2
22.5 4.5
اليوم الثاني

(الخميس)

9 ربيع الأوّل 8 هـ

6 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
شرق حرّة واقم سد مُعاوية 17 3.4
سد مُعاوية قاع حضوضاء 25 5
42 8.4
اليوم الثالث

(الجمعة)

10 ربيع الأوّل 8 هـ

7 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قاع حضوضاء قريب من القرقرة 21.2 4.2
قريب من القرقرة الأرحضية 12 2.4
الأرحضية قرقرة الكُدر 9.5 1.9
42.7 8.5
اليوم الرابع

(السبت)

11 ربيع الأوّل 8 هـ

8 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قرقرة الكدر الحرارة 22.2 4.4
الحرارة قريب من الحرارة 23 4.6
45.2 9
اليوم الخامس

(الأحد)

12 ربيع الأوّل 8 هـ

9 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الحرار هضب الشرارا 23 4.6
هضب شرارا معدن بني سليم 23 4.6
46 9.2
اليوم السادس

(الاثنين)

13 ربيع الأوّل 8 هـ

10 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
معدِن بني سُلَيْم العزيزيّة 24 4.8
العزيزيّة قريب من الدبياء 19 3.8
43 8.6
اليوم السابع

(الثلاثاء)

14 ربيع الأوّل 8 هـ

11 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الدبياء عُنَيْزَة 20 5
عُنَيْزَة أُم الغِيران 22.5 4.5
42.5 9.5
اليوم الثامن

(الأربعاء)

15 ربيع الأوّل 8 هـ

12 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أم الغيران صحراء السِّيّ 24.8 5
24.8 5

 

طريق العودة (صحراء السِّيّ – المدينة المُنوَّرَة)
اليوم الأول

(الأربعاء)

15 ربيع الأوّل 8 هـ

12 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
صحراء السِّيّ أم الغيران 24.8 5
24.8 5
اليوم الثاني

(الخميس)

16 ربيع الأوّل 8 هـ

13 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أُم الغِيران عُنَيْزَة 22.5 4.5
عُنَيْزَة قريب من الدبياء 20 5
42.5 9.5
اليوم الثالث

(الجمعة)

17 ربيع الأوّل 8 هـ

14 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الدبياء العزيزيّة 19 3.8
العزيزيّة معدِن بني سُلَيْم 24 4.8
43 8.6
اليوم الرابع

(السبت)

18 ربيع الأوّل 8 هـ

15 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
معدن بني سليم هضب شرارا 23 4.6
هضب شرارا قريب من الحرارة 23 4.6
46 9.2
اليوم الخامس

(الأحد)

19 ربيع الأوّل 8 هـ

16 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الحرارة الحرارة 23 4.6
الحرارة قرقرة الكُدر 22 4.4
  45 9
اليوم السادس

(الاثنين)

20 ربيع الأوّل 8 هـ

17 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قرقرة الكُدر الأرحضية 9.5 1.9
الأرحضية قريب من القرقرة 12 2.4
قريب من القرقرة قاع حضوضاء 21.2 4.2
42.7 8.5
اليوم السابع

(الثلاثاء)

21 ربيع الأوّل 8 هـ

18 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قاع حضوضاء سد مُعاوية 25 5
سد مُعاوية شرق حرّة واقم 17 3.4
42 8.4
اليوم الثامن

(الثلاثاء)

22 ربيع الأوّل 8 هـ

19 يولية 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
شرق حرّة واقم العُرَيْض 16 3.2
العُرَيْض المدينة المنورة 6.5 1.3
22.5 4.5

 

مُلحق يوميات سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى يَمْن وجُبَار

1 الجغرافيا

قال الواقدي في المغازي (ص.497): “دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيرا فعقد له لواء، وبعث معه ثلاثمائة رجل، وأمرهم أن يسيروا الليل ويكمنوا النهار، وخرج معهم حسيل بن نويرة دليلا، فساروا الليل وكمنوا النهار حتى أتوا أسفل خيبر فنزلوا بسلاح، ثم خرجوا من سلاح حتى دنوا من القوم”.

 

وقال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.113): “سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى يمن وجبار في شوال سنة سبع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،…حتى أتوا إلى يَمن وجَبار وهي نحو الجناب، والجناب يُعارض سَلاح وخيبر ووادي القُرى، فنزلوا بسلاح”.

 

وقال البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1862): “يُمن: بضم المثناة تحت وسكون الميم ونون: ماء لعنزة في وادي جُبار، وشمال شرقي جُبار نفسه وشمال شرقي العشاش (سلاح) ترى موضعه يشار إليه وأنت فوق أكمة تتوسط بلدة العشاش، فإذا نظرت إليه كان عن يمينك جبلا جِرس وعتَّاب وعن يسارك حمراء بضيع أي عن يمين ويسار خط النظر”.

 

يَمْن أو يُمْن

 

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (ج4 ص549):”يَمْن: بالفتح، ويروى بالضم، ثُمَّ السكون، ونون، ماء لغطفان بين بطن قوٍّ ورُؤاف على الطريق بين تيماء وفَيْد، وقيل: هو ماء لبني صرمة بن مرَّة، وسمَّاه بعضهم: أمْن”.

 

وقال البلادي في رحلات في بلاد العرب (ص26): “يمن ماء -أيضًا- في نفس الوادي، وسيل الوادي يصب في وادي العشاش من أعلاه، والمكانان شمالًا شرقيًا من العشاش (السلاح) يُريان بالعين”.

 

وقال حمد الجاسر في شمال المملكة (ص.1048): “يَمْن هذا لا يزال معروفا باسمه، بفتح الياء وإسكان الميم: ماء فوقه بويتات قليلة، قليلة السكان، شرق الطريق. وتقع بئر يمن هذه شرق الطريق من خيبر إلى تيماء قبل الوصول إلى حفيرة الأيدا، في الجنوب الشرقي منها بحوالي 30 كيلا في الطرف الشرقي الشماليّ من جبال الخطم، شرق حمراء البديع، وقبل الوصول إلى وادي قوّ الواقع شمال يمن، وبعض فروعه قريبة من يمن”.

 

وقد نشر السادة فريق الصحراء على موقعهم على الإنترنت تقريرًا تفصيليًّا أجادوا فيه تحديد موضعها بدقّة جيّدة بتاريخ أكتوبر 2006، وهو مذكور على بعض خرائط هيئة المساحة السعوديّة، وهذه إحداثيّات تقريبيّة له:

 

المَعْلَم آبار يَمْن أو يُمْن
خط طول 39.596209 درجة شرقًا
خط عرض 26.313985 درجة شمالًا

 

جُبَار

 

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (ج2 ص 98): “جُبَار -بالضم- وهو في كلام العرب الهدر، ذهب دمه جُبَارًا كما تقول هدرًا، وهو ماء لبني حُمَيس بن عامر بن ثعلبة بن مودعة بن جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، بين المدينة وفَيْد”.

 

وقال البلادي في رحلات في بلاد العرب (ص.26): “جبار وادٍ تراه من مشارف العشاش (سلاح) شمالًا شرقيًّا، والاسم لماء هناك”.

 

وهو الوادي الذي يمرّ بآبار يَمْن المذكورة، وهذه إحداثيّات تقريبيّة له:

 

المَعْلَم وادي جُبار
خط طول 39.527613 درجة شرقًا
خط عرض 26.242682 درجة شمالًا

 

سلاح

 

قال عاتق البلادي في رحلات في بلاد العرب(ص.26): ” تقع سلاح إلى طرف قرية العشاش من الجنوب، وهي من قرى بلدة خيبر، وهي على ربوة ترتفع عن مجرى السيل. فُقْر عين سلاح القديمة مجصَّصة ظاهرة. وظلّت سلاح محطَّة للحُجَّاج حتّى تحوَّل الطريق الشامي إلى تبوك، فالعُلا، فاندثرت. ثُمَّ بنى بعض العنَزيين عشاشًا بجوار البلد القديم فسُمِّيَت العشاش، ولمَّا عُبِّدَ طريقُ الحجاز أخذت العشاش في الانتعاش وحفر أهلها آبارًا على فُقُر عين سلاح القديمة”، ولا تزال العشاش معروفة على الخرائط للآن.

 

وهذه إحداثيّات تقريبيّة لها:

 

المَعْلَم العشاش (سلاح)
خط طول 39.372883 درجة شرقًا
خط عرض 26.062938 درجة شمالًا

 

وقد كانت السريّة تستهدف تجمعات قبائل غطفان المتمركزة شمال خيبر بعد  العشاش وبالقرب من بئر يمن بوادي جُبار، وطريقها نفس طريق غزوة دومة الجندل في ربيع الأوّل 5 هـ، مرورًا بخيبر، وهو مذكور بالتفصيل في ملاحقها، وإنما ينحرف يمينًا في آخره مسيرة حوالي 35 كم من العشاش حتى الوصول لآبار يَمْن.

 

2 التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.41): “ثم سريّة بشير بن سعد إلى الجناب في شوّال سنة سبع”، ووافقه ابن سعد كما تقدَّم في الجغرافيا، والطبري والبيهقي وابن كثير وغيرهم.

 

 

وبمُراجعة خرائط غوغل وتفاصيل الطريق المذكورة في غزوة دومة الجندل، فالطّريق إلى العشاش حوالي213 كم، ثم تسير إلى الشَّرق -ناحية اليمين للقادم من المدينة المنوَّرَة- حوالي 35 كم قاطعًا وادي جُبار حتى تصل لآبار يُمن، فهذا مسير خمسة أيّام وبعض السادس والوصول فيه، ومثلها في العودة، فهذه 12 يومًا تقريبًا ولا إقامة فيها، ويكون الخروج إليها موافقًا 8 شوّال على التقدير، وبمُراجعة برمجيّة آستروكال، فهذا يوافق الأربعاء 8 فبراير 629 م، هذا ملخص بهذه التواريخ:

 

  هجري ميلادي
خروج الأربعاء 8 شوّال 7 هـ 8 فبراير 629 م
وصول يَمْن الاثنين 13 شوّال 7 هـ 13 فبراير 629 م
رجوع المدينة السبت 19 شوّال 7 هـ 19 فبراير 629 م
المدة 11 يومًا

 

3 مُزامنة الطَّريق

 

طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة – وادي جُبار وآبار يَمْن)
اليوم الأول

(الأربعاء)

8 شوّال 7 هـ

8 فبراير 629 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة وادي النقمي 22.5 4.5
وادي النقمي وادي مناة 16 3.2
  38.5 7.7
اليوم الثاني

(الخميس)

9 شوّال 7 هـ

9 فبراير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي مناة جبال البيضاء 20 4
جبال البيضاء بطن إضم 23 4.6
  43 8.6
اليوم الثالث

(الجمعة)

10 شوّال 7 هـ

10 فبراير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن إضم اللحن 22 4.4
اللحن الصلصلة 22 4.4
  44 8.8
اليوم الرابع

(السبت)

11 شوّال 7 هـ

11 فبراير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصلصلة الثمد 22.7 4.5
الثمد الصهباء 19.5 3.9
  42.2 8.4
اليوم الخامس

(الأحد)

12 شوّال 7 هـ

12 فبراير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصهباء العين 23 4.6
العين العشاش 22.4 4.5
  45.4 9.1
اليوم السادس

(الاثنين)

13 شوّال 7 هـ

13 فبراير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العشاش وادي جُبار 25 5
وادي جُبار آبار يَمْن 11 2.2
  36 7.2

 

طريق العودة (وادي جُبار وآبار يَمْن – المدينة المنوَّرَة)
اليوم الأول

(الاثنين)

13 شوّال 7 هـ

13 فبراير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
آبار يَمْن وادي جُبار 11 2.2
  11 2.2
اليوم الثاني

(الاثنين)

14 شوّال 7 هـ

14 فبراير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي جُبار سلاح (العشاش) 25 5
سلاح (العشاش) العين 22.4 4.5
  47.4 9.5
اليوم الثالث

(الثلاثاء)

15 شوّال 7 هـ

15 فبراير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العين الصهباء 23 4.6
الصهباء الثمد 19.5 3.9
  42.5 8.5
اليوم الرابع

(الأربعاء)

16 شوّال 7 هـ

16 فبراير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الثمد الصلصلة 22.7 4.5
الصلصلة اللحن 22 4.4
  44.7 8.9
اليوم الخامس

(الخميس)

17 شوّال 7 هـ

17 فبراير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
اللحن بطن إضم 22 4.4
بطن إضم جبال البيضاء 23 4.6
  45 9
اليوم السادس

(الجمعة)

18 شوّال 7 هـ

18 فبراير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
جبال البيضاء وادي مناة 20 4
وادي مناة وادي النقمي 16 3.2
  36 7.2
اليوم السابع

(السبت)

19 شوّال 7 هـ

19 فبراير 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي النقمي المدينة المنورة 22.5 4.5
  22.5 4.5

 

مُلحق سرية ابن أبى العوجاء السُلَمي إلى بني سُلَيْم

1 الجغرافيا

وجغرافيا هذه السريَّة بتمامها حتى قرقرة الكُدر بالإضافة لموضع معدِن بني سُلَيْم مذكورة بتفاصيلها في مُلحق غزوة السُّوَيْق، وبقيّة التفاصيل في غزوات قرقرة الكُدر (بني سُلَيْم الأولى والثانية)، وإنّما يختص هذا المُلحق بذكر بقيّة الطريق حتى المَعْدِن وهو منازل بني سُلَيْم ومساكنهم.

 

قال عاتق البلادي في معجم معالم السيرة النبوية (ص.26) : “غزوة ابن أبي العوجاء أرض بني سُلَيْم أصيب بها هو و أصحابه جميعًا، قلت -عاتق- وأرض بني سُلَيْم كانت واسعة شاسعة تشمل معظم حرة الحجاز من جنوبي المدينة إلى شمالي مكة وهى الحرة التى كانت تسمى حرة بني سليم ثم تنساب ديارهم مُشَرِّقَة حتى تصل إلى دفينة وحرة كشب ومشارفها الشرقية وإلى قرب الربّذة ولكن المقصود هنا فيما يبدو هي الأرض القريبة من مهد الذهب فالغزوة كانت هناك”.

 

العُمَق وشَروري

 

قال الحربي في المناسك (ص.332): “العُمَق: ومن العمق إلى المعدن اثنان وعشرون ميلًا،  والصفحة على عشرة أميال من المعدن عند المتعشا، وهي بركة تسمى الصفحة وهي صفاح شروري…”، وفي تعليقات حمد الجاسر بالهامش: “العُمَق: بضم العين وفتح الميم لا يزال معروفًا وهو منهل شمال شروري، وشروري: سلسلة من الجبال عظيمة، تقع شمال المعدن -مهد الذهب- وتسمى هضب شرارا وهي لهجة البادية بإبدال الواو ألف وقد يسمى الجبل هضب الشرارا”.

 

المَعْلَم العُمَق
خط طول 40.945782 درجة شرقًا
خط عرض 23.810583 درجة شمالًا

 

المَعْلَم شروري أو هضب الشرارا
خط طول 40.890391 درجة شرقًا
خط عرض 23.697242 درجة شمالًا

 

الحرارة

 

وفى معجم ما إستعجم للبكري الأندلسي (ص.435) : “هى منطقة بين مكة والمدينة ظهرت فيها نار الحدثان في الفترة فكان طوائف من العرب يعبدونها تشبها بالمجوس”. وهي منطقة ما تزال معروفة للآن بنفس الاسم على الطريق بين مهد الذهب والمدينة، وهذه إحدثيات تقريبية لها:

 

المَعْلَم الحرارة (الهرَّارة)
خط طول 40.516020 درجة شرقًا
خط عرض 23.919640 درجة شمالًا

 

وتم اختيار نقطة بينها وبين هضاب الشروري في منتصف الطريق، لضبط حساب المزامنة أسميناها “قريب من الحرارة” وهذه إحداثياتها:

 

المَعْلَم قريب من الحرارة
خط طول 40.699960 درجة شرقًا
خط عرض 23.807801 درجة شمالًا

 

2 التاريخ

 

ذكر الواقدي في المغازي وابن سعد في الطبقات الكبرى، وتابعهم بن سيد الناس في عيون الأثر؛ أن سرية بن أبى العوجاء السُّلمي إلى بني سليم كانت فى ذى الحجّة سنة سبع من مهاجر النبي صلى الله عليه وآله سلم وأوضح الواقدي أنها كانت بعد عودة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من عمرة القضاء سنة سبع من مهاجره صلى الله عليه وآله وسلم.

 

وورد فى الطبقات الكبرى لابن سعد وفي عيون الأثر لابن سيد الناس أن عودته رضي الله عنه كانت فى أول صفر سنة ثمان من مهاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

 

وأرض بني سُلَيْم -المعدن- على مسيرة 215 كم أو خمس ليال تقريبًا من المدينة المنورة على الطريق النجديّة، ولمّا كان الخروج في ذي الحجّة والعودة في صفر فقد ناسب ذلك أن يكون الخروج آخر ذي الحجة حسب مزامنة الطريق -5 أيام- ويكون وصل في المحرّم ورجع في هلال صفر فيكون مكث حوالي ثلاثة أسابيع وأيام.

 

ورحلة السرية ذهابًا وإيابًا لا تزيد عن 10 أيام بما في ذلك يوم الوصول والقتال فيه، وتاريخ الرجوع من السرية المذكور -أول صفر 8 هـ- بعيد جدًا عن هذه المُدّة القصيرة، إذ المفترض أن تعود السريّة هكذا في يوم 7 محرّم 7 هـ، وعلى تاريخ الرجوع المذكور تكون استغرقت 23 يومًا إضافيًا، ولعلّ السر في جملة: “فتحامل ابن أبي العوجاء حتى رجع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم” المذكورة في السرية، وهي ما تعني أنه ومن أفلت معه كانت بهم جراحات شديدة أبطأت مسيرهم، بالإضافة إلى أن الطريق إلى المعدن من الناحية الشرقيّة يمرّ بأراض كلها لبني سُلَيْم تقريبًا -طريق القرقرة-، فلعلّه سلك طريقًا أطول ذهابًا وإيابًا؟ أو لعلّه تمكن من الاختفاء عند بعض أقاربه كونه أصلًا من قبيلة بني سُلَيْم؟، ولمّا لم نقف على ما يفيد في هذا الشأن فالمعتمد هو الطريق الظاهرة ذهابًا وإيابًا -طريق القرقرة-، والطرق الأخرى لا تزيد مزامنتها إلا بمقدار نصف يوم غالبًا -كطريق السوارقيّة غربًا ثم آبار الماشي ووادي ريم شمالًا- وبالتالي الأوقع أن يكون قد أخذ استراحات مختلفة على طريق العودة أو أقام ببعضها حتى ضمد جراحه فتحامل وعاد للمدينة، فالله أعلم بحقيقة ما كان.

 

ولابُدّ من فرضيّة لتوزيع هذه الأيّام على المُزامنة، فالمُختار أنّه سار أربعة أيام عائدًا في كل يوم نصف مرحلة تقريبًا -22 كم- بدلًا من مرحلة كاملة، حتى وصل قرقرة الكُدر -وهي مساحة واسعة على أطراف أراضي بني سُلَيْم- فأقام عندها هذه الثلاثة وعشرون يومًا ثم أكمل المسير أربعة أيام أخرى في كل يوم نصف مرحلة يسير الليل ويختبئ النّهار حتى وصل المدينة في التاريخ المذكور والله وأعلم.

وطبقا للمذكور وبمراجعة الجغرافيا تكون التواريخ كما يلي:

هجري ميلادي
خروج 27 ذي الحجة 7 هـ الخميس 27 أبريل 629 م
وصول بني سليم 2 محرم 8 هـ الاثنين 1 مايو 629 م
رجوع 1 صفر 8 هـ الثلاثاء 30 مايو 629 م
مُدَّة السريّة 34 يومًا

 

3 مُزامنة الطَّرِيق

 

طريق الذهاب (المدينة المُنوَّرَة – معدِن بني سُلَيْم)                                                                                                    
اليوم الأول

(الخميس)

27 ذو الحجّة 7 هـ

27 إبريل 629 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العُرَيْض 6.5 1.3
العُرَيْض شرق حرّة واقم 16 3.2
22.5 4.5
اليوم الثاني

(الجمعة)

28 ذو الحجّة 7 هـ

28 إبريل 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
شرق حرّة واقم سد مُعاوية 17 3.4
سد مُعاوية قاع حضوضاء 25 5
42 8.4
اليوم الثالث

(السبت)

29 ذو الحجّة 7 هـ

29 إبريل 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قاع حضوضاء قريب من القرقرة 21.2 4.2
قريب من القرقرة الأرحضية 12 2.4
الأرحضية قرقرة الكُدر 9.5 1.9
42.7 8.5
اليوم الرابع

(الأحد)

1 مُحَرَّم 8 هـ

30 إبريل 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قرقرة الكدر الحرارة 22.2 4.4
الحرارة قريب من الحرارة 23 4.6
45.2 9
اليوم الخامس

(الاثنين)

2 مُحَرَّم 8 هـ

1 مايو 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الحرارة هضب الشرارا 23 4.6
هضب شرارا معدن بني سليم 23 4.6
46 9.2

 

طريق العودة (معدِن بني سُلَيْم – المدينة المُنوَّرَة)                                                                                                              
اليوم الأول

(الثلاثاء)

3 مُحَرَّم 8 هـ

2 مايو 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
معدن بني سليم هضب شرارا 23 4.6
23 4.6
اليوم الثاني

(الأربعاء)

4 مُحَرَّم 8 هـ

3 مايو 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
هضب شرارا قريب من الحرارة 23 4.6
23 4.6
اليوم الثالث

(الخميس)

5 مُحَرَّم 8 هـ

4 مايو 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الحرارة الحرارة 23 4.6
23 4.6
اليوم الرابع

(الجمعة)

6 مُحَرَّم 8 هـ

5 مايو 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحرارة قرقرة الكُدر 22 4.4
وبها أقام 21 يومًا حتى يتعافى 22 4.4
 
اليوم الخامس

(الجمعة)

27 محرّم 8 هـ

26 مايو 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قرقرة الكُدر الأرحضية 9.5 1.9
الأرحضية قريب من القرقرة 12 2.4
21.5 4.3
اليوم السادس

(السبت)

28 محرّم 8 هـ

27 مايو 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من القرقرة قاع حضوضاء 21.2 4.2
21.2 4.2
اليوم السابع

(الأحد)

29 محرّم 8 هـ

28 مايو 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قاع حضوضاء سد مُعاوية 25 5
25 5
اليوم الثامن

(الاثنين)

30 محرّم 8 هـ

29 مايو 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
سد مُعاوية شرق حرّة واقم 17 3.4
17 3.4
اليوم التاسع

(الثلاثاء)

1 صفر 8 هـ

30 مايو 629 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
شرق حرّة واقم العُرَيْض 16 3.2
العُرَيْض المدينة المنورة 6.5 1.3
22.5 4.5

 

 

مُلحق يوميّات سرية أبو عُبيّدة بن الجرّاح إلى جُهيّنة وهي سريّة الخَبَط

1 الجغرافيا

قال الواقدي في المغازي (ص.525): “سريّة الخَبَط أميرها أبو عبيدة…بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا عبيدة بن الجراح في رسيّة…إلى ساحل البحر إلى حيّ من جُهينَة”.

وقال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.122): “بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا عبيدة بن الجرّاح في ثلاثمائة رجل من المهاجرين والأنصار وفيهم عمر بن الخطاب إلى حيّ من جُهينة بالقَبَليّة مما يلي ساحل البحر وبينها وبين المدينة خمس ليال، فأصابهم في الطريق جوع شديد فأكلوا الخبط، وابتاع قيس بن سعد جُزُرًا ونحرها لهم، وألقى لهم البحر حُوتًا عظيمًا فأكلوا منه وانصرفوا ولم يلقوا كيدًا”.

وقال ابن هشام في السيرة (ص.726): “غزوة أبي عبيدة بن الجراح إلى سيف البحر…”.

القَبَليِّةُ

قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.1349): “بالتحريك، كأنه نسبة الناحية إلى قبل، بالتحريك، وقد تقدم إشتقاقه. قال ياقوت: وهو من نواحي الفُرُع بالمدينة.قال العمراني: أخبرني جار الله عن عليّ الشريف قال: القَبَلِيَّة سراة فيما بين المدينة وينبع وما سال منها إلى ينبع سمي الغَوْر و ما سال منها إلى أودية المدينة سمّيَ بالقَبَلِيّة، وحدها من الشام ما بين الحتُّ وهو جبل من جبال بني عَرَك من جهينة، وما بين شرف السيالة أرض يطؤها الحاج وفيها جبال وأودية”.

قال السمهودي في وفاء الوفا (ج.4، ص.1286): “القَبَليَّة بفتحتين مثل عَرَبيّة، كأنه نسبة إلى القَبْل محرَكًا، وهو النّشز من الأرض يستقبلك….قال عياض وتبعه المجد: هي من نواحي الفرع، وفي النهاية: هي ناحية من ساحل البحر بينها وبين المدينة خمسة أيّام، وقيل هي من ناحية الفرع، وهو موضع بين نخلة والمدينة انتهى، وقال الزمخشري: القَبَليَّة سراة فيما بين المدينة وينبع، ما سال منها إلى ينبع سمي بالغَوْر، وما سال منها إلى المدينة سمي بالقبَليَّة، وحدها من الشام ما بين الخبء -وهو من جبال بني عراك من جهينة- وما بين شرف السيالة -أرض يطؤها الحاج، وفيها جبال وأودية-، انتهى. ويؤيده أن ما يذكر أنه بالقبليّة ما هو معروف اليوم أنّه بهذه الجهة، فالفُرُع الذي -هو- عَمَل فيه قُرى ليست القبليَّة منه، وبالجهة التي ذكرها الزمخشري فَرَع المسور بفتحتين كما سبق، فالظاهر أنه المراد ويؤيده أن الزبير نقل عن محمد بن المسور أنه كان بفَرَع المسور ابن إبراهيم…”.

وبمُراجعة خرائط غوغل، فالفَرَع هذا جنوب العِيص ما يزال معروفًا باسمه على حوالي 11 كم -ويسمّونه الفِرْع، والعِيص شمال غرب المدينة المنوَّرَة، فالظاهر أن طريق هذه السريّة هو نفسه طريق سريّة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه إلى سيف البحر 1 هـ، غير أن سريّة حمزة سارت شمالًا حتى العيص ثم نزلت، وتكون القَبَليَّة هي شرق ما يُعرف الآن على خرائط هيئة المساحة السعودية بتلك المنطقة بجبال الكلاب، وهذه إحداثيّات تقريبيّة للقَبَليَّة والفَرَع:

المَعْلَم القَبَليَّة
خط طول 38.108385 درجة شرقًا
خط عرض 24.887050 درجة شمالًا

المَعْلَم الفَرَع
خط طول 38.063872 درجة شرقًا
خط عرض 24.977788 درجة شمالًا

2 التاريخ

قال الواقدي في المغازي (ص.41): “ثم غزوة أميرها أبو عبيدة بن الجراح في رجب سنة ثمان”، ورتّبها بعد مؤتة وذات السلاسل وقبل خَضِرة وذكر أنّ خَضِرَة في شعبان.

وقال أيضًا (ص.527): “عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله، فألقى لنا البحر حوتًا مثل الظرب، فأكل الجيش منه اثنتي عشرة ليلة…”.

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.122): “ثم سريّة الخَبَط أميرها أبو عبيدة بن الجراح، وكانت في رجب سنة ثمان من مُهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”.

قال البخاري في الصحيح (حديث 404): “عن جابر بن عبد الله قال: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثَمِائَةِ رَاكِبٍ أَمِيرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ نَرْصُدُ عِيرَ قُرَيْشٍ فَأَقَمْنَا بِالسَّاحِلِ نِصْفَ شَهْر فأصَابَنا جُوعٌ شَدِيدٌ حَتَّى أَكَلْنَا الْخَبَطَ فَسُمِّىَ ذَلِكَ الْجَيْشُ جَيْشَ الْخَبَطِ فَأَلْقَى لَنَا الْبَحْرُ دَابَّةً يُقَالُ لَهَا الْعَنْبَرُ فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ وَادَّهَنَّا مِنْ وَدَكِهِ حَتَّى ثَابَتْ إِلَيْنَا أَجْسَامُنَا”.

وهذه السريّة ذكرها ابن هشام عن ابن إسحاق ولم يبيّن غرضها وموضعها، ورواية البُخاري في الصحيح وغيره من أصحاب الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنّها لترصّد عير لقُريش، وعند الواقدي في المغازي ووافقه ابن سعد في الطبقات أنّها لحيّ من جُهينة بلا غرض مذكور، وإقامتهم هذه المُدّة بغير غرض إلا ترصّد العير معقول، وغير ذلك فغير مفهوم ولا معقول، اللهم إلا دعوة قبائل جُهينة للإسلام هناك، وهذا لم يذكره أحد أبدًا، أو حتى قتالهم؟، وهذا مُعارض لرواية شراء قيس بن سعد بن عُبادة الجزور من الرجل الجُهني، فهذا في حال المُسالمة مع جُهينة على الراجح، ورُبّما هذا الذي دعا أصحاب السير إلى الميل لكونها في السنة الثامنة لتوهم أن أكثر القبائل قد سالمت فيه؟، إلا أنّ جُهينة لم يُذكر لها مُعارضة وقتال في السِّيَر تقريبًا، حتى سريّة حمزة رضي الله عنه إلى سيف البحر لترصد عير قُريش أيضًا كان مخشي أو مجدي بن عمرو الجُهني مُسالمًا للمسلمين وهو الذي حجّز بينهم وبين قُريش، فالظاهر أن هذه السريّة ليست لحيّ من جُهينة بحال، أيضًا نظرًا لعددها الكبير (ثلاثمائة).

وقد ناقش إشكال هذه السريّة عدد من المحققين كابن القيّم في زاد المعاد وجزم بكونها في السادسة نظرًا للغرض، وابن حجر العسقلاني في الفتح، إلا أنّه لم يجزم بقول، وأشكل على ابن القيّم بعثها في رجب، ونقل أنّ المحفوظ أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم لم يُرسِل السرايا في الأشهر الحُرُم، وفي كلامه نظر، ولعلّه قصد سرايا هجوميّة، فممكن، إلا أنّ الأمر بحاجة لتحقيق موسّع ليس هذا موضعه.

وكونها في السنة الثامنة فلم أقف على سبب يجعل ترتيبها كذلك عند أصحاب السِّيَر إن كان محفوظًا، سوى ترتيبهم، وابن هشام وابن إسحاق لم يرتّباها أصلًا، فالظاهر اجتهاد الواقدي وابن سعد في الترتيب، ولعلّها في السنة السادسة قبل الحُديبيّة لوجاهة ما ذكره ابن القيّم وابن حجر أنّه صلى الله عليه وآله وسلم لم يترصّد لهم عيرًا في الهُدنة، فالمُختار خروجًا من مجموع الإشكالات المذكورة أنّ خروجها في آخر رجب، ثم حصولها في شعبان من السنة السادسة، وهو أوفق للمذكور من قِلَّة المؤنة في هذه السريّة، إذ في الثامنة كان المسلمون قد فتحوا خيبر في السابعة وأصابوا من نخلها الأزواد ما يعينهم، ومقتضى الروايات أنّه كان في وقت ضيق، قبل خيبر لا بعدها، والله أعلم.

قال الصالحي الشامي في سبل الهدى والرشاد (ج.6، ص.281): “في رواية وهب بن كيسان عن جابر: فأكل منه القوم ثماني عشرة ليلة، وفي رواية عمرو بن دينار: فأكلنا منه نصف شهر، وفي رواية أبي الزبير: فأقمنا عليه شهرا، ورواية الحاكم: إثنا عشر يومًا، ورواية الخولاني: أقمنا قبله ثلاثًا، وهاء الضمير في الروايات السابقة تعود على الحوت”، وفيما ذكر الصالحي نظر، فرواية الواقدي عن وهب ابن كيسان اثنا عشر يومًا كرواية الحاكم.

والرّاجح في مُدَّة السريّة بمُراجعة مُناقشات الصالحي في سيرته وقد فصّل الأقوال كلها تفصيلًا بما في ذلك كلام ابن حجر وابن القيّم، وبمُراجعة ما سبق مما ذكره أهل السير والحديث، وبقياس المسافة حتى سِيف البحر كما في طريق سريّة حمزة رضي الله عنه بخلاف كون سريّة أبي عبيدة لا تمُرّ بالعِيص وهي من المدينة المنوَّرَة حتى الخروج إلى ساحل البحر -سِيف البحر- عند ما يُعرف الآن بأُم لُج مرورًا بالفَرَع، فهذه مسافة 364 كم تقريبًا بالقياس على خرائط غوغل، وهي مسير ثمانية أيّام والوصول في بقيّة التاسع، ومثلها رجوعًا، فهذه عشرون يومًا، وأمّا ما ذكره ابن سعد أنّ بينها وبين المدينة خمس ليالٍ، فهذه القَبَليَّة لا ساحل البحر، ثم أقاموا ثلاثًا يأكلون مما ذبح لهم قيس بن سعد رضي الله عنه وفي الرابع خرج حوت العنبر فأكلوا منه مُدَّة نصف شهر على ما ذكر البُخاري فهذه خمسة عشر يومًا، وفي رواية جابر أنّ أزوادهم فنيت ببعض الطَّرِيق، فهذا على التّقدير بعد مسير ستة أيّام، ثم مكثوا السابع والثامن والتاسع وهو يوم الوصول يأكلون الخَبَط، وفي اليوم التالي اشترى قيس من الجُهني عند ساحل البحر الإبل، فنحر ثلاثة في ثلاثة أيّام أوّل مُدَّة إقامتهم، ثم نهاه أبا عبيدة وعُمر عن النحر في اليوم الرابع، فأخرج لهم البحر فيه الحوت، فمكثوا يأكلون منه ثلاثة أيّام أُخرى على التقدير بقيّة مُدّة إقامتهم، ثم تسعة أيّام في العودة، فهذه اثنا عشر يومًا، وهو موافق لرواية وهب ابن كيسان عن جابر أنّ الجيش أكل من الحوت اثنا عشر يومًا ورواية الحاكم، وتكون مُدّة الإقامة، والله أعلم.

خروج السبت 27 رجب 6 هـ 12 ديسمبر 627 م
الوصول لسيف البحر الأحد 6 شعبان 6 هـ 20 ديسمبر 627 م
رجوع الاثنين 21 شعبان 6 هـ 4 يناير 628 م
مُدَّة السريّة 24 يومًا

3 مُزامنة الطَّرِيق

طريق الذهاب (المدينة المُنوَّرَة – سِيْف البَحْر)
اليوم الأول
(السبت)
27 رجب 6 هـ
12 ديسمبر 627 م من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة أولات الجيش 21 4.2
21 4.2

اليوم الثاني
(الأحد)
28 رجب 6 هـ
13 ديسمبر 627 م من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أولات الجيش ملل 11 2.2
ملل السيالة 17 3.4
السيالة عرق الظبية 22.5 4.5
50.5 10.1

اليوم الثالث
(الاثنين)
29 رجب 6 هـ
14 ديسمبر 627 م من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
عرق الظبية مضيق الصفراء 20 4
مضيق الصفراء خيف أم ذيان 16.7 3.3
36.7 7.3

اليوم الرابع
(الثلاثاء)
1 شعبان 6 هـ
15 ديسمبر 627 م من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
خيف أم ذيان طاشا 25 5
طاشا السديرة 20.3 4.1
45.3 9.1

اليوم الخامس
(الأربعاء)
2 شعبان 6 هـ
16 ديسمبر 627 م من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
السديرة شمال جبل سليت 21.1 4.2
شمال جبل سليت خيف حُسين 21 4.2
42.1 8.4

اليوم السادس
(الخميس)
3 شعبان 6 هـ
17 ديسمبر 627 م من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
خيف حُسين الفقعلي 18 3.6
الفقعلي وادي رخو 23.3 4.7
41.3 8.3

اليوم السابع
(الجمعة)
4 شعبان 6 هـ
18 ديسمبر 627 م من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي رخو القبلية 22.8 4.6
القبلية الفَرَع 20.2 4.1
43 8.7

اليوم الثامن
(السبت)
5 شعبان 6 هـ
19 ديسمبر 627 م
من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الفَرَع قريب من الرويضات 21 4.2
قريب من الرويضات الرويضات 21.6 4.3
42.6 8.5

اليوم التاسع
(الأحد)
6 شعبان 6 هـ
20 ديسمبر 627 م من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الرويضات قريب من أم لج 25 5
قريب من أم لج سيف البحر 17 3.4
42 8.4

طريق العودة (سِيْف البَحْر – المدينة المُنوَّرَة)
اليوم الأول
(الأحد)
13 شعبان 6 هـ
27 ديسمبر 627 م من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
سيف البحر قريب من أم لج 17 3.4
قريب من أم لج الرويضات 25 5
42 8.4

اليوم الثاني
(الاثنين)
14 شعبان 6 هـ
28 ديسمبر 627 م من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الرويضات قريب من الرويضات 21.6 4.3
قريب من الرويضات الفَرَع 21 4.2
42.6 8.7

اليوم الثالث
(الثلاثاء)
15 شعبان 6 هـ
29 ديسمبر 627 م من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الفَرَع القبلية 20.2 4.1
القبلية وادي رخو 22.8 4.6
43 8.7

اليوم الرابع
(الأربعاء)
16 شعبان 6 هـ
30 ديسمبر 627 م من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي رخو الفقعلي 23.3 4.7
الفقعلي خيف حُسين 18 3.6
41.3 8.3

اليوم الخامس
(الخميس)
17 شعبان 6 هـ
31 ديسمبر 627 م من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
خيف حُسين شمال جبل سليت 21 4.2
شمال جبل سليت السديرة 21.1 4.2
42.1 8.4

اليوم السادس
(الجمعة)
18 شعبان 6 هـ
1 يناير 628 م من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
السديرة طاشا 25 5
طاشا خيف أم ذيان 20.3 4.1
45.3 9.1

اليوم السابع
(السبت)
19 شعبان 6 هـ
2 يناير 628 م من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
خيف أم ذيان مضيق الصفراء 16.7 3.3
مضيق الصفراء عرق الظبية 20 4
36.7 7.3

اليوم الثامن
(الأحد)
20 شعبان 6 هـ
3 يناير 628 م من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
عرق الظبية السيالة 22.5 4.5
السيالة ملل 17 3.4
ملل أولات الجيش 11 2.2

اليوم التاسع
(الاثنين)
21 شعبان 6 هـ
4 يناير 628 م من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أولات الجيش المدينة المنورة 21 4.2
21 4.2

مُلحق يوميّات سريّة عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل

1 الجغرافيا

جغرافيا هذه السريّة بتمامها هي جغرافيا غزوة دومة الجندل في ربيع الأول 5 هـ، وهي مذكورة تفصيلًا في ملحقها وملحق الطرق الشمالية بالملاحق العلمية.

 

2 التاريخ

قال الواقدي في المغازي (ص.397): “سرية أميرها عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل في شعبان سنة ست،…وإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد كان أمره أن يسير من الليل إلى دومة الجندل فيدعوهم إلى الإسلام”.

 

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.86): “ثم سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل في شعبان سنة ست”.

 

وذكرها ابن هشام عن ابن إسحاق في السيرة في المُجمل بغير تاريخ، وعلى المذكور فالمُختار أنّ الخروج إليها قبل سريّة علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما ذكره ابن إسحاق في روايته لغزوة دومة الجندل عن عبد الله بن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّه حضر اليوم السابق لخروج السريّة وكان عاشر عشرة في المسجد من المُهاجرين رضي الله عنهم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم وفيهم عليّ رضي الله عنه، وقد حققنا خروج سريّة الإمام علي رضي الله عنه إلى فدك في نفس الشهر في الثامن منه، وأيضًا مُراعاة لترتيب الواقدي وابن سعد، وعليه فالخروج لهذه السريّة كان لهلال شعبان 6 هـ والله أعلم، وبمُراجعة برمجيّة آستروكال فهذا يوافق يوم الأربعاء 16 ديسمبر 627 م، وعليه فهذه تواريخ السريّة باعتبار المسافة بين المدينة ودومة الجندل وحيث مكث عبد الرحمن هناك يومان ثم خرج عائدًا في الثالث.

 

 

 

هجري ميلادي
الخروج من المدينة الثلاثاء 1 شعبان 6 هـ 15 ديسمبر 627 م
وصول دومة الجندل الأربعاء 16 شعبان 6 هـ 30 ديسمبر 627 م
العودة للمدينة المنوَّرَة الثلاثاء 6 رمضان 6 هـ 18 يناير 628 م
المُدَّة 36 يومًا

 

 

3 مُزامنة الطريق

 

طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة – دُومَة الجَنْدَل)
اليوم الأول

(الأربعاء)

2 شعبان 6 هـ

16 ديسمبر 627 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة وادي النقمي 22.5 4.5
وادي النقمي وادي مناة 16 3.2
38.5 7.7
اليوم الثاني

(الخميس)

3 شعبان 6 هـ

17 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي مناة جبال البيضاء 20 4
جبال البيضاء بطن إضم 23 4.6
43 8.6
اليوم الثالث

(الجمعة)

4 شعبان 6 هـ

18 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن إضم اللحن 22 4.4
اللحن الصلصلة 22 4.4
44 8.8
اليوم الرابع

(السبت)

5 شعبان 6 هـ

19 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصلصلة الثمد 22.7 4.5
الثمد الصهباء 19.5 3.9
42.2 8.4
اليوم الخامس

(الأحد)

6 شعبان 6 هـ

20 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصهباء العين 23 4.6
العين العشاش 22.4 4.5
45.4 9.1
اليوم السادس

(الاثنين)

7 شعبان 6 هـ

21 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العشاش قريب من بئر يمن 21.9 4.4
قريب من بئر يمن حفيرة الأيدا 24.5 4.9
46.4 9.3
اليوم السابع

(الثلاثاء)

8 شعبان 6 هـ

22 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
حفيرة الأيدا صحراء الجناب 25 5
صحراء الجناب جبل رواف 25 5
50 10
اليوم الثامن

(الأربعاء)

9 شعبان 6 هـ

23 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
جبل رواف جبل برد 23 4.6
جبل برد بطن قو 22.5 4.5
45.5 9.1
اليوم التاسع

(الخميس)

10 شعبان 6 هـ

24 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن قو قريب من جدد 21.5 4.3
قريب من جدد جبل جدد 22 4.4
43.5 8.7
اليوم العاشر

(الجمعة)

11 شعبان 6 هـ

25 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
جبل جدد تيماء 19 3.8
تيماء الصوانة 21 4.2
40 8
اليوم الحادي عشر

(السبت)

12 شعبان 6 هـ

26 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصوانة مرحلة من تيماء 22.6 4.5
مرحلة من تيماء العسافية 23 4.6
45.6 9.1
اليوم الثاني عشر

(الأحد)

13 شعبان 6 هـ

27 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العسافية مرحلتان من تيماء 25 5
مرحلتان من تيماء مرحلتان من الصوانة 24 4.8
49 9.8
اليوم الثالث عشر

(الاثنين)

14 شعبان 6 هـ

28 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مرحلتان من الصوانة ثلاث مراحل من تيماء 22 4.4
ثلاث مراحل من تيماء ثلاث مراحل من الصوانة 24 4.8
46 9.2
اليوم الرابع عشر

(الثلاثاء)

15 شعبان 6 هـ

29 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ثلاث مراحل من الصوانة أربع مراحل من تيماء 22 4.4
أربع مراحل من تيماء جبل راف 25 5
47 9.4
اليوم الخامس عشر

(الأربعاء)

16 شعبان 6 هـ

30 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
جبل راف خمس مراحل من تيماء 21.5 4.3
خمس مراحل من تيماء قريب من دومة 24 4.8
45.5 9.1
اليوم السادس عشر

(الخميس)

17 شعبان 6 هـ

31 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من دومة دومة الجندل 26 5.2
26 5.2

 

طريق العودة (دُومَة الجَنْدَل – المدينة المنوَّرَة)                                                                                             
اليوم الأول

(الاثنين)

21 شعبان 6 هـ

4 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
دومة الجندل قريب من دومة 26 5.2
26 5.2
اليوم الثاني

(الثلاثاء)

22 شعبان 6 هـ

5 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من دومة خمس مراحل من تيماء 24 4.8
خمس مراحل من تيماء جبل راف 21.5 4.3
45.5 9.1
اليوم الثالث

(الأربعاء)

23 شعبان 6 هـ

6 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
جبل راف أربع مراحل من تيماء 25 5
أربع مراحل من تيماء ثلاث مراحل من الصوانة 22 4.4
47 9.4
اليوم الرابع

(الخميس)

24 شعبان 6 هـ

7 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ثلاث مراحل من الصوانة ثلاث مراحل من تيماء 24 4.8
ثلاث مراحل من تيماء مرحلتان من الصوانة 22 4.4
46 9.2
اليوم الخامس

(الجمعة)

25 شعبان 6 هـ

8 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مرحلتان من الصوانة مرحلتان من تيماء 24 4.8
مرحلتان من تيماء العسافية 25 5
49 9.8
اليوم السادس

(السبت)

26 شعبان 6 هـ

9 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العسافية مرحلة من تيماء 23 4.6
مرحلة من تيماء الصوانة 22.6 4.5
45.6 9.1
اليوم السابع

(الأحد)

27 شعبان 6 هـ

10 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصوانة تيماء 21 4.2
تيماء جبل جدد 19 3.8
40 8
اليوم الثامن

(الاثنين)

28 شعبان 6 هـ

11 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
جبل جدد قريب من جدد 22 4.4
قريب من جدد بطن قو 21.5 4.3
43.5 8.7
اليوم التاسع

(الثلاثاء)

29 شعبان 6 هـ

12 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن قو جبل برد 22.5 4.5
جبل برد جبل رواف 23 4.6
45.5 9.1
اليوم العاشر

(الأربعاء)

30 شعبان 6 هـ

13 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
جبل رواف صحراء الجناب 25 5
صحراء الجناب حفيرة الأيدا 25 5
50 10
اليوم الحادي عشر

(الخميس)

1 رمضان 6 هـ

14 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
حفيرة الأيدا قريب من بئر يمن 24.5 4.9
قريب من بئر يمن العشاش 21.9 4.4
46.4 9.3
اليوم الثاني عشر

(الجمعة)

2 رمضان 6 هـ

15 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العشاش العين 22.4 4.5
العين الصهباء 23 4.6
45.4 9.1
اليوم الثالث عشر

(السبت)

3 رمضان 6 هـ

16 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصهباء الثمد 19.5 3.9
الثمد الصلصلة 22.7 4.5
42.2 8.4
اليوم الرابع عشر

(الأحد)

4 رمضان 6 هـ

17 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصلصلة اللحن 22 4.4
اللحن بطن إضم 22 4.4
44 8.8
اليوم الخامس عشر

(الاثنين)

5 رمضان 6 هـ

18 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن إضم جبال البيضاء 23 4.6
جبال البيضاء وادي مناة 20 4
43 8.6
اليوم السادس عشر

(الثلاثاء)

6 رمضان 6 هـ

18 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي مناة وادي النقمي 16 3.2
وادي النقمي المدينة المنورة 22.5 4.5
38.5 7.7

 

مُلحق رحلة زيد بن حارثة بتجارة إلى الشام ثم سريّته إلى أُم قِرفَة

1 الجغرافيا

قال الواقدي في المغازي (ص.400): “خرج زيد في تجارة إلى الشام، ومعه بضائع لأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم…حتى إذا كان دون وادي القُرى ومعه ناس من أصحابه، لقيه ناس من بني فزارة من بني بدر، فضربوه وضربوا أصحابه حتى ظنوا أن قد قُتِلوا، وأخذوا ما كان معه، ثم استبل -تعافى- زيد، رجع للمدينة، فبعثه في سريّة…فخرج بهم دليل لهم، ونذرت بهم بنو بدر فكانوا يجعلون ناطورًا لهم حين يصبحون فينظر على جبل لهم مُشْرِف وجه الطريق الذي يرون أنّهم يأتون منه فينظر قدر مسيرة يوم فيقول اسرحوا فلا بأس عليكم هذه ليلتكم، فلما كان زيد بن حارثة وأصحابه على نحو مسيرة ليلة أخطأ بهم دليلهم الطريق، فأخذ بهم طريقًا أُخرى حتى أمسوا وهم على خطأ فعرفوا خطأهم ثم صمدوا لهم في الليل حتى صبحوهم…”.

 

قال ابن هشام عن ابن إسحاق في السيرة (ص.717): “وغزوة زيد بن حارثة أيضًا وادي القُرى، لقي به بني فزارة، فأصيب بها ناس من أصحابه، وارتثّ زيد من بين القتلى، وفيها أصيب ورد بن عمرو بن مداش…فلمّا قدم زيد بن حارثة نذر ألا يمس رأسه غسل من جنابة حتى يغزوا بني فزارة، فلمّا استبل من جراحاته، بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى بني فزارة في جيش فقتلهم بوادي القُرى وأصاب فيهم…وقتل أم قرفة وأسر بنتها”.

 

وطريق هذه السريّة مذكور في عدّة سرايا أُخرى وتفصيله في مُلحق تحديد موضع وادي القُرى بالملاحق العلميّة، وورد في رواية الواقدي أنّ ناطور بني فزارة -الذي يراقب الطريق- كان يقف على قمّة جبلية يراقب الطريق في الصباح فيرى مسيرة يوم تقريبًا، ثم ينزل فيطمئن القوم، وأن زيدًا رضي الله عنه ومن معه أرادوا أن يأتوهم من طريق آخر أو أخطأوا الطريق فطال بهم، ثم استمرّوا في المسير حتى لا يفوتهم عنصر المُفاجأة ثم دهموهم في الصباح قبل أن يخرج الناطور هذا.

 

وبمُراجعة غوغل إرث، فيوجد موضع جنوب “أم الشقوق” وهي أعلى قمّة جبليّة في المنطقة، تنطبق عليها هذه المواصفات، ولا يوجد غيرها تقريبًا، وبالوقوف عليها كالحقيقة يتبيّن أنّه يمكن التحقق من الطريق بحدود 30 كم تقريبًا حتى نقطة “العين” -انظر الخريطة-، لأنّ المساحة التي أمامه للطريق القادم من المدينة المنوَّرة مساحة مفتوحة، وساروا شرقًا بالخطأ ثم عدلوا عنه بالطريق الصحيح، وهذه خريطة توضيحيّة، والطريق باللون الأخضر هو الرئيسي، وباللون البرتقالي الخاطئ، وبعدها إحداثيّات النقاط المبهمة:

 

 

 

المَعْلَم قريب من العين
خط طول 38.352892 درجة شرقًا
خط عرض 25.974533 درجة شمالًا

 

 

المَعْلَم قريب من مطران
خط طول 38.283589 درجة شرقًا
خط عرض 26.169907 درجة شمالًا

 

 

المَعْلَم ناطور فزارة
خط طول 38.142848 درجة شرقًا
خط عرض 26.043341 درجة شمالًا

 

2 التاريخ

 

وقد فصّلنا في سريّة أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى بني كِلاب من هوازن ناحية ضريّة في شعبان 7 هـ أنّه وقع الخلط بينها وبين بعث الشّام ثم سريّة بني فزارة المذكوران، فقد كان زيد بن حارثة رضي الله عنه أميرًا عليهما، والظاهر للجمع بين الأقوال وفضّ الإشكال أن أبا بكر الصديق كان في البعث والسريّة تحت إمارة زيد بن حارثة.

 

قال الواقدي في المغازي (ص.399): “سريّة زيد بن حارثة إلى أُمُّ قِرفَة في رمضان سنة ست”، ووافقه ابن سعد في الطّبقات.

 

وطريق هذا البعث ثم هذه السريّة إلى الشّام من جهة وادي القُرى مذكور في عدّة مواضع، مثل سريّة ذات أطلاح في ربيع الأوّل 8 هـ، وسريّة ذات السّلاسل في جُمادى الآخرة 8 هـ، وسريّة مؤتة في جُمادى الأولى 8 هـ، وتفاصيله في مُلحق تحديد وادي القُرى بالملاحق العلميّة كما تقدّم، وعليه إذًا، فالطريق إلى وادي القُرى حوالي 7 أيّام من المدينة المنوَّرة، فالظاهر خروج هذا البعث في شهر شعبان 6 هـ على اعتبار السريّة في رمضان، فيكون زيد رضي الله عنه خرج لهلال شعبان 6 هـ إلى الشّام فيصل إلى دون وادي القُرى -سُقيا الجزل مثلًا- في السابع، وفيه يتعرّض ومن معه لعدوان بني بدر من فزارة أولاد وأقرباء أم قرفة بإيعاز منها، ثم يقيم ومن معه ليلتان حتى يتعافون قليلًا، ثم يعود ومن معه سبعًا فهذه ستة عشر ليلة، ثم يمكث حوالي أسبوعًا حتى يتحسّن، فهذه 23 ليلة تقريبًا، ثم يخرج فيصل وادي القُرى لهلال رمضان 6 هـ، فيقتصّ منهم ويعود في سابعه أو ثامنه.

 

3 مُزامنة الطريق

 

طريق الذهاب (خروج زيد بتجارة إلى الشَّام) (المدينة المُنوَّرَة – وادي القُرى)                                                                              
اليوم الأول

(الخميس)

2 شعبان 6 هـ

17 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة البتراء 26 5.2
  26 5.2
اليوم الثاني

(الجمعة)

3 شعبان 6 هـ

18 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
البتراء ذو خُشُب 17 3.4
ذو خُشُب بطن إضم 23 4.6
  40 8
اليوم الثالث

(السبت)

4 شعبان 6 هـ

19 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن إضم السويداء 21 4.2
السويداء المقرح 23.6 4.7
  44.6 8.9
اليوم الرابع

(الأحد)

5 شعبان 6 هـ

20 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المقرح المر 22.7 4.5
المر وادي الحمض 22.6 4.5
  45.3 9
اليوم الخامس

(الاثنين)

6 شعبان 6 هـ

21 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الحمض ذو المروة 24.8 4.9
ذو المروة العين 24.8 4.9
  49.6 9.8
اليوم السادس

(الثلاثاء)

7 شعبان 6 هـ

22 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العين الرحيبة 22 4.4
الرحيبة أم شقوق 26 5.2
  48 9.6
اليوم السابع

(الأربعاء)

8 شعبان 6 هـ

23 ديسمبر 627 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أم شقوق سقيا الجزل 25 5
  25 5

 

طريق العودة (عودة زيد من تجارة الشَّام بعد هجوم فزارة) (وادي القُرى – المدينة المُنوَّرَة)                                                                              
اليوم الأول

(السبت)

11 شعبان 6 هـ

26 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
سقيا الجزل أم شقوق 25 5
  25 5
اليوم الثاني

(الأحد)

12 شعبان 6 هـ

27 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أم شقوق الرحيبة 26 5.2
الرحيبة العين 22 4.4
  48 9.6
اليوم الثالث

(الاثنين)

13 شعبان 6 هـ

28 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العين ذو المروة 24.8 4.9
ذو المروة وادي الحمض 24.8 4.9
  49.6 9.8
اليوم الرابع

(الثلاثاء)

14 شعبان 6 هـ

29 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الحمض المر 22.6 4.5
المر المقرح 22.7 4.5
  45.3 9
اليوم الخامس

(الأربعاء)

15 شعبان 6 هـ

30 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المقرح السويداء 23.6 4.7
السويداء بطن إضم 21 4.2
  44.6 8.9
اليوم السادس

(الخميس)

16 شعبان 6 هـ

31 ديسمبر 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن إضم ذو خُشُب 23 4.6
ذو خُشُب البتراء 17 3.4
  40 8
اليوم السابع

(الجمعة)

17 شعبان 6 هـ

1 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
البتراء المدينة 26 5.2
  26 5.2

 

 

طريق الذهاب (سريّة زيد لتأديب أُمُ قِرْفَة وبنيها) (المدينة المُنوَّرَة – وادي القُرى)                                                                              
اليوم الأول

(السبت)

25 شعبان 6 هـ

9 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة البتراء 26 5.2
البتراء ذو خُشُب 17 3.4
  43 8.6
اليوم الثاني

(الأحد)

26 شعبان 6 هـ

10 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو خُشُب بطن إضم 23 4.6
بطن إضم السويداء 21 4.2
  44 8.8
اليوم الثالث

(الاثنين)

27 شعبان 6 هـ

11 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
السويداء المقرح 23.6 4.7
المقرح المر 22.7 4.5
  46.3 9.2
اليوم الرابع

(الثلاثاء)

28 شعبان 6 هـ

12 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المر وادي الحمض 22.6 4.5
وادي الحمض ذو المروة 24.8 4.9
  47.4 9.4
اليوم الخامس

(الأربعاء)

29 شعبان 6 هـ

13 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو المروة العين 24.8 4.9
العين قريب من العين 25 5
    9.9
اليوم السادس

(الخميس)

30 شعبان 6 هـ

14 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من العين قريب من مطران 26 5.2
قريب من مطران أم الشقوق 20 4
أم الشقوق سقيا الجزل 25 5
  71 14.2

 

 

طريق العودة (سريّة زيد لأم قرفة) (وادي القُرى – المدينة المُنوَّرَة)                                                                              
اليوم الأول

(الجمعة)

1 رمضان 6 هـ

15 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
سقيا الجزل أم شقوق 25 5
أم شقوق الرحيبة 26 5.2
  51 10.2
اليوم الثاني

(الأحد)

2 رمضان 6 هـ

16 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الرحيبة العين 22 4.4
العين ذو المروة 24.8 4.9
  46.8 9.3
اليوم الثالث

(الاثنين)

3 رمضان 6 هـ

17 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو المروة وادي الحمض 24.8 4.9
وادي الحمض المر 22.6 4.5
  47.4 9.4
اليوم الرابع

(الثلاثاء)

4 رمضان 6 هـ

18 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المر المقرح 22.7 4.5
المقرح السويداء 23.6 4.7
  46.3 9.2
اليوم الخامس

(الأربعاء)

5 رمضان 6 هـ

19 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
السويداء بطن إضم 21 4.2
بطن إضم ذو خُشُب 23 4.6
  44 8.8
اليوم السادس

(الخميس)

6 رمضان 6 هـ

20 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو خُشُب البتراء 17 3.4
البتراء المدينة 26 5.2
  43 8.6

 

مُلحق سرية كُرْز بن جابر الفِهري إلى العُرَينييّن وغزوة الغابة وهي ذو قَرَد

مُلحق سرية كُرْز بن جابر الفِهري إلى العُرَينييّن


1
الجغرافيا

 قال الواقدي في المغازي (ص.402): “سريّة أميرها كُرز بن جابر، لمّا أُغير على لقاح النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذي الجَدْر في شوّال سنة ست، وهي على ثمانية أميال من المدينة”.

 

قال ابن سعد في الطبقات الكُبرى (ج.2، ص.89): “ثم سريّة كُرز بن جابر الفِهري إلى العُرنيّين في شوال سنة ست من مُهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قالوا: قدم نفر من عُرينة ثمانية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأسلموا واستوبئوا المدينة، فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى لقاحه وكانت ترعى بذي الجَدْر ناحية قُباء قريبًا من عير، على ستة أميال من المدينة”.

 

قال ابن هشام عن ابن إسحاق في السيرة (ص.730): “أصاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة مُحارب وبني ثعلبة، عبدًا يقال له: يسار، فجعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في لقاح له كانت ترعى في ناحية الجماء، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفر من قيس كبة من بجيلة، فاستوبئوا المدينة، وطلحوا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو خرجتم إلى اللقاح فشربتم من ألبانها وأبوالها، فخرجوا إليها، فلما صحوا وانطوت بطونهم، عدوا على راعي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسار، فذبحوه، وغرزوا الشوك في عينيه، واستاقوا اللقاح، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في آثارهم كُرز بن جابر، فلحقهم فأتى بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرجعه من غزوة ذي قَرَد، فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم”.

 

وذي الجَدر المذكورة في الروايات موضع السريّة أو قريب منها، مذكورة تفصيلًا في سريّة محمد بن مسلمة لقتل كعب بن الأشرف الجمعة 10 ربيع الأوّل 3 هـ.

 

2 التاريخ

 

وأورد جُملة الأقوال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (حديث 231): “وذكر ابن إسحاق في المغازي قدومهم كان بعد غزوة ذي قَرَد وكانت في جُمادى الآخرة سنة ست، وذكرها المُصَنِّف -البُخاري- بعد الحُديبية وكانت في ذي القعدة منها -سنة ست-، وذكر الواقدي أنها كانت في شوّال منها وتبعه ابن سعد وابن حبان وغيرهما، والله أعلم”، ونصّ عليه الديار بكري أيضًا في تاريخ الخميس، ومدار اختلافهم على ثلاثة أشياء:

 

الأوّل: ترجيح تاريخ غزوة بني لحيان بالرّجيع، فرجّح الواقدي ومن تابعه كونها في ربيع الأوّل 6 هـ، وجزم ابن إسحاق ومن تابعه بأنها في جُمادى الأولى 6 هـ، وبينهما شهر تقريبًا، وقد فصلنا في مُلحق غزوة بني لحيان أن اختيار ابن إسحاق فيه بعض تأخير، والراجح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم أسرع في تأديب هؤلاء الأعراب بعد الخندق وقريظة.

 

الثاني: ترجيح تاريخ غزوة ذو قَرَد، فالواقدي ومن تابعه رجّحوا كونها في ربيع الآخر 6 هـ، بعد بني لحيان، وذهب ابن إسحاق لكونها على ليال أيضًا من بني لحيان وعلى ترجيحه لبني لحيان كونها في جُمادى الأولى فقد جعل ذا قَرَد ورائها مُباشرة، إما في نفس الشهر أو التالي له.

 

الثالث: ترجيح تاريخ سرية كُرز بن جابر الفهري، فالواقدي ومن تابعه رجّحوا كونها في شوّال 6 هـ، وابن هشام رواها عن ابن إسحاق في نهاية الكتاب في مُجمل السرايا وجعلها في أثناء العودة من ذي قَرَد، وذكرها البُخاري بعد الحُديبية في ذي القعدة كما نص عليه ابن حجر، وما ذكره الواقدي للتاريخ بعيد عمّا رواه هو نفسه أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاءه خبر العُرنيّين وهو في الغابة، وابن إسحاق يجزم أنّه صلى الله عليه وآله وسلم كان عائدًا من ذي قَرَد، فالرّاجح ما يجمع بينهما، إلا أنّ ذكرها في شوال مُشكِل، فالظّاهر كونها عقب خروجه صلى الله عليه وآله وسلَّم مُباشرة للغابة أن يكون جاء لأولائك العُرنيين الخبر بخروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فظنوا الأمن من المُلاحقة فسرقوا الإبل، حتى إنهم لم يذهبوا بها بعيدًا فذبحوا وأكلوا-كما تذكر الروايات-!، وهو ما يؤيد كونها حدثت والنبي صلى الله عليه وآله وسلَّم بالغابة كما ذكر الواقدي، وأنّ هذا في غزوة ذا قَرَد كما جزم به ابن إسحاق، وقد فصّلنا في ذي قَرَد أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عاد منها في الأحد 6 ربيع الآخر 6 هـ، فتكون واقعة العُرنيّين بحدود يوم السبت 5 ربيع الآخر 6 هـ، ثم إرسال كُرز بن جابر إليهم في نفس اليوم على الخيل بعد أن جاءه الخبر، فسار كُرز ومن معه جنوبًا وغربت الشمس وهم بذي الجَدْر، ثم عاد بهم يوم الأحد 6 ربيع الآخر 6 هـ، فوافى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالغابة راجعًا من ذا قَرَد، ثم عاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعدما أقام عليهم حدّ الحَرَابة، فيكون هؤلاء الغُدر قد سوّلت لهم أنفسهم ذلك لمّا أتاهم الخبر بخروج النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم للغابة لمّا وصل الصريخ لبني عمرو بن عوف بقُباء يوم الأربعاء، فكان ما كان منهم يوم السبت، والله أعلم.

 

وقد اشتبه أمير السريّة على الواقدي وغيره فذكروا أنّه كُرز بن جابر الفهري، ثم عادوا وذكروا سعيد بن زيد الأشهلي بصيغة التمريض، والأرجح أنّ مردّ ذلك إلى كون هذه السريّة مُرَكَّبَة مع غزوة ذا قَرَد، فإنّ أمير الخيل في غزوة ذا قَرَد حتى موافاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم كان سعيد بن زي الأشهلي، ثم أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم كُرز بن جابر من ذا قَرَد لمُلاحقة العُرنيّين، وهم على مسافة قريبة من المدينة المنوَّرة ولو لم يكن حضرته مشغولًا بغزوة الغابة لعلّ حضرته كان خرج إلى العُرنيّين بنفسه الشريفة كما فعل لمُلاحقة عُيينة، والله أعلم.

 

حدث                                                   هجري ميلادي
كُفر العُرنيّين وقتلهم يسارًا السبت 5 ربيع الآخر 6 هـ 22 أغسطس 627 م
عودة كُرز بالعُرنيّين الأحد 6 ربيع الآخر 6 هـ 23 أغسطس 627 م
مُدَّة السريَّة يومان


مُلحق
 غزوة الغابة وهي ذو قَرَد

1 الجغرافيا

 الغابة مذكورة بالتفصيل في سرية بن أبي حدرد الأسلمي إلى الغابة في شعبان 8 هـ، ونكتفي بذكر إحداثيّاتها.

 

ذو قَرَد

 

قال الحموي في معجم البلدان (ج.4، ص.321): “قَرَد: بالتّحريك، مرتجل، وقيل: القرد الصوف الرّديّ، ورواه أبو محمد الأسو قُرُد بضمتين أيضًا هكذا يقوله أئمة العلم؛ ذو قَرَد: ماء على ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انتهى إليه لما خرج في طلب عيينة حين أغار على لقاحه، قال عياض القاضي: جاء في حديث قبيصة في الصحيح أن بذي قرد كان سرح جمال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي أغارت عليه غطفان، وهذا غلط، إنما هو بالغابة قُرب المدينة، قال: وذو قرد حيث انتهى المسلمون آخر النهار وبه باتوا ومنه انصرفوا فسميت به الغزوة،…وقال بعض شيوخ مسلم في آخر حديث قتيبة: فلحقهم بذي قرد يدل على ذلك لأنهم لم يأخذوا السرح ويقيموا بمكانهم حتى لحق بهم الطلب، قال القاضي: وبين ذي قرد والمدينة نحو يوم، وقال محمد بن موسى الخوارزمي: غزوة ذي قرد كانت سنة ست، ذكرت في الغابة”، وأعاد المجد في المغانم كلام ياقوت.

 

وعند عاتق البلادي في معجم معالم السيرة (ص.250): “قَرَد: جبل أسود بأعلى وادي النُقمَي، شمال شرقي المدينة على قُرابة 35 كيلًا،…كذا أشار إليه غلام وجدته في وادي النُّقَمِي”، وذكره عاتق أيضًا بتمامه في معجم معالم الحجاز، ومحمد حسن شُرّاب في المعالم الأثيرة.

 

وعلى الأوصاف المذكورة، وبقياس حوالي 35 كم من المدينة النبويّة الشريفة ثم شمالًا في وادي النُّقَمي، هُناك جبل أسود في هذه المنطقة الظاهر أنّه المقصود، ولعلّ الماء الذي ذكره ياقوت منسوب للجبل، فقَرَد الجبل والماء ذو قَرَد، وأما كونه على ليلتين فخطأ، والصواب نحو يوم كما ذكر القاضي عياض، وقولهم “بين المدينة وخيبر”، فالمقصود حرّة خيبر، لا منازل اليهود بها التي هي منطقة الغزوة، فالحرّة مُمتدّة جنوبًا حتى شمال المدينة المنوَّرة، والله أعلم، وهذه إحداثيّات تقريبيّة لذي قَرَد:

 

المَعْلَم ذو قَرَد
خط طول 39.680024 درجة شرقًا
خط عرض 24.753733 درجة شمالًا

 

2 التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.383): “عن إياس بن سلمة، عن أبيه قال: أغار عيُينة ليلة الأربعاء لثلاثٍ خلون من ربيع الآخر سنة ست وغزونا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في طلبه يوم الأربعاء فغبنا خمس ليالٍ ورجعنا ليلة الاثنين”.

 

قال ابن سعد في الطبقات (ص.76): “ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الغابة وهي على بريد من المدينة طريق الشام في شهر ربيع الأوّل سنة ست من مُهاجره،…فأغار عليهم عُيينة بن حصن ليلة الأربعاء في أربعين فارسًا…وركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخرج غداة الأربعاء في الحديد مقنّعًا…ورجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة يوم الاثنين وقد غاب خمس ليالٍ”.

 

وعند ابن هشام عن ابن إسحاق في السيرة (ص.531): “ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة -من غزوة بني لحيان-، فلم يقم بها إلا ليالي قلائل، حتى أغار عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، في خيل من غطفان على لقاح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالغابة…”، وبني لحيان على ما اختاره ابن إسحاق في جُمادى الأولى 6 هـ، بعد بني قريظة بستة أشهر، وبالتالي فغزوة الغابة/ذي قرد عنده في جُمادى الأولى 6 هـ كذلك إذ هي بعد العودة من بني لحيان بليالٍ قلائل.

 

وعلى المذكور، وبمُراجعة برمجيّة آستروكال، فإن 3 ربيع الآخر 6 هـ يوافق الخميس، وعليه فالخروج للغزوة وافق الأربعاء 2 ربيع الآخر 6 هـ، 19 أغسطس 627 م، بفارق يوم عن المذكور عند الواقدي، ويكون يوم الرجوع مقسَّمًا بين نهار الأحد 6 ربيع الآخر 6 هـ الموافق 23 أغسطس 627 م، وليلة الاثنين 7 ربيع الآخر 6 هـ الموافق 24 أغسطس 627 م.

 

3 مُزامنة الطريق

 

ذكرت الروايات، أن المسلمين خرجوا مسرعين على الخيل يلحقون بالعدو، وسُرعة الخيل حوالي 40-45 كم في الساعة تقريبًا، وتستطيع الخيل العدو لمسافات تصل لـ80 كم، وقد خرج مع المُسلمين سلمة بن الأكوع رضي الله عنه وكان من الأبطال العدَّائين، وذكرت الروايات أنّه كان يسبق الخيل، وهو مُمكن، فالرّقم القياسي للعدو القصير وصل إلى 44 كم / ساعة تقريبًا، فبفرض أنّهم كانوا يسيرون ببطء لوجود الجمال التي سرقوها معهم ولم تكن خيلهم تعدو بسُرعتها القصوى بل أسرع من الجِمال قليلًا فقط، وهو تقديرًا بحدود 20 كم/س وهو ما يُمكن لعدّاء مُحترف أن يتجاوزه دون عناء، خصوصًا في تلك الأزمان التي كان العدو فيها من أساسيّات الحرب للمُشاة، وفي مُزامنة الطريق التالية مذكور سُرعة الخيل والجِمال، حيث سبقت الخيل ثم جاء البقيّة على أرجلهم وبجمالهم حتى وافوا أصحاب الخيل.

 

 

طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة – ذو قَرَد)                                                                                                
اليوم الأول

(الأربعاء)

2 ربيع الآخر 6 هـ

19 أغسطس 627 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (حصان / جمل)
المدينة جبل أُحُد 6.5 9 دق. / 1 ساعة
جبل أُحُد وادي النُّقَمي 15.5 21 دق. / 3 ساعات
وادي النُّقَمي ذو قَرَد 15.3 21 دق. / 3 ساعات
37.3 51 دق. / 7 ساعات

 

طريق العودة (ذو قَرَد – المدينة المنوَّرَة)                                                                                                 
اليوم الأول

(الأحد)

6 ربيع الآخر 6 هـ

23 أغسطس 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو قَرَد وادي النُّقَمي 15.3 3
15.3 3
(الاثنين)

7 ربيع الآخر 6 هـ

24 أغسطس 627 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي النُّقَمي جبل أُحُد 15.5 3
جبل أُحُد المدينة 6.5 1
37.3 7