مُلحق يوميّات سريّة عبد الله بن عتيك لقتل ابن أبي الحُقيق

1 الجغرافيا

 

قال الواقدي في المغازي (ص.291): “خرجنا من المدينة حتى أتينا خيبر، قال: وقد كانت أُم عبد الله بن عتيك بخيبر يهوديّة أرضعته…فانتهينا إلى خيبر، وبعث عبد الله إلى أُمّه فأعلمها بمكانه فخرجت إلينا بجراب مملوء تمرًا كبيسًا وخُبزًا، فأكلنا منه ثم قال لها: يا أمّاه إنا قد أمسينا، بيتينا عندك فأدخلينا خيبر…فقالت أُمّه: كيف تطيق خيبر وفيها أربعة آلاف مُقاتل؟ ومن تُريد فيها؟، قال: أبا رافع، فقالت: لا تقدر عليه، قال والله لأقتلنه أو لأُقتلن دونه قبل ذلك، قالت: فادخلوا عليّ ليلًا،…فلما هدأت الرِّجل، قالت: انطلقوا حتى تستفتحوا على أبي رافع”.

 

فهذه السريّة وقعت في خيبر، فطريقها طريق خيبر المُعتاد حتى وصلوا إلى قصر سلام بن أبي الحُقيق فيه، وهو على نفس التبَّة التي عليها حصن القموص والذي ما زال موجودًا لليوم في قلب خيبر القديمة، والطريق والمعالم مذكورة بالتفصيل في مُلحق غزوة خيبر، غير أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخلها من جهة الشام، وقد دخلتها السريّة بالطريق المُعتاد من الجنوب بعد الصّهباء، فيكون طريقهم كالآتي:

 

المدينة المنورة – ثنية الوداع – الغابة – البتراء – المُندَسَّة – بُوَاط –

قريب من الجفدور – الدُّومة – الصُّلصُلَة – الثمد – الصهباء – خيبر (قصر سلام بن أبي الحُقيق)

 

وهذا الطريق حوالي 182 كم تقريبًا بالقياس على خرائط غوغل، فهذا مسير أربعة أيّام تقريبًا بالتمام والكمال -باعتبار المرحلة / مسير اليوم 44.5 كم تقريبًا-.

 

وهذه إحداثيّات تقريبيَّة لقصر سلام بن أبي الحقيق بخيبر:

 

المَعْلَم قصر سلام بن أبي الحقيق
خط طول 39.267974 درجة شرقًا
خط عرض 25.730651 درجة شمالًا

 

 

2 التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.291): “خرجوا ليلة الاثنين في السحر لأربع خلون من ذي الحجة، على رأس ستة وأربعين شهرًا، وغابوا عشرة أيام”، فهي عند الواقدي في ذي الحجّة من السنة الرابعة، قبل غزوة ذات الرّقاع، إلّا أنّه في آخر السريّة يقول (ص.293): “فمكثنا في مكاننا يومين حتى سكن عنا الطلب، ثم خرجنا مقبلين إلى المدينة…فقدمنا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو على المنبر،…ويُقال: كانت السريّة في شهر رمضان سنة ست”، وجَزَم بالأوّل، ومكثوا بخيبر يومين مختبئين على ما ذكر.

 

قال ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج.2، ص.87): “ثم سرية عبدالله بن عتيك إلى أبي رافع سلام بن أبي الحُقَيق النَّضَري بخيبر في شهر رمضان سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،…ومكث القوم في مكانهم يومين حتى سكن الطلب ثم خرجوا مقبلين إلى المدينة”.

 

قال ابن هشام في السيرة النبوية عن ابن إسحاق (ج.2، ص.273): “ولما انقضى شأن الخندق (ذو القعدة 5 هـ) وأمر بني قريظة (ذو القعدة 5 هـ) استأذنت الخزرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قتل سلام بن أبي الحقيق فأذِنَ لهم”.

 

عند البخاري في كتاب المغازي (باب قتل أبي رافع، حديث 4089): “فوقعت في ليلة مُقمرة فانكسرت ساقي، فعصبتها بعمامة ثم انطلقت حتى جلست على الباب فقلت: لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته، فلمّا صاح الديك قام النّاعي على السور، فقال: أنعي أبا رافع تاجر أهل الحجاز….”.

 

اختار ابن إسحاق كونها بعد الخندق (ذو القعدة 5 هـ) ولم يُعيّن لها تاريخًا، وهو لما رواه من استئذان الخزرج للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعدها، وجزم ابن سعد ووافقه ابن سيد النّاس في عيون الأثر وابن كثير في البداية والنهاية بكون هذه السريّة وقعت في رمضان 6 هـ بعد الخندق، وعليه فالمُختار ما يجمع بين كلام ابن سعد وابن إسحاق، ورواية عند الواقدي أنّها في رمضان 6 هـ، وعند البُخاري كما تقدّم أنّه قُتل في ليلة مُقمرة، ورواية الواقدي أنّ خروجهم يوم الاثنين في السَّحَر -مع عدم اعتبار ما جزم به من كون ذلك في ذي الحجّة-، وفي رواية الواقدي أنّهم قدموا المدينة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر، فالظاهر أنّه يوم جُمعة وهو مفهوم من كلام الواقدي وتحديده الخروج بيوم الاثنين، وحساب ذلك أنّ الطريق يستغرق أربعة أيّام ذهابًا، فوصولهم يكون مع غروب شمس يوم الخميس، في ليلة الجُمعة، وهي ليلة قتله، ثم مكثوا يومين حتى تهدأ المُطاردة، فهذا السبت والأحد، وخرجوا الاثنين ليلًا، فيصلوا نهاية ليلة الخميس أو صبيحة الجُمعة إن تراخوا في آخر الطريق وهو مفهوم من إصابة عبد الله بن عتيك في ساقه، وهذا الحساب مفهوم من سياق الواقدي كما تقدَّم.

 

فإذا كان الجُمعة هذا وقع في رمضان 6 هـ، في ليلة مُقمرة؟، فهذه ليلة الثاني عشر-إلى الرابع عشر على الراجح أو قبلها أو بعدها قليلًا حسب التقويم، بما يقتضي وجود ولو بعض القمر في السَّماء، وبمُراجعة برمجيّة آستروكال يتبيّن أنّ الثاني عشر قد وافق الاثنين لا الجُمعة، وعليه فالجُمعة الأقرب يُوافق 16 رمضان 6 هـ، ويمكن اعتبار الجُمعة 9 رمضان 6 هـ أيضًا، والمُعتبر الأوّل لأنّ القمر يكون فيه أكثر إضاءة، وعليه فيكون يوم الخروج موافقًا الاثنين 12 رمضان 6 هـ بحساب القهقرى، ويوم العودة للمدينة المنوَّرة موافقًا الجمعة 23 رمضان 6 هـ، والله أعلم، وهذا مُلَخّص بهذه التواريخ:

 

  هجري ميلادي
الخروج من المدينة إلى خيبر الاثنين 12 رمضان 6 هـ 25 يناير 628 م
الوصول لخيبر وقتل أبي الحقيق الجمعة 16 رمضان 6 هـ 29 يناير 628 م
الخروج من خيبر إلى المدينة الاثنين 19 رمضان 6 هـ 1 فبراير 628 م
الوصول للمدينة المنوَّرة الجمعة 23 رمضان 6 هـ 5 فبراير 628 م
المُدَّة 12 يومًا

 

3 مُزامنة الطريق

 

طريق الذهاب (المدينة المُنوَّرَة – قصر أبي الحُقيق بخَيْبَر)
اليوم الأول

(الاثنين)

12 رمضان 6 هـ

25 يناير 628 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المُنوَّرة ثنيَّة الوداع 1.5 0.3
ثنيَّة الوداع الغابة 21.6 4.3
الغابة البتراء 14.8 2.9
البتراء المُندَسَّة 8.8 1.8
  46.7 9.3
اليوم الثاني

(الثلاثاء)

13 رمضان 6 هـ

26 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المُندَسَّة بُوَاط 18.7 3.7
بُوَاط قريب من الجفدور 23 4.6
  41.7 8.3
اليوم الثالث

(الأربعاء)

14 رمضان 6 هـ

27 يناير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الجفدور الدُّومة (اللحن) 22.7 4.5
الدُّومة (اللحن) الصُّلصُلَة 21.5 4.3
  44.2 8.8
اليوم الرابع

(الخميس)

15 رمضان 6 هـ

28 يناير 628 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصُّلصُلَة الثمد 23.5 4.7
الثمد الصهباء (جبل عطوة) 19.5 3.9
الصهباء (جبل عطوة) قصر أبي الحُقيق 8.5 1.7
  43 8.6

 

طريق العودة (قصر أبي الحُقيق بخَيْبَر – المدينة المُنوَّرَة)
اليوم الأول

(الاثنين)

19 رمضان 6 هـ

1 فبراير 628 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قصر أبي الحُقيق الصهباء (جبل عطوة) 8.5 1.7
الصهباء (جبل عطوة) الثمد 19.5 3.9
  28 5.6
اليوم الثاني

(الثلاثاء)

20 رمضان 6 هـ

2 فبراير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الثمد الصُّلصُلَة 23.5 4.7
الصُّلصُلَة الدُّومة (اللحن) 21.5 4.3
  45 9
اليوم الثالث

(الأربعاء)

21 رمضان 6 هـ

3 فبراير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الدُّومة (اللحن) قريب من الجفدور 22.7 4.5
قريب من الجفدور بُوَاط 23 4.6
  45.7 9.1
اليوم الرابع

(الخميس)

22 رمضان 6 هـ

4 فبراير 628 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بُوَاط المُندَسَّة 18.7 3.7
المُندَسَّة البتراء 8.8 1.8
  27.5 5.5
اليوم الخامس

(الجمعة)

23 رمضان 6 هـ

5 فبراير 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
البتراء الغابة 14.8 2.9
الغابة ثنيَّة الوداع 21.6 4.3
ثنيَّة الوداع المدينة المُنوَّرة 1.5 0.3
  37.9 7.5

 

مُلحق يوميّات غزوة خيبر

1 الجغرافيا

 الطريق إلى خيبر

 قال ابن هشام عن ابن إسحاق في السيرة (ص.559): “وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين خرج من المدينة إلى خيبر سلك على عِصر، فبنى له فيها مسجدًا، ثم على الصهباء، ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بجيشه، حتى نزل بوادٍ يقال له الرجيع، فنزل بينهم وبين غطفان، ليحول بينهم وبين أن يمدّوا أهل خيبر، وكانوا لهم مظاهرين على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”.

 

وهذا مُلَخَّص الطريق عند ابن هشام:

عِصر – الصهباء – وادي الرجيع

 

وقال الواقدي في المغازي (ص.444): “فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسلك ثنيَّة الوداع، ثم أخذ على الزّغَابَة ثم على نَقْمَى، ثم سلك المُستناخ، ثم كبس الوطيح، ومعهم دليلان من أشجع يقال لأحدهما: حسيل بن خارجة والآخر: عبد الله بن نُعيم، فخرج على عصر وبه مسجد، ثم على الصّهباء…وانتهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الصهباء فصلى بها العصر ثم دعا بالأطعمة فلم يؤت إلا بالسويق والتمر، فأكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأكلوا معه ثم قام إلى المغرب فصلى بالناس ولم يتوضأ ثم صلى العشاء بالناس ثم دعا بالأدلاء…فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: امض أمامنا حنى تأخذنا صدور الأودية حتى نأتي خيبر من بينها وبين الشام، فأحول بينهم وبين الشام وبين حُلفائهم من غطفان”.

 

حتى قال (ص.446): “وخرج الدليل يسير برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى انتهى به فيسلك بين حياض والسرير، فاتبع صدور الأودية حتى هبط به الخَرَصة، ثم نهض به حتى سلك بين الشِّق والنَّطاة”.

ثم سلك شمالًا ليدور حولها ويدخلها من ناحية الشام:

 

بين حياض والسرير – الخرصة – الشق والنّطاة

 

وهذا مُلَخَّص الطريق عند الواقدي:

ثنية الوداع – الزَّغَابَة – نَقْمَى – المُستناخ –

كبس الوطيح – عصر – الصهباء – بين حياض والسرير –

الخرصة – بين الشّق والنّطاة

 

قال الحربي في المناسك (ص.539): “طريق خيبر تخرج من المدينة على الغابة العُليا، ثم تسلك الغابة السُّفلى، ثم تسلك واديًا يقال له رجب، ثم ترقى في نقب بردوج/يردوح، وبه مسجد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم تهبط في وادٍ يقال له الدومة، وبه آبار، ثم الإشمذ جبل، ثم السعه وهي حرة، إلى نمار -وفي هامش حمد الجاسر: نمار وهي من خيبر على ستة أميال وأول حد خيبر-، ويقال حد خيبر أوله الدومة ثم تصير إلى خيبر وحصونها….ثم الأهيل: جبل في أصله آطام اليهود ومزارع وأموال تُعرف بالوطيح،…ثم الوادي المتصل بالوطيح إلى طبران وإلى خاص، كله للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يسمى الكتيبة والحصن الأعظم القموص، هو الذي فُتِح على يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأسفله مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما بين النَّطَاة والشِّق وهما واديان: أرض تسمى السّبخة. والمخاضة تفضي إلى مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الأعظم الذي صلى فيه أربعين يومًا مقامه كلّه…وفي نطاة حصن مرحب وقصره، …والعين العظمى بالنّطاة تُسمى اللُحيحة، وبين المدينة وبين خيبر ثلاثة أيّام. وأقرب الطرق إليها من بطن نخل: تعدل منها يمنة الذاهب عن صافي وادٍ واحد يوميًا وليلة، وبينهما مياه”.

 

وهذا مُلَّخص الطريق عند الحربي:

الغابة العُليا – الغابة السُّفلى – وادي رجب – نقب بردوج/يردوح – وادي الدومة – جبل الإشمذ – السعه وهي الحرّة – نمار

 

وعند البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.521): “تخرج من المدينة على الغابة العُليا ثم تسلك الغابة السُّفلى، ثم ترقى في نقب يردوح، وفيه مسجد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم تسلك واديًا يُقال له الدَّوْمَة وبه آبار ثم أشمذ: جبل، ثم الشُّقة، وهي حَرَّة، ثم نُمار، وهي من خيبر على ستّة أميال. وأوّل حدّ خيبر الدُّومة”. في وصف مُطوَّل لخيبر والطَّريق إليها يكاد يُطابق ما ذُكِرَ عند الحربي في المناسك، مع بعض الاختلافات المفيدة لفهم نصّ الحربي ولذلك ذكرناها.

 

وببحث هذه المعالم في مراجع البلدان، يتبيّن أنّ بعض هذه المواضع غير مذكور أصلًا أو مندثر تمامًا مثل: وادي رجب فغير مذكور عند البكري أو الحموي، وعند عاتق موضع آخر قريب من وادي رحقان في ناحية بدر لا علاقة له بطريق خيبر شمالًا، كذلك بردوج/يردوح، وطبران، والخرصة والمُستناخ، إلّا أنّ الأرض التي في شمال حرّة خيبر مباشرة تسمّى على خرائط هيئة المساحة السعوديّة “الحرضة”، فلعلّ الخرصة تصحيف لها.

 

وبمُراجعة المواضع الموجودة وخرائط غوغل يتبين وجود عِدَّة طُرُق تؤدي إلى خيبر، أوّلها طريق شرقي من جهة بطن نخل -الحناكيّة- ثم شمالًا ثم غربًا -ذكره الحربي في المناسك-، ووَصْف طريق الغزوة عند أهل السِّيَر بخِلافه، وطريق ثانٍ شمالًا من المدينة المُنوَّرة ثم تجعل جبل أُحُد على يمينك حتى تدخل الغابة/زغابة وهي غابتان أو غابة واحدة ممتدة كما هو مذكور عند البلدانيين، فتميل غربًا حتى تصل إلى البتراء شمال غرب المدينة المنوَّرة، وطريق آخر إلى البتراء تخرج من المدينة غربًا فيكون جُبيل غُراب عن يسارك -وأظنّ عليه الآن قصر الإمارة بالمدينة المنورة، ثم إلى مخيط ثم البتراء، غير أنّ جُزء الطريق الأوَّل الذي يمُرّ بالغابة ذكره الواقدي، وسَكَت عنه الباقون وبدأوا بذكر المعالم لما بعده، وعليه فهو المُختار عند كتابة المُزامنة وبالتالي اليوميّات.

 

ومن البتراء شمال المدينة تجعل المُنْدَسَّة عن يسارك وتسير شَمَالًا غربيًا في وادي ذي خُشُب ثم إلى بُواط، وهذه المعالم والطُّرُق مذكورة في غزوة بواط وسريّة الغابة، ومن بواط تجعل المُليلح عن يسارك وتتجه شَمَالًا ثم تُكْمِل مع الطريق المُعَبَّد شمالًا إلى وادي اللحن ثم جبل إشمذ عن يسارك وهو الجبل الأصفر الوحيد في الحرَّة البُركانيّة بعد اللحن.

 

ثم الصُّلصُلة ثم الدّهيلة ثم الثّمد، ثم تظهر جبال عن يسارك فاتحة اللون قليلًا بخلاف لون الحرَّة البُركانيّة على مشارف مُحافظة خيبر الحاليّة فهذه الصّهباء أو جبل عطوة، ثم تأخذ يمينًا وتكمل مع الطريق المُعَبَّد شمالًا تاركًا خيبر القديمة عن يسارك حتى تكون بأول منطقة شَمَالًا خارج الحَرَّة السوداء ولاباتها على أرض أكثرها فاتحة اللّون، فتسير غربًا حتى تكون خيبر القديمة أمامك مُباشرة للقادم من جهة الشام فهذا المدخل الذي دخل منه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الغزوة، وهذه الأرض التي في شَمَال حَرَّة خيبر القديمة هي ما ينطبق عليها وصف الحربي في المناسك أنّها “وادي الرّجيع”، كما أنّها على خرائط المساحة السعوديّة تحمل اسم “الحرضة”، فهي تصحيف “الخرصة غالبًا”، وسيأتي بيان عدم تَعَرُّف البلدانيين على هذا الوادي واندثاره والظاهر أنّه هذا.

 

وللواقف في هذا الوادي، يكون مدخل وادي الشِّق بخيبر عن يمينك ومدخل وادي النَّطاة أمامَك مُباشرة يمُر في ممر طبيعي ضيّق على الحَرَّة نفسها، وهذا تفصيل المُجمل في هذا الوصف لهذه المعالم:

 

ثنيَّة الوَدَاع

 

قال الحموي في معجم البلدان (ج.2، ص.86): “بفتح الواو؛ وهو اسم من التوديع عند الرحيل: وهي ثنية مشرفة على المدينة يطؤها من يريد مكة، واختلف في تسميتها بذلك، فقيل لأنها موضع وداع المسافرين من المدينة إلى مكة، وقيل لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودع بها بعض من خلّفه بالمدينة في آخر خرجاته…”، وقوله يطؤها من يريد مكّة فيه نظر، فالثنيّة معروف اليوم لأهل المدينة بأنّها ناحية الشام وعليه أكثر المحققين المُعاصرين.

 

قال عبد القدوس الأنصاري في طريق الهجرة (ص.105): “وثنية الوداع هي الطريق بين جبل سَلْعٍ وفرعِه (القرين)”.

قال عليى حافظ في فصول من تاريخ المدينة (ص: 292): “ثنية الوداع شرق جبل سَلْعٍ، على نحو كيلومتر من المسجد النبوي، وقد بني عليها مسجد بمأذنة -وهو مسجد بني خدارة أو مسجد ثنية الوداع الشمالية-“.

قال عاتق البلادي في مُعجم معالم الحجاز (ص.317): “وهي ثنيَّة من سَلع، على طرفه الشرقي الشمالي، منها الطريق إلى العيون (الغابة) وسلطانه، ومنها الطريق إلى العُلا المار بوادي الحمض”.

 

وعنده أيضًا في معجم معالم السيرة (ص.332): “ثنيَّة الوَدَاع من سَلْع على متنه الشّرقي”.

وعلى المذكور فهذه إحداثيّات تقريبيّة لثنيَّة الوداع:

المَعْلَم ثنيَّة الوَدَاع
خط طول 39.604411 درجة شرقًا
خط عرض 24.476173 درجة شمالًا

 

الغَابَة أو زغَابَة

 

وهي منطقة ممتدة شمال المدينة المُنوَّرة مذكورة بالتفصيل في سريّة عبد الله بن أبي حدرد إلى الغابة في سرايا السنة الثامنة، والنُّقطة المُختارة في هذه الغزوة للغابة أبعد من تلك المذكورة في السريّة عن المدينة وإحداثيّاتها كالآتي:

 

المَعْلَم الغَابَة
خط طول 39.516513 درجة شرقًا
خط عرض 24.632331 درجة شمالًا

 

المُندَسَّة

 

وهي نُقطة مُختارة في المنطقة المعروفة شَمَال غرب المدينة المُنوَّرة لغرض مُزامنة الطريق ورسم مراحله، وتقع بعد البتراء قليلًا على وادي ذي خُشُب، وهذه إحداثيّاتها التقريبيّة:

 

المَعْلَم المُنْدَسَّة
خط طول 39.323110 درجة شرقًا
خط عرض 24.623366 درجة شمالًا

 

بُوَاط

 

وهي مذكورة بالتفصيل في غزوة بواط، وهذه إحداثيّاتها التقريبيَّة:

 

المَعْلَم بُوَاط
خط طول 39.211503 درجة شرقًا
خط عرض 24.755341 درجة شمالًا

 

الجفدور

 

وهي نُقطة مُختارة في المنطقة المعروفة شمال غرب المدينة المُنوَّرة لغرض مُزامنة الطريق ورسم مراحله، وهذه إحداثيّاتها التقريبيّة:

 

المَعْلَم شَمَال الجفدور
خط طول 39.307319 درجة شرقًا
خط عرض 24.935146 درجة شمالًا

 

الدُّومة أو اللّحن

 

وفي كلام البكري كما تقَدَّم في ذكر الطريق أن الدُّومة أوّل حدّ خيبر ولم يُحددها.

 

قال عاتق البلادي في وصف خيبر (ص.586): “وادي الدُّومة: هو وادي ألتمة وصدره اللّحن”، ورَسَم عاتق خريطة أوّلية تبيّن هذه المواضع وعليها استُنتجت أكثر المواضع المذكورة هنا، ومنها موضع الدّومة وأنّه وادي اللحن المعروف للآن، وهو موافق لكلام البكري أنّه أوّل حدّ خيبر، باعتبار أنّ خيبر هي الحَرَّة كُّلها -المنطقة البُركانيَّة السوداء- لا القرية فقط، واللّحن معروف للآن على الخرائط وهذه إحداثيّات تقريبيّة له:

 

المَعْلَم وادي الدُّومة (اللحن)
خط طول 39.340084 درجة شرقًا
خط عرض 25.106624 درجة شمالًا

 

جبل إشمذ

 

وعند عاتق البلادي في وصف خيبر (ص.586): على الخريطة التي رسمها لطريق خيبر، وبمُراجعة خرائط غوغل على ما ذكره، فجبل إشمذ هو جبل وحيد بين صخور الحَرَّة البُركانيّة السوداء للخارج من اللّحن متّجهًا إلى الصُّلصُلَة على يسار الطريق مُباشرة، وهذه إحداثيّات تقريبيّة له:

 

المَعْلَم جبل إشمذ
خط طول 39.255113 درجة شرقًا
خط عرض 25.196062 درجة شمالًا

 

الصُّلصُلَة والثمَد

 

وهذه نُقط مُختارة في منطاق معروفة شمال المدينة المُنوَّرة لغرض مُزامنة الطريق ورسم مراحله، ومُحدَّدَة على رسم عاتق البلادي لمنطقة خيبر، وخرائط المساحة السعوديّة وخرائط غوغل، وهذه إحداثيّات تقريبيّة لها:

 

المَعْلَم الصُّلصُلَة
خط طول 39.337326 درجة شرقًا
خط عرض 25.287260 درجة شمالًا

 

المَعْلَم الثمد
خط طول 39.343802 درجة شرقًا
خط عرض 25.493935 درجة شمالًا

 

عِصْر

 

قال عاتق البلادي في معجم معالم السيرة (ص.211): “بكسر العين المهملة وسكون الصاد، يُعرّف في رواية ابن إسحاق أنّه بين المدينة وخيبر قبل الصهباء، ولكنّه لا يُعرف اليوم، على أنّه من المُحتمل جدًا أن يكون في وادي اللِّحن أو ألتمة وهما وادٍ واحد، أعلاه اللِّحن وأسفله ألتمة، يأخذه الطريق بين المدينة وخيبر مسافة طويلة، وأغرب ياقوت حين ذكر أنّه بين المدينة والفُرُع!، فالفُرُع جنوب المدينة، وخيبر شمالها”.

 

الصَّهباء أو جبل عطوة

 

قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.844): “الصَّهباء: على لفظ تأنيث أصْهَب، قد تقدم ذكرها وتحديدها في رسم خيبر، روى مالك بسنده عن سويد بن النُّعمان، أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم عام خيبر، حتى إذا كانوا بالصَّهباء، وهي من أدنى خيبر، نزل فصلَّى العصر…”.

 

وقال أيضًا (ص.522): “وهناك الصَّهباء التي أعْرَسَ بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهي من خيبر على بريد…”.

 

وقال الحموي في معجم البلدان (ص.435): “صَهْبَاء: بلفظ اسم الخمر، وسميت بذلك لصهوبة لونها وهو حمرتها أو شقرتها: وهو اسم موضع بينه وبين خيبر روحة له ذكر في الأخبار”.

 

قال عاتق البلادي في معجم معالم السيرة (ص.211): “الصَّهباء: جبل أحمر يُشرِف على خيبر من الجنوب، يُسمَّى اليوم جبل عطوة…”.

 

وعنده أيضًا في مُعجم معالم الحجاز (ص.1013): “الصهباء: جبل يطل على خيبر من الجنوب، ويُسمى اليوم جبل عطوة، يشرف على بلدة الشريف قاعدة خيبر من الجنوب العدل،…وهو أحمر جميل على شكل سلسلة طرفها الشمالي يشرف على خيبر والجنوبي على وادي الدوم(ة) -أسفل وادي الغرس…ولعلّه حيث بنى صلى الله عليه وآله وسلم بصفيّة”.

 

وعلى الوصف المذكور فلا يوجد جبال تقريبًا فاتحة اللون مُشرفة على خيبر جهة الجنوب سواه -بمُراجعة خرائط غوغل-، وهذه إحداثيّات تقريبيّة له:

 

المَعْلَم الصَّهْبَاء
خط طول 39.268684 درجة شرقًا
خط عرض 25.661571 درجة شمالًا

 

وادي الرجيع

 

وتقدّم في وصف الطريق عند ابن إسحاق والواقدي والحربي ما يفيد أنّ النَّطاة والشِّق واديان وأنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم سَلَك بينهما، ثم نزل واديًا بين خيبر وبين غطفان من جهة الشام، وهو وادي الرجيع وهو بداية الأرض المُخالفة للون الحرَّة شمالًا جهة الشَّام على الوصف المذكور، ويؤدي إلى قِسْمَي خيبر القديمة الجنوبي والغربي، والممر الذي دخل منه النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم إلى خيبر يمُر اليوم على مقابر شهداء خيبر عن يسارك للداخل إلى خيبر من جهة الشام، فهذه إحداثيّات وادي الرجيع التقريبية:

 

المَعْلَم وادي الرَّجيع
خط طول 39.271997 درجة شرقًا
خط عرض 25.748621 درجة شمالًا

 

وادي النَّطاة، وادي الشِّق، وجبل الأهيل، والسَّبخَة

 

وبمُراجعة خرائط غوغل لاستنتاج مواضع وادي النَّطاة والشِّق، يتبيّن أن الوصف المذكور في الروايات المتقدمة ينطبق على واديين طبيعيين عريضين تقع فيهما خيبر القديمة بحصونها، ويفصل بين الواديين جُبيل لونه مخالف للون الحَرَّة في غربه وجنوبه أرض منسبطة فسيحة قليلة الزراعة أظنّها المقصودة بقولهم “السبخة”، والجُبيل الذي يفصل الواديين: “الأهيل” كما في الرواية، والوادي الذي في الشَّمال به رُكامات حصن النَّزار فوق تَبَّة، فهو وادي الشِّق إذًا، والجنوبي الذي به حصن القَمّوص -وما زال معروفًا للآن- هو وادي النَّطاة لذكر القموص فيه، وهذه إحداثيّات تقريبيّة للمعالم المذكورة:

 

المَعْلَم وادي النَّطاة
خط طول 39.273967 درجة شرقًا
خط عرض 25.736191 درجة شمالًا

 

المَعْلَم وادي الشِّق
خط طول 39.256605 درجة شرقًا
خط عرض 25.745088 درجة شمالًا

 

المَعْلَم جبل الأهيل
خط طول 39.257893 درجة شرقًا
خط عرض 25.729055 درجة شمالًا

 

المَعْلَم السبخة
خط طول 39.239909 درجة شرقًا
خط عرض 25.725045 درجة شمالًا

 

الكتيبة والوطيح والسّلالم

 

والوادي العريض جنوب الجُبيل “الأهيل” والممتد للمُتّجه للمدينة وتكون عن يساره الحَرَّة هو الوطيح على المذكور، وذكرت الروايات أنّ هذه المنطقة هي منطقة الكتيبة، إذا فالوطيح والسّلالم من امتداد منطقة الكتيبة هذه، واعتبر بعضهم القموص إلى نهاية خيبر جنوبًا الكتيبة أيضًا، فالظاهر أنّ الكتيبة هو الوادي أو امتداد وادي النَّطاة جنوبًا بعد جُبيل الأهيل، والوطيح هو أرض في هذا الوادي والجُزء المُطلّ عليه من الحَرَّة، وهذه نقاط تقريبيّة لمناطق الوطيح والكتيبة:

 

المَعْلَم الكتيبة
خط طول 39.258725 درجة شرقًا
خط عرض 25.722542 درجة شمالًا

 

المَعْلَم الوطيح
خط طول 39.261460 درجة شرقًا
خط عرض 25.726968 درجة شمالًا

 

معالم خيبر

 

وقد وردت في روايات الغزوة عدّة معالم لخيبر، حيث كانت تتألف من مناطق وحصون، وهي مُجملة في التقسيم التالي بمُراجعة الروايات المُتقدمة، ويأتي تفصيل كل معلم إن شاء الله:

 

منطقة وادي النَّطَاة منطقة وادي الشِّق منطقة الكتيبة
حصن ناعم حصن أُبَيّ جبل الأهيل
حصن الصَّعب بن مُعاذ حصن النزار حصن الوطيح
حصن قلعة الزّبير   حصن السلالم
حصن القموص/حصن بن أبي الحُقَيْق/قصر مرحب    

 

المَعْلَم جبل الأهيل
خط طول 39.257893 درجة شرقًا
خط عرض 25.729055 درجة شمالًا

 

المَعْلَم حصن أُبَيّ (وادي الشِّق)
خط طول 39.250794 درجة شرقًا
خط عرض 25.739569 درجة شمالًا

     

المَعْلَم حصن النزار (وادي الشِّق)
خط طول 39.253243 درجة شرقًا
خط عرض 25.740647 درجة شمالًا

 

المَعْلَم قصر مرحب حصن القموص (بين وادي النَّطاة ومنطقة الكتيبة)
خط طول 39.267662 درجة شرقًا
خط عرض 25.730901 درجة شمالًا

 

المَعْلَم حصن قلعة الزّبير (وادي النَّطاة)
خط طول 39.272917 درجة شرقًا
خط عرض 25.734306 درجة شمالًا

 

 

المَعْلَم حصن الصعب بن معاذ (وادي النَّطاة)
خط طول 39.274036 درجة شرقًا
خط عرض 25.734741 درجة شمالًا

 

المَعْلَم حصن ناعِم
خط طول 39.273967 درجة شرقًا
خط عرض 25.736191 درجة شمالًا

 

وقد ذُكِر في الروايات أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم قاتلهم أوّل الأمر من أسفل النَّطاة ثم عاد فقتالهم من أعلاها، فهذه نقاط تقديرية لهذه المواضع بمُراجعة ارتفاع الأرض في منطقة النَّطاة، فيكون السِّفل في المنخفض والعلوّ في المرتفع وهو موافق للروايات، والله أعلم: 

 

المَعْلَم أعلى النَّطاة
خط طول 39.275673 درجة شرقًا
خط عرض 25.734571 درجة شمالًا

 

المَعْلَم أسفل النَّطاة
خط طول 39.273598 درجة شرقًا
خط عرض 25.732678 درجة شمالًا

 

وذُكر أيضًا أن زينب اليهوديّة صنعت الشاة المسمومة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد انتهاءه من فتح خيبر، والظاهر أنّ هذا بمنطقة الكتيبة التي صارت في سهمه صلى الله عليه وآله وسلم -وهو الخُمس-، وذكرت بعض المصادر المعاصرة أنّ هذا وقع في قرية هناك تسمّى المكيدة أو أم كِدا، وهذه إحداثيّات تقريبيّة لها:

 

المَعْلَم قرية المكيدة (أم كِدا)
خط طول 39.264024 درجة شرقًا
خط عرض 25.720947 درجة شمالًا

 

2 التاريخ

 

تاريخ الخروج لخيبر

 

قال الواقدي في المغازي (ص.441): “قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة من الحُديبية في ذي الحجّة تمام سنة ست، فأقام بالمدينة بقيّة ذي الحجّة والمُحرَّم وخرج في صفر سنة سبع -ويقال خرج لهلال ربيع الأول- إلى خيبر”.

 

قال ابن هشام في السّيرة عن ابن إسحاق (ص.558): “ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة حين رجع من الحديبية ذا الحجة وبعض المُحرَّم، وولي تلك الحجة المُشركون، ثم خرج في بقيَّة المُحَرَّم إلى خيبر”.

 

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.100):”ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيبر في جُمادى الأولى سنة سبع من مُهاجره، وهي على ثمانية بُرُد من المدينة”.

 

وعند الدياربكري في تاريخ الخميس (ج.2، ص.43): “لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الحديبية في ذي الحجّة مكث بها ذا الحجة منسلخ سنة ست وبعض المُحَرَّم من سنة سبع، وفي رواية قريبًا من عشرين يومًا، ثم خرج في بقيّة منه إلى خيبر غازيًا…وفي رواية أقام يُحاصر خيبر بضع عشرة ليلة إلى أن فتحها وقيل كانت في آخر سنة ست وهو منقول عن مالك وبه جزن ابن حزم، قال الحافظ ابن حجر والراجح ما ذكره ابن إسحاق ويمكن الجمع بأن من أطلق سنة ست بناه على ابتداء السنة من شهر الهجرة الحقيقي وهو ربيع الأوّل كذا في المواهب اللدنيّة…وفي المنتقى كانت غزوة خيبر في جُمادى الأولى”.

 

وذكر ابن سيد النّاس عن موسى بن عقبة (ص.180): “لمّا قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة منصرفه من الحديبية مكث عشرين يومًا أو قريبًا منه ثم خرج غازيًا إلى خيبر وكان الله وعده إياها وهو بالحديبية”.

 

وعلى المذكور فرواية الواقدي أن الخروج في صفر سنة سبع -وروى الخروج في ربيع الأوّل ولم يجزم به-، وابن إسحاق جعل الخروج في بقيَّة المُحَرَّم، ورواية ابن سعد أنّها في جُمادى الأولى محلّ نظر، والأرجح أنّه جعلها بعيدة عن شدة الحرّ إذ مُجمل الرّوايات أنّها وقعت في الحرّ في غير شدّة القيظ.

 

ورواية ابن إسحاق والجمع بينها وبين رواية الواقدي أولى على المُختار، وكلام الدّياربكري أن ذلك الخروج كان قريبًا من عشرين يومًا من المُحَرَّم، والمذكور عن موسى بن عُقبة أن العشرين يومًا هذه بين الحُديبية وخيبر، وفيه نظر، فالحُديبية كما تبيّن في يوميّاتها انتهت في 5 ذو الحجّة 6 هـ، فباعتبار خروجه صلى الله عليه وآله وسلم في بقيّته، يصل إلى خيبر في أوائل صفر، ويرجع في آخره أو أوائل ربيع الأوّل حسب المُزامنة، إلّا أنّ هذا الجمع يناقض رواية عند الواقدي أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم نظر إلى أبو عبس بن جبر وعليه ثوب يبرق في ضوء القمر في ليلة مقمرة في الطريق لخيبر، وعليه فالخروج لا بُدّ أن يوافق مُنتصف الشهر أثناء الطريق أو أحد الليالي المُقمرة 13/14/15، فيتّفق مع المذكور، كما يُناقض رواية أُخرى عن ابن أبي حدرد أنّه خرج يلبس ثوبان وعليه عمامه (يستدفئ) بها، فهذا يُشعِر أنّ الوقت في درجات حرارة ربيعيّة وإلا ما طلب الدفئ، ويؤيد ذلك ما رواه الواقدي أيضًا أنّهم قاتلوا أوّل يوم في ليلة صائفة شديدة الحرّ، والصيف عند العرب هو الرّبيع في اصطلاحنا، فالرّاجح خروجهم آخر الشتاء، وقد وافق يوم العودة من الحُديبية:5 ذو الحجّة 6 هـ الجُمعة 16 إبريل 628 م، فالرّاجح خروجهم بعد العودة بأيّام قلائِل حتى يكون الخروج في أوائل الربيع، وفي مُنتصف الشهر القمري، ويكون الحرّ قد بدأ ببعض الليالي عند الوصول لخيبر، ويكون هذا مصداقًا للتعجيل في قوله تعالى: “فعجّل لكم هذه وكفّ أيدي النّاس عنكم”، فالمشهور أنّ المقصود هو غنائم خيبر، حيث عجّل الله بها للمسلمين، وهذا مُقتضى التفاسير وروايات السّيْرَة، وعليه فالرّاجح أنّ الخروج في ذي الحِجّة نفسه بعد العودة من الحُديبية بخمسة أيّام أو سبعة على التّقدير، والمُختار خمسة ليوافق الخروج يوم الخميس 10 ذي الحجّة 6 هـ، لأنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم كان يُحِبُّ الخروج يوم الخميس، وقد وافق في التّقويم 21 إبريل 628 م، والله أعلم.

 

وبمُراجعة خرائط غوغل لقياس الطريق المذكور بين المدينة وخيبر يتبين أنّه حوالي 192 كم تقريبًا، وهذه المسافة تُقطع بالسير المُعتاد على متوسط المراحل -وهو السير 44.5 كم تقريبًا في اليوم- في أربعة أيّام ويكون الوصول في أوّل الّليلة الخامسة، وهذا مُطابق للروايات من وصوله صلى الله عليه وآله وسلم لخيبر ليلًا، وكان قد خرج من المدينة ليلًا أيضًا، وعليه فليلة الوصول لخيبر هي ليلة الثلاثاء 15 ذو الحجّة 6 هـ، وهذا التاريخ المذكور أيضًا، يجعل رواية أنّ بينها وبين الحُديبيّة عشرون يومًا مقبولًا، إذ الطريق من مكَّة للمدينة 10 أيّام، ثم خمسة أيّام حتى يوم الخروج لخيبر، ثم خمسة حتى الوصول إليها فهذا تقدير دقيق يجمع بين عدّة أقوال، ولا يُخالف المشهور من نصّ القُرآن، بتوفيق الله سبحانه وتعالى.

 

قال الواقدي في المغازي (ص.446): “فسار حتى انتهى إلى المَنْزِلَة وعَرَّس بها ساعة من الليل…ولمّا انتهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المنزلة جعل مسجدًا فصلى إليه من آخر الليل نافلة، فثارت راحلته تجر زمامها، …فقال صلى الله عليه وآله وسلم:دعوها فإنها مأمورة…حتى بركت عند الصخرة فتحول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الصخرة، ثم ابتنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليها مسجدًا فهو مسجدهم اليوم…ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محمد بن مسلمة فقال: انظر لنا منزلا بعيدًا من حصونهم بريئًا من الوباء نأمن فيه بياتهم، فطاف محمد حتى انتهى إلى الرجيع…وقاتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومه ذلك إلى الليل يُقاتل أهل النطاة يقاتلها من أسفلها، فقال له الحُباب: لو تحولت يا رسول الله؟، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أمسينا إن شاء الله تحولنا”.

 

فهذا اليوم الأوّل ينزل في ليلته قريب من حصن ناعم ويُصَلِّي من الليل فتتحرك الناقة إلى مكان الصخرة فيتحول النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليها، ثم يُقاتل فيه حصن ناعم من أسفله -عند المسجد- ومعه المُسلمون، ثم يتحوّل إلى الرجيع في الليلة التالية بعد أن كَلَّف مُحمد بن مسلمة بالبحث عن مكان أنسب للمُعسكر بعدما أشار الحُباب بن المُنذر بعدم صلاح هذا المنزل لما فيه من عدم أمان، فهذا يوم الجُمعة 2 صفر 7 هـ، ثم تحول إلى الرجيع يوم السبت 3 صفر 7 هـ.

 

إلى أن قال (ص.448): “وكان مُقامه بالرَّجيع سبعة أيّام يغدو كل يوم بالمسلمين على راياتهم متسلحين ويترك العسكر بالرجيع ويستخلف عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه ويقاتل أهل النّطاة يومه إلى الليل، ثم إذا أمسى رجع إلى الرجيع،…فلما كانت الليلة السادسة من السبع استعمل عُمر بن خطاب على العسكر -فأمسك يهوديًا دلّهم على ثغرة في الحصن-…، فلمّا أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غدا بالمسلمين إلى النّطاة ففتح الله الحصن -حصن ناعم-“.

 

3 مُزامنة الطريق

 

طريق الذهاب (المدينة المُنوَّرَة خَيْبَر)
اليوم الأول

(الخميس)

10 ذو الحِجَّة 6 هـ

21 إبريل 628 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المُنوَّرة ثنيَّة الوداع 1.5 0.3
ثنيَّة الوداع الغابة 21.6 4.3
  23.1 4.6
اليوم الثاني

(الجمعة)

11 ذو الحِجَّة 6 هـ

22 إبريل 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الغابة البتراء 14.8 2.9
البتراء المُندَسَّة 8.8 1.8
المُندَسَّة بُوَاط 18.7 3.7
  42.3 8.4
اليوم الثالث

(السبت)

12 ذو الحِجَّة 6 هـ

23 إبريل 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بُوَاط قريب من الجفدور 23 4.6
قريب من الجفدور الدُّومة (اللحن) 22.7 4.5
  45.7 9.1
اليوم الرابع

(الأحد)

13 ذو الحِجَّة 6 هـ

24 إبريل 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الدُّومة (اللحن) الصلصلة 21.5 4.3
الصلصلة الثمد 23.5 4.7
  45 9
اليوم الخامس

(الاثنين)

14 ذو الحِجَّة 6 هـ

25 إبريل 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الثمد الصهباء (جبل عطوة) 19.5 3.9
الصهباء (جبل عطوة) وادي الرجيع 17 3.4
وادي الرجيع وادي النَّطَاة 1.4 0.3
  37.9 7.6

 

طريق الذهاب (بعث مُحيصة بن مسعود إلى فَدَك) (الصَّهباء فَدَك الحائط)                                                                                        
اليوم الأول

(الثلاثاء)

15 ذو الحِجَّة 6 هـ

26 إبريل 628 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصهباء العين 26 5.2
العين العشاش 21.7 4.3
  47.7 9.5
اليوم الثاني

(الأربعاء)

16 ذو الحِجَّة 6 هـ

27 إبريل 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العشاش وادي جبار 20 4
وادي جبار المضيق 25 5
  45 9
اليوم الثالث

(الخميس)

17 ذو الحِجَّة 6 هـ

28 إبريل 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المضيق الضحايا 21.7 4.3
الضحايا الضروة 21 4.2
  42.7 8.5
اليوم الرابع

(الجمعة)

18 ذو الحِجَّة 6 هـ

28 إبريل 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الضروة فدك الحائط 43 8.6
  43 8.6

 

طريق العودة (بعث مُحيصة بن مسعود إلى فَدَك) (فَدَك الحائط الصَّهباء)                                                                                        
اليوم الأول

(الجمعة)

25 ذو الحِجَّة 6 هـ

6 مايو 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
فدك الحائط الضروة 43 8.6
  43 8.6
اليوم الثاني

(السبت)

26 ذو الحِجَّة 6 هـ

7 مايو 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الضروة الضحايا 21 4.2
الضحايا المضيق 21.7 4.3
  42.7 8.5
اليوم الثالث

(الأحد)

27 ذو الحِجَّة 6 هـ

8 مايو 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المضيق وادي جبار 25 5
وادي جبار العشاش 20 4
  45 9
اليوم الرابع

(الاثنين)

28 ذو الحِجَّة 6 هـ

9 مايو 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العشاش العين 21.7 4.3
العين خيبر 21 4.2
  42.7 8.5

 

طريق الذهاب (خيبر وادي القُرى)                                                                                        
اليوم الأول

(الخميس)

16 محرّم 7 هـ

26 مايو 628 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
خيبر بريد من خيبر 22 4.4
بريد من خيبر بريدين من خيبر 22.5 4.5
  44.5 8.9
اليوم الثاني

(الجمعة)

17 محرّم 7 هـ

27 مايو 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بريدين من خيبر برمة 13 2.6
برمة وادي براقة 19 3.8
  32 6.4
اليوم الثالث

(السبت)

18 محرّم 7 هـ

28 مايو 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي براقة جبال صفير 24.6 4.9
جبال صفير قريب من العين 23.4 4.7
  48 9.6
اليوم الرابع

(الأحد)

19 محرّم 7 هـ

29 مايو 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من العين قريب من مطران 25.5 5.1
قريب من مطران قريب من مغيراء 20.3 4
  45.8 8.2
اليوم الخامس

(الاثنين)

20 محرّم 7 هـ

30 مايو 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من مغيراء مغيراء 19.3 3.9
  19.3 3.9

 

 

طريق الذهاب (وادي القُرى خيبر المدينة)                                                                                        
اليوم الأول

(الأحد)

26 مُحرَّم 7 هـ

5 يونية 628 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مغيراء قريب من مغيراء 19.3 3.9
قريب من مغيراء قريب من مطران 20.3 4
  39.6 7.9
اليوم الثاني

(الاثنين)

27 مُحرَّم 7 هـ

6 يونية 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من مطران قريب من العين 25.5 5.1
قريب من العين جبال صفير 23.4 4.7
  48.9 9.8
اليوم الثالث

(الثلاثاء)

28 مُحرَّم 7 هـ

7 يونية 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
جبال صفير وادي براقة 24.6 4.9
وادي براقة برمة 19 3.8
  43.6 8.7
اليوم الرابع

(الأربعاء)

29 مُحرَّم 7 هـ

8 يونية 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
برمة بريدين من خيبر 13 2.6
بريدين من خيبر بريد من خيبر 22.5 4.5
  35.5 7.1
اليوم الخامس

(الخميس)

1 صفر 7 هـ

9 يونية 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بريد من خيبر خيبر 22 4.4
خيبر قرقرة ثبار 3.5 0.7
قرقرة ثبار الصهباء 5 1
  30.5 6.1
اليوم السادس

(الجمعة)

2 صفر 7 هـ

10 يونية 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصهباء (جبل عطوة) الثمد 19.5 3.9
الثمد الصُّلصُلَة 23.5 4.7
  43 8.6
اليوم السابع

(السبت)

3 صفر 7 هـ

11 يونية 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصُّلصُلَة الدُّومة (اللحن) 21.5 4.3
الدُّومة (اللحن) قريب من الجفدور 22.7 4.5
  44.2 8.8
اليوم الثامن

(الأحد)

4 صفر 7 هـ

12 يونية 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الجفدور بُوَاط 23 4.6
بُوَاط المُندَسَّة 18.7 3.7
  41.7 8.3
اليوم التاسع

(الاثنين)

5 صفر 7 هـ

13 يونية 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المُندَسَّة البتراء 8.8 1.8
البتراء الغابة 14.8 2.9
الغابة ثنيَّة الوداع 21.6 4.3
ثنيَّة الوداع المدينة المُنوَّرة 1.5 0.3
  46.7 9.3

 

 ملحق يوميّات غزوة ذات الرِّقَاع

1 الجغرافيا

 

قال ابن هشام عن ابن إسحاق (ص.490): “حتى نزل نخلًا، وهي غزوة ذات الرقاع”، و اكتفى بموضع الغزوة ولم يذكر طريقها.

 

وقال الواقدي في المغازي (ج.1، ص.396): “خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة، حتى سلك على المضيق ثم أفضى إلى وادي الشقرة فأقام به يومًا، وبث السرايا فرجعوا إليه مع الليل، وخبروه أنهم لم يروا أحدًا وقد وطئوا آثارًا حديثة”.

 

وهذا جدول بالطريق إلى ذات الرِّقاع:

1 المدينة 4 الطَّرَف (الصويدرة)
2 العاقول 5 وادي الشُّقَرة
3 المضِيق 6 ذات الرِّقَاع

 

وهذا تفصيل كل معلم، واستخلاص إحداثيّاته:

 

العاقول

 

العاقول يطلق على الأرض التي لا يُهتدى لها لكثرة منعطفاتها ، وهو اسم لنبات عشبي شكوي معمر دائم الخضرة يصل ارتفاعه إلى 60 سم وزهرته قرمزية صغيرة حمراء تتفتح في الربيع، تخرج من جوانب الأشواك وثمرته قرنية داكنة اللون اسفنجية يبرز فيها تخصرات بين مواضع البذور، وهي منطقة شرق المدينة المنورة سميت بذلك لكثرة نبات العاقول بها ويقع بها سد هو من أكبر السدود بالمدينة المنورة.

 

المَعْلَم العاقول
خط طول 39.800550 درجة شرقًا
خط عرض 24.598481 درجة شمالًا

 

المَضِيق

 

من الضِّيق، وهو مضيق كل وادٍ، ويطلق على مواضع متعددة ذكرها عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص 1608-1609)، وهو مضيق آخر غير الواقع على طريق مكة المكرمة  بعد وادي الصفراء وإنما هذا يقع على طريق العراق – المدينة المنورة، الذي أول منازله للذاهب من المدينة منزل  صِرار السابق ذكره، وإحداثياته كالتالي تقريبًا:

 

المَعْلَم المَضيق
خط طول 24.667185 درجة شرقًا
خط عرض 40.002141 درجة شمالًا

 

الطَّرَف

 

وتدخل اليوم في نطاق “الصُّوَيْدرة” شرق المدينة المنوَّرة، وهي مذكورة تفصيلًا في سريّة زيد بن حارثة رضي الله عنه إلى الطَّرَف جمادى الآخرة6 هـ، وهذه إحداثيّاتها التقريبيّة:

 

المَعْلَم الطَّرَف (الصُّوَيْدِرة)
خط طول 40.158954 درجة شرقًا
خط عرض 24.711649 درجة شمالًا

 

وادي الشُّقَرة

 

قال محمد شُرَّاب في المعالم الأثيرة (ص.152): “موضع بطريق فيد بين جبال حمر وهو بالقرب من النّخيل على الطريق بين المدينة والقصيم، على مسافة سبعة وستين كيلا من المدينة النبوية، ولا زالت معروفة اليوم”.

 

قال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص 937): “واد يسيل من حرة خيبر (حرَّة النار) من جهاتها الجنوبية الشرقية ثم يجتمع مع وادي الصويدرة (الطَّرَف) فيتجها جنوبا ثم يعدلان غربا فيجتمعان مع وادي الحناكية في المخالط قبل قاع حضوضي بقليل”.

 

ولُغةً: بضم أوله، وسكون ثانيه، بلفظ الشقرة من اللون وهي حمرة صافية في الإنسان.

 

المَعْلَم وادي الشُّقَرة
خط طول 40.371412 درجة شرقًا
خط عرض 24.773809 درجة شمالًا

 

النُّخَيْل

 

قال الهمداني في الأماكن (ص.882): “بضم النون وفتح الخاء المعجمة: عين قرب المدينة، فوق نخل على خمسة أميال”.

 

وقال السمهودي في وفاء الوفا (حرف النون، ج.4، ص.155): “نُخَيْل: تصغير نخل، عين على خمسة أميال من المدينة، قاله المجد، وقال الأسدي: إنه منزل في طريق فيد به مياه وسوق قرية الكديد، وبه عيون كانت للحسين بن علي رضي الله عنه المقتول بفخ، وذكر ما يقتضي أنه على نيف وستين ميلا من المدينة وأن بالكديد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الوادي الذي به الطريق ذو أمر. وإذا تأملت ذلك مع ما سبق في مساجد الغزوات علمت أن الذي عبر عنه بالنخيل هو نخل؛ لقوله في خبر المسجد «نزل بنخل، ثم أصعد في بطن نخل حتى جاز الكديد بميل» ويؤيده ما سبق في نخل عن الواقدي من تعبيره في ذات الرقاع بالنخيل مصغرا، لكن الأسدي غاير بين بطن نخل وبين النخيل، والنخيل معروف اليوم بقرب الكديد فوق الشقرة”.

 

وقال عاتق البلادي في معجم المعالم الجغرافية (ص 318):”النخيل كتصغير نخل: ورد في نص ذكرناه في «اليمن» وتردد في أماكن أخرى. وهو قرية على واد بنفس الاسم يجاور وادي نخل «وادي الحناكية» يقع يمين قاصد القصيم من المدينة إذا أقبل على الحناكية، والحناكية: على (100) كيل من المدينة على طريق القصيم”.

 

وقال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز نقلا عن المناسك (ص.1738): “ومن النخيل إلى الشقرة 18.5 ميلا”.

 

المَعْلَم النُّخَيْل
خط طول 40.524904 درجة شرقًا
خط عرض 24.939447 درجة شمالًا

 

ذات الرِّقَاع

 

قال الحموي في معجم البلدان (ج.3، ص.56): ” قيل: هي اسم شجرة في موضع الغزوة سميت بها، وقيل: لأن أقدامهم نقبت من المشي فلفوا عليها الخرق، وهكذا فسرها مسلم بن الحجاج في كتابه، وقيل: بل سميت برقاع كانت في ألويتهم، وقيل: ذات الرقاع جبل فيه سواد وبياض وحمرة فكأنّها رقاع في الجبل… قال الواقدي: ذات الرقاع قريبة من النّخيل بين السعد والشّقرة وبئر أرما على ثلاثة أيّام من المدينة، وهي بئر جاهليّة.. وقال نصر: ذوات الرقاع مصانع بنجد تمسك الماء لبني أبي بكر بن كلاب، ووادي الرقاع بنجد أيضا”.

 

ونقل البيهقي في الدلائل عن الواقدي(): “ذات الرقاع قريبة من النُّخَيْل بين السعد والشقراء وبئر أرما، على ثلاثة أميال من المدينة، انتهى وصوابه ثلاثة أيام لقوله بين السعد والشقراء”.

 

وقال عاتق البلادي في معجم معالم الحجاز (ص.702): “موقع ذات الرّقاع محصور بين نخل وبين الشّقرة، في مسافة خمسة وعشرين كم طولا، فالأول يبعد عن المدينة مائة كم، والثاني يبعد عنها خمسة وسبعين كم. والنّخيل يكوّن مع الموضعين رأس مثلث إلى الشمال لا يزيد أحد ضلعيه عن خمسة وعشرين كم، ففي هذه الرّقعة الصغيرة حدثت المعركة”.

 

المَعْلَم ذات الرِّقاع
خط طول 40.524904 درجة شرقًا
خط عرض 24.939447 درجة شمالًا

 

2 التاريخ

 

وقع الاستشكال في تاريخ هذه الغزوة بين أصحاب المغازي والبُخاري، والتاريخ المُختار قد أفردنا له مُلحقًا في الملاحق العلميّة “مُلحق 10 – رؤية علمية لتواريخ وترتيب أحداث غزوتي ذات الرقاع وذي أمر”، وعليه فقد وقعت ذات الرِّقاع في جُمادى الأولى 7 هـ.

 

وبمُراجعة خرائط غوغل لقياس المسافة على طريق نجد حتى “ذات الرقاع” قُرب النُّخَيْل، يتبيّن أنّها حوالي 117 كم، أو مسيرة يومان تقريبًا والوصول في آخر الثالث، فهذه ستّة أيّام ذهابًا وإيابًا، وذكروا أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أقام بوادي الشُّقرة يومًا وأرسل السرايا، فهذه سبعة أيّام، ثم يومًا في صِرار في أثناء العودة حيث صنع الرسول صلى الله عليه وآله وسلَّم وليمة لجابر بمُناسبة زواجه فهذه ثمانية أيّام، ورواية الواقدي أنّه صلى الله عليه وآله وسلَّم غاب 15 يومًا، وجميع ما ذكره الواقدي -وغيره- عن جابر رضي الله عنه في ذات الرِّقاع هو لغزوة ذي أَمَرّ لا ذات الرِّقاع كما تقدّم في الملاحق العلميّة، إلّا أنّ مقتضى صلاة الخوف أن ينصرفوا من ليلتهم تلك ولا يبيتون في أرض القوم، وهذا مُلخّص بهذه التواريخ:

 

|–التحرك من المدينة–|–يومان–|–يوم وصول ذي أمر–|–الإقامة حتى الليل–|–الوصول للمدينة في الثالث للخروج–|

 

                                                      هجري ميلادي
الخروج من المدينة المنوَّرة الخميس 11  جُمادى الأولى 7 هـ 15 سبتمبر 628 م
الإقامة بوادي الشّقرة وإرسال السرايا السبت 13 جُمادى الأولى 7 هـ 17 سبتمبر 628 م
الوصول لذات الرِّقاع الأحد 14 جُمادى الأولى 7 هـ 18 سبتمبر 628 م
الخروج من ذات الرِّقاع 15 جُمادى الأولى 7 هـ 20 سبتمبر 628 م
العودة للمدينة المُنَوَّرَة 17 جُمادى الأولى 7 هـ 20 سبتمبر 628 م

 

3 مُزامنة الطريق

 

طريق الذهاب (المدينة المُنوَّرَة – ذات الرِّقاع)                                                                        
اليوم الأول

(الخميس)

11 جُمادى الأولى 7 هـ

15 سبتمبر 628 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العاقول 19.1 3.8
العاقول ذو القصة 24.1 4.8
  43.2 8.6
اليوم الثاني

(الجمعة)

12 جُمادى الأولى 7 هـ

16 سبتمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو القصة الطَّرَف 22.5 4.5
الطَّرَف وادي الشقرة 22.9 4.6
  45.4 9
 
اليوم الرابع

(الأحد)

14 جُمادى الأولى 7 هـ

18 سبتمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشقرة بطن نخل 15.5 3.1
بطن نخل ذات الرِّقاع 18 3.6
  33.5 6.7

 

طريق العودة (ذات الرِّقاع – المدينة المُنوَّرَة)
اليوم الأول

(الأحد)

14 جُمادى الأولى 7 هـ

18 سبتمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذات الرِّقاع بطن نخل 18 3.6
  18 3.6
اليوم الثاني

(الاثنين)

15 جُمادى الأولى 7 هـ

19 سبتمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن نخل وادي الشُّقرة 15.5 3.1
وادي الشُّقرة الطَّرَف 22.9 4.6
  38.4 7.7
اليوم الثالث

(الثلاثاء)

16 جُمادى الأولى 7 هـ

20 سبتمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الطَّرَف ذو القصة 22.5 4.5
ذو القصة العاقول 24.1 4.8
  46.6 9.3
اليوم الرابع

(الأربعاء)

17 جُمادى الأولى 7 هـ

21 سبتمبر 628 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العاقول المدينة المنورة 19.1 3.8
  19.1 3.8

 

 

 

 

 مُلحَق يوميات غزوة دومة الجندل

1 الجغرافيا

لم يهتم أحد من أهل السير والمغازي بتفصيل معالم خط سير الجيش من المدينة إلى دومة الجندل، مكتفين بالإشارة لكونها موضعا معلوما به حصن وقُرى على طريق الشام- المدينة المنورة بينها وبين المدينة ثلاثة عشر مرحلة تقطع في خمسة عشر أو ستة عشر ليلة، ومعالم هذه المراحل تم دراستها بتفصيل في طرق المدينة المنورة الشمالية:

 

دُومَة الجَنْدَل

 

قال الحموي في معجم البلدان (ج.2، ص.487): “بضم أوله وفتحه، وقد أنكر ابن دريد الفتح وعدّه من أغلاط المحدّثين، وهي على سبع مراحل من دمشق، بينها وبين مدينة الرسول صلى الله عليه وسلّم، وقال أبو سعد دومة الجندل في غائط من الأرض خمسة فراسخ، قال: ومن قبل مغربه عين تثجّ فتسقي ما به من النخل والزرع، وحصنها مارد، وسميت دومة الجندل لأن حصنها مبنيّ بالجندل، وقال أبو عبيد السكوني: دومة الجندل حصن وقرى بين الشام والمدينة قرب جبلي طيّء كانت به بنو كنانة من كلب، قال: ودومة من القريات، من وادي القرى إلى تيماء أربع ليال، والقريات: دومة وسكاكة وذو القارة، فأما دومة فعليها سور يتحصن به، وفي داخل السور حصن منيع يقال له مارد، وهو حصن أكيدر الملك”.

 

قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.564): “دومة الجندل: بضم الدال، وهي مابين برك الغماد ومكة،… وقيل أيضًا؛ إنها ما بين الحجاز والشام، والمعنى واحد وإن اختلفت العبارة. ودومة هذه على عشر مراحل من المدينة، وعشر من الكوفة، وثمان من دمشق…”

 

وقال ابن سيد الناس في عيون الأثر: “دومة الجندل: بضم الدال المهملة وبعدها واو ساكنة فميم مفتوحة فهاء، مُضاف إلى الجندل: بفتح الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة، آخره لام، مدينة بقرب تبوك بها نخل وزرع وحصن على عشر مراحل من المدينة وثمان من دمشق وهي طرف من أفواه الشام، بينها وبين دمشق خمس ليال، وبينها وبين المدينة خمس عشرة أو ست عشرة ليلة”.

 

وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق عن الواقدي (ج.2، ص.3): “ذكر أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الواقدي في كتاب الصوائف الذي صنفه أن غزوة دومة الجندل أول غزوات الشام قال وهي من المدينة على ثلاث عشرة مرحلة ومن الكوفة على عشر مراحل في برية مرت ومن دمشق على عشر مراحل”.

 

قال في نزهة المشتاق في اختراق الأفاق (ص. 321): “ودومة الجندل حصن منيع ومعقل حصين وبه عمارة وتتصل به عين التمر وبرية خساف من بادية السماوة وبرية خساف وهي ما بين الرقة وبالس عن يسار الذاهب.”

 

وقال السمهودي في وفاء الوفاء عن ابن سعد (ج. 4، ص. 76): “دومة الجندل طرف من الشام، وبينها وبين دمشق خمس ليال، وبينها وبين المدينة خمس عشرة أو ست عشرة ليلة”.

 

وقال حمد الجاسر في المعجم الجغرافي للبلاد السعودية (القسم الأول، ص. 588): “مدينة كانت قاعدة إمارة الجوف ثم نقلت القاعدة إلى سكاكة”.

 

وقال عاتق البلادي في معجم المعالم الجغرافية (ص. 128):”هي قرية في الجوف، يشرف عليها حصن مارد، حصن أكيدر الكندي، والجوف: منطقة زراعية شمال تيماء على قرابة 450 كيلا، تصلها طريق معبدة بكل من تيماء فالمدينة”.

 

وعند سعيد الأفغاني في أسواق العرب في الجاهلية والإسلام (ص. 232): “بلد يقع في نقطة متوسطة بين الشام والخليج الفارسي والمدينة، على منتصف الخط الواصل بين العقبة والبصرة تقريبا. بينها وبين دمشق خمس ليالٍ وبينها وبين المدينة خمس عشرة ليلة؛ لعدم استقامة الطريق بينهما. وهي في غائط من الأرض طوله خمسة فراسخ وفيها حصن “مارد” المشهور، وإلى غربها عين تثج فتسقي ما به من النخل والزرع”.

 

وقال الأستاذ نواف ذبيان الراشد في الجوف: الإنسان والأرض والتاريخ: هي إحدى محافظات منطقة الجوف بالمملكة العربية السعودية وتقع جنوب غرب مدينة سكاكا (عاصمة المنطقة) التي تبعد عنها بحوالي500 كلم، يشرف عليها حصن مارد، حصن أكيدر الكندي. وتبعد عن الرياض حوالي900 كلم وعن مكة المكرمة حوالي1220 كلم.

 

وهذه إحداثيّات حصن مارد حيث القرية القديمة:

المَعْلَم دُومَة الجَنْدَل
خط طول 39.867389 درجة شرقًا
خط عرض 29.811343 درجة شمالًا

 

ويلاحظ مما سبق أن دومة الجندل معدودة عند الجغرافيين القدامى من الشام، والطريق من المدينة المنورة إلى دومة الجندل لا بد أن يمر بمحطة محورية على طريق المدينة المنورة إلى الشام، وهي تيماء.

 

وهناك عدة طرق موصلة من المدينة المنورة إلى تيماء، وأن احتمالات سلوك أي منها في السير إلى دومة الجندل ممكن، والراجح أنه صلى الله عليه وآله وسلم جعل أُحُدًا على يساره ثم قطع وادي النقمي ثم أخذ وادي مناة ثم اللِّحن ثم الصُّلصة فخيبر فتيماء؛ وذلك لأسباب منها:

 

* أن هذا الطريق هو الأقرب والمباشر إلى الهدف خاصة أن هذه هي المرة الأولى لاستهداف النبي صلى عليه وآله وسلم منطقة نائية عن المدينة، مع كون هذا الطريق معروفًا لدى أهل دومة الجندل حتى أنهم ومن حولهم من أهل القريات قد هربوا من ديارهم لمجرد سماعهم بمسيره صلى الله عليه وآله وسلم إليهم وحضرته على مسافة يوم أو ليلة منهم.

 

* اتخاذه صلى الله عليه وسلم دليلًا، ولو كان السير على الطريق المُعتاد ما احتاج إليه غالبًا، مع وقاية الجيش من محاولات التلصص التي تترصد الطرق المعروفة بسير القوافل والتجارة.

 

* اختيار  الدليل من بني عذرة واسمه مذكور  يؤيد ترجيح قصد هذا الطريق لأن معظم معالمه من بعد خيبر تقع في بلاد بني عذرة حيث كانت تمتد ديارهم من وادي القُرَى -وادي العلا اليوم- إلى تبوك إلى تيماء، وتقرب من خيبر شمالا، فناسب معرفة الدليل بالطريق ودروبه، وذلك من كمال الحكمة وحسن التنظيم وقد اتخذ صلى الله عليه وآله وسلم حسيل بن نويرة الأشجعيّ دليلًا في مسيره إلى خيبر، ومعلوم أن طريق المدينة إلى خيبر يمر ببلاد أشجع.

 

* يؤكد تحديد المواضع التي على الطرق الأربعة المذكورة في طرق المدينة الشمالية أن أغلبها يمثل معالم  هذا الطريق أو تقع بالقرب منه: كالصهباء والصلصلة وبطن إضم وأشمذين والعين والعشاش وحرة ليلى وبرد وجدد وبطن قو ويمن ورؤاف والجناب.

 

* النبي صلى الله عليه وآله وسلم في طريق رجوعه من هذه الغزوة وادع عُيينة بن حصن الفزاري أن يرعى بتغلمين وما والاها إلى المراض وهي مناطق تقع في شرق المدينة وهي أقرب إلى الطريق المار بخيبر من المار بوادي القُرَى، ويضاف إلى ذلك أن بلاد بني فزارة متاخمة لخيبر ومنها جنفاء والصلصلة وتغلمان، وبين تغلمين والمراض ميلان، وبين المراض والمدينة نحو ثلاثين ميلًا على طريق الربذة.

 

* موافقة حسابه الزمني لما جاء في النقل عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أن مدة الغزوة كانت شهرًا خاصة أن ذلك قد تأكد بعد مزامنة الطريق وفق قياسات الطريق على خرائط غوغل.

 

وهذا جدول بمعالم الطريق بالترتيب:

 

1 المدينة المنورة 9 إشمذ أو إشمذين 17 الجناب 25 العسافية
2 أحد 10 الصلصلة 18 جبل رواف 26 عروس
3 وادي نقمي 11 الثمد 19 جبل برد 27 جبل راف
4 جبل قرد 12 جبل عطوة (الصهباء) 20 بطن قو 28 طعيس الفحام
5 وادي مناة 13 العين 21 جبل غنيم (جدد) 29 دومة الجندل
6 البيضاء 14 العشاش 22 تيماء    
7 بطن إضم 15 قريب من بئر يمن 23 الصوانة    
8 اللحن 16 حفيرة الأيدا 24 وادي نيان    

 

وهذه معالم أكثرها مُعاصرة، مُستخرجة من الخرائط لغرض المُزامنة:

 

المَعْلَم الصوانة
خط طول 38.673789 درجة شرقًا
خط عرض 27.832940 درجة شمالًا

 

المَعْلَم العسَّافية
خط طول 38.967420 درجة شرقًا
خط عرض 28.234279 درجة شمالًا

 

جبل راف

 

هو علامة مميزة لمنطقة الجوف ، يقع جنوب البوليات في النفود في الجنوب الغربي من منهل المروت وهي إحدى ديار الفليحان من قبيلة الشرارات من بني كلب جمع مرت وبعضهم يسميه (طويل الجوف). وراف هو أحد معالم ديار هذه القبيلة قديماً وحديثًا، وإحداثياته كالتالي:

 

المَعْلَم جبل راف
خط طول 39.862066 درجة شرقًا
خط عرض 29.224915 درجة شمالًا

 

المَعْلَم طعيس الفحام
خط طول 39.939819 درجة شرقًا
خط عرض 29.459751 درجة شمالًا

 

2 التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ج. 1، ص. 403): “خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمس ليال بقين من ربيع الأول على رأس تسعة وأربعين شهرا، وقدم لعشر بقين من ربيع الآخر”.

 

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.58): “ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دومة الجندل في شهر ربيع الأول على رأس تسعة وأربعين شهرًا من مُهاجره صلى الله عليه وآله وسلَّم…ورجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة ولم يلق كيدا لعشر ليال بقين من شهر ربيع الآخر”، والتسعة وأربعين شهرًا بقسمتها على 12 شهرًا، فهذا أوّل السنة الخامسة للهجرة.

 

قال ابن هشام في السيرة (ص.494): “قال ابن إسحاق: ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، فأقام بها شهرًا حتى مضى ذو الحجّة وولي تلك الحجة المشركون، وهي سنة أربع من مقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة، ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم دومة الجندل، قال ابن هشام: في شهر ربيع الأول”.

 

وقال ابن سيد الناس في عيون الأثر ( ج.2، ص. 82): “ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، وخرج لخمس ليال بقين من شهر ربيع الأول، في ألف من المسلمين، فكان يسير الليل سير الراكب المعتق، أي: المتعجل، ويكمن النهار. ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولم يلق كيدا لعشر ليال بقين من شهر ربيع الآخر”.

 

وأخرج الترمذي في السنن (رقم 1038): “أن سعيد بن المسيب رضي الله عنه ذكر أن أم سعد بن عبادة ماتت والنبي صلى الله عليه وسلم غائب، فلما قدم صلى عليها وقد مضى لذلك شهر”.

 

 قال ابن كثير في البداية والنهاية (ج. 4، ص 92) تعليقا على رواية الترمذي: “وهذا مرسل جيد، وهو يقتضي أنه عليه السلام غاب في هذه الغزوة شهرًا فما فوقه”.

 

وعليه فمُدّة الغزوة حسب المذكور 25 يومًا تقريبًا، وهو خطأ، فالمسافة بين المدينة المنورة ودومة الجندل كما تقدَّم حوالي 702 كم، فهذه 15 مرحلة -ليلة- تقريبًا بالسير المُعتاد -على اعتبار المرحلة 44.5 كم-، ويصل في اليوم السادس عشر للخروج، ومثل ذلك رجوعًا، ثم مكث هناك حوالي 3 أيّام على التقدير، فهذه 35 يومًا تقريبًا، فإذا وافق الخروج 24 ربيع الأوّل 5 هـ على المذكور، فيكون الرجوع بحدود 28 ربيع الآخر.

 

3 مُزامنة الطريق

 

طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة – دُومَة الجَنْدَل)
اليوم الأول

(السبت)

24 ربيع الأول 5 هـ

23 أغسطس 626 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة وادي النقمي 22.5 4.5
وادي النقمي وادي مناة 16 3.2
  38.5 7.7
اليوم الثاني

(الأحد)

25 ربيع الأول 5 هـ

24 أغسطس 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي مناة جبال البيضاء 20 4
جبال البيضاء بطن إضم 23 4.6
  43 8.6
اليوم الثالث

(الاثنين)

26 ربيع الأول 5 هـ

25 أغسطس 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن إضم اللحن 22 4.4
اللحن الصلصلة 22 4.4
  44 8.8
اليوم الرابع

(الثلاثاء)

27 ربيع الأول 5 هـ

26 أغسطس 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصلصلة الثمد 22.7 4.5
الثمد الصهباء 19.5 3.9
  42.2 8.4
اليوم الخامس

(الأربعاء)

28 ربيع الأول 5 هـ

27 أغسطس 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصهباء العين 23 4.6
العين العشاش 22.4 4.5
  45.4 9.1
اليوم السادس

(الخميس)

29 ربيع الأول 5 هـ

28 أغسطس 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العشاش قريب من بئر يمن 21.9 4.4
قريب من بئر يمن حفيرة الأيدا 24.5 4.9
  46.4 9.3
اليوم السابع

(الجمعة)

1 ربيع الآخر 5 هـ

29 أغسطس 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
حفيرة الأيدا صحراء الجناب 25 5
صحراء الجناب جبل رواف 25 5
  50 10
اليوم الثامن

(السبت)

2 ربيع الآخر 5 هـ

30 أغسطس 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
جبل رواف جبل برد 23 4.6
جبل برد بطن قو 22.5 4.5
  45.5 9.1
اليوم التاسع

(الأحد)

3 ربيع الآخر 5 هـ

31 أغسطس 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن قو قريب من جدد 21.5 4.3
قريب من جدد جبل جدد 22 4.4
  43.5 8.7
اليوم العاشر

(الاثنين)

4 ربيع الآخر 5 هـ

1 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
جبل جدد تيماء 19 3.8
تيماء الصوانة 21 4.2
  40 8
اليوم الحادي عشر

(الثلاثاء)

5 ربيع الآخر 5 هـ

2 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصوانة مرحلة من تيماء 22.6 4.5
مرحلة من تيماء العسافية 23 4.6
  45.6 9.1
اليوم الثاني عشر

(الأربعاء)

6 ربيع الآخر 5 هـ

3 سبتمبر 626 م  

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العسافية مرحلتان من تيماء 25 5
مرحلتان من تيماء مرحلتان من الصوانة 24 4.8
  49 9.8
اليوم الثالث عشر

(الخميس)

7 ربيع الآخر 5 هـ

4 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مرحلتان من الصوانة ثلاث مراحل من تيماء 22 4.4
ثلاث مراحل من تيماء ثلاث مراحل من الصوانة 24 4.8
  46 9.2
اليوم الرابع عشر

(الجمعة)

8 ربيع الآخر 5 هـ

5 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ثلاث مراحل من الصوانة أربع مراحل من تيماء 22 4.4
أربع مراحل من تيماء جبل راف 25 5
  47 9.4
اليوم الخامس عشر

(السبت)

9 ربيع الآخر 5 هـ

6 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
جبل راف خمس مراحل من تيماء 21.5 4.3
خمس مراحل من تيماء قريب من دومة 24 4.8
  45.5 9.1
اليوم السادس عشر

(الأحد)

10 ربيع الآخر 5 هـ

7 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من دومة دومة الجندل 26 5.2
  26 5.2

 

طريق العودة (دُومَة الجَنْدَل – المدينة المنوَّرَة)                                                                                             
اليوم الأول

(الخميس)

14 ربيع الآخر 5 هـ

11 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
دومة الجندل قريب من دومة 26 5.2
  26 5.2
اليوم الثاني

(الجمعة)

15 ربيع الآخر 5 هـ

12 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من دومة خمس مراحل من تيماء 24 4.8
خمس مراحل من تيماء جبل راف 21.5 4.3
  45.5 9.1
اليوم الثالث

(السبت)

16 ربيع الآخر 5 هـ

13 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
جبل راف أربع مراحل من تيماء 25 5
أربع مراحل من تيماء ثلاث مراحل من الصوانة 22 4.4
  47 9.4
اليوم الرابع

(الأحد)

17 ربيع الآخر 5 هـ

14 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ثلاث مراحل من الصوانة ثلاث مراحل من تيماء 24 4.8
ثلاث مراحل من تيماء مرحلتان من الصوانة 22 4.4
  46 9.2
اليوم الخامس

(الاثنين)

18 ربيع الآخر 5 هـ

15 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مرحلتان من الصوانة مرحلتان من تيماء 24 4.8
مرحلتان من تيماء العسافية 25 5
  49 9.8
اليوم السادس

(الثلاثاء)

19 ربيع الآخر 5 هـ

16 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العسافية مرحلة من تيماء 23 4.6
مرحلة من تيماء الصوانة 22.6 4.5
  45.6 9.1
اليوم السابع

(الأربعاء)

19 ربيع الآخر 5 هـ

17 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصوانة تيماء 21 4.2
تيماء جبل جدد 19 3.8
  40 8
اليوم الثامن

(الخميس)

20 ربيع الآخر 5 هـ

18 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
جبل جدد قريب من جدد 22 4.4
قريب من جدد بطن قو 21.5 4.3
  43.5 8.7
اليوم التاسع

(الجمعة)

21 ربيع الآخر 5 هـ

19 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن قو جبل برد 22.5 4.5
جبل برد جبل رواف 23 4.6
  45.5 9.1
اليوم العاشر

(السبت)

22 ربيع الآخر 5 هـ

20 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
جبل رواف صحراء الجناب 25 5
صحراء الجناب حفيرة الأيدا 25 5
  50 10
اليوم الحادي عشر

(الأحد)

23 ربيع الآخر 5 هـ

21 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
حفيرة الأيدا قريب من بئر يمن 24.5 4.9
قريب من بئر يمن العشاش 21.9 4.4
  46.4 9.3
اليوم الثاني عشر

(الاثنين)

24 ربيع الآخر 5 هـ

22 سبتمبر 626 م  

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العشاش العين 22.4 4.5
العين الصهباء 23 4.6
  45.4 9.1
اليوم الثالث عشر

(الثلاثاء)

25 ربيع الآخر 5 هـ

23 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصهباء الثمد 19.5 3.9
الثمد الصلصلة 22.7 4.5
  42.2 8.4
اليوم الرابع عشر

(الأربعاء)

26 ربيع الآخر 5 هـ

24 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الصلصلة اللحن 22 4.4
اللحن بطن إضم 22 4.4
  44 8.8
اليوم الخامس عشر

(الخميس)

27 ربيع الآخر 5 هـ

25 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن إضم جبال البيضاء 23 4.6
جبال البيضاء وادي مناة 20 4
  43 8.6
اليوم السادس عشر

(الجمعة)

28 ربيع الآخر 5 هـ

26 سبتمبر 626 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي مناة وادي النقمي 16 3.2
وادي النقمي المدينة المنورة 22.5 4.5
  38.5 7.7

 

4 المراجع

  • أسواق العرب في الجاهلية والإسلام للأستاذ سعيد الأفغاني، الطبعة الثانية، دون دار نشر.
  • الجوف: الإنسان والأرض والتاريخ، للأستاذ نواف ذبيان الراشد،نسخة إلكترونية.

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D8%A7%D9%81

مُلحق يوميّات غزوة غطفان بذي أَمَرّ وهي أنمار

1 الجغرافيا                                                                       

 

قال الواقدي في المغازي يصف طريقها (ص.164): “فأخذ على المُنَقَّى، ثم سلك مضيق الخُبيت، ثم خرج إلى ذي القَصَّة، فأصاب رجلًا منهم يقال له: جبار بن ثعلبة،…فلم يُلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحدًا، إلا أنه ينظر إليهم في رؤوس الجبال، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذا أمَرّ وعسكر معسكرهم، فأصابهم مطر كثير، فذهب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحاجته فأصابه ذلك المطر فبلّ ثوبه، وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وادي ذي أمر بينه وبين أصحابه”.

 

ذو أَمَرّ

 

قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم (ص.192): “ذو أَمَرّ، بفتح أوّله وثانيه وتشديد الراء المهملة، أفعل من المرارة، موضع بنجد، عند واسِط الذي بالبادية، المُحدد في موضعه،…ولمّا رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من غزوة السَّوِيق، أقام بالمدينة بقيّة ذي الحجة، ثم غزا نجدًا، يرد غطفان، وهي غزوة ذي أَمَرّ، فأقام بنجد شهرًا، ثم رجع ولم يلق كيدًا”.

 

وقال ياقوت في مُعجم البلدان (ج.1، ص.252): “أَمَر: بلفظ الفِعل من أَمَرَ يأمُر مُعرب، ذو أَمَر: موضع غزاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال الواقدي: هو ناحية النخيل، وهو بنجد من ديار غطفان، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج في ربيع الأول من سنة ثلاث للهجرة لجمع بلغه أنّه اجتمع من مُحارب وغيرهم، فهرب القوم منهم إلى رؤوس الجبال، وزعيمها دُعثور بن الحارث المُحاربي، فعسكر المسلمون بذي أَمَرّ”.

 

والنُّخيل مذكورة تفصيلًا في سريّة الإمام علي بن أبي طالب إلى بني سعد بفَدَك، وحيث أنّ ذي أمر هذه منطقة ناحية النُّخيل بنجد كما ذكر الحموي عن الواقدي، فطريقها نفس طريق سريّة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى بني سعد من غطفان بفَدَك، وبمُراجعة خرائط غوغل لأقرب موضع للنُّخَيْل به جِبال حيث تحصّنت الأعراب، فهذه إحداثيّات تقريبيّة لموضع ذي أَمَرّ:

 

 

المَعْلَم ذو أَمَرّ
خط طول 25.018430 درجة شرقًا
خط عرض 40.499174 درجة شمالًا

 

 

صِرار

 

قال البكري في معجم ما استعجم (ج.3، ص.830): “بكسر أوّله، وبالراء المهملة أيضا فى آخره: بئر قديمة، على ثلاثة أميال من المدينة تلقاء حرّة واقم”.

 

وقال الحموي في معجم البلدان (ج.3، ص.398):”قيل: موضع على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق، قاله الخطّابي.. وقال نصر: صرار ماء قرب المدينة محتفر جاهليّ على سمت العراق، وقيل: أطم لبني عبد الأشهل له ذكر كثير في أيّام العرب وأشعارها.. وقال العمراني: صرار اسم جبل.. وقال: هو من جبال القبلية، قال: وصرار أيضا بئر قديمة على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق، وقيل: موضع بالمدينة”.

 

وهي في اللغة: الأماكن المرتفعة التي لا يعلوها الماء، وعلى المذكور فهذه إحداثيّات تقريبيّة لها:

 

المَعْلَم صِرار
خط طول 39.668696 درجة شرقًا
خط عرض 24.519418 درجة شمالًا

 

 

2 التاريخ

 

 

على الرّغم من اتّفاق أصحاب المغازي على السنة التي وقعت فيها هذا الغزوة -3 هـ-، والخلاف القريب بينهم في الشّهر، إلا أنّ هذه الغزوة يتطابق مكانها وبعض مرويّاتها مع غزوة ذات الرِّقاع في كثير من المراجع، وقد أفردنا مُلحقًا من الملاحق العلميّة وهو “مُلحق 10 – رؤية علمية لتواريخ وترتيب أحداث غزوتي ذات الرقاع وذي أمر” لمُعالجة هذا الاستشكال والوصول لصيغة تُخلّص روايات الغزوتان، وعليه فتاريخ غزوة ذي أَمَرّ هو جُمادى الأولى 4 هـ.

 

وقد ذُكِر نزول المطر في رواية الواقدي للغزوة، ونستخدم هذه المعلومة لتحديد تاريخ الغزوة بدِقَّة مقبولة، فبمراجعة جدول الأنواء -انظر الملاحق العلميّة-، وبُمراجعة برمجيّة آستروكال لتحديد التاريخ الميلادي الموافق لجُمادى الأولى 4 هـ، نجد أنّ أوّله وافق 9 أكتوبر 625 م، وأقرب مطر لهذا اليوم هو يوم 16 أكتوبر ويستمر 3 ليال وهو نوء الشرطان عند العرب.

 

وعند الدّياربكري في تاريخ الخميس أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقام ثلاثًا ثم أمطرت في الرابعة، وبحسب مسافة الطريق وهي حوالي 117 كم تقريبًا، فإنّ مُدّة السير حوالي يومان والوصول في الثالث، فهذه ستة أيّام ذهابًا وإيابًا، فتكون الإقامة خمسًا على ما ذكره الواقدي وابن سعد من أنّ مُدّة الغزوة 11 يومًا.

 

فحيث أنّ يوم 16 أكتوبر 625 م هو أوّل يوم للمطر، وباعتبار كونه اليوم الرابع للإقامة كذلك، وبالرجوع القهقرى يكون يوم الوصول هو: 12 أكتوبر625 م باعتبار أوّل أيّام الإقامة من التالي له، ويكون يوم الخروج من المدينة هو: 10 أكتوبر 625 م، ثم بالتقدم من تاريخ النوء لحساب يوم التحرك رجوعًا للمدينة فهو السادس للإقامة وهو: 18 أكتوبر 625 م، ثم أقام النّبي صلى الله عليه وآله وسلَّم بصِرار يومًا حيث احتفل بزواج جابر رضي الله عنه وأمر بصنع وليمة له، فهذا يوم: 20 أكتوبر 625 م، ودخول المدينة في اليوم التالي: 21 أكتوبر 625 م، وبمُراجعة برمجيّة آستروكال لمعرفة مُقابل هذه التواريخ بالهجري فهذا مُلخَّص الخط الزمني وجدول التواريخ:

 

|–التحرك من المدينة–|–يومان–|–يوم وصول ذي أمر–|–الإقامة 5 أيّام–|–الخروج للمدينة في السادس–|–الوصول للمدينة في الثالث للخروج–|

 

 

                                                      هجري ميلادي
الخروج من المدينة المنوَّرة الخميس 2 جُمادى الأولى 4 هـ 10 أكتوبر 625 م
الوصول لذي أَمَرّ السبت 4 جُمادى الأولى 4 هـ 12 أكتوبر 625 م
يوم المطر ومحاولة دعثور الأربعاء 8 جُمادى الأولى 4 هـ 16 أكتوبر 625 م
الخروج من ذي أَمَرّ الجمعة 10 جُمادى الأولى 4 هـ 18 أكتوبر 625 م
وليمة جابر بن عبد الله بصِرار الأحد 12 جُمادى الأولى 4 هـ 20 أكتوبر 625 م
الوصول للمدينة المنوَّرَة الاثنين 13 جُمادى الأولى 4 هـ 21 أكتوبر 625 م

 

3 مُزامنة الطريق

 

طريق الذهاب (المدينة – ذو أَمَرّ)                                                                        
اليوم الأول

(الخميس)

2 جُمادى الأولى 4 هـ

10 أكتوبر 625 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العاقول 19.1 3.8
العاقول ذو القصة 24.1 4.8
  43.2 8.6
اليوم الثاني

(الجمعة)

3 جُمادى الأولى 4 هـ

11 أكتوبر 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو القصة الصويدرة 22.5 4.5
الصويدرة وادي الشُّقرة 22.9 4.6
  45.4 9
اليوم الثالث

(السبت)

4 جُمادى الأولى 4 هـ

12 أكتوبر 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشُّقرة بطن نخل 21 4.2
بطن نخل ذو أَمَرّ 12 2.4
  33 6.6

 

طريق العودة (ذو أَمَرّ – المدينة المنورة)
اليوم الأول

(السبت)

4 جُمادى الأولى 4 هـ

12 أكتوبر 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو أَمَرّ بطن نخل 12 2.4
  12 2.4
اليوم الثاني

(الجمعة)

10 جُمادى الأولى 4 هـ

18 أكتوبر 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن نخل وادي الشُّقرة 21 4.2
وادي الشُّقرة الطَّرَف 22.9 4.6
  43.9 8.8
اليوم الثالث

(السبت)

11 جُمادى الأولى 4 هـ

19 أكتوبر 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الطَّرَف ذو القصة 22.5 4.5
ذو القصة العاقول 24.1 4.8
  46.6 9.3
اليوم الرابع

(الأحد)

12 جُمادى الأولى 4 هـ

20 أكتوبر 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العاقول صِرار 14 2.8
  14 2.8
اليوم الخامس

(الاثنين)

13 جُمادى الأولى 4 هـ

21 أكتوبر 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
صِرار المدينة المنوَّرة 6.2 1.2
  6.2 1.2

 

 

 

مُلحق يوميّات غزوتي أُحُد وحمراء الأسد

1 الجغرافيا

أُحُد

جبل أُحُد معروف مشهور من علامات المدينة المنوَّرَة الظاهرة، ويقع في شمالها، وكانت الغزوة ناحية جنوبه، وموضعها الآن منطقة سيد الشهداء التي بها مقابر شُهداء أُحُد وفيهم حمزة بن عبد المُطّلب رضي الله عنه، وهذا موضعها:

 

المَعْلَم جبل أُحُد (موضع الغزوة)
خط طول 39.608842 درجة شرقًا
خط عرض 24.506634 درجة شمالًا

 

بئر أبي عنبة

 

مذكور تفصيلًا في مُلحق يوميّات غزوة بدر الكُبرى.

 

أطم الشيخان، خُربى

 

مذكورين تفصيلًا في مُلحق غزوة الأحزاب (الخندق).

 

جبل الرُّماة

                                     

وهو الجُبيل الذي وقف عليه الرُّماة أوّل المعركة ثم غادروه، فانهزموا، واسمه جبل عينين بالأساس، ثم اشتهر بعد ذلك بجبل الرُّماة، وهو موجود للآن ويعتبر تبّة صغيرة في ساحة أُحُد وهذا موضعه:

 

المَعْلَم جبل الرُّماة
خط طول 39.612275 درجة شرقًا
خط عرض 24.502129 درجة شمالًا

 

2 التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.167): “غزوة أُحُد، يوم السبت لسبع خلون من شوّال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا”.

 

وقال (ص.170): “فلمّا أجمعوا المسير كتب العبّاس بن عبد المطلب كتابًا وختمه واستأجر رجُلًا من بني غِفار واشترط عليه أن يسير ثلاثًا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم فيعطيه الكتاب وفيه أن قريشًا قد أجمعت المسير…”.

 

وقال (ص.171): “وقدم عمرو بن سالم الخُزاعي في نفر من خُزاعة ساروا من مكة أربعًا، فوافوا قُريشًا وقد عسكروا بذي طُوى، فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم انصرفوا فوجدوا قُريشًا ببطن رابغ، فنكبوا عن قُريش”.

 

وقال أيضًا (ص.172): “وكانت قريش يوم الخميس بذي الحليفة صبيحة عشر من مخرجهم من مكة، لخمس ليال مضين من شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرًا”.

 

 

3 مُزامنة الطريق

 

طريق الذهاب (جيش مشركي مكَّة -قريش-) (مكة – المدينة المنورة)
اليوم الأول

(الثلاثاء)

27 رمضان 3 هـ

12 مارس 625 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذي طُوى سرف 17 3.4
سرف مر الظهران 15 3
  32 6.4
اليوم الثاني

(الأربعاء)

28 رمضان 3 هـ

13 مارس 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مر الظهران كراع الغميم 27 5.5
كراع الغميم عسفان 23 4.6
  50 10.1
اليوم الثالث

(الخميس)

29 رمضان 3 هـ

14 مارس 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
عسفان أمج 23.5 4.7
أمج قديد 22.5 4.5
  46 9.2
اليوم الرابع

(الجمعة)

30 رمضان 3 هـ

15 مارس 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قديد كلية 23 4.6
كلية الجحفة 25 5
  48 9.6
اليوم الخامس

(السبت)

1 شوّال 3 هـ

16 مارس 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجحفة وادي المخمص 25 5
وادي المخمص الأبواء 24 4.8
  49 9.8
اليوم السادس

(الأحد)

2 شوّال 3 هـ

17 مارس 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الأبواء البستان 24.5 4.9
البستان السقيا 17 3.2
  41.5 8.1
اليوم السابع

(الاثنين)

3 شوّال 3 هـ

18 مارس 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
السقيا القاحة 25 5
القاحة لحي جمل 8 1.6
لحي جمل العرج 20.5 4.1
  53.5 10.6
اليوم الثامن

(الثلاثاء)

4 شوّال 3 هـ

19 مارس 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العرج الرويثة 18.5 3.7
الرويثة الروحاء 24.2 4.8
  39 7.8
اليوم التاسع

(الأربعاء)

5 شوّال 3 هـ

20 مارس 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الروحاء السيالة 27 5.4
السيالة ذات الجيش 26 5.2
  51.2 10.2
اليوم العاشر

(الخميس)

6 شوّال 3 هـ

21 مارس 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذات الجيش ذو الحليفة 12 2.4
  12 2.4

 

 

طريق الذهاب (مكّة – العَرْج – ركوبة – المدينة) (الغفاري برسالة العبّاس رضي الله عنه)                                                                                                                               
اليوم الأول

(الثلاثاء)

20 رمضان 3 هـ

5 مارس 625 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مكة مر الظهران 24 4
مر الظهران ضجنان 20 3.3
ضجنان كُراع الغميم 15.5 2.6
  59.5 9.9
اليوم الثاني

(الأربعاء)

21 رمضان 3 هـ

6 مارس 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
كُراع الغميم عُسفان 20 3.3
عُسفان أمج 24 4
أمج قديد 22 3.7
قديد كلية 23 3.8
كلية الجُحفة 23 3.8
  112 18.6
اليوم الثالث

(الخميس)

22 رمضان 3 هـ

7 مارس 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجُحفة وادي المخمص 23 3.8
وادي المخمص هرشى 10 1.7
هرشى الأبواء 14 2.3
الأبواء البستان 24 4
البستان السُّقيا 17 2.8
السُّقيا القاحة 25 4.2
  113 18.9
اليوم الرابع

(الجمعة)

23 رمضان 3 هـ

8 مارس 625 م

 

 

 

 

 

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
القاحة الطلوب 10 1.7
الطلوب العرج 20 3.3
العرج ركوبة 20 3.3
ركوبة وادي ريم 23 3.8
وادي ريم وادي النقيع 21 3.5
وادي النقيع آبار الماشي 10 1.7
  104 17.3
اليوم الخامس

(السبت)

24 رمضان 3 هـ

9  مارس 625 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
آبار الماشي الجثجاثة 8 1.3
الجثجاثة قباء 24 4
قباء المدينة 3.5 0.6
  35.5 5.9

 

 

طريق الذهاب (مكّة – العَرْج – ركوبة – المدينة) (عمرو بن سالم الخُزاعي ومن معه للمدينة)                                                                                                                              
اليوم الأول

(الأربعاء)

21 رمضان 3 هـ

6 مارس 625 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مكة مر الظهران 24 4
مر الظهران ضجنان 20 3.3
ضجنان كُراع الغميم 15.5 2.6
  59.5 9.9
اليوم الثاني

(الخميس)

22 رمضان 3 هـ

7 مارس 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
كُراع الغميم عُسفان 20 3.3
عُسفان أمج 24 4
أمج قديد 22 3.7
قديد كلية 23 3.8
كلية الجُحفة 23 3.8
  112 18.6
اليوم الثالث

(الجمعة)

23 رمضان 3 هـ

8 مارس 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجُحفة وادي المخمص 23 3.8
وادي المخمص هرشى 10 1.7
هرشى الأبواء 14 2.3
الأبواء البستان 24 4
البستان السُّقيا 17 2.8
السُّقيا القاحة 25 4.2
     
اليوم الرابع

(السبت)

24 رمضان 3 هـ

9 مارس 625 م

 

 

 

 

 

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
القاحة الطلوب 10 1.7
الطلوب العرج 20 3.3
العرج ركوبة 20 3.3
ركوبة وادي ريم 23 3.8
وادي ريم وادي النقيع 21 3.5
  94 15.7
اليوم الخامس

(الأحد)

25 رمضان 3 هـ

10 مارس 625 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي النقيع آبار الماشي 10 1.7
آبار الماشي الجثجاثة 8 1.3
الجثجاثة قباء 24 4
قباء المدينة 3.5 0.6
  45.5 7.6

 

 

طريق العودة (المدينة – وادي المخمص) (عمرو بن سالم الخُزاعي ومن معه للمدينة)                                                                                                                              
اليوم الأول

(الثلاثاء)

27 رمضان 3 هـ

12 مارس 625 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة قباء 3.5 0.7
قباء الجثجاثة 24 4.8
الجثجاثة آبار الماشي 8 1.6
آبار الماشي وادي النقيع 10 2
  45.5 9.1
اليوم الثاني

(الأربعاء)

28 رمضان 3 هـ

13 مارس 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي النقيع وادي ريم 21 4.2
وادي ريم ركوبة 23 4.6
  44 8.8
اليوم الثالث

(الخميس)

29 رمضان 3 هـ

14 مارس 625 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ركوبة العرج 20 4
العرج الطلوب 20 4
  40 8
اليوم الرابع

(الجمعة)

30 رمضان 3 هـ

15 مارس 625 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الطلوب القاحة 10 2
القاحة                     السُّقيا 25 5
السُّقيا البستان 17 3.4
  52 10.4
اليوم الخامس

(السبت)

1 شوّال 3 هـ

16 مارس 625 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
البستان الأبواء 24 4.8
الأبواء هرشى 14 2.8
هرشى وادي المخمص 10 2
             44 8.8
 
من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
       
       
       
       
     
 
من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي المخمص الجُحفة 23 3.8
الجُحفة كلية 23 3.8
كلية قديد 23 3.8
قديد أمج 22 3.7
أمج عُسفان 24 4
عُسفان كُراع الغميم 20 3.3
كُراع الغميم ضجنان 15.5 2.6
ضجنان مر الظهران 20 3.3
مر الظهران مكة 24 4
     

 

مُلحق سرية قطبة بن عامر بن حديدة إلى حيّ من خَثْعَم قريب من تُرَبَة

1 الجغرافيا

 قال الواقدي في المغازي (ص. 512): “قال إسحاق: حدثني ابن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث قطبة بن عامر بن حديدة في عشرين رجلا إلى حي من خَثْعَم بناحية تبالة، وأمره أن يشن الغارة عليهم، وأن يسير الليل ويكمن النهار، وأمره أن يغذ السير. فخرجوا على عشرة أبعرة يعتقبونها، قد غيبوا السلاح، فأخذوا على الفتق حتى انتهوا إلى بطن مسحب”.

 

وقال ابن سعد في الطَّبقات (ج.2، ص.148): “ثم سريّة قُطبة بن عامر بن حديدة إلى خَثْعَم بناحية بيشة قريبًا من تُرَبَة….بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قُطبة ابن عامر بن حديدة في عشرين رجلًا إلى حيّ من خَثْعَم بناحية تَبالَة، وأمره أن يشُنّ الغارة عليهم”.

 

وقال عُمر كحالة في معجم قبائل العرب (ج.2، ص.331): “ونزلت خثعم ما بين بيشَة وتُرَبَة، وظهر تبالة على محجّة اليمن، من مكة إليها، وما صاقب تلك البلاد وما والاها، فانتشروا فيها…”.

 

قال الحربي في المناسك (ص.644) واصفا الطريق من بيشة إلى مكّة: “ومن بيشة إلى تبالة، ومن تبالة إلى أجرب، ومن أجرب إلى كراء، وهي حرة بني سليم وبينهما بئر خلافة ثم الماء بارح ثم القُريحا، ومن كرا إلى تربة، ومن تربة إلى صفن، ومن صفن إلى أوقح، وبينهما ناحية، ومن أوقح إلى الفتق، ومن فتق إلى قرن، وبينهما شرب ثم العايب، ومن قرن إلى نخلة، وهو البستان، ومن نخلة إلى مكة، آبار الرمة، آبار الحدا، مساس، الحبري، الصفاح، الأنصاب، بئر عبد الصمد”.

 

ويقول ابن خرداذبة في المسالك والممالك (ص.134) واصفًا الطريق من مكة إلى اليمن: “من مكّة إلى بئر ابن المرتفع فيه بئر، ثم إلى قرن المنازل قرية عظيمة، ثم إلى الفتق قرية كبيرة، ثم إلى صفن فيها بئران، ثم إلى تربة قرية كبيرة، ثم إلى كرى فيها نخل وعيون، ثم إلى رنية فيها نخل وعيون، ثم إلى تبالة مدينة كبيرة فيها عيون، ثم إلى بيشة بعطان كبيرة فيها ماء ظاهر”.

 

بيشة وتُرَبَة وتَباَلة كُلُّها مواضع ما تزال معروفة بنفس الاسم جنوب الطائف، مُحدَّدَة على خرائط غوغل وهيئة المساحة السعوديّة، وقد فصّلنا تحديد تُرَبَة في سريّة عُمر بن الخطّاب رضي الله عنه إليها في شعبان 7 هـ.

 

والواضح من سياق الواقدي أن السريّة ساروا حتى الفتق ثم انتهوا إلى بطن مَسْحَب، وأنّها كانت “بناحية تَبَالة” لا في تَبَالة نفسها، والنّاحية عندهم هي الطَّريق، كقولنا على طريق جدَّة، وهكذا، ويؤيد ذلك كلام ابن سعد أنّها وقعت “بناحية بيشة” وهي ذاتها ناحية تَبَالة التي ذكرها الواقدي فطريقهم واحد جنوبًا، وأضاف ابن سعد: “قريبًا من تُرَبَة”، وهذا يزيل الإشكال وهو أقرب موضع للسريّة، ويؤيده ما ذكره عُمر كحالة أنّ أرض خَثْعَم امتدّت من بيشة جنوبًا إلى تُرَبَة شمالًا ونواحي تلك البلاد مرورًا بتبَالَة.

 

ثم يأتي وصف الطريق عند الحربي فيُزيد الأمر إيضاحًا حيث يقول: “ومن بيشة إلى تبالة، ومن تبالة إلى أجرب، ومن أجرب إلى كراء…ومن كرا إلى تُرَبَة، ومن تُرَبَة إلى صفن…إلى قَرن”، والمقصود في اصطلاحه “من…إلى” أنّ بينهما مرحلة غالبًا -والمرحلة 44.5 كم تقريبًا-، وقد تأكد ذلك بالقياس بين المعلومات من هذه المواضع على خرائط غوغل بالتّقريب، فمن بيشة إلى تَبَالة حوالي 42 كم تقريبًا، وهما معلومتان على خرائط غوغل وهيئة المساحة السعوديّة، ومن تَبَالة إلى أجرب -واسمها الآن جرب- حوالي 66 كم تقريبًا -فهي مرحلة ونصف تقريبًا، ومن أجرب إلى كرا حوالي 40 كم تقريبًا، ومن كرا إلى تُرَبَة حوالي 48 كم تقريبًا، وحيث أن صفن والفتق غير معلومتان، وبقياس الطريق بين تُرَبَة وقَرْن المنازل -السَّيْل الكبير- نجد المسافة حوالي 137 كم تقريبًا، وهي بالقسمة على 44.5 لتقدير عدد مراحلها: حوالي 3 مراحل تقريبًا، وهذا ما يؤكده ترتيب ابن خرداذبة للطريق بين تُرَبَة والطائف فيقول: “من قَرن إلى فُتْق إلى صفن إلى تُرَبَة”، فهذه أربع منازِل بينها ثلاث مراحل تقريبًا يُمكن تقسيم المسافة الكُليَّة -137 كم- بينها لتقدير موضع فتق وصفن التي اندثرتا، وعليه فهذه إحداثيّات تقريبيّة لهما:

 

المَعْلَم فُتق (قريب من جبل الحلاة)
خط طول 40.761887 درجة شرقًا
خط عرض 21.423795 درجة شمالًا

 

المَعْلَم صفن (قريب من السُّدَيْرَة)
خط طول 41.187646 درجة شرقًا
خط عرض 21.326300 درجة شمالًا

 

 

وعند حمد الجاسر في مقاله “موقع عكاظ”: “للطائف من مكة أربعة طرق: طريق يمر بعرفات، ثم بعقبة جبل كراء، ثم بأعلى وادي قرن-وادي المَحْرَم- ثم بالطائف.. وهو أخصر الطرق وأوعرها.

 

والثاني: يمر بنهل حنين-عين الشرائع- ثم يتجه صوب الشرق، فيصعد عقبة دُجْنى (وتصحف في الكتب القديمة بدُحْنَى وتحرف بتحنى) فوادي قرن، فالطائف.

 

والطريق الثالث: يمر بالشرائع فوادي يدعان (جدعان في هذا العهد)، فوادي سبوحة، فقرية الزيمة، فوادي نخلة اليمانية، فقرن المنازل (السيل الكبير)، فالمناقب (الريَّعان جمع ريع)، ثم ينحرف ذات اليمين إلى الطائف، وهذا هو الطريق الرئيسي في هذا العهد للسيارات وللقوافل.

 

والرابع: لا ينحرف بعد المناقب بل يتجه شرقا حتى يحوز الجبال ويدع جبال الطائف أيمنه فيمر بقرب عكاظ ثم يأتي الطائف من أسفله”.

 

ويظهر من ذلك أن الطريق الأقرب إلى وصف البلدانيين هو الرابع حيث يمر بالقرب من عكاظ الذي كان يقع بين نخلة والطائف بالقرب من الفُتق. ومع ذلك فقد ذكروا أن السَّرِيَّة انتهت في مسيرها عند “بطن مسحب”، وهو يقع بين تُرَبَة وصفن، وتقدّم تقدير موضع فُتق وصفن، والتقدير أنّ بطن مسحب هي المُتعشَّى -نصف المسافة- بين تُرَبَة وصفن، والله أعلم، وهذه إحداثيّات تقريبيّة له:

 

المَعْلَم بطن مسحب (قريب من تُرَبَة)
خط طول 41.401276 درجة شرقًا
خط عرض 21.258872 درجة شمالًا

 

وقد حددنا هذه المواضع الثلاث على خرائط غوغل بأسماء مُعاصرة في سريّة عُمر بن الخطّاب رضي الله عنه، وهي مذكورة بين الأقواس، إذ الطريق نفسه ويزيد طريق سريّة عُمر بمقدار نصف مرحلة إلى تُرَبَة، وبقيّة المعالم في مُلحق السريّة المذكورة.

 

وهذه إحداثيّات تُرَبَة:

 

 

المَعْلَم تُرَبَة
خط طول 41.619799 درجة شرقًا
خط عرض 21.216041 درجة شمالًا

 

2 التاريخ

 

قال الواقدي في المغازي (ص.42): “ثم سرية قطبة بن عامر إلى خَثْعَم في صفر سنة تسع”.

 

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.123): “سرية قطبة بن عامر بن حديدة إلى خثعم بناحية بيشة قريبا من تُرَبَة في صفر سنة تسع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

 

وأخرج الحاكم في المستدرك (رقم 4998): “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث قطبة بن عامر بن حديدة في عشرين رجلا إلى حي من خَثْعَم في صفر سنة سبع”.

 

وعلى المذكور، وبمُراجعة برمجيَّة آستروكال، فيكون قُطبة رضي الله عنه خرج يوم 8 صفر 9 هـ، الموافق الأحد 27 مايو 630 م على التَّقدير، وحيث أن الطريق نفسه معلوم وهو طريق سريّة عُمر رضي الله عنه كما في مُلحقها باستثناء أنّ موضع السريّة قبل تُرَبَة ببريد، فهذا مسير عشرة أيّام ذهابًا ومثلها إيابًا ويسلُك طريق الفُرُع، وفي سياق القِصّة التي ذكرها الواقدي وغيره في هذه السريّة، فإنهم وجدوا جاسوسًا عند بطن مسحب من خثعم، فلمّا صرخ بالقوم قتلوه، ثم أقاموا الليل، فخرج من المُسلمين طليعة ليلًا فوجدهم نيام، فأخبر قُطبة ومن معه فجاءوا وكبّروا وشنّوا الغارة، فخرج رجال خثعم واقتتلوا مع السريّة قتالًا شديدًا، فجاءت أعداد منهم كثيرة في الصّباح وحال بين الفريقين السّيْل، فسار قُطبة بالأموال والسبايا عائدًا، وعليه وبمُراجعة هذا التاريخ بالإفرنجي لتحديد وقت السّيْل الأقرب، وهو سيل نوء قَلْب العقرب ويسقُط النجم يوم26 مايو، فيكون هذا يوم وصولهم، ويكون السّيل في الليلة التالية له ويستمرّ ليلة، ثم بدء عودتهم في صبيحتها فهذا يوم 27 مايو 630 م وبمُراجعة برمجيّة آستروكال، فهذا يوافق الأحد 8 صفر 9 هـ، وبحساب القهقرى؛ فيكون خروجهم هكذا بحدود 17 مايو 630 م، فهذا يوافق الخميس 28 محرّم 9 هـ، ويكون وصولهم المدينة المنوَّرَة بحدود 18 صفر 9 هـ، وعليه فهذا مُلَخَّص تواريخ السريّة:

 

هجري ميلادي
خروج الخميس 28 محرّم 9 هـ 17 مايو 630 م
وصول تُرَبَة السبت7 صفر 9 هـ 26 مايو 630 م
رجوع الأربعاء 18 صفر 9 هـ 6 يونية 630 م
مُدَّة السريّة 21 يومًا

 

 

3 مُزامنة الطَّريق

 

طريق الذهاب (المدينة المنوّرة – خثّعَم قريب من تُرَبَة)
اليوم الأول

(الخميس)

28 محرّم 9 هـ

17 مايو 630 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة الجثجاثة 25 5
الجثجاثة وادي ريم 23 4.6
48 9.6
اليوم الثاني

(الجمعة)

29 محرّم 9 هـ

18 مايو 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي ريم اليتمة 23.7 4.7
اليتمة وادي النقيع 25 5
48.7 9.7
اليوم الثالث

(السبت)

30 محرّم 9 هـ

19 مايو 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي النقيع الريان 24.8 4.9
الريان قريب من الفرع 22.6 4.5
47.4 9.4
اليوم الرابع

(الأحد)

1 صفر 9 هـ

20 مايو 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الفرع قريب من بحران 24 4.8
قريب من بحران الموارد 23 4.6
47 9.4
اليوم الخامس

(الاثنين)

2 صفر 9 هـ

21 مايو 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الموارد قريب من أنبوان 24 4.8
قريب من أنبوان قريب من أقصير 24 4.8
48 9.6
اليوم السادس

(الثلاثاء)

3 صفر 9 هـ

22 مايو 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من أقصير قرية أقصير 25 5
قرية أقصير حرة رهاط 23 4.6
48 9.6
اليوم السابع

(الأربعاء)

4 صفر 9 هـ

23 مايو 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
حرة رهاط ذات عرق 22.7 4.5
ذات عرق المُليحة 19.6 3.9
42.3 8.5
اليوم الثامن

(الخميس)

5 صفر 9 هـ

24 مايو 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المُليحة قرن المنازل 16.8 3.4
قرن المنازل قلعة العرفاء 25 5
41.8 8.4
اليوم التاسع

(الجمعة)

6 صفر 9 هـ

25 مايو 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قلعة العرفاء فُتق 19.9 3.9
فُتق السديرة 21.2 4.2
41.1 8.1
اليوم العاشر

(السبت)

7 صفر 9 هـ

26 مايو 630 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
السديرة صفن 24.4 4.9
صفن بطن مسحب 23.6 4.7
48 9.6

 

 

طريق العودة ( خثّعَم قريب من تُرَبَة – المدينة المنوَّرَة)
اليوم الأول

(الأحد)

8 صفر 9 هـ

27 مايو 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن مسحب صفن 23.6 4.7
46.9 9.4
اليوم الثاني

(الاثنين)

9 صفر 9 هـ

28 مايو 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من السديرة السديرة 24.4 4.9
السديرة قريب من جبل الحلاة 21.2 4.2
45.6 9.1
اليوم الثالث

(الثلاثاء)

10 صفر 9 هـ

29 مايو 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من جبل الحلاة قلعة العرفاء 19.9 3.9
قلعة العرفاء قرن المنازل 25 5
44.9 8.9
اليوم الرابع

(الأربعاء)

11 صفر 9 هـ

30 مايو 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قرن المنازل المُليحة 16.8 3.4
المُليحة ذات عرق 19.6 3.9
36.4 7.3
اليوم الخامس

(الخميس)

12 صفر 9 هـ

31 مايو 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذات عرق حرة رهاط 22.7 4.5
حرة رهاط قرية أقصير 23 4.6
45.7 9.1
اليوم السادس

(الجمعة)

13 صفر 9 هـ

1 يونية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قرية أقصير قريب من أقصير 25 5
قريب من أقصير قريب من أنبوان 24 4.8
49 9.8
اليوم السابع

(السبت)

14 صفر 9 هـ

2 يونية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من أنبوان الموارد 24 4.8
الموارد قريب من بحران 23 4.6
47 9.4
اليوم الثامن

(الأحد)

15 صفر 9 هـ

3 يونية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من بحران قريب من الفرع 24 4.8
قريب من الفرع الريان 22.6 4.5
46.6 9.3
اليوم التاسع

(الاثنين)

16 صفر 9 هـ

4 يونية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الريان وادي النقيع 24.8 4.9
وادي النقيع اليتمة 25 5
49.8 9.9
اليوم العاشر

(الثلاثاء)

17 صفر 9 هـ

5 يونية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
اليتمة وادي ريم 23.7 4.7
وادي ريم الجثجاثة 23 4.6
46.7 9.3
اليوم الحادي عشر

(الأربعاء)

18 صفر 9 هـ

6 يونية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجثجاثة المدينة 25 5
25 5

 

  • موقع عكاظ مقال للشيخ حمد الجاسر، ملحق رقم 2 (بداية من ص 31) من كتاب موقع عكاظ للدكتور عبد الوهاب عزام ط. دار هنداوي للتعليم والثقافة سنة 2013م.
  • تربه البقوم آثار ومعالم لأستاذ/ محمد بن سعد بن محي البقمي مقال منشور في جريدة عكاظ العدد (11330) رابطhttp://www.3naizah.net/shora/t5959.html#ixzz4xcnoPN9N
  • حمد الجاسر تحت عنوان () في مجلة العرب في شعبان 1408 رابطhttp://www.3naizah.net/shora/t5959.html#ixzz4xcoMnA92

ملحق سريّة الضّحاك بن سفيان الكِلابي إلى القرطاء عند زُجّ لاوة

1 الجغرافيا

القُرَطَاء والبكرات وزُجّ لاوة

 قال الواقدي في المغازي (ص.650): “بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جيشًا إلى القُرَطَاء فيهم الضحاك بن سفيان بن عوف بن أبي بكر الكلابي، والأصيد بن سلمة بن قرط بن عبد، حتى لقوهم بالزّجّ -زجّ لاوة-“.

 

قال ابن سعد  في الطبقات (ج2 ص 60): “القُرَطَاء: هم بطن من بني بكر من كلاب وكانوا ينزلون البكرات بناحية ضرية، وبين ضرية والمدينة سبع ليال”، ومنه يتبين أن القُرَطَاء قبيلة وليست موضع، وأن الموضع هو البَكرات.

 

وعند عُمر كحالة في معجم القبائل العربية (ج.3، ص.75): “القُرَطَاء: بطن من عامر بن صعصعة، من العدنانية، وهم: بنو قُرط وقُريط ابني عبيد بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر ابن صعصعة.كانوا ينزلون بناحية ضرية بالبكرات، وبين ضرية، والمدينة. وقد بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم سرية الضحاك إليهم في ربيع الأول تسع فدعاهم إلى الإسلام، فأبوا، فقاتلهم، فهزموا وغنموا”.

 

البَكْرَة

 

قال البكري في معجم ما استعجم (ج3 ص 861 بتصرف):”البكرة بينها وبين ضريّة نحو من عشرة أميال، والبكرة عن يسار ضريّة للمصعد إلى مكّة”.

 

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (ج.1، ص.475): “بسكون الكاف: ماءة لبني ذويبة من الضباب، وعندها جبال شمّخ سود يقال لها البكرات”.

 

قال محمد بن ناصر العبودي في معجم بلاد القصيم (ص.617): “البكري: بفتح الباء فكاف ساكنة فراء مسكورة فياء، على صيغة النسبة إلى بكر أو بكرة: هضاب حُمر وماء إلى الغرب منهن وإلى الشمال منها،…تقع في منطقة ضريّة في غرب القصيم الجنوبي على بعد 22 كيلًا من بلدة ضريّة إلى جهة الجنوب الشرقي منها، وكانت الماء قديمًا تسمى البكرة، وكانت الهضاب تسمى البكرات جمع بكرة، قال الهجري: كان عثمان رضي الله عنه اشترى ماءً من مياه بني ضبينة كان أدنى مياه إلى ضريّة يقال لها البكرة بينها وبين ضريّة نحو من عشرة أميال…ويؤيد ذلك ما ذكره الإمام محمد بن سعد في الطبقات من خبر سرية محمد بن مسلمة إلى تلك الجهة (القُرَطَاء)”.

 

وعلى المذكور والتحديد الدقيق للعبودي على وصف الهجري، فبقياس حوالي 10 أميال (18.5 كم تقريبًا) أو تزيد قليلًا جنوب شرق ضريّة -وضريّة ما تزال معروفة محددة باسمها للآن-، ففي هذا الموضع بمُراجعة خرائط غوغل مجموعة جبال سود بها هضاب حُمر داكنة ووسطها آبار ما تزال معروفة، وهي تنطبق على وصف البكرات المذكور، فهذه إحداثيّات تقريبيّة لها:

 

المَعْلَم البَكَرَات
خط طول 42.920401 درجة شرقًا
خط عرض 24.441970 درجة شمالًا

 

الزُجّ

 

قال الحموي في معجم البلدان (ج.3، ص.133): “الزُّج:ضم أوّله، وتشديد ثانيه، بلفظ زُجّ الرمح،…قال نصر: زُجّ لاوة موضع نجدي؛ وفي المغازي: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأصيد بن سلمة بن قُرط مع الضحاك بن سُفيان الكلابي إلى القُرطاء، وهُم قُرْط وقَريط وقُرَيْط بنو عبد بن أبي بكر بن كلاب…فقاتلوهم فهزموهم فلحق الأصيد أباه سلمة على فرس له إلى غدي بزُجّ بناحية ضريّة…”.

 

وقال السمهودي في وفا الوفا (ج.4، ص.87): “بالضم وتشديد الجيم، قاله المجد، وقال ابن سيد الناس: بالخاء المعجمة، موضع بناحية ضرية”.

 

وفي تعليقات حمد الجاسر على الحازمي في الأماكن (ص.499): “يُفهم من كلام الحازمي وما ورد في النهاية لابن الأثير من قوله: زُجّ لاوة موضع نجدي بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الضحاك بن سفيان…وزُجّ أيضًا ماء أقطعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العدَّاء بن خالد، وأنّ الاسم يُطلق على موضعين، والذي ظهر لي أنّهما موضع واحد، فالعدّاء بن خالد هو من بني هوذة، وبلادهم على ما في كتاب (بلاد العرب): سُوَاج والزُّجيج، والزُّجيج جبل رأسه مُحَدَّد، كأنّه زُجُّ رُمح كما في كتاب المناسك، الذي حدد الزجيج بأنه على سبعة أميال من فَلْجَة، أي قبلها للمُتَّجه إلى مكة، وفلجة تعرف الآن باسم (الخُضارة) أصبحت هِجرة مسكونة غرب (عفيف) بنحو سبعين كيلًا، فموقع زُجّ والزُّجيج قرب خطّ العرض: 22 درجة و 30 دقيقة، وخطّ الطول: 42 درجة و20 دقيقة، أما كلمة (لواثة) فأراها تحريف (لاوة) ولم أر للكلمتين إيضاحًا فيما بين يديّ، وأرى (لاوة) اسم الموضع، وأُضيف إليه زُجّ، وأرى كلمة (وبني ربيعة) في أصل الحازمي صوابها (من بني ربيعة) فهو العدَّاء بن خالد بن هوذة بن خالد بن ربيعة بن عامر بن صعصعة”.

 

وتحقيق حمد الجاسر المذكور ذو وجاهة، وهو المُختار، لا سيّما أن العدّاء بن خالد رضي الله عنه لا يُعلم غيره من الصحابة الكرام له نفس الاسم، ونسبه مذكور في تراجم الصحابة وأجمعوا على أنّه من ربيعة من عامر بن صعصعة من هوازن كما تقدّم، وهو المُختار، وأمّا نسبة الزُّج إلى كونه جبل مُحَدَّد، ففيه نظر، إذ هذه المنطقة مفازة واسعة من الرمال وتكاد تخلو من الصفة المذكورة، وقد ورد في معنى الزُّج بالهمز المعنى المُضاد وهو قريب من الواقع، أو كون الزُّج هو النّعام الحيوان المعروف، أو احتياج السائر في هذه المفاوز للزجّ في الخطوة أي توسعتها والإسراع فيها، والله أعلم، وعليه فهذه إحداثيّات تقريبيّة للزُّج لاوة:

 

المَعْلَم زُجّ لاوة
خط طول 42.207676 درجة شرقًا
خط عرض 23.495994 درجة شمالًا

 

والظاهر أنهم سلكوا في طريقهم إلى زجّ لاوة طريق النجدية من المدينة المنورة، لأنه يؤدي إلى الزجيج هدف السرية؛ حيث إنه يقرب من مهد الذهب (معدن بني سليم) الذي يمثل محطة رئيسية في طريق الكوفة -مكة المكرمة حيث يتجه منه مريد المدينة المنورة إلى الغرب.

 

ويُستبعَد أن يكونوا قد أخذوا طرقا أخرى لأنها بعيدة عن جهة السرية، لأن الطرق الممكن السير فيها تقع شمال ضَرِيَّة فضلا عن البكرات مناطق وجود القرطاء، وهي تبدأ من بعد الحناكية على طريقين: إحداهما ينتهي بالعسيلة، والأخرى: تنتهي بالمحدث والأبرقية ثم الاجتماع عند النقرة ثم الاتجاه جنوبا على طريق الجادة المتجه إلى مكة المكرمة حتى يصلوا إلى ضرية ثم منها إلى البكرات.

 

وذلك يجعل السرية تستغرق وقتا كبيرًا في السير شمالًا ثم جنوبًا حتى يصلوا إلى البكرات التي تقع في جنوب ضرية، باﻹضافة إلى أنّ زجّ لاوة تبعد كثيرًا عن البكرات في جهة الجنوب الغربي، وهذا لا يحقق عنصر المفاجأة المطلوبة في الأعمال العسكرية الناجحة، فقد يسبب المرور في المناطق الشماليّة التي هي منازل بني كلب وانتشارها شيوع خبرها وهروب القوم من أماكنهم وخروجهم منها.

 

فيكون طريق هذه السريّة إلى معدن بني سُلَيْم، ثم منه شرقًا مسيرة يومان ونصف تقريبًا حتى زجّ لاوة عند منازل القُرَطاء، وتفاصيل هذا الطريق مذكورة في غزوات وسرايا أرض بني سُلَيْم، ومنها سريّة ابن أبي العوجاء السُّلَمي إلى معدن بني سُلَيْم في ذي الحجّة 7 هـ، وسريّة شُجاع بن وهب الأسدي إلى بني عامر بالسيّ من رُكبة في ربيع الأول 8 هـ.

 

2 التاريخ

 

وقال الواقدي في المغازي (ص.651): “وهذه السرية في شهر ربيع الأول سنة تسع، …وكان الذي جاءهم بالكتاب رجل من عُرينة يُقال له: عبد الله بن عوسجة، لمُستَهَلّ شهر ربيع الأوّل سنة تسع”.

 

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.123): “سرية الضحاك بن سفيان الكلابي إلى بني كلاب في شهر ربيع الأول سنة تسع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”.

 

وعليه فالخروج لهذه السريّة وافق 8 ربيع الأوّل على التقدير، وبمُراجعة برمجيّة آستروكال، فهذا يوافق الاثنين 25 يونية 630 م، إلا أن في رواية الواقدي فيها أن السرية نتيجة لإرسال كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليهم لمُستهلّ ربيع الأوّل، وحيث لم يتبيّن هل وصل إليهم الكتاب في أوّل ربيع الأوّل أو أنّ العُرَني انطلق به في أوّل ربيع الأوّل، فالمُختار أنّه وصلهم لهلال ربيع الأوّل، وتكون عودة العُرني بعدها بثمانية أيّام تقريبًا ويكون خروج السريّة في اليوم التالي على التّقدير، وهو الثلاثاء 9 ربيع الأوّل 9 هـ، والله أعلم.

 

  هجري ميلادي
خروج الثلاثاء 9 ربيع الأول 9ـ هـ 26 يونية 630 م
وصول الزُّج لاوة الاثنين 15 ربيع الأول 9 هـ 1 يولية 630 م
رجوع المدينة الاثنين 21 ربيع الأول 9 هـ 7 يونية 630 م
المدة 14 يوما
الإقامة في الزُّج نصف يوم (نهارًا)

 

3 مُزامنة الطَّريق

 

طريق الذهاب (المدينة المُنوَّرَة – زُجّ لاوة)                                                                                                    
اليوم الأول

(الثلاثاء)

9 ربيع الأول 9 هـ

26 يونية 630 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة المنورة العُرَيْض 6.5 1.3
العُرَيْض شرق حرّة واقم 16 3.2
  22.5 4.5
اليوم الثاني

(الأربعاء)

10 ربيع الأول 9 هـ

27 يونية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
شرق حرّة واقم سد مُعاوية 17 3.4
سد مُعاوية قاع حضوضاء 25 5
  42 8.4
اليوم الثالث

(الخميس)

11 ربيع الأول 9 هـ

28 يونية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قاع حضوضاء قريب من القرقرة 21.2 4.2
قريب من القرقرة الأرحضية 12 2.4
الأرحضية قرقرة الكُدر 9.5 1.9
  42.7 8.5
اليوم الرابع

(الجمعة)

12 ربيع الأول 9 هـ

29 يونية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قرقرة الكدر الحرارة 22.2 4.4
الحرارة قريب من الحرارة 23 4.6
  45.2 9
اليوم الخامس

(السبت)

13 ربيع الأول 9 هـ

30 يونية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الحرارة هضب الشرارا 23 4.6
هضب الشرارا آبار مليحة 20.8 4.2
  43.8 8.8
اليوم السادس

(الأحد)

14 ربيع الأول 9 هـ

1 يولية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
آبار مليحة شعيب الحفير 21.3 4.3
شعيب الحفير وادي الركو 17 3.4
  38.3 7.7
اليوم السابع

(الاثنين)

15 ربيع الأول 9 هـ

2 يولية 630 م

        

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الركو شعيب الضعانة 22.5 4.5
شعيب الضعانة وادي الشعبة 25 5
  47.5 9.5
اليوم الثامن

(الثلاثاء)

16 ربيع الأول 9 هـ

3 يولية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشعبة قريب من الزُّج 22 4.4
قريب من الزُّج زُجّ لاوة 14 2.8
  36 7.2

 

طريق العودة (زُجّ لاوة – المدينة المُنوَّرَة)
اليوم الأول

(الأربعاء)

17 ربيع الأول 9 هـ

4 يولية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
زُجّ لاوة قريب من الزُّج 14 2.8
قريب من الزُّج وادي الشعبة 22 4.4
     
اليوم الثاني

(الخميس)

18 ربيع الأول 9 هـ

5 يولية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الشعبة شعيب الضعانة 25 5
شعيب الضعانة وادي الركو 22.5 4.5
     
اليوم الثالث

(الجمعة)

19 ربيع الأول 9 هـ

6 يولية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الركو شعيب الحفير 17 3.4
شعيب الحفير آبار مليحة 21.3 4.3
     
اليوم الرابع

(السبت)

20 ربيع الأول 9 هـ

7 يولية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
آبار مليحة هضب الشرارا 20.8 4.2
هضب شرارا قريب من الحرارة 23 4.6
     
اليوم الخامس

(الأحد)

21 ربيع الأول 9 هـ

8 يولية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الحرارة الحرارة 23 4.6
الحرارة قرقرة الكُدر 22 4.4
     
اليوم السادس

(الاثنين)

22 ربيع الأول 9 هـ

9 يولية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قرقرة الكُدر الأرحضية 9.5 1.9
الأرحضية قريب من القرقرة 12 2.4
قريب من القرقرة قاع حضوضاء 21.2 4.2
     
اليوم السابع

(الثلاثاء)

23 ربيع الأول 9 هـ

10 يولية 630 م

 

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قاع حضوضاء سد مُعاوية 25 5
سد مُعاوية شرق حرّة واقم 17 3.4
     
اليوم الثامن

(الأربعاء)

24 ربيع الأول 9 هـ

11 يولية 630 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
شرق حرّة واقم العُرَيْض 16 3.2
العُرَيْض المدينة المنورة 6.5 1.3
     

 

4 المراجع

 

  • طريق الحاج البصري بين النباج الرُّقعي للأستاذ عوض بن صالح السرور (الطبعة الأولى سنة 1428هـ).
  • مقال حمى ضرية لمحات تاريخية منشور على موقع فريق الصحراء (http://alsahra.org/?p=923).
  • المصور المفيد في درب زبيدة من الغوير إلى فيد للأستاذ/ عوض بن صالح السرور (الطبعة الأولى سنة 1429هـ دون مطبعة).
  • صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار، للشيخ عبد الله بن بلهيد، (الطبعة الأولى سنة 1371هـ، مطبعة السنة المحمدية بمصر)
  • العُمَق دراسة تاريخية جغرافية أثرية، للأستاذ/ منصور بن مروي الشاطري سنة 1432هـ.
  • http://www.amana-md.gov.sa/Pages/Municipalities/MunicipalityOnRegions

مُلحق سرية عمروبن العاص إلى ذات السلاسل

1 الجغرافيا

قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.121): “ثم سريّة عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل، وهي وراء وادي القُرى، وبينها وبين المدينة عشرة أيّام…”، فهي على طريق الشَّام الغربيّة من جهة وادي القُرى لا من جهة خيبر، على عشر مراحل تقريبًا.

 

ذات السَّلَاسِل

 

قال المجد في المغانم (ص.182): “السلاسل بلفظ جمع سلسلة: ماء بأرض جُذام وبه سميت غزوة ذات السلاسل. وقال ابن إسحق: اسم الماء سَلسل به سمِّيت ذات السلاسل…قال ابن حبّان في ( التقاسيم والأنواع ): غزوة السلاسل كانت في أيام معاوية وغزوة ذات السلاسل كانت في أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم”.

 

قال عاتق البلادي في معجم معالم السيرة (ص159): “جاءت في قول ابن اسحاق: وغزوة عمرو بن العاص ( ذات السّلاسل ) من أرض بني عُذرة. وكان من حديثه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعثه يستنفر العرب إلى الشام. ذلك أن أم العاص ابن وائل كانت من بَلِيّ , فبعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليهم يستألفهم لذلك، حتى إذا كان على ماء بأرض جُذام يقال له السَّلْسَل وبذلك سميت تلك الغزوة ( ذات السلاسل )، قلت: كذا جاء في هذا النص، إنها من أرض بني عُذرة، ثم يقول: ماء بأرض جُذام. والقبيلتان متجاورتان، فديار عُذرة كانت من وادي القُرى ( وادي العلا اليوم ) إلى تبوك إلى تيماء، وتقرب من خيبر شمالًا وديار جُذام كانت بين تبوك والبحر، أما المتقدمون فلهم في ذات السلاسل أقوال، ولم يستطع أحد تحديدها. غير أنّها وردت في شعر جران العود، مما يدل على أنها موضع بعينه، والأكثر احتمالًا أنها من أرض عُذْرة لقربها من بلاد العود حيث ذكرها”.

 

وقد حددنا موضع وادي القُرى بشكل دقيق في ملحق منفصل بالملاحق العلميّة، وبالقياس من المدينة على طريق وادي القُرى عشرة أيّام من السَّيْر على خرائط غوغل، وهي حوالي 445 كم تقريبًا على ما ذكره ابن سعد يفضي إلى منطقة شمال الحِجر أو ما يُعرف بوادي السِّلسِلة، وهو موافق للاسم المذكور في الروايات، فهذا أظهر الأقوال، والله أعلم، وللسادة فريق الصحراء على موقعهم مقال رائق في تحديد موضع ذات السلاسل يؤكد أنّه وادي السّلسلة كما تقدَّم، وقد توسّعوا فيه فلا داعي لتكراره هنا.

 

ويكون عمرو رضي الله عنه قد وصل أوّل الأمر إلى ما يُعرف اليوم بـ”أبي جنيب” وقديمًا في مراحل الطريق إلى الشام بالـ”جنينة”، وهذه المراحل مذكورة في الطرق الشمالية وطريق ذات أطلاح ومؤتة على تفاوت في التفاصيل، ثم أرسل منها السرايا يستطلع مواضع العدو، ثم أرسل رافع بن مكيث يستمدّ النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، وأقاموا ينتظرون عودته بالأمداد، ثم ساروا في بطن وادي السلسلة فأغاروا على هذه القبائل، ثم كرّوا راجعين فقدّم عمرو بن العاص عوف بن مالك الأشجعي يبشّر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بعودتهم سالمين.

 

المَعْلَم ذات السَّلَاسِل (وادي السِّلِسِلَة)
خط طول 37.689222 درجة شرقًا
خط عرض 27.457765 درجة شمالًا

 

2 التاريخ

 

قال ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج.2، ص.121): “وكانت في جمادى الآخرة سنة ثمان من مُهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”، وهو موافق لما عند الواقدي، وذكرها ابن هشام عن ابن إسحاق بلا تاريخ.

وعليه فتقدير الخروج لهذه السريّة أنّه الاثنين 8 جمادى الآخرة 8 هـ، الموافق 2 أكتوبر 629 م، فيكون عمرو رضي الله عنه سار بمن معه حتى نزل على مشارف وادي السلسلة، فهذا مسير ثمانية أيّام ويصلون في التّاسع، ولمّا علم بكثرة تجمّعات القوم، بعث رافع بن مكيث الجهني للمدينة يستمد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم مكث بقيّة التاسع والعاشر يبثّ السرايا لاستطلاع المنطقة وأرسل رافع بن مكيث بطلب الاستمداد في الحادي عشر، فسار رافع ثمانية ووصل في التاسع لخروجه، وهو التاسع عشر لخروج السريّة، فأرسل معه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا عبيدة في جيش المهاجرين والأنصار في نفس اليوم، فيصلون إلى عمرو في السابع والعشرون لخروج السريّة الأصليّة، وينطلق عمرو بجيشه في هذه البلاد خمس أيّام حتى يقضي على جميع التجمعات فيها -على التقدير-، ثم يعود بعد أن بلغ أقصاها في عشرة أيّام، ويُقدِّم عوف بن مالك الأشجعي أمامه بنصف مرحلة تقريبًا ليسبق بالأخبار للمدينة المنوَّرَة، وهذا مُلَخَّص بهذه التواريخ:

 

خروج عمرو بن العاص الاثنين 8 جمادى الآخرة 8 هـ 2 أكتوبر 629 م
إرسال رافع الجُهني للاستمداد الخميس 18 جمادى الآخرة 8 هـ 12 أكتوبر 629 م
خروج أبا عبيدة بن الجراح الجمعة 26 جمادى الآخرة 8 هـ 20 أكتوبر 629 م
عودة السريّة الأحد 20 رجب 8 هـ 12 نوفمبر 629 م
مُدَّة السريَّة 42 يومًا

 

3 مُزامنة الطريق

 

طريق الذهاب (المدينة المُنوَّرَة – الجنينة) (عمرو بن العاص ومن معه)                                                                       
اليوم الأول

(الاثنين)

8 جمادى الآخرة 8 هـ

2 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة البتراء 26 5.2
  26 5.2
اليوم الثاني

(الثلاثاء)

9 جمادى الآخرة 8 هـ

3 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
البتراء ذو خُشُب 17 3.4
ذو خُشُب بطن إضم 23 4.6
  40 8
اليوم الثالث

(الأربعاء)

10 جمادى الآخرة 8 هـ

4 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن إضم السويداء 21 4.2
السويداء المقرح 23.6 4.7
  44.6 8.9
اليوم الرابع

(الخميس)

11 جمادى الآخرة 8 هـ

5 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المقرح المر 22.7 4.5
المر وادي الحمض 22.6 4.5
  45.3 9
اليوم الخامس

(الجمعة)

12 جمادى الآخرة 8 هـ

6 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الحمض ذو المروة 24.8 4.9
ذو المروة العين 24.8 4.9
  49.6 9.8
اليوم السادس

(السبت)

13 جمادى الآخرة 8 هـ

7 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العين الرحيبة 22 4.4
الرحيبة أم شقوق 26 5.2
  48 9.6
اليوم السابع

(الأحد)

14 جمادى الآخرة 8 هـ

8 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أم شقوق سقيا الجزل 25 5
سقيا الجزل مغيراء 18 3.6
  43 8.6
اليوم الثامن

(الاثنين)

15 جمادى الآخرة 8 هـ

9 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مغيراء العُلا 22.9 4.6
العُلا الحِجر 23.7 4.7
  46.6 9.3
اليوم التاسع

(الثلاثاء)

16 جمادى الآخرة 8 هـ

10 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحِجر قريب من الحجر 24.4 4.9
قريب من الحجر الجنينة 24.5 4.9
  48.9 9.8

  

طريق العودة (الجنينة – المدينة المُنوَّرَة) (رافع بن مكيث الجهني لطلب المدد)                                                                             
اليوم الأول

(الخميس)

18 جمادى الآخرة 8 هـ

12 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجنينة قريب من الحجر 24.4 4.9
قريب من الحجر الحِجر 24.5 4.9
  48.9 9.8
اليوم الثاني

(الجمعة)

19 جمادى الآخرة 8 هـ

13 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحِجر العُلا 23.7 4.7
العُلا مغيراء 22.9 4.6
  46.6 9.3
اليوم الثالث

(السبت)

20 جمادى الآخرة 8 هـ

14 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مغيراء سقيا الجزل 18 3.6
سقيا الجزل أم شقوق 25 5
  43 8.6
اليوم الرابع

(الأحد)

21 جمادى الآخرة 8 هـ

15 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أم شقوق الرحيبة 26 5.2
الرحيبة العين 22 4.4
  48 9.6
اليوم الخامس

(الاثنين)

22 جمادى الآخرة 8 هـ

16 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العين ذو المروة 24.8 4.9
ذو المروة وادي الحمض 24.8 4.9
  49.6 9.8
اليوم السادس

(الثلاثاء)

23 جمادى الآخرة 8 هـ

17 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الحمض المر 22.6 4.5
المر المقرح 22.7 4.5
  45.3 9
اليوم السابع

(الأربعاء)

24 جمادى الآخرة 8 هـ

18 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المقرح السويداء 23.6 4.7
السويداء بطن إضم 21 4.2
  44.6 8.9
اليوم الثامن

(الخميس)

25 جمادى الآخرة 8 هـ

19 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن إضم ذو خُشُب 23 4.6
ذو خُشُب البتراء 17 3.4
  40 8
اليوم التاسع

(الجمعة)

26 جمادى الآخرة 8 هـ

20 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
البتراء المدينة 26 5.2
  26 5.2

 

طريق الذهاب (المدينة المُنوَّرَة – الجنينة) (أبو عبيدة بن الجراح ومن معه ورافع بن مكيث)                                                                       
اليوم الأول

(الجمعة)

26 جمادى الآخرة 8 هـ

20 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المدينة البتراء 26 5.2
  26 5.2
اليوم الثاني

(السبت)

27 جمادى الآخرة 8 هـ

21 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
البتراء ذو خُشُب 17 3.4
ذو خُشُب بطن إضم 23 4.6
  40 8
اليوم الثالث

(الأحد)

28 جمادى الآخرة 8 هـ

22 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن إضم السويداء 21 4.2
السويداء المقرح 23.6 4.7
  44.6 8.9
اليوم الرابع

(الاثنين)

29 جمادى الآخرة 8 هـ

23 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المقرح المر 22.7 4.5
المر وادي الحمض 22.6 4.5
  45.3 9
اليوم الخامس

(الثلاثاء)

1 رجب 8 هـ

24 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الحمض ذو المروة 24.8 4.9
ذو المروة العين 24.8 4.9
  49.6 9.8
اليوم السادس

(الأربعاء)

2 رجب 8 هـ

25 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العين الرحيبة 22 4.4
الرحيبة أم شقوق 26 5.2
  48 9.6
اليوم السابع

(الخميس)

3 رجب 8 هـ

26 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أم شقوق سقيا الجزل 25 5
سقيا الجزل مغيراء 18 3.6
  43 8.6
اليوم الثامن

(الجمعة)

4 رجب 8 هـ

27 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مغيراء العُلا 22.9 4.6
العُلا الحِجر 23.7 4.7
  46.6 9.3
اليوم التاسع

(السبت)

5 رجب 8 هـ

28 أكتوبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحِجر قريب من الحجر 24.4 4.9
قريب من الحجر الجنينة 24.5 4.9
  48.9 9.8

 

طريق العودة (الجنينة – المدينة المُنوَّرَة) (عودة عمرو بن العاص وأبا عبيدة ومن معهما)                                                                             
اليوم الأول

(الجمعة)

11 رجب 8 هـ

3 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي السلسلة الجنينة 25.5 5.1
  25.5 5.1
اليوم الثاني

(السبت)

12 رجب 8 هـ

4 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجنينة قريب من الحجر 24.4 4.9
قريب من الحجر الحِجر 24.5 4.9
  48.9 9.8
اليوم الثالث

(الأحد)

13 رجب 8 هـ

5 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحِجر العُلا 23.7 4.7
العُلا مغيراء 22.9 4.6
  46.6 9.3
اليوم الرابع

(الاثنين)

14 رجب 8 هـ

6 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مغيراء سقيا الجزل 18 3.6
سقيا الجزل أم شقوق 25 5
  43 8.6
اليوم الخامس

(الثلاثاء)

15 رجب 8 هـ

7 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أم شقوق الرحيبة 26 5.2
الرحيبة العين 22 4.4
  48 9.6
اليوم السادس

(الأربعاء)

16 رجب 8 هـ

8 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العين ذو المروة 24.8 4.9
ذو المروة وادي الحمض 24.8 4.9
  49.6 9.8
اليوم السابع

(الخميس)

17 رجب 8 هـ

9 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الحمض المر 22.6 4.5
المر المقرح 22.7 4.5
  45.3 9
اليوم الثامن

(الجمعة)

18 رجب 8 هـ

10 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المقرح السويداء 23.6 4.7
السويداء بطن إضم 21 4.2
  44.6 8.9
اليوم التاسع

(السبت)

19 رجب 8 هـ

11 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن إضم ذو خُشُب 23 4.6
ذو خُشُب البتراء 17 3.4
  40 8
اليوم العاشر

(الأحد)

20 رجب 8 هـ

12 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
البتراء المدينة 26 5.2
  26 5.2

 

طريق العودة (الجنينة – المدينة المُنوَّرَة) (عوف بن مالك الأشجعي)                                                                             
اليوم الأول

(الجمعة)

11 رجب 8 هـ

3 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي السلسلة الجنينة 25.5 5.1
الجنينة قريب من الحجر 24.4 4.9
  49.9 10
اليوم الثاني

(السبت)

12 رجب 8 هـ

4 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من الحجر الحِجر 24.5 4.9
الحِجر العُلا 23.7 4.7
  48.2 9.6
اليوم الثالث

(الأحد)

13 رجب 8 هـ

5 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العُلا مغيراء 22.9 4.6
مغيراء سقيا الجزل 18 3.6
  40.9 8.2
اليوم الرابع

(الاثنين)

14 رجب 8 هـ

6 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
سقيا الجزل أم شقوق 25 5
أم شقوق الرحيبة 26 5.2
  51 10.2
اليوم الخامس

(الثلاثاء)

15 رجب 8 هـ

7 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الرحيبة العين 22 4.4
العين ذو المروة 24.8 4.9
  46.8 9.3
اليوم السادس

(الأربعاء)

16 رجب 8 هـ

8 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو المروة وادي الحمض 24.8 4.9
وادي الحمض المر 22.6 4.5
  47.4 9.4
اليوم السابع

(الخميس)

17 رجب 8 هـ

9 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المر المقرح 22.7 4.5
المقرح السويداء 23.6 4.7
  46.3 9.2
اليوم الثامن

(الجمعة)

18 رجب 8 هـ

10 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
السويداء بطن إضم 21 4.2
بطن إضم ذو خُشُب 23 4.6
  44 8.8
اليوم التاسع

(السبت)

19 رجب 8 هـ

11 نوفمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذو خُشُب البتراء 17 3.4
البتراء المدينة 26 5.2
  43 8.6

 

4 المراجع

تحقيق موضع غزوة ذات السلاسل | فريق الصحراء

تحقيق موضع غزوة ذات السلاسل

مُلحق سريَّة مؤَتَة

1 الجغرافيا 

قال الحازمي في الأماكن (ج.2، ص.866): “مؤتة: قرية من قُرى البلقاء في حدود الشام وقيل مؤتة من مشارف الشام وبها كانت تطبع السيوف وإليها تنسب المشرفية منها وأضاف عن المهلبي: مأب وأذرح مدينتا الشراة على 12 ميلاً من أذرح ضيعةٌ تعرف بمؤتة بها قبر جعفر بن أبي طالب”، والبلقاء هي الأُردُن في العصر الحديث، وتفصيل ذلك مذكور في سريّة ذات أطلاح في ربيع الأوّل 8 هـ.

وعند عاتق البلادي في معجم معالم السيرة (ص.297): “مؤتة من قُرَى الكرك في جنوب البلقاء تبعد الكرك قرابة 115 كيلًا جنوب عمَّان مع ميل إلى الغرب يمر بها الطريق يصل العقبة بعمان ولا يمر بمعان”.

 

وقال أيضاً (ص.304): “مؤتة بضم الميم وفوق الواو همزة ساكنة ثم تاء فهاء جاء ذكرها في غزوة مؤتة، وهي بلدة أردنية تقع جنوب الكرك غير بعيدة منها وإذا سرت من معان إلى عمَّان كانت مؤتة على يسارك إذا كنت في منتصف المسافة وقربها مكان يدعى المزار وهو قبر جعفر الطيار بن أبي طالب رضي الله عنه استُشهد يوم مؤتة”.

وموضع مؤتة ما زال معروفًا للآن في منطقة الكرك جنوب الأُردُن حيث مقام جعفر الطيّار رضي الله عنه، وهو مشهور هناك يُزار.

 

المَعْلَم مؤتة 
خط طول 35.695605 درجة شرقًا
خط عرض 31.065898 درجة شمالًا

 

والطريق إلى مؤتة هو نفس طريق سريّة ذات أطلاح المذكورة يمُرّ بوادي القُرى شمالًا غربيًا من المدينة المنوَّرَة، وذات أطلاح على مرحلة ونصف تقريبًا جنوب شرق مؤتة.

 

2 التاريخ

 قال ابن سعد في الطّبقات (ج.2، ص.119): “ثم سريّة مؤتة، وهي بأدنى البلقاء، والبلقاء دون دمشق، في جُمادى الأولى سنة ثمان من مُهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”.

وفي روايات السريّة أنّ عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه حضرها، وبعدها كما عند الواقدي وابن سعد في جُمادى الآخرة غزوة ذات السلاسل وقد حضرها أيضًا رضي الله عنه، وذكرت بعض الروايات تُنسب لابن إسحاق أن ذات السلاسل قبل مؤتة، والمذكور عند ابن هشام بغير تاريخ أو ترتيب في المُجملات بنهاية الكتاب، وقد لاحظ ذلك الصالحي الشّامي في سيرته أيضًا وقال إنّ رواية زياد البكّائي عن ابن إسحاق التي بين يديه ليس فيها تاريخ أيضًا، والرّاجح إسلام عمرو رضي الله عنه في صفر من السنة الثامنة بعد عُمرة القضاء مع عثمان بن أبي طلحة وخالد بن الوليد رضي الله عنه، فخروجه قبل ذلك غير ممكن، وبعض الروايات تذكر أنّ ذات السلاسل بعد إسلامه بعام.

ومؤتة بعد ذات أطلاح بمرحلة ونصف تقريبًا، فهي هكذا عشرون يومًا ذهابًا ومثلها إيابًا، وقد مكثوا في وادي القُرى أيّامًا كما في الرواية في حدود خمسة إلى سبعة أيّام على التقدير، وفي معان يومان، والمعركة على يومان تقريبًا، فهذا على التقدير المبدئي خمسون يومًا بالمتوسط تزيد أو تقل قليلًا، فلو خرجت السريّة بداية جُمادى الأولى، تكون عودتها منتصف جُمادى الآخرة، وهذا يتعارض مع تواريخ سريّة ذات السلاسل المُختارة، فالرّاجح أنّ ذات السّلاسل كان الخروج إليها بعد العودة من مؤتة بأسبوع على أقل تقدير، وعلى المذكور، فيُحمل كون مؤتة في جُمادى الأولى على اعتبار المعركة فيه، ويكون الخروج بحدود 8 ربيع الآخر 8 هـ

 

خروج السريّة السبت 8 ربيع الآخر 8 هـ 3 أغسطس 629 م
وصول مؤتة الثلاثاء 4 جمادى الأولى 8 هـ 29 أغسطس 629 م
رجوع السبت 25 جمادى الآخرة 8 هـ 19 سبتمبر 629 م
مُدَّة السريّة  48 يومًا

 

3 مُزامنة الطَّرِيق

 

طريق الذهاب (المدينة المُنوَّرَة – مؤتة)                                                                    
اليوم الأول

(الخميس)

8  ربيع الآخر 8 هـ

3  أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجرف البتراء 25 5
  25 5
اليوم الثاني

(الجمعة)

9 ربيع الآخر 8 هـ

4  أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
البتراء ذو خُشُب 17 3.4
ذو خُشُب بطن إضم 23 4.6
  40 8
اليوم الثالث

(السبت)

10 ربيع الآخر 8 هـ

5  أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن إضم السويداء 21 4.2
السويداء المقرح 23.6 4.7
  44.6 8.9
اليوم الرابع

(الأحد)

11 ربيع الآخر 8 هـ

6  أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المقرح المر 22.7 4.5
المر وادي الحمض 22.6 4.5
  45.3 9
اليوم الخامس

(الاثنين)

12 ربيع الآخر 8 هـ

7  أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الحمض ذو المروة 24.8 4.9
ذو المروة العين 24.8 4.9
  49.6 9.8
اليوم السادس

(الثلاثاء)

13 ربيع الآخر 8 هـ

8  أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العين الرحيبة 22 4.4
الرحيبة أم شقوق 26 5.2
  48 9.6
اليوم السابع

(الأربعاء)

14 ربيع الآخر 8 هـ

9  أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أم شقوق سقيا الجزل 25 5
سقيا الجزل مغيراء 18 3.6
  43 8.6
أقاموا بوادي القُرى (مُغيراء) 5 أيّام
اليوم الثالث عشر

(الثلاثاء)

20 ربيع الآخر 8 هـ

15 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مغيراء العُلا 22.9 4.6
العُلا الحِجر 23.7 4.7
  46.6 9.3
اليوم الرابع عشر

(الأربعاء)

21 ربيع الآخر 8 هـ

16 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحِجر قريب من الحجر 24.4 4.9
قريب من الحجر الجنينة 24.5 4.9
  48.9 9.8
اليوم الخامس عشر

(الخميس)

22 ربيع الآخر 8 هـ

17 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجنينة وادي السلسلة 25.5 5.1
وادي السلسلة الأقرع 22.7 4.5
  48.2 9.6
اليوم السادس عشر

(الجمعة)

23 ربيع الآخر 8 هـ

18 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الأقرع المحدثة 49.5 9.9
  49.5 9.9
اليوم السابع عشر

(السبت)

24 ربيع الآخر 8 هـ

19 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المحدثة جنوب تبوك 47.8 9.6
  47.8 9.6
اليوم الثامن عشر

(الأحد)

25 ربيع الآخر 8 هـ

20 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
جنوب تبوك شمال تبوك 53 10.6
  53 10.6
اليوم التاسع عشر

(الاثنين)

26 ربيع الآخر 8 هـ

21 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
شمال تبوك سرغ 53.5 10.7
  53.5 10.7
اليوم العشرون

(الثلاثاء)

27 ربيع الآخر 8 هـ

22 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
سرغ المغيثة 53.5 10.7
  53.5 10.7
اليوم الحادي والعشرون

(الأربعاء)

28 ربيع الآخر 8 هـ

23 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المغيثة ذات المثار 51 10.2
  51 10.2
اليوم الثاني والعشرون

(الخميس)

29 ربيع الآخر 8 هـ

24 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذات المثار معان 44.6 8.9
  44.6 8.9
أقاموا يومان (الجمعة والسبت)
اليوم الثالث والعشرون

(الأحد)

2 جمادى الأولى 8 هـ

27 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
معان ذات أطلاح 51 10.2
  51 10.2
اليوم الرابع والعشرون

(الاثنين)

3 جمادى الأولى 8 هـ

28 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذات أطلاح قريب من مؤتة 47 9.5
     
اليوم الخامس والعشرون

(الثلاثاء)

4 جمادى الأولى 8 هـ

29 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من مؤتة مؤتة 25 5
     

 

طريق العودة (ذات أطلاح – المدينة المُنوَّرَة)                                                                              
اليوم الأول

(الخميس)

6 جمادى الأولى 8 هـ

31 أغسطس 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مؤتة قريب من مؤتة 25 5
  25 5

 

اليوم الثاني

(الجمعة)

7 جمادى الأولى 8 هـ

1 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
قريب من مؤتة ذات أطلاح 47 9.5
  47 9.5
اليوم الثالث

(السبت)

8 جمادى الأولى 8 هـ

2 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذات أطلاح معان 51 10.2
  51 10.2
اليوم الرابع

(الأحد)

9 جمادى الأولى 8 هـ

3 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
معان ذات المثار 44.6 8.9
  44.6 8.9
اليوم الخامس

(الاثنين)

10 جمادى الأولى 8 هـ

4 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
ذات المثار المغيثة 51 10.2
  51 10.2
اليوم السادس

(الثلاثاء)

11 جمادى الأولى 8 هـ

5 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المغيثة سرغ 53.5 10.7
  53.5 10.7
اليوم السابع

(الأربعاء)

12 جمادى الأولى 8 هـ

6 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
سرغ شمال تبوك 53.5 10.7
  53.5 10.7
اليوم الثامن

(الخميس)

13 جمادى الأولى 8 هـ

7 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
شمال تبوك جنوب تبوك 53 10.6
  53 10.6
اليوم التاسع

(الجمعة)

14 جمادى الأولى 8 هـ

8 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
جنوب تبوك المحدثة 47.8 9.6
  47.8 9.6
اليوم العاشر

(السبت)

15 جمادى الأولى 8 هـ

9 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المحدثة الأقرع 49.5 9.9
  49.5 9.9
اليوم الحادي عشر

(الخميس)

16 جمادى الأولى 8 هـ

10 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الأقرع وادي السلسلة 22.7 4.5
وادي السلسلة الجنينة 25.5 5.1
  48.2 9.6
اليوم الثاني عشر

(الجمعة)

17 جمادى الأولى 8 هـ

11 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الجنينة قريب من الحجر 24.4 4.9
قريب من الحجر الحِجر 24.5 4.9
  48.9 9.8
اليوم الثالث عشر

(السبت)

18 جمادى الأولى 8 هـ

12 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
الحِجر العُلا 23.7 4.7
العُلا مغيراء 22.9 4.6
  46.6 9.3
اليوم الرابع عشر

(الأحد)

19 جمادى الأولى 8 هـ

13 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
مغيراء سقيا الجزل 18 3.6
سقيا الجزل أم شقوق 25 5
  43 8.6
اليوم الخامس عشر

(الاثنين)

20 جمادى الأولى 8 هـ

14 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
أم شقوق الرحيبة 26 5.2
الرحيبة العين 22 4.4
  48 9.6
اليوم السادس عشر

(الثلاثاء)

21 جمادى الأولى 8 هـ

15 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
العين ذو المروة 24.8 4.9
ذو المروة وادي الحمض 24.8 4.9
  49.6 9.8
اليوم السابع عشر

(الأربعاء)

22 جمادى الأولى 8 هـ

16 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
وادي الحمض المر 22.6 4.5
المر المقرح 22.7 4.5
  45.3 9
اليوم الثامن عشر

(الخميس)

23 جمادى الأولى 8 هـ

17 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
المقرح السويداء 23.6 4.7
السويداء بطن إضم 21 4.2
  44.6 8.9
اليوم التاسع عشر

(الجمعة)

24 جمادى الأولى 8 هـ

18 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
بطن إضم ذو خُشُب 23 4.6
ذو خُشُب البتراء 17 3.4
  40 8
اليوم العشرون

(السبت)

25 جمادى الأولى 8 هـ

19 سبتمبر 629 م

من إلى مسافة (كم) زمن (ساعة)
البتراء المدينة 26 5.2
  26 5.2