1 الجغرافيا
الغَابَة
عند ياقوت الحموي في معجم البلدان (ج.4، ص.182): “الغابة: الوطأة من الأرض التي دونها شرفة وهو الوهدة، وقال أبو جابر الأسدي: الغابة الجمع من الناس، والغابة الشجر الملتفّ الذي ليس بمرتوب لاحتطاب الناس ومنافعهم: وهو موضع قرب المدينة من ناحية الشام.. وهو المذكور في حديث السباق”، وعليه فهي شمال المدينة ناحية الشَّام.
وعند السمهودي في وفاء الوفا (ج.3، ص.186): “زغابة مجتمع السيول غربي قبر حمزة رضي الله تعالى عنه، وهو أعلى وادي إضم”، وقبر حمزة رضي الله عنه معروف قريب من جبل أُحُد، ووادي إَضَم -وهو وادي المدينة- معروف، غرب جبل أُحُد.
وعند عاتق البلادي في معجم معالم السيرة (ص.223): “الغَابَة: هي أرض من مُقَصَّر جبل أُحُد إذا أَكْنَعَ في قَنَاة إلى الشَّمَال، تشْمل مَدْفَع وادي النَّقَمى في الْخُلَيْل، ويمكن اعتبار الْخُلَيْل كلِّه من الغابة، والخُلَيْل: هو وادي المدينة بعد اجتماع: قَنَاة وبَطِحَان، والعَقِيق”.
وعنده أيضًا (ص: 281): “والغَابَة من الجهة المُقَابِلة من الوادي، من أُحُد وغرب وَشَمَال”.
وعند الصالحي في سُبُل الهدى والرشاد (ج.6، ص.188): “الغابة: .. وادٍ أسفل المدينة”.
وعند أحمد الخياري في تاريخ معالم المدينة المنورة (ص.243): “زَغَابة أو الغَابَة: الغابة لغة: هي الأرض ذات الشجر الكثير المتكاثف، والغابة تقع غربي مشهد سيدنا حمزة رضي الله عنه وجبل أحد، وشمال المدينة المنورة، وهي مجمع سيول المدينة المنورة.. تتجمع قبل الغابة في وادي إضم، ثم تصب موحدةً في الغابة”.
وعند علي حافظ في فصول من تاريخ المدينة المنورة (ص.291): “الغَابَة: الأرض التي في شمال وشمال غرب أحد”.
وعند الزمخشري في الجبال والأمكنة والمياه (ص.251): “الغَابَة: بريد من المدينة على طريق الشام”.
وعند أبي جعفر البغدادي في المحبر (ج.1، ص.123): “الغَابَة، وهي على ثمانية أميال من المدينة”.
وقال السمهودي في وفاء الوفا (ج.4، ص.123): “يحمل البريد على أقصاها، وما بعده على أثنائها، وأما أدناها فالحفياء”.
وعند الهمداني في الأماكن (ص.651): “كان العباس بن عبد المطلب يقفُ على سَلْع -جبل- فيُنادِي غلمانه وهم بالغَابَة فيُسْمِعُهُم.. وبين سَلْع وبين الغَابَة ثمانية أميال”، فإذا كان العبّاس يُسمعهم بصوته وكان صوته رضي الله عنه جهوريّا من الأصوات العالية جدًا، فإنّ الصوت سيصل إلى مدى بعيد جدًا ويتردد ويكون مسموعًا بسبب الجبال المُحيطة فيُسمع عند جبل أُحُد وعند أول الغابة، وجبل أُحُد على مسافة حوالي 3.5 كم تقريبًا من جبل سلع.
وعند عبد العزيز الكعكي في معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ (ج.1، ص.596): “الغَابَة: شمالي المدينة بنحو ثمانية وعشرين كيلومتر تقريبًا”.
وعلى المذكور فالغابة منطقة تمتد من غرب جبل أُحُد غرب قبر حمزة رضي الله عنه، فتسير شمالًا حتى يكون حن يمينك جبل ثور المدينة وتترك أُحُد جنوبًا عند مجتمع السيول، وأقصى نقطة بها تقريبًا على مسافة 14 كم من المدينة المنوَّرَة شمالًا بالقياس على خرائط غوغل، وهي حوالي الثمانية أميال المذكورة.
وهذه إحداثيّات تقريبيّة للغابة:
المَعْلَم | الغَابَة | |
خط طول | 39.602310 | درجة شرقًا |
خط عرض | 24.567269 | درجة شمالًا |
سَلْع
عند البكري في معجم ما استعجم (ج.3، ص.737): “جبل متّصل بالمدينة”.
وعند محمد حسن شُرَّاب في المعالم الأثيرة (ص.142): “سَلْع: بفتح أوّله وإسكان ثانيه، وفي الجنوب الغربي منه تقع المساجد السبعة، ومنها مسجد الفتح”.
وجبل سَلْع مازال معروفًا لليوم مشهورًا عند أهل المدينة وهذه إحداثيّاته التقريبيّة:
المَعْلَم | جبل سلع | |
خط طول | 39.600846 | درجة شرقًا |
خط عرض | 24.478718 | درجة شمالًا |
2 التاريخ
ذكر ابن هشام عن ابن إسحاق هذه السريّة في مُلخص السرايا بنهاية كتابه بغير ترتيب (انظر سيرة ابن هشام: ص.724)، ولم يذكر لها تاريخًا، ورتّبها ابن سيّد الناس قبل فتح مكّة مُباشرة بعد سريّة بطن إضّم، وابن إسحاق جعلها بعد بطن إضم في التدوين، لكن ذكر بعدها مقتل عصماء بنت مروان ومعلوم أنّ مقتل عصماء بنت مروان كان في أعقاب غزوة بدر الكبرى من السنة الثانية، وذكر بعدها أيضًا سريّة دومة الجندل وهي عند غيره في سنة 6 هـ، فيُفهم منه أنّ ترتيب ابن إسحاق ومتابعة ابن سيد الناس له ربما هو محلّ نظر، إلّا أنّ ابن عبد البرّ في ترجمة عبد الله بن أبي حدرد -قائد السريّة- يروي أنّه رضي الله عنه مات سنة 71 هـ وله من العُمر 81 عامًا (انظر الاستيعاب: ص.427)، فيكون عُمره رضي الله عنه وقت الهجرة الشريفة حوالي 10 سنوات تقريبًا، فهو من شباب الصحابة إذًا، ولم يكن النّبي صلى الله عليه وآله وسلم يأذن لمن هم دون 14-15 سنة بالقتال على المُعتاد، وعليه فمن المنطقي ألا يُشارك ابن أبي حدرد في الغزوات والسرايا حتى السنة السادسة، وهو ما نصّ عليه ابن عبد البر أن أول مشاهده كانت الحُديبيّة وخيبر وما بعدهما، وأوّل ذكر له في السرايا في سريّة بطن إضَم، فالظاهر أنّ سريّة الغابة كانت بعدها كما اختار ذلك ابن سيّد الناس قبل فتح مكّة شرّفها الله تعالى، والظاهر أيضًا من سياق السريّة أنّ الوقت لم يكن صيام وكان قبل رمضان، فالمُختار إذا كونها في نهاية شعبان من السنة الثامنة، والله أعلم.
وفي سياق قصّة السريّة في المصادر، أن ابن أبي حدرد كان قد تقدم للزواج ثم مكث أيّامًا وأرسله النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهذه الغزوة، فلمّا عاد أعانه على تكاليف زواجه ببعض الغنيمة، والمُختار أنّ هذا كان الجُمعة السابقة لخروجه على التقدير، والله أعلم.
قال ابن هشام في السيرة (ص. 724): “قال -ابن أبي حدرد-: فخرجنا ومعنا سلاحنا من النبل والسيوف، حتى إذا جئنا من الحاضر-مكان التمركز- عُشيشية -قبيل غروب الشمس بقليل-…”.
ولقُرب المسافة في هذه السريّة، فإنّها لم تستغرق سوى يومان على الأرجح، فقد خرجوا في نهار يوم ووصلوا قُبيل غروب الشمس وعادوا بعد غروبها -كما ذُكِر-، والمُختار أنّ الخروج كان يوم الخميس 8 شعبان 8 هـ على التقدير، والله أعلم، وهذا ملخص التواريخ:
هجري | ميلادي | |
زواج ابن أبي حدرد | الجمعة 2 شعبان 8 هـ | 24 نوفمبر 629 م |
الخروج للغابة | الخميس 8 شعبان 8 هـ | 30 نوفمبر 629 م |
القتال والعودة | الجمعة 9 شعبان 8 هـ | 1 ديسمبر 629 م |
المُدَّة | يومان |
3 مُزامنة الطَّرِيق
طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة – الغَابَة) | |||||||||||||
اليوم الأول
(الخميس) 8 شعبان 8 هـ 30 نوفمبر 629 م |
|
طريق العودة (الغَابَة – المدينة المنوَّرَة) | |||||||||||||
اليوم الأول
(الجمعة) 9 شعبان 8 هـ 1 ديسمبر 629 م |
|