1 الجغرافيا
2 التاريخ
عند ابن عبد البر في الاستيعاب (ص.446): “عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي ابن سعد بن سهم القرشي السهمي…كان عبد الله بن حذافة رسول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى كسرى بكتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوه إلى الإسلام، فمزق كسرى الكتاب…قال الواقدي: فسلط الله على كسرى ابنه شيرويه، فقتله ليلة الثلاثاء لعشر مضين من جمادى سنة سبع”، وهذا تاريخ صريح في وقت قتل كسرى على يد ابنه.
وعند الطبري في تاريخه (ج.2، ص.644): “وفيها -سنة ست للهجرة-، بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرسل؛ فبعث في ذي الحجة ستَّة نفر: ثلاثة مصطحبين؛ حاطب بن أبي بلتعة من لخم حليف بني أسد بن عبد العُزّى إلى المقوقس، وشُجاع بن وهب من بني أسد بن خُزيمة -حليفًا لحرب بن أميّة شهد بدرًا- إلى الحارث بن أبي شمر الغسّاني، ودحية ابن خليفة الكلبي إلى قيصر. وبعث سليط بن عمرو العامري -عامر بن لؤي- إلى هوذة بن علي الحنفي. وبعث عبد الله بن حُذافة السّهمي إلى كسرى، وعمرو بن أميّة الضمريّ إلى النجاشي، وأمّا ابن إسحاق -فيما زعم، وحدثنا به ابن حميد- قال: حدثنا سلمة عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد فرّق رجالًا من أصحابه إلى ملوك العرب والعجم، دعة إلى الله عز وجل فيما بين الحديبية ووفاته…قال ابن إسحاق: ثم فرّق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أصحابه: فبعث سليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود أخا بني عامر بن لؤي إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة، وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى أخي بني عبد القيس صاحب البحرين، وعمرو بن العاص إلى جيفر بن جلندي وعبّاد بن جلندي الأزديين صاحبي عُمَان. وبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الاسكندرية…”.
يعتمد توقيت هذه السريّة على تواريخ أحداث أخرى، وهي: خروج دحية رضي الله عنه بكتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى قيصر -هرقل-، وهذا يعتمد على حدث آخر ذكره أهل السير؛ وهو وجود هرقل بإيلياء (القدس) بعد انتصاره على الفُرس واسترداد صليبهم منهم ورده إلى كنيسة القيامة ببيت المقدس في احتفال كبير، وكذلك وجود أبو سفيان في ركب من قُريش للتجارة في نفس الوقت تقريبًا بغزّة، وتكون هذه في الغالب رحلة الصيف (الربيع عند العرب) ويحتمل احتمالًا ضعيفًا أن تحصل في الخريف خصوصًا بعد الهُدنة وصلح الحديبية، ثم إن خروج دحية اصلًا ولقاؤه بهرقل أو تسليمه إياه الرسالة بعد وجوده بإيلياء وانتصاره على الفرس يعتمد على تحديد وقت انتصاره، ويعتمد أيضًا على معرفة تاريخ هزيمة كسرى وإرسال عبد الله بن حذافة السهمي له، ثم تقطيعه الكتاب وإرساله لعامله على اليمن باذان أن يأتي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فيخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد 15 يومًا رسل باذان أن الله قد سلط شيرويه على كسرى فقتله!، ويقدم في نفس المُدَّة دحية الكلبي من عند قيصر ورُسُل باذان لم ينصرفوا بعد، فهذا تاريخ مقتل كسرى أيضًا بعد رجوع عبد الله بن حذافة السهمي من عنده، فهذا عدد من الأحداث المتشابكة المعتمد بعضها على بعض، وهذه مناقشة لهذه الأحداث وتواريخها وترتيبها المقترح…
كان انتصار الفرس على الروم في معارك متتالية بداية من 608 م حتى احتلوا بلاد الشام وخربوا القدس بحدود 613-614 م، وسرقوا الصليب من كنيسة القيامة بعد تخريبها كما تذكر كثير من المصادر الغربية، ولا يوجد إجماع على تواريخ دقيقة بشكل عام.
وكانت هزائم الروم في أوجها بين عامي 618-621 م، فقد زحف الفرس إلى الاسكندرية فاستولوا عليها من أيدي الروم في 619 م، وكاد الفرس يحتلّون العاصمة البيزنطيّة بحدود 622 م، ثم بدأ الروم يعودون لساحة المعركة حتى كانت معركة نينوى الفاصلة بين هرقل وراهزاد في حدود 12 ديسمبر 627 م (27 رجب 6 هـ) انتصر فيها الروم انتصارًا ساحقًا وكانت بداية انحسار ملك الفرس وعودة سطوة الرومان.
وحيث أن تاريخ المعركة الأولى التي نزلت على إثرها سورة الروم بعد هزيمتهم أنهم سينتصرون في بضع سنين، فبحساب القهقرى من تاريخ معركة نينوى المذكور، فإنّ معركة هزيمة الفرس التي وصلت أصدائها إلى الجزيرة قبل الهجرة وأسعدت المشركين واستاء منها المسلمون كانت بحدود شهر رجب 4 ق.هـ (لا توجد سنة صِفْر هجري، فهذه تسع سنوات بالرجوع القهقرى).
وهذا يوافق تقريبًا مارس 619 م بمراجعة برمجيّة آستروكال، والمذكور في التفاسير أن “أدنى الأرض” بمعنى أقربها للعرب فهي الشام، والظاهر أنّها بمعنى “أخفضها” وهي أخفض نقطة في الأراضي التي تحت حكم الرومان في ذلك الوقت، وهي الاسكندرية بدلتا مصر -وكانت عاصمة مصر في العصر القديم- وقد وقعت هذه المعركة بحدود 619 م فعلًا، وبمُراجعة خرائط غوغل تبيّن أن الاسكندرية تكاد تكون أخفض مدن العالم القديم مقارنة بحواضر الشام التي استولى عليها الفرس (ويمكن مراجعة ذلك بعمل مسار على سواحل المتوسط مرورًا بحواضر الشام حتى الاسكندرية وقياس ارتفاع تلك الحواضر عن سطح البحر فيتبيّن المقصود إجمالًا)، والله أعلم، ويكون نزول سورة الروم بعد هذا التاريخ بقليل على الراجح، وهذا ملخص هذه التواريخ:
الحدث | ميلادي | هجري |
هزيمة الرومان في الشام ومصر واستيلاء الفرس على حواضر الشام ثم الاسكندرية أخيرًا | الثلاثاء 20 مارس 619 م | 27 رجب 4 ق.هـ |
انتصار الرومان في معركة نينوى الفاصلة على الفرس | السبت 12 ديسمبر 627 م | 27 رجب 6 هـ |
تشير المصادر غير العربيّة إلى أن مقتل كسرى بن هرمز على يد ابنه شيرويه وقع يوم 25 أو 28 فبراير 628 م، بعد هزيمة جيوشه في معركة نينوى على يد الرومان، ويشير الواقدي كما نقل عنه ذلك الطبري وابن عبد البر إلى مقتله يوم الثلاثاء 10 جمادى الأولى 7 هـ كما تقدّم وأوردناه في الاقتباس من الاستيعاب لابن عبد البر.
وبمُراجعة برمجيّة آستروكال، فإنّ 25 فبراير 628 م يوافق الخميس 13 شوّال 6 هـ، في حين يوافق الأربعاء 10 جمادى الأولى 7 هـ 14 سبتمبر 628 م!، وهذا التاريخ المذكور عند الواقدي عجيب، إذ تذكر المصادر الغربيّة اتّباعًا لتقاليد مسيحيّة أن يوم استعادة صليبهم المقدّس بكنيسة القيامة في القدس وقع يوم 14 سبتمبر!!، ويعتبر هذا يوم الاحتفال الذي أعاد فيه هرقل الصليب للقدس بعد استرداده من شيرويه وعقد الصلح ويسمى عندهم “عيد تمجيد الصليب المقدس” The Feast of The Exalation of The Holy Cross/True Cross، ولم تتفق المصادر الغربية على السنة التي وقع فيها ذلك، في اختلاف واضح بين سنوات 628 إلى 630 م.
ورجّحت بعض الدراسات الغربية الحديثة بعد المناقشة أنّ هذا وقع في فصل الربيع (تقريبًا 21 مارس) 629 م، وإذا كان مقتل كسرى في شوّال 6 هـ كما تذكر المصادر الغربية فهذا فيه نظر، إذ لم يرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله بن حذافة السهمي إلا بعد الحديبية إلى كسرى فمزّق رسالته ثم عاد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم أرسل كسرى إلى باذان عامله على اليمن أن يأتيه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأرسل رجلان، فلمّا بلغا المدينة ومكثا 15 يومًا أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بموت كسرى، فجميع هذه الأحداث المتتالية وقعت بعد الحديبية والحديبية في ذي القعدة بلا خلاف والفراغ منها بالميلادي بحدود منتصف إبريل 628 م، وقد بلغ المسلمون أخبار الانتصار بمعركة نينوى منصرفهم من الحديبية كما نصّت عليه المصادر العربية، وعليه فتحديد الواقدي أوفق لمقتل كسرى خصوصًا أن دحية الكلبي جاء أثناء وجود رسل كسرى، فيكون انطلق إلى قيصر الروم قبل ذلك ويكون عبد الله بن حذافة قد بعث إلى كسرى قبله بمُدّة، فيكون موت كسرى وقع بعد عودة دحية الكلبي رضي الله عنه من عند هرقل، وفيه إشكال إذ الذي ردّ الصليب وعقد الصلح مع هرقل هو شيرويه لا كسرى، وعليه فالأوفق تقدير مُدّة رحلة عبد الله بن حذافة السهمي من وإلى كسرى وخروج رسل كسرى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى بقاؤهم في المدينة ثم تقدير وقت موته ومقارنته بالتواريخ المذكورة.
تقدّم عند الطبري أنّ بعث هؤلاء الستة -وفيهم عبد الله بن حذافة السهمي- إلى الآفاق، وقع في ذي الحجّة سنة 6 هـ مُنصرفه صلى الله عليه وآله وسلم من الحُديبيّة بعد اتّخاذ الخاتم ووصول الأخبار بانتصار الروم على الفُرس في معركة نينوى.
بعث عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى بالمدائن
وصل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه عائدين من الحُديبية إلى المدينة المنوَّرة كما حققناه في يوميّاتها: يوم الجمعة 5 ذي الحجة 6 هـ الموافق 16 إبريل 628 م، ويكون خروج رسل الملوك في حدود 10 إلى 15 ذي الحجّة على التقدير بعد الاستراحة واتّخاذ الخاتم، ولحساب رحلة عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى بالمدائن (في العراق الآن)، فيتطلب ذلك حساب المسافة بينها وبين المدينة على طريق (فيد) الشرقي، فهذه حوالي 1200 كم تقريبًا بالقياس على خرائط غوغل، وبقسمتها على متوسط سير اليوم بالمرحلة (44.5 كم/يوم)، يتبيّن لنا أنّ هذه مسيرة 27 يوم تقريبًا.
وعلى التقدير أيضًا أنّ عبد الله بن حذافة رضي الله عنه دفع كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى كسرى ثم بلغه الخبر بعدها بقليل فتقدير ذلك 5 أيّام من الإقامة بعدها تحرّك عائدًا للمدينة المنوَّرَة، بعدما بلغه تقطيع كسرى الكتاب وكلامه السفيه الذي قال في حق الجناب النبوي الشريف، فيصل عبد الله بن حذافة رضي الله عنه المدينة بعد 27 يومًا أُخرى، فهذه إجمالًا حوالي 59 يومًا متضمنة يومي الخروج والدخول، فإذا خرج الاثنين 8 ذو الحجّة 6 هـ الموافق 18 إبريل 628 م، فيكون وصوله إلى كسرى بحدود يوم السبت 14 مايو 628 م والموافق 4 محرّم 7 هـ، وخروجه من المدائن بحدود الجمعة 10 محرَّم 7 هـ، الموافق 20 مايو 628 م، وتكون عودته بحدود الخميس 8 صفر 7 هـ تقريبًا، والموافق 16 يونية 628 م.
وإذا أرسل كسرى في نفس يوم خروج عبد الله بن حذافة السهمي من المدائن -10 محرّم 7 هـ- رسله إلى باذان عامله باليمن أن يأتيه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولمعرفة ما استغرقته رسالة كسرى حتى وصل رسل باذان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فنقيس المسافة برًّا بين المدائن والخليج العربي ليركبوا سفينة سريعة إلى اليمن، فهذه المسافة 530 كم تقريبًا بالتوقيع على خرائط غوغل، وهي مسير حوالي 12 يومًا، ثم بعدها يركبون سفينة من الخليج حتى سواحل صنعاء غربًا بالدوران حول شبه الجزيرة، وإذا كانت سرعة السفينة بحدود 20 كم في الساعة -كما ذكرنا ذلك في ملحق هروب الثلاثة نفر في فتح مكّة لمن هرب منهم لليمن-، وبقياس المسافة البحريّة من الخليج حتى سواحل صنعاء فهذه تقريبًا 4400 كم بحرًا، وبقسمتها على سرعة السفن المعتادة فهذه 220 ساعة من الإبحار تقريبًا، وعلى اعتبار أن السفن في ذلك الزمان كانت شراعيّة تقف في عدّة مرافئ للتموين وما إلى ذلك، فتقدير السير اليومي لها حوالي 16 ساعة، فبقسمة 220 على 16، فهذه رحلة بحريّة تستغرق حوالي 14 يومًا تقريبًا، ثم بقياس الرحلة البريّة من ساحل صنعاء إلى صنعاء نفسها فهذه حوالي 200 كم تقريبًا أو مسير حوالي 5 أيّام، فتكون رحلة رسل كسرى إلى باذان بحدود 12 + 14 + 5 = 31 يومًا تقريبًا حتى وصلوا بكتاب كسرى إلى باذان بصنعاء.
وأرسل باذان رجلين من عنده -خلال يومان على التقدير- إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكتاب أن يأتي معهما إليه، وذكرت بعض الروايات أن الرُّسُل نزلوا الطائف وسألوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هناك، وهو ما يُرجّح سلوكهم الطريق البريّة غالبًا، فهذا مسير تقريبًا 270 كم بين صنعاء ونجران ويستغرق ذلك حوالي 6 أيّام، ثم من نجران حوالي 29 يومًا أخرى كما في تفاصيل الطريق منها إلى المدينة وذكرناه في سرايا خالد بن الوليد وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما لليمن سنة 10 هـ، فهذه رحلة حوالي 35 يومًا حتى وصلا المدينة المنوَّرَة بالإضافة ليومان حتى يتجهّزا للخروج كما تقدَّم.
وتكون مُدَّة ما بين إرسال كسرى إلى باذان إلى وصول رسُله للمدينة المنوَّرَة لملاقاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحدود 31 + 35 + 2 = 68 يومًا تقريبًا، ثم أقاما بها حوالي 15 يومًا على ما ذكره بعض أهل السير حتى أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بموت كسرى، فهذه 83 يومًا تقريبًا.
فإذا كان الله قد سلَّط على كسرى ابنه شيرويه ليقتله ليلة الأربعاء 14 سبتمبر 628 م الموافق 10 جُمادى الأولى 7 هـ، على ما ذكره الواقدي ووجدناه موافقًا للتقويم باستثناء يوم الأسبوع ذكر الواقدي أنّه الثلاثاء، وحيث أنّ الخطأ بحدود يوم تقريبًا فيكون هذا التاريخ مقبولًا، وبحساب القهقرى 83 يومًا من هذا التاريخ فيكون خروج رسول كسرى بكتابه بحدود يوم 23 يونية 628 م، والموافق 15 صفر 7 هـ، فهذا يكون بعد خروج عبد الله السهمي رضي الله عنه من المدائن عائدًا للمدينة بشهر!، وهو غير صحيح غالبًا، وعليه فالرّاجِح أن رسل كسرى لم يركبوا البحر وسلكوا طريقًا بريّة إلى اليمن كذلك، إذ بين المدائن وصنعاء على الطريق البريّة 2200 كم تقريبًا، وهي مسير 50 يومًا تقريبًا، ثم رسل باذان للمدينة كما تقدّم في 35 يومًا، ويومان للتجهز = 2 + 35 + 50 = 87 يومًا، والإقامة بالمدينة 15 يومًا، فهذه إجمالًا 102 يومًا، وبحساب القهقرى من تاريخ مقتل كسرى، فهذا بحدود يوم 4 يونية 628 م، وعليه يكون يوم خروج رسالة كسرى من المدائن بحدود 25 محرَّم 7 هـ، وهو أقرب من الحساب السابق، وعليه فالمختار أنّ يوم خروجهم هو يوم خروج عبد الله بن حذافة السهمي من المدائن، وتكون التأخيرات الأخرى في الطريق، والله أعلم.
وهذا ملخّص بهذه التواريخ:
الحدث | هجري | ميلادي |
خروج عبد الله بن حذافة السهمي بكتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى كسرى | الاثنين 7 ذو الحجّة 6 هـ | 18 إبريل 628 م |
وصول عبد الله السهمي إلى المدائن | السبت4 محرّم 7 هـ | 14 مايو 628 م |
خروج عبد الله السهمي من المدائن عائدًا | الجمعة 10 محرَّم 7 هـ | 20 مايو 628 م |
وصول عبد الله السهمي للمدينة المنورة | الخميس 8 صفر 7 هـ | 16 يونية 628 م |
خروج رسول كسرى | الجمعة 10 محرَّم 7 هـ | 20 مايو 628 م |
وصول رسل باذان للمدينة | الثلاثاء 24 ربيع الآخر 7 هـ | 30 أغسطس 628 م |
إخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمقتل كسرى | الأربعاء 10 جمادى الأولى 7 هـ | 14 سبتمبر 628 م |
بعث دحية بن خليفة الكلبي إلى هرقل بحِمْص
وعلى ما ذكر الطبري فقد خرج دحية الكلبي رضي الله عنه بكتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى قيصر في نفس التوقيت تقريبًا، ثم عاد ورُسُل كسرى ما زالوا بالمدينة، فهذا بحدود أوائل جُمادى الأولى تقريبًا، وعليه فقد دفع الكتاب إلى عظيم بُصرى بحمص كما تذكر الروايات، والراجح أنه لم يلتق هرقل، وأجازه عظيم بُصرى بجوائز -من هرقل-، وكان هرقل بحمص وكادت حربه مع الفرس تنتهي، ولم يحتفل بعد بعودة صليب المسيحيين المقدس لكنيسة القيامة على الراجح، ويكون احتفاله تم بعد ذلك في ربيع العام 629 م في شهر 21 مارس على ما حققته بعض المصادر الغربية الحديثة وهو المختار، بعد موت كسرى وعَقَد الصُّلح مع شيرويه، والله أعلم.
المسافة بين المدينة وحمص حوالي 1330 كم تقريبًا بالقياس على خرائط غوغل، فهي مسير حوالي 30 يومًا تقريبًا، ومثلها في العودة فهذه 60 يومًا، وأقام بها 5 أيّام على التقدير فهذه 65 يومًا تقريبًا، فإذا وصل يوم 5 سبتمبر 628 م على التقدير فيكون خروجه من المدينة المنوَّرَة يوم 3 يولية 628 م تقريبًا الموافق 25 صفر 7 هـ وهو بعد عودة عبد الله بن حذافة بمُدَّة وبعد الفراغ من خيبر والله أعلم، وهي نفس طريق مؤتة ثم تزيد عليها 450 كم شمالًا تقريبًا، فَيَصِل حِمْص بحدود 6 ربيع الأول 7 هـ، والموافق الأربعاء 13 يولية 628 م، ويعطي الكتاب لعظيم بُصرى ليدفعه لهرقل، ثم يتحرّك عائدًا بحدود 12 ربيع الأول 7 هـ، والموافق الثلاثاء 19 يولية 628 م، فيصل الندينة المنوَّرة بحدود ما تقدّم؛ 5 سبتمبر 628 م الموافق الاثنين 1 جُمادى الأولى 7 هـ، والله أعلم، وهذا ملخص بهذه التواريخ.
الحدث | هجري | ميلادي |
خروج دحية الكلبي بكتاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى هرقل | الأحد 25 صفر 7 هـ | 3 يولية 628 م |
وصول دحية لحِمْص | الأربعاء 6 ربيع الأول 7 هـ | 13 يولية 628 م |
خروج دحية من حِمْص | الثلاثاء 12 ربيع الأول 7 هـ | 19 يولية 628 م |
عودة دحية للمدينة المنوَّرَة | الاثنين 1 جُمادى الأولى 7 هـ، | 5 سبتمبر 628 م |
وقد اشتبه بعث دحية هذا على أصحاب السير فأثبتوا سريَّة زيد بن حارثة رضي الله عنه إلى بني جذام بحسمى نتيجة لتعرُّضهم لدحية الكلبي رضي الله عنه أثناء عودته من الشام، وذكروا أنّ عودته كانت من عند هرقل، فذكر ابن سعد هذه السريَّة في جمادى الآخرة 6 هـ، وعند ابن هشام بلا تاريخ، وذكرها الديار بكري في حوادث سنة 6 هـ في جمادى الآخرة كذلك، ولا خلاف بين باقي أصحاب السير على تاريخها الذي ذكره ابن سعد ومن وافقه.
وفي تاريخ هذه السرية المذكور نظر، فإنّ مبنى السريّة على عودة دحية الكلبي رضي الله عنه من عند قيصر، وهو غير دقيق على ما تقدّم في تحقيق تاريخ ذهاب دحية بالكتاب، وعلى أيّ حال ففي ذلك قصّتان مختلفتان بخلاف ما ذكره الطبري لخروج دحية، الأولى أنّه دفع كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم إلى عامل قيصر من الغساسنة ليعطيه لقيصر والآخر أنّه ذهب به لنفسه وأن أبا سفيان كان في ركب من قريش فسأله قيصر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي تلك الرواية أن أبا سفيان قال أنّهم في هدنة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ولا خلاف بين أهل السير في أنّ قصة أبا سفيان بعد الهُدنة -وهي صلح الحديبيَّة-، وكتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى هرقل قبل صلح الحديبية كما تقتضيه هذه السريّة كونها في جمادى الآخرة فيه نظر، ويؤكد ذلك أيضًا ما ذكره الدياربكري وغيره أنّه صلى الله عليه وآله وسلم لم يصنع خاتمه ويرسل للملوك إلا بعد الحديبية، والحديبية في ذي القعدة 6 هـ بلا خلاف!، فيكون تحديد وقت هذه السريّة وبعث دحية الكلبي في جمادى الآخرة 6 هـ أو قبله خطأ واضح.
وبالنظر لما سبق، فالراجح أنّ دحية الكلبي خرج بالكتاب في ربيع الآخر 7 هـ على التقدير، ثم عاد وتعرّض له الجذاميّون بحدود أواخر جمادى الأولى بعدما قدم على قيصر وكان في رحلة العودة أو أوائل جمادى الآخرة، ويكون خروج زيد رضي الله عنه في جمادى الآخرة للجذاميين سنة 7 هـ لا سنة 6 هـ والله أعلم.
بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس بالاسكندريّة
والطريق من المدينة إلى صحراء حِسْمى شمالًا ثم قاطعًا سيناء غربًا إلى الاسكندريّة في أقصى الغرب من الدلتا، فهذه حوالي مسيرة 1400 كم تقريبًا أو حوالي 32 يومًا تقريبًا ذهابًا ومثلها إيابًا، فإذا كان حاطب رضي الله عنه قد خرج في نفس يوم خروج عبد الله بن حذافة السهمي -تقريبًا- قبل غزوة خيبر، فهذا الاثنين 7 ذو الحجة 6 هـ، فيكون وصوله الاسكندرية بحدود يوم الخميس 9 مُحَرَّم 7 هـ، وقد لاقى صعوبة في الوصول للمقوقس لكثرة الحُجّاب حتى استأجر قاربًا في الاسكندرية ووقف به أمام مجلسه من ناحية البحر، فهذا على التقدير أسبوعًا والله أعلم، فيكون تسليمه الرسالة بحدود الخميس 16 محرّم 7 هـ تقريبًا، ويكون المقوقس قد أجابه وأجازه بالهدايا فرحل عن الاسكندرية بحدود السبت 18 محرّم 7 هـ، ويكون وصوله للمدينة بحدود الأربعاء 21 صفر 7 هـ وهو بعد عودته صلى الله عليه وآله وسلَّم من خيبر بمُدّة، ويكون بناءه صلى الله عليه وآله وسلَّم بالسيدة مارية عليها السلام بعد ذلك بشهر على الراجح والله أعلم في ربيع الأوّل، وهذا مختصر بهذه التواريخ:
الحدث | هجري | ميلادي |
خروج حاطب إلى الاسكندرية | الاثنين 7 ذو الحجة 6 هـ | 17 إبريل 628 م |
وصول حاطب للاسكندرية | الخميس 9 مُحَرَّم 7 هـ | 19 مايو 628 م |
وصول حاطب للمقوقس | الخميس 16 محرّم 7 هـ | 26 مايو 628 م |
خروج حاطب من الاسكندرية | السبت 18 محرّم 7 هـ | 28 مايو 628 م |
وصول حاطب للمدينة | الأربعاء 21 صفر 7 هـ | 29 يونية 628 م |
بناء النبي صلى الله عليه وآله بمارية | الخميس 21 ربيع الأول 7 هـ | 28 يولية 628 م |