1- الجغرافيا
صنم ذي الكفّين بوادي ثروق
قال ابن سعد في الطبقات (ج.2، ص.145): “لمّا أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السير إلى الطائف بعث الطفيل بن عمرو الدوسي، يهدمه -يعني ذي الكفين صنم قبيلة دوس- وأمره أن يستمد قومه ويوافيه بالطائف…”، ولم يذكر موضع هذا الصَّنم، وعليه فالمتوقع أنَّه في أرض قبيلة دوس على ما يُفهم من السياق، وهذا ما سنبحثه تاليًا.
وقال ابن هشام عن ابن إسحاق في السيرة (ص.46): “وكان في دوس صنم لعمرو بن حُممة الدّوسي…ودوس: ابن عدنان بن عبد الله بن زهران، …ويُقال دوس: ابن عبد الله بن زهران…”.
وقال عُمر كحالة في معجم قبائل العرب (ص.293): “دوس: بطن من زهران إحدى قبائل عسير الكبيرة،..وقال: دوس بن عدثان: بطن من شنوءة من الأزد وهم بنو دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران …بن مالك بن نصر وهو شنوءة من الأزد، سكنوا إحدى السروات المطلة على تهامة…ومن قراهم ثروق”، ومنه أنّ “ثروق” قريتهم المشهورة، فنبحث عنها في معاجم البلدان.
قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (ج.2، ص.77): “ثروق: مرتجل، لم أر هذا المركب مستعملًا في كلام العرب: وهو اسم قرية عظيمة لبني دَوْس بن عُدثان بن زهران بن كعب بن الحارث بن نصر بن الأزد، جاء ذكرها في حديث حممة الدوسي وفي حديث وفود الطفيل بن عمرو على النبي، صلى الله عليه وسلم، أنَّه أسلم ورجع إلى قومه في ليلة مطيرة ظلماء حتى نزل ثروق، وهي قرية عظيمة لدوس، فيها منبر، فلم يبصر أين يسلك، فأضاء له نور في طرف سوطه فشهد الناس ذلك، وقال: أنارٌ أَخَذْتِ على القَدوم ثم على ثروق لا تُطفَأ؛ الحديث…”، وفيه ذكر للكرامة التي حدثت للطفيل بن عمرو، وأن وقتها كان وقت عودته لقومه، وهو ما يبشر بتحديد يومها إن شاء الله تعالى، وفيها أنّ ذلك كان في ليلة مظلمة مطيرة -شتويّة على الراجح-، وهو ما قد يفيد في تحديد وقتها بدقّة، والطّفيل بن عمرو رضي الله عنه أسلم قبل الهجرة بسنوات وهاجر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو من السابقين للإسلام، وقصّة إسلامه مدرجة مع حوادث ما قبل الهجرة.
وعند علي بن صالح السلوك الزهراني في معجم معالم غامد وزهران (ص.142): “ثروق: بفتح الثاء المثلثة وضم الراء المهملة بعدها واو وقاف، وادٍ زراعي، من أجمل أودية دوس الزراعية طوله كيلان تقريبًا، يبدأ من أشفا -جمع شفا- العياش الجنوبية وينقسم إلى قسمين عند وصوله قرب دوس بني علي: الأول: وادي ثروق، والثاني: وادي الخلصة، ويصب ماؤه في جرداء بني علي بتهامة دوس من زهران”، ودوس بِنْ علي ما زالت معروفة للآن في منطقة دوس بسراة -سلسلة جبلية- زهران داخل حدود السعوديّة، وموقعها من خرائط غوغل كالآتي:
المَعْلَم | ثروق | |
خط طول | 41.206483 | درجة شرقًا |
خط عرض | 20.216568 | درجة شمالًا |
ولم تُذكَر مراحل الطريق من ثروق إلى حُنين في مرجع من المراجع، فتم تقسيم الطريق على خرائط غوغل لمتعشّيات (كل واحدة في حدود 22 كم تقريبًا وهو مسير نصف اليوم)، مع الاستعانة بأسماء المناطق الحديثة من على الخرائط، وجزء الطريق بين حُنين ولِيَّة هو نفسه كما في غزوة الطائف (ملحق 10 – فتح مكة)، والمواضع المستحدثة (تحتها خط) هي فقط بين ثروق ووادي لِيَّة على الطريق كالآتي:
حُنين –-> نخلة اليمانيّة –-> قرن المنازل –-> المُليْح -–> لِيَّة –-> الجربة –-> بادية بني سعد –-> غزيال –-> الجريبيعه –-> حداد بني مالك –-> القارعي –-> آل نعمان –-> ثروق
وهذه إحداثيّات تقريبيَّة للمعالم المحققة من خرائط غوغل رأسًا وهي معالم حديثة:
المَعْلَم | الجربة | |
خط طول | 40.735368 | درجة شرقًا |
خط عرض | 21.217790 | درجة شمالًا |
المَعْلَم | بادية بني سعد | |
خط طول | 40.907466 | درجة شرقًا |
خط عرض | 21.102520 | درجة شمالًا |
المَعْلَم | غزيال | |
خط طول | 41.051974 | درجة شرقًا |
خط عرض | 20.961455 | درجة شمالًا |
المَعْلَم | الجريبيعة | |
خط طول | 40.964864 | درجة شرقًا |
خط عرض | 20.778076 | درجة شمالًا |
المَعْلَم | حداد بني مالك | |
خط طول | 41.042756 | درجة شرقًا |
خط عرض | 20.599957 | درجة شمالًا |
المَعْلَم | القارعي | |
خط طول | 41.069622 | درجة شرقًا |
خط عرض | 20.466145 | درجة شمالًا |
المَعْلَم | آل نعمان | |
خط طول | 41.182961 | درجة شرقًا |
خط عرض | 20.332837 | درجة شمالًا |
2- التاريخ
ذكر الواقدي في المغازي (ص.615): “قالوا: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حُنينًا وأراد المسير إلى الطائف، بعث الطفيل بن عمرو إلى ذي الكفين -صنم عمرو بن حُممة الدوسي- يهدمه، وأمره أن يستمد قومه ويوافيه بالطائف،…فخرج الطفيل سريعًا إلى قومه فهدم ذي الكفين وجعل يحشو النار في جوفه…وأسرع مع قومه انحدر معه أربعمائة من قومه فوافوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالطائف بعد مُقامه بأربعة أيام فقدم بدبّابة ومنجنيق”، و وافقه ابن سعد في الطبقات.
وعلى المُحقق في مُلحق غزوة الطائف (مُلحق 10 – فتح مكة)، فإن إقامة النّبي صلى الله عليه وآله وسلم بالطائف قد بدأت يوم الثلاثاء 17 شوال 8 هـ الموافق 6 فبراير 630 م، وعليه فيكون لحوق الطفيل بن عمرو بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في الطائف يوم السبت 21 شوّال تقريبًا.
وبقياس الطريق بين وادي ثروق وحُنين -حيث حضر الطفيل حُنين، وأرسله النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعدها- على خرائط غوغل يتبيّن أنّه حوالي 260 كم، وهو مسيرة تقريبًا ستة أيام ويصل في آخر السادس، ويهدم الصنم في اليوم التالي -وهو السابع- ويجمع قومه في يوم فهذان يومان على التقدير، فيكون تقدير خروجه في اليوم التاسع تقريبًا لرحيله من حنين.
وبقياس كذلك ما بين ثروق والطائف حيث مسجد ابن عبّاس رضي الله عنه -موضع قُبَّتَي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحِصَار على الراجح- فيتبيَّن أن ذلك حوالي 185 كم تقريبًا، وهذا مسيرة أربعة ليالٍ وربع تقريبًا، أي يصل في الخامس، فإذا خرج في التاسع لرحيله عن حُنَيْن وصل الطائف في الثالث عشر لخروجه -والمفترض أن يكون 21 شوال-، وبالرجوع القهقرى من تاريخ 21 شوّال حوالي 13 يومًا بدون يوم الوصول للطائف -يعني اثنا عشر يومًا فقط-، فيكون خروجه من حُنين يوم 9 شوّال على هذا التقدير، وتم تحديد يوم معركتها بيوم الثلاثاء 10 شوال 8 هـ كما في مُلحقها المذكور.
وعليه فيكون الطفيل بن عمرو قد أرسله النبي صلى الله عليه وآله وسلم اليوم التالي لمعركة حُنين، وهو يوم الأربعاء 11 شوّال 8 هـ على التقدير، ويكون قد وافى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالطائف يوم الاثنين 23 شوّال 8 هـ تقريبًا، وهذا بعد إقامته صلى الله عليه وآله وسلم بالطائف حوالي ستّة أو خمسة أيّام تقريبًا على اختلاف في التقدير، وهو قريب من المذكور عند الواقدي باختلاف بسيط، وهذا مُلَخَّص هذه التواريخ:
الأربعاء 11 شوال 8 هـ | إرسال النبي صلى الله عليه وآله وسلم الطفيل بن عمرو لهدم ذي الكفين. |
الاثنين 16 شوال 8 هـ | وصول الطفيل بن عمرو إلى “وادي ثروق” ببلاده -بلاد قبيلة دوس- وهدم صنم ذي الكفّين. |
الأربعاء 18 شوال 8 هـ | تحرّك الطفيل بن عمرو بجموع قومه من بلادهم “وادي ثروق” إلى الطائف. |
الأحد 22 شوال 8 هـ | موافاة الطفيل بن عمرو الدّوسي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بجموع قومه في حصار الطائف. |
3- مُزامنة الطريق
طريق الذهاب (حُنين – ثروق) | |||||||||||||||||
اليوم الأول
(الأربعاء) 11 شوال 8 هـ 31 مارس 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثاني
(الخميس) 12 شوال 8 هـ 1 فبراير 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثالث
(الجمعة) 13 شوال 8 هـ 2 فبراير 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الرابع
(السبت) 14 شوال 8 هـ 3 فبراير 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الخامس
(الأحد) 15 شوال 8 هـ 4 فبراير 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم السادس
(الاثنين) 16 شوال 8 هـ 5 فبراير 630 م |
|
طريق العودة (ثروق – الطائف) | |||||||||||||||||
اليوم الأول
(الأربعاء) 18 شوال 8 هـ 7 فبراير 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثاني
(الخميس) 19 شوال 8 هـ 8 فبراير 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الثالث
(الجمعة) 20 شوال 8 هـ 9 فبراير 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الرابع
(السبت) 21 شوال 8 هـ 10 فبراير 630 م |
|
||||||||||||||||
اليوم الخامس
(الأحد) 22 شوال 8 هـ 11 فبراير 630 م |
|