1 الجغرافيا
قال الواقدي في المغازي (ص.500): “أحرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من باب المسجد لأنه سلك طريق الفُرُع، ولولا ذلك لأهلّ -أحرَمَ- من البيداء…”.
قال بن كثير عن موسى بن عقبة في البداية والنهاية (ج.3، ص.146): “حتى إذا بلغ يأجج وضع الأداة -السلاح- كلها الحجف والمجان والرماح والنبيل، ودخلوا بسلاح الراكب السيوف…”.
وطريق الفُرُع مذكور في سريّة عبد الله بن جحش الأسدي إلى مكّة في السنة الثانية، حيث سلك بعض هذا الطريق إلى نخلة اليمانيّة، وكذلك في بعث الرجيع، غير أن الطريق بعد الفُرُع إما يُكمل غربًا على طريق الجادّة أو شرقًا على طريق نخلة اليمانيّة ثم الشرائع -حُنين- فيدخل مكَّة من الشَّرق، والراجح دخوله صلى الله عليه وآله وسلم قبل الفتح من الغرب، أيضًا لورود ذكر “بطن يأجج” حيث تركوا فيها السلاح قبل الدخول، ويأجج شِعب بين التنعيم وسَرِف مذكور في سريّة عمرو بن أميّة الضمري وسلمة بن حريش لأبي سفيان في السنة الرابعة، والمُختار أنّه صلى الله عليه وآله وسلم سلك طريق الفُرُع حتى خرج على ماء أحياء ثم جنوبًا حتى نزل مرّ الظهران ثم ترك السلاح في شِعْب يأجج ودخل من جهة الغرب، وقد ذكر ابن سعد أنّه صلى الله عليه وآله وسلم مرّ بذي الحُليفة أثناء خروجه من المدينة وهو بخلاف مُقتضى الطريق، فطريق ذي الحُليفة غير طريق الفُرُع، والله أعلم.
2 التاريخ
قال الواقدي في المغازي (ص.499): “لمّا دخل هلال ذي القعدة سنة سبع، أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه أن يعتمروا قضاء عمرتهم، وألا يتخلف أحد ممن شهد الحديبيّة، فلم يتخلف أحد شهدها إلا رجال استشهدوا بخيبر أو ماتوا…”.
وقال أيضًا (ص.504): “وقال صلى الله عليه وآله وسلم -في اليوم الثالث-: لا يُمسيّن بها أحد من المسلمين، وركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى نزل سَرِف، وتتام الناس وخلّف أبا رافع يحمل إليه زوجه حين يُمسي، وأقام أبو رافع حتى أمسى، فخرج بميمونة ومن معها، فلقوا عناء من سفهاء المشركين آذوا بألسنتهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقال لها أبو رافع -وانتظر أن يبطش أحد منهم فيسخلي به فلم يفعلوا- ألا إن يقلت لهم (ما شئتم هذه والله الخيل والسلاح ببطن يأجج)،…فلم نأت سرِف حتى ذهب عامّة الليل ثم أتينا سَرِف، فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم أدلج حتى قدم المدينة”.
قال ابن هشام في السيرة عن ابن إسحاق (ص.582): “فاقتص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم، فدخل مكة في ذي القعدة، في الشهر الحرام الذي صدوه فيه، من سنة سبع…فأقام بمكة ثلاثًا، فأتاه حويطب بن عبد العُزّى في نفر من قُريش في اليوم الثالث، وكانت قريش وكلته بإخراج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مكة؛ فقالوا له: قد انقضى أجلك، فاخرج عنّا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم، وصنعنا لكم طعامًا فحضرتموه؟، قالوا: لا حاجة لنا في طعامك، فاخرج عنا، فخرج صلى الله عليه وآله وسلم حتى أعرس بميمونة رضي الله عنها بسَرِف، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة في ذي الحجة”.
وقال ابن كثير عن موسى بن عقبة في البداية والنهاية (ج.3، ص.147): “وأقام ثلاث ليال، فلمّا أتى الصبح من اليوم الرابع أتاه سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى…ثم أدلج فسار حتى أتى المدينة”.
والأظهر من كلام الواقدي وغيره أنّه صلى الله عليه وآله وسلم خرج في هلال ذي القعدة بعد أن رآه، يعني في يوم 1 ذو القعدة أو بعده بأيّام يسيرة، فسار لمكّة من طريق الفُرُع فأقام بها ثلاثًا -أو أربعًا- وخرج في الرابع أو الخامس، وأقام ليلة في سَرِف لدخوله بأم المؤمنين ميمونة رضي الله عنه، ثم أكمل المسير على الجادّة عائدًا للمدينة، فهذه 10 أيّام ذهابًا، و4 إقامة، و 10 في العودة فهذه 24 يومًا، فإن خرج صلى الله عليه وآله وسلم في هلال ذي القعدة عاد في نفس الشهر، وإن خرج متأخرًا رجع في ذي الحجة، ولم نقف على من ذكر إقامة في سَرِف أو غيرها أطول من ليلة، فالراجح إما تأخره صلى الله عليه وآله وسلم في الخروج من المدينة للعُمرة، أو عدم اعتبار عودته صلى الله عليه وآله وسلم في ذي الحجّة على كلام ابن هشام، والراجح خروجه صلى الله عليه وآله وسلم لهلال ذي القعدة، ومن قال أقام ثلاثًا لم يعدّ يوم الدخول فيكون أقام أربعًا بيوم الدخول، والله أعلم، وهذا مُلَخَّص بهذه التواريخ:
الخروج لعُمرة القضاء | السبت 2 ذو القعدة 7 هـ |
الوصول لمكة | الاثنين 11 ذو القعدة 7 هـ |
الخروج من مكة | الجمعة 15 ذو القعدة 7 هـ |
الخروج للمدينة | السبت 16 ذو القعدة 7 هـ |
الوصول للمدينة المنورة | الاثنين 25 ذو القعدة 7 هـ |
3 مُزامنة الطريق
طريق الذهاب (المدينة المنوَّرَة – مكَّة المُكَرَمة) (طريق وادي الفُرُع) | |||||||||||||||||||||
اليوم الأول
(السبت) 2 ذو القعدة 7 هـ 4 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم الثاني
(الأحد) 3 ذو القعدة 7 هـ 5 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم الثالث
(الاثنين) 4 ذو القعدة 7 هـ 6 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم الرابع
(الثلاثاء) 5 ذو القعدة 7 هـ 7 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم الخامس
(الأربعاء) 6 ذو القعدة 7 هـ 8 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم السادس
(الخميس) 7 ذو القعدة 7 هـ 9 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم السابع
(الجمعة) 8 ذو القعدة 7 هـ 10 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم الثامن
(السبت) 9 ذو القعدة 7 هـ 11 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم التاسع
(الأحد) 10 ذو القعدة 7 هـ 12 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم العاشر
(الاثنين) 11 ذو القعدة 7 هـ 13 مارس 629 م |
|
طريق العودة (مكَّة – المدينة المُنوَّرَة) (طريق الجادة العظمى أو الطريق المعتاد) | |||||||||||||||||||||
اليوم الأول
(الجمعة) 15 ذو القعدة 7 هـ 17 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم الثاني
(السبت) 16 ذو القعدة 7 هـ 18 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم الثالث
(الأحد) 17 ذو القعدة 7 هـ 19 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم الرابع
(الاثنين) 18 ذو القعدة 7 هـ 20 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم الخامس
(الثلاثاء) 19 ذو القعدة 7 هـ 21 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم السادس
(الأربعاء) 20 ذو القعدة 7 هـ 22 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم السابع
(الخميس) 21 ذو القعدة 7 هـ 23 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم الثامن
(الجمعة) 22 ذو القعدة 7 هـ 24 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم التاسع
(السبت) 23 ذو القعدة 7 هـ 25 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم العاشر
(الأحد) 24 ذو القعدة 7 هـ 26 مارس 629 م |
|
||||||||||||||||||||
اليوم الحادي عشر
(الاثنين) 25 ذو القعدة 7 هـ 27 مارس 629 م |
|
4 ما ورد عن حمار الوحش واصطياده
ذُكرت في المصادر العديد من القصص المتعلقة بالحُمُر الوحشية، سواء اصطيادها أو أكلها، و بعض هذه القصص مُكَرَّرة بين حجّة الوداع وغزوة القضاء وصُلح الحُديبيَّة في كثير من المصادر، والأرجح أن الصحابة جميعًا أحرموا بالعُمرة في الحُديبيَّة وبالحجّ على أوجهه في حجّة الوداع، ولم يحصل وجود غير المُحرمين إلا في عُمرة القضاء لحمل السلاح وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعض المُقاتلين أن يبقوا على أُهبة الاستعداد تحسبًا لأي غدر -مثل أبو قتادة الأنصاري- وهؤلاء أحرموا من التنعيم بعد ترك السلاح ببطن يأجج ودخول فرقة منهم مُحرمين لقضاء العُمرة، ثم عودتهم للتحلل من العُمرة واعتمار الآخرين، وهذه المجموعة هي التي حصل منها اصطياد الحُمُر الأهلية والله أعلم.