وفي صبيحته كان عبد الله بن روّاحة ومن معه على أبواب #~~~خيبر~~~#، فأرسلوا إلى أُسير بن رزام يقولون: “إنا آمنون حتى …
نأتيك فنعرض عليك ما جئنا له؟”، فقال: “نعم ولي مثل ذلك منكم؟”، قالوا: “نعم”، فدخلوا عليه، فقالوا: “إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعثنا إليك أن تخرج إليه فيستعملك على خيبر ويُحسن إليك”، فطمع أُسير في ذلك وشاور اليهود فخالفوه في الخروج وقالوا: “ما كان مُحمد يستعمل رجلًا من بني إسرائيل”، فقال أُسير: “بلى، قد مللنا الحرب”.
فخرج معهم أُسير ومعه ثلاثون رجلًا من اليهود مع كل رجل دريف من المُسلمين -يركب خلفه-، فساروا جميعًا حوالي 5 كم في ساعة تقريبًا حتى إذا كانوا عند #~~~قرقرة ثبار~~~#، نَدِم أُسَيْر على الخروج، فاستشعر عبد الله بن أنيس منه الغدر، وكان يسير قريبًا منه وهو على بعيره، فتظاهر بالنّوم ينظر ما يصنع أُسَيْر واقترب منه جدًا، فتناول أُسير سيف عبد الله بن أنيس، فغمز عبد الله بعيره قبل أن يلتقط أُسير السَّيْف وهو يقول في نفسه: “تريد الغدر بنا يا عدو الله!”، فانتبه أُسير وكأن شيئًا لم يكن، فقال عبد الله بن أُنيس: “هل من رجل ينزل فيسوق بنا؟” -يعني يسير أمامنا على رجليه يسوق القافلة-، فلمّا لم ينزل أحد نزل عبد الله بن أنيس وساق الركب، حتى انفرد بأُسير فضربه بالسّيف، وضربه أُسير على رأسه فأفلته فكانت معركة، وقتل المسلمون اليهود وبقي منهم واحد أسرع الهروب فلم يلحقوا به فتركوه، ولم يُصَب من المُسلمين أحد، وأكملوا المسير حوالي 3 كم في نصف ساعة تقريبًا حتى وصلوا #~~~الصّهباء~~~#، ثم حوالي 20 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~الثمد~~~# وغربت الشمس وهم هناك.