وفي صبيحته جنى جابر بن عبد الله رضي الله عنه تمر نخل أبيه -وكان على أبيه دين لأبي الشحم اليهودي مكيال سعة حوالي 150 لتر تمرًا-، …
وكان جابر رضي الله عنه قلقًا ألا يكفي التّمر، وصنَّفه وقسَّمه كما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم فأخبره، فحضر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى مزرعته ومعه أصحابه رضوان الله عليهم، فلمّا رآه قد صنّف التمر ووزعه ورتّبه مسّه بيده الشريفة وقال: «اللهم بارك له»، ثم جلس وسط التّمر والعجوة، وقال: “ادعُ غريمك” -يعني أبو الشحم اليهودي صاحب الدّين-، فجاء أبو الشَّحم اليهودي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اكتل»، فأخذ أبو الشّحم يملأ المكيال ويأخذ حقّه فأخذه كلّه من العجوة فقط وبقيّة التمر كما هو!، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يا جابر، هل بقي على أبيك شيء؟»، قال جابر رضي الله عنه: “لا!”، وكان جابر ضي الله عنه يقول: “كنت أقول لو بعت أصلها ما بلغت ما كان على أبي من الدين، فقضى الله ما على أبي من الدين، وبقي سائر التمر فأملنا منه مُدّة وبعنا منه، حتى بقي منه لما جئنا نجني في العام التالي!”.