وفي ليلته أمسى عمرو بن العاص رضي الله عنه ومن معه عند #~~~بطن إضم~~~# عائدين للمدينة المنورة، فصلوا المغرب والعشاء، …
ثم ساروا حوالي 23 كم في أربع ساعات ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~ذي خُشُب~~~#، ثم حوالي 17 كم في ثلاث ساعات ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~البتراء~~~#، وصلوا الصبح في الطريق وأقاموا النهار للاستراحة، وغربت الشمس وهم هناك.
بعث عوف بن مالك بأخبار السريّة للمدينة المنوَّرَة
وفي ليلته أمسى عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه عند ذي خُشُب، فسار حوالي 17 كم في ثلاث ساعات ونصف تقريبًا حتى وصل البتراء، ثم حوالي 26 كم في خمس ساعات تقريبًا حتى وصل #~~~المدينة المنوَّرَة~~~#، وق السَّحَر، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يُصلّي في بيته، فسلَّم عليه عوف بن مالك من الخارج، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عوف بن مالك؟»، قال عوف: “عوف بن مالك يا رسول الله”، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «صاحب الجزور؟» [^1] -وهذا من إخباره صلى الله عليه وآله وسلم بالغيب، فإنّ الله أطلعه على أحوال السريّة وما حدث فيها-، قال عوف: “نعم!”، فخرج له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “أخبرني؟”، فأخبره عوف بما حدث معهم وما كان بين عمرو بن العاص وأبا عبيدة بن الجرّاح، ومطاوعة أبي عبيدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يرحم الله أبا عبيدة بن الجرّاح»، ثم أخبره أن عمرًا صلّى بهم وهو جُنُب ومعه ماء، ولم يزد على أن غسل فرجه بماء -وتوضأ- ثم تيمم، فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
[^1]: ولم يُنكر عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم، ولا يُعلم إنكاره على أبا بكر وعُمر رضي الله عنهما أيضًا كراهتهما تناول ذلك اللّحم، فلعلّهما كرها أن يكون أجر الجزّار من الذبيحة مُطلقًا، ثم إنّ عوف نفسه لم يتقيأ مثلهما على الظاهر، وتفصيل ذلك في كُتُب الفقه، وهذا من اجتهادات الصحابة واختلافهم رضي الله عنهم في حياته صلى الله عليه وآله وسلَّم وعدم ترجيحه صلى الله عليه وآله وسلَّم اجتهاد فريق على آخر ما يشير إلى صحّة الجميع، كما هو الحال في مواضع عِدَّة منها غزوة بني قُريظة وأمره صلى الله عليه وآله وسلم بصلاة العصر عند بني قُريظة، وهذا من سعة الشريعة الغرّاء، والله أعلم.