وفي ليلته أمسى عمرو بن العاص رضي الله عنه ومن معه عند #~~~الجنينة~~~# عائدين للمدينة المنورة، فصلوا المغرب والعشاء، …
ثم سار حوالي 24 كم في خمس ساعات تقريبًا حتى وصل #~~~قريب من الحجر~~~#، ثم حوالي 25 كم في خمس ساعات تقريبًا حتى وصل #~~~الحِجر~~~#، وصلوا الصبح في الطريق وأقاموا النهار للاستراحة.
وفيه كان رافع بن أبي رافع الطائي رضي الله عنه [^1] في الجيش يحكي عن نفسه ويقول: “كنت في ذلك البعث فقلت والله لأختارنّ لنفسي صاحبًا ينفعني الله به، فاخترت أبا بكر الصديق، وكانت له عباءة فَدَكيّة -مصنوعة بفَدَك-، فإذا نزلنا منزلًا فرشها، وإذا رَكِب جمعها”، فلمّا كانوا اليوم عائدين للمدينة المنوَّرة، قال رافع لأبي بكر رضي الله عنهما: “يا أبا بكر، رحمك الله، علمني شيئًا ينفعني الله به”، قال أبو بكر رضي الله عنه: “قد كنت فاعلًا ولو لم تسألني؛ لا تُشرِك بالله، وأقِم الصلاة، وآت الزكاة، وصُم رمضان، وحُجّ البيت، واعتمِر، واغتسل من الجنابة، ولا تتأمَّر -لا تطلب الإمارة- على اثنين من المسلمين”. قال رافع: “أما ما أمرتني به من الصلاة الصوم والحج والاغتسال من الجنابة، فأنا فاعله، وأمّا الإمارة فإني رأيت الناس لا يصيبون هذا الشَّرَف وهذا الغِنى وهذه المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعند النّاس إلا بها!، فلم تنهاني عنها؟”، قال أبو بكر رضي الله عنه: “إنّك استنصحتني فجهدت لك نفسي؛ إنّ الناس دخلوا في الإسلام طوعًا وكرهًا، فأجارهم الله من الظلم، وهم عُوَّاد الله وجيران الله وفي أمانته، فمن أخفَرَ فإنما يُخفِرُ الله في جيرانه وإن شاة أحدكم أو بعيره ليذهب فيظلّ ناتئًا عضله عضبًا لجاره والله من وراء جاره”[^1]، وغربت الشمس وهم هناك.
بعث عوف بن مالك بأخبار السريّة للمدينة المنوَّرَة
وفي ليلته أمسى عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قريب من الحجر، فسار حوالي 25 كم في خمس ساعات تقريبًا حتى وصل الحِجر، ثم حوالي 24 كم في خمس ساعات تقريبًا حتى وصل #~~~العُلا~~~#، وصلّى الصُّبح في الطريق، ثم وقف للاستراحة مُدّة النهار وغربت الشمس وهو هناك.
[^1]: وكان رافع رضي الله عنه قبل إسلامه مسيحيًا يُدعى جِرجِس كما يروي ذلك عن نفسه.
[^2]: ولمّا انتقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى، واختار النّاس أبا بكر الصدّيق رضي الله عنه، جاءه رافع فقال: “يا أبا بكر، ألم تك نهيتني عن أن أتأمّر على رجلين من المسلمين؟”، قال: “بلى!، وأنا الآن أنهاك عن ذلك!”، قال رافع: “فما حملك على أن تتولى أمر النّاس؟”، قال أبو بكر رضي الله عنه: “الفُرقَة، ودعوا إليَّ فلم أجد، بُدًّا من ذلك!”، وهو فهم صحيح وعقليّة أبا بكر رضي الله عنه الفارقة، فهو يشير إلى قوله صلى الله عليه وآله وسلَّم -كما في البُخاري-: “لا تسأل الإمارة، فإنك إن أُعطيتها عن مسألة وُكِلت إليها، وإن أُعطيتها عن غير مسألة أُعِنْتَ عليها”، لهذا جدَّدَ أبا بكر رضي الله عنه عليه المعنى وأنّه لا تناقُض.