غزوة بني قُريظة (الحصار – الليلة السادسة عشرة)
وفي ليلته إلى قبل الفجر؛ استمرّ حصار المسلمين لحصون #~~~بني قُرَيْظَة~~~# وقد أحاطوا بهم من كل جانب، وأخذوا يرمونهم بكثافة ويقتربون من الحصن جدًا يرمونهم بالحجارة والسّهام في مُناوبات مُستمرّة، وحضّهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الجهاد والصبر، فلم يرجع من المسلمين إلى المُعسكر أحد هذه الليلة، وبقي الجيش كلّه يرمي أهل الحصون رميًا شديدًا.
وفي صبيحته لمّا اشتدّ الحصار على بني قُريظة ولم يجدوا مُتَنَفسًا منه، لم تكد الشمس تنزل للغروب إلا وقد خارت قواهم فتوقفوا عن القتال من حصنهم، وقالوا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: “نُكَلِّمك؟”، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «نعم»، فأنْزَلوا أحد قادتهم: نبّاش بن قيس، يُكلِّم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فتكلَّم فقال: “يا محمد ننزل على ما نزلت عليه بنو النّضير، لك الأموال والحَلْقَة -السلاح- وتحقن دماءنا، ونخرج من بلادكم بالنّساء والذراري ولنا ما حملت الإبل إلا الحَلْقَة”، فرفض النّبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال نبّاش: “فتحقن دماءنا وتُسَلِّم لنا النّساء والذريّة ولا حاجة لنا فيما حملت الإبل”فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا، إلا أن تنزلوا على حُكمي» [^1]، ورجع نبّاش بن قيس إلى بني قُريظة وغربت الشمس وهم يتناقشون.