وفي ليلته أمسى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه من جيش المسلمين في غزوة فتح مكة عند #~~~الجحفة~~~#، فصلوا المغرب …
والعشاء وأقاموا أوَّل الليل.
وفيها رأى أبو بكر الصديق رضي الله عنه كلبة تهرّ -تئن بغير نباح- لمّا نزل الجيش الجحفة، واستلقت على ظهرها وضرعها يقطر لبنًا، فذكرها أبو بكر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ذهب كَلبهم -يعني هدأت قريش وذهب جنونها وإرادتها الحرب-، وأقبل درّهُم سائلوكم بأرحامكم، وأنتم لاقون بعضهم، فإن لقيتم أبا سفيان [^1] فلا تقتلوه».
ثم سار النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه حوالي 25 كم في خمس ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~وادي كُلَيَّة~~~#، ثم حوالي 14 كم في ثلاث ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~المُشَلَّل~~~# وقت الضُّحى تقريبًا وصلّوا الصبح في الطريق، ثم حوالي 5 كم في ساعة تقريبًا حتى نزلوا #~~~قديدًا~~~#، فصلوا بها الظهر والعصر أو قريبًا منها، وغربت الشمس وهم بها.
[^1]: ذهبت بعض المصادر إلى أن أبا سفيان المقصود في سياق هذا الحديث هو أبو سفيان بن الحارث ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان قد أمر بقتله قبل ذلك لمحاربته المسلمين بشِعرِه وسبّه لهم وللنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والظاهر أنّ كون المقصود أبا سفيان صخر بن حرب ممكن أيضًا، لأن بعض الروايات تذكر إسلام أبي سفيان بن الحارث عند نيق العٌقاب وهي قبل الجُحفة -بثلاثة أميال- التي قال فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الكلام -وقد ذكرناه-، وأبو سفيان صخر بن حرب سيلتقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضًا قبل دخوله مكّة، وأوفق من هذين الرأيين أن يكون قصد كليهما، فهذا متحقق أيضًا، فتكون من جوامع كلمه صلى الله عليه وآله وسلم، والله أعلم.