وفيه كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة المنورة، وقد جاءه وفد من قبيلتي عُضَل والقارة من المشركين -سبعة أفراد – فقالوا: …
“يا رسول الله، إن الإسلام قد انتشر عندنا ولا نجد من يعلمنا، فأرسل معنا جماعة من أصحابك يعلموننا الإسلام”.
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد علم في شهر مُحرّم من هذه السنة بتدبير سفيان بن خالد بن نُبَيْح الهُذَلي لقتله صلى الله عليه وآله وسلم، فأرسل عبد الله بن أنيس في المحرّم لقتله، فلمّا قُتِل ذهبت قبيلته -بنو لحيان- تستنجد بقبيلتي عُضل والقارة، وتطلب منهما أن يعينوها في الثأر لسفيان بن خالد. واتفقت بنو لحيان على إعطائهم الأموال مقابل أن يبعثوا جماعةً منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحجة أن الإسلام انتشر فيهم على أن يرسل معهم جماعة من أصحابه إلى قومهم يعلمونهم الإسلام، حتى إذا ما جاءوا معهم غدروا بهم وباعوهم لقريش مقابل المال فيكونوا قد أصابوا ثأرهم وحصلوا الأموال، حيث تريد قريش أيضًا الثأر لقتلاها في بدر.
فأرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم معهم سبعة من أصحابه [^1] وهم: عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، مرثد بن أبي مرثد، عبدالله بن طارق، وخبيب بن عدي، زيد بن الدَّثِنَة، خالد بن البكير، مُعتب بن عُبيد وجعل عاصم بن ثابت بن أبي الاقلح أميرًا عليهم [^2] فساروا جميعًا حوالي 25 كم في خمس ساعات حتى وصلوا إلى #~~~الجثجاثة~~~# وغربت الشمس وهم بها.
[^1] ويقال كانوا عشرة والظاهر أن الثلاثة كانوا أتباعًا فلم يُعتنى بذكر أسماءهم في المصادر، وذكر ابن إسحاق انهم كانوا ستة، وهم المذكورون باستثناء مُعتب بن عُبيد .
[^2] ويقال مرثد بن أبي مرثد الغنوي ، وما ذكرناه عن رواية البخاري.