وفي ليلته أمسى عبد الله بن أنيس رضي الله عنه عند #~~~وادي عُرَنَة~~~#، جالسًا عند سفيان بن خالد الهذلي وقد أرسله النبي …
صلى الله عليه وآله وسلم لقتله، وقد كان يجمع الجموع لقتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فجلس معه عبد الله حتى هدأ الناس ونام الناس، فقام إليه عبد الله بن أنيس على غفلة فقتله وأخذ رأسه وخرج، ودخلت نساءه فوجدنه مقتول فصرخن وبكين، وهرب عبد الله بن أنيس مسرعًا، فجرى حوالي 6 كم في عشرون دقيقة تقريبًا وتوجه إلى جبل من جبال المنطقة فدخل #~~~غارًا~~~#، فاختبأ حتى يهدأ البحث عنه.
وجاء الفرسان على ظهور الخيل يبحثون عنه في كل مكان، والرجال يتوزعون حول المنطقة، فنسجت العنكبوت على الغار خيوطها -كرامة لعبد الله بن أنيس رضي الله عنه وحماية له-، وصعد إلى الغار رجل معه إداوة ضخمة -إناء به ماء-، فوضع إداوته وخلع نعله، وجلس يبول على باب الغار، ثم نظر فوجد العنكبوت فقال لمن معه: “لا أحد في الغار!”، فانصرفوا راجعين وسهى الرجل عن إداوته ونعله، فأخذهما عبد الله بن أنيس، فلبس النعلين، وأخذ الإداوة يشرب منها وقد تذكر الحر واحتياجه الماء، وسار حوالي 51 كم في عشر ساعات تقريبًا حتى وصل #~~~مر الظهران~~~# “وادي فاطمة”، وقت الصبح أو بعده قليلًا، فكمن به وغربت الشمس وهو هناك.