وفي أخريات ذي القعدة أرسل عليه الصلاة والسلام أبا بكر ليحجّ بالناس …
فخرج في ثلاثمائة رجل من المدينة ومعه الهدي عشرون بدنة أهداها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وساق أبو بكر خمس بدنات، ولمّا سافر نزل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أوائل سورة براءة، فأرسل بها عليا ليبلغها الناس في يوم الحج الأكبر، وقال: «لا يبلغ عني إلّا رجل منّي»، فلحق أبا بكر في الطريق، فقال الصّدّيق: هل استعملك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الحج؟ قال: لا ولكن بعثني أقرأ أو أتلو براءة على الناس. فلمّا اجتمعوا بمنى يوم النحر قرأ عليهم عليّ ثلاث عشرة اية من أول سورة براءة تتضمن نبذ العهود لجميع المشركين الذين لم يوّفوا عهودهم، وإمهالها أربعة أشهر يسيحون فيها في الأرض كيف شاؤوا، وإتمام عهد المشركين الذين لم يظاهروا على المسلمين، ولم يغدروا بهم إلى مدتهم، ثم نادى: لا يحجّ بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان «2» ، وكان عليّ يصلي في هذا السفر وراء أبي بكر رضي الله عنهما.