فعند ذلك تجهزَ ناس للخروج من ديارهم وأموالهم فراراً بدينهم كما أشار عليه الصلاة والسلام، …
وهذه هي أول هجرة من مكة، وعدّة أصحابها عشرة رجال وخمس نسوة، وهم: عثمان بن عفان وزوجه رقيّة بنت رسول الله، وأبو سلمة وزوجه أُم سلمة، وأخوه لأمه أبو سَبْرة بن أبي رُهْم، وزوجه أم كلثوم، وعامر بن ربيعة وزوجه ليلى، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وزوجه سهلة بنت سُهَيل، وعبد الرحمان بن عوف، وعثمان بن مظعون، ومصعب بن عمير، وسُهَيْل بن البيضاء، والزبير بن العوّام، وجُلّهم من قريش، وكان عليهم ــــ فيما روى ابن هشام ــــ عثمان بن مظعون، فساروا على بركة الله، ولما انتهوا إلى البحر، استأجروا سفينة أوصلتهم إلى مقصدهم، فأقاموا آمنين من أذًى يلحق بهم من المشركين، ولم يبق مع النبي عليه الصلاة والسلام إلا القليل.