فبينما هو يمشي إذ سمع صوتاً من السماء فرفع إليه بصره، …
فإذا المَلَك الذي جاءه بحِراء جالس بين السماء والأرض، فرُعب منه لتذكّر ما فعله في المرة الأولى فرجع وقال: «دثروني، دثروني». فأنزل الله تعالى عليه: {يأَيُّهَا الْمُدَّثّرُ(1) قُمْ فَأَنذِرْ} [المدثر: 1-2] حذّر الناس من عذاب الله إن لم يرجعوا عن غيِّهم وما كان يعبد آباؤهم {وَرَبَّكَ فَكَبّرْ} [المدثر: 3] خصه بالتعظيم، ولا تشرك معه في ذلك غيره {وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ} [المدثر: 4] لتكون مستعداً للوقوف بين يدي الله إذ لا يليق بالمؤمن أن يكون مستقذراً نجساً {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 5] أي اهجر أسباب الرجز – وهو العذاب – بأن تطيع الله وتنفذ أمره {وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ} [المدثر: 6] ولا تهب أحداً هبة وأنت تطمع أن تستعيض من الموهوب أكثر مما وهبت، فهذا ليس من شأن الكرام {وَلِرَبّكَ فَاصْبِرْ} [المدثر: 7] على ما سيلحقك من أذى قومك حينما تدعوهم إلى الله.