فيها افتتح محمد بن القاسم بن أبي عقيل الثقفي الديبل، ثم سار إلى التيرون، فأتاه كتاب الحجاج: أنت أمير ما افتتحت …
قال أبو عبيدة: وولاه الحجاج وهو ابن سبع عشرة سنة، وفي ذلك يقول يزيد بن الحكم:
إن الشجاعة والسماحة والندى *** لمحمد بن القاسم بن محمد
قاد الجيوش لسبع عشرة حجة *** يا قرب ذلك سؤددا من مولد
قال: فحدثني ابن كهمس بن الحسن قال: حدثني أبي قال: كنت مع محمد بن القاسم فجاءنا داهر في جمع كثير ومعه سبعة وعشرون فيلا، فعبرنا إليهم فهزمهم الله وهرب داهر.
قال أبي: ثم عبرنا إليهم، واتبع عصابة من المسلمين العدو فقتلوهم ثم رجعوا إلى العسكر، فلما كان في الليل أقبل داهر ومعه جمع كثير مصلتين، فقتل داهر وعامة أصحابه، وانهزم الآخرون، واتبعهم محمد بن القاسم حتى أتى مدينة برهما، فخرج إليه قوم منهم فقاتلوهم، فألجأهم إلى مدينتهم فحصرهم حتى فتحها، ثم سار إلى الكيرج فافتتحها.
وفي سنة ثلاث وتسعين غزا موسى بن نصير بلاد المغرب.
فحدثني بكر بن عطية عن عوانة قال: غزا موسى بن نصير في المحرم سنة ثلاث وتسعين فأتى طنجة، ثم عبر لا يأتي على مدينة حتى يفتحها أو ينزلوا على حكمه، ثم سار إلى قرطبة، ثم سار مغربا فا فتتح مدينة باجة مما يلي البحر، وافتتح مدينة البيضاء، ووجه الجيوش فجعلوا يفتحون ويغنمون.
وفيها غزا قتيبة بن مسلم خوارزم، فصالحوه على عشرة آلاف ألف رأس، ثم سار إلى سمرقند فقاتلوه قتالا شديدا، وحاصرهم حتى صالحوه على ألفي ألف ومائتي ألف، على أن يعطوه تلك السنة ثلاثين ألف رأس، فرضي بذلك.
وفيها غزا العباس بن الوليد بن عبد الملك أرض الروم، ففتح على يديه حصنا.
وغزا مروان بن الوليد أيضا فبلغ حنجرة.
وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك فافتتح بابي الحصن الجديد من ناحية ملطية.
وأقام الحج عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك.
وفي سنة ثلاث وتسعين: مات أنس بن مالك.
قال أبو اليقظان صلى عليه قطن بن مدرك الكلابي، وبلغ أنس مائة سنة وثلاث سنين.
وفيها مات سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
ومحمود بن لبيد، وخبيب بن عبد الله بن الزبير وجابر بن زيد بالبصرة.
وتميم بن طرفة البكري وإبراهيم بن يزيد التيمي بواسط في حبس الحجاج، ويقال: سنة أربع.