فيها خرج صالح بن مسرح في صفر بناحية الجزيرة، فوجه إليه محمد بن مروان بن الحكم عدي بن عدي بن عميرة الكندي، …
فانهزم عدي، فوجه إليه محمد بن مروان خالد بن عبد الله السلمي والحارث بن جعونة العامري، فاقتتلوا قتالا شديدا، فانحاز صالح بن مسرح الى العراق، فلم يتبعوه، فوجه إليه الأشعث بن عميرة الهمداني فالتقوا بجوخان، فاقتتلوا قتالا شديدا، فارتث صالح، ثم مات يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين، واستخلف صالح شبيب بن يزيد فلقي سورة بن أبجر، ثم سار شبيب، فلقي سعيد بن عمرو الكندي، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم انصرف شبيب، فأتى الكوفة فدخلها وقتل بها أبا سليم مولى عنبسة بن أبي سفيان أبا الليث بن أبي سليم، وقتل أيضا عدي بن عمرو وأزهر بن عبيد الله العامري، ودخلت غزالة مسجد الكوفة وقرأت وردها في المسجد، وصعدت المنبر، وكانت نذرت ذلك، وفي ذلك يقول عتبان بن وصيلة الشيباني:
غزالة منا ذات نذر حميدة *** لها في سهام المسلمين نصيب
وقال عمران بن حطان السدوسي يؤنب الحجاج:
أسد علي وفي الحروب نعامة *** فتخاء تجفل من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى *** بل كان قلبك في جوانح طائر
صدعت غزالة قلبه بفوارس *** تركت مناظرة كأمس الدابر
ثم خرج شبيب عن الكوفة، فوجه إليه الحجاج زائدة بن قدامة الثقفي في جمع فالتقوا بأسفل الفرات، فقتل زائدة، فوجه الحجاج عبد الرحمن بن الأشعث فلم يقاتله، فوجه عثمان بن قطن الحارثي فالتقوا في ذي الحجة من سنة ست وسبعين فقتل عثمان بن قطن وانهزم أصحابه.
وفي سنة ست وسبعين وغل عبد الله بن أمية بن عبد الله بسجستان، فأخذ عليه بالطريق، فأعطى مالا وخلوا له عن الطريق، فعزله عبد الملك بن مروان، ووجه موسى بن طلحة بن عبيد الله.
وفيها غزا محمد بن مروان أرض الروم من ناحية ملطية.
وفيها مات الأسود بن يزيد، ومرة بن شراحيل الهمداني، وسعيد بن وهب الخيواني، وعمرو بن ميمون الأودي، ويقال: سنة أربع.