بَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لخمس خلون من الشَّهْر الْمَذْكُور إِلَى سُفْيَان الرَّاكِب سفينة بغيه الْمَعْرُوف وكفره الْمَشْهُور حَيْثُ وصل إِلَيْهِ …
أَنه تحول فِي غير مجاله وسعى فِي تحريض الْمُشْركين على قِتَاله.
فَمضى إِلَيْهِ عبد الله وَحده مُعْتَمدًا على من ينصر عَبده وينجز وعده فَقتله وَجَاء بِرَأْسِهِ إِلَيْهِ وَوَضعه حَال قدومه بَين يَدَيْهِ فَأعْطَاهُ عَصا وَقَالَ تخصر بِهَذِهِ فِي الْجنَّة فَأَخذهَا من يَده الْكَرِيمَة متحليا بِمن هَذِه الْمِنَّة.
وَفِي سُفْيَان الْهُذلِيّ يَقُول عبد الله بن أنيس من أَبْيَات:
تركت ابْن ثَوْر كالحوار وَحَوله *** نوائح تفري كل جيب مقرد
تناولته والطعن خَلْفي وَخَلفه *** بأبيض من مَاء الْحَدِيد مهند
وَقلت لَهُ خُذْهَا بضربة ماجد *** حنيف على دين النَّبِي مُحَمَّد
وَكنت إِذا هم الرَّسُول بِكَافِر *** سبقت إِلَيْهِ بِاللِّسَانِ وباليد