زواج والدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم
تزوج السيد عبد الله بن عبد المطلب من السيدة آمنة بنت وهب قبل ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ب ٢٥ سنة.
قصة تعارفهما
كانت آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف، قال الزبير بن بكار: وكان عبد الله أحسن رجل رؤي في قريش قط، وكان أبوه عبد المطلب قد مر به فيما يزعمون على امرأة من بني أسد بن عبد العزى، وهي أخت ورقة بن نوفل عند الكعبة، فقالت له: أين تذهب يا عبد الله؟ قال: مع أبي، قالت: لك مثل الإبل التي نحرت
عنك (وكانت مائة) وقعَْ عليَّ الآن، قال: أنا مع أبي ولا أستطيع خلافه ولا فراقه، وأنشد بعض أهل العلم في ذلك لعبد الله بن عبد المطلب:
أما الحرام فالممات دونه *** والحل لا حل فأستبينه
فكيف بالأمر الذي تبغينه
طهارة نسبه الشريف
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: لقد جاءكم رسول من أنفسكم. قال: أحدكم من أنفسكم لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح». عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه، قال: كتبت للنبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة أم، فما وجدت فيهن سفاحًا ولا شيئاً مما كان من أمر الجاهلية. وروينا مرفوعاً من حديث ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خرجت من نكاح غير سفاح».
بناء السيد عبد الله بالسيدة آمنة
رجع إلى الأول: فخرج به عبد المطلب حتى أتى به وهيب بن عبد مناف بن زهرة، وهو يومئذ سيد بني زهرة سنًاّ وشرفاً، فزوَّجه آمنة بنت وهب، وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسباً وموضعاً، فزعموا أنه دخل عليها حين أملكها مكانه ووقع عليها، فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم.
انتقال النور من جبين السيد عبد الله إلى السيدة آمنة
ثم خرج من عندها فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت، فقال لها: ما لكِ لا تعرضين علي اليوم ما عرضت بالأمس؟ فقالت له: فارقك النور الذي كان معك بالأمس، فليس لي بك اليوم حاجة، وقد كانت سمعت من أخيها ورقة بن نوفل أنه كائن في هذه الأمة نبي.
عمر السيد عبد الله وقتئذ
قال أبو عمر: كان تزوجها وعمره ثلاثون سنة، وقيل: خمس وعشرون، وقيل بينهما: ثمانية وعشرون عامًا.
زواج عبد المطلب بأم حمزة
وتزوج عبد المطلب في ذلك المجلس دالة بنت وهيب بن عبد مناف فولدت له حمزة، والمقوم، وحجلا،ً وصفية أم الزبير.
إقامة السيد عبد الله عند بني وهب
قال محمد بن السائب الكلبي: لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة أقام عندها ثلاثاً، وكانت تلك السُّنَةّ عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها.